مجاهدون
09-07-2006, 04:18 PM
العنف الطائفي يدفع العراقيين إلى مراجعة كل شيء .. حتى أسمائهم وألقابهم
بغداد: ادوارد وونغ
لم يكن هناك شيء غير اعتيادي بالنسبة للشاب الذي كان يحمل أوراقا في دائرة شهادات الميلاد سوى اسمه: صدام حسين المجيد. قال الموظف ضاحكا وهو يشير الى اسم الرئيس العراقي المخلوع «كل الأسماء الثلاثة تشبه اسمك. هذا غير معقول! «فرد صدام بشيء من الانزعاج والاحباط «ماذا أفعل؟». فوالداه هما اللذان اختارا الاسم وليس هو.
يحاول صدام أن يتجنب التضحية بحياته بسبب قرار والديه. فقد اراد ان يغير الاسم الأول في شهادة ميلاده الى سجاد المفضل لدى الشيعة. وصدام، وهو عربي شيعي، كان على دراية بأن أفراد الميليشيا من طائفته قد يفترضون انه ينتمي الى عشيرة الرئيس المخلوع. وكان الرجل الذي يقف خلفه في الطابور، واسمه صدام ايضا، يريد ان يغير اسمه الى عبد الجبار. ويدفع العنف الطائفي كثيرا من العراقيين الى دفن جوهر هويتهم، وهو الاسم في بطاقة الهوية او جواز السفر او اية وثيقة اخرى، خشية ان يصبح حكما فوريا بالموت اذا ما رآه الأشخاص الخطأ.
وبعض الأسماء الأولى وأسماء العشائر تشير الى ما اذا كان الشخص سنيا أو شيعيا. فاسم عمر شائع بين السنة، على سبيل المثال، كما ان اسم علي شائع عند الشيعة. وتنتشر قصص حول مدنيين عراقيين يجري ايقافهم في نقاط التفتيش من جانب رجال الميليشيات او المتمردين او العسكريين والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية ثم يؤخذون او يعدمون في المكان نفسه اذا ما كان لهم اسم يثير الشبهات او مسقط رأس تسود فيه الطائفة الأخرى. وفي بغداد تسيطر فرق الموت الشيعية، التي ترتدي زي الشرطة أحيانا، على الكثير من نقاط التفتيش غير الشرعية، وفقا لما يقوله مسؤولون عراقيون وأميركيون.
وفي الأشهر السبعة الأولى من هذا العام غير ألف عراقي اسماءهم رسميا، وهو ما يزيد عن اية فترة مماثلة منذ الغزو الأميركي عام 2003، وفقا لما قاله اللواء ياسين طاهر الياسري، مدير قسم وزارة الداخلية الذي يصدر بطاقات الهوية الشخصية. وكان معظمهم من السنة. وبدأ الاندفاع بعد تفجير المرقد الشيعي المقدس في سامراء في فبراير (شباط) الماضي.
ويقول مزورو الوثائق ان عملهم يشهد ازدهارا. وقال احدهم «ابو احمد» انه يصدر ست او سبع هويات مزورة يوميا، معظمها لأشخاص يريدون اسماء محايدة طائفيا. ويعتبر العدد المتزايد من الأشخاص الساعين الى تغيير او اخفاء اسمائهم نتيجة واحدة بسبب الخوف الهائل الذي يشعر به العراقيون من جراء الكشف عن طائفتهم. ويسأل العراقيون انفسهم، على نحو متزايد، عما اذا كان ولاؤهم الطائفي واضحا بالنسبة لمن يحيطون بهم، واذا كان الأمر كذلك، فكيف يخفونه.
وقبل تفجير سامراء كان عمل ابو احمد يأتي عموما من أولياء الأمور الذين يريدون تغيير اعمار اطفالهم حتى يمكنهم ان يبدأوا الدراسة في المدرسة الابتدائية مبكرا. وكان يعد ما يتراوح بين 25 الى 40 بطاقة شهريا. اما في الوقت الحالي فان بين زبائنه اشخاصا يريدون، ببساطة، التنقل بين حي العظمية السني وحي الكاظمية الشيعي بدون ان يتعرضوا الى مضايقات في نقاط التفتيش التي تديرها المليشيات او الشرطة. ويتقاضى أبو احمد ما يتراوح بين 7 الى 50 دولارا على بطاقة الهوية الشخصية الجديدة.
وقال االواء الياسري انه عندما يوقع على الوثائق التي تقر تغيير الاسم، فان «يدي ترتعشان لأن هذه الأسماء ليست أسماء بشعة أو شريرة. وفي بعض الأحيان أطلب من الناس أن يكونوا صبورين وان لا يغيروا اسماءهم. ولكنهم يردون قائلين: يا سيدي لا نستطيع ذلك، لأننا نواجه وضعا في غاية الخطورة».
