سمير
09-09-2006, 08:19 AM
«الرأي العام»
حاوره - لافي النبهان
«وجود حزب الله في الكويت تهمة مكررة لا ادري لماذا يسوق لها بعض الصحافيين الكويتيين؟» هذا ما اكد عليه النائب الدكتور حسن جوهر في حواره المطول مع «الرأي العام».
ومن حزب الله «غير الموجود في الكويت» الى حزب الله اللبناني الذي استغرب الدكتور جوهر التجني عليه باتهامه انه ينفذ اجندة سورية - ايرانية، بينما يرى جوهر ان الحزب حركة لبنانية اصيلة لم تخرج قيد انملة عن نشاطها المشروع، ليستنتج ان هذه الاتهامات المسددة في اتجاه الحزب هي وليدة الغيرة.
بالتأكيد المقاومة اللبنانية انتصرت، يؤكد النائب جوهر، ولعدة اعتبارات كما يرى في طليعتها الصمود لأكثر من شهر بينما لجأت اسرائيل الى مخالفة كل الاعراف الدولية بقتلها المدنيين وتدمير البنية التحتية ولم تحقق مكاسب عسكرية او سياسية، وحتى مجلس الأمن حاول ان يخرج اسرائيل بماء الوجه.
الوضع في العراق يدمي القلب، على ما يرى النائب الدكتور حسن جوهر، وهو يرى بل يتمنى ألا تصل الامور الى حد الحرب الاهلية «قد تكون هناك محاولات لجر العراق الى حرب اهلية، وقد تكون هناك حرب اهلية خفية ونسأل الله ان يجنب العراقيين الحرب الشاملة».
ويؤكد النائب جوهر ان مصدر الفتن في العراق خارجي، فهناك حكومات عربية غير راغبة في رؤية النموذج الديموقراطي.
اما في قضية الحوادث التي تشهدها الحدود الكويتية - العراقية، يقول جوهر ان على الحكومة العراقية ان تكشف حقيقة الاوضاع وان تقدم المعتدين الى العدالة «فنحن لا نفرط بسيادتنا ولا بحدودنا».
ومن الشأن الاقليمي الى الشأن الداخلي، حيث ابدى الدكتور جوهر «تعجبه من ان يكون لدى الحكومة خلاف مع مجلس الامة في القضايا المبدئية، من مثل قضايا المحافظة على المال العام واقتسام الثروة».
هل هناك بوادر وقوف عدد من الوزراء على منصة الاستجواب في دور الانعقاد المقبل؟ يؤكد الدكتور جوهر على انه قد يكون هناك 15 وزيرا «على غير ما اهوى، لكن انا ضد التهديد بالمساءلة والابتزاز السياسي من خلال ورقة الاستجواب».
ويفتقد النائب جوهر زميله النائب السابق وليد الجري الذي على ما قال عزف عن خوض الانتخابات كي يجنب نفسه الدخول في الانتخابات الفرعية «فكم من وليد الجري نحتاج حتى تكون الامور طيبة»؟
وابدى النائب جوهر بعض التفاؤل بالإيجابية الكبيرة في حلحلة ملف البدون «لكننا لم نصل بعد الى شيء يمكن الاعلان عنه ويكون بداية لحل حقيقي لهذه القضية، معلنا الكشف عن العكوف في لجنة البدون على اعداد دراسة قانونية متكاملة فيها حلول منطقية للقضية لإنجازها في بداية دور الانعقاد المقبل.
ويرى الدكتور جوهر ان الاسعار في ارتفاع وتمنى على وزير التجارة والصناعة ألا يكثر من التصريحات «من دون اعطاء العين الحمراء للتجار» ومتمنيا ايضا على الوزير «ان يتعب نفسه ويذهب الى الجمعيات كل 3 اشهر ويقارن الاسعار».
وتوقع النائب جوهر زخما في اصدار الصحف الكويتية مع بدء تطبيق القانون الجديد للمطبوعات، لكنه رأى ان خمسا ستكون مهمة وستضاف الى الصحف الموجودة حاليا ليصبح الاجمالي عشر صحف، معلنا عن تفكير كتلة العمل الشعبي في اصدار صحيفة.
واكد النائب جوهر انه مع تطبيق الشريعة الاسلامية، لكنه رأى في تطبيق الحدود و«في اجتهاده المتواضع» ليس قطع ايد واعناق بل بناء الإنسان والحضارات. وفي مسألة ازمة انقطاع المياه والكهرباء، اختصر الدكتور حسن جوهر موقفه بعبارة «اخجل ان اكون في الكويت وبعد 50 سنة من الاستقلال والخير ان تكون عندنا ازمة مياه وكهرباء».
وفي ازمة الملف النووي الإيراني رأى جوهر «ان قدرنا اننا في محيط مضطرب» داعيا الى تشكيل جبهة قوية تتمثل في الوحدة الخليجية الحقيقية «لكن هذا الحلم الخليجي للأسف لا توجد نوايا حقيقية لترجمته» ونادى بالدخول في اتفاقيات عدم اعتداء مع ايران، مؤملا ان تحل القضية من منظور سلمي.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• دعنا نبدأ من الحدث الساخن، اعني بذلك العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان ومفاعيل هذا العدوان على اعتبار ان الكويت رسميا وشعبيا لم تكن غائبة عن هذا العدوان العاتي بالدعم المادي والمعنوي.
بداية كيف يقرأ النائب حسن جوهر هذا العدوان؟ وهل يظن ان مفتاح هذه الحرب المدمرة على لبنان كان فقط في خطف الجنديين الاسرائيليين؟
- لا لم يكن مفتاح الحرب خطف الجنديين، فالعدوان الاسرائيلي على لبنان كان ضمن استراتيجية سياسية عسكرية اكبر بكثير من الاحداث التي مرت، وان كانت الضحية لبنان وجنوب لبنان تحديدا، وهذا العدوان ليس الاول من نوعه وهو السادس من بعد الحرب العالمية الثانية، وبالتالي هي ليست بجديدة، انها ضمن استراتيجية منطقة الشرق الاوسط وبسبب الوجود الاسرائيلي في المنطقة والذي بسببه عانى الشرق الاوسط اكثر من عشر حروب، ست منها على الأقل على لبنان، وبالتالي قد تتغير الشخصيات وقد تتغير الاطراف ولكن تبقى اسرائيل هي الطرف الاساسي في هذه الحروب، وفي كل الحروب كان العدوان الاسرائيلي الظاهرة المميزة، هي التي تشن الحرب وهي التي تلقى الدعم الدولي وتعطى الضوء الاخضر لمثل هذه العمليات العسكرية.
