المهدى
08-23-2006, 06:24 AM
http://www.alraialaam.com/23-08-2006/ie5/int6.jpg
البقاع اللبناني - من عفيف دياب
«الرأي العام»
لم يكن حسن نصرالله (ابو علاء) يعلم انه سيكون نجماً لمجرد تشابه اسمه مع اسم الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي يعتبر «المطلوب رقم واحد» عند العدو الاسرائيلي.
فجر الاول من الشهر الجاري اقتحم كوماندوس اسرائيلي مدينة بعلبك وخطف المواطن حسن نصرالله من منزله في مدينة بعلبك مع اربعة اخرين كانوا في المنزل.
مساء اول من امس افرجت قوات الاحتلال الاسرائيلي عن نصرالله ورفاقه، ليتضح ان عملية الخطف كانت «اعلامية» اكثر مما هي «انجاز» عسكري او استخباراتي.
يقول حسن نصرالله (ابو بلال) بائع بنادق الصيد و«خرطوشها» عن ليلة خطفه انها لم تكن ليلة عادية في بعلبك التي دمرتها الطائرات الاسرائيلية «ليلة خطفنا كانت ليلة ليلاء ومن اصعب الليالي التي مرت على بعلبك. كان الموت يلفّ بنا من كل ناحية وصوب، فانقطاع الكهرباء في تلك الليلة كان عاملا اضافيا حقن الرعب في شراييننا وضخّ الهلع في اروقة المكان مع وصول الكوماندوس الاسرائيلي الى داخل المنزل. الجنود تعمدوا تحطيم كل ما اعترضهم مع اطلاق الرصاص في ارجاء المنزل».
اكثر من خمسين جنديا اسرائيليا طوقوا منزل نصرالله في بعلبك، عندها ادرك كل من في المنزل ان انزالا اسرائيليا يستهدفهم، خاف الرجال على نسائهم واطفالهم اكثر من انفسهم. ويروي حسن نصرالله قائلا ان «عددا كبيرا من جنود الكوماندوس مدججين بالاسلحة المجهزة بالليزر اخرجونا رافعين ايدينا الى الاعلى بعدما طلبوا منا ذلك باللغة العربية، اللهجة الفلسطينية. وتالياً خرجنا الاول: محمد جعفر علي دياب، ومن ثم حسن البرجي، فانا (حسن نصرالله) واحمد العوطة. وصلنا جميعا الى مدخل المنزل، كبّلوا ايدينا بشريط بلاستيكي سميك، وسألوني بعدما اشاروا الى الحاج احمد العوطة، هل هذا الحاج احمد العوطة؟ وذلك بعدما اخرج احدهم جهازا صغيرا للكمبيوتر واخذ يتأكد من الاسماء المستهدفة مما يؤكد على تعامل كثيرين مع العدو الاسرائيلي او (جواسيس)».
يؤكد حسن نصرالله ان اسمه كان يشكل لدى الاسرائيليين «خبطة اعلامية» لشعبهم و«مما اكد لي ذلك عندما وصلنا جميعا الى اسرائيل كنت اسمع الجنود فرحين مذهولين: «حسن نصرالله... واو».
ويتابع ابو بلال نصرالله سرد قصة خطفه: «عند الساعة 12:30 ليلا احتجزونا وطلبوا من النسوة وطفلين التوجه الى داخل المدينة بعدما ارغموا على الركوع على الارض. احتجزنا العدو، نحن الرجال الخمسة، وابني الصغير محمد حسين نصرالله (محمد حسين هو اسم مركب) البالغ من العمر 13 عاما، وألزمونا المشي شبه حفاة لمدة ساعتين في الجرود. عندها شعرنا جميعا بالامان اذ لا يستطيع العدو قصف المكان او الاعتداء على اي موقع توجد له فيه قوة عسكرية. عندها لفّت الطمأنينة قلوبنا فادركت اننا الآن في منأى عن صواريخ او عن طلقات الـ800 ملم التي كانت تطلقها الاباتشي في كل انحاء المدينة».
