المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الله: المقاومة لم تفكر يوما في أن تكون بديلا عن الجيش اللبناني أو دولة ضمن الدولة



سلسبيل
08-24-2006, 07:15 PM
استغرب المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله ما اعتبره «سكوت الدولة اللبنانية عن دور السلطات الاردنية في الحصار المفروض على لبنان». وتساءل: «كيف ينظر البعض في لبنان الى سلاح المقاومة كمشكلة، ولا ينظر الى خطورة الحصار المفروض على البلد؟». واكد ان المقاومة «لم تفكر يوما بان تكون بديلا عن الجيش او ان تعارضه او ان تكون دولة داخل الدولة». وأبدى خشيته من «ان في لبنان من يخاف من الانتصار ويتهيب من تبعاته، ولذلك فهو يتصرف بروح مهزومة وضعيفة».

وقال فضل الله في تصريح ادلى به امس: «انتصرت المقاومة على إسرائيل باعتراف الإسرائيليين أنفسهم. لكن الانتصار يستدعي حركة سياسية وإعمارية واجتماعية ودبلوماسية مواكبة له. وهو الأمر الذي لم تتحرك فيه الدولة اللبنانية على النحو المطلوب ولم تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها، وكذلك لجهة رد الهجمة السياسية والدبلوماسية المعاكسة في وقت يتعرض لبنان لحملة تهويل إسرائيلية وأميركية يعمل بعض الشخصيات الدولية على تغطيتها وتبنيها في محاولة لفرض شروط جديدة على لبنان... الأمر الذي يثير الاستغراب، من جهة، ويبعث على التساؤل، من جهة ثانية، حول ما إذا كانت الدولة تتبنى منطق الهزيمة من حيث سكوتها وصمتها وعدم مبادرتها، وصولا إلى محاولات البعض فيها تحويل الانتصار إلى هزيمة». وتساءل: «كيف ينظر البعض في لبنان إلى سلاح المقاومة كمشكلة تحول بين الدولة وبين سيادتها، ولا ينظر إلى خطورة الحصار المفروض على لبنان بما يمثل من إساءة كبرى للبلد ومن اعتداء على سيادته واستقلاله ومن محاولة لدفعه إلى التخلي عن أبسط شروط الكرامة والحرية والسيادة؟».

واكد «أن سلاح المقاومة كان رد فعل على القصف الإسرائيلي وعلى العدوان الإسرائيلي الذي دمر البيوت على رؤوس أهلها في أكثر من بلد، لاسيما في قانا، وفي ملاحقة طائرات العدو للمدنيين في سياراتهم وأماكن تسوقهم ومواقع عملهم. أما سلاح إسرائيل فهو السلاح البربري الهمجي الذي انطلق ليصنع نموذجا فريدا من الوحشية في عملية حقد وانتقام رهيبة من الناس التي رفضت النيل من المقاومة».

ورأى فضل الله «أن الدعوة إلى نزع سلاح المقاومة لا يمكن النظر إليها إلا من زاوية العمل لإضعاف موقع القوة بين الجيش والمقاومة بطريقة وبأخرى، ليستمر الجيش في حركته المناهضة للاحتلال ولتستمر المقاومة في دورها وفي تسهيل حركة الجيش بما يمنع العدو من اختراق الساحة الداخلية في أي وقت من الأوقات»، وأكد «أن المقاومة لم تفكر في أي يوم من الأيام بأن تكون بديلا عن الجيش أو أن تعارضه أو أن تكون دولة داخل الدولة. وهذا يفرض على الجميع أن يقدروا عاليا مستوى المسؤولية الوطنية الذي تتحرك فيه المقاومة وأن يتحركوا مجددا نحو استكمال الحوار الداخلي بدلا من حملات التخوين والتراشق بالاتهامات السياسية».