المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصرالله: لم نخطئ التقدير.. وكلامي اقتطع من سياقه والحرب الأسوأ كانت ستقع في أكتوبر



مقاوم
09-05-2006, 07:50 AM
في مقابلة تنشرها 'السفير' و'القبس' حول تداعيات الحرب.


05/09/2006


اجرى اللقاء: طلال سلمان


رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن ما قاله حول انه لو جرى تقدير للنتائج لما حصلت عملية أسر الجنديين الاسرائيليين، جرى اقتطاعه من سياقه لان اسرائيل كانت ستقوم بالحرب في تشرين الأول (اكتوبر)، ولكانت الكارثة كبيرة جدا جدا جدا على لبنان والمنطقة، وقال انه يجزم بأنه لم يخطئ في التقدير.

واعلن في مقابلة ل'السفير' تنشرها 'القبس' بالتزامن معها، اجراها رئيس تحرير الزميلة 'السفير' الاستاذ طلال سلمان، ان اسرائيل عجزت عن تحقيق كل اهدافها، مؤكدا ان سلاح المقاومة لم يمس، مشيرا الى ان تداعيات النصر على اسرائيل ستكون كبيرة جدا.

واوضح ان سياسة الحزب تجنب المظاهر المسلحة في مناطق انتشار الجيش والقوات الدولية جنوب الليطاني، وستكون كذلك شمال الليطاني، مشددا على ان مهمة الجيش من الان وصاعدا مقاومة الخروقات الاسرائيلية وليس مداهمة سلاح الحزب، الذي ستكون مهمته مؤزارة ومساندة الجيش، كما ان مهمة 'اليونيفيل مساندة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني'. واشار الى ان قبول الحزب بالنقاط السبع للحكومة اللبنانية تم كمبادئ عامة، ولكن تفصيلاتها تحتاج الى نقاشات. ورأى السيد نصرالله ان الموقف العربي، بقصد او من دون قصد، شكل غطاء للعدو وبالحد الادنى تخليا عن لبنان والمقاومة.

واذ اشار الى ان العتب على الاخوة السعوديين اكبر كون العلاقة معهم كانت متطورة، شدد على ان الامور تتحسن الان، وهناك من يقوم بوساطات لتقريب وجهات النظر.
واكد ان عدم تلبيته قبل الحرب الدعوة لزيارة المملكة كان بسبب الظروف الامنية، وان لا توصيات ايرانية وسورية لرفض الزيارة، بل على العكس تماما.

وشدد نصرالله على ان الحديث عن فتنة سنية - شيعية في لبنان غير واقعي.
وجدد التزام حزب الله باعادة اعمار ما تهدم كما كان قبل الحرب وافضل، وحول دعوته لتشكيل حكومة اتحاد وطني، اكد ان مطالبته تأتي من منطق الحرص وليس منطق الكيد السياسي، مجددا الدعوة الى تشكيل هذه الحكومة لمواجهة التحديات المقبلة. واوضح ان الحزب لم يغلق الباب مع النائب وليد جنبلاط وانه لم يسع إلى قطيعة معه ولا مع غيره.


وفيما يلي نص الحوار:

هل هناك خوف من تضييع الانتصار في الزواريب الداخلية اللبنانية؟ كيف تحسبون النصر بالمقارنة مع الكلفة البشرية والاجتماعية والاقتصادية والاعمارية؟

- بالنسبة الى الوضع اللبناني ونظرته، المشكلة الرئيسية هي ماذا نعتبر ما جرى او ما آلت اليه الامور، هل نعتبره نصرا ام هزيمة. وإذا اعتبرناه نصرا، فما هي حدود هذا النصر وقيمته حتى تصح مقايسة النصر بما قدم من تضحيات. وبالتالي يمكن أن نقول ان هذا النصر أخذت التضحيات من وهجه أو لم تأخذ، وإذا أخذت من وهجه كما اخذت من وهجه هذا هو مفتاح النقاش لكل هذه المسألة. ما يدعو الى القلق هو الاختلاف في تقييم نتائج الحرب وانا برأيي ان الاختلاف في تقييم نتائج الحرب ليست له اسباب موضوعية وانما ينطلق من الخلفيات السياسية او المذهبية او الطائفية. بالنسبة للكثير ممن يقدمون آراء مختلفة في هذه المسألة. لو ذهبنا بعيدا في العالم العربي والاسلامي عند الكثير من الخبراء الاستراتيجيين الذين يقرأون نتائج الحرب ومجريات الحرب بشكل موضوعي. سنجد اجماعا على انتصار لبنان وانتصار المقاومة. وحتى لو ذهبنا الى الكيان الإسرائيلي نفسه وحسب متابعتي سنجد ان هناك إجماعا اسرائيليا على فشل إسرائيل في لبنان. هزيمة اسرائيل في لبنان. حتى دان حالوتس رئيس الأركان وفي إطار الدفاع عن نفسه هو تحدث عن قصور في المؤسسة العسكرية وتجنب الكلام عن التقصير. والحديث عن القصور هو حديث لتبرير الفشل. لكن مع ذلك في لبنان قد نجد قراءات مختلفة لما حصل. هذا يثير مشاعر القلق الذي اشار اليه السؤال بكل تاكيد. إلى هنا قد تكون هناك نية مسبقة لتشويه صورة النصر تدريجيا ولدفع الآخرين احيانا الى الانفعال واحيانا الى الاستفزاز من اجل اضاعته نهائيا.

الحفاظ على النصر اصعب من صنعه

هنا استطيع القول ان مسؤولية لبنان الذي اعتبره منتصرا واذا اردت ان اكون دقيقا اكثر لبنان المنتصر ومسؤولية اللبنانيين الذين يعتقدون ان لبنان انتصر ومسؤولية اللبنانيين الذين يعتقدون انفسهم شركاء في صنع هذا النصر من المسلمين والمسيحيين من كل الاتجاهات والطوائف والتيارات السياسية ان يعملوا على حفظ هذا النصر وعدم السماح بتضييعه في الازقة المذهبية والسياسية والطائفية. هذه مسؤولية كبيرة وكما كان يقال الحفاظ على النصر احيانا اصعب من صنعه. استطيع القول ان الحفاظ على النصر في اي مكان من العالم اصعب من صنعه لكنه في لبنان اصعب بكثير. اكتفي بهذا الجواب الآن.

الانتصار مس اسس الكيان والمشروع الاسرائيليين

الآن في الجانب الإسرائيلي كيف هي التداعيات على بنية اسرائيل الاستراتيجية في المنطقة. اسرائيل قبل 12 يوليو هل ستبقى إسرائيل بعده؟

- هذا يعود الى تقييمنا لما جرى، كيف نفهم ما جرى يمكن ان نتوقع نتائجه وتداعياته. يمكن هنا ان اقدم خلاصة في الشق الاسرائيلي واعتقد ان هذا النصر في كلمة عامة استراتيجي وتاريخي وبرأيي ستكون له تداعيات كبيرة جدا على المستوى الاسرائيلي الفلسطيني وعلى مستوى العالم العربي وعلى مستوى المنطقة. اظن بانه ما زال الوقت مبكرا لاستكشاف ولاستيعاب النتائج الاستراتيجية والتداعيات الكبيرة لهذا الانتصار. من فلسطين الى العراق الى ايران، اذا تجاوزنا حتى المنطقة العربية.

في سياق الجواب ساركز على الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني. بالنسبة للمعركة مع اسرائيل هي مست اسس المشروع الاسرائيلي والكيان الاسرائيلي، هذا الكلام ذكره كثيرون. عندما يقال كل دولة لها جيش الا اسرائيل جيش له دولة. الكيان الاسرائيلي هو جيش. هو معسكر بالحقيقة هو ثكنة عسكرية كبيرة وضخمة. عنصر الامن والامان والاستقرار والطمأنينة والامل في الكيان الإسرائيلي هو الجيش. وثقة الشعب الإسرائيلي بالجيش الإسرائيلي وثقة الجيش الإسرائيلي بنفسه وهذه الثقة منشأها قوة الجيش سواء القوة الواقعية الحقيقية او المصطنعة في عيون اعدائه. احيانا لا تكون قوة حقيقية بل اقنعت الطرف الآخر بانه ضعيف ومهزوم وانه يواجه جيشا لا يقهر. الحروب العربية الاسرائيلية عززت ثقة الجيش الاسرائيلي بنفسه وثقة شعبه به. مثلا نحن نعمل قياسا على عدد وشعب وجمهور المقاومة المباشر في مقابل اسرائيل وجيشها. هم كانوا يعملون من اجل قياس اسرائيل في مقابل الامة العربية والشعوب العربية وعملوا منها اسطورة.

بين 2000 و2006 الاثر استراتيجي وتاريخي

عام 2000 اهتزت الاسطورة ولكن اسرائيل اعتبرت انها تحتاج الى فرصة لاعادة ترميم صورة الجيش وبشكل أو بآخر تم التشكيك بالنصر عام 2000، حصل تشكيك لبناني وعربي. وحتى بعض الزعماء العرب قال ان اسرائيل لم تخرج مهزومة من لبنان عام 2000 وانما اقتنعت بتطبيق القرار .425 وتحدث آخرون عن صفقة لبنانية إيرانية سورية اسرائيلية. وذهب بعضهم اكثر من ذلك. ويمكن القول ايضا عن انتصار ال2000 ان المقاومة التي تخوض حربا طويلة على مدى 18 عاما ونتيجة استنزاف طويل الامد لجيش نظامي يمكن في نهاية المطاف ان تفرض على هذا الجيش النظامي ان يخرج. هذا نصر ولكن هذه هي حدوده. ليس له آثار استراتيجية كاملة. لكن ما حصل الان في هذه المواجهة انه اثبت خطأ بعض ما كان يقال على طاولة الحوار في نقاش الاستراتيجيات الدفاعية وما قيل في الأيام الاولى، كان يقال ان المقاومة الشعبية تستطيع ان تحرر الأرض من خلال حرب استنزاف طويلة المدى لكنها لا تستطيع ان تصمد امام اجتياح. ولا تستطيع ان تمنع احتلال البلد وسقوط البلد في قبضة الجيش الاسرائيلي.

