المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرص الاقتصادية والحرية السياسية تقود المسلمين للهجرة إلى الولايات المتحدة



على
09-11-2006, 03:57 PM
زادت أعدادهم بعد أحداث 11/9 رغم القصص عن صعوبات ستواجههم


نيويورك: أندريه اليوت*


يصل مسلمو اميركا الجدد بعد الظهر الى مطار جون كينيدي الدولي. تهبط طائراتهم القادمة من دبي والدار البيضاء وكراتشي. ويقفون في صفوف يحملون وثائق. ويخرجون، بعد ساعات احيانا، يدفعون عربات الحقائب نحو مجموعات الاقارب وسيارات الأجرة وحياة جديدة.
هذا هو مسار نور فاطمة وهي امرأة باكستانية وصلت الى بروكلين قبل 6 أشهر. وعبر نفس البوابات سارت نور الحيني وهي مغربية تبيع الإلكترونيات في منطقة كوينز واحمد يوسف وهو مصري استقر في جيرسي سيتي، حيث يؤذن للصلاة في مسجد فخم.

وتقول فاطمة البالغة من العمر 25 عاما، «لقد حصلت على الحرية في هذا البلد. الحرية في كل شيء. حرية التفكير».

لقد غيرت احداث 11 سبتمبر حياة المسلمين في الولايات المتحدة وانخفض تدفق المهاجرين من دول مثل مصر وباكستان والمغرب. ولكن بعد خمس سنوات، في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة تساؤلات حول الارهاب والحريات المدنية والسيطرة على المهاجرين، يتدفق المسلمون مرة اخرى على الولايات المتحدة بأعداد مثيرة، طبقا للاحصائيات التي جمعتها وزارة أمن الوطن ومكتب الاحصاء.

واصبح المهاجرون من دول ذات اغلبية اسلامية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا واسيا ينتشرون في ولايات تمتد من فرجينيا الى تكساس وكاليفورنيا. ففي عام 2005 زاد عدد القادمين من الدول الاسلامية الذين حصلوا على اقامة قانونية دائمة في الولايات المتحدة نحو 96 ألف شخص، اكثر من أي عام اخر في العقدين الماضيين. وكشفت الاحصائيات ان 40 ألفا منهم دخلوا البلاد في العام الماضي وحده، وهو اعلى عدد سنوي منذ الهجمات الارهابية، طبقا لمعلومات حول 22 دولة قدمتها وزارة أمن الوطن. وهاجر العديد منهم بالرغم من قصص الصعوبات التي يواجهها المهاجرون، وبالرغم من معارضتهم للسياسة الاميركية في الشرق الأوسط. ووصلوا سعيا وراء نفس الوعود التي جذبت الاجانب للولايات المتحدة لعدة عقود، طبقا لآراء عدد من الخبراء والمهاجرين: الفرصة الاقتصادية والحرية السياسية.

وكانت هذه الفرص، وهي قوية ومعروفة، كافية لمواجهة الخوف من ان الولايات المتحدة دولة معادية للمسلمين.

ويقول بهزاد ياغميان وهو منفي ايراني ومؤلف كتاب «احتضان الكفار: روايات للمسلمين المهاجرين في رحلة الغرب»، بالرغم «من معارضة المسلمين» للسياسة الخارجية الاميركية فهم يأتون الى هنا لأن الولايات المتحدة تقدم لهم ما يفتقدونه في الوطن».

وبالنسبة لفاطمة، كانت الفرصة هي حرية ارتداء ما ترغب فيه والعمل كحارس أمن. وبالنسبة ليوسف، كانت فرصة الحصول على ماجستير.

وقد حضر للولايات المتحدة بالرغم من الشكوك التي يشعر بها هو وعديد من المصريين بشأن الحرب في العراق وادارة بوش. وقال في اميركا يحتاج المرء للتفريق بين الحكومة والناس. وأوضح «مع من اتعامل، مع بوش او الشعب الاميركي؟. هل اتعامل مع مستقبلي في مصر او مع مستقبلي هنا؟» تجدر الاشارة الى ان المسلمين استقروا في الولايات المتحدة بأعداد كبيرة في الستينات، بعد الغاء الحصص المخصصة للمهاجرين من أوروبا الشرقية. وافتتحت مساجد واسعة في كل من شيكاغو ولوس انجليس ونيويورك بعد انتشار المسلمين المتعلمين تعليما عاليا.

