سياسى
09-11-2006, 11:28 PM
إبراهيم شمس الدين لـ "السياسة": نرفض تلقي الأوامر من إيران ... ولدينا النضج لتقرير مصالحنا كشيعة لبنانيين
أكد أن الشيعة ليسوا حزبا بل مواطنون حيث وجدوا
رأى ابراهيم شمس الدين نجل الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين, انه ليس للشيعة اللبنانيين اية خصوصية وان مشروع الشيخ شمس الدين والسيد موسى الصدر كان مشروع الدولة وبناءها لتكون حضنا لجميع اللبنانيين.
كلام شمس الدين جاء في سياق حوار شامل اجرته معه "السياسة", اوضح فيه ان بعض الجماعات الاسلامية يريدون ان يكون الشيعة جماعة عابرين للقارات, فالشيعة مواطنون حيث هم, هم ليسوا احزابا ولا يتشكلون في ما وراء حدود اوطانهم. فشيعة لبنان يختلفون في مواطنيتهم مع شيعة الكويت, شيعة الكويت مواطنون كويتيون.
وذكر شمس الدين في حواره مقولة الاكثريتين التي عرضها والده, اكثرية عربية واكثرية اسلامية, رافضا فكرة الاقليات التي صدرت عن بعض الدوائر الاميركية, فالشيعة يجب الا ينظروا لانفسهم كاقلية ولا يسمحوا لاحد بان يتعامل معهم كاقلية يحتاجون لحماية.
وفي ما يلي نص الحوار:
بيروت - من صبحي الدبيسي
* ماذا بقي من مشروع الامام الشيخ مهدي شمس الدين بعد كل الذي جرى ومحاولة الاستئثار بالقرار الشيعي من قبل فئة معينة وخطورتها على الوضع الشيعي بشكل خاص وعلى لبنان بشكل عام?
لم يكن للوالد المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين مشروع خاص بهذا المعنى, كان مشروعه هو المشروع الوطني, اللبناني, هو اطلق مصطلح الشيعة العرب, ايضا مشروعه للشيعة العرب هو المشروع الوطني, كل في اوطانه, وليست هناك اية خصوصية للشيعة اللبنانيين ليس لهم مشروع خاص منفصل مع اقوامهم ومع مجتمعاتهم في لبنان, الشيعة اللبنانيون هم لبنانيون, ووطنيون ومشروعهم هو مشروع وطنهم, ليس لهم تمايز, السياسي او الاقتصادي او الامني, او الاجتماعي,
وايضا الشيعة الكويتيين هم جزء من المجتمع الكويتي ومن الدولة الكويتية والمجتمع السياسي العام الكويتي الموحد وكذلك في السعودية وفي البحرين وفي كافة ارجاء الوطن العربي... مشروعه كان مع كل الناس ليكونوا لاوطانهم وفي اوطانهم, ولذا كان في وصاياه الاخيرة التي نشرتها بعد وفاته, وهي لكل الناس وليست وصايا عائلية, وصايا للبنانيين وللمسلمين بشكل عام وللشيعة بشكل خاص, هي دعوة الى الاندماج ليكونوا جزءا من اوطانهم ولا يميزوا انفسهم باي ميزة خاصة او مشروع خاص.
كان مشروع الدولة ايضا هو مشروعه الذي حمله على مدار توليه مسؤولياته في رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى, بعد تغييب اول رئيس للمجلس السيد موسى الصدر والذي كان ايضا مشروعه هو مشروع الدولة, السيد موسى الصدر, الشيخ محمد مهدي شمس الدين كان همهما ومشروعهما هو مشروع الدولة العاملة لمواطنين احرار, هكذا كان شعارهما وهوجما معا كل في زمنه واثناء عمله لتمسكهما بهذا المشروع واصرارهما بمنع الفتنة وواد الفتنة, كان دائما مشروع الدولة لتكون حضنا للجميع وللشيعة اللبنانيين بشكل اخص. وفي العقد الاخير قبل وفاته في اول العام 2001 هذا النضج العام, وضوح قيام مشروع الدولة بمؤسساتها بشكل صحيح وسليم الدولة التي تخدم الناس ولا تخذلهم.. ايضا, في حمله وتاسيسه لهذا المشروع طبعا هو تعرض لهجومات وانتقادات كما تعرض السيد موسى الصدر كل في وقته وفي زمانه. كل منهما هوجم وحوصر, واتهم, وكلنا يذكر ذلك. ولهذا استطيع ان اقول ان الخط البياني السياسي العام للبنانيين في لبنان هو مشروع الدولة ومشروع الوطن وللمسلمين وللشيعة. وخاصة بعد وثيقة اتفاق "الطائف" التي ارست تعديلا اساسيا وجوهريا لتطوير النظام السياسي في لبنان, اصبح الجميع شركاء واصبح الحكم مؤسسة في مؤسسة مجلس الوزراء التي سيشارك فيه الجميع ويؤخذ القرار فيما بينهم...
* عندما تحدث الامام شمس الدين عن الشيعة العرب, هل كان يشخى من الايديولوجية الجديدة للشيعة الايرانية?