جاءت هذه الحرب لتثبت قدرة المقاومة العالية على الصمود وتسقط اسطورة الجيش الاسرائيلي بلا نقاش.

في العام2000 كان هناك نقاش. الآن لا يوجد نقاش في هذه النتيجة. من الممكن ان المقاومة خلال 18 سنة حظيت باحترام كبير في العالم العربي ولكن لم تستطع ان تتحول الى اسطورة حقيقية. 33 يوما تبدلت المواقع. الجيش الذي كان أسطورة أصبح مثالا للفشل والارتباك والضياع، والمقاومة التي توقع الكثيرون وراهنوا على سحقها خلال 48 ساعة اصبحت هي الاسطورة. هذا الامر الأساسي الذي يقوم عليه الكيان، وهذا ما فهمه شيمون بيريز بخبرته وتجربته الطويلة عندما قال هي مسألة حياة او موت. وهو الآن ما يناقش في داخل الكيان وإذا لم يتم معالجته يعني إقناع الجمهور الإسرائيلي بما يطمئنه ويعيد الثقة، فأنا اعتقد ان المجتمع الاسرائيلي سيكون امام تداعيات خطيرة جدا على المستوى الامني والمعنوي والاقتصادي والسياسي، وحتى المستوى الديموغرافي، هذا يعني إذا فقد شعب هذا الكيان الثقة بجيشه الحامي والذي هو الحصن الحصين لهذا الكيان، فان الكثير من الاستثمارات ستغادر وتهاجر والمزيد من الانشقاقات السياسية داخل الكيان ستحصل.

اليوم مستقبل اولمرت على المحك. مستقبل بيريتس على المحك، ورؤساء احزاب وهناك احزاب مستقبلها على المحك، وفي مقدمتها 'كاديما' وهو حزب بكامله مستقبله على المحك. يكفي لو توقفت فقط عند هذه الاثار دون ان اتناول جوانب اخرى حتى لا اطيل الكلام من اجل القول هذا نصر استراتيجي تاريخي. واليوم في اسرائيل يتكلمون عن الاثار الداخلية حتى بعض الخبراء الاستراتيجيين تكلموا عنها وايضا بعض الحكام العرب. نعم اسرائيل التي كانت تخيف الانظمة العربية وكان يقال ان المقاومة تحرر ولكن لا تستطيع ان تقف امام جيش بهذه القوة. المقاومة ليست ميزتها انها صمدت، الاهمية انها الحقت خسائر كبيرة جدا وفادحة بالاسرائيلي وهذا لا يمكن اخفاؤه عن الشعب الاسرائيلي ولا يمكن اخفاؤه عن العالم رغم الحصار الإعلامي الذي حصل.

الفشل الاسرائيلي هو سبب وقف الحرب وليس الدول

إذا في الأساس إذا قلنا ان المعركة في العمق هي معركة إرادة، استطيع ان اقول ان إرادة المقاومة صمدت وان الإرادة الاسرائيلية اهتزت بدليل ان إسرائيل اضطرت لوقف الحرب والذي يصدق ان الضغط الدولي اوقف الحرب الإسرائيلية هو واهم وليسمح لي هو لا يعرف حقيقة الوضع السياسي في العالم وكيف تدور الامور في العالم. العنصر الرئيسي الذي أوقف الحرب هو الفشل الذريع الذي اصاب العملية البرية في الأيام الاخيرة وحجم الخسائر، وخشية القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية من الذهاب الى ما هو اسوأ واخطر وما هو كارثي اكثر على الجيش وعلى الكيان، إضافة الى صوت دولي تصاعد وادى الى وقف الحرب، لكن بالدرجة الاولى لو كانت إدارة بوش واولمرت على ثقة انها لو استمرت في الحرب لاسبوع او اسبوعين إضافيين يمكن ان تحدث تغييرا نوعيا في مسار المعركة لاستمرت الحرب ولم تتوقف يوم الاثنين. هذا يعمق الاثر الاستراتيجي للمعركة ومن هنا ثقة الشعب الاسرائيلي في جيشه وكيانه ستتراجع، ثقة الشعوب العربية وثقة الشعب الفلسطيني ان خيار المقاومة يمكن ان يصنع انتصارا في هذا الحجم ستقوى، برأيي هذا امر ستكون له بالتأكيد تأثيراته على اصل وجود الكيان على المدى المتوسط او البعيد. طبعا لا ادعي ولا يدعي احد ان هذا ستكون له تداعيات وجودية قريبة وسريعة.

طبعا نحكي عن وجود كيان ومستقبل كيان ومستقبلنا لكن يبقى في الشق الفلسطيني الهاجس الاساسي ان الفلسطيني يملك فكرة المقاومة ومشروعها وايمانها وإرادتها ويجب ان تمكنه بأن يمتلك بقية العناصر التي توفرت في تجربة الحرب الاخيرة لكي يتمكن من صنع نصره ايضا. أما استمرار الحصار المفروض على الفلسطينيين وجزء من هذا الحصار المفروض للأسف عربي قد يجعل إمكانية توظيف هذا النصر سريعا على الساحة الفلسطينية إمكانية محدودة.

انتهت اهدافهم بالحديث عن ملجأ حسن نصرالله!

هل ترون ان اسرائيل ستعود الى شن الحرب بعد تنظيم وضعها الداخلي إما ضد مجددا لبنان إما الذهاب نحو حرب اسهل مع سوريا؟

- مع التأكيد على الطبيعة العدوانية لإسرائيل وعندما اقول 'يمكن او لا يمكن يستبعد او لا يستبعد' الامر ليس له علاقة بطبيعة اسرائيل ولا بنواياها وانما له علاقة بالظروف والامكانات المتاحة. لو اتينا الى هذه الحرب قليلا وهذا يظل يساعد في التقييم. هذه الحرب كان هدفها القضاء على حزب الله. هذا هو الهدف الرئيسي والمباشر وبالتالي إخضاع لبنان نهائيا للإرادة الاميركية التي هي في المنطقة إرادة إسرائيلية وهذا الهدف اعلنه الاميركيون والإسرائيليون منذ الأيام الاولى، أنا لا احلل ولا اجتهد، هناك شيء يقولونه وهذه نصوصهم واضحة ولا تحتاج الى اجتهاد.

ومع ذلك اسرائيل عجزت عن القضاء على 'حزب الله'. باعتبار ذلك هو الهدف الاعلى بل عجزت عن تحقيق كل الاهداف المعلنة للحرب من القضاء على حزب الله نهائيا وبنيته العسكرية الى القضاء على البنية الصاروخية ل 'حزب الله'، الى إخراجه من جنوب لبنان وجنوب الليطاني الى استعادة الأسيرين بلا قيد او شرط. أي من هذه الاهداف المعلنة لم تستطع إسرائيل أن تحققه، آخر انجازات أولمرت التي يقول انه انجز شيئا هو انه وضعني في الملجأ. انتهت الاهداف للحرب الإسرائيلية بان يضعوني في الملجأ. هذه حرب طويلة عريضة اتت بالنهاية بهذا الهدف. في هذه الحرب اسرائيل استخدمت 'لا اريد ان اقول كل قوتها' ولكن الجزء الأكبر والاهم من قوتها.

من الناحية النوعية لم يبق شيء لم تستخدمه اسرائيل الا السلاح النووي. انواع الطائرات الإسرائيلية على اختلافها استعملت في هذه الحرب. أحدث انواع الدبابات، ألوية النخبة جلبتها الى الحرب، لواء 'غولاني' و'جيفعاتي' سحبوه من غزة وجاؤوا به الى الحرب ايضا وحدات المظليين. اتوا ايضا ب40 الف جندي. ثلاث فرق احتياط. بالنسبة الى حجم النار نفذوا 9 آلاف غارة جوية وليس طلعة جوية يعني ان الطيران قصف. تكلموا عن 175 الف قذيفة خلال 33 يوما. حجم النار الذي استخدم كان كبيرا جدا. صواريخ الطائرات الإسرائيلية استنفد مخزونها الاستراتيجي ولذلك حتى الصواريخ التي كانت معزولة من اجل التلف تم قصفها واستخدامها في لبنان. واسرائيل احتاجت من الاميركيين ليس فقط للصواريخ الذكية بل الى كل انواع الصواريخ التي تقصف بالطيران.

الحرب مع لبنان تحتاج الى آلاف الحسابات في إسرائيل

الاهمية في تلك التفاصيل بالقول ان اسرائيل استخدمت جزءا كبيرا من طاقتها يعني هناك مئات الطائرات كانت تحلق وتقصف في لبنان، هم ليسوا قادرين على اخراج كل سلاح الجو واستخدامه في لبنان. لم تعد هناك أهداف ليضربوها، لان لبنان صغير ولا يتحمل كل طائرات اسرائيل تحلق وتقصف فيه اهدافا. اسرائيل بهذه الطاقة والإمكانية الهائلة وبتأييد اميركي ودولي وخذلان عربي كبير للبنان. ومع ذلك (لنكن متواضعين) فشلت اسرائيل في الحرب ولحقت بها خسائر اضرت بصورة جيشها وبفاعليته، بالجندي والدبابة، حتى الدول التي اقامت صفقات مع اسرائيل لتشتري ميركافا الجيل الرابع تراجعت عن الصفقات. في الحرب مع المقاومة الشعبية تتحول الدبابة المحصنة الى تابوت. اسرائيل التي تعاني ما تعانيه من الفشل في لبنان. هل تذهب الى حرب جديدة؟ برأيي هذا الامر يحتاج الى وقت طويل حتى لا انفي الذهاب الى حرب جديدة. اما باتجاه لبنان فبالتأكيد الإسرائيلي عندما يريد ان يذهب الى حرب جديدة مع لبنان سيحتاج الى آلاف الحسابات وخصوصا إذا انتهينا في الوضع اللبناني الى وضع داخلي معقول بعد انتشار الجيش وقوات اليونيفل ولم يمس سلاح المقاومة. وبالتالي اذا بقيت المقاومة وبقي سلاحها وبقيت القوة التي الحقت الهزيمة باسرائيل في هذه الحرب. ما دامت هذه القوة موجودة فإسرائيل سوف تحسب حسابات كبيرة وطويلة لمعاودة الحرب على لبنان.

