المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البصل.. "فحل" في مواجهة الأمراض



سلسبيل
08-26-2006, 08:56 AM
الفراعنة حرموا تناوله في الاعياد حتى لا تسيل دموعهم


س"عجبا للمصريين .. يمرضون ولديهم البصل والليمون".. جملة قالها "هيرودوت" .. بعد أن اكتشف فوائد البصل والليمون, فالأول رغم نفور الناس من رائحته, يعتبر كنزا ثمينا لا يعرف قيمته إلا من جربه.. وإذا فكرنا قليلا سنجد أن البصل يعد قاسما مشتركا في أمور كثيرة في حياتنا ونستخدمه دون أن يعرف الكثيرون فوائده .. وإلى جانب فوائده الطبية لا يتم الاستغناء عنه فى الاسعافات الأولية فإذا ما أصيب أحد بحالة إغماء يطلب من يحاول إسعافه إحضار "فحل بصل" يقوم بكسره ووضعه أمام أنف الشخص المصاب .. وما هي إلا لحظات حتى يسترد وعيه.
فلماذا إذن النفور منه.. أمن أجل رائحته فقط?.. أم لأنه يسبب الدموع لعيون النساء الجميلة.. الجريئة.

أقدم الخضراوات
يعد البصل من أقدم الخضراوات التي عرفها الإنسان واستخدمها في طعامه, وقد عرفه الفراعنة في مصر وقدسوه لدرجة أنهم كانوا يحتفلون به وخلدوا إسمه في كتابات على جدران المعابد وأوراق البردي وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم في أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة مرة أخرى, وكانوا يحرمون تناوله في الأعياد لئلا تسيل دموعهم لأن الأعياد للفرح وليست للبكاء, وذكر الأطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات, كما وصفوه بأنه مغذ, ومشه, ومدر للبول.
وكتب عنه أبو القاسم الغساني.. الشهير ب- "الوزير" في كتابه: (حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار" أنه ملطف جلاء, محمر للجلد, خصوصا وجه الإنسان إذا تم التدليك به, وبذره يذهب البهاق, وإذا دلك به في موضع داء الثعلبة أنبت الشعر فيه, ومع الملح يقضى على الدمامل والثآليل, ويقطر في الأذن لثقل الرأس والطنين والقيح والماء وهو مما يصدع ويضر بالعقل لتوليده الخلط الرديء, ويكثر من اللعاب, ونافع من عضة الكلب, يجلو البصر, وجميع أنواعه تزيد من المني.

وضع المتخصصون بعض الوصفات العلاجية التى لعب البصل فيها دورا رئيسيا كعلاج.. من هذه الوصفات:
- علاج الروماتيزم حيث يتم تدليك مكان الألم ببخار البصل مع زيت الزيتون قبل النوم وذلك بتقطيع بصلة كبيرة في إناء به ماء ثم يتم غليه ويقرب المكان المصاب من الإناء ليتلقي البخار, ويتم التدليك بزيت الزيتون وفي الصباح يتناول المريض ملعقة صغيرة من الزعتر المجفف معجونا في فنجان عسل وذلك لمدة أسبوع.

- أمراض الكلى والحصى: يتم تحميص واحدة (نوى بلح) كما يحدث مع حبوب البن ثم يتم حشو بصلة واحدة دون أن تقشر بهذا المسحوق ثم يأكل المريض بصلة بهذه الطريقة يوميا لمدة أسبوع, هذه الوصفة من شأنها القضاء على الالتهابات الكلوية وطرد الحصوات والأملاح.
- التهابات الرئة: يتم وضع لبخة بصل مسخن فوق الصدر والظهر مع لفها بقماش وذلك قبل النوم يوميا.
- حب الشباب: يتم سلق بصلة ثم تهرس وتعجن في دقيق قمح بلدي وتضرب فيهما بيضة مع ملعقة زيت سمسم ويدهن الوجه بعد ذلك من هذا الخليط صباحا ومساء للوجه .. مع الإكثار من تناول البصل وذلك لتنقية الدم وتنظيف المعدة.