لا اعتقد ان هذا هو هاجس او هو رد فعل على خطاب معين, تقوم المواطنية والمواطنة, يعني توجد اطروحات كثيرة في الفترة الاخيرة صدرت عن حركات واحزاب سياسية عديدة وغير اسلامية تقول باعادة تاسيس خلافة,
ربما بعض الجماعات الاسلامية الشيعية خاصة يعتقد ويريد لها ان يكون الشيعة جماعة عابرين للقارات, الشيعة مواطنون حيث هم, هم ليسوا حزبا دوليا او اقليميا يتشكلون في ما وراء حدود اوطانهم ولهذا لا خصوصية لهم, خصوصيتهم وطنية, شيعة لبنان هم لبنانيون يختلفون في وطنيتهم مع شيعة الكويت, هم شيعة الكويت مواطنون كويتيون يشتركون بالفهم الثقافي وبالفهم الديني وبالمدرسة الدينية, وهذا لا غبار عليه ولا اشكال... ايران دولة وعالم قائم بنفسه في المجتمات التي فيها تنوع كبير وبعد بروز مناخات للتفرقة بين المجتمعات الموجودة في العالم العربي والاسلامي على اساس ديني او مذهبي او اثني,
هذه المحاولات رايناها على مدار السنوات الماضية وخاصة مدارس الاستشراف التي لا تزال موجودة... في الخطاب المتعلق بالمسلمين وفي ما يقصد به منطقة الشرق الاوسط. هذه المنطقة تصر على تسميتها منطقة جغرافية ليس لها هوية معينة ولا خصوصية ولا سياق حضاري وبالتالي هي تضم مجموعة من الاقليات المتناحرة والتي يمكن ان تتناحر وتحتاج الى مقاربة سياسية دولية مختلفة, هذه الاطروحة هي التي عرضها الشيخ الوالد واسس مقولة الاكثريتين, لان في المنطقة لا توجد اقليات اطلاقا مناقضة للاطروحة التي صدرت عن بعض الدوائر الاميركية منذ عشر سنوات ان هناك اقليات وقال لهم: لا توجد اقليات في المنطقة توجد اكثريتان كبيرتان, الاكثرية العربية والاكثرية الاسلامية.. وبهذا المعنى فان المسيحيين ليسوا اقلية في العالم الاسلامي, هم جزء من الاكثرية العربية والاكراد ليسوا اقلية في العالم الاسلامي, وتكلمت في هذا الشان مع الرئيس العراقي الحالي في اخر زيارة للعراق منذ سنتين قبل ان ينتخب رئيسا للجمهورية الرئيس جلال طالباني, ان الاكراد ليسوا اقلية هم جزء من الاكثرية الاسلامية
وبالتالي لا توجد اقليات بهذا المعنى انما الجميع ينتمي الى احدى الاكثريتين او الى كلتي الاكثريتين.. بهذا المعنى نفهم اطروحة الشيعة العرب, الشيعة العرب هم مواطنون في اوطانهم, وليس انتماؤهم السياسي هو الشيعة, يجب ان لا ينظروا الى بعضهم كاقلية ولا يسمحوا لاحد بان يتعامل معهم او يعاملوا كاقلية يحتاجون الى حماية على انهم في موقع خوف وان الاخرين يهددونهم او يتامرون عليهم وبالتالي هم عليهم ان يتوحدوا وان يعملوا ضمن خصوصيتهم الشيعية, هذه الاطروحة اطروحة خطرة ومرفوضة,
وغير صحيحة, التشيع هو اسلامنا, ولكن ليس هو الذي يحدد الهوية السياسية, الهوية السياسية تتحدد ضمن الاطار الوطني. وبهذا المعنى فان الناس مواطنون, مفهوم المواطنة الذي طور قبل اي مفهوم اخر موجود الذي يجمع الجميع ويتشارك فيه الجميع, في العلاقة ما بين الشيعة, والشيعة العرب وايران والجمهورية الاسلامية الايرانية لا توجد تبعية سياسية اطلاقا واي وهم في هذا الاطار يجب ان ينزع من الذهن ومن الراس ومن التفكير. الشيعة العرب وشيعة لبنان تحديدا ليست لهم تبعية سياسية, بمعنى الامرة مع الدولة الايرانية, نحن لا نتلقى اوامر اطلاقا من القيادة الايرانية ونرفض هذا الامر ونحن لا نريد ان نصدق انهم يفعلون هذا خدمة لمصالحنا الوطنية, نحن لدينا النضج والتجربة والخبرة الكافية حتى نقرر ما هي مصالحنا كشيعة لبنانيين وما هي مصالحنا في الاندماج واللقاء والتلاقي مع مواطنين لبنانيين وبالتالي نحن نعلم مصالحنا وكيف نقوم بها لا نحتاج الى توجيه ولا نقبل ان تاتينا امرة من احد بهذا الشان.
* لماذا تريد الجمهورية الاسلامية ان يكون لها حدود مع اسرائيل من خلال "حزب الله" او يكون لها نافذة على المتوسط كما يشاع من خلال دعمها المالي والعسكري ل¯"حزب الله" لا سيما بعد تشجيع الحزب على خطف الجنديين الذي ادى الى الحرب على لبنان و التدمير الذي اصابه جراء هذه الحرب, وفي النهاية جلست متفرجة?
انا اعتبر ان حدود الدولة الايرانية فيها من السعة ومن الاتساع ما يكفيها. ايران في وضعها الحالي تعتبر دولة كبرى, لا بل دولة عظمى في النظام الاقليمي بمقاييس العدد والسكان والسعة وبالثروات الموجودة في استقرار النظام السياسي, هي لا تبحث عن احتلالات حتى توسع حدودها, في العلاقة ما بين "حزب الله" وما بين ايران, هناك علاقة وثيقة وصلات قوية جدا وهي ليست خافية او مخفية, نحن جميعا نعلم ان "حزب الله" يعبر عن هذا المعنى ونظام الحكم في ايران يعبر عن هذا المعنى ولا ينفي علاقاته مع "حزب الله".
اطروحة ان الحزب في لبنان هو ذراع ايراني لان الصيغة غير كريمة وغير اخلاقية ان بالنسبة الى "حزب الله" وان بالنسبة الى لبنان.. وكان يثار في الاشهر الماضية وفي السنة الماضية مصطلح لبنانية الحزب مقابل عدم لبنانيته وانا ممن تكلم في هذا الامر علنا, هؤلاء الناس نعرف اهلهم واقاربهم. منابتهم هنا وصلاتهم هنا وقبورهم واقرباؤهم هنا ويعملون في الاطار اللبناني في هذا المعنى الحزب هو قطعا حزب لبناني في نمط العلاقة.
وبرايي ان مصلحة اللبنانيين ومصلحة الدولة اللبنانية ان تكون على علاقة صداقة وثيقة مع كل العالم, يوجد عدو واحد هو اسرائيل, وعلى الحكومة اللبنانية او توثق صداقاتها وتستفيد من علاقاتها مع الدول التي تستطيع ان تتجانس معها لتساعدها للوقوف ضد هذا العدو, او على الاقل لتحييدها من ان تكون قريبة او متميزة ضدها في هذه العلاقة الثلاثية ما بين لبنان والعدو الاسرائيلي والصديق الثالث, في هذا المعنى فان الاميركيين ليس عدوا هم صديق قاسٍ, صديق فظ احيانا, هم صديق شرس, واحيانا هو صديق متميز, لا نستطيع ان نضعه في موضع العداوة بحيث يصبح عندنا عدوان كبار من نوع اميركا واسرائيل.