الإسرائيليون صاروا يحسبون الحسابات مع سوريا

اما ان تذهب اسرائيل الى الحرب باتجاه آخر انا لا اعتقد ذلك ولمن يتصور ان الحرب مع سوريا ستكون اسهل هو ايضا مخطئ. اريد ان اقول شيئا انه في الوقت الذي كانت اسرائيل تهاجم لبنان ومن المفترض انها تستهين بسوريا (كما يحاول البعض ان يستهين بسوريا) وفي الوقت الذي كانت تعلن فيه اسرائيل ان الصواريخ التي قصفت حيفا والخضيرة والعفولة هي صواريخ سورية الصنع وفي تلك الأيام نفسها كان وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيريتس يؤكد على مدى عدة ايام انهم لا يريدون استهداف سوريا ولا فتح جبهة معها.

هذا مؤشر وهناك مؤشر آخر مهم جدا. عندما اعلنت سوريا انه إذا اقترب الإسرائيليون من حدودها البرية فسوف تدخل المعركة. الملاحظ في كل الحروب الإسرائيلية الاخيرة انه لم يقترب الاسرائيليون من الحدود السورية بر، ومع العلم ان محاور مزارع شبعا هي محاور مهمة جدا والمساحات مفتوحة ويمكن للإسرائيلي ان يتحرك فيها بقوة للالتفاف على المقاومة في منطقة جنوب النهر، مع ذلك في هذه المنطقة لم يحرك الإسرائيلي فيها ساكنا وتجنب الاقتراب من الحدود السورية، فهذا يعني ان الإسرائيلي كان يعمل حسابات كبيرة جدا لاحتمال الصدام مع سوريا او ادخال سوريا في الحرب. هذا يحتاج الى تقييم اكبر وادق ولكن انا شخصيا اميل الى القول ان الاسرائيلي يحتاج الى وقت طويل للتفكير بحرب جديدة ليس فقط مع لبنان حتى مع سوريا. انا اعتقد نقطة الضعف الوحيدة التي سيركز عليها الاسرائيلي ويحاول من خلالها ليس استعادة صورة ردع وانما سيحاول من خلالها المنع من توظيف الانتصار في لبنان في الوضع الفلسطيني لان الفلسطيني محاصر ومقطع الاوصال، ظروفه صعبة وان كانت ارادته صلبة ومعنوياته عالية، فالجهد الإسرائيلي سيتركز هناك اكثر.

لو كنا نعلم او كنا نحتمل هذا هو موقفنا!

في موضوع ملف سلاح المقاومة ومسألة القول انه لو جرى تقدير النتائج لما حصلت العملية.. وكيف استخدم اولمرت الامر داخليا؟

- كلامي مع محطة الnew tv هو تأكيد لما قلته اثناء الحرب وانا اسهبت في هذه النقطة والحديث عن انه لو كنا نعلم او كنا نحتمل جاء في سياق هذا الحديث ولكن للاسف تم اقتطاع هذا الجزء بخبث وذلك من اجل تركيب مواقف سياسية وبناء تحليلات سياسية على اساسها.

عليه، لو أردت ان اعيد صياغة ما قلت من جديد، انا قلت وبشكل واضح جدا ان عملية الأسيرين دفعت الإسرائيلي للقيام بحرب في تموز كان سيقوم بها في تشرين الاول ولو قام بها في تشرين الاول لكانت الكارثة كبيرة جدا جدا جدا على لبنان وعلى المنطقة، ولكانت النتائج سيئة جدا جدا جدا، عملية الأسيرين من حيث لا نعلم (وانا كنت شفافا) احبطت الخطة المعدة والتي كانت معدة بإحكام، ولكن كان توقيتها في أوائل الخريف وكانت تحتاج الى استكمال بعض الجهوزية وبعض المعطيات ولاسباب اخرى. لذلك انا كنت واضحا وقلت ان الحرب ليس سببها عملية الاسيرين.

الحرب هي قرار اميركي اسرائيلي ومغطى من اماكن معينة ومجهزة الحرب ويستكمل التجهيز لها والتوقيت محدد وكانت تعتمد على عنصر المفاجاة بشكل اساسي ولها سيناريو وحتى ان السيناريو الذي طبق ليس هو المقرر. عندما حصلت عملية الأسيرين وسقط هذا العدد من القتلى استفز الإسرائيليون ووجدوا انفسهم امام واقع اما ان يتحملوا ما حصل او يذهبوا الى المعركة المقررة في اوائل الخريف. معلوماتنا انه بعد التشاور مع الاميركيين في اليوم الاول تقرر الذهاب الى المعركة التي كانت معدة للتنفيذ في تشرين. نحن افقدناهم عنصر المفاجأة. فرضنا عليهم توقيتا غير التوقيت الذي اعد له بدقة وبالتالي حصلت المعركة ونحن مستنفرون ومتهيئون وهم ليسوا جاهزين، بينما لو حصلت في تشرين كانت ستبدأ المعركة بلا ذريعة لان اي ذريعة كانت ستعني بالنسبة لنا لفت الانتباه، لو جاء الى جنوب لبنان في تشرين من يضع صواريخ مجهولة ويطلقها على فلسطين المحتلة، حزب الله سيستنفر بطبيعة الحال لانه سوف يحتمل قيام اسرائيل برد فعل ما. الحرب التي كانت ستبدا في تشرين كانت ستبدا بشكل مفاجىء جدا ومن دون اي ذرائع، واسرائيل لم تكن بحاجة الى ذريعة لانها تحظى بتأييد اميركي مطلق وسوف تحتسب الحرب في تشرين بالحرب على الارهاب وبالتالي لها المشروعية الكاملة وليست بحاجة الى ذريعة أو حجة الدفاع عن النفس أو ما شاكل.

أجزم أننا لم نخطىء في التقدير

نعم كنت شفافا وصادقا عندما قلت اننا عندما ذهبنا لننفذ عملية الاسيرين لم نكن نقصد استدراج الاسرائيليين الى الحرب في تموز بدل تشرين. اكيد لم نكن نقصد ذلك، نحن كنا نعلم انه في يوم ما الإسرائيلي والاميركي سيخوضان ضدنا حربا قاضية وحرب إبادة، ولكن بالتاكيد لم نكن نعرف التوقيت وكنا نراقب الظروف والمعطيات السياسية. عندما يوجه الي السؤال لو عدنا الى 11 تموز ويقال لك ان عملية الاسر ستؤدي الى حرب تؤدي الى هذا الدمار وسقوط كل هؤلاء الشهداء والى ما هناك. اذا كان الجواب نعم يعني حتى لو كنا نحتمل او نعلم ان اسر الجنديين الاسيرين سيؤدي الى هذه الحرب الواسعة فكنا سنذهب الى الاسر. لو قلت ذلك ساكون كاذبا وسيقف الخبثاء للقول انظروا هؤلاء لا يعنيهم البلد ولا دماء الناس.

بكل بساطة كنت استطيع ان اهرب من السؤال، والآن يمكنني ذلك وان أقول على كل حال الحرب ليس لديها علاقة باسر الجنديين الإسرائيليين ولكن لانني أعرف ان هذا السؤال موجود عند الناس وأثير بقوة في زمن الحرب. اعتبر ان من مسؤوليتي الحقيقية ان اجيب عنه، وقلت نعم لو كنا نحتمل لما اقدمنا في هذا التوقيت على عملية الاسيرين. ولكن هذا الكلام جاء في اي سياق؟

.. جاء في سياق انه حتى هذا الاحتمال ليس واردا على الاطلاق وان لا احد في الدنيا لو يدرس ويقيم ويحلل كان يفترض بأن اسر جنديين يؤدي الى حرب بهذا المستوى لان الحرب لا صلة لها بأسر الجنديين. هذه الحرب هي خارج اي منطق او معيار او قانون او ضوابط. وكل تجارب الحروب العربية الاسرائيلية وتجارب المقاومة في حربها مع اسرائيل وتجارب حروب العالم في التاريخ كله لم يؤد اسر جنديين الى حرب. نعم الاسر استغل لتوقيت الحرب وبرأينا هذا كان من مصلحتنا ومصلحة لبنان وانه استعجل حربا كانت ستحصل بشكل قاطع، ولذلك اذا كنت اريد ان استعمل عبارات لا يمكن اجتزاؤها او اقتطاعها، انا اقول لم نخطئ التقدير وكانت حساباتنا دقيقة وصحيحة وأيضا لسنا نادمين وانا لم ألق خطاب ندم او هزيمة كما قال بعض الإسرائيليين بل كان خطابي خطاب انتصار من اليوم الاول وانا في اليوم الاول، عندما كانت الغيوم سوداء كنت واثقا بان النصر آت، وهذا ما يجمع عليه كل خبير موضوعي الان ويقيم ما حصل، واعتقد، وهذا قلته اكثر من مرة ان ما حصل في توقيت وقرار العملية وما ادت اليه كان توفيقا إلهيا ولطفا إلهيا، ولو اننا لم نذهب الى تلك العملية وبقينا غافلين الى تشرين لكان لبنان غير لبنان ولكن بشكل آخر كما قال الاستاذ طلال سلمان ولكانت اسرائيل غير اسرائيل ولكن بشكل آخر.

