زوربا
08-21-2006, 03:34 PM
بيروت - أحمد مغربي
«حسن...». جاء الصوت عميقاً عبر الخليوي الذي هرعت للرد عليه في الثانية والنصف بعد منتصف الليل. في ضباب النعاس، خلت ان شخصاً يخاطبني فعلياً. اسم ابي حسن، وبسبب الشبه القوي بيننا، يناديني بعض اصدقاء ابي أحياناً باسمه تحبباً. لوهلة خاطفة، خلت أن الامر كذلك. التمع برأسي كالبرق ان ابي... توفى قبل سنوات. ثم أكمل الصوت المتحدث بالعربية الفصحى: «هل أيقنت ان جيش الدفاع الاسرائيلي ليس واهياً كخيوط العنكبوت. انه خيوط من فولاذ ستلتف حول رقبتك». قذفت بالخليوي فوق الطاولة الصغيرة. كل ما اريده هو ان انام. انتهت المكالمة التي اتت من رقم مُكوّن من بضعة اصفار. ظهر الرقم نفسه، في الايام الأولى للحرب على لبنان، مُهدداً بان «جيش الدفاع الاسرائيلي سيقضي على حزب الله». لاحقاً، تبيّن ان الصوت يتطابق مع صوت مُذيع في إذاعة «المشرقية» التي تبث من اسرائيل. تلك كانت بداية «حرب الخليوي» بين اسرائيل و «حزب الله».
في المقابل، يرد الحزب ببث رسائل الى خليويات اسرائيلية، ليحرض أصحابها على عدم تصديق ما تقوله حكومتهم حول قدرتها على تدمير «حزب الله» وصواريخه، بحسب ما ذكرته كثير من وكالات الانباء. في العمل، يروي أحد الزملاء ان والدته تلقت مكالمة على الهاتف الثابت «عليكم النزول الى الملاجئ كالفئران لأن جيش الدفاع الاسرائيلي سيقصفكم». ولم يسع العجوز، وقد التبس عليها الأمر، الا ان تطلب من المتحدث ان يفصح عن اسمه! وتبيّن ان كثيراً من الهواتف الثابتة في لبنان تلقى انذاراً مُشابهاً. ومعلوم ان اسرائيل استطاعت اختراق موجات تلفزيون «المنار» الذي فشلت في وقف بثه بالقصف الجوي، وعرضت صوراً لأسرى قالت انهم ينتمون الى «حزب الله». ووصفتهم بـ «جبناء» في القتال، مشيرة الى انهم «يختبئون» خلف المدنيين.
وفي سياق مُشابه، افردت مُدوّنة الكترونية لبلوغر اسرائيلي، اسمها «ايمشين.نت» imshin.net ، صفحة خصصتها لـ «اللبنانيين الذين يريدون تحرير لبنان من حزب الله»، وسمّتها «أول فور ليبانون» All 4 Lebanon .
وهكذا دخل الخليوي والهاتف الثابت الى مكوّنات الحرب النفسية والاعلامية للحروب الحديثة، والتحقا بالادوات الأُخرى المعروفة لتلك الحرب مثل الراديو والتلفزيون والمناشير و... الانترنت.
«حسن...». جاء الصوت عميقاً عبر الخليوي الذي هرعت للرد عليه في الثانية والنصف بعد منتصف الليل. في ضباب النعاس، خلت ان شخصاً يخاطبني فعلياً. اسم ابي حسن، وبسبب الشبه القوي بيننا، يناديني بعض اصدقاء ابي أحياناً باسمه تحبباً. لوهلة خاطفة، خلت أن الامر كذلك. التمع برأسي كالبرق ان ابي... توفى قبل سنوات. ثم أكمل الصوت المتحدث بالعربية الفصحى: «هل أيقنت ان جيش الدفاع الاسرائيلي ليس واهياً كخيوط العنكبوت. انه خيوط من فولاذ ستلتف حول رقبتك». قذفت بالخليوي فوق الطاولة الصغيرة. كل ما اريده هو ان انام. انتهت المكالمة التي اتت من رقم مُكوّن من بضعة اصفار. ظهر الرقم نفسه، في الايام الأولى للحرب على لبنان، مُهدداً بان «جيش الدفاع الاسرائيلي سيقضي على حزب الله». لاحقاً، تبيّن ان الصوت يتطابق مع صوت مُذيع في إذاعة «المشرقية» التي تبث من اسرائيل. تلك كانت بداية «حرب الخليوي» بين اسرائيل و «حزب الله».
في المقابل، يرد الحزب ببث رسائل الى خليويات اسرائيلية، ليحرض أصحابها على عدم تصديق ما تقوله حكومتهم حول قدرتها على تدمير «حزب الله» وصواريخه، بحسب ما ذكرته كثير من وكالات الانباء. في العمل، يروي أحد الزملاء ان والدته تلقت مكالمة على الهاتف الثابت «عليكم النزول الى الملاجئ كالفئران لأن جيش الدفاع الاسرائيلي سيقصفكم». ولم يسع العجوز، وقد التبس عليها الأمر، الا ان تطلب من المتحدث ان يفصح عن اسمه! وتبيّن ان كثيراً من الهواتف الثابتة في لبنان تلقى انذاراً مُشابهاً. ومعلوم ان اسرائيل استطاعت اختراق موجات تلفزيون «المنار» الذي فشلت في وقف بثه بالقصف الجوي، وعرضت صوراً لأسرى قالت انهم ينتمون الى «حزب الله». ووصفتهم بـ «جبناء» في القتال، مشيرة الى انهم «يختبئون» خلف المدنيين.
وفي سياق مُشابه، افردت مُدوّنة الكترونية لبلوغر اسرائيلي، اسمها «ايمشين.نت» imshin.net ، صفحة خصصتها لـ «اللبنانيين الذين يريدون تحرير لبنان من حزب الله»، وسمّتها «أول فور ليبانون» All 4 Lebanon .
وهكذا دخل الخليوي والهاتف الثابت الى مكوّنات الحرب النفسية والاعلامية للحروب الحديثة، والتحقا بالادوات الأُخرى المعروفة لتلك الحرب مثل الراديو والتلفزيون والمناشير و... الانترنت.