نحن نعلم ان اميركا تتحيز لدولة اسرائيل ولكن لا نستطيع ان نضعها في موقع العدو على الاقل, نعمل معها لتخفيف تحيزها وللاستفادة اذا امكن, واقناعها باي شكل من الاشكال حتى لا تعمل ضدنا, وبكل اسف فان الاجتياح الاسرائيلي الاخير الذي تم في 12 يوليو اثبت الاميركيون عن تحيز وكانت علاقتهم مع لبنان غير سليمة وغير صحية. اعود الى النقطة الاولى والاساسية, لبنان يحتاج الى ان يوثق علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة, ايران تعرض نفسها وتقدم نفسها كصديق وهي كذلك, يستفاد بهذه الصداقة بهدف وهذا الهدف صحيح ومطلوب, مصلحة لبنان ان يستفيد من صداقاته لمصلحته الوطنية ايضا دول اخرى تقيم علاقات مع باقي الدول في اطار نظام مصالحها وايران من هذه الدول. اذا كانت ايران تحتاج الى اي شيء, الى اي دعم الى موقف من لبنان, في علاقاتها ووضعها الدولي, لبنان يستطيع ان يكون مفيدا في هذا الامر,
اللبنانيون لهم ايضا علاقات وباعهم طويل في هذا الصدد وخطابهم متنوع عن خطاب الايرانيين والعلاقات مختلفة ومتنوعة واللبنانيون في المهاجر اقاموا صلات وثيقة ودوائر سياسية واقتصادية كبيرة مع الدول المتواجدين فيها. اذا كانت ايران تحتاج الى شيء من لبنان تستطيع ان تطلبه من الحكومة اللبنانية مباشرة, ولا حاجة لها ان تطلب مساعدة عن طريق فئة, هذا امر غير صحيح كما لا تقبل هي ان يقيم احد علاقات مع قسم او جناح من المجتمع الايراني باي شكل خارج اطار الدولة الايرانية وخارج اطار الحكومة الايرانية القاعدة الفقهية الاسلامية ان البيوت تؤتى من ابوابها فكما ان باب الدولة الايرانية من خلال الدولة الاسلامية والنظام الذي اختاره الايرانيون وارتضوه لانفسهم ايضا الباب في لبنان هو حكومة لبنان ودولة لبنان. هذا هو النظام الذي اخترناه وارتضيناه لانفسنا, فالدخول الى لبنان يكون من باب لبنان.
* هل اقنعك كلام الامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله: "انه لو كان يعلم ردة الفعل الاسرائيلية لما اقدم على خطف الجنديين"?
انا لا اساجل ولا ادخل في ردود على احد, لكنني اصدق الرجل, فاذا هو قال انه لو كنت اعلم ان حجم الرد الاسرائيلي كما راينا من الوحشية على مدار اكثر من شهر ما كان الحزب اقدم على هذا العمل, نعم انا اصدقه وهو اعتراف والعمل بهذا المعنى عمل جيد والكلام كلام عقلاء حتى الحرب لها موازين شرعية, نحن نقول ان المقاومة والعمل المقاوم ليس فقط ضد احد, نحن نخوض المعركة حفاظا عن قضية ودفاعا عن قضية. هذا الشيء الذي نحارب من اجله دفاعا عن الوطن والوطن هو الناس والناس هم المقاومة الحقيقية, اذا كانوا يتعرضون لخطر كبير وقتل ودمار ينبغي الا يقدم على عمل يعرض لسوء اطلاقا. وبهذا المعنى عندما يعبر امين عام الحزب عن هذا التفسير نعم انا اصدقه.
* هل صحيح ان البيان الوزاري الذي نص على دعم المقاومة لتحرير الارض والاسرى كان بمثابة مستند بيد "حزب الله" للتفرد بقرار الحرب?
البيان الوزاري لاي حكومة يعكس بشكل عام مفاهيم وعناوين عامة, خطة عمل الحكومة وفي اي وطن من الاوطان وهذا امر مالوف بالنظام الجمهوري الديموقراطي البرلماني.. الحكومة اللبنانية قدمت بيانها الوزاري وجزء من مهامها اكمال تحرير الارض اللبنانية, هذه الخطة وافق عليها مجلس النواب, اذا هذا الالتزام من باب بما الزموا به انفسهم, هنا لا استطيع ان اقول ان هناك اي تفويض, الحكومة مسؤولة وواجب الحكومة ان تقوم بهذا العمل الية تنفيذ العمل على مسؤولية السلطة ولم يحدث تفويض لاحد ان كان "حزب الله" او جهة حزبية اخرى مشاركة في الحكومة او غير مشاركة. نحن ندخل الى الدولة كائنا من كنا افرادا او جماعات بالمعنى السياسي او التنظيمي.. ونقبل فكرة الدولة وانظمتها وقوانينها ونعمل بفكر الدولة وقوانينها. اي شخص يخالف الدولة واجراءاتها ونظامها هو خارج عنها.
قبول الصيغة يعني القبول بالانظمة والقوانين.. الحكومة اذا كلها مسؤولة بالعمل المطلوب لمصالح اللبنانيين, ومصلحة الوطن جزء من هذه المهمة. الجيش احدى ادوات الدولة واحدى ادوات النظام اللبناني, العمل العسكري لتحرير الوطن هو من الوسائل المتاحة والبديهية للحكومة اللبنانية.. تكليف جهة حزبية معينة القيام بمهمة التحرير انا لا اعتقد ذلك..
* عندما تشرع الدولة المقاومة وتقفل كل الوسائل الاعلامية الخاصة وتبقي على اعلام "حزب الله" وتحرم نفسها من بسط سيطرتها في اماكن تواجد هذه المقاومة سواء في الجنوب او في الضاحية, الا تعتقد ان هذه الحكومة وكل حكومات بعد "الطائف" وما بعد عملية عناقيد الغضب هي التي سمحت بشكل او باخر لقيام دولة ضمن الدولة. كيف تفسر لنا هذا الامر?
في كل الكون لا يوجد فراغ, الفراغ يجب ان يملا, غياب الدولة يحدث فراغا, طالما في مكان ما يوجد فراغ ستاتي جهة وتملاه وهذا ما حدث منذ بداية الحرب في لبنان, اي ضعف للدولة تملؤه اي جهة واجب الدولة ان تكون قوية, تتصرف كدولة بحزمها وسلطتها وشرعيتها, اهم ما تملك الدولة الشرعية, تعطي بعضا منها لجهة اذا كانت تتفق مع نسق الدولة العام, اذا كان هناك غياب للدولة سيكون هناك قبول لجهة اخرى. معروف ان الدولة وصلت في سني الحرب الى الانحلال ونشات ميليشيات عديدة وهذه حالة ليست محصورة ب¯"حزب الله"... في مصطلح المقاومة, المقاومة مفردة من مفردات التعبير للدفاع, ومؤسسة الشرعية التي تبنى في كل الدول, ان الجيش هو المؤسسة الوطنية التي تبنى للقيام بمهام الدفاع العسكري ضد العدو الخارجي اثناء الحرب مؤسسة الدولة لم تستطع مواجهة الاحتلالات والاعتداءات الاسرائيلية.
