زوربا
08-23-2006, 12:55 PM
متهم بقضية الأنفال: لم نكن نستهدف المدنيين الأكراد لكن وجودهم كان في مناطق محظورة
http://www.aawsat.com/2006/08/23/images/news.379274.jpg
بغداد: «الشرق الأوسط»
تتواصل اليوم محاكمة صدام حسين وستة من معاونيه في قضية «حملة الأنفال» ضد الأكراد، بعد أن كان الرئيس المخلوع قد واجه للمرة الأولى في جلسة أمس شهودا اكرادا قالوا انه اصدر أوامر لجيشه باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في قراهم بكردستان العراق.
وقدمت هيئة الادعاء في مستهل جلسة أمس، قرويين اكرادا أدلوا بشهاداتهم عن حملة الأنفال الشرسة (1987-1988) التي أدت الى مقتل أكثر من 180 ألف شخص. من ناحيتهم، دفع عدد من المتهمين ببراءتهم وأكدوا أن الجيش العراقي كان يتصدى للقوات الايرانية التي كانت تحاول احتلال مناطق في شمال العراق.
وتحدث الشاهد الأول علي مصطفى حمه عن وقائع تمت قبل قرابة عام من البدء الرسمي لحملة الأنفال في وادي باليسان شمال السليمانية. وحمه واحد من بين عدة شهود استعان بهم الادعاء لتقديم شكوى رسمية ضد المتهمين. وتحدث حمه، وهو في أوائل الخمسينات من العمر، باللغة الكردية وارتدى الزي التقليدي للأكراد. وتذكر ما حدث يوم 16 ابريل (نيسان) عام 1987 قائلا «كانت الشمس تميل الى الغروب. رأيت ما بين ثمان و 12 طائرة تجوب السماء. كان هناك دخان ينبعث من القنابل يميل الى اللون الاخضر. وكانت هناك رائحة تفاح متعفن وثوم». وأضاف «كان الناس يتقيأون.. أصابنا العمى. كنا نصرخ. لم يكن هناك من ينقذنا..إلا الله». وتابع «كانت هناك امرأتان احداهما حامل. وعندما وضعت كان الطفل يحاول أن يرى العالم. استنشق المواد الكيماوية ثم توفي».
وأكد حمه أن القرويين اقتيدوا فيما بعد من قبل السلطات الى بلدة رانية، ثم الى السليمانية من أجل تلقي العلاج، بعد ان أصيبوا بجروح وفقدوا القدرة على البصر واحترقت أجسامهم. وأوضح «عند دخولنا الى المستشفى تم حجزنا من قبل جهة لا أعرفها. وفي أحد الأيام جاء ضابط أجرى تحقيقا معنا وقال لنا: انتم مخربون وإذا لم تكن الحكومة رؤوفة ورحيمة لقمنا بتقطيع أجسادكم». وأضاف «أخبرناه اننا اناس كسبة ولسنا مخربين».
ولم يحاول حمه إخفاء هويته عن صدام مثلما فعل كثير من الشهود خلال محاكمته الاولى بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية بخصوص مقتل148 شيعيا من قرية الدجيل. ولكن، حسب وكالة رويترز، عندما سئل عمن يحمله المسؤولية، لم يذكر صدام بالاسم واكتفى بالإشارة فقط الى «الشخص الذي كان يحكم العراق».
وخلال استجواب الشاهد سأله محامي الدفاع كيف عرف أن الطائرات عراقية، مما حفز حمه الى القول إنه ساعد في إيواء مقاتلين بقريته. وتحدى صدام أيضا الشاهد وتساءل عن السبب الذي كان سيدعو ضابطا عراقيا للسؤال عن حالته في المستشفى لو كانت القوات العراقية هي التي هاجمت. وسأل صدام الشاهد عمن طلب منه أن يقول ذلك.
من جانبها، روت الشاهدة الثانية نجيبة تقي صوفي احمد، 41 عاما، التي كانت ترتدي ملابس سوداء، تفاصيل مشابهة للشاهد الاول. وقالت ان «القنابل الكيماوية أعمت عيوننا. الرجال هربوا باتجاه الجبال، ولكنني لم أتمكن من ذلك فلجأت الى أحد الكهوف ومات والد زوجي في القرية».
وأوضحت انها لا تزال تعاني من مشاكل في الرؤية والسير بسبب تلك الاسلحة، وقالت «ما زلت أعاني من مشاكل في البلعوم وأمراض جلدية ومشاكل نظر وحصلت لي حالات إجهاض». وأضافت «أمضينا فيما بعد تسعة ايام في احد المعتقلات العسكرية بالقرب من مدينة أربيل، حيث عانينا من سوء المعاملة واختفى ابني الوحيد في المعتقل».