• لقد إنتصرت الكويت للبنان في مواجهة العدوان، فكان الدعم المادي الذي تجاوز 800 مليون دولار منها 500 مليون وديعة في البنك المركزي، والعطاء الأخوي والإنساني المتجلي في مساعدات جمعية الهلال الأحمر الكويتي. ماذا يقول الدكتور جوهر عن هذا الدعم؟
- طبعا السياسة الخارجية الكويتية تعتمد على مبدأ رصين وثابت وهو الدعم للقضايا والدول العربية، وهو يأتي في هذا الإطار، وما ميز الكويت في هذه الحرب إنها كانت صاحبة المبادرة أولا، وحركت بالتالي بقية الدول العربية والخليجية تحديداً.
لقد كان الدعم والموقف السياسي واضحا وكذلك الدعم المادي كان سباقا في هذا المجال، وهو ينسجم مع الديبلوماسية الكويتية ومع مواقف الكويت الداعمة للقضايا العربية وخصوصا مع لبنان، الذي لا ننكر دوره المميز في الانتصار للكويت على رغم صغر حجم هذه الدولة، ولكن ادانتها للعدوان العراقي في اللحظات الاولى ما يميز العلاقة الوطيدة التي تربط الكويت بلبنان بالذات اضافة إلى جميع الدول العربية.
• شهد مجلس الامة مهرجان محبة للبنان في عز المحنة، ومن عدد كبير من النواب، كما شهد الشارع الكويتي العديد من مظاهر الدعم للمقاومة اللبنانية، حيت صمود حزب الله ومجدت انتصاره على إسرائيل، في حين ينكر البعض على الحزب هذا الانتصار ويدلل على ذلك بالدمار الذي حل بلبنان، و«يستقوي» اخيرا بمقولة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه لو كان يدري ان خطف الجنديين الإسرائيليين سيؤدي إلى ما أدى اليه لما اختطف الجنديان. هل انتصر حزب الله في رأيك؟
- أولا قراءة تصريحات السيد نصر الله يجب ان تكون في الاطار العام، بالتأكيد انا اقول ان المقاومة انتصرت لعدة اعتبارات.
أولا: صمود المقاومة على مدى أكثر من شهر، وهذا لم يسجل في تاريخ الجيوش العربية مجتمعة، انها استطاعت ان تقاوم الجيش الإسرائيلي مدة أيام أو ساعات معدودة، فبالتالي هذا الصمود والتراجع الإسرائيلي، ولجوء إسرائيل إلى انتهاك القوانين والاعراف الدولية على كل الاصعدة، سواء قصف المدنيين او تدمير البنية التحتية او قتل الاطفال واستخدام الاسلحة المدمرة، هذا كله يصب في صالح المقاومة اللبنانية بانها كانت فعلا قوية وصامدة ولم تخنع، وفي الوقت نفسه لم تحقق اسرائيل لا مكاسب عسكرية على ارض الواقع ولا مكاسب سياسية، رغم الضوء الاخضر المعطى لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة تحديدا والمجتمع الغربي، وفي النهاية حتى مجلس الأمن الدولي حاول ان يخرج اسرائيل بماء الوجه بعد هذه العمليات والايام الطويلة، فاذا اخذنا هذه المقاييس والنتائج كلها واذا اخذنا التعاطف الشعبي على مستوى العالم ككل مع المقاومة اللبنانية، فبالتأكيد هذا الانتصار واضح للمقاومة وللبنان وللأمة العربية، وايضا هذا الرصيد المتنامي لارادة الشعوب أحدث ضجة العالم المتعطش لها على مستوى شعبي.
• يتهم البعض سورية وإيران بدفع حزب الله إلى ما ذهب إليه، ويتهم هذا البعض حزب الله ايضا انه ينفذ اجندة سورية- إيرانية؟
- هذه الإتهامات يستغرب لها، أنا اقرأ المقاومة الإسلامية في لبنان المتمثلة في حزب الله انها حركة لبنانية اصيلة، هذه الحركة ولدت لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وهي لم تخرج عن اطارها الجغرافي خارج حدود لبنان، وهي مدعومة من قبل الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهذه الحركة عدوها الاساسي والوحيد هو اسرائيلي وبالتالي لماذا هذا التجني على حزب الله؟
• فنحن لم نر اي نشاط بحزب الله خارج إطار الدولة اللبنانية ولم نسمع اي عمليات خارج لبنان او عمليات ضد غير الجنود الاسرائيليين، فلماذا هذا التجني؟
- أنا ارى ان الاتهامات التي تكال ضد حزب الله هي من باب الغيرة والحسد، هذه المنظمة استطاعت ورغم انها منظمة مدمجة في العملية السياسية اللبنانية ككل لديها اعتراف شرعي من قبل الاطراف اللبنانية جميعا، وممثلة في الحكومة وفي البرلمان، وكما ذكرت نشاطها العسكري نشاط مقاومة ومواجهة ضد الاحتلال ولم تخرج قيد انملة عن هذا النشاط، وبالتالي هذه الغيرة من الانتصارات التي حققها هذا الحزب الذي لم تستطع الحكومات والجيوش العربية ان تحققه، فبالتأكيد دائما المنتصر والجهة التي تحقق مثل هذه الانجازات لابد ان يكون لها اعداء وخصوم وحساد، وانا ارى العملية من هذا النطاق.