عندما يكون هناك احتلال واجب المقاومة على المواطنين هو واجب وطني وفي بعض الاعتبارات هو واجب ديني, قام اللبنانيون بانشاء مقاومتهم كمواطنين لبنانيين خارج منظومة الدولة, لان الدولة لم تستطع ان تقوم بهذا الواجب. المقاومة هي رد فعل لمقاومة الاحتلال وعندما يزول الاحتلال تنتهي فان المقاومة وطالما هناك احتلال المقاومة يجب ان تستمر بهذا الجو. الوضع العام في ما يتعلق بتفكك الدولة سمح بوجود قوى وواقع الاحتلال هو الدليل ودفعنا جميعا وانا من الذين قطعوا دراستهم في الخارج واتيت لادافع عن وطني واتى لبنانيون بالعشرات, لاننا شعرنا انه علينا واجب الدفاع عن الوطن.
* هل ترى في الوقت الحاضر ان الدولة بدات تحزم امرها?
ما اراه فيه مؤشرات واضحة وقوية في منطق الدولة, الامور تحتاج الى وقت حتى ترسو بشكل صحيح ومنتظم. وفي العمل السياسي ينبغي ان تؤخذ الامور بحكمة وتروٍ ولكن بثبات وبحزم. الدولة يجب ان تستعمل شرعيتها التي يتوسلها الاخرون, ويجب ان تكون حكيمة وحريصة..
* البعض يعتقد ان الوهن الذي اصاب الدولة واضعفها هو الوجود السوري في لبنان, الذي منع قيام الدولة المركزية صاحب الشرعية التي تتحدث عنها منذ خروج سورية في نيسان في السنة الماضية ما زالت تسعى عبر حلفائها لعدم قيام الدولة المركزية. هل تعتقد ان الدولة تستطيع منع الاخرين من التدخل بشؤونها?
في السنوات السابقة كان هناك وجود سوري مباشر, ووجود ادارة سورية للسياسة اللبنانية ولا اريد ان ادخل في تفاصيل هذا الموضوع مع التاكيد على علاقة جيدة ومتينة وصحيحة وصحية مع القيادة السورية كوطن وانا ابن الرجل الذي نظم واسس مفهوم الصمود والممانعة في الصراع العربي-الاسرائيلي, لان هذا العمل نابع من قناعتي وانت تعلم انه ايام النفوذ السوري لم يقدم لنا لا مواقع ولا مكاسب ولا مناصب ولا اي شيء, على خلاف الاخرين والكثيرين ممن كانوا يحتمون او يتوسلون الدعم السوري للحصول على مكاسب وحصلوا على النفوذ والسلطة, سورية الان هي خارج لبنان لا تستطيع الحكومة اللبنانية ان تقول ان هناك سيطرة سورية او تدخلا سوريا مباشرا في ادارة الشان الداخلي,
وحصلت انتخابات عمليا لبنانية وكان هناك صعوبات كثيرة ولكنني اعتقد ان هناك دولة لبنانية تعيد تكوين نفسها في اطار استقلالها وسيادتها على نفسها وعلى وطنها وهي الباب الذي يجب ان يدخل منه الى لبنان ولهذا في اي علاقة مع اي دولة اخرى وخصوصا سورية من مصلحة لبنان ومن مصلحة سورية ان تكون علاقتها بلبنان عبر الدولة اللبنانية لما يحفظ ود واحترام بناء على اصول التعامل. في اي شيء تحتاجه ايضا سورية من لبنان, انا متاكد ان كل لبنان حاضر ليساعد سورية في اي شان تحتاجه. انا لا اريد ان اصدق ان هناك اعداء لسورية في لبنان, نسمع كلاما كثيرا لكن لا احد يعتبر ان سورية هي في موقع عدو كاسرائيل قطعا.. حتى المواقف الشديدة الانفعال لا تعبر عن عداوة. لبنان يستطيع ان يعمل ويفعل كثيرا لمساعدة سورية على مبدا التعاون المشترك بين الدولتين.
* ماذا ترى في مواقف الرئيس نبيه بري الاخيرة بدءا من خطاب صور الى الاعتصام في المجلس النيابي?
لن اجيب عن هذا السؤال لاني لم اطلع على خطاب صور ولا اريد ان اعلق على عمل اشخاص, هناك رئيس لمجلس النواب يقوم بالدور الذي ينبغي ان يقوم به يتصرف بمسؤولية بما يحفظ لبنان ويصون ارضه وكرامته.. ولا اعتقد ان هناك مشروع فتنة بين المسلمين السنة والشيعة ولا ارى النموذج العراقي اطلاقا, وما يحكى من تحاليل صحافية اعتبر هذا الامر من باب الزحلقة والتحليل السياسي ولا ينم عن عمق رؤية.
* هل ستبقى المقاومة على فعاليتها بعد هذه الحرب وخاصة في منطقة جنوب الليطاني?
انت تقصد "حزب الله".
* نعم "حزب الله".
هناك التباس كبير ما بين المقاومة و"حزب الله". "حزب الله" هو صيغة من صيغ المقاومة وجزء من المقاومة, المقاومة دائما هي مقاومة اللبنانيين ليس "حزب الله" هو المقاومة ولا توجد مقاومة من دون شعب ومن دون وطن. واعيد للتاكيد طالما هناك احتلال يجب ان يكون هناك مقاومة وهذا امر بديهي وطبيعي ولا نقبل من احد ان يتكلم كلاما اخر وعندما يتكلمون عن نزع سلاح المقاومة اسخر من هذا التعبير. المشكلة ليست مشكلة سلاح, السلاح هو حديد, المقصود من السلاح هو اصل وجود المقاومة. السؤال بشكل دقيق هل ينبغي لاحد ان يكون مسلحا? انا اقول لا هذا غير صحيح وغير صحي ويتنافى مع المفاهيم الوطنية ومفهوم الدولة.
في صيغ التركيب الان هناك قوة الامم المتحدة التي بدات تنشر بناء على قرار مجلس الامن. هل واجب قوة الامم المتحدة ان تحرر لبنان? ينبغي لها ان تتصرف لتحرير لبنان وتحديدا شبعا, اذا قصرت نحاسبها ونطالبها اذا لم يكن هذا دور الامم المتحدة وبقي هناك احتلال, اذا يجب على لبنان ان يتصرف التصرف المناسب هذا يعود الى اللبنانيين ضمن مؤسساتهم الشرعية.