لكانت اسرائيل في تشرين ومن خلال عامل المفاجأة والاستفادة من عوامل عدة اخرى لكانت راهنت على القضاء على المقاومة في لبنان وهذا كان سيؤدي الى استسلام لبنان الى اميركا واسرائيل، سوف يؤدي الى آفق قاس وخطير على مستوى المقاومة الفلسطينية، على مستوى موقع سوريا، على مستوى مشروع المقاومة على امتداد العالم العربي. لذلك اكرر واقول لسنا نادمين ولم نرتكب اي خطأ وكانت تقديراتنا صحيحة وان ما حصل هو اهم بكثير من التقديرات التي كنا ننويها، نعم لو تجاوزنا كل هذه المشاريع والجوانب الاساسية في القضية وحشرنا انفسنا في زاوية وقلنا لو كنا نحتمل، لفعلنا او لم نفعل الجواب المنطقي لما كنا فعلنا. لو حصرنا الموضوع في عملية الأسر ورد الفعل على العملية، لكن حقيقة ما حصل في تموز خارج هذا السياق والمنطق بالكامل.

مقاوم
09-05-2006, 08:04 AM
المقارنة بين ما جرى في غزة ولبنان

يقال انه حصلت ردة فعل إسرائيلية واسعة على خطف الفلسطينيين للجندي الاسرائيلي في غزة قبل 12 تموز؟ الم تصلكم الاشارة؟

- كنا جاهزين لهذا المقدار وهذا ما كنا نتوقعه، حجم رد الفعل الذي توقعناه هو رد فعل قاس انتقامي محدود والذي حصل في غزة هو في هذه الحدود ليس أكثر. الاسرائيلي لم يقم باجتياح او تدمير قطاع غزة ولم يقم بما فعله في لبنان، مع العلم ان اسر الفلسطينيين لجندي في غزة هو أشد إذلالا للاسرائيلي من اسر جنديين في لبنان. حسب الامكانات المتوافرة لدى الفلسطينيين قياسا لامكانات المقاومة في لبنان، ما كانت ردة فعله في غزة، نحن افترضنا ان ردة فعله في لبنان يكون على هذا الشكل او اكثر ولكن ما قام به الاسرائيلي في لبنان ليس رد فعل وإنما فعل مقرر استعجل زمانا. الشهداء في غزة، عملوا احصاء قبل عملية الاسر، كل شهر كان عندهم 30 او 40 شهيدا. ولم يتغير شيء.

الاسرائيلي استغل.. ولكن ماذا عن الذين يفهمون العربية؟

بالمناسبة، انا اتفهم ان الاسرائيلي يقتطع هذا الجزء ليستفيد منه مثلا اولمرت ليحاول ان يتحدث ما يساعده على التخلص من لجنة تحقيق او مشاكل. وانا طبعا لم اكن اقصد ذلك، انا كنت اتكلم بالصدق والشفافية التي كان يحتاجها الناس ويتطلع اليها الناس، لكن كنتيجة قيل لي وقرأت ان اولمرت يحاول الاستفادة من هذه الجملة، وانا لا امانع بان يستفيد اولمرت منه. وانه اذا ما خيرنا بين رئيس حكومة احمق وغبي وضعيف يستمر في إدارة هذا الكيان وبين رئيس حكومة بديل عنه قوي ومقتدر فنحن نفضل بقاء رئيس الحكومة الغبي والاحمق.

واذا كان بعض كلامي المقتطع يمكن ان يستفيد منه اولمرت فانا لا امانع في ذلك.
لكن أنا آسف من الذين يفهمون اللغة العربية جيدا ويفهمون ان هذه الجملة جاءت في سياق موضوع متكامل وانه لا يجوز اقتطاعها عن سياقها الطبيعي، كيف قاموا باجتزاء هذه الجملة وتوظيفها بما يخدم قراءتهم غير الصحيحة لما جرى في لبنان. هذا مؤسف ولا اريد ان اتحدث عن أكثر من أسف.

سياستنا تجنب المظاهر المسلحة جنوب النهر

بعد صدور 1701 المشهد الالتباسات كثيرة. قرار ملتبس ومشهد ملتبس، الا تقطعون الطريق على اي فرصة للبحث عن مرحلة ما بعد 1701 عندما تشددون على اولوية الحفاظ على سلاح المقاومة؟

- هناك شقان. الاول له علاقة بما يمكن ان تستقر عليه الامور في الجنوب، انا في نظري الصورة واضحة، الجيش اللبناني يستكمل انتشاره في المنطقة الحدودية، من المفترض ان الجنود الأسرائيليين ينسحبون وقوات اليونيفيل المعززة تنتشر في المواقع التي ستتفق عليها مع الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية. وسيكون في منطقة جنوب النهر وصولا الى الحدود الدولية جيش لبناني وقوات يونيفيل، المقاومة أساسا سياستها هي تجنب المظاهر المسلحة. أما الآن فالامر يتعدى الإلتزام الذاتي والضمني والسياسة العامة إلى التزام رسمي ووطني باتجاه الجيش اللبناني واتجاه الدولة اللبنانية.

هذا يعني أن المشهد سيكون في منطقة الجنوب، في جنوب النهر كما هو المشهد فعلا في شمال النهر. قبل 12 تموز في شمال النهر هناك جيش لبناني ودولة باسطة سلطتها على كل شيء في شمال نهر الليطاني والمقاومة موجودة بشكل غير معلن. هذا المشهد سيكون في جنوب النهر المقاومة موجودة بشكل غير معلن وبالتالي الجيش اللبناني والدولة ومن خلال وجودها المباشر على الحدود حكما سوف تصبح هي المسؤولة، في التصدي لأي خروقات إسرائيلية وأنا قلت وأكرر القول ان المقاومة سوف يصبح دورها الأساسي هو المؤازرة والمساندة للجيش اللبناني الذي بات بحسب هذا التصور متواجدا على الحدود. ولكن بالتأكيد لو جاء الإسرائيليون كما حصل في بوداي مثلا ليقوموا بإنزال في هذه البلدة الجنوبية أو البقاعية فإن المقاومة الموجودة بشكل سري، التي هي أبناء هذه البلدة سوف تتصدى للإنزال الإسرائيلي ولن تنتظر في إطار هذا التصدي إذنا من أحد لأن هذا دفاع مشروع عن النفس. لكن في الخط العريض الجيش هو المعني في مواجهة الخروقات من خلال وجوده على الحدود والمقاومة تتحول إلى قوة مؤازرة ومساندة.

وأنا لا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة لأن المقاومة صادقة في التزامها من جهة ومنضبطة في أدائها من جهة أخرى. فقد يكون هناك مقاومة قيادتها ملتزمة ولكن كادرها واطرها وافرادها غير منضبطين. هذا قد يؤدي إلى مشكلات ميدانية يخشى من تطورها. هذا الأمر بالنسبة لمقاومتنا محسوم. القرار الصادر عن مجلس الوزراء والذي اخذ الكثير من النقاش داخل مجلس الوزراء هو قرار واضح يحدد مهمة الجيش في جنوب لبنان وليس من مهمة الجيش نزع سلاح المقاومة وليس من مهمة الجيش التجسس على المقاومة ومداهمة الأماكن التي قد تحتفظ فيها المقاومة بسلاح لها.

ليس هناك نقطة احتكاك أو سبب لإشكال

إذا ليس هناك أي مبرر لأي مشكل وقيادة الجيش ملتزمة أيضا من جهة على مستوى عقيدتها، ومن جهة على مستوى انضباطيتها كمؤسسة رسمية بهذا القرار. مهمة الجيش في الجنوب هي الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين وممتلكاتهم وأرزاقهم وأمنهم. إذا ليس هناك من نقطة احتكاك قد يخشى من وجود إشكال فيها. اليونيفيل المعززة بحسب ما أعلنه الأمين العام للامم المتحدة،إلا إذا صدر قرار جديد، ليس مهمتها نزع سلاح حزب الله وإنما مهمتها مساندة الدولة اللبنانية في بسط سلطتها ومساندة الجيش اللبناني، إذا لا مشكلة. أنا أفترض أنه لا يوجد سبب لقيام مشكلة او خلل ما، وبالتالي الوضع الداخلي في جنوب لبنان سوف يعود إلى الاستقرار الذي كان عليه خلال السنوات الست الماضية مع تبدل ان المتواجد على الحدود هو الجيش المعني بالتصدي للخروقات وليس المقاومة المتواجدة على الحدود المعنية مباشرة بالتصدي للخروقات. لذا أنا مطمئن ولست قلقا.

المقاومة كانت بديلا لفراغ الدولة

الشق الثاني الذي له علاقة بسلاح المقاومة كما قبل الحرب بعد الحرب، نحن لا نقول إن هذا السلاح ليس للمناقشة، انه ما زال خاضعا للحوار ودولة الرئيس نبيه بري في خطابه الأخير أعلن باسمه وباسمنا أن من جملة الأولويات في المرحلة المقبلة محاولة التوصل أو الاتفاق وطنيا على استراتيجية دفاع وطنية بالاستفادة من تجربة الحرب الضخمة التي خضناها. وبالتالي هذا الموضوع يجب أن يستكمل نقاشه، الآن في أي إطار صار هذا شكليا ولكن من حيث الجوهر يجب ان يستكمل نقاشه، ونحن لم نقطع الطريق على أحد في هذا النقاش. حتى في آخر حوار صحفي لي أنا قلت اننا لا نريد أن نحتفظ بهذا السلاح لأبد الآبدين. المقاومة كانت بديلا لفراغ الدولة، تعالوا (هنا نقدم حلا سواء كان مقبولا أو غير مقبول) وأوجدوا الدولة القوية القادرة المقاومة التي تطمئن الناس وتحمي الناس. هذا الذي يشكل مدخلا لأي نقاش في سلاح المقاومة يمكن أن يحسم مصير هذا السلاح.

