سلسبيل
09-04-2006, 01:48 PM
واشنطن: ليزا راين *
كانوا يعرفون باسم «العبيد الافارقة الاوائل» الذين وضعوا اقدامهم في المستعمرة البريطانية التي اقيمت عام 1607، ولمدة تقرب من 400 عام ظل المؤرخون يعتقدون ان العبيد الاوائل جاءوا الى ولاية فرجينيا من جزر الهند الغربية على متن سفينة هولندية، وكان القليل هو المعروف عن العبيد الافارقة الذين لم يتركوا أي اثار خلفهم.
ولكن اليوم بعد دراسات مستفيضة تم التوصل الى اثار العبيد الافارقة الاوائل قبل ان يستقلوا قواربهم باتجاه المحيط الهادي باتجاه الشواطئ الاميركية. ويعتقد المؤرخون ان اول العبيد الافارقة استقلوا سفينة برتغالية من ميناء في انغولا بجنوب غرب افريقيا، ولكن السفينة سرعان ما وقعت في يد قراصنة بريطانيين، وظلت في البحار العالية لعدة شهور قبل ان تصل الى شواطئ فرجينيا. والاكتشافات الجديدة في تتبع اثار العبيد الافارقة ستظهر في متحف الشهر المقبل بمدينة جيمس تون في ذكرى مرور 400 عام على تأسيس نفس المدينة.
ورغم ان المؤرخين وثقوا هجرات العبيد الافارقة الى الاراضي الافريقية منذ القرن الـ 17، الا ان تاريخ وصول العبيد الافارقة الى ولاية فرجينيا لايزال مجهول الكثير من تفاصيله. ويسعى المؤرخون الى تسليط الضوء على العلاقة بين افريقيا والعالم الجديد بالكشف عن كيفية وصول الهجرات الاولى الى الارضي الاميركية. ويقول تيم دافيدسون من مؤسسة جيمس تون: «اننا نفتقد الى القصص الانسانية التي صاحبت هجرة العبيد الافارقة الى الاراضي الاميركية، نريد ان نتحدث عن الافارقة، كما نتحدث بتفاصيل عن هجرة الانجليز البيض الى الارضي الاميركية. وتبلغ مساحة المتحف الجديد 30 الف قدم مربع، ومن المتوقع ان تكون هناك صور ورسوم من القرن الـ17، تتحدث عن القصص التي صاحبت هجرة الافارقة الاوائل الى ولاية فرجينيا. وقدم عالمان في الانثربولوجيا قصصا في المتحف الذي تكلفت توسعته نحو25 مليون دولار كثير من القصص عن هجرة العبيد الافارقة الى العالم الجديد.
وتقول احدى الروايات ان بدايات اعوام القرن الـ16، كان التركيز على بناء امبراطوريات في جنوب غربي افريقيا، ونجح المستعمرون البرتغاليون في تأسيس مستعمرة قوية في انغولا، ورأى المستعمرون الجدد ان تجارة الرق بتصدير عبيد افارقة الى العالم الجديد الذي كانت تسيطر عليه اسبانيا تجارة مربحة. وشن البرتغاليون حروبا ضد ممالك افريقية وضد الكونغو في الشمال، واسروا الآلاف من الافارقة الذين نقلوهم الى حصن كان مخصصا لايواء العبيد على مقربة من ميناء لواندا. وتقول المكتشفات الجديدة ان سفينة هولندية نقلت في اغسطس (اب) الى مدينة جيمس تون اول شحنة من العبيد الافارقة.
اما المؤرخ المتقاعد انجيل سلاتر وهو من جامعة كاليفورنيا فقد اكتشف في التسعينيات اثناء بحثه عن تاريخ اميركا تحت الحكم الاسباني عن عثوره على وثائق تتعلق بسفينة برتغالية تدعى سان خوان باتيستوتا، حملت على متنها 450 عبدا افريقيا، لكنها تعرضت للنهب بعد مهاجمتها من قبل القراصنة الذين سرقوا حمولتها البشرية. وقال المؤرخ الاميركي ثورتون: «اننا نعرف اليوم ان انغولا كانت مصدرا كبيرا للعبيد الافارقة باتجاه البرازيل والمستعمرات الاسبانية. وحدد ثورتون عددا من السفن البريطانية التي كانت تدار من قبل القراصنة، وكانت ترفع الاعلام الهولندية ويقول المؤرخ ثورتون ان العبيد الافارقة رحلوا بعد ذلك الى نيويورك ونيوانجلاند. ويكشف المؤرخ الاميركي عن اسم «انجيليوط في الوثائق القديمة التي تتحدث عن سيدة زنجية عملت في منزل الكابتن ويليام بيرس».