وبدورهم، دفع عدد من المتهمين ببراءتهم. وقال المتهم سلطان هاشم احمد وزير الدفاع العراقي السابق، ان «من سمى تلك العمليات بالأنفال هو كامل ساجت عزيز قائد الفيلق الاول»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «وعندما سألته عن أسباب اختيار هذا الاسم قال لي: اتبارك بهذه السورة الكريمة فقط». وأضاف أحمد الذي كان يشغل في ذلك الحين منصب آمر فيلق انه «بحسب تقارير الاستخبارات قبل الانفال فان العدو الايراني كان يشتبك بمعارك مع الفيلق الاول واحتل اراضي عراقية في شمال العراق». وتابع «بحسب التقارير غاية العدو كانت إزاحة القواعد واحتلال سدي دوكان ودربندخان وتخريبهما لإغراق بغداد، ثم تطويق واحتلال السليمانية ثم الاندفاع غربا لتهديد منابع النفط في كركوك».
من جهته، أيد المتهم صابر عزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق، ما جاء على لسان المتهم سلطان هاشم احمد. وقال «لو خرب سدا دوكان ودربندخان او احدهما لغرقت بغداد والمناطق المحيطة بها والمناطق التي على الطريق، ولغرقت أعلى عمارة لترتفع المياه عليها عشرة أمتار». وأضاف «على هذا الأساس بنيت الخطة الامنية لتنظيف المنطقة من الايرانيين أولا والمتمردين الاكراد ثانيا». واعتبر الدوري ان «معركة الانفال لم تكن موجهة ضد المدنيين الاكراد، لكن وجودهم كان في هذه القرى المحظورة أمنيا».
ويواجه صدام وابن عمه علي حسن المجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية في قضية «حملة الأنفال». ولقب المجيد الذي كان مسؤولا عن الحملة العسكرية في كردستان بـ«علي الكيمياوي». وفي محاولة لإثبات أن الحملة ارتقت الى حد الإبادة الجماعية للأقلية الكردية بالعراق، قال الادعاء ان قرى بأكملها أبيدت في قصف جوي ومدفعي، وشمل ذلك هجمات بالغازات السامة، وأن قرويين اقتيدوا بالقوة الى معسكرات وتعرضوا للقتل بالرصاص أو التعذيب أو الاغتصاب. وقال الادعاء أمس انه كان هناك أكثر من 180 ألف ضحية. وكان صدام وابن عمه علي حسن المجيد، قد التزما أول من امس الصمت عند توجيه التهمة لهما بارتكاب «إبادة جماعية».
http://www.aawsat.com/2006/08/23/images/news.379274.jpg
بغداد: «الشرق الأوسط»
تتواصل اليوم محاكمة صدام حسين وستة من معاونيه في قضية «حملة الأنفال» ضد الأكراد، بعد أن كان الرئيس المخلوع قد واجه للمرة الأولى في جلسة أمس شهودا اكرادا قالوا انه اصدر أوامر لجيشه باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في قراهم بكردستان العراق.
وقدمت هيئة الادعاء في مستهل جلسة أمس، قرويين اكرادا أدلوا بشهاداتهم عن حملة الأنفال الشرسة (1987-1988) التي أدت الى مقتل أكثر من 180 ألف شخص. من ناحيتهم، دفع عدد من المتهمين ببراءتهم وأكدوا أن الجيش العراقي كان يتصدى للقوات الايرانية التي كانت تحاول احتلال مناطق في شمال العراق.
وتحدث الشاهد الأول علي مصطفى حمه عن وقائع تمت قبل قرابة عام من البدء الرسمي لحملة الأنفال في وادي باليسان شمال السليمانية. وحمه واحد من بين عدة شهود استعان بهم الادعاء لتقديم شكوى رسمية ضد المتهمين. وتحدث حمه، وهو في أوائل الخمسينات من العمر، باللغة الكردية وارتدى الزي التقليدي للأكراد. وتذكر ما حدث يوم 16 ابريل (نيسان) عام 1987 قائلا «كانت الشمس تميل الى الغروب. رأيت ما بين ثمان و 12 طائرة تجوب السماء. كان هناك دخان ينبعث من القنابل يميل الى اللون الاخضر. وكانت هناك رائحة تفاح متعفن وثوم». وأضاف «كان الناس يتقيأون.. أصابنا العمى. كنا نصرخ. لم يكن هناك من ينقذنا..إلا الله». وتابع «كانت هناك امرأتان احداهما حامل. وعندما وضعت كان الطفل يحاول أن يرى العالم. استنشق المواد الكيماوية ثم توفي».