أكد أن الشيعة ليسوا حزبا بل مواطنون حيث وجدوا
رأى ابراهيم شمس الدين نجل الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين, انه ليس للشيعة اللبنانيين اية خصوصية وان مشروع الشيخ شمس الدين والسيد موسى الصدر كان مشروع الدولة وبناءها لتكون حضنا لجميع اللبنانيين.
كلام شمس الدين جاء في سياق حوار شامل اجرته معه "السياسة", اوضح فيه ان بعض الجماعات الاسلامية يريدون ان يكون الشيعة جماعة عابرين للقارات, فالشيعة مواطنون حيث هم, هم ليسوا احزابا ولا يتشكلون في ما وراء حدود اوطانهم. فشيعة لبنان يختلفون في مواطنيتهم مع شيعة الكويت, شيعة الكويت مواطنون كويتيون.
وذكر شمس الدين في حواره مقولة الاكثريتين التي عرضها والده, اكثرية عربية واكثرية اسلامية, رافضا فكرة الاقليات التي صدرت عن بعض الدوائر الاميركية, فالشيعة يجب الا ينظروا لانفسهم كاقلية ولا يسمحوا لاحد بان يتعامل معهم كاقلية يحتاجون لحماية.
وفي ما يلي نص الحوار:
بيروت - من صبحي الدبيسي
* ماذا بقي من مشروع الامام الشيخ مهدي شمس الدين بعد كل الذي جرى ومحاولة الاستئثار بالقرار الشيعي من قبل فئة معينة وخطورتها على الوضع الشيعي بشكل خاص وعلى لبنان بشكل عام?
لم يكن للوالد المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين مشروع خاص بهذا المعنى, كان مشروعه هو المشروع الوطني, اللبناني, هو اطلق مصطلح الشيعة العرب, ايضا مشروعه للشيعة العرب هو المشروع الوطني, كل في اوطانه, وليست هناك اية خصوصية للشيعة اللبنانيين ليس لهم مشروع خاص منفصل مع اقوامهم ومع مجتمعاتهم في لبنان, الشيعة اللبنانيون هم لبنانيون, ووطنيون ومشروعهم هو مشروع وطنهم, ليس لهم تمايز, السياسي او الاقتصادي او الامني, او الاجتماعي,
وايضا الشيعة الكويتيين هم جزء من المجتمع الكويتي ومن الدولة الكويتية والمجتمع السياسي العام الكويتي الموحد وكذلك في السعودية وفي البحرين وفي كافة ارجاء الوطن العربي... مشروعه كان مع كل الناس ليكونوا لاوطانهم وفي اوطانهم, ولذا كان في وصاياه الاخيرة التي نشرتها بعد وفاته, وهي لكل الناس وليست وصايا عائلية, وصايا للبنانيين وللمسلمين بشكل عام وللشيعة بشكل خاص, هي دعوة الى الاندماج ليكونوا جزءا من اوطانهم ولا يميزوا انفسهم باي ميزة خاصة او مشروع خاص.
كان مشروع الدولة ايضا هو مشروعه الذي حمله على مدار توليه مسؤولياته في رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى, بعد تغييب اول رئيس للمجلس السيد موسى الصدر والذي كان ايضا مشروعه هو مشروع الدولة, السيد موسى الصدر, الشيخ محمد مهدي شمس الدين كان همهما ومشروعهما هو مشروع الدولة العاملة لمواطنين احرار, هكذا كان شعارهما وهوجما معا كل في زمنه واثناء عمله لتمسكهما بهذا المشروع واصرارهما بمنع الفتنة وواد الفتنة, كان دائما مشروع الدولة لتكون حضنا للجميع وللشيعة اللبنانيين بشكل اخص. وفي العقد الاخير قبل وفاته في اول العام 2001 هذا النضج العام, وضوح قيام مشروع الدولة بمؤسساتها بشكل صحيح وسليم الدولة التي تخدم الناس ولا تخذلهم.. ايضا, في حمله وتاسيسه لهذا المشروع طبعا هو تعرض لهجومات وانتقادات كما تعرض السيد موسى الصدر كل في وقته وفي زمانه. كل منهما هوجم وحوصر, واتهم, وكلنا يذكر ذلك. ولهذا استطيع ان اقول ان الخط البياني السياسي العام للبنانيين في لبنان هو مشروع الدولة ومشروع الوطن وللمسلمين وللشيعة. وخاصة بعد وثيقة اتفاق "الطائف" التي ارست تعديلا اساسيا وجوهريا لتطوير النظام السياسي في لبنان, اصبح الجميع شركاء واصبح الحكم مؤسسة في مؤسسة مجلس الوزراء التي سيشارك فيه الجميع ويؤخذ القرار فيما بينهم...
* عندما تحدث الامام شمس الدين عن الشيعة العرب, هل كان يشخى من الايديولوجية الجديدة للشيعة الايرانية?