• على الطرف الآخر هناك من يتهم أميركا بانها دعمت العدوان الإسرائيلي، الذي لم يكد يبدأ حتى سارعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى التأكيد على ان هذه الحرب هي المخاض لشرق أوسط جديد. ماذا تقولون في هذا الإتهام؟
- الدعم الأميركي لاسرائيل قضية مسلم بها، وهذا ما يؤسف له وهذا ما اوصل السمعة الاميركية إلى الحضيض في الشارع العربي والاسلامي، بل على المستوى العالمي ككل.
أميركا في خندق تدعي انها تواجه الارهاب وتدعي انها تواجه الاحتلال، وتدعي انها تدعم قرارات مجلس الأمن وانها مع الحرية ومع حقوق الانسان، ولكن هذه الجبهة توجه إلى العالم اجمع، وفي جبهة اخرى مع اسرائيل، فان اميركا تخالف كل هذه القيم التي تنادي بها، وبالتالي فان مصداقيتها تعرضت ليس فقط إلى السقوط وانما انكشفت امام الرأي العام العالمي بشكل واضح، والدعوات المتكررة وهذا السخط والغضب على الادارة الاميركية وخاصة الادارة الحالية بالتأكيد يكون لها تداعيات ومؤشرات ويكون لها تصريحات وإعلان مواقف.
• ما مدى جدية الدعوة التي أطلقت من الكويت بضرورة مغادرة السفير الأميركي وإغلاق السفارة الأميركية في الكويت وخصوصا أن احد المطالبين عضو في كتلة العمل الشعبي؟
- أنا لا أذكر انه صارت هناك دعوة كويتية لطرد السفير الأميركي ولا إغلاق السفارة من التكتل الشعبي تحديدا.
• كانت هناك دعوات لطرد السفير وغطتها كل الصحف المحلية والنائب عدنان عبدالصمد كان أحد المطالبين بذلك، وهو احد اعضاء التكتل الشعبي؟
- أنا أتكلم عن التكتل الشعبي كتكتل برلماني لم تصدر منه مثل هذه الدعوة، ولكن بالتأكيد مثل هذه الممارسات والسياسات تصاحبها إجراءات ومطالبات تكون بنفس المستوى.
أميركا ساهمت في تحرير الكويت وهذا شيء لا نذكره، ولكن أنا في كثير من المناسبات اوجه رسائل إلى الادارة الاميركية بانه لماذا لا يتم التعامل مع إسرائيل كما تم التعامل مع صدام حسين وطالبان في افغانستان وحكومة ميلوسوفيتش في صربيا؟ كل هذه الحكومات بالاضافة إلى اسرائيل حكومات انتهكت بشكل صارخ المواثيق الدولية واحتلت اراضي الغير بالقوة ودمرت وضربت بعرض الحائط القرارات الدولية ومجلس الأمن واستخدمت الاسلحة المحرمة دوليا وانتهكت حقوق الإنسان وخصوصا الاطفال والمدنيين العزل، وهدمت البيوت على اصحابها وتحتجز آلاف المدنيين بدون اي محاكمة واي تحقيقات، فلماذا لا يتم التعامل مع اسرائيل بنفس الطريقة التي تعاملت معها الادارة الاميركية الحالية، كما تعاملت مع الحكومات الديكتاتورية والعدوانية في العالم؟ وطبعا مثل هذه المطالبات تأتي على مستوى الحدث وتوازي حجم المسؤولية والسياسة التي تتبعها الحكومة والإدارة الاميركية في هذا الصدد، وليس من المستغرب ان تتم مثل هذه المطالبات في ظل حدث كبير ومزلزل مثل هذا الحدث.
• هل أنت ممنوع من دخول أميركا؟
- لا، أنا شاركت في مؤتمر اتحاد الطلاب الأميركي في شهر اكتوبر الماضي.
• أشيع من مدة أنك منعت؟
- ابدا انا ليس عندي مشكلة في ما يتعلق بالحصول على تأشيرة، وكان ذلك في سنة 1997، أثناء زيارة الوفد البرلماني حيث اعترض بعض اعضاء الكونغرس الاميركي على حضوري اجتماعاتهم، لكن هذه الصفحة طويت.
• ما سبب اعتراض اعضاء الكونغرس عليك؟
- لم يذكروا اي معلومات، وطالبت انا بتوضيحات وأسباب ذلك ولم يعطوني اي سبب واضح ومعلن، ولكن آخر مرة قدمت للحصول على تأشيرة وحصلت عليها و مدتها 10 سنوات وتم ذلك بطريقة عادية وطبيعية.
• هل هناك ما يسمى (حزب الله) في الكويت؟
- حسب علمي ان مثل هذه التهمة او الاعلان مكرر.
حسب علمي ان حزب الله المقصود به امتداد لحزب الله اللبناني في الكويت لا يوجد مثل هذا التنظيم، ومثل هذه الحركة، ولا أعلم ما هو الدافع والمبررات التي دائما ما يتم محاولة التسويق لها باستمرار، وخاصة من قبل بعض الصحافيين الكويتيين.
• الوضع في العراق ينذر كما يرى البعض بحرب اهلية، رغم الكثير من التطمينات التي يطلقها الكثيرون من الساسة العراقيين، ومن الساسة الغربيين ومنهم الرئيسي الاميركي بوش، فهل تقرأ في الأجواء ما ينذر بحرب أهلية؟
- الوضع في العراق صعب ويدمي القلب وخطيرا جدا، ولكن مؤشرات حرب أهلية معلنة؟ قد لا تصل الامور إلى هذا الحد.
قد تكون هناك محاولات لجر العراق إلى حرب اهلية، وقد تكون هناك حرب أهلية خفية حتى الآن ومحدودة، ولكن كحرب اهلية شاملة نسأل الله ان يجنب الشعب العراقي مثل هذا الخطر وهذا الدمار، طبعا هناك جهود سياسية.
