المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصرفات الخطوبة «المتحررة» وتدخلات الأهل والجيران والغيرة وراء زيادة حالات الطلاق



لمياء
08-22-2006, 06:35 AM
القاهرة - من وفاء النشار

الطلاق في مصر صار ظاهرة مخيفة بعد ارتفاع معدلاته بشكل لافت في السنوات الأخيرة، حيث بلغت حالات الطلاق نحو 72 الف حالة في العام الماضي وحده.
وقد استوقفت ظاهرة تزايد حالات الطلاق في المجتمع المصري مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس د. عبدالوهاب جودة، فقام باجراء دراسة اجتماعية تحليلية.

هذه الدراسة كشفت عن حقائق مذهلة حول نسب وقوع الطلاق وفترات استمراره وأسباب وقوعه المتنوعة، في البداية، اكدت تزايد حالات الطلاق في مصر حتى بلغت 72 الف حالة في العام الماضي وحده، منها 13 في المئة لم يستمر زواجها أكثر من عام، و36 في المئة من الحالات استمرت حياتهم الزوجية فترة تتراوح بين عام والى عامين، و18 في المئة استمرت حياتهم الزوجية قبل الطلاق لمدة تتراوح من 4 إلى 6 سنوات و19 في المئة لمدة من 7 إلى 10 سنوات و15 في المئة فقط من حالات الطلاق استمرت حياتهم الزوجية أكثر من 10 سنوات.

وكشفت عن ان التفكير في الانفصال والطلاق يكون موجودا لدى الزوجين او احدهما، وان كان لدى الزوج بنسبة اكبر نظرا لميل الزوجات إلى الحفاظ على بقاء الاسرة واستمرار للحياة الزوجية، خشية الادانة من المجتمع اذا كانت الزوجة هي الساعية للطلاق.
كما تبين ان هناك عناصر اخرى تساعد على ميلاد فكرة الطلاق في رأس الزوج او الزوجة، ومن هذه العناصر: أهل الزوج أو أهل الزوجة حيث اكدت 6.5 في المئة من الزوجات المطلقات ان اهل الزوج هم الذين فكروا في عملية الانفصال، بينما أكد 5.2 في المئة منهن ان اهل الزوجة هم الذين فكروا في الانفصال بالطلاق.

وفسرت الدراسة ان اهل الزوج اكثر ميلا إلى التفكير في عملية الانفصال من أهل الزوجة، يرجع إلى الثقافة المصرية التي تؤكد اتجاه اهل البنت للحفاظ على حياتها الاسرية وعدم هدم بيتها والخوف عليها من الانفصال، اما عن اسلوب التطليق فقد كشفت الدراسة ان 25.6 في المئة من حالات الطلاق تمت عن طريق المحكمة و 5.9 في المئة عن طريق الخلع.

وأكدت الدراسة ان الزواج السريع احد الاسباب الرئيسية وراء سهولة الطلاق في السنة الاولى من الزواج، والتي تعتبر من اصعب السنوات في عملية فهم كل طرف للآخر.
هذا بالاضافة إلى ان عدم الانجاب يعتبر احد الاسباب المباشرة للطلاق حيث تنظر الاسرة المصرية والعربية عموما إلى الإنجاب على انه وظيفة حيوية للأسرة، وبالتالي فان الانجاب، يكون من عوامل استمرار البناء الأسري، وبالعكس يكون عدم الانجاب مؤديا إلى تفكك الاسرة وتحللها بالطلاق، أو على الأقل استمرار الخلافات والتوترات الاسرية حيث كانت 80 في المئة من المطلقات بلا أبناء.

أما عن أسباب الطلاق فقد كشفت الدراسة ان التردد في الاختيار للزواج يعد عاملا مؤثرا في احتمالات حدوث الطلاق وتفكك الاسرة، وكشفت عن وجود عدة مبررات تلعب الدور الفاعل في اختيار الشاب المصري لشريكة حياته التي يرتبط بها، ومنها المركز والتكافؤ الاجتماعي والثروة وتقارب العمر، والانسجام والتفاهم إضافة إلى عامل الحب كأساس للعلاقة الزوجية والواقع الآن.
كما كشفت الدراسة ان الاختيار اصبح يرتكز بشكل أساسي على الغنى والثروة والمركز الاجتماعي اكثر من العوامل الاخرى وهذا السبب كان وراء اكتشاف الدراسة بأن 52 في المئة من المطلقات تغيرت وجهة نظرهن تجاه من طلقهن وعدم قناعتهن بمن ارتبطن به.

وقد كشفت الدراسة ايضا ان الغالبية العظمى من حالات الطلاق شهدت صراعات وخلافات بين اسرتي العروسين واستمرت في ذهن الزوج والزوجة وأثرت على العلاقة الزوجية، ومهدت لحدوث النزعات الاسرية ومن ثم الطلاق، يضاف إلى هذه الصراعات التدخلات من الأقارب والجيران.

