بهلول
08-22-2006, 12:30 PM
يوسف القعيد
الراية القطرية
هذه بعض القصص والحكايات التي سمعتها خلال زيارة الساعات الست لبيروت. ورغم الطابع الرسمي للوفد الذي سافرت ضمنه إلي بيروت. إلا أنني التقيت بمثقفين بيارتة. تكلمت معهم وسمعت منهم. سمعت أن لعبة المخابرات بين حزب الله ودولة إسرائيل. خلال الحرب الأخيرة. قد أثبتت هزيمة مطلقة للعدو الإسرائيلي. هذا علي الرغم من كثرة ما تعودنا علي سماعه وقراءته عن القدرات النادرة لجهاز الموساد.
ويبدو أنها قصص موجهة لنا. من أجل هزيمتنا في مواجهة العدو. والقصة الأولي تدور حول الإنزال الإسرائيلي في مستشفي بعلبك. والحكاية بدأت بمعلومات وصلت إلي العدو الإسرائيلي تقول إن مستشفي بعلبك يدار من قبل إيران. وأن الأطباء فيه من إيران ومرضاه عبارة عن مقاتلين من حزب الله. قامت إسرائيل بدراسة فكرة الإنزال علي المستشفي مباشرة. وحتي تنجح العملية من وجهة نظرهم طبعاً. قام العدو الصهيوني بعمل إنزال آخر وهمي علي صور. وهدفه لفت الأنظار إلي صور.
حتي تتجه قوات حزب الله إلي هناك وتترك بعلبك تماماً. وتصبح خالية من عناصر حزب الله. في بعلبك كانت هناك قوات إسرائيلية بحرية. وقوات جوية. وحدث إبرار. ونزلت القوات علي الأرض. بعد تدمير كل الشوارع المحيطة بالمستشفي وتحويلها إلي برك للمياه.
طبعاً كل الأهمية التي أعطيت للمسألة نتجت عن معلومات يبدو أنها سربت لإسرائيل تؤكد أن حسن نصر الله يمكن أن يكون مقيماً في مبني تحت المستشفي الذي جري تحصينه بصورة غير عادية. بعد نجاح قوات العدو في الوصول إلي المستشفي. كانت المفاجأة المذهلة أن المستشفي قد جري إخلاؤه. من المرضي والممرضين والأطباء. قبل العملية بأكثر من 48 ساعة. والدقيقة في الحروب تفرق كثيراً جداً. وهذا إما معناه أن حزب الله هو الذي سرب المعلومات إلي العدو حتي ينهكه في مثل هذه العمليات بدون جدوي. أو أن حزب الله قد اخترق الموساد. وعرف بالتحضير للعملية الكبري. فقام بإخلاء المستشفي تماماً قبل وصول الصهاينة إليه.
لن أتحدث عن خسائر إسرائيل البشرية وخسائر المعدات في العملية ذلك أن مجرد الفشل فيها مسألة كبيرة. أيضاً تقال حكايات كثيرة حول الفشل الصهيوني في معرفة مكان حسن نصر الله. والقصة الشائعة في بيروت تقول إن الصهاينة وصلتهم معلومات مؤكدة أن هناك تحالفاً جوهرياً. يقول لك من يحكي أن هذا التحالف بين ميشيل عون ونصر الله مكتوب في معاهدة رسمية. وهو التحالف الوحيد المدون في أوراق. وأن نصر الله مختبئ لدي عون. ولأن عون يقيم في منطقة تقع في حرم السفارة الأمريكية في بيروت.
إذن فإن نصر الله يقيم في آخر مكان قد يخطر علي البال. كان لا بد من العمل المخابراتي الإسرائيلي في هذه المنطقة. مما أدي إلي مشكلة كبري - مكتومة طبعاً - بين الأمريكان والصهاينة. رغم أن التحالف الإسرائيلي الأمريكي في هذه الحرب مسألة مفروغ منها. بل إن كتاباً إسرائيليين قالوا أنها حرب أمريكية خاضتها إسرائيل بالنيابة عن أمريكا. ومع هذا حدثت مشكلة أمريكية إسرائيلية عندما رغبت إسرائيل في البحث عن حسن نصر الله في المنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية.
وكانت هناكمكافآت مالية تصل إلي ملايين الدولارات لمن يمكن أن يدل علي المكان الذي يقيم فيه حسن نصر الله. لا تقل عن تلك التي رصدت لمن يدلهم علي مكان أسامة بن لادن. ومع هذا فشلت المحاولات كلها. رغم ما أعلنه الصهاينة من أن لهم جواسيس يدلونهم علي كل شيء في لبنان كلها. وثبت أنها دعاية صهيونية هدفها - الوحيد - ضرب معنويات الشخصية اللبنانية في هذه الحرب. وضرب الالتفاف الشعبي والجماهيري حول حزب الله. وحسن نصر الله. إن أكثر ما أفزع الصهاينة هو القول أنها حرب كل اللبنانيين. وليست حرب حزب الله فقط. أيضاً فشل الصهاينة طوال فترة الحرب في معرفة من الذي يقود جيش حزب الله؟ من هو العسكري المحترف.