وجهود مصالحة ووفاق وطني لاحتواء مثل هذه الفتن التي مصدرها من خارج العراق، وأنا واثق ان مصدر هذه القلاقل والتخريب والارهاب والقتل تصفية حسابات خارجية على أرض العراق، ونتمنى ان تحبط جهود المصالحة الوطنية والوفاق الوطني في الداخل مثل هذه المحاولات.
• من المستفيد من السعي لاشعال فتيل هذه الحرب الأهلية؟
- طبعا اطراف كثيرة مستفيدة من الفتنة وعدم استقرار العراق، ومعنى ذلك عدم انتقال الديموقراطية إلى الدول الاخرى في المنطقة العربية، وهذا الامر كثير من الحكومات العربية لا ترغب في ان يتحقق حيث لا ترغب في رواية موجة الديموقراطية والحريات في المنظور المستقبلي.
• ذكرت في أحد الاحتفالات الدينية ان الارهابيين يستهدفون اتباع أهل البيت في العراق وأنهم يتقربون إلى الله في ذلك؟
- الذي يتابع الاحداث في العراق يقرأ الحقيقة ولنكن في ذلك صرحاء، الاحداث في العراق وسقوط صدام حسين اعطيا منفذا او مخرجا جديدا لخريطة سياسية جديدة في العراق. اذا كنا نؤمن بالديموقراطية والتعددية والتعايش السلمي فشيء طبيعي بان الشيعة في العراق سوف يحصلون على مكاسب سياسية كبيرة، والشيعة في العراق يظلون الغالبية المطلقة في هذا الشعب، وبالتالي ضمن اي سيناريوهات او برامج سياسية يجب ان يكون لهم دور وهذا الدور متمثل في حصولهم على اغلبية في صنع القرار، مع الاحتفاظ الكامل بحقوق الاخرين.
العراق كما تعلم دولة اثنية وعرقية متعددة الأديان وبالتالي التعايش السلمي قضية مطالب بها بشكل قوي جدا، ولا يمكن ان يخدش مثل هذا الطلب، اذا امنا بالديموقراطية.
فبالديموقراطية تحكم الغالبية مع عدم بخس حقوق الأقليات، هناك اطراف طبعا وخصوصا المتشددين التكفيريين تحديداً في العراق والذين لهم امتداد في الخارج لم يرغبوا في قبول هذا الوضع الجديد، وبالتالي فإن كل المحاولات المستمرة منذ سنة 2003 الى الآن ترمي الى عدم استقرار الوضع السياسي على هذه الشاكلة، واذا استقرأنا فالإنسان ينزعج ويحزن لإراقة أي دم لإنسان مدني بريء يحق له الوجود والحياة، فإراقة هذه الدماء وإزهاق هذه الأرواح أمور مرفوضة بكل المعايير وفي كل القيم الإنسانية، ناهيك عن قيمنا الاسلامية والشرعية.
الذي يلاحظ افرازات مرحلة ما بعد صدام يجد بأن التصفيات والعمليات التفجيرية والاغتيالات اذا لم تكن جميعها في 90 في المئة منها موجهة ضد الشيعة، ومع الاسف الشديد الاعلام لم يكن ينقل هذه الصورة.
وكما ذكرت كل الأرواح عزيزة ومقدسة ومحرمة انتهاك حرماتها وتعريضها للخطر، ولكن عندما تكون هناك تفجيرات ضحاياها بالعشرات ويذكر الإعلام العربي ككل سقوط ضحايا عراقيين، في المقابل عندما تكون هناك عملية ضحاياها أعداد محدودة أو أي رقم كان من اخواننا السنة، يعرض الإعلام بأن هؤلاء القتلى سنة، ولكن اذا كانوا من الشيعة فيقول قتل أشخاص أو قتل عراقيون، فهذا التمييز لا يخدم القضية العراقية ولا يخدم الاستقرار في العراق، وأنا تكلمت من هذا الجانب.
قضية الاغتيال والقتل على الهوية قضية محرمة شرعاً ومنطقاً وعرفاً، ومن الناحية الإنسانية وهذا ما نخشاه بأن حربا تلد أخرى ومواجهة تولد مواجهة جديدة، وبالتالي ندخل في دوامة من الحرب الأهلية وهو أمر مرفوض تماماً، وهذا ما قصدته وأعتقد ان كلامي كان واضحاً.
وطبعاً الآن الذي يتزعم قضية عدم الاستقرار في العراق وتفجير الوضع الأمني والسياسي والمدني في العراق هم جماعة «القاعدة». وبيانات الزرقاوي و«القاعدة» كانت واضحة تستبيح دماء الشيعة في العراق فلماذا ننكر مثل هذه الأمور؟
• في خلال اسبوعين تقريباً شهدت الحدود الكويتية مع العراق حادثتي اطلاق نار. من يقف وراء هذه الحوادث، علماً أن وزير الدولة العراقي لشؤون مجلس النواب لم يستبعد في حديثه لـ «الرأي العام» ان تكون هذه الحوادث فردية وشدد على مستوى العلاقات بين الكويت والعراق؟
- قضية المناوشات الحدودية تحدث دائماً والى الآن الوضع الأمني في العراق وضع لا يمكن السيطرة عليه. نحن نطالب دائماً بأن تكون هناك مواقف معلنة رسمياً من الجانب العراقي باحترام الحدود.
اذا كانت هناك قضية اعتداء متعمد يجب أن تطال العدالة هؤلاء الأشخاص لأن الوضع حساس جداً وبالتالي يجب على الحكومة العراقية قبل أي طرف آخر ألا تسمح بأن يكون هناك اعتداء وخلط للأوراق وجر الكويت الى أي مشاكل عراقية داخلية والهاء الوضع العام عن قضايا الاستقرار في العراق، وبالتالي الحكومة العراقية دائماً مطالبة بأن تكشف حقيقة الأوضاع ومن يتسبب في مثل هذه الأحداث وتقديمهم الى العدالة.
ونحن لا نفرط بسيادتنا وبحدودنا، خصوصاً ان هذه الحدود معلنة وموثقة من قبل الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن الدولي وباتفاقيات ولجان مشتركة اقرت بها الحكومة العراقية نفسها.
