المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "مفاتيح الجنان" ؟ أم كشكول الأساطير؟



على
08-22-2006, 07:48 PM
احمد الكاتب

من هنا تبدأ الثورة الثقافية الشيعية


"مفاتيح الجنان" خليط من الأدعية والزيارات الصحيحة والمبتدعة والمغالية!


دور الزيارات والأدعية المزورة والموضوعة في تكريس الهوية الطائفية وتعميق الشرخ بين المسلمين.



يحتفظ الشيعة الامامية الإثنا عشرية بتراث ضخم من الأدعية والزيارات المنسوبة الى أئمة أهل البيت، والتي يدأبون على تلاوتها آناء الليل وأثناء النهار وفي عقب كل صلاة، وهناك من الأدعية والزيارات ما يتلونها كل ساعة أو كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر أو في كل موسم أو في المناسبات السنوية. ومن هنا تلعب الأدعية والزيارات دورا كبيرا في صياغة الثقافة الشيعية الشعبية، وترسيخها بين الناس.


ومن يقرأ كثيرا من تلك الأدعية الواردة عن أهل البيت يلمس روح الإيمان والتوحيد والخوف من الله تعالى والتوسل به وإخلاص الدعاء له، كما في دعاء الصباح المنسوب الى الامام علي بن أبي طالب، والدعاء الذي علمه الى كميل بن زياد، أو دعاء الامام الحسين يوم عرفة، أو "الصحيفة السجادية" المنسوبة الى الامام علي بن الحسين، وغيرها من الأدعية الرائعة التي تصقل روح الانسان وتزرع الإيمان في قلبه. ولكن كتب الأدعية والزيارات تعاني من مشكلة عامة هي مشكلة الوضع في الأحاديث، ولذلك نجد الى جنب تلك الادعية الصادقة كثيرا من الأدعية الموضوعة من قبل الغلاة والمنحرفين والمنسوبة الى أئمة أهل البيت، والتي تعبر عن أفكار واضعيها وتلعب دورا خطيرا في إشاعة المفاهيم السلبية ، وبث العداوة والبغضاء بين المسلمين.


وقد بدأ محدثو الشيعة في تجميع تلك الأدعية والزيارات في كتبهم، منذ القرن الرابع الهجري، عندما قام الكليني بتضمين كتابه "الكافي" بابا خاصا للزيارات، ثم قام تلميذه جعفر بن محمد ابن قولويه بتأليف كتاب خاص بالأدعية والزيارات تحت عنوان "كامل الزيارات" وجاء من بعده الشيخ محمد بن علي الصدوق الذي نقل عنهما في كتابه "من لا يحضره الفقيه" قسما من تلك الزيارات، وجاء الشيخ أبو جعفر الطوسي فجمع ما تيسر له من الأدعية والزيارات في كتاب خاص اسمه "مصباح المتهجد". الى أن جاء الشيخ محمد بن المشهدي في القرن السادس الهجري، فألف كتاب "المزار الكبير".

ثم جاء من في القرن السابع الهجري بعده السيد علي بن موسى بن ابن طاووس فألف عدة كتب هي: "إقبال الأعمال" و "جمال الأسبوع" و "أمان الأخطار" و "مهمّات في صلاح المتعبد وتتمّات لمصباح المتهجد" وجمع فيها ما توافر في زمانه من أدعية وزيارات. وفي القرن التاسع الهجري ألف الشيخ إبراهيم الكفعمي كتابين في الأدعية هما:" جنة الأمان الواقية و الجنة الباقية" المعروف بـ"المصباح" و "البلد الأمين و الدرع الحصين". وألف الشيخ محمد باقر المجلسي في القرن الثاني عشر الهجري كتابا بعنوان "زاد المعاد ومفتاح الجنان".


