المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصباح: المخ والعيون سبب الحب وللقلب نتائجه



yasmeen
08-30-2006, 08:10 AM
http://www.alraialaam.com/30-08-2006/ie5/rai1.jpg


القاهرة - من نهى الملواني


في كثير من الأحيان نقابل أشخاصا معينين، ومن أول لقاء معهم نشعر براحة نفسية وطمأنينة، بينما نشعر بانقباض وضيق غير مبرر عندما نجلس مع أشخاص آخرين، وكأنهم جاثمون على صدورنا!
ترى ما هو سر هذه القوة الخفية غير المرئية في العلاقات بين البشر، والتي قد تكون أحيانا جاذبة، وأحيانا أخرى طاردة، تماما مثل المغناطيس الذي تتنافر أقطابه المتشابهة، وتتجاذب أطرافه المختلفة.. وما هي عوامل الجذب والتنافر بين البشر.. وكيف يمكن استغلالها بشكل إيجابي في حياتنا؟

هذا ما أجاب عنه الدكتور عبد الهادي مصباح في كتابه الجديد «الحب والضحك والمناعة» ـ والذي ناقشناه معه ـ مشيرا في تصريحات لـ «الرأي العام» إلى وجود عدة تفسيرات للحب فمنها الفيزيائي ومنها الكيميائي ومنها البيولوجي.

بداية قال: إن التفسير الفيزيائي للحب والتجاوب بين البشر يشير إلى أن الحب يحدث نتيجة لتغير في الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من أجسامنا، حيث إن كل إنسان لديه قوة كهربية داخلية نستطيع أن نرصدها من خلال رسم القلب ورسم المخ والعضلات، وكذلك قوة مغناطيسية مستمدة من وجودنا على هذه الأرض التي يعد جوفها أكبر مغناطيس في هذا الكون.

وكشف الدكتور مصباح أن هناك بعض الخبراء في الطب البديل خاصة في فرنسا يتبنون نظرية علاج الأمراض بالمغناطيس من هذا المنطلق، ومن خلال انبعاث تلك الموجات الكهرومغناطيسية تحدت عملية الإرسال والاستقبال والتجاذب والتنافر بين البشر.

وذلك من خلال الطول الموجي «WAVE LENGTH» لكل منهم، بناء على ما يحملونه بداخلهم من أفكار ومعتقدات وردود فعل وأولويات فكرية وإيمانية سواء كانت سلبية أم إيجابية.
وعندما يلتقي الطول الموجي لشخص ما مع آخر يحدث تجاذب بينهما، ويكون ذلك دلالة على أن أولويات فكرهما، وما يحملانه من محصلة ما بداخلهما من أفكار ومعتقدات تكون متقاربة إلى حد كبير، والعكس صحيح.

ويمزج العالم المصري بين الفن والعلم وقال: هذا ما تشير إليه العظيمة «ليلى مراد» في أغنيتها الشهيرة «من بعيد يا حبيبي باسلم.. من بعيد من غير ماتكلم».
تماما مثل إرسال واستقبال موجات الإذاعة والتليفزيون والدش، فعندما تنسجم رغباتك مع ما يقدمه برنامج على إذاعة القرآن الكريم مثلا، فإنك تضبط مؤشر الراديو على الطول الموجي لهذه الإذاعة، فتسمعها بوضوح، ولا تسمع سواها في تلك اللحظة.

وعلى الرغم من أن هناك مئات الإذاعات التي تبث إرسالها في نفس الوقت، ولكنك لا تستقبلها لأنها ليست على نفس الموجة التي اخترتها، والتي تتناسب مع ما تريد أن تسمعه.
تماما مثلما تنجذب إلى شخص معين وسط جمهرة من الناس، ولا تشعر بوجود أحد غيره، وتشعر بارتياح لقربك منه.

وأضاف الدكتور مصباح لـ «الرأي العام»: هناك تجربة عملية يمكن أن تقرب ذلك إلى الأذهان، فلو أن لديك اثنين بيانو في حجرة واحدة كبيرة، وبدأ أحد العازفين يلعب نغمات موسيقية معينة على أحدهما، فإن خيوط أوتار البيانو الآخر سوف تهتز على نفس تردد نغمات النوتة التي تعزف على البيانو الأول.
وحول التفسير الكيميائي للحب ذكر الدكتور مصباح: أن الحب يعتمد على أن كل عواطف الإنسان وانفعالاته إنما تحدث نتيجة لعمليات كيميائية تحدث نتيجة لمنبه معين.
ولذلك فقد استحقت أن يغني لها الفنان محمود عبد العزيز في أحد أفلامه ويدللها بقوله «الكيمي كيمي كا.. الكيمي كيمي كو».

