المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا تواجه صعوبة في التصدي لفرق دينية تسمح بتعدد الزوجات



جمال
09-07-2006, 11:16 AM
اعتقال "نبي" فرقة مسيحية بتهمة ممارسة الجنس مع قاصرات


يبلغ عدد اتباع كنيسة المورمون 12.5 مليون في العالم

لوس انجلوس-اف ب

اذا كان اعتقال "نبي" فرقة تنادي بتعدد الزوجات هذا الاسبوع يشكل انتصارا للسلطات الاميركية, الا ان من الصعوبة بمكان التصدي لهذه الظاهرة, الهامشية انما الراسخة الجذور في بعض مناطق غرب الولايات المتحدة.

وسيتم ارسال وارن جيفس، رئيس "الكنيسة الاصلية ليسوع المسيح وقديسي اليوم الآخر" الذي اعتقل في بداية الاسبوع في نيفادا (غرب), الى اوتاه (غرب) التي تطالب به بتهمة التواطؤ الجنائي في عمليات اغتصاب. واذا ما ثبتت عليه التهمة فقد يحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وسيحاكم جيفس (50 عاما) في اريزونا (جنوب غرب) ايضا بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصر. والتهم الموجهة الى هذا الرجل الطويل القامة والذي تشي ملامح وجهه بالتقشف والصرامة, تاتي من الاشتباه في اقدامه على تنظيم علاقات غير شرعية بين فتيات قاصرات ورجال يكبرنهن سنا في اطار فرقته المنبثقة من الحركة المورمونية.

ويعيش القسم الاكبر من اعضاء "الكنيسة الاصلية ليسوع المسيح وقديسي اليوم الاخر" الذين يناهز عددهم العشرة الاف في المدن المجاورة لهيلديل (جنوب غرب اوتاه) وكولورادو سيتي (شمال غرب اريزونا) حيث تمتلك هذه الطائفة كافة الاراضي تقريبا، ما يجعل من الصعب تطبيق قانون عليها, كما قال المتحدث باسم وزارة العدل في اوتاه بول مورفي.

واضاف مورفي في تصريح للوكالة الفرنسية "ما يثير قلقنا هو انهم منطوون جدا على انفسهم ويسيطرون على المجلس البلدي والشرطة. ولا يستطيع ضحايا التجاوزات في هذه الطائفة الاستفادة من المساعدة نفسها التي يستفيد منها الاخرون" من سكان الولاية.

وعلى رغم ان ولاية اوتاه تعاقب على تعدد الزوجات بالسجن خمس سنوات، الا انها تخلت في الواقع عن ملاحقة مرتكبي هذا الفعل عندما تكون هذه العلاقات قائمة بالتراضي بين اشخاص راشدين.

وقال مورفي "انها مسألة موارد. ثمة 37 الف فرد من عائلات متعددة الزيجات في اوتاه. واذا اعتقلنا الجميع, فهذا يعني سجن 10 الاف رجل و27 الف امرأة وطفل سيتعين على الاجهزة الاجتماعية التكفل بهم".

وفي الخمسينات, اضطرت سلطات اريزونا الى التراجع بعدما حاولت تطبيق القانون, واسفرت تلك العملية عن كارثة اجتماعية.

في المقابل, شدد المتحدث على القول "نقوم بملاحقات بتهمة تعدد الزوجات المرتبطة بجرائم اخرى" مثل "الاعتداءات الجنسية على القاصرين, والزنى بين المحارم واعمال العنف الزوجية والتهرب الضريبي".

ويهيمن جيفس الذي خلف والده في العام 2002 على فرقته بلا منازع ويتمتع خصوصا بصلاحية "اعادة نسب" نساء الى رجال آخرين غير ازواجهن واطفال الى اباء غير ابائهم, كما تقول السلطات. وطالما ابتعدت كنيسة المورمون الرسمية, "كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الآخر" كما هو اسمها الكامل والتي يبلغ عدد اتباعها 12,5 مليون منتسب في العالم, عن "الكنيسة الاصلية ليسوع المسيح وقديسي اليوم الآخر".

وقالت كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الاخر في بيان بعد اعتقال جيفس ان "وارن جيفس ليس عضوا في حركة المورمون. وهو ليس عضوا في كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الاخر, ولم يكن ابدا", وذكرت بأن اعضاء المورمون تخلوا عن تعدد الزوجات في 1890. ولم تكن اوتاه انذاك قد ضمت الى الولايات المتحدة حيث يعتبر تعدد الزوجات غير شرعي منذ 1862.

إلا ان استاذ الصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس انجيلس والمتخصص في الحركة المورمونية بريس نلسون, قال ان التساهل حيال تعدد الزوجات في الوقت الراهن في اوتاه مرده ايضا الى أن "المورمون المتحدرين من عائلات مورمونية من القرن التاسع عشر, لهم اجداد متعددو الزوجات". ويعد 57% من سكان اوتاه من المورمون.

وخلص نلسون الى القول ان "معارضة تعدد الزوجات قوية في بعض الاماكن في اوتاه, لكني اعتقد ان هناك ايضا بعض التعاطف معهم, لانه اذا كان الناس لا يمارسونه بأنفسهم, فان اجدادهم كانوا يمارسونه, ولا يعتقدون بالضرورة ان تعدد الزوجات هو تجسيد للشر".