هاشم
09-11-2006, 12:04 AM
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2006/9/thumbnails/T_ebf73a32-13b4-4472-b3b6-740f4c3987aa.JPG
في الذكرى الخامسة لاغتيال أسد بانشير وفاتح كابل
نصر المجالي من لندن
أمس التاسع من سبتمبر، كانت الذكرى الخامسة لاغتيال القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود وزير الدفاع السابق في حكومة برهان الدين رباني التي أطاحتها حركة الطالبان المتشددة العام 1995 ، ونجم عن ذلك تشكيل تحالف الشمال الذي سعى لطرد الحركة من الحكم بالقوة العسكرية وحرب العصابات،، فقبل يومين من تفجيرات 11 سبتمبر 2001 الجوية الإرهابية التي غيرت وجه العالم وخصوصا منطقة الشرق الأوسط، نفذ اثنان انتحلا صفة الصحافة عملية اغتيال القائد الأفغاني، أثناء مقابلة صحفية مزعومة حين تفجرت قنبلة كان زرعها الصحافيان المزعومان وهما من شمال إفريقيا وكانا تنكرا على أنهما صحفيان بلجيكيان عقب تسللهما عبر الخطوط الأمامية للتحالف الأفغاني الشمالي. ولقي أحد المنفذين مصرعه في الحال فيما اغتال حراس مسعود الصحافي المزعوم الثاني، وهو من المغرب، أما الثاني وهو تونسي فقد نفذ فيه حكم الاعدام لاحقا.
وبالرغم من مرور خمسة أعوام على اغتيال مسعود إلا أن الكثير من تفاصيل اغتياله مازالت خافية، وفي غضون ذلك ألقي مسؤول سابق في حكومة طالبان بالضوء على تفاصيل مخطط تنظيم القاعدة لاغتيال القائد الأفغاني، وقال وحيد مزده، رئيس دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة خارجية حكومة طالبان السابقة، إن مخطط الاغتيال كان يهدف لتسديد ضربة قاصمة إلى قوات التحالف الشمالي التي يقودها مسعود الملقب بـ"أسد بانجشير" الموالي للولايات المتحدة.
وقال مسعود خليلي، مستشار سابق لمسعود أصيب بجراح خطيرة في الانفجار "لم نشتبه قط في الصحافيين.. قادتنا كانوا غير مباليين"، نقلاً عن الأسوشيتد برس. ويشار أن خليلي هو سفير أفغانستان الحالي لدى تركيا.
وقال مزده أن زعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن بدأ في التلميح إلى مخطط اغتيال مسعود أثناء لقائه بوزير إعلام حكومة طالبان، أمير خان متقي، في مدينة قندهار عقب نهاية شهر رمضان عام 2000. وكان بن لادن اشتكى خلال اللقاء من القيود التي تفرضها طالبان على لقائه بوسائل الإعلام، فألقى متقي بلائمة ذلك على الضغوط الدولية المفروضة على الحركة جراء استضافتها تنظيمه بجانب المواجهات العسكرية مع قوات التحالف الشمالي وبحسب المصدر، رد بن لادن قائلاً "أدرك حجم الصعاب التي تواجهكم.. وسأنظر في طريقة لحلها."
ومع قدوم الربيع، تلقى المكتب الإعلامي الذي تستخدمه القاعدة وحركة طالبان في قندهار، طرداً من باكستان يحوي كاميرا فيديو التقطها مسؤول من التنظيم في اليوم التالي وهو بصحبة عربيين حليقي اللحية - وهو مشهد غير مألوف إبان حكم طالبان.
وذكر المصدر أن العربيين عرفا نفسيهما باسمي "كريم" و"عربت" خلال إجرائهما لقاء مع وزير خارجية طالبان حينئذ، عبد الوكيل متوكل. ولم يقدم الصحفيان مطلقاً نسخة من المقابلة المصورة إلى متوكل، وبحسب طلبه.
وأشار مزده إلى أن الصحافيين المزعومين التقيا ببن لادن وساعده الأيمن أيمن الظواهري والملا محمد عمر قبيل سفرهما إلى كابول حيث منحهما وزير الخارجية رسالة تفويض تتيح لهما العبور إلى داخل مناطق التحالف الشمالي في وادي بانجشير، أهم معاقل مسعود شاه.
