المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما مغزى تهديدات وترويعات (الفوزان)..؟!!



بركان
08-27-2006, 11:51 AM
حمّاد السالمي - الجزيرة السعودية


قرأت مقالاً (مذيَّلاً) بتوقيع الشيخ (صالح بن فوزان الفوزان)، نشرته صحيفة الوطن في نقاشاتها عدد يوم الأحد الفارط؛ 20 أغسطس 2006م، الموافق للسادس والعشرين من شهر رجب 1427هـ، وضع له الذي خطه - ربما - هذا العنوان غير المنسجم مع مضمونه وأهدافه وهو: (نصيحتي لبعض الكتَّاب؛ أن يسخِّروا أقلامهم للدفاع عن دينهم ووطنهم)..!

وعلى كثرة ردود الشيخ الفوزان؛ ومداخلاته مع كتَّاب وقراء الصحف، وما يظهر عنه في بعض ما يكتب من تعصُّب شديد لآرائه، ومحاولاته التقليل من شأن آراء غيره من كتَّاب أو مفكرين أو علماء؛ خاصة ما تعلق منها بمسائل فقهية خلافية، إلا أن هذا يظل من الأمور التي تخصه هو وحده، فقناعاته وآراؤه، لا تلزم أحداً غيره، لأن بلادنا - بحمد الله - وبلاد العرب والمسلمين كافة؛ مليئة بالأكفاء من المفكرين والعلماء، الذين لهم اجتهاداتهم وآراؤهم، وهم يعرضون عادة؛ ولا يفرضون مثل غيرهم.

ما لفت نظري واستوقفني في مقال الشيخ الفوزان سالف الذكر؛ أمور مؤسفة منها:

أولاً: أنه حمل عنواناً يوحي بنصيحة..! بينما قام في جملته على التهديد والتقريع والترويع والتسفيه..! وهذه بادرة غير حسنة؛ خاصة إذا أتت من إنسان يعد نفسه من العلماء، ومحسوب على هيئة كبار العلماء في المملكة.
ثانياً: أن المقال كله؛ مبني على الدفاع عن الدكتور (سعد البريك)، بدون حجج؛ أو إشارة لدواعي هذا الدفاع الخشن، اللهم إلا اعتماد ما اعتمد عليه صاحب الفرية (سعد البريك)، مما يشير إلى أن الشيخ الفوزان، ربما يتبني الفرية ذاتها. وهذه من الطوام التي ما نحب أن يقع فيها مثله، أن صحت.

ثالثاً: والشيخ الفوزان؛ يسمي نقد العلماء والمؤسسات الدينية والمناهج والأحكام القضائية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيره مما أورد؛ تطاولاً، لأنه يضع كل ما تقدم في مصاف الثوابت الدينية التي لا تُمَسّ، وهذا أمر عجيب، والأعجب منه، أن يصبح المنتقد لأداء القضاء والهيئات والمؤسسات الدينية في نظر الشيخ الفوزان، من المعادين لله والدين، كمن ينتقص من القرآن الكريم والسنة النبوية والعياذ بالله، وكأنه يساوي بين البشر موضوع النقد في هذه المؤسسات، وبين الله جل وعلا، ورسوله المصطفى؛ صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه.. وهذه مصيبة..!

رابعاً: والشيخ الفوزان قدم بالعلماء والمؤسسات الدينية وغيرها، ليقول لنا صراحة: (ولما تكلم الشيخ سعد البريك مستنكراً هذه الصيحات الغريبة على ديننا وبلادنا، سلقوه بألسنة حداد)..! فالمسألة هي تضييع المسألة..! وقفزة هائلة فوق الأسباب إلى النتائج. بينما هناك فرية كبرى أتى بها البريك في حق مواطنين لهم حق الدفاع عن أنفسهم، لكن البريك ظل حتى اليوم؛ يتهرب من الحساب، ويتملص من العقاب، والفوزان يميّع أصل المسألة، فيوحي بأن الذين كتبوا ضد البريك؛ إنما كتبوا لأنه: (استنكر صيحاتهم الغريبة على ديننا وبلادنا)..!!