خلال رحلة اسرهم الى مكان «الاباتشي» كانت الطائرات الحربية تغطي سماء بعلبك، منفذة غارات جوية، فيما تقوم مروحيات بتنفيذ حملة تمشيط عشوائي بالرصاص، مما اضاء سماء المدينة و«كأن صحون طائرة كانت تحلق ليلا فوق بعلبك» قال نصرالله الذي فوجئ في اعالي جرد بعلبك باكثر من 500 جندي ينتظرون وصول فرقة الكوماندوس، مع «غنيمته الدسمة» حسن نصرالله.
«صعدنا الى طائرة اباتشي جميعا باستثناء ابني الصغير، الذي وضع احد الضباط رشاشات ام 16 فوق رأسه واخذ يرعبه ويسأله بعنف عن المقاومة، وامروه بان يحكي اذا كان هؤلاء الرجال مقاومين ام لا؟ عندها اجابهم بالطبع لا. في هذه الاثناء قام احد الضباط باتصال (صوت وصورة) مباشرة مع قيادته في اسرائيل واخبرهم عن الطفل الذي لم يتخط الثالثة عشرة من العمر، عندها تركوه بعدما تلقّوا امرا بذلك. في هذه الاثناء لا بد ان يخطر على بال المرء العديد من التساؤلات ومنها بـ «الصوت العالي» ... «الى اين آخديني، آخديني بالطيارة؟» ليرد باللغة العربية احد الجنود: «اسكت» عندها بدأت ارتجف رعبا على مصير زوجتي وطفلي حتى وصلنا الى اسرائيل، «مطمشين العيون» وكنا نسمع اصوات ضحكاتهم ... انهم اعتقلوا «حسن نصرالله» علماً أنهم يعلمون بان حسن نصرالله هو ابو بلال وليس غيره. فوقع هذا الاسم كبير بالنسبة اليهم.
يتابع نصرالله سرد رحلة اسره الى اسرائيل «وصلنا الى اسرائيل او الى مركز التحقيق معصوبي العينين ليفصلونا عن بعضنا البعض، وجرى التحقيق مع كل واحد منا على حدة. استمر التحقيق نهارا كاملا منذ ان وصلنا الى مساء يوم جديد، بعدها جمعونا بسيارة واحدة ونقلونا الى السجن، ومن ثم وضعونا في الغرفة عينها فبدأنا بالسلام والاطمئنان على بعض ونسأل بعضنا عما دار في التحقيق. في هذه اللحظة ارتفعت الاصوات خارج الغرفة ليتسابق الحراس لرؤية الغنيمة «حسن نصرالله» وبدأوا يسألونني اذا اتينا من المستشفى عندها ادركنا ان انزالا حط في احد مستشفيات بعلبك. بقينا تحت الاعتقال ما يقارب 21 يوما وخلال هذه الفترة كنا نخضع لـ 5 ساعات متتالية من التحقيق حيث لم نتعرض لاي عنف جسدي وفي اليوم السادس عشر من الاعتقال اتت محامية من منظمة حقوق الفرد «ليا تسيميل» وساعدتنا كثيرا.
عند الساعة الخامسة من صباح اليوم الخامس والعشرين من الاعتقال طلبنا السجان، وسألنا عن ثيابنا ما اذا كانت معنا (ليست ملابس السجن طبعا) فقلت له: بشتري، قال: لاحقا.
بعد نصف ساعة اتى ليبشرنا باننا سوف نخرج الى الرياضة وقال البسوا ملابسكم ورتبوا الغرفة.
عند الساعة التاسعة خرجنا من السجن لنصل عند الساعة 12 ظهرا الى الناقورة (قرية لبنانية حدودية) وسلمونا الى الصليب الاحمر الدولي ومن ثم الى قوات الطوارئ الدولية واخيرا الى الجيش اللبناني ... في خمس محطات بدأت في الناقورة وانتهت في وزارة الدفاع. وصلنا الى بعلبك عند الساعة 12 من ليل اول من امس، وكان لقاءا حميميا مع اهالي المدينة والاصدقاء والاهل.