ولاكتساب ثقة جانب "التحالف الشمالي" قدم "الصحفيان" رسالة تعريفية من تنظيم إسلامي في لندن إلى عبد الرسول سياف، أبرز القياديين العسكريين في حركة مسعود، وفق عبد الله عبد الله، من المقربين إلى زعيم التحالف.
ومن جهته، قال عبد الله عبد الله، وزير الخارجية الأفغاني السابق، أن سياف تعشم في تؤدي المقابلة إلى تعزيز جانب التحالف في العالم الإسلامي إلا أنه طلب من القائد العسكري، بسم الله خان - قائد أركان الجيش الأفغاني في الوقت الراهن - مراقبتهما. وذكر عبد الله أن شاهد "الصحافيين" في بانجشير قبيل 20 يوماً من عملية الاغتيال، وأضاف قائلاً "عندما استرجع ذاكرتي للوراء.. اذكر الحقد في نظراتهما." وانتظر الصحفيان المزعومان حتى لاحت سانحة إجراء مقابلة صحفية مع مسعود في بلدة "خودجه بهاودين."
تعتيم مقصود
بن لادن خطط لتصفية شاه مسعود قبل 11 سبتمبر
واستذكر السفير الأفغاني الحالي لدى تركيا خليلي عملية الاغتيال قائلاً إنه ما أن بدأ الصحفيان في إجراء المقابلة المصورة حتى ملأت كرة من اللهب المكان. وقال "واغتيل مسعود في الحال.. لكن تكتمت قوات التحالف الشمالي على مقتله لستة أيام". .
وقد قدم المسؤول الطالباني السابق مزده خلال حديثه مع الأسوشيتد برس رسالة بالعربية بتاريخ 13 سبتمبر/أيلول عام 2001 زعم أنها صادرة من أسامه بن لادن إلى زعيم طالبان الملا محمد عمر تحثه على شن هجوماً عسكرياً على قوات التحالف الشمالي.
وقال بن لادن في رسالته إن فشل الولايات المتحدة في الاستجابة لهجمات 11/9 يعني أفول نجمها كقوة كبرى وأنه في حال قرارها القتال فأن اقتصاد نظام طالبان سيتأثر بشدة ويواجه ذات المصير الذي لاقاه الاتحاد السوفيتي - الذي أدى احتلاله لأفغانستان في الثمانينات إلى سقوطه. وقادت الحملة الأميركية التي أطاحت بنظام طالبان في أواخر عام 2001 بأنصار التحالف الشمالي المحاصر في منطقة صغيرة يسيطر عليها في مناطق شمالي أفغانستان الجبلية، إلى سدة الحكم.
تأييد لاتهام بن لادن
يذكر أن الأكاديمي السعودي الدكتور موسى القرني كان قال في مقابلة في مارس 2006 مع صحيفة (الحياة) اللندنية أن لا يستبعد أن يكون أسامة بن لادن خطط لاغتيال القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود. وقال غالبية "المجاهدين العرب" ضد الاحتلال السوفياتي بأنهم كانوا "فوضويين"، وأنهم كانوا يكرهون أحمد شاه مسعود لأسباب عدة، بينها انضباطه العسكري. كما لاحظ أن كثيرين منهم "كانوا في ذروة الانحراف" قبل انخراطهم في الجهاد، وبعضهم "لم يكن يعرف حتى فقه الصلاة ولا فقه الوضوء".
ويرى القرني أن أحمد شاه مسعود "كان الوحيد بين كل قادة المجاهدين الذي يقود جيشاً نظامياً ويمتلك استراتيجية واضحة"، ومع ذلك، شارك أسامة بن لادن في محاكمته غيابياً بتهمة "العمالة للغرب والكفر".
وفي حديثه للصحيفة يخلص من معرفته الوثيقة بشخصية بن لادن، إلى أن الأخير "لا يمكن أن يستسلم، لأنه من طلاب الموت والساعين إليه". ويؤكد القرني أنه جرت محاولات عدة لإقناع بن لادن بترك السودان والعودة إلى السعودية، ليستقر فيها ويمارس حياته الطبيعية، ولكن من دون جدوى.
