جمال
09-10-2006, 03:56 PM
نعيم قاسم: الصواريخ التي أطلقناها قد تعادل 10 في المائة من مخزوننا
الشرق الاوسط
بيروت: ثائر عباس
كشف نائب الامين العام لـ«حزب الله» اللبناني الشيخ نعيم قاسم لـ«الشرق الاوسط» ان قيادة الحزب تدرس الان «الشكل الجديد» الذي ستكون عليه المقاومة بعد انتشار الجيش والقوات الدولية في الجنوب، معتبرا ان الحزب «امام مرحلة انتقالية وامام اعادة ترتيب شكل جديد لن يتحدد الا بعد فترة»، قائلا انه «ليس واضحا بعد لدى الحزب الاسلوب الذي سيعتمده اذا لم تنسحب اسرائيل من مزارع شبعا». غير انه أكد استمرار «مضمون العمل المقاوم» وفكرة «تحدي الخطر الاسرائيلي». ولمح الى ان حزب الله لن يتوقف عن السعي لتعزيز قوته العسكرية على الرغم من الاجراءات التي تعتمد لمنعه والرقابة الدولية على الحدود. وأوحى قاسم ان الحزب يملك اكثر بكثير من الـ8 الاف صاروخ التي اطلقها على اسرائيل خلال شهر واحد «لانه قادر على الصمود اشهرا كثيرة، وهي قد تعادل 10 في المائة من المخزون»، مشددا على ان الحزب ليس مستعجلاً «لاعادة ترميم قوته العسكرية لان لديه ما يكفيه».
وجزم بأن لا خطط لدى «حزب الله» لمواجهة الولايات المتحدة عسكريا، مؤكدا ان الحزب يحصر نشاطه العسكري بقتال اسرائيل «على الارض اللبنانية فقط» لا في اي بقعة من العالم. وفي الملف الداخلي وجه مجموعة رسائل الى الحكومة التي حذرها بشدة من الاستمرار في استجابة الضغوط الاميركية، والى القوى السياسية اللبنانية بنفيه «اي مشروع انقلابي». وهنا نص الحوار مع قاسم:
> ماذا كانت النتيجة النهائية للحرب، نصرا ام صمودا؟
ـ عادة يقاس النصر بتحقيق الاهداف والهزيمة بعدم تحقيقها. الحرب كانت بقرار اميركي اسرائيلي، وقد قال صاحبا القرار ان الهدف المركزي هو تدمير قدرة حزب الله. وقد اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي قبل ايام ان اسرائيل عندما بدأت الحرب كانت تنوي تدمير حزب الله لكن لا يوجد جيش في هذا العالم يستطيع القيام بهذه المهمة. هذا الهدف لم يتحقق اذاً، وفي المقابل كان هناك صمود اسطوري من المقاومة الاسلامية. هذه المعطيات المختلفة تجعلنا على ثقة اننا امام انتصار تاريخي. > ماذا عن خسائر لبنان؟
ـ نعم هناك خسائر كبيرة، لكنها ليست نتيجة قرار الحزب شن حرب حتى نقول انها خسارة له، انما هي نتيجة صدّ العدوان. > اذا كان نصرا، فلماذا ينكره كثيرون في لبنان؟
ـ في لبنان كل المنطلقات تعود الى الخلاف السياسي بين فريقين بشكل اساسي. فريق يعتبر ان قوة لبنان بقوته ومقاومته وفريق اخر يرى ان قوة لبنان هي في قوة علاقاته السياسية الدولية.