* خدمة «نيويورك تايمز»
بغداد: ادوارد وونغ
لم يكن هناك شيء غير اعتيادي بالنسبة للشاب الذي كان يحمل أوراقا في دائرة شهادات الميلاد سوى اسمه: صدام حسين المجيد. قال الموظف ضاحكا وهو يشير الى اسم الرئيس العراقي المخلوع «كل الأسماء الثلاثة تشبه اسمك. هذا غير معقول! «فرد صدام بشيء من الانزعاج والاحباط «ماذا أفعل؟». فوالداه هما اللذان اختارا الاسم وليس هو.
يحاول صدام أن يتجنب التضحية بحياته بسبب قرار والديه. فقد اراد ان يغير الاسم الأول في شهادة ميلاده الى سجاد المفضل لدى الشيعة. وصدام، وهو عربي شيعي، كان على دراية بأن أفراد الميليشيا من طائفته قد يفترضون انه ينتمي الى عشيرة الرئيس المخلوع. وكان الرجل الذي يقف خلفه في الطابور، واسمه صدام ايضا، يريد ان يغير اسمه الى عبد الجبار. ويدفع العنف الطائفي كثيرا من العراقيين الى دفن جوهر هويتهم، وهو الاسم في بطاقة الهوية او جواز السفر او اية وثيقة اخرى، خشية ان يصبح حكما فوريا بالموت اذا ما رآه الأشخاص الخطأ.
وبعض الأسماء الأولى وأسماء العشائر تشير الى ما اذا كان الشخص سنيا أو شيعيا. فاسم عمر شائع بين السنة، على سبيل المثال، كما ان اسم علي شائع عند الشيعة. وتنتشر قصص حول مدنيين عراقيين يجري ايقافهم في نقاط التفتيش من جانب رجال الميليشيات او المتمردين او العسكريين والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية ثم يؤخذون او يعدمون في المكان نفسه اذا ما كان لهم اسم يثير الشبهات او مسقط رأس تسود فيه الطائفة الأخرى. وفي بغداد تسيطر فرق الموت الشيعية، التي ترتدي زي الشرطة أحيانا، على الكثير من نقاط التفتيش غير الشرعية، وفقا لما يقوله مسؤولون عراقيون وأميركيون.
وفي الأشهر السبعة الأولى من هذا العام غير ألف عراقي اسماءهم رسميا، وهو ما يزيد عن اية فترة مماثلة منذ الغزو الأميركي عام 2003، وفقا لما قاله اللواء ياسين طاهر الياسري، مدير قسم وزارة الداخلية الذي يصدر بطاقات الهوية الشخصية. وكان معظمهم من السنة. وبدأ الاندفاع بعد تفجير المرقد الشيعي المقدس في سامراء في فبراير (شباط) الماضي.
ويقول مزورو الوثائق ان عملهم يشهد ازدهارا. وقال احدهم «ابو احمد» انه يصدر ست او سبع هويات مزورة يوميا، معظمها لأشخاص يريدون اسماء محايدة طائفيا. ويعتبر العدد المتزايد من الأشخاص الساعين الى تغيير او اخفاء اسمائهم نتيجة واحدة بسبب الخوف الهائل الذي يشعر به العراقيون من جراء الكشف عن طائفتهم. ويسأل العراقيون انفسهم، على نحو متزايد، عما اذا كان ولاؤهم الطائفي واضحا بالنسبة لمن يحيطون بهم، واذا كان الأمر كذلك، فكيف يخفونه.
وقبل تفجير سامراء كان عمل ابو احمد يأتي عموما من أولياء الأمور الذين يريدون تغيير اعمار اطفالهم حتى يمكنهم ان يبدأوا الدراسة في المدرسة الابتدائية مبكرا. وكان يعد ما يتراوح بين 25 الى 40 بطاقة شهريا. اما في الوقت الحالي فان بين زبائنه اشخاصا يريدون، ببساطة، التنقل بين حي العظمية السني وحي الكاظمية الشيعي بدون ان يتعرضوا الى مضايقات في نقاط التفتيش التي تديرها المليشيات او الشرطة. ويتقاضى أبو احمد ما يتراوح بين 7 الى 50 دولارا على بطاقة الهوية الشخصية الجديدة.
وقال االواء الياسري انه عندما يوقع على الوثائق التي تقر تغيير الاسم، فان «يدي ترتعشان لأن هذه الأسماء ليست أسماء بشعة أو شريرة. وفي بعض الأحيان أطلب من الناس أن يكونوا صبورين وان لا يغيروا اسماءهم. ولكنهم يردون قائلين: يا سيدي لا نستطيع ذلك، لأننا نواجه وضعا في غاية الخطورة».
* خدمة «نيويورك تايمز»