أو مجموعة العسكريين المحترفين الذين قادوا المعركة بكل هذه المهارة والدقة والحرفية؟ التي تحدث لأول مرة في الصراع العربي الإسرائيلي. سمعت الناس يتكلمون عن مخابئ تحت الأرض توضع فيها أسلحة حزب الله. بل أن هناك حكايات لبنانية كثيرة عن أنفاق تحت الأرض. مكنت حزب الله من نقل أسلحته من مكان إلي مكان آخر حسب ظروف المعركة مع العدو. وأن هذه الشبكة من الأنفاق لعبت الدور الجوهري في هزيمة العدو الإسرائيلي الكبري. إن الخيال الشعبي واحد رغم تغير الظروف. وتبدل الأزمنة وتباعد الأمكنة.
في مصر في زمن الحرب العالمية الثانية. ورغم رفع شعار تجنيب مصر ويلات الحرب. أو القول أنها حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. ورغم هذا فإن الوجدان الشعبي المصري. قد رأي في مثل يقول: عدو عدوي صديقي مرشداً وهادياً له.
ولذلك رأي في هتلر منقذاً لمصر من الاحتلال البريطاني البغيض. وهكذا راجت قصص كثيرة عن الحاج محمد هتلر الذي أشهر إسلامه. وأنه آت لتخليص مصر من الاحتلال الإنجليزي. وقالت الناس الله حي. هتلر جي. وبعد معارك العلمين أصبح الهتاف الشعبي: الله حي. روميل جي. تقدم يا روميل. وعندما بدأت بوادر هزيمة هتلر راحت قصة المخزن رقم 13 وهو المخزن السري لهتلر الذي يدخره لمفاجأة الأيام الأخيرة سيخرج منه من الأسلحة والذخيرة ما لا قد يخطر علي بال إنسان آخر علي وجه الأرض.
هكذا سمعت نفس قصص الخيال الشعبي في بيروت عن أنفاق حسن نصر الله تحت الأرض. لتواجه غطرسة القوة الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت الكرامة العربية والشرق العربي. وانتصرت إرادة الشعب اللبناني. ولكن ما فعلته السياسة بالسلاح بعد انتهاء الحرب كان قصة محزنة أخري.
الراية القطرية
هذه بعض القصص والحكايات التي سمعتها خلال زيارة الساعات الست لبيروت. ورغم الطابع الرسمي للوفد الذي سافرت ضمنه إلي بيروت. إلا أنني التقيت بمثقفين بيارتة. تكلمت معهم وسمعت منهم. سمعت أن لعبة المخابرات بين حزب الله ودولة إسرائيل. خلال الحرب الأخيرة. قد أثبتت هزيمة مطلقة للعدو الإسرائيلي. هذا علي الرغم من كثرة ما تعودنا علي سماعه وقراءته عن القدرات النادرة لجهاز الموساد.
ويبدو أنها قصص موجهة لنا. من أجل هزيمتنا في مواجهة العدو. والقصة الأولي تدور حول الإنزال الإسرائيلي في مستشفي بعلبك. والحكاية بدأت بمعلومات وصلت إلي العدو الإسرائيلي تقول إن مستشفي بعلبك يدار من قبل إيران. وأن الأطباء فيه من إيران ومرضاه عبارة عن مقاتلين من حزب الله. قامت إسرائيل بدراسة فكرة الإنزال علي المستشفي مباشرة. وحتي تنجح العملية من وجهة نظرهم طبعاً. قام العدو الصهيوني بعمل إنزال آخر وهمي علي صور. وهدفه لفت الأنظار إلي صور.
حتي تتجه قوات حزب الله إلي هناك وتترك بعلبك تماماً. وتصبح خالية من عناصر حزب الله. في بعلبك كانت هناك قوات إسرائيلية بحرية. وقوات جوية. وحدث إبرار. ونزلت القوات علي الأرض. بعد تدمير كل الشوارع المحيطة بالمستشفي وتحويلها إلي برك للمياه.
طبعاً كل الأهمية التي أعطيت للمسألة نتجت عن معلومات يبدو أنها سربت لإسرائيل تؤكد أن حسن نصر الله يمكن أن يكون مقيماً في مبني تحت المستشفي الذي جري تحصينه بصورة غير عادية. بعد نجاح قوات العدو في الوصول إلي المستشفي. كانت المفاجأة المذهلة أن المستشفي قد جري إخلاؤه. من المرضي والممرضين والأطباء. قبل العملية بأكثر من 48 ساعة. والدقيقة في الحروب تفرق كثيراً جداً. وهذا إما معناه أن حزب الله هو الذي سرب المعلومات إلي العدو حتي ينهكه في مثل هذه العمليات بدون جدوي. أو أن حزب الله قد اخترق الموساد. وعرف بالتحضير للعملية الكبري. فقام بإخلاء المستشفي تماماً قبل وصول الصهاينة إليه.