> ظهرت في اوساط الطائفة الشيعية خلال الحرب وبعدها اصوات معارضة لأداء حزب الله؟
ـ نحن لا يضيق صدرنا بالاختلاف ونعتبره طبيعيا. ولم نقل يوما اننا نمثل الطائفة الشيعية مائة في المائة. واذا صدرت اراء كان لها وجهة نظر، ينظر اليها عادة وفقا لتمثيلها الشعبي. > تحدث كثيرون عن نية حزب الله محاسبة الذين رأى انهم كانوا يضربونه من الخلف خلال الحرب، كما قال اخرون انهم سيحاسبون الحزب بعد الحرب. فهل ستحاسِبون ام تحاسَبون؟
ـ نحن لم نكن نرغب بالاصل في ان يفتح هذا الموضوع. عتبنا على اولئك الذين لم ينتظروا، ومنذ الايام الاولى بدأوا يتحدثون عن المسؤوليات مما اعطى انطباعا بوجود احتمال لايجاد شرخ لضرب فئات مقابل فئات اخرى بما يعطي العدوان نوعا من الشرعية. في تلك اللحظات التي تحدث فيها البعض عن الحساب قلنا اننا سنحاسب ايضا. على كل حال، عندما عدل هؤلاء في الداخل مواقفهم بعد الايام الاولى، وادركوا ان الموضوع خطير جدا لم يعد هناك داع لان نتحدث عن حساب وحساب مضاد لان النتائج التي حصلت تجاوزت هذه الامور.
> ما رأيكم في الاداء الحكومي خلال الحرب وما بعدها؟
ـ ابدينا وجهة نظرنا من اداء الحكومة عند المفاصل التي ازعجتنا وشعرنا معها بان الموقف لم يكن مناسبا. كانت المشكلة الاساسية عند بعض الوزراء في الحكومة الذين اشترطوا نزع سلاح المقاومة جنوب نهر الليطاني شرطا للموافقة على القرار 1701 وكانت اسرائيل لا تزال تقصف وتضرب. استطيع ان اقول اننا كنا متضامنين مع الحكومة، وشجعنا رئاستها على المتابعة. وقد كان لديها اداء معقول في محطات معينة. > انتم متهمون بالتحضير لـ«انقلاب سياسي»، الى اي مدى انتم مستعدون للذهاب في مطلب تغيير الحكومة؟
ـ لا افهم كيف يكون الانقلاب بالدعوة الى حكومة وحدة وطنية تضم جميع الاطراف. نحن انطلقنا في دعوتنا هذه بعد العدوان من ان لبنان مر بمرحلة عصيبة وامامه تحديات كبيرة ومن المفروض ان تجتمع القوى الرئيسية جميعا للنهوض بالبلد... لاحظنا توترا وردة فعل عنيفة مقابل هذه الفكرة. وأُعطيت مبررات غير موضوعية لرفضها. هناك عقلية استئثار بالحكم ورغبة في ان تكون كل الامور بيد سلطة تتحكم في شؤون البلد من دون رعاية القوى الاخرى الفاعلة. وهذا الامر خطأ في هذه المحطة التاريخية الكبيرة. عندما دعونا الى تشكيل هذه الحكومة اطلقناها كفكرة لنتحاور حولها، لم نطرح النزول الى الشارع ولم نقل اننا سنخوض معركة سياسية طاحنة. > ما حدث بعد القرار 1701 يجعل الامور مختلفة في جنوب الليطاني، عبر انتشار الجيش والقوة الدولية وابتعاد «حزب الله» عن الحدود. ماذا سيكون مستقبل عمل المقاومة بعد الان؟ الا يعتبر قبولكم بهذا الواقع تراجعا؟
ـ المقاومة لها مضمون وشكل اداء. المضمون هو الايمان بالمقاومة وهذا لم يتغير، المقاومة مستمرة كمشروع ونحن لا نزال نؤمن بان مواجهة التحديات الاسرائيلية لا تكون الا بالمقاومة القوية القادرة الفاعلة وهذا ما نحن عليه اليوم وسنستمر فيه الى ان يكون هناك افكار اخرى تعالج مسألة المواجهة مع العدو عبر صيغة اسمها الصيغة الدفاعية التي يمكن ان يعتمدها لبنان. وقد نبلور صيغة هجينة او بديلة او مشابهة لصيغة عمل المقاومة حاليا. ولا نقبل ان يطرح موضوع نزع سلاح حزب الله كجزء من عدم نزع قدرة المقاومة.