إذا نحن ما زلنا منفتحين على أي صيغة يمكن الاتفاق عليها وطنيا لمناقشة هذا الأمر. ولم نقفل الباب على أحد على الإطلاق وحاضرون للمناقشة ليس فقط نظريا كما كان يجري قبل الحرب وبالاستناد إلى تجربة المقاومة في العام 2000 أعتقد أن الحرب الأخيرة قدمت تجربة مهمة جدا يجب أن يستفيد منها لبنان في وضع استراتيجيته الدفاعية بل يجب أن يستفيد منها لبنان ايضا في طريقة إعادة تكوينه للجيش اللبناني وتقوية الجيش اللبناني وتسليح الجيش اللبناني، إذا أردنا أن نقوي الجيش اللبناني بما يمكنه من الوقوف بمواجهة اسرائيل، حتى لا ننفق في مجالات عبثية وغير مجدية.

لسنا بوارد استخدام الصواريخ الا في حالة واحدة!

ما مصير الاسلحة والصواريخ؟ هل يجري البحث في هذا الموضوع؟

- بكل الأحوال من عام 1996 بعد عدوان نيسان، هذه الصواريخ كانت موجودة ولم تستخدم إلى 2006 أي عشر سنوات لم تستخدم. وهذه الصواريخ هي بالأساس ليست للاستخدام العملياتي اليومي حتى عندما كان هناك عمليات يومية. هذه الصواريخ تستخدم في حال نشوب حرب كما حصل أعوام 96 و93 و2006. والمقاومة ليست بوارد استخدام هذه الصواريخ على الاطلاق إلا في حال اعتدت اسرائيل وقامت بحرب على لبنان. هذا يحل مشكلة أنه الآن ماذا نفعل بهذه الصواريخ. نفعل بهذه الصواريخ اننا نحتفظ بها كما كنا نحتفظ بها منذ 96 إلى 2006 دون أن نقوم باستخدامها. نحتفظ بها لان هذه الصواريخ لا تستخدم إلا في حال حصول عدوان عسكري واسع على لبنان.

لو حصل عدوان جديد على لبنان، بالتأكيد الجيش مسؤوليته أن يدافع، المقاومة لها مسؤولية أيضا أن تدافع كمقاومة شعبية. لكن هذا الأمر متروك للمستقبل. نحن نفضل في كل الأحوال أن لا يناقش هذا الأمر بشكل تجزيئي أي ان لا ندخل إلى هذا النقاش ونقول الصواريخ ماذا نفعل بها أو هؤلاء الشباب ماذا نفعل بهم او هذا النوع من السلاح ماذا نفعل فيه. المناقشة التجزيئية للموضوع هي مناقشة غير عملية وغير مجدية. الأفضل ان ندخل إلى مناقشة شاملة ونقول على ضوء ما حصل وكل التجارب لبنان معني بالدفاع عن وجوده وكيانه واستقلاله وسيادته وأمنه في مقابل أي حرب اسرائيلية قد تشن في المستقبل.
هناك تطور جديد أن الجيش اللبناني اصبح موجودا على الحدود. هذا لم يكن موجودا قبل 12 تموز، على ضوء هذه التجربة كيف يمكن للبنان من خلال الإمكانات المتاحة أن يدافع عن نفسه ونستكمل النقاش الذي كان موجودا على طاولة الحوار. المناقشة الشاملة أعتقد أنها توصل إلى نتيجة افضل وتخدم حماية البلد دون أن تستجيب للشروط الإسرائيلية.

مهمة الجيش الدفاع عن الوطن

إذا لم يكن هناك قرار سياسي بأن يتصدى الجيش للخروقات او الاعتداءات الإسرائيلية، فماذا سيكون موقف المقاومة في المرحلة المقبلة؟

- حسب قرار مجلس الوزراء مهمة الجيش في الجنوب الدفاع عن الوطن، صار الموضوع الأمني.
في ضوء ما قاله الرئيس بري، حول استمرار المقاومة طالما ان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا محتلة. ماذا سيكون موقف حزب الله ميدانيا من موضوع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا؟

- الموقف السياسي معلن وواضح، هذه أرض لبنانية محتلة ويجب أن تعود إلى لبنان. وهذا مسؤولية الدولة كما كان من مسؤولية الدولة عام 1948 أن تدافع عن لبنان وبعدها ان تستعيد أي شبر محتل من ارض لبنان ل 78 ل 82 إلى اليوم مسؤولية الدولة هي أن تستعيد هذه الأرض. وعندما تريد الدولة القيام بهذه المسؤولية فمسؤولية المقاومة ان تساندها وإذا تخلت عن هذه المسؤولية، ومسؤولية المقاومة أن تباشر هذا الأمر. المقاومة حق مشروع لنا، لكن هل سنمارس هذا الحق في الزمان، في المكان.

هذا الامر متروك للوقت أنتم لاحظتم أننا نحن من 2000 إلى 2006 مع التأكيد على هذا الحق تصرفنا بطريقة مختلفة مع احتلال مزارع شبعا عن الطريقة التي كنا نتصرف بها قبل عام 2000 لأسباب سياسية وأمنية وميدانية مختلفة ومتنوعة لذلك نحن يكفي ان نقول كما قال الرئيس بري أيضا المقاومة هي حقنا ونحن نحتفظ بهذا الحق وهذه الأرض يجب أن تعود إلينا. اليوم يمكن أن يقال هل تعطون فرصة للدولة. الفرصة موجودة أمام الدولة حتى بعد عام 2000 نحن لم نفتح جبهة في مزارع شبعا ولم نقم بعمليات يومية في مزارع شبعا وإنما كنا نسميها بالعمليات التذكيرية وكان يفصل بين العملية والأخرى عدد من الاشهر. نحن الآن خارجون من حرب ولسنا مستعجلين للقيام بعمليات في مزارع شبعا ولكن نحن نقول إن هذا حقنا ولا يجوز لاحد أن يقدم ضمانات وتطمينات أمنية مجانية للإسرائيلي الذي يحتل جزءا من ارضنا والآن الدولة أو الحكومة تستطيع أن تباشر..على كل حال نحن سنواكب هذا الأمر وسنرى كيف ستسير الأمور.

بعد الحرب لا بد من إعادة النظر بشكل متوازن بين سياسة وعسكرة الحزب بمعنى الحزب كان لديه مواقعه ومخابئه وذخيرته وسلاحه، وكان يحارب على الجبهة، الآن هذه الجبهة أقفلت. المهمة العسكرية للحزب المقاوم لم تعد أولوية مطلقة.

لسنا بحاجة إلى تحول دراماتيكي

كيف تتصورون الانتقال من هذه المرحلة التي كان فيها الوجه العسكري هو البارز إلى الميدان السياسي؟ ما هو دور الحزب بعد حرب تموز؟

- الحزب قد لا يحتاج إلى هذا التحول الدراماتيكي على مستوى التنظيم لأنه كل ثلاث سنوات تكون للحزب مراجعة مؤتمرية تنظيمية وتطويرية لأجهزته وإمكاناته وإجراء تعديل مناسب بهيكليته يماشي التوسع القائم في الساحة سواء على المستوى السياسي أو الشعبي او المهام المحددة.

اذا قد لا نكون نحن أمام تحول كبير من هذا النوع لأن تركيبة الحزب خصوصا من عام 1990 وصاعدا، كان الجسم العسكري المعني بالمقاومة يتفرغ لشأنه ومهمته وهناك جسم كبير ايضا تنظيمي وشعبي وسياسي يتفرغ لهذا الجانب ولم يكن أحدهما يتأثر سلبا بالآخر بل كان يتأثر به ايجابا. يعني انجازات المقاومة كان يستفيد منها الجسم الآخر على مستوى المزيد من الاستقطاب والحضور الشعبي والفعالية السياسية والنشاط الإعلامي. المزيد من الاحتضان الشعبي والحضور السياسي كان يؤمن قدرة إضافية للجسم الجهادي في حزب الله.

لبنان لم يمر بهكذا تضامن انساني في كل تاريخه

هل هناك إمكانية لإعادة التفكير بالبنية التنظيمية بحيث أن الرصيد الوطني والقومي العظيم الذي حققه الحزب سيساعده بتقديم نفسه خارج الشيعة؟

- أنا أتصور أنه استنادا إلى تجربة الحرب الاخيرة يمكن إعادة النظر بالعديد من الأفكار والبرامج خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات السياسية والمزيد من تمكين هذه العلاقات وتطوير هذه العلاقات وفتح هذه العلاقات على المستوى الوطني. ومن ايجابيات ما حصل في هذه الحرب ان الاتصال مع القوى السياسية والتيارات السياسية الأخرى تجاوز الأطر الرسمية والقيادية قهرا وليس بالتخطيط من أحد.

عندما ذهب النازحون إلى المناطق اللبنانية الأخرى، بطبيعة الحال حصل في ظرف سياسي وأمني وإنساني خاص المزيد من الاحتكاك مع بقية اللبنانيين سواء مع السنة في مناطق السنية مع المسيحيين في مناطق المسيحية أو مع الدروز في المناطق الدرزية. ونقلت بشكل عام بغض النظر عن بعض الاستثناءات الانطباعات التي عاد بها النازحون، وهي انطباعات ايجابية وجيدة جدا وحتى لو تم توصيف هذا التضامن بأنه تضامن إنساني وليس تضامنا سياسيا فإنه من أهم الإنجازات والبركات التي تحققت في هذه الحرب لانه فيما أعرفه أنه لم يمر لبنان منذ عقود من الزمان في تضامن إنساني من هذا النوع وخصوصا في ظل التشجنات الداخلية والحرب الأهلية وما قبلها وما بعدها.