ومعظم هذه الكتب غير متداول بين الناس، ما عدا كتاب "مفاتيح الجنان" الذي ألفه في القرن الرابع عشر الهجري، الشيخ عباس بن محمد رضا القمي، واشتهر اشتهارا واسعا، حتى دخل كل بيت شيعي تقريبا. وقد قال في مقدمته إنه ألفه استجابة لطلب بعض المؤمنين الذين سألوه أن يراجع كتاب "مفتاح الجنان" المتداول بين الناس ليألف كتابا على غراره خلوا مما احتواه مما لم يعثر على سنده، فأجابهم الى ذلك وأضاف اليه أدعية وزيارات لم ترد في ذلك الكتاب.


وقد أعرب الشيخ عباس القمي في كتابه عن امتعاضه من التلاعب بالأدعية والزيارات عبر التاريخ واعتبر ذلك نوعا من البدعة والدس في الحديث والخروج عن المأثور، فنقل عن شيخه النوري تعليقا على إحدى الزيادات المتعلقة بزيارة الامام الحسين، جاء فيه:" ان هذه الكلمات التي ذيلت بها هذه الرواية، انما هي بدعة في الدين وتجاسر على الامام (ع) بالزيادة فيما صدر منه، وفوق ذلك فهي تحتوي على أباطيل وأكاذيب بينة الكذب. والغريب المدهش أنها تبث بين الناس وتذوع حتى تهتف بها في كل يوم وليلة عدة آلاف مرة في مرقد الحسين (ع) .. ولا منكر ينكرها، أو رادع يردع عن الكذب والعصيان.

فآل الأمر الى أن تدون هذه الأباطيل وتطبع في مجاميع من الأدعية والزيارات يجمعها الحمقاء من عوام الناس فتزعمها كتابا فتجعل لها إسما من الأسماء، ثم تتلاقفها المجاميع فتسري من مجموعة أحمق الى مجموعة أحمق آخر. وتتفاقم المشكلة، فيلتبس الأمر على بعض طلبة العلم والدين. وإني صادفت طالبا من طلبة العلم والدين، وهو يزور الشهداء بتلك الأباطيل القبيحة، فمسست كتفه، فالتفت إلي، فخاطبته قائلا: ألا يشنع من الطالب أن ينطق بمثل هذه الأباطيل في مثل هذا المحضر المقدس؟ قال: أليست هي مروية عن الامام عليه السلام؟

فتعجبت لسؤاله وأجبته بالنفي، قال: فإني قد وجدتها مدونة في بعض الكتب، فسألته عن الكتاب فأجاب: كتاب مفتاح الجنان. فسكت عنه، فانه لا يليق أن يكالم المرء رجلا أدى به الغفلة والجهل الى أن يعد المجموعة التي جمعها بعض العوام من الناس كتابا من الكتب، ويستند اليه مصدراً لما يقول. ثم بسط الشيخ (رحمه الله) كلامه في هذا المقام، وقال: ان عدم ردع العوام عن نظائر هذه الأمور غير الهامة، والبدع الصغيرة، كغسل أويس القرني، وهو التابع المخلص لمعاوية، وصوم الصمت بأن يتمالك المرء عن التكلم بشيء في اليوم كله، وغير ذلك من البدع، التي لم يردع عنه رادع، ولم ينكره منكر، قد أورثت الجرأة والتطاول، ففي كل شهر من الشهور، وفي كل سنة من السنين، يظهر للناس نبي أو إمام جديد، فترى الناس يخرجون من دين الله أفواجا".

هاشم
08-24-2006, 12:27 AM
نحن نعرف ان كل كتاب يحتوي على الغث والجيد ومن هذا المنطلق لا ننظر الى كتاب مفاتيح الجنان نظرة تقديسية او مغالية إلا ان الكتاب يمتاز بخاصية الجمع بين مختلف انواع الادعية الصغيرة والكبيرة وفي مختلف المناسبات وهو شىء قد لا يكون متوفرا لكتب الادعية الاخرى .