قبل 12 يوليو (تموز) كنا امام شكل فيه انتشار معلن على الحدود عبر نقاط غير عسكرية. وفيه تماس مباشر مع مزارع شبعا والخط (الحدودي) الازرق. بعد العدوان والتطورات التي حصلت لم يعد هذا الشكل موجودا فقد اصبحنا امام شكل اخر هو عدم وجود مظاهر مسلحة جنوب الليطاني – وهي لم تكن موجودة ـ لكن ربما سيكون هناك قيود اكبر على الحركة وهناك ابتعاد عن الوجود العسكري المباشر على الحدود بالامكانات والمقدرات. لكن تغيير الشكل له علاقة بالظروف. هذا الشكل ليس هو الصورة الوحيدة للمقاومة، فقبل العام 2000 كان شكل المقاومة وحضورها يختلفان عما بعد العام 2000 فقد كانت المقاومة تشكل مجموعات قتالية تهاجم المواقع الاسرائيلية، اما بعد العام 2000 فلم يعد هناك هجمات اساسية، الا العمليات التذكيرية في مزارع شبعا. الان نحن امام شكل اخر، ولكل تطور شكله المناسب ولكل عدوان طريقة لمواجهته. لا استطيع ان افترض الان سلفا ما سيكون عليه الأمر لاحقا. نحن امام مرحلة انتقالية وامام اعادة ترتيب شكل جديد ولا استطيع ان احدد الشكل الا بعد فترة.
> الجيش اللبناني اصبح عند الحدود، الا تخشون ردة فعل اسرائيلية تستهدفه اذا قمتم بأي عمل؟
ـ هذه المرحلة الانتقالية تتطلب تأملا ودرساً للشكل الذي ستكون عليه المقاومة. لذلك اذا سألتني مثلا عما سيكون عليه موقفنا اذا لم تنسحب اسرائيل من مزارع شبعا، سأقول انه ليس واضحا عندي الان شكل العمل لتحرير مزارع شبعا. نحن في حالة تأمل ودرس بعد هذه التطورات. الامور تغيرت، ولا بد من شيء من التأمل. > انتم تجرون الدراسة، لكن من سيتخذ القرار؟
ـ بالتأكيد سيكون هناك نقاش على خطين. الاول داخلي والثاني له علاقة بالاستراتيجية الدفاعية التي ستناقش مع الافرقاء الفاعلين في البلاد، ربما بصيغ اخرى للحوار. وهنا اريد ان الفت النظر الى خطأ يقع فيه من يقول اننا تفردنا بقرار الحرب، اذ يبدو انهم نسوا انهم وقّعوا البيان الوزاري الذي اخذت الحكومة ثقة المجلس النيابي على أساسه والذي يقول بحق المقاومة ولا يشترط الية معينة لهذا الحق. المقاومة تعتبر انها كانت تعمل ضمن تنسيق واضح في خطوطه العامة مع الدولة التي وافقت ان يكون هناك هامش لحركة المقاومة... نحن نعتبر ان عمل المقاومة كان مغطى تماماً من الدولة.
> ما موقفكم من الرقابة الدولية على الحدود البرية والبحرية؟
ـ اذا استمرت الحكومة بهذه الصورة تخضع لكل شرط ولكل املاء وتسارع الى تنفيذ كل ما يريدون من دون الالتفات الى المسألة السيادية، نحن نطلق صفارة الخطر ونقول ان هذا الاداء سيتفاقم ويؤدي الى نتائج سلبية على لبنان. نتمنى ان يستدركوا وان لا يزيدوا في وضع لبنان تحت الوصاية الدولية.