البقاع اللبناني - من عفيف دياب
«الرأي العام»
لم يكن حسن نصرالله (ابو علاء) يعلم انه سيكون نجماً لمجرد تشابه اسمه مع اسم الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي يعتبر «المطلوب رقم واحد» عند العدو الاسرائيلي.
فجر الاول من الشهر الجاري اقتحم كوماندوس اسرائيلي مدينة بعلبك وخطف المواطن حسن نصرالله من منزله في مدينة بعلبك مع اربعة اخرين كانوا في المنزل.
مساء اول من امس افرجت قوات الاحتلال الاسرائيلي عن نصرالله ورفاقه، ليتضح ان عملية الخطف كانت «اعلامية» اكثر مما هي «انجاز» عسكري او استخباراتي.
يقول حسن نصرالله (ابو بلال) بائع بنادق الصيد و«خرطوشها» عن ليلة خطفه انها لم تكن ليلة عادية في بعلبك التي دمرتها الطائرات الاسرائيلية «ليلة خطفنا كانت ليلة ليلاء ومن اصعب الليالي التي مرت على بعلبك. كان الموت يلفّ بنا من كل ناحية وصوب، فانقطاع الكهرباء في تلك الليلة كان عاملا اضافيا حقن الرعب في شراييننا وضخّ الهلع في اروقة المكان مع وصول الكوماندوس الاسرائيلي الى داخل المنزل. الجنود تعمدوا تحطيم كل ما اعترضهم مع اطلاق الرصاص في ارجاء المنزل».
اكثر من خمسين جنديا اسرائيليا طوقوا منزل نصرالله في بعلبك، عندها ادرك كل من في المنزل ان انزالا اسرائيليا يستهدفهم، خاف الرجال على نسائهم واطفالهم اكثر من انفسهم. ويروي حسن نصرالله قائلا ان «عددا كبيرا من جنود الكوماندوس مدججين بالاسلحة المجهزة بالليزر اخرجونا رافعين ايدينا الى الاعلى بعدما طلبوا منا ذلك باللغة العربية، اللهجة الفلسطينية. وتالياً خرجنا الاول: محمد جعفر علي دياب، ومن ثم حسن البرجي، فانا (حسن نصرالله) واحمد العوطة. وصلنا جميعا الى مدخل المنزل، كبّلوا ايدينا بشريط بلاستيكي سميك، وسألوني بعدما اشاروا الى الحاج احمد العوطة، هل هذا الحاج احمد العوطة؟ وذلك بعدما اخرج احدهم جهازا صغيرا للكمبيوتر واخذ يتأكد من الاسماء المستهدفة مما يؤكد على تعامل كثيرين مع العدو الاسرائيلي او (جواسيس)».
يؤكد حسن نصرالله ان اسمه كان يشكل لدى الاسرائيليين «خبطة اعلامية» لشعبهم و«مما اكد لي ذلك عندما وصلنا جميعا الى اسرائيل كنت اسمع الجنود فرحين مذهولين: «حسن نصرالله... واو».
ويتابع ابو بلال نصرالله سرد قصة خطفه: «عند الساعة 12:30 ليلا احتجزونا وطلبوا من النسوة وطفلين التوجه الى داخل المدينة بعدما ارغموا على الركوع على الارض. احتجزنا العدو، نحن الرجال الخمسة، وابني الصغير محمد حسين نصرالله (محمد حسين هو اسم مركب) البالغ من العمر 13 عاما، وألزمونا المشي شبه حفاة لمدة ساعتين في الجرود. عندها شعرنا جميعا بالامان اذ لا يستطيع العدو قصف المكان او الاعتداء على اي موقع توجد له فيه قوة عسكرية. عندها لفّت الطمأنينة قلوبنا فادركت اننا الآن في منأى عن صواريخ او عن طلقات الـ800 ملم التي كانت تطلقها الاباتشي في كل انحاء المدينة».