وفي العقود الثلاثة التالية، تميزت قصص المهاجرين المسلمين للولايات المتحدة بالتزايد والرخاء. فطبقا لمعلومات مكتب الاحصاء، فإن نسبة كبيرة من المهاجرين من الدول الاسلامية يحملون شهادات جامعية أكثر من نظرائهم المهاجرين، ومتوسطات مرتباتهم اعلى بنسبة 20 في المائة.

ولكن هجمات 11 سبتمبر غيرت مسار حياة المسلمين في اميركا. فقد تعرضت المساجد للتخريب. وزادت جرائم الكراهية. وبدأت اجراءات الترحيل ضد آلاف من الرجال.

ولجأ عدد من المسلمين الى تغيير اسمائهم لتجنب التفرقة في الوظائف فقد تحول محمد الى «مو» واسامة الى «سام». كما هاجرت العديد من الاسر الى كندا.

الا ان تلك الفترة ادت الى ظهور أمر إيجابي، في عيون عديد من المسلمين: فقد بدأوا في نشاطات سياسية واجتماعية. وعبر البلاد تشكلت جماعات على مستوى القاعدة بهدف تعليم المسلمين الحقوق المدنية، وتسجيلهم الاسماء للمشاركة في الانتخابات ومحاولة التأثير على السياسات الفيدرالية الجديدة مثل القانون الوطني.

ويوضح اغا سعيد رئيس قوة عمل الحقوق المدنية والانتخابات للمسلمين الاميركيين، وهي منظمة عامة في نيويورك «كنا نواجه بديل الانغلاق على انفسنا او الانفتاح. واخترنا الانفتاح». وفي بعض الاحيان يمكن للمهاجرين المسلمين الجدد ان يصبحوا في وضع افضل في اميركا ما بعد 11 سبتمبر (أيلول)، كما اوضع عدد من القيادات الاسلامية: فالمراكز الاسلامية اصبحت اكثر تنظيما، كما أصبحت الموارد، مثل تعليم اللغة الانجليزية والمساعدات القانونية المجانية، اكثر توفرا.

ولكن خارج تلك المساجد جديدة التنظيم، لا تزال الحياة صعبة بالنسبة لعديد من المسلمين. فلتجنب المضايقات، تنصح السيدات المسلمات بعدم ارتداء الحجاب في الاماكن العامة، مثلما حدث لرباب رضوي البالغة من العمر 21 عاما وهي باكستانية وصلت الى بروكلين في نيويورك قبل 9 اشهر. «تجاهلت النصيحة، بالرغم من ان الناس ينظرون اليها في سيارات الحافلة، كما ذكرت». ولا يزال المسلمون ينتظرون لفترات طويلة في المطارات، حيث يجري استجوابهم.

وبالنسبة لبعض المهاجرين منذ فترات طويلة، فإن حياة المهاجرين الجدد لا يمكن مقارنتها بالفترات السلمية التي سبقتها.

ويوضح خواجة ميزان الذي غادر بنغلاديش قبل 30 عاما «لم يشاهدوا اميركا ما قبل 11 سبتمبر». وقد اصبح حسن رئيسا لمركز جامايكا الاسلامي، وهو مسجد في كوينز في نيويورك، ويشغل وظيفة مريحة في ادارة مراقبة السجناء المفرج عنهم في مدينة نيويورك. ولكن بعد هجمات 11 سبتمبر تم ايقافه في مطار كنيدي لتشابه اسمه مع اسم في قائمة المراقبة.