> هناك تشديد واضح على مسألة عدم وصول السلاح الى الحزب والامين العام السيد حسن نصر الله قال أخيرا ان الحزب اطلق نحو 8000 صاروخ خلال المواجهات، فهل هذا يعني انكم استنفدتم اكثر من نصف المخزون لديكم؟
ـ الاعلان عن اطلاق 8 الاف صاروخ لا يعني ذلك. لان ما اعلنته اسرائيل عن امتلاك حزب الله 12 الف صاروخ، صحيح. لكن ما هو موجود اكثر. > ما هو الاكثر؟ ـ هذا من الاسرار العسكرية. يمكن ان يكون الباقي ثلاثة ارباع او 90 في المائة من مخزوننا. اقول لك باشارة من دون تفصيل: عندما يعلن حزب الله اثناء المعركة وقبلها ان قدرته تمكنه من الصمود اشهرا كثيرة، فهذا يمكن ان يعطي انطباعا حول مقدار التسلح. لسنا بحاجة الى ان نعجّل في ترميم الوضع العسكري، كل جهة تفكر في زيادة مخزونها العسكري للاحتياط. لكني لا اعتقد ان مسألة التسلح مشكلة. هم يتعبون انفسهم بهذه الحركة على المعابر الحدودية والاماكن المختلفة. لان الطرق التي يستعملونها لن تثني المقاومة عن ان تكون حاضرة للمشروع الذي تؤمن به.
> انتم تعتبرون الحرب التي شنت عليكم اميركية، فكيف سيؤثر هذا على اسلوب المواجهة مستقبلا؟ هل ستقومون باعمال ما ضد الولايات المتحدة مثلا؟
ـ السياسة الاميركية معادية، والرئيس (الاميركي جورج) بوش مجرم حرب دولي سيخرب العالم كله. لكن معركتنا الاساسية ستبقى موجهة للعدوان المباشر الذي تشكله اسرائيل. اي ان سلاحنا ومقاومتنا هما بشكل مادي ضد اسرائيل المحتلة لارضنا. حتى انها ليست موجهة ضد الاسرائيلي الموجود في اي بلد في العالم. حزب الله لم يقم بأي عمليات خارج اطار تحرير الارض. ليس لدينا اي مشروع لمواجهة مادية بالمعنى العسكري مع الولايات المتحدة.
الشرق الاوسط
بيروت: ثائر عباس
كشف نائب الامين العام لـ«حزب الله» اللبناني الشيخ نعيم قاسم لـ«الشرق الاوسط» ان قيادة الحزب تدرس الان «الشكل الجديد» الذي ستكون عليه المقاومة بعد انتشار الجيش والقوات الدولية في الجنوب، معتبرا ان الحزب «امام مرحلة انتقالية وامام اعادة ترتيب شكل جديد لن يتحدد الا بعد فترة»، قائلا انه «ليس واضحا بعد لدى الحزب الاسلوب الذي سيعتمده اذا لم تنسحب اسرائيل من مزارع شبعا». غير انه أكد استمرار «مضمون العمل المقاوم» وفكرة «تحدي الخطر الاسرائيلي». ولمح الى ان حزب الله لن يتوقف عن السعي لتعزيز قوته العسكرية على الرغم من الاجراءات التي تعتمد لمنعه والرقابة الدولية على الحدود. وأوحى قاسم ان الحزب يملك اكثر بكثير من الـ8 الاف صاروخ التي اطلقها على اسرائيل خلال شهر واحد «لانه قادر على الصمود اشهرا كثيرة، وهي قد تعادل 10 في المائة من المخزون»، مشددا على ان الحزب ليس مستعجلاً «لاعادة ترميم قوته العسكرية لان لديه ما يكفيه».