- علاج الإكزيما: يتم عمل كريم من خليط عصير البصل والزعتر البري ويدهن به بعد مسح مكان الإصابة بمحلول خل مخفف جدا.. ويكرر ذلك يوميا مع الامتناع عن تناول مثيرات الحساسية مع الإكثار من أكل الفواكه والخضراوات الطازجة وخميرة الخبز وعسل النحل.
- الربو: يتم عمل مزيج من العسل وعصير البصل ويشرب فنجانا منه صباحا ومساء لمدة شهر.
- عسر التبول: يقطع البصل حلقات ويسخن وتوضع منه لبخة فوق الجنبين على الكليتين وفوق المثانة (أسفل السرة) مع شرب عصير البصل والليمون والعسل في ماء ساخن يكرر ذلك مرة أو مرتين وسوف تزول العلة بإذن الله.

- علاج الصداع: يغلى مبشور البصل مع قرنفل مطحون ومعجون في زيت زيتون, يترك حتى يبرد ثم يصفى ويؤخذ الزيت ويدلك به مكان الصداع مع شرب ملعقة منه قبل النوم حتى وإن ضاع الصداع لكي لا يعود, كما أن هذا العلاج مقو للأعصاب.

العائلة الزنبقية
للبصل فوائد سريرية كثيرة حدثنا عن بعضها الأستاذ الدكتور مجدي نزيه.. رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية - ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية (بمصر), حيث قال أن البصل يصنف ضمن نباتات العائلة الزنبقية التي تشمل أيضا الثوم والكرات بالاضافة إلي بعض أنواع الزهور التي تندرج تحت هذه الفصيلة .. ويتميز البصل بقيمة وقائية صحية علاجية .. أكثر من كونه غذاء وأوضحت دراسات وبحوث كثيرة أن البصل نجح في علاج الأمراض الحادة والمزمنة في وقت واحد.
الأمراض الحادة : لكونه يحتوي على مركب مطهر يطلق عليه (سلفات الأليل) أو الكبريتات .. ومن المعروف أن مركب الكبريتات يعمل كمطهر ضد الميكروبات المختلفة خصوصاً البكتيريا.. لذلك يعتبر البصل مادة مطهرة واقية من الأمراض.. أو من التلوث الغذائي .. لو فرض وكان الإنسان يتناول غذاء يحتوي على بعض أنواع الميكروبات البسيطة.

كما يفيد فى علاج مرضى السكر.. حيث يحتوي على هورمون طبيعي يسمى (الجلوكونين) .. هذا الهورمون له أثر إيجابي على جلوكوز الدم .. وهو ما أكدت عليه كثير من الدراسات لذلك يقال عنه بأسلوب مجازي إنه "أنسولين الغذاء" .. ومن هنا تأتي أهمية البصل الكبيرة في إيجابيته لمرضى البول السكري أو الوقاية منه.

ويوضح الدكتور مجدي أنه على الجانب الأخر فيما يخص مشاكل الشرايين وأمراض القلب فإن كثيرا من الدراسات المحلية والعالمية أكدت على العلاقة الإيجابية لكثير من المركبات الوقائية الموجودة في البصل والتي تساعد في تنظيم - وليس حفظ - دهون الدم خصوصاً الكوليسترول .. كما أوضحت هذه الدراسات أن البصل يحتوي على الكثير من المركبات العضوية والإنزيمات والهورمونات المناعية التي تساعد في ضبط دهون الدم.