وأكد حمه أن القرويين اقتيدوا فيما بعد من قبل السلطات الى بلدة رانية، ثم الى السليمانية من أجل تلقي العلاج، بعد ان أصيبوا بجروح وفقدوا القدرة على البصر واحترقت أجسامهم. وأوضح «عند دخولنا الى المستشفى تم حجزنا من قبل جهة لا أعرفها. وفي أحد الأيام جاء ضابط أجرى تحقيقا معنا وقال لنا: انتم مخربون وإذا لم تكن الحكومة رؤوفة ورحيمة لقمنا بتقطيع أجسادكم». وأضاف «أخبرناه اننا اناس كسبة ولسنا مخربين».
ولم يحاول حمه إخفاء هويته عن صدام مثلما فعل كثير من الشهود خلال محاكمته الاولى بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية بخصوص مقتل148 شيعيا من قرية الدجيل. ولكن، حسب وكالة رويترز، عندما سئل عمن يحمله المسؤولية، لم يذكر صدام بالاسم واكتفى بالإشارة فقط الى «الشخص الذي كان يحكم العراق».
وخلال استجواب الشاهد سأله محامي الدفاع كيف عرف أن الطائرات عراقية، مما حفز حمه الى القول إنه ساعد في إيواء مقاتلين بقريته. وتحدى صدام أيضا الشاهد وتساءل عن السبب الذي كان سيدعو ضابطا عراقيا للسؤال عن حالته في المستشفى لو كانت القوات العراقية هي التي هاجمت. وسأل صدام الشاهد عمن طلب منه أن يقول ذلك.
من جانبها، روت الشاهدة الثانية نجيبة تقي صوفي احمد، 41 عاما، التي كانت ترتدي ملابس سوداء، تفاصيل مشابهة للشاهد الاول. وقالت ان «القنابل الكيماوية أعمت عيوننا. الرجال هربوا باتجاه الجبال، ولكنني لم أتمكن من ذلك فلجأت الى أحد الكهوف ومات والد زوجي في القرية».
وأوضحت انها لا تزال تعاني من مشاكل في الرؤية والسير بسبب تلك الاسلحة، وقالت «ما زلت أعاني من مشاكل في البلعوم وأمراض جلدية ومشاكل نظر وحصلت لي حالات إجهاض». وأضافت «أمضينا فيما بعد تسعة ايام في احد المعتقلات العسكرية بالقرب من مدينة أربيل، حيث عانينا من سوء المعاملة واختفى ابني الوحيد في المعتقل».
وبدورهم، دفع عدد من المتهمين ببراءتهم. وقال المتهم سلطان هاشم احمد وزير الدفاع العراقي السابق، ان «من سمى تلك العمليات بالأنفال هو كامل ساجت عزيز قائد الفيلق الاول»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «وعندما سألته عن أسباب اختيار هذا الاسم قال لي: اتبارك بهذه السورة الكريمة فقط». وأضاف أحمد الذي كان يشغل في ذلك الحين منصب آمر فيلق انه «بحسب تقارير الاستخبارات قبل الانفال فان العدو الايراني كان يشتبك بمعارك مع الفيلق الاول واحتل اراضي عراقية في شمال العراق». وتابع «بحسب التقارير غاية العدو كانت إزاحة القواعد واحتلال سدي دوكان ودربندخان وتخريبهما لإغراق بغداد، ثم تطويق واحتلال السليمانية ثم الاندفاع غربا لتهديد منابع النفط في كركوك».
من جهته، أيد المتهم صابر عزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق، ما جاء على لسان المتهم سلطان هاشم احمد. وقال «لو خرب سدا دوكان ودربندخان او احدهما لغرقت بغداد والمناطق المحيطة بها والمناطق التي على الطريق، ولغرقت أعلى عمارة لترتفع المياه عليها عشرة أمتار». وأضاف «على هذا الأساس بنيت الخطة الامنية لتنظيف المنطقة من الايرانيين أولا والمتمردين الاكراد ثانيا». واعتبر الدوري ان «معركة الانفال لم تكن موجهة ضد المدنيين الاكراد، لكن وجودهم كان في هذه القرى المحظورة أمنيا».
ويواجه صدام وابن عمه علي حسن المجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية في قضية «حملة الأنفال». ولقب المجيد الذي كان مسؤولا عن الحملة العسكرية في كردستان بـ«علي الكيمياوي». وفي محاولة لإثبات أن الحملة ارتقت الى حد الإبادة الجماعية للأقلية الكردية بالعراق، قال الادعاء ان قرى بأكملها أبيدت في قصف جوي ومدفعي، وشمل ذلك هجمات بالغازات السامة، وأن قرويين اقتيدوا بالقوة الى معسكرات وتعرضوا للقتل بالرصاص أو التعذيب أو الاغتصاب. وقال الادعاء أمس انه كان هناك أكثر من 180 ألف ضحية. وكان صدام وابن عمه علي حسن المجيد، قد التزما أول من امس الصمت عند توجيه التهمة لهما بارتكاب «إبادة جماعية».