وجزم بأن لا خطط لدى «حزب الله» لمواجهة الولايات المتحدة عسكريا، مؤكدا ان الحزب يحصر نشاطه العسكري بقتال اسرائيل «على الارض اللبنانية فقط» لا في اي بقعة من العالم. وفي الملف الداخلي وجه مجموعة رسائل الى الحكومة التي حذرها بشدة من الاستمرار في استجابة الضغوط الاميركية، والى القوى السياسية اللبنانية بنفيه «اي مشروع انقلابي». وهنا نص الحوار مع قاسم:
> ماذا كانت النتيجة النهائية للحرب، نصرا ام صمودا؟
ـ عادة يقاس النصر بتحقيق الاهداف والهزيمة بعدم تحقيقها. الحرب كانت بقرار اميركي اسرائيلي، وقد قال صاحبا القرار ان الهدف المركزي هو تدمير قدرة حزب الله. وقد اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي قبل ايام ان اسرائيل عندما بدأت الحرب كانت تنوي تدمير حزب الله لكن لا يوجد جيش في هذا العالم يستطيع القيام بهذه المهمة. هذا الهدف لم يتحقق اذاً، وفي المقابل كان هناك صمود اسطوري من المقاومة الاسلامية. هذه المعطيات المختلفة تجعلنا على ثقة اننا امام انتصار تاريخي. > ماذا عن خسائر لبنان؟
ـ نعم هناك خسائر كبيرة، لكنها ليست نتيجة قرار الحزب شن حرب حتى نقول انها خسارة له، انما هي نتيجة صدّ العدوان. > اذا كان نصرا، فلماذا ينكره كثيرون في لبنان؟
ـ في لبنان كل المنطلقات تعود الى الخلاف السياسي بين فريقين بشكل اساسي. فريق يعتبر ان قوة لبنان بقوته ومقاومته وفريق اخر يرى ان قوة لبنان هي في قوة علاقاته السياسية الدولية.
> ظهرت في اوساط الطائفة الشيعية خلال الحرب وبعدها اصوات معارضة لأداء حزب الله؟
ـ نحن لا يضيق صدرنا بالاختلاف ونعتبره طبيعيا. ولم نقل يوما اننا نمثل الطائفة الشيعية مائة في المائة. واذا صدرت اراء كان لها وجهة نظر، ينظر اليها عادة وفقا لتمثيلها الشعبي. > تحدث كثيرون عن نية حزب الله محاسبة الذين رأى انهم كانوا يضربونه من الخلف خلال الحرب، كما قال اخرون انهم سيحاسبون الحزب بعد الحرب. فهل ستحاسِبون ام تحاسَبون؟
ـ نحن لم نكن نرغب بالاصل في ان يفتح هذا الموضوع. عتبنا على اولئك الذين لم ينتظروا، ومنذ الايام الاولى بدأوا يتحدثون عن المسؤوليات مما اعطى انطباعا بوجود احتمال لايجاد شرخ لضرب فئات مقابل فئات اخرى بما يعطي العدوان نوعا من الشرعية. في تلك اللحظات التي تحدث فيها البعض عن الحساب قلنا اننا سنحاسب ايضا. على كل حال، عندما عدل هؤلاء في الداخل مواقفهم بعد الايام الاولى، وادركوا ان الموضوع خطير جدا لم يعد هناك داع لان نتحدث عن حساب وحساب مضاد لان النتائج التي حصلت تجاوزت هذه الامور.