ايضا احتوائه على الألياف النباتية يساعد في تنظيم الكوليسترول الذي قد يتواجد في الوجبة الغذائية وبالتالي يعوق امتصاص جزءاً كبيراً منه .. وربما يفسر ذلك الإحصائية التي أشارت الى عدم تفشي الإصابة بمشاكل الشرايين والقلب لدى من يتناولون البصل في وجباتهم حيث يتم في صعيد مصر.
وأكتشف العلماء أن البصل يحتوي على جزء لا بأس به من هورمون التستستيرون الذكري الذي يقلل بشكل إيجابي من مشاكل العقم لدى الرجال وكذلك يعمل على تقوية القدرة الجنسية لديهم.

وفيما يختص بالإلتهابات أو المشاكل المعدية - المعوية- أوضح الدكتور مجدي أن البصل بما يحتويه من مواد مطهرة يعتبر قاتلا لكثير من الميكروبات التي من الممكن أن تلوث القناة الهضمية بدءا من الفم ونهاية بالقولون, والمعروف بين الناس أن البصل والثوم والكرات من الأغذية التي تترك روائح كريهه في الفم .. إلا أن هذه الروائح الكريهة هي بفعل كثير من الميكروبات التي تنمو على بقايا الأغذية فيما بين الأسنان واللثة وأنه على عكس ما هو شائع فإن تناول البصل والثوم والكرات, أي نباتات العائلة الزنبقية, تقتل هذه الميكروبات وبالتالي إذا جاز التعبير فهي أغذية تزيل الروائح الكريهة للفم ولا تتسبب فيها..أما عن الروائح التي تنبعث من البصل والثوم وما يسببانه من إحراج في المقابلات الإجتماعية .. والمناسبات العامة فإنه يكفي للشخص أن يتناول عودا واحدا من البقدونس عقب أي وجبة بها كمية كبيرة من البصل والثوم لأنه يعمل على إزالة أي روائح لهما ولا يترك رائحة.

قيمة تاريخية
دكتور سمير عنتر.. استشاري الحميات والكبد - ونائب مدير عام مستشفى حميات إمبابة (بمصر) قال: معروف لدينا طبيا ان البصل من المأكولات شديدة الأهمية ويفيد في عملية سيولة الدم التي يحتاج إليها مرضى القلب والجلطات إذا ما حافظوا على وجبة بصل يوميا سواء مسلوقا أو حتي أخضر لأنهم بذلك تكون لديهم فرصة كبيرة لتجنب الإصابة بالجلطات مستقبلا.. مما يجعلنا ننصح المسنين والأشخاص المعرضين للإصابة بالجلطات أن يحافظوا على توافر البصل في المأكولات الثابتة لديهم يوميا.
وأضف أن عصارة البصل تحتوي على كثير من المضادات للميكروبات والطفيليات المعوية التي تساعد على التخلص من أسباب الإصابة بالنزلات المعوية .. لذلك فهى تفيد في علاج النزلات المعوية الحادة وبعض الأمراض التي تكون فيها الميكروبات في البطن شديدة.. ومن المعروف أيضا أن البصل من الأغذية المقوية للأعصاب لذلك حرص العمال المصريون دائما على أن يكون البصل في وجبتهم الرئيسية.. وهو أيضا يساعد على تنبيه الذهن وعلى التحمل الشديد للأعمال الشاقة.
وأكد الدكتور سمير عنتر أنه إذا تم وضع عصارة البصل الطازجة على بعض الجروح مثل جروح القدم السكري أو بعض الأمراض الجلدية التي بها ميكروبات كثيرة.. تفيد في الشفاء مع إضافتها إلى عسل النحل الطازج.

هذه كلها صفات معروفة عن البصل وتستطيع أن تقول بصفة عامة إن البصل علاج وقائي أو نبات يستخدم في الطب وقائيا وعلاجيا بشكل متفق عليه وينصح به جميع الأطباء.. ولا مانع منه تماما إلا في حالة الإفراط في تناوله كأي عقار كيميائي, فالبصل معروف أن عصارته تحتوي على حموضة من الممكن أن تؤدي إلى زيادة قرحة المعدة عند الذين يعانون منها.
ويستخدم موضعيا في حالة الجروح والالتهابات الجلدية الشديدة التي يصاحبها صديد أو تقيحات, ويفيد أيضا في بعض الحروق الخفيفة حيث يساعد على تطهير المكان المصاب, ويفيد أيضا إذا تم شيه في حالة الدمامل أو الخراريج لأنه يعمل على تجميع الصديد عن طريق الحرارة المنبعثة منه مما يجعل الدمامل تفتح خارجيا وليس داخليا.