مصريون اغتالوا عزام
ويرى القرني أن "جماعة الجهاد المصرية" ربما تكون هي المسؤولة عن اغتيال احدى أبرز قيادات "الأفغان العرب الشيخ عبدالله عزام"، وذلك "لأنها كانت تراه عقبة أمام تنفيذ برنامجها في أفغانستان". ويؤكد أن بن لادن في الوقت الراهن هو جزء من نسيج فكر "جماعة الجهاد المصرية" بقيادة أيمن الظواهري، ويتحرك وفق مخططاتها.
ويعتقد القرني بأن قلب الدين حكمتيار هو "أكثر شخص أضاع مكاسب الجهاد الأفغاني"، وأن وصول "طالبان" إلى الحكم "كان مصيبة على الشعب الأفغاني، وقضى على ما تبقى في الذاكرة من نصاعة حقبة الجهاد ضد السوفيات". ويعتقد القرني بأن إنشاء المدارس والمعاهد كان أهم إنجاز لـ"الأفغان العرب"، وذلك بشهادة الأفغان أنفسهم، على حد تعبيره.
من هو شاه مسعود
وأخيرا، من هو القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود (9 يناير 1953 - 9 سبتمبر 2001 م) ؟
ولد أحمد شاه مسعود في بانشير عام 1953 أو 1954، و كان أبوه دوست محمد خان عقيداً في الجيش الأفغاني، وعمه عبد الرزاق خان ضابطاً في الاستخبارات. وكان مسعود قائد قوات عسكرية في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي من أصل الطاجيكية. وبدأ عضواً في الجمعية الإسلامية التي أسسها عبد الرحيم نيازي في 1969 م، وضمت برهان الدين رباني وجلب الدين حكمتيار، ومن ثم بقي في تنظيم الجمعية الإسلامية مع رباني، وأسس فيما بعد تنظيم مجلس شورى الولايات التسع شوري إي نزار أو مجلس شورى النظار والذي يضم أيضاً عبد الله عبد الله، محمد قاسم فهيم ويونس قانوني، بعد ذلك أسس تحالف الشمال والذي يضم ائتلافاً من قوى متنافرة، و يضم عبد الرشيد دوستم، إسماعيل خان، وعبد رب الرسول سياف. يمثل التيار الإسلامي المعتدل براغاماتي.
كانت الشيوعية تستشري في أفغانستان في الستينات، لكنها لم تلاقي صدى حقيقياً عند السواد الأعظم من الشعب رغم تعدد الأحزاب الشيوعية، فمنها ما كان يتبنى الماركسية، و منها ما كان يتبنى الماوية، لكن الأحزاب الماركسية انتصرت في النهاية، و حققت ضربة كبرى بالإنقلاب على الملكية، و نفي الملك ظاهر شاه من أفغانستان على يد ابن عمه السردار محمد داؤد خان، لتدخل أفغانستان بعدها في دوامة من الإنقلابات و إنعدام الاستقرار السياسي، حتى دخل بابراك كارمل كابول على متن دبابة سوفيتية، فانفجرت المقاومة في كل أنحاء أفغانستان.
درس مسعود في الليسه، أو ثانوية الإستقلال الفرنسية، و أتقن اللغة الفرنسية، ثم أصبح طالب هندسة في جامعة كابول ، بعدها صار أحد قادة المقاومة ضد الإحتلال السوفيتي، و لعب دورا كبيرا في إخراج السوفييت من أفغانستان. و تحصن في وادي بانشير ما أكسبه لقب أسد بانشير.
وفي أوائل التسعينات من القرن الماضي. أصبح وزيرا للدفاع، ثم نائباً للرئيس تحت رئاسة برهان الدين رباني.وبعد إنهيار حكومة رباني وصعود طالبان. أصبح مسعود القائد العسكري لتحالف الشمال، وهو إئتلاف من أطراف أفغانية عدة إشتركت في الحرب الأهلية الطويلة. ولما سيطرت طالبان على معظم المناطق الأفغانية ، إضطرت قوات مسعود للتقهقر وبشكل متزايد داخل المناطق الجبلية في الشمال. حيث سيطروا على حوالي 10% من مساحة البلاد وربما 30% من السكان.
يشار في الختام، إلى أن مسعود كان يتكلم الفارسية والفرنسية والعربية والروسية والإنجليزية والبشتونية والهندية ولغات محلية أخرى. متزوج من باجورال تاج الدين محمدي وله خمس بنات وولد واحد. يشار إليه أحيانا بألقاب مثل أسد بانشير، وفاتح كابول، وأمير صهيب (أمير صاحب).
