مجاهدون
08-20-2006, 07:43 AM
القدس: دوغ ستروك وتال زيبر
عندما استدعيت وحدة السيرجنت ليور راحامين، «احدى وحدات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي» إلى الحرب في لبنان، لم تكن قد تلقت تدريبا عسكريا خلال عامين. وعندما استدعي أفرادها إلى الحرب، لم تكن لديهم أحزمة لبنادقهم، أو ذخيرة احتياطية، أو سترات واقية، أو ما يزيد على جهاز إرسال واحد. وألغيت عملياتهم مرتين لأنه لم يكن لديهم ماء يأخذونه معهم، وفي إحدى المرات ظلوا يومين من دون طعام.
وقال راحامين، 30 عاما، من قوات المظليين ـ الذي جرح أثناء قتاله في لبنان عام 1997 وتطوع للقتال في وحدته مرة أخرى: «ان حزب الله لم يفاجئنا. لقد فاجأتنا قوات الدفاع الإسرائيلية». وقال «في المرة القادمة إذا دعتنا القوات الإسرائيلية «فإننا لن نستجيب».
ومن الإخفاق في الحصول على الطعام والماء للقوات، إلى الشكاوى من خطة حرب مشكوك فيها وجنرالات مفرطين بالثقة، سرعان ما جرى تصوير حرب لبنان داخل إسرائيل باعتبارها عائقا رئيسيا. ويواجه الزعماء السياسيون والعسكريون اللوم في الوقت الحالي. ومن المتوقع أن يخسر بعضهم مناصبهم.
ويقول ضباط إسرائيليون «إن الأخطاء تظهر ضعف الجيش، الذي يحمل اسم قوات الدفاع الإسرائيلية. ويشعر كثير من الإسرائيليين بالقلق من أن فشل الجيش في إلحاق هزيمة بميليشيا حزب الله سيجعل من بلدهم أكثر عرضة لأعداء آخرين».
وقال يوفال شتاينيز، عضو حزب الليكود، والرئيس السابق للجنة الدفاع في البرلمان، انه «خلال أربعة أسابيع فشلنا في الدفاع عن أنفسنا ضد القصف اليومي على مدننا. وهذا فشل لم يحدث من قبل. وسيوجه رسالة سلبية عن الجيش الإسرائيلي».
هذا الفشل الإسرائيلي، كان الدافع وراء الخطاب الشديد اللهجة للرئيس السوري بشار الأسد في نهاية الحرب، الذي وعد بتقليد نموذج حزب الله لاستعادة مرتفعات الجولان. وبعد أقل من 24 ساعة على وقف إطلاق النار، تباهي بأن حزب الله «ألحق هزيمة بأسطورة الجيش الذي لم يقهر».
ودافع الجنرال ايدو نيهوشتان، عضو هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، والذي يتولى رئاسة التخطيط في الجيش، عن حصيلة العملية. وقال في مقابلة معه أول من أمس إن «هذه حرب فريدة، لا يمكنك الحكم عليها بطريقة تقليدية. كانت حربنا أكثر شبها بحرب على الإرهاب منها بحرب ضد جيش. ومن غير الواقعي أن نتوقع ظهور أعلام بيضاء تخرج من الملجأ».
وأكد نيهوشتان أن الجيش لم يتوقع وقف هجمات صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل، وإنما فقط محاولة شل «حزب الله». وقال انه «من أجل إيقاف تساقط صواريخ الكاتيوشا كالمطر، عليك أن تستولي على كل بوصة من الأرض. وكان الهدف توجيه ضربة كبيرة لحزب الله. وقد خسروا كثيرا من أفرادهم وكثيرا من بنيتهم التحتية».
وقد أدت شكاوى الجنود الإسرائيليين بعد عودتهم من الميدان، إلى زيادة القلق داخل كافة الأوساط الإسرائيلية حول أوضاع الجيش وقرارات زعمائه.
وقال أفي هوبارا، 40 عاما، وهو من الأفراد الاحتياط وقد تطوع للقتال في لبنان «كان يمكننا تحقيق إنجاز، لو كنا توجهنا بعدد أكبر من الجنود المشاة، ولكن السياسيين كانوا خائفين من اتخاذ القرارات، لقد فشلنا، وقتل أشخاص منا، وكان هناك كثير من النيران الصديقة، ولم نلحق ضررا بقدرات حزب الله، ولم نسترجع الجنديين المختطفين. ولم نحقق نصرا».
ويفتقد رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزير دفاعه عمر بيرتس الى الخبرة العسكرية، وهما الآن هدفا لانتقاد حاد بسبب الأخطاء التي جرت في العملية العسكرية بلبنان. ويطالب الكنيست بتحقيق قضائي في إدارة الحرب، كما انخفض تأييد الرأي العام لزعماء الحكومة والجيش في استطلاعات الرأي، وأصبح مصير قضية الجنديين مبهما وحزينا.
وعكست وسائل الإعلام هذا القلق، وظهر عنوان رئيسي في صحيفة «هآرتس» يقول «بعيدا عن الطريق السليم»، بينما كان العنوان الرئيسي لصحيفة «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار «لماذا لم نحقق النصر». وكان هناك الكثير من اللوم يلقى على الجيش وكذلك على الزعماء السياسيين. وتحدث أفراد القوات الاحتياط عن الارتباك والأوامر المتناقضة وعدم الحصول على التجهيزات والمعدات.
وقال السيرجنت يوفال دروري، 30 عاما، وهو جندي احتياط يعمل في شركة للبرامج الإلكترونية «كنا نعد أنفسنا للصعود إلى الحافلة في لبنان بوجوه ترتسم عليها ملامح القتال، ولكنهم أعادونا. وفي مرة أخرى كنا عند الحدود وكنا نحمل أسلحتنا، لكنهم ألغوا العملية للمرة الثانية. كانت المهمة تتغير كل 30 دقيقة. كان هناك إحساس واسع بفوضى كبيرة».