> ما رأيكم في الاداء الحكومي خلال الحرب وما بعدها؟
ـ ابدينا وجهة نظرنا من اداء الحكومة عند المفاصل التي ازعجتنا وشعرنا معها بان الموقف لم يكن مناسبا. كانت المشكلة الاساسية عند بعض الوزراء في الحكومة الذين اشترطوا نزع سلاح المقاومة جنوب نهر الليطاني شرطا للموافقة على القرار 1701 وكانت اسرائيل لا تزال تقصف وتضرب. استطيع ان اقول اننا كنا متضامنين مع الحكومة، وشجعنا رئاستها على المتابعة. وقد كان لديها اداء معقول في محطات معينة. > انتم متهمون بالتحضير لـ«انقلاب سياسي»، الى اي مدى انتم مستعدون للذهاب في مطلب تغيير الحكومة؟
ـ لا افهم كيف يكون الانقلاب بالدعوة الى حكومة وحدة وطنية تضم جميع الاطراف. نحن انطلقنا في دعوتنا هذه بعد العدوان من ان لبنان مر بمرحلة عصيبة وامامه تحديات كبيرة ومن المفروض ان تجتمع القوى الرئيسية جميعا للنهوض بالبلد... لاحظنا توترا وردة فعل عنيفة مقابل هذه الفكرة. وأُعطيت مبررات غير موضوعية لرفضها. هناك عقلية استئثار بالحكم ورغبة في ان تكون كل الامور بيد سلطة تتحكم في شؤون البلد من دون رعاية القوى الاخرى الفاعلة. وهذا الامر خطأ في هذه المحطة التاريخية الكبيرة. عندما دعونا الى تشكيل هذه الحكومة اطلقناها كفكرة لنتحاور حولها، لم نطرح النزول الى الشارع ولم نقل اننا سنخوض معركة سياسية طاحنة. > ما حدث بعد القرار 1701 يجعل الامور مختلفة في جنوب الليطاني، عبر انتشار الجيش والقوة الدولية وابتعاد «حزب الله» عن الحدود. ماذا سيكون مستقبل عمل المقاومة بعد الان؟ الا يعتبر قبولكم بهذا الواقع تراجعا؟
ـ المقاومة لها مضمون وشكل اداء. المضمون هو الايمان بالمقاومة وهذا لم يتغير، المقاومة مستمرة كمشروع ونحن لا نزال نؤمن بان مواجهة التحديات الاسرائيلية لا تكون الا بالمقاومة القوية القادرة الفاعلة وهذا ما نحن عليه اليوم وسنستمر فيه الى ان يكون هناك افكار اخرى تعالج مسألة المواجهة مع العدو عبر صيغة اسمها الصيغة الدفاعية التي يمكن ان يعتمدها لبنان. وقد نبلور صيغة هجينة او بديلة او مشابهة لصيغة عمل المقاومة حاليا. ولا نقبل ان يطرح موضوع نزع سلاح حزب الله كجزء من عدم نزع قدرة المقاومة.
قبل 12 يوليو (تموز) كنا امام شكل فيه انتشار معلن على الحدود عبر نقاط غير عسكرية. وفيه تماس مباشر مع مزارع شبعا والخط (الحدودي) الازرق. بعد العدوان والتطورات التي حصلت لم يعد هذا الشكل موجودا فقد اصبحنا امام شكل اخر هو عدم وجود مظاهر مسلحة جنوب الليطاني – وهي لم تكن موجودة ـ لكن ربما سيكون هناك قيود اكبر على الحركة وهناك ابتعاد عن الوجود العسكري المباشر على الحدود بالامكانات والمقدرات. لكن تغيير الشكل له علاقة بالظروف. هذا الشكل ليس هو الصورة الوحيدة للمقاومة، فقبل العام 2000 كان شكل المقاومة وحضورها يختلفان عما بعد العام 2000 فقد كانت المقاومة تشكل مجموعات قتالية تهاجم المواقع الاسرائيلية، اما بعد العام 2000 فلم يعد هناك هجمات اساسية، الا العمليات التذكيرية في مزارع شبعا. الان نحن امام شكل اخر، ولكل تطور شكله المناسب ولكل عدوان طريقة لمواجهته. لا استطيع ان افترض الان سلفا ما سيكون عليه الأمر لاحقا. نحن امام مرحلة انتقالية وامام اعادة ترتيب شكل جديد ولا استطيع ان احدد الشكل الا بعد فترة.