في الذكرى الخامسة لاغتيال أسد بانشير وفاتح كابل
نصر المجالي من لندن
أمس التاسع من سبتمبر، كانت الذكرى الخامسة لاغتيال القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود وزير الدفاع السابق في حكومة برهان الدين رباني التي أطاحتها حركة الطالبان المتشددة العام 1995 ، ونجم عن ذلك تشكيل تحالف الشمال الذي سعى لطرد الحركة من الحكم بالقوة العسكرية وحرب العصابات،، فقبل يومين من تفجيرات 11 سبتمبر 2001 الجوية الإرهابية التي غيرت وجه العالم وخصوصا منطقة الشرق الأوسط، نفذ اثنان انتحلا صفة الصحافة عملية اغتيال القائد الأفغاني، أثناء مقابلة صحفية مزعومة حين تفجرت قنبلة كان زرعها الصحافيان المزعومان وهما من شمال إفريقيا وكانا تنكرا على أنهما صحفيان بلجيكيان عقب تسللهما عبر الخطوط الأمامية للتحالف الأفغاني الشمالي. ولقي أحد المنفذين مصرعه في الحال فيما اغتال حراس مسعود الصحافي المزعوم الثاني، وهو من المغرب، أما الثاني وهو تونسي فقد نفذ فيه حكم الاعدام لاحقا.
وبالرغم من مرور خمسة أعوام على اغتيال مسعود إلا أن الكثير من تفاصيل اغتياله مازالت خافية، وفي غضون ذلك ألقي مسؤول سابق في حكومة طالبان بالضوء على تفاصيل مخطط تنظيم القاعدة لاغتيال القائد الأفغاني، وقال وحيد مزده، رئيس دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة خارجية حكومة طالبان السابقة، إن مخطط الاغتيال كان يهدف لتسديد ضربة قاصمة إلى قوات التحالف الشمالي التي يقودها مسعود الملقب بـ"أسد بانجشير" الموالي للولايات المتحدة.
وقال مسعود خليلي، مستشار سابق لمسعود أصيب بجراح خطيرة في الانفجار "لم نشتبه قط في الصحافيين.. قادتنا كانوا غير مباليين"، نقلاً عن الأسوشيتد برس. ويشار أن خليلي هو سفير أفغانستان الحالي لدى تركيا.
وقال مزده أن زعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن بدأ في التلميح إلى مخطط اغتيال مسعود أثناء لقائه بوزير إعلام حكومة طالبان، أمير خان متقي، في مدينة قندهار عقب نهاية شهر رمضان عام 2000. وكان بن لادن اشتكى خلال اللقاء من القيود التي تفرضها طالبان على لقائه بوسائل الإعلام، فألقى متقي بلائمة ذلك على الضغوط الدولية المفروضة على الحركة جراء استضافتها تنظيمه بجانب المواجهات العسكرية مع قوات التحالف الشمالي وبحسب المصدر، رد بن لادن قائلاً "أدرك حجم الصعاب التي تواجهكم.. وسأنظر في طريقة لحلها."
ومع قدوم الربيع، تلقى المكتب الإعلامي الذي تستخدمه القاعدة وحركة طالبان في قندهار، طرداً من باكستان يحوي كاميرا فيديو التقطها مسؤول من التنظيم في اليوم التالي وهو بصحبة عربيين حليقي اللحية - وهو مشهد غير مألوف إبان حكم طالبان.
وذكر المصدر أن العربيين عرفا نفسيهما باسمي "كريم" و"عربت" خلال إجرائهما لقاء مع وزير خارجية طالبان حينئذ، عبد الوكيل متوكل. ولم يقدم الصحفيان مطلقاً نسخة من المقابلة المصورة إلى متوكل، وبحسب طلبه.
وأشار مزده إلى أن الصحافيين المزعومين التقيا ببن لادن وساعده الأيمن أيمن الظواهري والملا محمد عمر قبيل سفرهما إلى كابول حيث منحهما وزير الخارجية رسالة تفويض تتيح لهما العبور إلى داخل مناطق التحالف الشمالي في وادي بانجشير، أهم معاقل مسعود شاه.