حاوره - لافي النبهان
«وجود حزب الله في الكويت تهمة مكررة لا ادري لماذا يسوق لها بعض الصحافيين الكويتيين؟» هذا ما اكد عليه النائب الدكتور حسن جوهر في حواره المطول مع «الرأي العام».
ومن حزب الله «غير الموجود في الكويت» الى حزب الله اللبناني الذي استغرب الدكتور جوهر التجني عليه باتهامه انه ينفذ اجندة سورية - ايرانية، بينما يرى جوهر ان الحزب حركة لبنانية اصيلة لم تخرج قيد انملة عن نشاطها المشروع، ليستنتج ان هذه الاتهامات المسددة في اتجاه الحزب هي وليدة الغيرة.
بالتأكيد المقاومة اللبنانية انتصرت، يؤكد النائب جوهر، ولعدة اعتبارات كما يرى في طليعتها الصمود لأكثر من شهر بينما لجأت اسرائيل الى مخالفة كل الاعراف الدولية بقتلها المدنيين وتدمير البنية التحتية ولم تحقق مكاسب عسكرية او سياسية، وحتى مجلس الأمن حاول ان يخرج اسرائيل بماء الوجه.
الوضع في العراق يدمي القلب، على ما يرى النائب الدكتور حسن جوهر، وهو يرى بل يتمنى ألا تصل الامور الى حد الحرب الاهلية «قد تكون هناك محاولات لجر العراق الى حرب اهلية، وقد تكون هناك حرب اهلية خفية ونسأل الله ان يجنب العراقيين الحرب الشاملة».
ويؤكد النائب جوهر ان مصدر الفتن في العراق خارجي، فهناك حكومات عربية غير راغبة في رؤية النموذج الديموقراطي.
اما في قضية الحوادث التي تشهدها الحدود الكويتية - العراقية، يقول جوهر ان على الحكومة العراقية ان تكشف حقيقة الاوضاع وان تقدم المعتدين الى العدالة «فنحن لا نفرط بسيادتنا ولا بحدودنا».
ومن الشأن الاقليمي الى الشأن الداخلي، حيث ابدى الدكتور جوهر «تعجبه من ان يكون لدى الحكومة خلاف مع مجلس الامة في القضايا المبدئية، من مثل قضايا المحافظة على المال العام واقتسام الثروة».
هل هناك بوادر وقوف عدد من الوزراء على منصة الاستجواب في دور الانعقاد المقبل؟ يؤكد الدكتور جوهر على انه قد يكون هناك 15 وزيرا «على غير ما اهوى، لكن انا ضد التهديد بالمساءلة والابتزاز السياسي من خلال ورقة الاستجواب».
ويفتقد النائب جوهر زميله النائب السابق وليد الجري الذي على ما قال عزف عن خوض الانتخابات كي يجنب نفسه الدخول في الانتخابات الفرعية «فكم من وليد الجري نحتاج حتى تكون الامور طيبة»؟
وابدى النائب جوهر بعض التفاؤل بالإيجابية الكبيرة في حلحلة ملف البدون «لكننا لم نصل بعد الى شيء يمكن الاعلان عنه ويكون بداية لحل حقيقي لهذه القضية، معلنا الكشف عن العكوف في لجنة البدون على اعداد دراسة قانونية متكاملة فيها حلول منطقية للقضية لإنجازها في بداية دور الانعقاد المقبل.
ويرى الدكتور جوهر ان الاسعار في ارتفاع وتمنى على وزير التجارة والصناعة ألا يكثر من التصريحات «من دون اعطاء العين الحمراء للتجار» ومتمنيا ايضا على الوزير «ان يتعب نفسه ويذهب الى الجمعيات كل 3 اشهر ويقارن الاسعار».
وتوقع النائب جوهر زخما في اصدار الصحف الكويتية مع بدء تطبيق القانون الجديد للمطبوعات، لكنه رأى ان خمسا ستكون مهمة وستضاف الى الصحف الموجودة حاليا ليصبح الاجمالي عشر صحف، معلنا عن تفكير كتلة العمل الشعبي في اصدار صحيفة.
واكد النائب جوهر انه مع تطبيق الشريعة الاسلامية، لكنه رأى في تطبيق الحدود و«في اجتهاده المتواضع» ليس قطع ايد واعناق بل بناء الإنسان والحضارات. وفي مسألة ازمة انقطاع المياه والكهرباء، اختصر الدكتور حسن جوهر موقفه بعبارة «اخجل ان اكون في الكويت وبعد 50 سنة من الاستقلال والخير ان تكون عندنا ازمة مياه وكهرباء».
وفي ازمة الملف النووي الإيراني رأى جوهر «ان قدرنا اننا في محيط مضطرب» داعيا الى تشكيل جبهة قوية تتمثل في الوحدة الخليجية الحقيقية «لكن هذا الحلم الخليجي للأسف لا توجد نوايا حقيقية لترجمته» ونادى بالدخول في اتفاقيات عدم اعتداء مع ايران، مؤملا ان تحل القضية من منظور سلمي.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• دعنا نبدأ من الحدث الساخن، اعني بذلك العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان ومفاعيل هذا العدوان على اعتبار ان الكويت رسميا وشعبيا لم تكن غائبة عن هذا العدوان العاتي بالدعم المادي والمعنوي.
بداية كيف يقرأ النائب حسن جوهر هذا العدوان؟ وهل يظن ان مفتاح هذه الحرب المدمرة على لبنان كان فقط في خطف الجنديين الاسرائيليين؟
- لا لم يكن مفتاح الحرب خطف الجنديين، فالعدوان الاسرائيلي على لبنان كان ضمن استراتيجية سياسية عسكرية اكبر بكثير من الاحداث التي مرت، وان كانت الضحية لبنان وجنوب لبنان تحديدا، وهذا العدوان ليس الاول من نوعه وهو السادس من بعد الحرب العالمية الثانية، وبالتالي هي ليست بجديدة، انها ضمن استراتيجية منطقة الشرق الاوسط وبسبب الوجود الاسرائيلي في المنطقة والذي بسببه عانى الشرق الاوسط اكثر من عشر حروب، ست منها على الأقل على لبنان، وبالتالي قد تتغير الشخصيات وقد تتغير الاطراف ولكن تبقى اسرائيل هي الطرف الاساسي في هذه الحروب، وفي كل الحروب كان العدوان الاسرائيلي الظاهرة المميزة، هي التي تشن الحرب وهي التي تلقى الدعم الدولي وتعطى الضوء الاخضر لمثل هذه العمليات العسكرية.