لا اعتقد ان هذا هو هاجس او هو رد فعل على خطاب معين, تقوم المواطنية والمواطنة, يعني توجد اطروحات كثيرة في الفترة الاخيرة صدرت عن حركات واحزاب سياسية عديدة وغير اسلامية تقول باعادة تاسيس خلافة,
ربما بعض الجماعات الاسلامية الشيعية خاصة يعتقد ويريد لها ان يكون الشيعة جماعة عابرين للقارات, الشيعة مواطنون حيث هم, هم ليسوا حزبا دوليا او اقليميا يتشكلون في ما وراء حدود اوطانهم ولهذا لا خصوصية لهم, خصوصيتهم وطنية, شيعة لبنان هم لبنانيون يختلفون في وطنيتهم مع شيعة الكويت, هم شيعة الكويت مواطنون كويتيون يشتركون بالفهم الثقافي وبالفهم الديني وبالمدرسة الدينية, وهذا لا غبار عليه ولا اشكال... ايران دولة وعالم قائم بنفسه في المجتمات التي فيها تنوع كبير وبعد بروز مناخات للتفرقة بين المجتمعات الموجودة في العالم العربي والاسلامي على اساس ديني او مذهبي او اثني,
هذه المحاولات رايناها على مدار السنوات الماضية وخاصة مدارس الاستشراف التي لا تزال موجودة... في الخطاب المتعلق بالمسلمين وفي ما يقصد به منطقة الشرق الاوسط. هذه المنطقة تصر على تسميتها منطقة جغرافية ليس لها هوية معينة ولا خصوصية ولا سياق حضاري وبالتالي هي تضم مجموعة من الاقليات المتناحرة والتي يمكن ان تتناحر وتحتاج الى مقاربة سياسية دولية مختلفة, هذه الاطروحة هي التي عرضها الشيخ الوالد واسس مقولة الاكثريتين, لان في المنطقة لا توجد اقليات اطلاقا مناقضة للاطروحة التي صدرت عن بعض الدوائر الاميركية منذ عشر سنوات ان هناك اقليات وقال لهم: لا توجد اقليات في المنطقة توجد اكثريتان كبيرتان, الاكثرية العربية والاكثرية الاسلامية.. وبهذا المعنى فان المسيحيين ليسوا اقلية في العالم الاسلامي, هم جزء من الاكثرية العربية والاكراد ليسوا اقلية في العالم الاسلامي, وتكلمت في هذا الشان مع الرئيس العراقي الحالي في اخر زيارة للعراق منذ سنتين قبل ان ينتخب رئيسا للجمهورية الرئيس جلال طالباني, ان الاكراد ليسوا اقلية هم جزء من الاكثرية الاسلامية
وبالتالي لا توجد اقليات بهذا المعنى انما الجميع ينتمي الى احدى الاكثريتين او الى كلتي الاكثريتين.. بهذا المعنى نفهم اطروحة الشيعة العرب, الشيعة العرب هم مواطنون في اوطانهم, وليس انتماؤهم السياسي هو الشيعة, يجب ان لا ينظروا الى بعضهم كاقلية ولا يسمحوا لاحد بان يتعامل معهم او يعاملوا كاقلية يحتاجون الى حماية على انهم في موقع خوف وان الاخرين يهددونهم او يتامرون عليهم وبالتالي هم عليهم ان يتوحدوا وان يعملوا ضمن خصوصيتهم الشيعية, هذه الاطروحة اطروحة خطرة ومرفوضة,
وغير صحيحة, التشيع هو اسلامنا, ولكن ليس هو الذي يحدد الهوية السياسية, الهوية السياسية تتحدد ضمن الاطار الوطني. وبهذا المعنى فان الناس مواطنون, مفهوم المواطنة الذي طور قبل اي مفهوم اخر موجود الذي يجمع الجميع ويتشارك فيه الجميع, في العلاقة ما بين الشيعة, والشيعة العرب وايران والجمهورية الاسلامية الايرانية لا توجد تبعية سياسية اطلاقا واي وهم في هذا الاطار يجب ان ينزع من الذهن ومن الراس ومن التفكير. الشيعة العرب وشيعة لبنان تحديدا ليست لهم تبعية سياسية, بمعنى الامرة مع الدولة الايرانية, نحن لا نتلقى اوامر اطلاقا من القيادة الايرانية ونرفض هذا الامر ونحن لا نريد ان نصدق انهم يفعلون هذا خدمة لمصالحنا الوطنية, نحن لدينا النضج والتجربة والخبرة الكافية حتى نقرر ما هي مصالحنا كشيعة لبنانيين وما هي مصالحنا في الاندماج واللقاء والتلاقي مع مواطنين لبنانيين وبالتالي نحن نعلم مصالحنا وكيف نقوم بها لا نحتاج الى توجيه ولا نقبل ان تاتينا امرة من احد بهذا الشان.
* لماذا تريد الجمهورية الاسلامية ان يكون لها حدود مع اسرائيل من خلال "حزب الله" او يكون لها نافذة على المتوسط كما يشاع من خلال دعمها المالي والعسكري ل¯"حزب الله" لا سيما بعد تشجيع الحزب على خطف الجنديين الذي ادى الى الحرب على لبنان و التدمير الذي اصابه جراء هذه الحرب, وفي النهاية جلست متفرجة?
انا اعتبر ان حدود الدولة الايرانية فيها من السعة ومن الاتساع ما يكفيها. ايران في وضعها الحالي تعتبر دولة كبرى, لا بل دولة عظمى في النظام الاقليمي بمقاييس العدد والسكان والسعة وبالثروات الموجودة في استقرار النظام السياسي, هي لا تبحث عن احتلالات حتى توسع حدودها, في العلاقة ما بين "حزب الله" وما بين ايران, هناك علاقة وثيقة وصلات قوية جدا وهي ليست خافية او مخفية, نحن جميعا نعلم ان "حزب الله" يعبر عن هذا المعنى ونظام الحكم في ايران يعبر عن هذا المعنى ولا ينفي علاقاته مع "حزب الله".
اطروحة ان الحزب في لبنان هو ذراع ايراني لان الصيغة غير كريمة وغير اخلاقية ان بالنسبة الى "حزب الله" وان بالنسبة الى لبنان.. وكان يثار في الاشهر الماضية وفي السنة الماضية مصطلح لبنانية الحزب مقابل عدم لبنانيته وانا ممن تكلم في هذا الامر علنا, هؤلاء الناس نعرف اهلهم واقاربهم. منابتهم هنا وصلاتهم هنا وقبورهم واقرباؤهم هنا ويعملون في الاطار اللبناني في هذا المعنى الحزب هو قطعا حزب لبناني في نمط العلاقة.
وبرايي ان مصلحة اللبنانيين ومصلحة الدولة اللبنانية ان تكون على علاقة صداقة وثيقة مع كل العالم, يوجد عدو واحد هو اسرائيل, وعلى الحكومة اللبنانية او توثق صداقاتها وتستفيد من علاقاتها مع الدول التي تستطيع ان تتجانس معها لتساعدها للوقوف ضد هذا العدو, او على الاقل لتحييدها من ان تكون قريبة او متميزة ضدها في هذه العلاقة الثلاثية ما بين لبنان والعدو الاسرائيلي والصديق الثالث, في هذا المعنى فان الاميركيين ليس عدوا هم صديق قاسٍ, صديق فظ احيانا, هم صديق شرس, واحيانا هو صديق متميز, لا نستطيع ان نضعه في موضع العداوة بحيث يصبح عندنا عدوان كبار من نوع اميركا واسرائيل.
