بهلول
08-26-2006, 11:47 PM
سامية المصري
في مقاله في صحيفة التايم كتب أباريزم غوش من بغداد يقول أن السياسيين ذوي النفوذ في العراق نفوا ادعاءات مسؤولي وجنرالات الولايات المتحدة بأن إيران تتدخل في الشؤون العراقية. وكما أخبر عبد العزيز الحكيم التايم فإن المسؤولين الأميركيين أخفقوا في عرض أي دليل معتمَد على تدخّل طهران بالرغم من تكرار هذا الطلب منه ومن السياسيين العراقيين. وقال: "ادعت [الولايات المتحدة] مثل هذه المزاعم منذ فترة طويلة, وقلنا لهم على مدى ثلاث سنوات (أظهروا لنا الدليل) لكنهم لم يفعلوا ذلك."
يرأس الحكيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق, SCIRI, وهو أكبر حزب سياسي في العراق. يرتبط هذا الحزب بعلاقات متينة مع طهران, وقضى كثير من قادته, ومن ضمنهم الحكيم, عدة سنوات في المنفى في العراق إبان عصر صدام حسين.
ينفي كثير من السياسيين الشيعة تصريحات السفير زلماي خليلزاد والجنرالات في البنتاغون بأن لإيران دوراً فاعلاً في تسليح وتدريب المليشيات الشيعية في العراق. يقول هادي الأميري, رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان العراقي ورئيس منظمة بدر الشيعية: "إنهم يبحثون عن أحدٍ ليلقوا عليه اللوم بسبب الفشل [الذي أصاب الجيش الأميركي في وقف الاقتتال الطائفي في العراق] ومن السهل أن يلوموا إيران."
حتى إن المراقبين السياسيين الذين لا ينتمون إلى أحزابٍ شيعية فوجئوا بادعاء العميد مايكل باربيرو في مؤتمرٍ صحفي الأربعاء بأن هناك دليل "لا يقبل الجدل" على التواطؤ الإيراني مع المليشيات العراقية. وهذا بالضبط نقيض ما كان قاله مسؤولو جيش الولايات المتحدة في بغداد, فمنذ أقل من أسبوعين قال المتحدث الأعلى باسم الجيش الأميركي في العراق اللواء ويليام كالدويل للصحافيين "لم نجد شيئاً يمكننا من القول بالتحديد أن هناك أي عمليات للإيرانيين في العراق." وأضاف أنه على الرغم من "أن بعضاً من الشيعة تلقوا التدريب في إيران... فإن الدرجة التي يصل إليها حد العلم والتصديق من قبل الحكومة الإيرانية ليست أكيدة."
وحسب غوش كاتب المقال فإن لادعاءات باربيرو وقعٌ يثير السخرية بأن إيران كانت تساعد المليشيات بالتقنية لصنع أدوات التفجير العشوائية, IEDs, بينما قال المسؤولون في الولايات المتحدة العام الماضي أن طهران كانت تزود المتمردين السنة في العراق بمعرفة كيفية استعمال تلك الأدوات. وكان كثير من قادة المتمردين السنة, الذين توازي كراهيتهم إيران عداوتهم للولايات المتحدة, أخبروا جريدة التايم أنهم ليسوا بحاجة مساعدة خارجية كهذه بما أن صفوفهم تضم كثيراً من خبراء المتفجرات ممن كانوا في جيش صدام.
وبتصاعد العنف الطائفي في العراق يتهم كل طرف الطرف الآخر بتلقي المساعدة الخارجية. ففي حين يدعي القادة السنة أن المليشيات الشيعية تتلقى التدريب في إيران, يقول القادة الشيعة إن الإرهابيين من السنة يتلقون الدعم المادي من السعودية وسوريا. وبما أن المسؤولين الأميركيين خجلون من توجيه أصابع الاتهام إلى الرياض فإنهم يتهمون دمشق مراراً بمساعدة وتحريض التمرد السني.
ليس من المرجح أن يستقر الهجوم المتجدد على طهران في واشنطن على حالٍ جيدة مع السياسيين الشيعة العراقيين الذين يشكلون غالبية البرلمان. فكثير من الشخصيات القيادية في الحكومة العراقية كالحكيم والأميري ممتنون إلى إيران لدعمها الحركة المعادية لصدام. كما أن حزب الدعوة لرئيس الوزراء نوري المالكي (ومن قبله إبراهيم الجعفري) يدين ببقائه أثناء فترة حكم صدام إلى طهران. إن معاداة الكتلة الشيعية يمكنها أن تعقد جهود الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية وانسحاب الجنود الأميركيين من العراق.
وحتى أولئك القادة الشيعة الذين لم يعيشوا في إيران فإن لديهم روابط وثيقة لمن يشاركونهم الطائفة وأدانوا جهود الولايات المتحدة للضغط على طهران من أجل التخلي عن برنامجها النووي. وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حذّرَ من أنه إذا شنت الولايات المتحدة حملة عسكرية ضد إيران فإن جيش المهدي التابع له سيحارب جنباً إلى جنب مع الإيرانيين.
القادة العراقيون كالحكيم يقولون أنه بدلاً من لوم إيران أو المليشيات الشيعية فإن على الجيش الأميركي – وقوات الأمن العراقية – أن تركز طاقاتها لهزيمة التمرد السني والجماعات الإرهابية, كما جاء في المقال. قال الحكيم: "إن السبب الرئيسي للعنف في العراق هو الصداميون و [الإرهابيون الجهاديون], لا ينبغي أن نصرف انتباهنا عن مهمتنا الأساسية, وهي تدمير تلك القوى."