لعل البعض عندما وصف التضامن بأنه إنساني وليس سياسيا كان يحاول أن يقلل من قيمة هذا التضامن. بالنسبة لنا نحن لا نقلل من قيمة هذا التضامن لأننا نرى في هذا التضامن الإنساني قيمة كبيرة جدا لا تقل اهمية عن التضامن السياسي. والأمر الآخر، أن هذا حصل عشية أحاديث داخلية وخارجية عن أن لبنان يقف على خط الفتنة المذهبية والحرب الاهلية. فإذا به يقدم مشهدا مختلفا عن تضامن شعبي تنفتح فيه الطوائف على بعضها والمناطق على بعضها والناس على بعضهم في ظروف حساسة وفي ظل اسئلة صعبة. هذا المعطى بالتأكيد سوف يترك اثرا كبيرا جدا على عقلية حزب الله وفهمه وآدائه وطريقة حركته وعلاقته، أي سيؤدي إلى تطوير وتحسين هذا التواصل. طبعا، هناك شيء تمت الإشارة له هو يحتاج إلى نوع من الدقة مثلا أن حزب الله قيادته وافراده وانتماءهم غالبا أو بشكل كامل إلى الطائفة الشيعية، التطوير التنظيمي في هذا الاتجاه، وقد طرح في أكثر من مراجعة، في ظل الوضع اللبناني القائم يجب أن تراعى بعض الحساسيات حتى في الاتصالات بسبب التعقيدات السياسية الداخلية.

هولوا احيانا ان الحزب يريد اختراق الساحة السنية

مثلا، نحن طلبنا من عدد من مسؤولينا السياسيين وأطر العلاقات عندنا أن تقيم علاقات مباشرة حتى مع العائلات أي نذهب إلى بيوت العائلات ونجتمع مع وجهاء العائلات ونقدم لهم أنفسنا لنشرح لهم لنجيب على تساؤلاتهم لنقيم معهم علاقات مباشرة.

وهذا حق طبيعي ويجب ان يحصل في لبنان يعني لا يجوز أن تكون علاقة الشيعة مع السنة أو السنة مع الشيعة هي علاقة من خلال الزعماء أو من خلال الأحزاب والأطر السياسية، يجب أن تكون علاقات شعبية مباشرة. للأسف وجدنا أن هذا النوع من التحرك قد يثير بعض الحساسيات وقد يسلط عليه الأضواء بطريقة غير مناسبة ليقال ان حزب الله يريد ان يخترق الساحة السنية وهذا اهون مما حاول البعض أن يروجه بأن لدى حزب الله مشروع تحويل السنة إلى شيعة ودعوة بعض السنة إلى التشيع، وهذه أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة.

تقييمنا ايجابي لكل الساحات

في كل الأحوال نحن ندرك هذه الحساسيات وأنا موافق على ما تفضلتم به في مضمون السؤال، حزب الله معني بمزيد من التحرك باتجاه الطوائف الأخرى والتيارات الاخرى. نحن مثلا لدينا تقييم ايجابي عن أكثر من ساحة مثلا لو ذهبنا إلى الساحة المسيحية، في الساحة المسيحية ما قبل الحرب أو حتى ما قبل السنة والنصف الأخيرة هناك مساحة عند المسيحيين لنا علاقات قديمة ووطيدة معها سواء بعض الأحزاب المسيحية التي تحسب في الخط الوطني بحسب التقسيمات السابقة أو القيادات والشخصيات المسيحية التي لها حضور في الأحزاب الوطنية أو ذات الإتجاه اليساري، ايضا في منطقة زغرتا وإهدن مثلا العلاقة هي علاقة قديمة مع الوزير السابق سليمان فرنجية الذي هو زعامة جدية وحقيقية لا أحد يستطع أن يتجاهل حجمه وتمثيله الكبير وتيار المردة حتى في البيان التأسيسي الأخير الذي أصدره لمناسبة إعادة إحياء التيار، يتكلم عن سلاح المقاومة وسلاح حزب الله كما يتكلم حزب الله، يعني التزام كامل في رؤية على هذا الصعيد. عندما نذهب إلى المناطق المسيحية وطريقة التعاطي مع النازحين، لنا أن نتوقع أن تكون العلاقة طبيعية جدا في زغرتا وفي إهدن باعتبار أن هناك تحالفا قديما مع الوزير سليمان فرنجية وان نشهد في تلك المنطقة تعاطفا صادقا وقويا ومشكورا، وكذلك في مناطق تواجد ووجود أحزاب سياسية معينة أيضا هذا منطقي وطبيعي.

مقاوم
09-05-2006, 08:06 AM
العلاقة مع التيار والاديرة والمؤسسات البطريركية

الشيء الذي كان البعض يتصوره أن العلاقة التي انفتحت مؤخرا مع التيار الوطني الحر هي علاقة شكلية ورسمية ولكن تبدت في أرض الواقع أنها علاقة شعبية وطبيعية، وهذا الامر تبدى بشكل واضح في خلال الحرب وتحديدا في التعامل مع قضية النازحين. حتى عندما نذهب إلى المؤسسات التابعة للبطريركية يعني الأديرة والمدارس، بشكل عام أستطيع القول أن اليوم اندفاعة حزب الله وثقة حزب الله وايمان حزب الله بضرورة الإنفتاح وتشبيك العلاقات وتمتين العلاقات مع الأوساط المسيحية سواء كانت الصداقات قديمة أو كانت مستجدة خلال الفترة الماضية أو البحث عن علاقات وصداقات جديدة. أنا أؤكد لك أن هذه القناعة أقوى وأكبر بعد الحرب. في الوسط السني كذلك وإن كان نحن حرصنا على العلاقة بهذا الوسط هو حرص قديم ينشأ من خصوصيات الساحة اللبنانية وخصوصيات الساحة الإسلامية وانعكاسات هذا الأمر على العلاقات الشيعية السنية في أي مكان في العالم. أيضا على المستوى الدرزي سواء أولئك الذين كانوا في نفس الموقع السياسي معنا في هذه الحرب أو جزء من جمهور من لديهم ملاحظات سياسية او قد نختلف معهم في الموقع السياسي تضامنوا إنسانيا وهذا لا يجوز أن نتجاهله.

لا مشروع خاصا عند الشيعة

هل كان للشيعة مشروع خاص عبر 'حزب الله' وجرت المحاولة لضربه عبر العدوان الأخير؟

- الحديث دائما عن مشروع خاص هو غير صحيح، حزب الله مشروعه معلن وحزب الله عنده رؤية معلنة على المستوى السياسي وهذه رؤية يتم تكرارها لأنه يمكن أكثر حزب يخطب هو حزب الله وله حضور إعلامي وله تعبير عن قناعته ورأيه وايضا لديه برامج قدمها بشكل علني للناس في كل الانتخابات، وهو ذهب يترجم هذه البرامج. وبعض الذين يدعوننا للانخراط في الدولة اليوم، نقول لهم نحن شاركنا في انتخابات 1992 وهم قاطعوها، نحن شاركنا في انتخابات 1996 وهم قاطعوها، لكن هم اليوم يزايدون علينا بالدعوة إلى الانخراط في مشروع الدولة. نحن ليس لدينا مشروع خاص، نحن بشكل واضح نقول، وهذا الكلام ليس كلاما سياسيا، هو كلام فكري يستند إلى أسس فكرية ودينية وليس فقط كلاما سياسيا بحتا، نحن في الرؤية الإسلامية الدينية وهذه رؤية اجماعية بين المسلمين أي ليست شيعية أو سنية.

نحن نقول انه لا بد للناس من امام. بحسب اصطلاح ذلك الزمان الإمام يعني النظام يعني الدولة لا يمكن أن يعيش جمع من الناس على رقعة من الأرض بدون دولة بمعزل عن هوية ومضمون هذه الدولة. وكان دائما هناك نقاش فقهي أنه إذا دار الامر بين نظام توجد حوله مجموعة كبيرة من الملاحظات وبين الفوضى أو الحرب الأهلية البعض كان يرى أن الأصل وجود نظام وعدم الذهاب إلى الفوضى وتحمل هذه السلبيات أولى من تحمل ما هو أفسد وهو الحرب الأهلية.

الكل بحاجة الى طمأنة في لبنان

نحن نقول اليوم إن كل اللبنانيين بحاجة إلى طمأنة، عندما يقف بعض الناس في لبنان ويقولون نحن نخاف منكم طمئنونا أنا أريد أن أقول أنا أيضا أخاف منكم طمئنوني. الكل في لبنان بحاجة إلى طمأنة نتيجة أن لبنان كان وما زال على خط الزلزال المحلي الإقليمي الدولي ونتيجة المداخلات الدولية وبالأخص الأميركية الإسرائيلية.

في موضوع العلاقة مع المملكة العربية السعودية خصوصا بعد البيان الاول الذي تحدث عن المغامرة غير المحسوبة. اين انتم اليوم من المملكة وهل هناك عتب ام خلل في التواصل وتبادل الاراء ام ان ما جرى كان عارضا وهل تجددت الاتصالات مع السعوديين؟
- بالنسبة الى ما صدر من مواقف عن السعودية في البداية وكذلك البيان الصادر عن القمة المصرية الاردنية واجواء الاجتماع الاول لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، بالحد الادنى واذا اردنا ان نخفف لهجتنا نقول انه كان من حقنا ان نعتب ولا يجوز ان يحزنوا او يتألموا.

لا اريد ان اقول لهم ما تقييمنا لموقفهم وخصوصا حديثهم عن المغامرة غير المحسوبة وما شاكل. انا احيلهم الى السيد ايهود اولمرت وكيف وظف الاسرائيلي والاميركي هذه المواقف لتغطية الحرب الاسرائيلية الاميركية على لبنان، طبعا وان كان الاسرائيليون قد استندوا الى اكثر مما قيل في البيانات الرسمية العربية المعلنة عندما تحدثوا عن اتصالات تقوم بها حكومات عربية من اجل ان تبارك لهم حربهم على لبنان وتدعوهم للاستمرار فيها حتى القضاء على 'حزب الله'.