• لقد إنتصرت الكويت للبنان في مواجهة العدوان، فكان الدعم المادي الذي تجاوز 800 مليون دولار منها 500 مليون وديعة في البنك المركزي، والعطاء الأخوي والإنساني المتجلي في مساعدات جمعية الهلال الأحمر الكويتي. ماذا يقول الدكتور جوهر عن هذا الدعم؟
- طبعا السياسة الخارجية الكويتية تعتمد على مبدأ رصين وثابت وهو الدعم للقضايا والدول العربية، وهو يأتي في هذا الإطار، وما ميز الكويت في هذه الحرب إنها كانت صاحبة المبادرة أولا، وحركت بالتالي بقية الدول العربية والخليجية تحديداً.
لقد كان الدعم والموقف السياسي واضحا وكذلك الدعم المادي كان سباقا في هذا المجال، وهو ينسجم مع الديبلوماسية الكويتية ومع مواقف الكويت الداعمة للقضايا العربية وخصوصا مع لبنان، الذي لا ننكر دوره المميز في الانتصار للكويت على رغم صغر حجم هذه الدولة، ولكن ادانتها للعدوان العراقي في اللحظات الاولى ما يميز العلاقة الوطيدة التي تربط الكويت بلبنان بالذات اضافة إلى جميع الدول العربية.
• شهد مجلس الامة مهرجان محبة للبنان في عز المحنة، ومن عدد كبير من النواب، كما شهد الشارع الكويتي العديد من مظاهر الدعم للمقاومة اللبنانية، حيت صمود حزب الله ومجدت انتصاره على إسرائيل، في حين ينكر البعض على الحزب هذا الانتصار ويدلل على ذلك بالدمار الذي حل بلبنان، و«يستقوي» اخيرا بمقولة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه لو كان يدري ان خطف الجنديين الإسرائيليين سيؤدي إلى ما أدى اليه لما اختطف الجنديان. هل انتصر حزب الله في رأيك؟
- أولا قراءة تصريحات السيد نصر الله يجب ان تكون في الاطار العام، بالتأكيد انا اقول ان المقاومة انتصرت لعدة اعتبارات.
أولا: صمود المقاومة على مدى أكثر من شهر، وهذا لم يسجل في تاريخ الجيوش العربية مجتمعة، انها استطاعت ان تقاوم الجيش الإسرائيلي مدة أيام أو ساعات معدودة، فبالتالي هذا الصمود والتراجع الإسرائيلي، ولجوء إسرائيل إلى انتهاك القوانين والاعراف الدولية على كل الاصعدة، سواء قصف المدنيين او تدمير البنية التحتية او قتل الاطفال واستخدام الاسلحة المدمرة، هذا كله يصب في صالح المقاومة اللبنانية بانها كانت فعلا قوية وصامدة ولم تخنع، وفي الوقت نفسه لم تحقق اسرائيل لا مكاسب عسكرية على ارض الواقع ولا مكاسب سياسية، رغم الضوء الاخضر المعطى لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة تحديدا والمجتمع الغربي، وفي النهاية حتى مجلس الأمن الدولي حاول ان يخرج اسرائيل بماء الوجه بعد هذه العمليات والايام الطويلة، فاذا اخذنا هذه المقاييس والنتائج كلها واذا اخذنا التعاطف الشعبي على مستوى العالم ككل مع المقاومة اللبنانية، فبالتأكيد هذا الانتصار واضح للمقاومة وللبنان وللأمة العربية، وايضا هذا الرصيد المتنامي لارادة الشعوب أحدث ضجة العالم المتعطش لها على مستوى شعبي.
• يتهم البعض سورية وإيران بدفع حزب الله إلى ما ذهب إليه، ويتهم هذا البعض حزب الله ايضا انه ينفذ اجندة سورية- إيرانية؟
- هذه الإتهامات يستغرب لها، أنا اقرأ المقاومة الإسلامية في لبنان المتمثلة في حزب الله انها حركة لبنانية اصيلة، هذه الحركة ولدت لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وهي لم تخرج عن اطارها الجغرافي خارج حدود لبنان، وهي مدعومة من قبل الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهذه الحركة عدوها الاساسي والوحيد هو اسرائيلي وبالتالي لماذا هذا التجني على حزب الله؟
• فنحن لم نر اي نشاط بحزب الله خارج إطار الدولة اللبنانية ولم نسمع اي عمليات خارج لبنان او عمليات ضد غير الجنود الاسرائيليين، فلماذا هذا التجني؟
- أنا ارى ان الاتهامات التي تكال ضد حزب الله هي من باب الغيرة والحسد، هذه المنظمة استطاعت ورغم انها منظمة مدمجة في العملية السياسية اللبنانية ككل لديها اعتراف شرعي من قبل الاطراف اللبنانية جميعا، وممثلة في الحكومة وفي البرلمان، وكما ذكرت نشاطها العسكري نشاط مقاومة ومواجهة ضد الاحتلال ولم تخرج قيد انملة عن هذا النشاط، وبالتالي هذه الغيرة من الانتصارات التي حققها هذا الحزب الذي لم تستطع الحكومات والجيوش العربية ان تحققه، فبالتأكيد دائما المنتصر والجهة التي تحقق مثل هذه الانجازات لابد ان يكون لها اعداء وخصوم وحساد، وانا ارى العملية من هذا النطاق.