ويتحدث المؤرخ الاميركي ايضا عن اللغات التي كان يتحدث بها العبيد الافارقة وتسمى بانتو، وجاءوا من نودنجو والكونغو. وهي ممالك احتلتها البرتغال في بداية القرن الخامس عشر. وكان اغلبهم يتبع الديانة المسيحية، لان مملكة نودنجو اعتنقت المسيحية في عام 1490. وفي قرابة العام 1528 وصل اوائل الافريقيين إلى الجزء الشرقي من القارة الأميركية.
وفي عام 1619 تم احضار 20 عبدا افريقيا إلى جيمس تون في ولاية فيرجينيا، ومنذئذ بدأت عمليات استجلاب العبيد من افريقيا وما اتبعها من قوانين في المستعمرات لوضع الافارقة المستجلبين موضع العبيد. ورغم ان استجلاب العبيد عبر الاطلنطي حرم عام 1808 الا ان تجارة العبيد المنزلية واستيرادهم بصورة غير مشروعة استمر عقودا عدة. احتكر البرتغاليون هذه التجارة ثم تلقفها الهولنديون فالفرنسيون والانجليز والدنماركيون. ولمدة 300 عام ظلت القارة الافريقية منجما للعبيد.
وتبين جميع السجلات ان العبيد كانوا يحشرون حشرا في السفن بحيث يستطيعون ان يناموا صفوفا متراصة بجوار بعضهم البعض وقد تبلغ شدة الازدحام درجة لا يتوفر فيها المجال ليستلقوا على ظهورهم.
* خدمة واشنطن بوست ـ خاص «الشرق الأوسط»
كانوا يعرفون باسم «العبيد الافارقة الاوائل» الذين وضعوا اقدامهم في المستعمرة البريطانية التي اقيمت عام 1607، ولمدة تقرب من 400 عام ظل المؤرخون يعتقدون ان العبيد الاوائل جاءوا الى ولاية فرجينيا من جزر الهند الغربية على متن سفينة هولندية، وكان القليل هو المعروف عن العبيد الافارقة الذين لم يتركوا أي اثار خلفهم.
ولكن اليوم بعد دراسات مستفيضة تم التوصل الى اثار العبيد الافارقة الاوائل قبل ان يستقلوا قواربهم باتجاه المحيط الهادي باتجاه الشواطئ الاميركية. ويعتقد المؤرخون ان اول العبيد الافارقة استقلوا سفينة برتغالية من ميناء في انغولا بجنوب غرب افريقيا، ولكن السفينة سرعان ما وقعت في يد قراصنة بريطانيين، وظلت في البحار العالية لعدة شهور قبل ان تصل الى شواطئ فرجينيا. والاكتشافات الجديدة في تتبع اثار العبيد الافارقة ستظهر في متحف الشهر المقبل بمدينة جيمس تون في ذكرى مرور 400 عام على تأسيس نفس المدينة.
ورغم ان المؤرخين وثقوا هجرات العبيد الافارقة الى الاراضي الافريقية منذ القرن الـ 17، الا ان تاريخ وصول العبيد الافارقة الى ولاية فرجينيا لايزال مجهول الكثير من تفاصيله. ويسعى المؤرخون الى تسليط الضوء على العلاقة بين افريقيا والعالم الجديد بالكشف عن كيفية وصول الهجرات الاولى الى الارضي الاميركية. ويقول تيم دافيدسون من مؤسسة جيمس تون: «اننا نفتقد الى القصص الانسانية التي صاحبت هجرة العبيد الافارقة الى الاراضي الاميركية، نريد ان نتحدث عن الافارقة، كما نتحدث بتفاصيل عن هجرة الانجليز البيض الى الارضي الاميركية. وتبلغ مساحة المتحف الجديد 30 الف قدم مربع، ومن المتوقع ان تكون هناك صور ورسوم من القرن الـ17، تتحدث عن القصص التي صاحبت هجرة الافارقة الاوائل الى ولاية فرجينيا. وقدم عالمان في الانثربولوجيا قصصا في المتحف الذي تكلفت توسعته نحو25 مليون دولار كثير من القصص عن هجرة العبيد الافارقة الى العالم الجديد.