ترجمة: سامية المصري
الرياض
25 أغسطس 2006
في مقاله في صحيفة التايم كتب أباريزم غوش من بغداد يقول أن السياسيين ذوي النفوذ في العراق نفوا ادعاءات مسؤولي وجنرالات الولايات المتحدة بأن إيران تتدخل في الشؤون العراقية. وكما أخبر عبد العزيز الحكيم التايم فإن المسؤولين الأميركيين أخفقوا في عرض أي دليل معتمَد على تدخّل طهران بالرغم من تكرار هذا الطلب منه ومن السياسيين العراقيين. وقال: "ادعت [الولايات المتحدة] مثل هذه المزاعم منذ فترة طويلة, وقلنا لهم على مدى ثلاث سنوات (أظهروا لنا الدليل) لكنهم لم يفعلوا ذلك."
يرأس الحكيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق, SCIRI, وهو أكبر حزب سياسي في العراق. يرتبط هذا الحزب بعلاقات متينة مع طهران, وقضى كثير من قادته, ومن ضمنهم الحكيم, عدة سنوات في المنفى في العراق إبان عصر صدام حسين.
ينفي كثير من السياسيين الشيعة تصريحات السفير زلماي خليلزاد والجنرالات في البنتاغون بأن لإيران دوراً فاعلاً في تسليح وتدريب المليشيات الشيعية في العراق. يقول هادي الأميري, رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان العراقي ورئيس منظمة بدر الشيعية: "إنهم يبحثون عن أحدٍ ليلقوا عليه اللوم بسبب الفشل [الذي أصاب الجيش الأميركي في وقف الاقتتال الطائفي في العراق] ومن السهل أن يلوموا إيران."
حتى إن المراقبين السياسيين الذين لا ينتمون إلى أحزابٍ شيعية فوجئوا بادعاء العميد مايكل باربيرو في مؤتمرٍ صحفي الأربعاء بأن هناك دليل "لا يقبل الجدل" على التواطؤ الإيراني مع المليشيات العراقية. وهذا بالضبط نقيض ما كان قاله مسؤولو جيش الولايات المتحدة في بغداد, فمنذ أقل من أسبوعين قال المتحدث الأعلى باسم الجيش الأميركي في العراق اللواء ويليام كالدويل للصحافيين "لم نجد شيئاً يمكننا من القول بالتحديد أن هناك أي عمليات للإيرانيين في العراق." وأضاف أنه على الرغم من "أن بعضاً من الشيعة تلقوا التدريب في إيران... فإن الدرجة التي يصل إليها حد العلم والتصديق من قبل الحكومة الإيرانية ليست أكيدة."
وحسب غوش كاتب المقال فإن لادعاءات باربيرو وقعٌ يثير السخرية بأن إيران كانت تساعد المليشيات بالتقنية لصنع أدوات التفجير العشوائية, IEDs, بينما قال المسؤولون في الولايات المتحدة العام الماضي أن طهران كانت تزود المتمردين السنة في العراق بمعرفة كيفية استعمال تلك الأدوات. وكان كثير من قادة المتمردين السنة, الذين توازي كراهيتهم إيران عداوتهم للولايات المتحدة, أخبروا جريدة التايم أنهم ليسوا بحاجة مساعدة خارجية كهذه بما أن صفوفهم تضم كثيراً من خبراء المتفجرات ممن كانوا في جيش صدام.
وبتصاعد العنف الطائفي في العراق يتهم كل طرف الطرف الآخر بتلقي المساعدة الخارجية. ففي حين يدعي القادة السنة أن المليشيات الشيعية تتلقى التدريب في إيران, يقول القادة الشيعة إن الإرهابيين من السنة يتلقون الدعم المادي من السعودية وسوريا. وبما أن المسؤولين الأميركيين خجلون من توجيه أصابع الاتهام إلى الرياض فإنهم يتهمون دمشق مراراً بمساعدة وتحريض التمرد السني.
ليس من المرجح أن يستقر الهجوم المتجدد على طهران في واشنطن على حالٍ جيدة مع السياسيين الشيعة العراقيين الذين يشكلون غالبية البرلمان. فكثير من الشخصيات القيادية في الحكومة العراقية كالحكيم والأميري ممتنون إلى إيران لدعمها الحركة المعادية لصدام. كما أن حزب الدعوة لرئيس الوزراء نوري المالكي (ومن قبله إبراهيم الجعفري) يدين ببقائه أثناء فترة حكم صدام إلى طهران. إن معاداة الكتلة الشيعية يمكنها أن تعقد جهود الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية وانسحاب الجنود الأميركيين من العراق.
وحتى أولئك القادة الشيعة الذين لم يعيشوا في إيران فإن لديهم روابط وثيقة لمن يشاركونهم الطائفة وأدانوا جهود الولايات المتحدة للضغط على طهران من أجل التخلي عن برنامجها النووي. وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حذّرَ من أنه إذا شنت الولايات المتحدة حملة عسكرية ضد إيران فإن جيش المهدي التابع له سيحارب جنباً إلى جنب مع الإيرانيين.
القادة العراقيون كالحكيم يقولون أنه بدلاً من لوم إيران أو المليشيات الشيعية فإن على الجيش الأميركي – وقوات الأمن العراقية – أن تركز طاقاتها لهزيمة التمرد السني والجماعات الإرهابية, كما جاء في المقال. قال الحكيم: "إن السبب الرئيسي للعنف في العراق هو الصداميون و [الإرهابيون الجهاديون], لا ينبغي أن نصرف انتباهنا عن مهمتنا الأساسية, وهي تدمير تلك القوى."
ترجمة: سامية المصري
الرياض
25 أغسطس 2006