وأشارت إلى ان فترة ما قبل الزواج من أهم الفترات في تحقيق التوافق والانسجام وتقريب وجهات النظر، إلا أنه نتيجة الانفتاح الثقافي على المجتمعات الاخرى أصبحت العلاقات بين العروسين في فترة ما قبل الزواج اكثر تحررا ما يؤدي إلى نشوب الخلافات في الرأي والصراعات بين الأهل واحد العروسين ما يؤدي ا لى ان تصبح هذه الخلافات عاملا فاعلا في النزاعات الزوجية بعد الزواج.
حيث تبين ان العلاقات التحررية قبل الزواج كانت عاملا من عوامل النزاع ومن ثم الطلاق نتيجة معايرة الزوجة بهذه التصرفات التحررية، والشك في سلوكها من قبل الزواج وبعد الزواج.

وأكدت الدراسة ان مدى استمرارية الحب بعد الزواج يلعب دورا كبيرا كعنصر وجداني قوي في دوام الاسرة والتقليل من حدوث العنف والتفكك الأسري.

وكشفت ان 22.5 في المئة من المطلقين والمطلقات أكدوا على عدم استمرار الحب بينهما اكثر من سنة فقط، وان 14.8 في المئة اكدوا ان الحب استمر ثلاثة شهور فقط، وان المشاجرات جرت وان الخلافات كانت دائمة وأكد 7 في المئة منهم أن الحب لم يستمر أكثر من عامين وأكد 6.5 منهم انه لم يستمر أكثر من ثلاث سنوات.

وأكدت الدراسة ان المشاجرات والخلافات الزوجية تتوقف على مدى التفاهم والتوافق بين الزوجين، والتي تؤثر سلبا او ايجابا، فقد يقع الطلاق بسبب الغيرة والشك والانفصال العاطفي وعدم الانجاب او تأخره او تدخل الاخرين، نتيجة غياب التفاهم اصلا بين الزوجين.
وقد أكد أن 50 في المئة من المطلقين والمطلقات انتشار الخلافات والمشاجرات الدائمة حول كل صغيرة وكبيرة بينهما ما يمهد لاحتمالات وقوع الطلاق وتفكك الاسرة، ويلي ذلك انتشار الغيرة والشك بين الزوجين بنسبة 47 في المئة ما يدعم استمرارية الخلافات والشجار بين الزوجين داخل الاسرة المصرية ومن ثم حدوث الطلاق والتفكك.

وكشفت الدراسة ان هناك 10.5 في المئة من المطلقين والمطلقات وقعت بينهم حالات انفصال قبل ذلك بالاضافة إلى عدم الانجاب كعامل مساعد على زيادة التوتر والقلق وخلق الشجار بين الزوجين ومن ثم حدوث الطلاق.

وأكدت ان ما يقرب من نصف المطلقات اكدن ان تدخل الاهل في الحياة الزوجية كان سببا من اسباب الانفصال والطلاق بنسبة 44.6 في المئة ثم يأتي عامل الخلافات الدائمة والخصام بين أسرتي الزوجين بنسبة 21.9 في المئة ما يؤدي إلى زيادة اضطراد التوتر في العلاقة الزوجية.
كما تلعب عملية افشاء الاسرار الزوجية للأهل والاصدقاء دورا فاعلا في تفاقم الخلافات والشجار داخل الاسرة بنسبة 10.7 في المئة ومن ثم الطلاق.

واشارت الدراسة إلى ان هناك اسبابا اخرى ترتبط بالزوج وتكون وراء الطلاق واهمها اهمال الزوج لحقوق الزوجة وهجرها بنسبة 24 في المئة وتأتي بعدها عوامل اخرى هي: عدم تحمل الزوج للمسؤولية والتقليل من شأن الزوجة والسخرية منها وعدم احترام ارائها واحراجها امام الآخرين بالاضافة إلى العنف والضرب والاهانة ثم تأتي بعد ذلك العوامل الاقتصادية وبالتحديد الوضع الاقتصادي للزوج ثم علاقات الزوج المشبوهة وتعدد الزوجات وزواجه عرفيا من اخريات.

وحملت الدراسة الزوجة مسؤولية الطلاق في بعض الحالات لوجود عدة عوامل ترتبط بالزوجة وراء الطلاق وهي: عصبية الزوجة وضعف قدرتها على تحمل الزوج وتصرفاته وهذا يمثل 42.3 في المئة من أسباب الطلاق ويأتي بعد ذلك عدم طاعة الزوجة لاوامر زوجها وعدم احترامها له والاعتراض على توجيهاته باستمرار، ثم الاهمال وعدم تحمل المسؤولية ثم ضعف مشاركتها في تحمل أعباء الاسرة والشؤون الاسرية مع التشاجر مع أهل الزوج وعدم التجاوب العاطفي.