خامساً: والشيخ الفوزان يهدد ويتوعد: إن لم تكفوا عن صنيعكم، فهناك غير سعد سينبري لكم).! لماذا..؟ ليس دفاعاً عن سعد (المظلوم) عنده؛ وإنما (دفاعاً عن ديننا وحرماته..؟!! فالذين وقع عليهم ظلم سعد بكلمات أطلقها، وافتراءات جاء بها، وتهم وزعها، فيها تخوين، ثم علمنة وتكفير في نهاية الأمر؛ يهددهم الشيخ الفوزان ليسكتوا..! لأنهم يعتدون بذلك على الدين، وينتهكون حرماته..!

سادساً: والشيخ الفوزان، يعرف الغيب وما وراء الحجب عند رب العالمين، فهو يروع الكتَّاب المتهمين والمعلمنين والمكفرين من قبل من يدافع عنه بهذا الحماس، أنهم (سوف يحاسبون يوم القيامة).
لست وحدي من صُدم بأقوال الشيخ الفوزان، الذي أود أن أذكره مجدداً؛ أنه ليس وصياً على أحد - والحمد لله - ولا ينوب عن رب العالمين في الأرض، ولا يلزم أحداً منا برأي أو قول، وليس من حقه أن يهدد مواطنين سعوديين لهم ما له من حقوق على هذا التراب الوطني، الذي رزقه الله حكومة إنصاف وعدل، تعرف كيف ومتى توقف الظلم وأهله، يديرها ولي أمر هو خادم الحرمين الشريفين؛ الذي لا نعرف ولياً غيره بعد الله عز وجل؛ شاء من شاء، وأبى من أبى.

ولسوف أنطلق من جملة وردت في المقال الذي (ذيَّله) الشيخ الفوزان باسمه حيث قال: (المظلوم له حق الدفاع عن نفسه بالمثل)، فأقول: صدقت والله يا شيخ صالح..! وبعد أن عرفنا حجم فرية البريك على أبرياء، وأنه راح يتخبط ويستنجد؛ ثم يجد عند البعض ما رام من بغية، لو أن ما وقع من (البريك) في حق مواطنين سعوديين كما هو وارد في محاضرته التي - أفترض - أن الشيخ الفوزان سمعها؛ أو أحاط بها صوتاً وصورة أن كان يجيز ذلك، وهنا لب المشكلة..!

لو وقع هذا الأمر الخطير - يا شيخ صالح - من واحد من هؤلاء الكتاب الذين تقرعهم وتهددهم وتتوعدهم.. لو أن واحداً منهم (قدّر الله عليه)، فوقف على المنبر الذي وقف عليه البريك برعاية رسمية مثل وزارة الشؤون الإسلامية - مثلاً - ثم خطب خطبة حماسية تهييجية؛ بعد أن (دبر ورتب) مع واحد من (حوارييه)؛ ليسأله سؤالاً خبيثاً مثل: ما رأيك فيما يجري من توزيع كتب وأشرطة ومطويات من قبل بعض المشايخ، وهي غير مجازة، من خلال مخيمات دعوية، وأندية صيفية وشبابية، وفيها ما فيها، من علمنة لناس، وتكفير لآخرين، وحض على الفرقة والتشتت، والتشكيك في مسؤولين كبار وغيره..؟! ثم ينبري هذا المسكين الذي (قدر الله عليه) هذا الموقف الصعب، ويجدها فرصة بين هذا الحشد الشبابي، ليتهم من خلالها مخالفيه بما ليس فيهم، وأنهم عملاء لدول أجنبية، وأعضاء في منظمة سرية يقبضون من سفارات، وأنهم يعملون ضد وحدة الوطن، ويؤلبون على الحكام، ولهم صلات مع القاعدة وجماعات اخوانية هنا وهناك، وأن هذه المنظمة تفسق الناس وتعلمنهم وتكفرهم، تمهيداً لإقصاء الخصوم، وإبعادهم عن طريقها، حتى تستفرد بالقرار وحدها، وتتسلط على الناس بالقوة..!