لن أتحدث عن خسائر إسرائيل البشرية وخسائر المعدات في العملية ذلك أن مجرد الفشل فيها مسألة كبيرة. أيضاً تقال حكايات كثيرة حول الفشل الصهيوني في معرفة مكان حسن نصر الله. والقصة الشائعة في بيروت تقول إن الصهاينة وصلتهم معلومات مؤكدة أن هناك تحالفاً جوهرياً. يقول لك من يحكي أن هذا التحالف بين ميشيل عون ونصر الله مكتوب في معاهدة رسمية. وهو التحالف الوحيد المدون في أوراق. وأن نصر الله مختبئ لدي عون. ولأن عون يقيم في منطقة تقع في حرم السفارة الأمريكية في بيروت.
إذن فإن نصر الله يقيم في آخر مكان قد يخطر علي البال. كان لا بد من العمل المخابراتي الإسرائيلي في هذه المنطقة. مما أدي إلي مشكلة كبري - مكتومة طبعاً - بين الأمريكان والصهاينة. رغم أن التحالف الإسرائيلي الأمريكي في هذه الحرب مسألة مفروغ منها. بل إن كتاباً إسرائيليين قالوا أنها حرب أمريكية خاضتها إسرائيل بالنيابة عن أمريكا. ومع هذا حدثت مشكلة أمريكية إسرائيلية عندما رغبت إسرائيل في البحث عن حسن نصر الله في المنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية.
وكانت هناكمكافآت مالية تصل إلي ملايين الدولارات لمن يمكن أن يدل علي المكان الذي يقيم فيه حسن نصر الله. لا تقل عن تلك التي رصدت لمن يدلهم علي مكان أسامة بن لادن. ومع هذا فشلت المحاولات كلها. رغم ما أعلنه الصهاينة من أن لهم جواسيس يدلونهم علي كل شيء في لبنان كلها. وثبت أنها دعاية صهيونية هدفها - الوحيد - ضرب معنويات الشخصية اللبنانية في هذه الحرب. وضرب الالتفاف الشعبي والجماهيري حول حزب الله. وحسن نصر الله. إن أكثر ما أفزع الصهاينة هو القول أنها حرب كل اللبنانيين. وليست حرب حزب الله فقط. أيضاً فشل الصهاينة طوال فترة الحرب في معرفة من الذي يقود جيش حزب الله؟ من هو العسكري المحترف.
أو مجموعة العسكريين المحترفين الذين قادوا المعركة بكل هذه المهارة والدقة والحرفية؟ التي تحدث لأول مرة في الصراع العربي الإسرائيلي. سمعت الناس يتكلمون عن مخابئ تحت الأرض توضع فيها أسلحة حزب الله. بل أن هناك حكايات لبنانية كثيرة عن أنفاق تحت الأرض. مكنت حزب الله من نقل أسلحته من مكان إلي مكان آخر حسب ظروف المعركة مع العدو. وأن هذه الشبكة من الأنفاق لعبت الدور الجوهري في هزيمة العدو الإسرائيلي الكبري. إن الخيال الشعبي واحد رغم تغير الظروف. وتبدل الأزمنة وتباعد الأمكنة.
في مصر في زمن الحرب العالمية الثانية. ورغم رفع شعار تجنيب مصر ويلات الحرب. أو القول أنها حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. ورغم هذا فإن الوجدان الشعبي المصري. قد رأي في مثل يقول: عدو عدوي صديقي مرشداً وهادياً له.
ولذلك رأي في هتلر منقذاً لمصر من الاحتلال البريطاني البغيض. وهكذا راجت قصص كثيرة عن الحاج محمد هتلر الذي أشهر إسلامه. وأنه آت لتخليص مصر من الاحتلال الإنجليزي. وقالت الناس الله حي. هتلر جي. وبعد معارك العلمين أصبح الهتاف الشعبي: الله حي. روميل جي. تقدم يا روميل. وعندما بدأت بوادر هزيمة هتلر راحت قصة المخزن رقم 13 وهو المخزن السري لهتلر الذي يدخره لمفاجأة الأيام الأخيرة سيخرج منه من الأسلحة والذخيرة ما لا قد يخطر علي بال إنسان آخر علي وجه الأرض.
هكذا سمعت نفس قصص الخيال الشعبي في بيروت عن أنفاق حسن نصر الله تحت الأرض. لتواجه غطرسة القوة الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت الكرامة العربية والشرق العربي. وانتصرت إرادة الشعب اللبناني. ولكن ما فعلته السياسة بالسلاح بعد انتهاء الحرب كان قصة محزنة أخري.