نحن نعلم ان اميركا تتحيز لدولة اسرائيل ولكن لا نستطيع ان نضعها في موقع العدو على الاقل, نعمل معها لتخفيف تحيزها وللاستفادة اذا امكن, واقناعها باي شكل من الاشكال حتى لا تعمل ضدنا, وبكل اسف فان الاجتياح الاسرائيلي الاخير الذي تم في 12 يوليو اثبت الاميركيون عن تحيز وكانت علاقتهم مع لبنان غير سليمة وغير صحية. اعود الى النقطة الاولى والاساسية, لبنان يحتاج الى ان يوثق علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة, ايران تعرض نفسها وتقدم نفسها كصديق وهي كذلك, يستفاد بهذه الصداقة بهدف وهذا الهدف صحيح ومطلوب, مصلحة لبنان ان يستفيد من صداقاته لمصلحته الوطنية ايضا دول اخرى تقيم علاقات مع باقي الدول في اطار نظام مصالحها وايران من هذه الدول. اذا كانت ايران تحتاج الى اي شيء, الى اي دعم الى موقف من لبنان, في علاقاتها ووضعها الدولي, لبنان يستطيع ان يكون مفيدا في هذا الامر,
اللبنانيون لهم ايضا علاقات وباعهم طويل في هذا الصدد وخطابهم متنوع عن خطاب الايرانيين والعلاقات مختلفة ومتنوعة واللبنانيون في المهاجر اقاموا صلات وثيقة ودوائر سياسية واقتصادية كبيرة مع الدول المتواجدين فيها. اذا كانت ايران تحتاج الى شيء من لبنان تستطيع ان تطلبه من الحكومة اللبنانية مباشرة, ولا حاجة لها ان تطلب مساعدة عن طريق فئة, هذا امر غير صحيح كما لا تقبل هي ان يقيم احد علاقات مع قسم او جناح من المجتمع الايراني باي شكل خارج اطار الدولة الايرانية وخارج اطار الحكومة الايرانية القاعدة الفقهية الاسلامية ان البيوت تؤتى من ابوابها فكما ان باب الدولة الايرانية من خلال الدولة الاسلامية والنظام الذي اختاره الايرانيون وارتضوه لانفسهم ايضا الباب في لبنان هو حكومة لبنان ودولة لبنان. هذا هو النظام الذي اخترناه وارتضيناه لانفسنا, فالدخول الى لبنان يكون من باب لبنان.
* هل اقنعك كلام الامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله: "انه لو كان يعلم ردة الفعل الاسرائيلية لما اقدم على خطف الجنديين"?
انا لا اساجل ولا ادخل في ردود على احد, لكنني اصدق الرجل, فاذا هو قال انه لو كنت اعلم ان حجم الرد الاسرائيلي كما راينا من الوحشية على مدار اكثر من شهر ما كان الحزب اقدم على هذا العمل, نعم انا اصدقه وهو اعتراف والعمل بهذا المعنى عمل جيد والكلام كلام عقلاء حتى الحرب لها موازين شرعية, نحن نقول ان المقاومة والعمل المقاوم ليس فقط ضد احد, نحن نخوض المعركة حفاظا عن قضية ودفاعا عن قضية. هذا الشيء الذي نحارب من اجله دفاعا عن الوطن والوطن هو الناس والناس هم المقاومة الحقيقية, اذا كانوا يتعرضون لخطر كبير وقتل ودمار ينبغي الا يقدم على عمل يعرض لسوء اطلاقا. وبهذا المعنى عندما يعبر امين عام الحزب عن هذا التفسير نعم انا اصدقه.
* هل صحيح ان البيان الوزاري الذي نص على دعم المقاومة لتحرير الارض والاسرى كان بمثابة مستند بيد "حزب الله" للتفرد بقرار الحرب?
البيان الوزاري لاي حكومة يعكس بشكل عام مفاهيم وعناوين عامة, خطة عمل الحكومة وفي اي وطن من الاوطان وهذا امر مالوف بالنظام الجمهوري الديموقراطي البرلماني.. الحكومة اللبنانية قدمت بيانها الوزاري وجزء من مهامها اكمال تحرير الارض اللبنانية, هذه الخطة وافق عليها مجلس النواب, اذا هذا الالتزام من باب بما الزموا به انفسهم, هنا لا استطيع ان اقول ان هناك اي تفويض, الحكومة مسؤولة وواجب الحكومة ان تقوم بهذا العمل الية تنفيذ العمل على مسؤولية السلطة ولم يحدث تفويض لاحد ان كان "حزب الله" او جهة حزبية اخرى مشاركة في الحكومة او غير مشاركة. نحن ندخل الى الدولة كائنا من كنا افرادا او جماعات بالمعنى السياسي او التنظيمي.. ونقبل فكرة الدولة وانظمتها وقوانينها ونعمل بفكر الدولة وقوانينها. اي شخص يخالف الدولة واجراءاتها ونظامها هو خارج عنها.
قبول الصيغة يعني القبول بالانظمة والقوانين.. الحكومة اذا كلها مسؤولة بالعمل المطلوب لمصالح اللبنانيين, ومصلحة الوطن جزء من هذه المهمة. الجيش احدى ادوات الدولة واحدى ادوات النظام اللبناني, العمل العسكري لتحرير الوطن هو من الوسائل المتاحة والبديهية للحكومة اللبنانية.. تكليف جهة حزبية معينة القيام بمهمة التحرير انا لا اعتقد ذلك..
* عندما تشرع الدولة المقاومة وتقفل كل الوسائل الاعلامية الخاصة وتبقي على اعلام "حزب الله" وتحرم نفسها من بسط سيطرتها في اماكن تواجد هذه المقاومة سواء في الجنوب او في الضاحية, الا تعتقد ان هذه الحكومة وكل حكومات بعد "الطائف" وما بعد عملية عناقيد الغضب هي التي سمحت بشكل او باخر لقيام دولة ضمن الدولة. كيف تفسر لنا هذا الامر?
في كل الكون لا يوجد فراغ, الفراغ يجب ان يملا, غياب الدولة يحدث فراغا, طالما في مكان ما يوجد فراغ ستاتي جهة وتملاه وهذا ما حدث منذ بداية الحرب في لبنان, اي ضعف للدولة تملؤه اي جهة واجب الدولة ان تكون قوية, تتصرف كدولة بحزمها وسلطتها وشرعيتها, اهم ما تملك الدولة الشرعية, تعطي بعضا منها لجهة اذا كانت تتفق مع نسق الدولة العام, اذا كان هناك غياب للدولة سيكون هناك قبول لجهة اخرى. معروف ان الدولة وصلت في سني الحرب الى الانحلال ونشات ميليشيات عديدة وهذه حالة ليست محصورة ب¯"حزب الله"... في مصطلح المقاومة, المقاومة مفردة من مفردات التعبير للدفاع, ومؤسسة الشرعية التي تبنى في كل الدول, ان الجيش هو المؤسسة الوطنية التي تبنى للقيام بمهام الدفاع العسكري ضد العدو الخارجي اثناء الحرب مؤسسة الدولة لم تستطع مواجهة الاحتلالات والاعتداءات الاسرائيلية.