بالله عليك يا شيخ صالح - وأنت صالح إن شاء الله - هل تسكت على مثل هذا العدوان الصارخ، وتتجاهل المسألة، وتنبري للدفاع عن (شهم) مثل هذا، يفتري ويبحث عن مخرج؛ ثم تسم المدافعين عن أنفسهم، والطالبين لحقوقهم منه، بأنهم يحاربون الدين، ويتطاولون على المؤسسات الدينية والهيئات وغيرها، ثم تزيد؛ فتهددهم وتتوعدهم وتروعهم بعذاب الآخرة، وكأنك مطلع على الغيب..؟! أم أنك سوف تقف في وجه هذا المسكين الظالم نفسه والناس، الذي (قدر الله عليه)، وتطلب منه البينة على افتراءاته، وتوجه نصحك (التقريعي) له ولأمثاله؛ لعل الله يحق الحق على يديك..؟!!


لقد أشكل علي مقال الشيخ الفوزان حقيقة، فما عرفت مغازيه - وهي كثيرة على ذمة كاتبه على ما يبدو - فإما أن الشيخ الفوزان لم يعرف حقيقة الخلاف بين البريك والكتاب، فشُبِّه له، أو ألْبِس عليه، فقال ما قال، وهذه مشكلة.

أو أن الشيخ الفوزان عرف حقيقة المشكلة، وعرف أن البادئ بها هو البريك - وليس الذين عناهم في مقاله - وما اتهم به كتَّاباً ومثقفين ومسؤولين في الدولة؛ من علمنة تعني التكفير حين سئل عن (علمانيين يكتبون في صحافتنا)، فأيد السائل، وزاد عليه وفاض من واسع علمه؛ أنهم أعضاء في منظمة لها صلات بدول أجنبية، ويقبضون من سفارات..!

ثم عمد الشيخ الفوزان إلى قلب المسألة أصل المشكلة؛ بحيث أصبح البادئ هم الكتَّاب وليس البريك، وأن قصد البريك غير الذي تلفظ به علناً أمام الملأ، بعد أن شق صدره، وكشف ستره، فوقَّع بعد ذلك كله؛ على مقال لا أدري كيف أصفه حقيقة..؟!
ومما يؤخذ على الشيخ الفوزان، أنه كرر أكثر من مرة قوله: (ديننا وبلادنا).. أتت في معرض تقريعاته وتهديداته للكتَّاب، وكأن الدين له وحده، والوطن له وحده..! فهل هذا ظنه..؟! إن بعض الظن إثم.
ثم قوله: (فهناك غير سعد؛ سينبري لكم دفاعاً عن ديننا وحرماته)، فصور الأمر وكأنه بين فريق من أهل الدين يدافع دونه، وفريق كافر يريد الهجوم عليه، وهذه وحدها تهمة نرجو أن يتراجع عنها الشيخ الفوزان.

أخيراً.. فإن الكتَّاب الذين يراهم الشيخ الفوزان فريق حرب في وجه الدين، هم أول من دافع عن الدين وحرماته، وقفوا في وجه الإرهاب منذ بداياته، وردوا أباطيل ابن لادن وأفراخه وزمره، وتحدثوا عن الوطن والوطنية، وعَلَم البلاد وهيبتها؛ يوم كان بعضهم يحرم ذلك، ثم اضطروا للدفاع عن أنفسهم؛ فتصدوا لافتراءات البريك؛ لأن الرد على فريات البريك، المشحونة بالتخوين والعلمنة والتكفير؛ هي دفاع عن دينهم وحرماتهم، حين هانت على البريك والمدافعين عن فريته، وعن وطنيتهم الموسومة عند البريك وأعوانه بالخيانة والعمالة، فالدين ليس حكراً عليك يا شيخ صالح ولا على البريك، والوطن لأبنائه كافة دون تفريق أو تصنيف أو تخوين، وسوف نظل نطالب صاحب الفرية بالبراهين، أو أن يكذب نفسه ويعتذر، ونطالبك أنت يا شيخ صالح، بالاعتذار عما بدر منك في حقنا جميعاً.
أيها العقلاء.. اقرأوا مقال الفوزان المشار إليه أعلاه قبل كل شيء؛ ثم احكموا.

هاشم
08-27-2006, 11:43 PM
صالح الفوزان والتكفيريين في قم هم من نفس الشاكلة ولهم نفس العقلية