وتقول احدى الروايات ان بدايات اعوام القرن الـ16، كان التركيز على بناء امبراطوريات في جنوب غربي افريقيا، ونجح المستعمرون البرتغاليون في تأسيس مستعمرة قوية في انغولا، ورأى المستعمرون الجدد ان تجارة الرق بتصدير عبيد افارقة الى العالم الجديد الذي كانت تسيطر عليه اسبانيا تجارة مربحة. وشن البرتغاليون حروبا ضد ممالك افريقية وضد الكونغو في الشمال، واسروا الآلاف من الافارقة الذين نقلوهم الى حصن كان مخصصا لايواء العبيد على مقربة من ميناء لواندا. وتقول المكتشفات الجديدة ان سفينة هولندية نقلت في اغسطس (اب) الى مدينة جيمس تون اول شحنة من العبيد الافارقة.
اما المؤرخ المتقاعد انجيل سلاتر وهو من جامعة كاليفورنيا فقد اكتشف في التسعينيات اثناء بحثه عن تاريخ اميركا تحت الحكم الاسباني عن عثوره على وثائق تتعلق بسفينة برتغالية تدعى سان خوان باتيستوتا، حملت على متنها 450 عبدا افريقيا، لكنها تعرضت للنهب بعد مهاجمتها من قبل القراصنة الذين سرقوا حمولتها البشرية. وقال المؤرخ الاميركي ثورتون: «اننا نعرف اليوم ان انغولا كانت مصدرا كبيرا للعبيد الافارقة باتجاه البرازيل والمستعمرات الاسبانية. وحدد ثورتون عددا من السفن البريطانية التي كانت تدار من قبل القراصنة، وكانت ترفع الاعلام الهولندية ويقول المؤرخ ثورتون ان العبيد الافارقة رحلوا بعد ذلك الى نيويورك ونيوانجلاند. ويكشف المؤرخ الاميركي عن اسم «انجيليوط في الوثائق القديمة التي تتحدث عن سيدة زنجية عملت في منزل الكابتن ويليام بيرس».
ويتحدث المؤرخ الاميركي ايضا عن اللغات التي كان يتحدث بها العبيد الافارقة وتسمى بانتو، وجاءوا من نودنجو والكونغو. وهي ممالك احتلتها البرتغال في بداية القرن الخامس عشر. وكان اغلبهم يتبع الديانة المسيحية، لان مملكة نودنجو اعتنقت المسيحية في عام 1490. وفي قرابة العام 1528 وصل اوائل الافريقيين إلى الجزء الشرقي من القارة الأميركية.
وفي عام 1619 تم احضار 20 عبدا افريقيا إلى جيمس تون في ولاية فيرجينيا، ومنذئذ بدأت عمليات استجلاب العبيد من افريقيا وما اتبعها من قوانين في المستعمرات لوضع الافارقة المستجلبين موضع العبيد. ورغم ان استجلاب العبيد عبر الاطلنطي حرم عام 1808 الا ان تجارة العبيد المنزلية واستيرادهم بصورة غير مشروعة استمر عقودا عدة. احتكر البرتغاليون هذه التجارة ثم تلقفها الهولنديون فالفرنسيون والانجليز والدنماركيون. ولمدة 300 عام ظلت القارة الافريقية منجما للعبيد.
وتبين جميع السجلات ان العبيد كانوا يحشرون حشرا في السفن بحيث يستطيعون ان يناموا صفوفا متراصة بجوار بعضهم البعض وقد تبلغ شدة الازدحام درجة لا يتوفر فيها المجال ليستلقوا على ظهورهم.
* خدمة واشنطن بوست ـ خاص «الشرق الأوسط»