ولاكتساب ثقة جانب "التحالف الشمالي" قدم "الصحفيان" رسالة تعريفية من تنظيم إسلامي في لندن إلى عبد الرسول سياف، أبرز القياديين العسكريين في حركة مسعود، وفق عبد الله عبد الله، من المقربين إلى زعيم التحالف.
ومن جهته، قال عبد الله عبد الله، وزير الخارجية الأفغاني السابق، أن سياف تعشم في تؤدي المقابلة إلى تعزيز جانب التحالف في العالم الإسلامي إلا أنه طلب من القائد العسكري، بسم الله خان - قائد أركان الجيش الأفغاني في الوقت الراهن - مراقبتهما. وذكر عبد الله أن شاهد "الصحافيين" في بانجشير قبيل 20 يوماً من عملية الاغتيال، وأضاف قائلاً "عندما استرجع ذاكرتي للوراء.. اذكر الحقد في نظراتهما." وانتظر الصحفيان المزعومان حتى لاحت سانحة إجراء مقابلة صحفية مع مسعود في بلدة "خودجه بهاودين."
تعتيم مقصود
بن لادن خطط لتصفية شاه مسعود قبل 11 سبتمبر
واستذكر السفير الأفغاني الحالي لدى تركيا خليلي عملية الاغتيال قائلاً إنه ما أن بدأ الصحفيان في إجراء المقابلة المصورة حتى ملأت كرة من اللهب المكان. وقال "واغتيل مسعود في الحال.. لكن تكتمت قوات التحالف الشمالي على مقتله لستة أيام". .
وقد قدم المسؤول الطالباني السابق مزده خلال حديثه مع الأسوشيتد برس رسالة بالعربية بتاريخ 13 سبتمبر/أيلول عام 2001 زعم أنها صادرة من أسامه بن لادن إلى زعيم طالبان الملا محمد عمر تحثه على شن هجوماً عسكرياً على قوات التحالف الشمالي.
وقال بن لادن في رسالته إن فشل الولايات المتحدة في الاستجابة لهجمات 11/9 يعني أفول نجمها كقوة كبرى وأنه في حال قرارها القتال فأن اقتصاد نظام طالبان سيتأثر بشدة ويواجه ذات المصير الذي لاقاه الاتحاد السوفيتي - الذي أدى احتلاله لأفغانستان في الثمانينات إلى سقوطه. وقادت الحملة الأميركية التي أطاحت بنظام طالبان في أواخر عام 2001 بأنصار التحالف الشمالي المحاصر في منطقة صغيرة يسيطر عليها في مناطق شمالي أفغانستان الجبلية، إلى سدة الحكم.
تأييد لاتهام بن لادن
يذكر أن الأكاديمي السعودي الدكتور موسى القرني كان قال في مقابلة في مارس 2006 مع صحيفة (الحياة) اللندنية أن لا يستبعد أن يكون أسامة بن لادن خطط لاغتيال القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود. وقال غالبية "المجاهدين العرب" ضد الاحتلال السوفياتي بأنهم كانوا "فوضويين"، وأنهم كانوا يكرهون أحمد شاه مسعود لأسباب عدة، بينها انضباطه العسكري. كما لاحظ أن كثيرين منهم "كانوا في ذروة الانحراف" قبل انخراطهم في الجهاد، وبعضهم "لم يكن يعرف حتى فقه الصلاة ولا فقه الوضوء".
ويرى القرني أن أحمد شاه مسعود "كان الوحيد بين كل قادة المجاهدين الذي يقود جيشاً نظامياً ويمتلك استراتيجية واضحة"، ومع ذلك، شارك أسامة بن لادن في محاكمته غيابياً بتهمة "العمالة للغرب والكفر".
وفي حديثه للصحيفة يخلص من معرفته الوثيقة بشخصية بن لادن، إلى أن الأخير "لا يمكن أن يستسلم، لأنه من طلاب الموت والساعين إليه". ويؤكد القرني أنه جرت محاولات عدة لإقناع بن لادن بترك السودان والعودة إلى السعودية، ليستقر فيها ويمارس حياته الطبيعية، ولكن من دون جدوى.
مصريون اغتالوا عزام
ويرى القرني أن "جماعة الجهاد المصرية" ربما تكون هي المسؤولة عن اغتيال احدى أبرز قيادات "الأفغان العرب الشيخ عبدالله عزام"، وذلك "لأنها كانت تراه عقبة أمام تنفيذ برنامجها في أفغانستان". ويؤكد أن بن لادن في الوقت الراهن هو جزء من نسيج فكر "جماعة الجهاد المصرية" بقيادة أيمن الظواهري، ويتحرك وفق مخططاتها.