عندما يكون هناك احتلال واجب المقاومة على المواطنين هو واجب وطني وفي بعض الاعتبارات هو واجب ديني, قام اللبنانيون بانشاء مقاومتهم كمواطنين لبنانيين خارج منظومة الدولة, لان الدولة لم تستطع ان تقوم بهذا الواجب. المقاومة هي رد فعل لمقاومة الاحتلال وعندما يزول الاحتلال تنتهي فان المقاومة وطالما هناك احتلال المقاومة يجب ان تستمر بهذا الجو. الوضع العام في ما يتعلق بتفكك الدولة سمح بوجود قوى وواقع الاحتلال هو الدليل ودفعنا جميعا وانا من الذين قطعوا دراستهم في الخارج واتيت لادافع عن وطني واتى لبنانيون بالعشرات, لاننا شعرنا انه علينا واجب الدفاع عن الوطن.
* هل ترى في الوقت الحاضر ان الدولة بدات تحزم امرها?
ما اراه فيه مؤشرات واضحة وقوية في منطق الدولة, الامور تحتاج الى وقت حتى ترسو بشكل صحيح ومنتظم. وفي العمل السياسي ينبغي ان تؤخذ الامور بحكمة وتروٍ ولكن بثبات وبحزم. الدولة يجب ان تستعمل شرعيتها التي يتوسلها الاخرون, ويجب ان تكون حكيمة وحريصة..
* البعض يعتقد ان الوهن الذي اصاب الدولة واضعفها هو الوجود السوري في لبنان, الذي منع قيام الدولة المركزية صاحب الشرعية التي تتحدث عنها منذ خروج سورية في نيسان في السنة الماضية ما زالت تسعى عبر حلفائها لعدم قيام الدولة المركزية. هل تعتقد ان الدولة تستطيع منع الاخرين من التدخل بشؤونها?
في السنوات السابقة كان هناك وجود سوري مباشر, ووجود ادارة سورية للسياسة اللبنانية ولا اريد ان ادخل في تفاصيل هذا الموضوع مع التاكيد على علاقة جيدة ومتينة وصحيحة وصحية مع القيادة السورية كوطن وانا ابن الرجل الذي نظم واسس مفهوم الصمود والممانعة في الصراع العربي-الاسرائيلي, لان هذا العمل نابع من قناعتي وانت تعلم انه ايام النفوذ السوري لم يقدم لنا لا مواقع ولا مكاسب ولا مناصب ولا اي شيء, على خلاف الاخرين والكثيرين ممن كانوا يحتمون او يتوسلون الدعم السوري للحصول على مكاسب وحصلوا على النفوذ والسلطة, سورية الان هي خارج لبنان لا تستطيع الحكومة اللبنانية ان تقول ان هناك سيطرة سورية او تدخلا سوريا مباشرا في ادارة الشان الداخلي,
وحصلت انتخابات عمليا لبنانية وكان هناك صعوبات كثيرة ولكنني اعتقد ان هناك دولة لبنانية تعيد تكوين نفسها في اطار استقلالها وسيادتها على نفسها وعلى وطنها وهي الباب الذي يجب ان يدخل منه الى لبنان ولهذا في اي علاقة مع اي دولة اخرى وخصوصا سورية من مصلحة لبنان ومن مصلحة سورية ان تكون علاقتها بلبنان عبر الدولة اللبنانية لما يحفظ ود واحترام بناء على اصول التعامل. في اي شيء تحتاجه ايضا سورية من لبنان, انا متاكد ان كل لبنان حاضر ليساعد سورية في اي شان تحتاجه. انا لا اريد ان اصدق ان هناك اعداء لسورية في لبنان, نسمع كلاما كثيرا لكن لا احد يعتبر ان سورية هي في موقع عدو كاسرائيل قطعا.. حتى المواقف الشديدة الانفعال لا تعبر عن عداوة. لبنان يستطيع ان يعمل ويفعل كثيرا لمساعدة سورية على مبدا التعاون المشترك بين الدولتين.
* ماذا ترى في مواقف الرئيس نبيه بري الاخيرة بدءا من خطاب صور الى الاعتصام في المجلس النيابي?
لن اجيب عن هذا السؤال لاني لم اطلع على خطاب صور ولا اريد ان اعلق على عمل اشخاص, هناك رئيس لمجلس النواب يقوم بالدور الذي ينبغي ان يقوم به يتصرف بمسؤولية بما يحفظ لبنان ويصون ارضه وكرامته.. ولا اعتقد ان هناك مشروع فتنة بين المسلمين السنة والشيعة ولا ارى النموذج العراقي اطلاقا, وما يحكى من تحاليل صحافية اعتبر هذا الامر من باب الزحلقة والتحليل السياسي ولا ينم عن عمق رؤية.
* هل ستبقى المقاومة على فعاليتها بعد هذه الحرب وخاصة في منطقة جنوب الليطاني?
انت تقصد "حزب الله".
* نعم "حزب الله".
هناك التباس كبير ما بين المقاومة و"حزب الله". "حزب الله" هو صيغة من صيغ المقاومة وجزء من المقاومة, المقاومة دائما هي مقاومة اللبنانيين ليس "حزب الله" هو المقاومة ولا توجد مقاومة من دون شعب ومن دون وطن. واعيد للتاكيد طالما هناك احتلال يجب ان يكون هناك مقاومة وهذا امر بديهي وطبيعي ولا نقبل من احد ان يتكلم كلاما اخر وعندما يتكلمون عن نزع سلاح المقاومة اسخر من هذا التعبير. المشكلة ليست مشكلة سلاح, السلاح هو حديد, المقصود من السلاح هو اصل وجود المقاومة. السؤال بشكل دقيق هل ينبغي لاحد ان يكون مسلحا? انا اقول لا هذا غير صحيح وغير صحي ويتنافى مع المفاهيم الوطنية ومفهوم الدولة.
في صيغ التركيب الان هناك قوة الامم المتحدة التي بدات تنشر بناء على قرار مجلس الامن. هل واجب قوة الامم المتحدة ان تحرر لبنان? ينبغي لها ان تتصرف لتحرير لبنان وتحديدا شبعا, اذا قصرت نحاسبها ونطالبها اذا لم يكن هذا دور الامم المتحدة وبقي هناك احتلال, اذا يجب على لبنان ان يتصرف التصرف المناسب هذا يعود الى اللبنانيين ضمن مؤسساتهم الشرعية.