• على الطرف الآخر هناك من يتهم أميركا بانها دعمت العدوان الإسرائيلي، الذي لم يكد يبدأ حتى سارعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى التأكيد على ان هذه الحرب هي المخاض لشرق أوسط جديد. ماذا تقولون في هذا الإتهام؟
- الدعم الأميركي لاسرائيل قضية مسلم بها، وهذا ما يؤسف له وهذا ما اوصل السمعة الاميركية إلى الحضيض في الشارع العربي والاسلامي، بل على المستوى العالمي ككل.
أميركا في خندق تدعي انها تواجه الارهاب وتدعي انها تواجه الاحتلال، وتدعي انها تدعم قرارات مجلس الأمن وانها مع الحرية ومع حقوق الانسان، ولكن هذه الجبهة توجه إلى العالم اجمع، وفي جبهة اخرى مع اسرائيل، فان اميركا تخالف كل هذه القيم التي تنادي بها، وبالتالي فان مصداقيتها تعرضت ليس فقط إلى السقوط وانما انكشفت امام الرأي العام العالمي بشكل واضح، والدعوات المتكررة وهذا السخط والغضب على الادارة الاميركية وخاصة الادارة الحالية بالتأكيد يكون لها تداعيات ومؤشرات ويكون لها تصريحات وإعلان مواقف.
• ما مدى جدية الدعوة التي أطلقت من الكويت بضرورة مغادرة السفير الأميركي وإغلاق السفارة الأميركية في الكويت وخصوصا أن احد المطالبين عضو في كتلة العمل الشعبي؟
- أنا لا أذكر انه صارت هناك دعوة كويتية لطرد السفير الأميركي ولا إغلاق السفارة من التكتل الشعبي تحديدا.
• كانت هناك دعوات لطرد السفير وغطتها كل الصحف المحلية والنائب عدنان عبدالصمد كان أحد المطالبين بذلك، وهو احد اعضاء التكتل الشعبي؟
- أنا أتكلم عن التكتل الشعبي كتكتل برلماني لم تصدر منه مثل هذه الدعوة، ولكن بالتأكيد مثل هذه الممارسات والسياسات تصاحبها إجراءات ومطالبات تكون بنفس المستوى.
أميركا ساهمت في تحرير الكويت وهذا شيء لا نذكره، ولكن أنا في كثير من المناسبات اوجه رسائل إلى الادارة الاميركية بانه لماذا لا يتم التعامل مع إسرائيل كما تم التعامل مع صدام حسين وطالبان في افغانستان وحكومة ميلوسوفيتش في صربيا؟ كل هذه الحكومات بالاضافة إلى اسرائيل حكومات انتهكت بشكل صارخ المواثيق الدولية واحتلت اراضي الغير بالقوة ودمرت وضربت بعرض الحائط القرارات الدولية ومجلس الأمن واستخدمت الاسلحة المحرمة دوليا وانتهكت حقوق الإنسان وخصوصا الاطفال والمدنيين العزل، وهدمت البيوت على اصحابها وتحتجز آلاف المدنيين بدون اي محاكمة واي تحقيقات، فلماذا لا يتم التعامل مع اسرائيل بنفس الطريقة التي تعاملت معها الادارة الاميركية الحالية، كما تعاملت مع الحكومات الديكتاتورية والعدوانية في العالم؟ وطبعا مثل هذه المطالبات تأتي على مستوى الحدث وتوازي حجم المسؤولية والسياسة التي تتبعها الحكومة والإدارة الاميركية في هذا الصدد، وليس من المستغرب ان تتم مثل هذه المطالبات في ظل حدث كبير ومزلزل مثل هذا الحدث.
• هل أنت ممنوع من دخول أميركا؟
- لا، أنا شاركت في مؤتمر اتحاد الطلاب الأميركي في شهر اكتوبر الماضي.
• أشيع من مدة أنك منعت؟
- ابدا انا ليس عندي مشكلة في ما يتعلق بالحصول على تأشيرة، وكان ذلك في سنة 1997، أثناء زيارة الوفد البرلماني حيث اعترض بعض اعضاء الكونغرس الاميركي على حضوري اجتماعاتهم، لكن هذه الصفحة طويت.
• ما سبب اعتراض اعضاء الكونغرس عليك؟
- لم يذكروا اي معلومات، وطالبت انا بتوضيحات وأسباب ذلك ولم يعطوني اي سبب واضح ومعلن، ولكن آخر مرة قدمت للحصول على تأشيرة وحصلت عليها و مدتها 10 سنوات وتم ذلك بطريقة عادية وطبيعية.
• هل هناك ما يسمى (حزب الله) في الكويت؟
- حسب علمي ان مثل هذه التهمة او الاعلان مكرر.
حسب علمي ان حزب الله المقصود به امتداد لحزب الله اللبناني في الكويت لا يوجد مثل هذا التنظيم، ومثل هذه الحركة، ولا أعلم ما هو الدافع والمبررات التي دائما ما يتم محاولة التسويق لها باستمرار، وخاصة من قبل بعض الصحافيين الكويتيين.
• الوضع في العراق ينذر كما يرى البعض بحرب اهلية، رغم الكثير من التطمينات التي يطلقها الكثيرون من الساسة العراقيين، ومن الساسة الغربيين ومنهم الرئيسي الاميركي بوش، فهل تقرأ في الأجواء ما ينذر بحرب أهلية؟
- الوضع في العراق صعب ويدمي القلب وخطيرا جدا، ولكن مؤشرات حرب أهلية معلنة؟ قد لا تصل الامور إلى هذا الحد.
قد تكون هناك محاولات لجر العراق إلى حرب اهلية، وقد تكون هناك حرب أهلية خفية حتى الآن ومحدودة، ولكن كحرب اهلية شاملة نسأل الله ان يجنب الشعب العراقي مثل هذا الخطر وهذا الدمار، طبعا هناك جهود سياسية.