في هذا الشق الذي يدعيه الاسرائيليون نحن لا نريد ان نصدقهم نهائيا. لكن من خلال قراءة المواقف الرسمية العربية المعلنة من الحرب على لبنان والمقاومة وهم اصدروها رسميا، بالحد الادنى اقول قصدتم ام لم تقصدوا فلقد شكل موقفكم غطاء للعدو او بالحد الادنى، تخليا عن لبنان وعن المقاومة فيه والتي قلتم جميعا انكم تعتزون بها في العام الفين وقمتم بتهنئتها بانتصارها. نحن لا نريد اليوم الوقوف كثيرا عند ما حصل. نحن نتعظ مما حصل ونحاول اخذ العبر والاستنتاجات والدروس.

بالنسبة للدول العربية التي نعتب عليها، بفعل موقفها نحن نرى انه من الطبيعي ان يسعوا هم ونسعى نحن الى ترميم العلاقات لما فيه المصلحة العربية والاسلامية والمصلحة الوطنية لكل بلد.

في ما يخص الاخوة السعوديين، اذا كان هناك عتب فهو اكبر، لان العلاقة معهم كانت متطورة وحصلت لقاءات كثيرة بيني وبين السفير السعودي في بيروت الدكتور عبد العزيز خوجة وكذلك مع مسؤولين سعوديين جاءوا الى بيروت. كما ان الملك عبدالله بن عبد العزيز قال كلاما طيبا في اكثر من مناسبة سواء في ما يتعلق بحزب الله والمقاومة او بالنسبة الي شخصيا... حتى انه قبل اسبوع من الحرب نقل عن الملك عبدالله قوله ان السيد حسن نصرالله هو ابننا العزيز ونحن نوصي به ونراهن عليه والخ...

وجهت الدعوة سابقا اليكم لزيارة المملكة وقيل الكثير عن سبب عدم تلبيتها؟

- نعم وجهت الدعوة الي لزيارة المملكة، وطالما ان الموضوع اثير في وسائل الاعلام، فساتطرق اليه. عندما ابلغني السفير السعودي في بيروت الدعوة قلت له انني اقبلها من الناحية السياسية والاخوية وانا اعتز بها ولا مشكلة سياسية بتلبيتها انما المشكلة امنية وانا لا استطيع ان اسافر ولذلك لم اذهب الى الحج منذ عام 1986 ليس لانني لا احب الذهاب الى الحج بل الاسباب امنية ايضا طالما ان امنية كل انسان مسلم وخاصة المتدين ان يذهب الى الحج.انا محروم من هذه النعمة ومن تأدية العمرة وكل سنة كانت توجه الي الدعوة الى الحج كنت اعتذر لاسباب امنية.

المقصود انه لم يكن لدينا اي تحفظ سياسي على الدعوة لزيارة المملكة. انا فهمت في المقابل، ان بعض المسؤولين في المملكة يعتقدون ان ما يحول دون تلبيتي للزيارة توصيات ايرانية وسورية. هذا غير صحيح نهائيا. على كل حال سوف تاتي الايام وتثبت ان اكبر حركة سياسية استقلالية في لبنان عن اي محور او دولة هي 'حزب الله' ولكن اريد ان اصحح الاستنتاج الخطأ لدى بعض المسؤولين في المملكة واقول لهم انه عندما عرف الايرانيون والسوريون بوجود الدعوة بادروا الى تشجيعي على تلبيتها وقالوا ان ذلك من شأنه تطوير العلاقات اكثر مع المملكة وذلك على عكس ما يظن بعض المسؤولين السعوديين.

حقيقة الامر واكرر ذلك ان السبب امني بحت وانا ابلغت سعادة السفير السعودي في بيروت انني شخصيا لا استطيع الذهاب لكن اي اخ آخر في الحزب يمثل الامين العام سواء في شورى القرار او الاخ الوزير محمد فنيش وقلت لهم هذه الاسماء عندكم ومن ترغبون باختياره ودعوته من 'حزب الله' من دون ان احرجكم انا بالتسمية، سيذهب كممثل عني شخصيا وعن قيادة الحزب وانا افوضه بما قد يناقش معه من قضايا، لكنهم لم يعطوا جوابا وهذا قبل الحرب الاخيرة. اكرر الاسباب امنية وليست سياسية ونحن مهتمون كثيرا بالعلاقة وتطويرها وتحسينها.

يمكن القول انه من خلال ما تفضلتم به كان من حقكم ان تعتبوا؟

- هذا السبب جعلنا نعتب اكثر. نحن نسير واياكم سوية بهذا الاتجاه منذ فترة طويلة وفي لحظة مصيرية وحساسة ودقيقة يقال عنا ماقيل. نعم كان من حقنا ان نعتب لكن في كل الاحوال الآن هناك اصدقاء مشتركون لبنانيا سعوا لاعادة التواصل والاتصال وليست لدينا اية موانع في ذلك، لا بل حصلت في الآونة الاخيرة اتصالات وان شاء الله الامور تتحسن الى الامام.

الم يحتف 'حزب الله' بامير قطر اكثر من اللازم في الضاحية الجنوبية خاصة ان موقع قطر الاقليمي معروف وكذلك صلاتها؟

- في العموم اتصالاتنا مع جميع الاخوة الخليجيين ما زالت مستمرة كما كانت في السابق. بالنسبة لامير قطر هو اول زعيم عربي يزور الضاحية الجنوبية وهذا الامر له قيمة خاصة عندنا واي زعيم عربي يزور الضاحية سنتعاطى معه بالطريقة نفسها وهذا امر له علاقة بلياقات الضيافة والتقدير للزيارة وبمعزل عن التقييم السياسي من جوانب اخرى.

ولكن الامر نفسه لم يحصل مع زعيم دولي مثل كوفي عنان؟

- اعتقد ان الصورة التي تقدم عن 'حزب الله' بانه حزب حديدي قد تكون صحيحة في ما يتصل باعضاء الحزب ولكن الجمهور واهل الضاحية الجنوبية لا علاقة حديدية بيننا وبينهم. نعم الاخوان الذين رتبوا زيارة انان الى الضاحية فوجئوا ببعض الاشخاص وطريقة تصرفهم مع الامين العام والوفد المرافق. يمكنكم بكل الاحوال العودة الى الصور ومن خلال ملامح من احتشدوا يمكن تقدير انهم ليسوا اعضاء في الحزب. هم من الجمهور.

هل هناك اتصالات حاليا مع المصريين؟

- ربما تحصل في وقت قريب او تعود الاتصالات كما كانت مع العلاقات الدولية في 'حزب الله'. طبعا مع سعادة السفير المصري حسين ضرار لم يحصل اي لقاء ثنائي بيني وبينه بل ربما التقى بعض نواب الحزب في المجلس النيابي اكثر من مرة.

بالنسبة الى المساعدات العربية هل كانت ترقى الى ما كنتم تتوقعونه؟

- مع التقدير والشكر للدول العربية التي اعلنت عن مساعدات الا ان ما اعلن لا يرقى الى الكرم العربي ولا يتناسب مع احتياجات لبنان لاعادة البناء والاعمار.

هل يمكن القول ان 'حزب الله' الشيعي صار زعيما للعرب السنة في المعركة مع اسرائيل وكيف تقيمون تعاطي الانظمة والشعوب في العالمين العربي والاسلامي؟

- طبعا قرات او سمعت الكثير بان فلانا او ان 'حزب الله' بات يشكل زعامة عربية او اسلامية او شيئا من هذا القبيل. انا اريد التدقيق ولا اتصور ان التعبير دقيق. نعم اقول ان 'حزب الله' او انا شخصيا صرنا نحظى باحترام كبير في العالمين العربي والاسلامي وبثقة ومصداقية نتيجة السلوك والتضحيات والصمود والانتصار والانجاز وكون المواجهة مع عدو هؤلاء جميعا من العرب والمسلمين.

انا حسب فهمي هذه هي حدود الامر. اما حماسة البعض ومحاولة تقديم ما حصل للحديث عن زعامة عربية تريد ان تقود العالم العربي او تحدث تغييرا في العالم العربي، هذا فيه الكثير من المبالغة لان الامور ليست كذلك.
بين هلالين، هذا يزيد من مشكلتنا والحزب لا يطرح نفسه قائدا لا على مستوى لبنان ولا العالم العربي وانا على المستوى الشخصي لا اطرح نفسي قائدا لا على مستوى 'حزب الله' ولا العالم العربي.

ماذا عن تداعيات ذلك على موضوع قطع دابر الفتنة السنية الشيعية، خاصة انكم عملتم كثيرا في هذا الاتجاه؟

- نعم وهذا هو العنصر الاهم على صعيد تداعيات الحرب. ان النتائج اكبر بكثير من التضحيات ولا يجوز ان ياخذ وهج التضحيات شيئا من حجم الانجاز والنصر الذي تحقق وفي مقدمة النتائج الموضوع المتصل بالنسبة والشيعة. نعم المشروع الاساسي بعد الغزو الاميركي للعراق، والذي ما زال يهدد هذا البلد العربي ومن خلاله كل الامة العربية والاسلامية ويعمل له اميركيا واسرائيليا هو مشروع الفتنة الساحقة والماحقة التدميرية التقسيمية بين السنة والشيعة.