ويعتقد القرني بأن قلب الدين حكمتيار هو "أكثر شخص أضاع مكاسب الجهاد الأفغاني"، وأن وصول "طالبان" إلى الحكم "كان مصيبة على الشعب الأفغاني، وقضى على ما تبقى في الذاكرة من نصاعة حقبة الجهاد ضد السوفيات". ويعتقد القرني بأن إنشاء المدارس والمعاهد كان أهم إنجاز لـ"الأفغان العرب"، وذلك بشهادة الأفغان أنفسهم، على حد تعبيره.
من هو شاه مسعود
وأخيرا، من هو القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود (9 يناير 1953 - 9 سبتمبر 2001 م) ؟
ولد أحمد شاه مسعود في بانشير عام 1953 أو 1954، و كان أبوه دوست محمد خان عقيداً في الجيش الأفغاني، وعمه عبد الرزاق خان ضابطاً في الاستخبارات. وكان مسعود قائد قوات عسكرية في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي من أصل الطاجيكية. وبدأ عضواً في الجمعية الإسلامية التي أسسها عبد الرحيم نيازي في 1969 م، وضمت برهان الدين رباني وجلب الدين حكمتيار، ومن ثم بقي في تنظيم الجمعية الإسلامية مع رباني، وأسس فيما بعد تنظيم مجلس شورى الولايات التسع شوري إي نزار أو مجلس شورى النظار والذي يضم أيضاً عبد الله عبد الله، محمد قاسم فهيم ويونس قانوني، بعد ذلك أسس تحالف الشمال والذي يضم ائتلافاً من قوى متنافرة، و يضم عبد الرشيد دوستم، إسماعيل خان، وعبد رب الرسول سياف. يمثل التيار الإسلامي المعتدل براغاماتي.
كانت الشيوعية تستشري في أفغانستان في الستينات، لكنها لم تلاقي صدى حقيقياً عند السواد الأعظم من الشعب رغم تعدد الأحزاب الشيوعية، فمنها ما كان يتبنى الماركسية، و منها ما كان يتبنى الماوية، لكن الأحزاب الماركسية انتصرت في النهاية، و حققت ضربة كبرى بالإنقلاب على الملكية، و نفي الملك ظاهر شاه من أفغانستان على يد ابن عمه السردار محمد داؤد خان، لتدخل أفغانستان بعدها في دوامة من الإنقلابات و إنعدام الاستقرار السياسي، حتى دخل بابراك كارمل كابول على متن دبابة سوفيتية، فانفجرت المقاومة في كل أنحاء أفغانستان.
درس مسعود في الليسه، أو ثانوية الإستقلال الفرنسية، و أتقن اللغة الفرنسية، ثم أصبح طالب هندسة في جامعة كابول ، بعدها صار أحد قادة المقاومة ضد الإحتلال السوفيتي، و لعب دورا كبيرا في إخراج السوفييت من أفغانستان. و تحصن في وادي بانشير ما أكسبه لقب أسد بانشير.
وفي أوائل التسعينات من القرن الماضي. أصبح وزيرا للدفاع، ثم نائباً للرئيس تحت رئاسة برهان الدين رباني.وبعد إنهيار حكومة رباني وصعود طالبان. أصبح مسعود القائد العسكري لتحالف الشمال، وهو إئتلاف من أطراف أفغانية عدة إشتركت في الحرب الأهلية الطويلة. ولما سيطرت طالبان على معظم المناطق الأفغانية ، إضطرت قوات مسعود للتقهقر وبشكل متزايد داخل المناطق الجبلية في الشمال. حيث سيطروا على حوالي 10% من مساحة البلاد وربما 30% من السكان.
يشار في الختام، إلى أن مسعود كان يتكلم الفارسية والفرنسية والعربية والروسية والإنجليزية والبشتونية والهندية ولغات محلية أخرى. متزوج من باجورال تاج الدين محمدي وله خمس بنات وولد واحد. يشار إليه أحيانا بألقاب مثل أسد بانشير، وفاتح كابول، وأمير صهيب (أمير صاحب).