أضاف دكتور سمير:" ولدي مريض أعتز به, يبلغ من العمر خمسة وثمانين عاما, أقوم بعلاجه منذ ثلاثين عاما, وهو مريض قلب منذ هذه الفترة وقد نصحته بتناول البصل يوميا مع وجبة الإفطار للحفاظ على قلبه وتقوية عضلة القلب.. المدهش أنه كل عامين أو أكثر يأتي إلي هو وأحفاده وأولاده ويخبرني بأنه لا يزال يحافظ على هذه النصيحة وأنه يتمتع والحمد لله بصحة جيدة.. فضلا عن ذهنه المتفتح وسرعة بديهته التي جعلتني على يقين أن البصل أيضا يكافح الزهايمر والشيخوخة.

طرق الاستخدام
يقول الدكتور أشرف عمارة.. صيدلي, هناك طريقتان لاستخدام البصل فى علاج الدمامل الأولى وضع قشرته الخارجية على أماكن الدمامل والخراريج, والثانية هي طهي البصلة نفسها وتجهيزها في شكل دهان أو مرهم يوضع أيضا على الدمامل والخراريج ليعمل على تحفيز الدورة الدموية في المنطقة المصابة فيقوم بتجميع الصديد الموجود في هذه الدمامل في أضعف منطقة في الجلد يتم فتحها بسهولة باستخدام مشرط.. أو من الممكن أن يفتح وحده أو يقوم الطبيب بفتحه دون تدخل المشرط لإخراج الصديد ومن ثم الميكروبات.. علما بأن هذه الوصفة وحدها لا تكفي إذ لابد في حالة الدمامل والخراريج من بعض العقاقير الطبية.. لأننا نتكلم عن استخدامه بشكل مباشر فقط.

ويمكن استخدام البصل في علاج بعض الآلام الخفيفة مثل آلام الظهر والركبة والمفاصل وذلك بوضعه مطبوخا بعد أن يتم تجهيزه كلبخة لأنه يعمل علي تسخين مكان الألم وبالتالي إزالة الرطوبة, ولايشترط تسخين اللبخة لأن البصل يحتوي على مواد حريفة تعمل على تحفيز الدورة الدموية في المناطق المصابة كما ذكرنا سلفا.. ويمكن تسخينها عن طريق وضعها في حمام ماء ساخن و يوضع في غلاف من القماش ثم يوضع على المكان المصاب .. مع العلم أن هذه اللبخات يتم إعدادها فقط للآلام البسيطة والخفيفة وليس للأمراض المزمنة.

من جهتها تؤكد الدكتورة عفاف عزت,أستاذ مساعد الكيمياء الحيوية بالمركز القومي, للبحوث أن البصل من المركبات ( الفيتو كيميكال) أو المركبات الفيتو كيميائية .. التي تعرف بأنها مركبات علاجية داخل الجسم .. هذه المركبات تتوافر ضمن قائمة طويلة من بينها البصل والثوم .. والبصل يعمل على تقوية الجهاز المناعي لجسم الإنسان نظرا لانتمائه لهذه القائمة التي بدورها تقاوم الفطريات داخل الجسم .. وقد أجريت دراسات كثيرة على البصل خلصت نتائجها إلى أن البصل يعمل على خفض نسبة السكر في الدم كما أنه يخفض نسبة الدهون.. ومعنى ذلك أنه يعد من المصادر الغذائية المقاومة لأمراض القلب وتصلب الشرايين.