وجهود مصالحة ووفاق وطني لاحتواء مثل هذه الفتن التي مصدرها من خارج العراق، وأنا واثق ان مصدر هذه القلاقل والتخريب والارهاب والقتل تصفية حسابات خارجية على أرض العراق، ونتمنى ان تحبط جهود المصالحة الوطنية والوفاق الوطني في الداخل مثل هذه المحاولات.
• من المستفيد من السعي لاشعال فتيل هذه الحرب الأهلية؟
- طبعا اطراف كثيرة مستفيدة من الفتنة وعدم استقرار العراق، ومعنى ذلك عدم انتقال الديموقراطية إلى الدول الاخرى في المنطقة العربية، وهذا الامر كثير من الحكومات العربية لا ترغب في ان يتحقق حيث لا ترغب في رواية موجة الديموقراطية والحريات في المنظور المستقبلي.
• ذكرت في أحد الاحتفالات الدينية ان الارهابيين يستهدفون اتباع أهل البيت في العراق وأنهم يتقربون إلى الله في ذلك؟
- الذي يتابع الاحداث في العراق يقرأ الحقيقة ولنكن في ذلك صرحاء، الاحداث في العراق وسقوط صدام حسين اعطيا منفذا او مخرجا جديدا لخريطة سياسية جديدة في العراق. اذا كنا نؤمن بالديموقراطية والتعددية والتعايش السلمي فشيء طبيعي بان الشيعة في العراق سوف يحصلون على مكاسب سياسية كبيرة، والشيعة في العراق يظلون الغالبية المطلقة في هذا الشعب، وبالتالي ضمن اي سيناريوهات او برامج سياسية يجب ان يكون لهم دور وهذا الدور متمثل في حصولهم على اغلبية في صنع القرار، مع الاحتفاظ الكامل بحقوق الاخرين.
العراق كما تعلم دولة اثنية وعرقية متعددة الأديان وبالتالي التعايش السلمي قضية مطالب بها بشكل قوي جدا، ولا يمكن ان يخدش مثل هذا الطلب، اذا امنا بالديموقراطية.
فبالديموقراطية تحكم الغالبية مع عدم بخس حقوق الأقليات، هناك اطراف طبعا وخصوصا المتشددين التكفيريين تحديداً في العراق والذين لهم امتداد في الخارج لم يرغبوا في قبول هذا الوضع الجديد، وبالتالي فإن كل المحاولات المستمرة منذ سنة 2003 الى الآن ترمي الى عدم استقرار الوضع السياسي على هذه الشاكلة، واذا استقرأنا فالإنسان ينزعج ويحزن لإراقة أي دم لإنسان مدني بريء يحق له الوجود والحياة، فإراقة هذه الدماء وإزهاق هذه الأرواح أمور مرفوضة بكل المعايير وفي كل القيم الإنسانية، ناهيك عن قيمنا الاسلامية والشرعية.
الذي يلاحظ افرازات مرحلة ما بعد صدام يجد بأن التصفيات والعمليات التفجيرية والاغتيالات اذا لم تكن جميعها في 90 في المئة منها موجهة ضد الشيعة، ومع الاسف الشديد الاعلام لم يكن ينقل هذه الصورة.
وكما ذكرت كل الأرواح عزيزة ومقدسة ومحرمة انتهاك حرماتها وتعريضها للخطر، ولكن عندما تكون هناك تفجيرات ضحاياها بالعشرات ويذكر الإعلام العربي ككل سقوط ضحايا عراقيين، في المقابل عندما تكون هناك عملية ضحاياها أعداد محدودة أو أي رقم كان من اخواننا السنة، يعرض الإعلام بأن هؤلاء القتلى سنة، ولكن اذا كانوا من الشيعة فيقول قتل أشخاص أو قتل عراقيون، فهذا التمييز لا يخدم القضية العراقية ولا يخدم الاستقرار في العراق، وأنا تكلمت من هذا الجانب.
قضية الاغتيال والقتل على الهوية قضية محرمة شرعاً ومنطقاً وعرفاً، ومن الناحية الإنسانية وهذا ما نخشاه بأن حربا تلد أخرى ومواجهة تولد مواجهة جديدة، وبالتالي ندخل في دوامة من الحرب الأهلية وهو أمر مرفوض تماماً، وهذا ما قصدته وأعتقد ان كلامي كان واضحاً.
وطبعاً الآن الذي يتزعم قضية عدم الاستقرار في العراق وتفجير الوضع الأمني والسياسي والمدني في العراق هم جماعة «القاعدة». وبيانات الزرقاوي و«القاعدة» كانت واضحة تستبيح دماء الشيعة في العراق فلماذا ننكر مثل هذه الأمور؟
• في خلال اسبوعين تقريباً شهدت الحدود الكويتية مع العراق حادثتي اطلاق نار. من يقف وراء هذه الحوادث، علماً أن وزير الدولة العراقي لشؤون مجلس النواب لم يستبعد في حديثه لـ «الرأي العام» ان تكون هذه الحوادث فردية وشدد على مستوى العلاقات بين الكويت والعراق؟
- قضية المناوشات الحدودية تحدث دائماً والى الآن الوضع الأمني في العراق وضع لا يمكن السيطرة عليه. نحن نطالب دائماً بأن تكون هناك مواقف معلنة رسمياً من الجانب العراقي باحترام الحدود.
اذا كانت هناك قضية اعتداء متعمد يجب أن تطال العدالة هؤلاء الأشخاص لأن الوضع حساس جداً وبالتالي يجب على الحكومة العراقية قبل أي طرف آخر ألا تسمح بأن يكون هناك اعتداء وخلط للأوراق وجر الكويت الى أي مشاكل عراقية داخلية والهاء الوضع العام عن قضايا الاستقرار في العراق، وبالتالي الحكومة العراقية دائماً مطالبة بأن تكشف حقيقة الأوضاع ومن يتسبب في مثل هذه الأحداث وتقديمهم الى العدالة.
ونحن لا نفرط بسيادتنا وبحدودنا، خصوصاً ان هذه الحدود معلنة وموثقة من قبل الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن الدولي وباتفاقيات ولجان مشتركة اقرت بها الحكومة العراقية نفسها.