ويعيش في الولايات المتحدة، طبقا لبعض التقديرات، 6 ملايين مسلم. وفي الوقت الذي لا يسجل فيه مكتب الاحصاءات ولا وزارة أمن الوطن الانتماء الديني، فإنهما قدما معلومات حول المهاجرين من الدول ذات الاغلبية الاسلامية. ويفترض ان العديد من هؤلاء المهاجرين من المسلمين، الا ان المهاجرين الذين يدينون بدينات اخرى مثل العراقيين الكلدان والاقباط المصريين، وصلوا للولايات المتحدة بأعداد كبيرة.

والمسلمون مثل غيرهم من المهاجرين، وصلوا للولايات المتحدة بطرق متعددة: البعض وصل كلاجئ او كطالب او كسائح. والبعض الاخر وصل بتأشيرة هجرة مضمونة من قبل قريب له. بينما حصلت قلة محظوظة على البطاقة الخضراء.

ولم يكن احمد يوسف البالغ من العمر 29 عاما ويدرس العربية في مصر، يعتقد انه سيكون من بين المحظوظين. الا انه كان من بين 50 الف شخص تم اختيارهم بطريقة عشوائية من بين 9.5 مليون طلب للهجرة للولايات المتحدة من جميع انحاء العالم.

وخلال استعداداته لمغادرة بنها، شمال القاهرة، يتذكر ان بعض الاصدقاء سألوه كيف يهاجر الى بلد «تقتل الناس في العراق وافغانستان؟» الا ان البعض الاخر الذين عاشوا في الولايات المتحدة شجعوه على الهجرة. ووصل في مايو من العام الماضي، وعثر على عمل يعبئ عربات «الهوت دوغ» من شروق الشمس حتى غروبها. وكان يعيش في شقة بمنطقة واشنطن هايتس مع مصريين اخريين ولكن خلال الشهر الاول، لم يشهد الحي الذي يسكنه خلال النهار. وقال يوسف وهو شاب نحيل «كنت امزح مع زملاء السكن واقول لهم مت «سأشاهد اميركا؟» وبعد ذلك بثلاثة اشهر، عندما بدأ يبيع «هوت دوغز» في سفنث افينيو، اكتشف يوسف اميركا.

وافتقد الاذان، ولم يشعر بأي مشكلة في الصلاة بجوار عربة «هوت دوغز»، الا بعدما حذره باقي الباعة، الذين اوضحوا له انه ربما ينظر اليه كإرهابي.

واخيرا عثر يوسف على عمل كسكرتير للمركز الاسلامي في جيرسي. وينوي التقدم للحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية من جامعة كولومبيا. وفي الوقت الراهن، يعيش في غرفة خالية فوق المسجد. وبالقرب من سريره يحتفظ بمواعيد الصلاة. واذا ما تمكن من اداء الصلوات في موعدها يكتب كلمة «تمام» بالعربية. ووصلت نور فاطمة الى ميدوود ببروكلين في وقت ملائم. فإذا كانت قد وصلت هنا قبل ثلاث سنوات، لشاهدت حيا يعاني من أزمة.

فقد اختفى مئات من المهاجرين الباكستانيين بعدما طلب منهم تسجيل اسمائهم. واغلق 30 محلا في جزء من كوني ايلاند افينيو المعروف باسم باكستان الصغيرة. وانخفض عدد تلاميذ المدرسة العام رقم 217 إلى النصف في الموسم الدراسي 2002/2003.

الا انه تم تنظيم «ليتل باكستان». فقد حول رجل اعمال محل يدعى مو رضوي محلا للانتيكات إلى مركز اجتماعي يقدم الاستشارات القانونية ودروسا في الكومبيوتر والانجليزية. وبدأ قادة المسلمين المحليين في الالتقاء مع العناصر الفيدرالية لتحسين العلاقات. وانتشر في استعراض يوم الاستقلال الباكستاني بالاعلام الاميركية. وهو تحول لفت انتباه جماعات المهاجرين المسلمين في كل مكان.

* خدمة «نيويورك تايمز»

هاشم
09-12-2006, 11:49 PM
انا من الناس الذين سوف اهاجر الى الولايات المتحدة الامريكية وسوف انسى شىء اسمه الشرق الاوسط

ادعوا لي ياشباب