لننتقل الى ملف الاعمار، الرئيس السنيورة يقول ان الحزب يريد ان يقتصر دوره كما فهم بموضوع الاستئجار لمدة سنة للمدمرة منازلهم وبالاثاث فقط ويعني ذلك الاشارة الى تراجعكم عن التعهد الاول بالاعمار؟ هل هذا الاستنتاج صحيح؟

- ابدا غير صحيح، انا في اليوم الاول لوقف الحرب وكذلك يوم الاثنين وفي المقابلة مع 'نيو. تي. في' ومع الرئيس السنيورة والآن اكرر نحن ملتزمون وقد وعدنا الناس ونحن ما زلنا عند وعدنا. الوعد هو ان تعود بيوتهم وممتلكاتهم كما كانت لا بل افضل مما كانت. يعني اعادة الاعمار. نحن اعلنا هذا الالتزام. بعد الاعلان من جانبنا قلنا بوجود مراحل عدة، الاولى، اسميناها مرحلة ايجاد البدائل المؤقتة لان الانسان في حالة كهذه قد فقد منزله ودمر اثاثه. هذا ما قررناه للبيوت المهدمة كليا ونفذ.

الهم الاكبر هو اعادة ما تهدم من بيوت كليا. نحن ملتزمون بما كنا اعلنا عنه سابقا. جاءت الدولة وقالت ان هذه المهمة من مسؤولياتها وانا لا انكر انها كذلك، والذي حصل بالضبط وهذا ما شرحته في آخر مقابلة تلفزيونية نحن لم نتصل بالرئيس السنيورة ولم نقل له نحن لسنا قادرين على اعادة بناء البيوت التي هدمت. هذا لم يحصل على الاطلاق. ولم نقل له نحن نطلب مساعدتك. هذا لم يحصل قطعا. بل الذي بادر مشكورا هو الرئيس السنيورة الذي اتصل وطلب اللقاء بنا من اجل مناقشة ما سنقوم به بموضوع الاعمار حتى اعرف كحكومة ماذا بامكاني ان اقوم بالمقابل.

عندما تأتي دولة، وضمن اليات سيتفق عليها رسميا، ستتولى اعادة بناء المنازل، يكون عندها تكليفي قد سقط، هل هناك مجالات اخرى لمساعدة اصحاب المنازل التي تمت اعادة اعمارها؟ انا في خدمتهم. الدولة عندما تأتي وتقدم خمسين مليون ليرة مقابل وحدة سكنية نحن ماذا نقول؟ نقول انه من حيث المبدأ، هذه العائلة التي ستعيد بناء منزلها، اذا كان المبلغ الذي ستقدمه الدولة كافيا لاعادة بناء ما تهدم كان به واذا لم يكن كافيا نحن ملزمون بأن نكمل ما يمكن هذه العائلة من اعادة بناء منزلها كما كان. هذا التزام قطعي ولا عودة عنه نهائيا.

اركان الحوار

خلال فترة الحرب كيف كان يتم التواصل مع الرؤساء الثلاثة وباقي القيادات السياسية؟

- بالنسبة للرئيس اميل لحود، كان هناك اتصال دائم بيننا وبينه عبر احد الوسطاء.
بالنسبة للرئيس نبيه بري، تحدثت في بداية الحديث عن التعاون الذي كان قائما معه والتفاهم والتنسيق والخط المفتوح يوميا بيني وبينه.

مع الرئيس فؤاد السنيورة، كان هناك اكثر من طريقة للاتصال، او للحوار، ان من خلال وزراء الحزب في الحكومة او احيانا من خلال الاتصال المباشر بين رئيس الحكومة والمعاون السياسي الاخ الحاج حسين خليل. لكن ما كنا نتفق عليه في نهاية المطاف هو ما كان ينجز من خلال قناة دولة الرئيس نبيه بري باعتبار انه كان يتولى الادارة السياسية للمعركة. دائما كنا سواء على طاولة مجلس الوزراء او في الكواليس في نقاش دائم مع رئيس الحكومة ونحن حرصنا خلال فترة الحرب كلها على ان تبدو الحكومة قوية ومنسجمة ومجمعة رغم اننا كنا نسجل تحفظاتنا او ملاحظاتنا او اعتراضاتنا على بعض النقاط او المواقف سواء عندما ناقشنا النقاط السبع وخرجنا باجماع عليها في مجلس الوزراء لكن ضمن مجلس الوزراء كانت هناك تحفظات حول بعض النقاط او قبلنا بالنقاط السبع كمبادىء عامة ولكن تفصيلاتها تحتاج الى نقاشات لاحقة واقرار لاحق في مجلس الوزراء. وكذلك عندما وصلنا الى نقاش القرار 1701 ونحن لدينا اعتراضات جدية على بعض بنود هذا القرار وانا قلت اننا نعتبره ظالما وغير منصف ولدينا تحفظات جدية ولكن وايضا حرصا على وحدة الموقف الحكومي والوطني قلنا انه تتم الموافقة عليه بالاجماع مع التحفظ.

ومع وليد جنبلاط؟

- خلال فترة الحرب لم يكن هناك تواصل مباشر. مع النائب السيد وليد جنبلاط، انتم تعرفون انه منذ ازمة البيانات والمواقف السابقة لم يعد هناك اي اتصال ثنائي بيني وبينه، كنا نلتقي في اطار طاولة الحوار الوطني. اما خارجها فلم يكن هناك اي اتصال وهذا الامر استمر خلال فترة الحرب. في الايام الاولى للحرب اطلق بعض المواقف الايجابية، انا طلبت شخصيا من الاخ السيد نواف الموسوي ان يتصل بوزير الاعلام الاخ غازي العريضي ويبلغ الوزير جنبلاط شكرنا على المواقف التي اطلقها في ذلك الحين. لكن لم يرق الامر حتى الان الى مستوى اعادة الاتصال الطبيعي الذي كان قائما بيننا وبينه قبل حوالي السنة.

هل هناك محاولة حاليا لإعادة هذه العلاقة؟

- من جهتنا لم نقفل الباب في اي يوم من الايام. انا اقول لك بصدق انه لا في الاعلام ولا في غير الاعلام. حتى في الكواليس، احيانا عندما كان يعرض علينا من قبل بعض الاصدقاء المشتركين اعادة الاتصال والتواصل لم يكن لدينا اي مانع وفي يوم من الايام قلت ذلك في مقابلة تلفزيونية واضفت اننا في الاساس لسنا نحن من قطع العلاقة رغم الموقف القاسي الذي صدر من جانبنا ردا على توصيفه انذاك لسلاح المقاومة. كان ردنا نحن لا نريد القطيعة مع احد. ليست سياستنا ان نقاطع احدا في لبنان حتى لو اشتد الخلاف السياسي بيننا وبينه ونحن مستعدون للتواصل والحوار، ورد السيد وليد جنبلاط بان اللقاء يحصل فقط معنا في مجلس الوزراء. المقصود انه من جانبنا نحن لم نغلق الباب ولم نسع الى قطيعة لا معه ولا مع غيره.

اتهمت في موضوع الحديث عن حكومة وحدة وطنية ربطا بتنفيذ اتفاق الطائف بانك تفتح الباب امام سجال سياسي داخلي؟

- في الحقيقة انا لم اكن في وارد فتح اي سجال سياسي داخلي. انا اجبت على بعض اسئلة الوزير وليد جنبلاط في المؤتمر الصحفي له. انا اعتبرت ان جزءا كبيرا من هذه الاسئلة قديم وهو سمع اجاباتها سواء مباشرة مني او على طاولة الحوار الوطني. لكن السؤال المركزي الذي طرحه وهو سؤال مفتاحي اذا صح التعبير، بمعنى انه يفتح على الكثير من الاسئلة هو ما يرتبط باتفاق الطائف وانا اجبت على هذا السؤال وقلت نحن مع تنفيذ كامل بنود اتفاق الطائف بدون اي تردد واذا كنتم جديين في تنفيذ اتفاق الطائف فتعالوا لنبدأ باعتبار ان اهم بند واول بند واهم شرط لتنفيذ الطائف هو تشكيل حكومة وحدة وطنية كما ورد في الاتفاق نفسه.

هم ردوا وقالوا ان الامر ينطبق على الحكومة الاولى بعد الطائف؟

- هم حتى الان، اي الجزء الاكبر من قوى الرابع عشر من آذار، يقولون امرين اولهما ان حكومة الوحدة الوطنية او الوفاق الوطني المنصوص عليها في الطائف لم تشكل منذ 16 سنة حتى الان ويحملون ذلك الى مرحلة الوصاية السورية على البلد كما يقولون. ثانيهما هم يقولون ان معظم بنود اتفاق الطائف لم تنفذ حتى الان. عظيم اذا قلنا ان الحكومة لم تشكل والاتفاق لم ينفذ بمعظم بنوده ونريد تنفيذها الان، فان المدخل الطبيعي كما ورد في اتفاق الطائف لتنفيذ ما لم ينفذ هو تشكيل حكومة اتحاد وطني. هذا ليس كفرا سياسيا بل هذا ايمان وحرص سياسي على البلد.

من اوقف الحرب هو الخشية الاسرائيلية من الذهاب الى كارثة عسكرية من خلال استمرار العملية البرية وانسداد الافق والفشل ثم الفشل ثم الفشل. لبنان الان مقبل على تحديات كبيرة وخطيرة واذا قمنا بزيادة قوة بلدنا ومناعته من خلال حكومة وحدة وطنية هل نخسر ام نربح؟ اذا حكومة نجحت بتحقيق انجازات هل يعني اقفال الباب على امكان تحصين البلد سياسيا عبر اشراك من تم شطبهم في مرحلة ما؟ اذا توافرت امكان تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة التحديات الكبيرة المقبلة ما هو المانع من ذلك. المنطق الذي تحدثت به هو منطق حرص وليس منطق كيد سياسي وانا لا استخدم منطقا كهذا نهائيا.
انا قلت انتم تريدون تطبيق اتفاق الطائف وبناء الدولة. المدخل الطبيعي لذلك هو تشكيل حكومة وفاق وطني.

تعالوا لنشكل هكذا حكومة ولا يرد على هذا الكلام السياسي القانوني الدستوري الوفاقي الحريص بلغة 'خيطوا بغير هالمسلة'. بأي مسلة يردوننا ان نخيط؟

تنشر بترتيب مع الزميلة 'السفير' اللبنانية