> الجيش اللبناني اصبح عند الحدود، الا تخشون ردة فعل اسرائيلية تستهدفه اذا قمتم بأي عمل؟
ـ هذه المرحلة الانتقالية تتطلب تأملا ودرساً للشكل الذي ستكون عليه المقاومة. لذلك اذا سألتني مثلا عما سيكون عليه موقفنا اذا لم تنسحب اسرائيل من مزارع شبعا، سأقول انه ليس واضحا عندي الان شكل العمل لتحرير مزارع شبعا. نحن في حالة تأمل ودرس بعد هذه التطورات. الامور تغيرت، ولا بد من شيء من التأمل. > انتم تجرون الدراسة، لكن من سيتخذ القرار؟
ـ بالتأكيد سيكون هناك نقاش على خطين. الاول داخلي والثاني له علاقة بالاستراتيجية الدفاعية التي ستناقش مع الافرقاء الفاعلين في البلاد، ربما بصيغ اخرى للحوار. وهنا اريد ان الفت النظر الى خطأ يقع فيه من يقول اننا تفردنا بقرار الحرب، اذ يبدو انهم نسوا انهم وقّعوا البيان الوزاري الذي اخذت الحكومة ثقة المجلس النيابي على أساسه والذي يقول بحق المقاومة ولا يشترط الية معينة لهذا الحق. المقاومة تعتبر انها كانت تعمل ضمن تنسيق واضح في خطوطه العامة مع الدولة التي وافقت ان يكون هناك هامش لحركة المقاومة... نحن نعتبر ان عمل المقاومة كان مغطى تماماً من الدولة.
> ما موقفكم من الرقابة الدولية على الحدود البرية والبحرية؟
ـ اذا استمرت الحكومة بهذه الصورة تخضع لكل شرط ولكل املاء وتسارع الى تنفيذ كل ما يريدون من دون الالتفات الى المسألة السيادية، نحن نطلق صفارة الخطر ونقول ان هذا الاداء سيتفاقم ويؤدي الى نتائج سلبية على لبنان. نتمنى ان يستدركوا وان لا يزيدوا في وضع لبنان تحت الوصاية الدولية.
> هناك تشديد واضح على مسألة عدم وصول السلاح الى الحزب والامين العام السيد حسن نصر الله قال أخيرا ان الحزب اطلق نحو 8000 صاروخ خلال المواجهات، فهل هذا يعني انكم استنفدتم اكثر من نصف المخزون لديكم؟
ـ الاعلان عن اطلاق 8 الاف صاروخ لا يعني ذلك. لان ما اعلنته اسرائيل عن امتلاك حزب الله 12 الف صاروخ، صحيح. لكن ما هو موجود اكثر. > ما هو الاكثر؟ ـ هذا من الاسرار العسكرية. يمكن ان يكون الباقي ثلاثة ارباع او 90 في المائة من مخزوننا. اقول لك باشارة من دون تفصيل: عندما يعلن حزب الله اثناء المعركة وقبلها ان قدرته تمكنه من الصمود اشهرا كثيرة، فهذا يمكن ان يعطي انطباعا حول مقدار التسلح. لسنا بحاجة الى ان نعجّل في ترميم الوضع العسكري، كل جهة تفكر في زيادة مخزونها العسكري للاحتياط. لكني لا اعتقد ان مسألة التسلح مشكلة. هم يتعبون انفسهم بهذه الحركة على المعابر الحدودية والاماكن المختلفة. لان الطرق التي يستعملونها لن تثني المقاومة عن ان تكون حاضرة للمشروع الذي تؤمن به.
> انتم تعتبرون الحرب التي شنت عليكم اميركية، فكيف سيؤثر هذا على اسلوب المواجهة مستقبلا؟ هل ستقومون باعمال ما ضد الولايات المتحدة مثلا؟
ـ السياسة الاميركية معادية، والرئيس (الاميركي جورج) بوش مجرم حرب دولي سيخرب العالم كله. لكن معركتنا الاساسية ستبقى موجهة للعدوان المباشر الذي تشكله اسرائيل. اي ان سلاحنا ومقاومتنا هما بشكل مادي ضد اسرائيل المحتلة لارضنا. حتى انها ليست موجهة ضد الاسرائيلي الموجود في اي بلد في العالم. حزب الله لم يقم بأي عمليات خارج اطار تحرير الارض. ليس لدينا اي مشروع لمواجهة مادية بالمعنى العسكري مع الولايات المتحدة.