خلال رحلة اسرهم الى مكان «الاباتشي» كانت الطائرات الحربية تغطي سماء بعلبك، منفذة غارات جوية، فيما تقوم مروحيات بتنفيذ حملة تمشيط عشوائي بالرصاص، مما اضاء سماء المدينة و«كأن صحون طائرة كانت تحلق ليلا فوق بعلبك» قال نصرالله الذي فوجئ في اعالي جرد بعلبك باكثر من 500 جندي ينتظرون وصول فرقة الكوماندوس، مع «غنيمته الدسمة» حسن نصرالله.
«صعدنا الى طائرة اباتشي جميعا باستثناء ابني الصغير، الذي وضع احد الضباط رشاشات ام 16 فوق رأسه واخذ يرعبه ويسأله بعنف عن المقاومة، وامروه بان يحكي اذا كان هؤلاء الرجال مقاومين ام لا؟ عندها اجابهم بالطبع لا. في هذه الاثناء قام احد الضباط باتصال (صوت وصورة) مباشرة مع قيادته في اسرائيل واخبرهم عن الطفل الذي لم يتخط الثالثة عشرة من العمر، عندها تركوه بعدما تلقّوا امرا بذلك. في هذه الاثناء لا بد ان يخطر على بال المرء العديد من التساؤلات ومنها بـ «الصوت العالي» ... «الى اين آخديني، آخديني بالطيارة؟» ليرد باللغة العربية احد الجنود: «اسكت» عندها بدأت ارتجف رعبا على مصير زوجتي وطفلي حتى وصلنا الى اسرائيل، «مطمشين العيون» وكنا نسمع اصوات ضحكاتهم ... انهم اعتقلوا «حسن نصرالله» علماً أنهم يعلمون بان حسن نصرالله هو ابو بلال وليس غيره. فوقع هذا الاسم كبير بالنسبة اليهم.
يتابع نصرالله سرد رحلة اسره الى اسرائيل «وصلنا الى اسرائيل او الى مركز التحقيق معصوبي العينين ليفصلونا عن بعضنا البعض، وجرى التحقيق مع كل واحد منا على حدة. استمر التحقيق نهارا كاملا منذ ان وصلنا الى مساء يوم جديد، بعدها جمعونا بسيارة واحدة ونقلونا الى السجن، ومن ثم وضعونا في الغرفة عينها فبدأنا بالسلام والاطمئنان على بعض ونسأل بعضنا عما دار في التحقيق. في هذه اللحظة ارتفعت الاصوات خارج الغرفة ليتسابق الحراس لرؤية الغنيمة «حسن نصرالله» وبدأوا يسألونني اذا اتينا من المستشفى عندها ادركنا ان انزالا حط في احد مستشفيات بعلبك. بقينا تحت الاعتقال ما يقارب 21 يوما وخلال هذه الفترة كنا نخضع لـ 5 ساعات متتالية من التحقيق حيث لم نتعرض لاي عنف جسدي وفي اليوم السادس عشر من الاعتقال اتت محامية من منظمة حقوق الفرد «ليا تسيميل» وساعدتنا كثيرا.
عند الساعة الخامسة من صباح اليوم الخامس والعشرين من الاعتقال طلبنا السجان، وسألنا عن ثيابنا ما اذا كانت معنا (ليست ملابس السجن طبعا) فقلت له: بشتري، قال: لاحقا.
بعد نصف ساعة اتى ليبشرنا باننا سوف نخرج الى الرياضة وقال البسوا ملابسكم ورتبوا الغرفة.
عند الساعة التاسعة خرجنا من السجن لنصل عند الساعة 12 ظهرا الى الناقورة (قرية لبنانية حدودية) وسلمونا الى الصليب الاحمر الدولي ومن ثم الى قوات الطوارئ الدولية واخيرا الى الجيش اللبناني ... في خمس محطات بدأت في الناقورة وانتهت في وزارة الدفاع. وصلنا الى بعلبك عند الساعة 12 من ليل اول من امس، وكان لقاءا حميميا مع اهالي المدينة والاصدقاء والاهل.