فمن خلال نظرة عين أو لمسة حانية من نوع خاص تشعر بها اليد، أو من خلال كل ذلك مجتمعا من حواس أخرى، تحدث للإنسان تغيرات كيميائية معينة تجعله يعيش وقتا سعيدا، ويشعر بإحساس الحب الجميل.
وتبدأ هذه التغيرات الكيميائية من المخ عندما تصل المنبهات من حواس الجسم المختلفة ثم تنتقل من خلال الأعصاب والقنوات العصبية لتصل إلى أعضاء الجسم المختلفة من خلال الدم.
فدقات القلب السريعة وإحمرار الوجه والعرق والاضطراب وبرود الأطراف، وغير ذلك مما يحدث عندما يرى الحبيب حبيبته، إنما هي في الحقيقة نتيجة لإفراز كيماويات معينة نتيجة للحالة النفسية التي تنتاب المحب مثل نور ابينفرين ودوبامين، وبعض الأمفيتامينات المنشطة.

وذكر أنه من هنا جاء الاعتقاد بأن القلب هو مكان الحب أو السبب فيه، وغنت المطربة العظيمة سعاد محمد أغنية تسأل فيها : «القلب ولا العين مين السبب في الحب»؟ إلا أن حقيقة الأمر والإجابة الصحيحة هي المخ، فالعين إنما هي سبب والقلب إنما هو نتيجة، لأن القلب عبارة عن مضخة تضخ الدم إلى كل أعضاء الجسم، ودقاته السريعة والمتوترة ما هي إلا رد فعل لهذه الكيمياويات التي يفرزها المخ.
متحدثا عن الكيمياء ايضا قال الدكتور عبدالهادي مصباح: إن الابتسامة أو السعادة الغامرة التي تجعل الإنسان يستريح عند لقاء الحبيب فإن كيمياء المخ أيضا هي المسؤولة عن ذلك فهي نتاج مادة تسمى «فينيل إيثيل أمين» PEA.

وهي المواد المنشطة من أبناء عمومة الأمفيتامينات وعندما تقابل شخصا تنجذب إليه، يكون هذا الإعجاب هو الإشارة التي تطلق تلك المادة فتعطينا حالة السعادة والانطلاق والنشاط.
إلا أن هذه المواد لا يستمر إفرازها بنفس المعدلات العالية التي تفرز في بداية الحب، وبالتالي فإن بعض العلماء يقولون: إن الحب الرومانسي أو الحب الجارف الملتهب إنما هو حب قصير العمر.
والسبب في ذلك أن هذه المادة «فينيل إيثيل أمين» PEA، مثلها مثل بقية الأمفيتامينات، يبني الجسم ضدها نوعا من المقاومة مثلما يحدث في حالات الإدمان.
فحين يتأثر المزاج يتأثر بجرعة معينة، نجد أن مع مرور الوقت يحتاج الجسم إلى جرعة أكبر لكي يحصل على نفس التأثير.

والشائع أنه بعد مرور 3 أو 4 سنوات من الحب الرومانسي يصاب الإنسان بالملل نتيجة نقص تأثير هذه المادة على المخ واحتياجه لكمية أكبر منها.

ولذلك يوصي العلماء بضرورة أن يحاول الحبيبان تجديد أواصر العلاقة والحب كلما شعرا بسحابة هذا الملل تظلل حياتهما، وذلك حتى يحفزا المخ على إنتاج هذه المواد الكيميائية بالكميات المطلوبة لعودة الحرارة إلى علاقة الحب وحرارته السابقة، ولعل حديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» يوضح هذا بقوله:«إذا حب أحدكم أخاه فليقل له إني أحبك فذلك يزيد الحب بينهما».
فالإحساس وحده ليس كافيا، ولكن لابد من الإفصاح عن العواطف لتجديد أواصر هذا الحب بين الحبيبين.