وقال الجنرال المتقاعد شاؤول جيفولي، مدير مجلس السلام والأمن قرب تل أبيب، انه «في السنوات الست الأخيرة لم يكن هناك أي استعداد. بل حتى المؤونة انتهى مفعولها».
ويطرح النقاد قائمة من النواقص اعترف الجيش ببعضها. وقال ضابط رفيع في مقابلة معه «ارتكبنا بعض الأخطاء في الاستعداد. نحتاج إلى إعادة التدقيق في معلوماتنا الاستخباراتية والقضايا اللوجستية واستعداد قوات الاحتياط».
ومنذ البداية حاولت إسرائيل شن الحرب، اعتمادا على القوات الجوية، بدلا من إرسال قوة برية كبيرة إلى لبنان. ويؤكد ضباط الجيش الإسرائيلي على أن العملية ألحقت ضررا بالغا بالبنية التحتية لـ«حزب الله» وتجهيزاته وقوته البشرية. ولكن القصف لم يتوقف، حيث كان مقاتلو «حزب الله» يسقطون الصواريخ كالمطر.
وقال الضابط الذي ساعد في تخطيط المرحلة الأخيرة، رفض الإفصاح عن اسمه «إن العملية البرية كانت لها نتائج ايجابية قيمة، وعندما صدر أمر التقدم، لم تكن الخطوط العامة لوقف إطلاق النار معروفة، وقد ساعدت أحداث المعركة على صياغة الاتفاقية الأخيرة.وكان واضحا للجنود داخل ميدان المعركة أن قرار وقف إطلاق النار سيكون قريبا».
وقال دروري «صدرت إلينا الأوامر بدخول المعركة، وفي تلك الليلة أبلغت أصدقائي أننا سنشهد مقتل عدد كبير من الناس بدون مبرر».
وأضاف «كانت اتفاقية وقف إطلاق النار جاهزة، وكان كل شخص يعرف ما الذي يجب إنجازه، وان الناس سيموتون». وأضاف انه «يبدو أن قوات الدفاع الإسرائيلية كانت تحاول إلقاء كل ما لديها من قنابل في ترسانتها. وكان يمكن للمرء أن يسمع أصوات الانفجارات حوله. ثم في الساعة السابعة وخمس وخمسين دقيقة سكتت كل الأصوات. وذهب الضحايا الثلاثون عبثا».
* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)
عندما استدعيت وحدة السيرجنت ليور راحامين، «احدى وحدات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي» إلى الحرب في لبنان، لم تكن قد تلقت تدريبا عسكريا خلال عامين. وعندما استدعي أفرادها إلى الحرب، لم تكن لديهم أحزمة لبنادقهم، أو ذخيرة احتياطية، أو سترات واقية، أو ما يزيد على جهاز إرسال واحد. وألغيت عملياتهم مرتين لأنه لم يكن لديهم ماء يأخذونه معهم، وفي إحدى المرات ظلوا يومين من دون طعام.
وقال راحامين، 30 عاما، من قوات المظليين ـ الذي جرح أثناء قتاله في لبنان عام 1997 وتطوع للقتال في وحدته مرة أخرى: «ان حزب الله لم يفاجئنا. لقد فاجأتنا قوات الدفاع الإسرائيلية». وقال «في المرة القادمة إذا دعتنا القوات الإسرائيلية «فإننا لن نستجيب».
ومن الإخفاق في الحصول على الطعام والماء للقوات، إلى الشكاوى من خطة حرب مشكوك فيها وجنرالات مفرطين بالثقة، سرعان ما جرى تصوير حرب لبنان داخل إسرائيل باعتبارها عائقا رئيسيا. ويواجه الزعماء السياسيون والعسكريون اللوم في الوقت الحالي. ومن المتوقع أن يخسر بعضهم مناصبهم.
ويقول ضباط إسرائيليون «إن الأخطاء تظهر ضعف الجيش، الذي يحمل اسم قوات الدفاع الإسرائيلية. ويشعر كثير من الإسرائيليين بالقلق من أن فشل الجيش في إلحاق هزيمة بميليشيا حزب الله سيجعل من بلدهم أكثر عرضة لأعداء آخرين».
وقال يوفال شتاينيز، عضو حزب الليكود، والرئيس السابق للجنة الدفاع في البرلمان، انه «خلال أربعة أسابيع فشلنا في الدفاع عن أنفسنا ضد القصف اليومي على مدننا. وهذا فشل لم يحدث من قبل. وسيوجه رسالة سلبية عن الجيش الإسرائيلي».
هذا الفشل الإسرائيلي، كان الدافع وراء الخطاب الشديد اللهجة للرئيس السوري بشار الأسد في نهاية الحرب، الذي وعد بتقليد نموذج حزب الله لاستعادة مرتفعات الجولان. وبعد أقل من 24 ساعة على وقف إطلاق النار، تباهي بأن حزب الله «ألحق هزيمة بأسطورة الجيش الذي لم يقهر».
ودافع الجنرال ايدو نيهوشتان، عضو هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، والذي يتولى رئاسة التخطيط في الجيش، عن حصيلة العملية. وقال في مقابلة معه أول من أمس إن «هذه حرب فريدة، لا يمكنك الحكم عليها بطريقة تقليدية. كانت حربنا أكثر شبها بحرب على الإرهاب منها بحرب ضد جيش. ومن غير الواقعي أن نتوقع ظهور أعلام بيضاء تخرج من الملجأ».
وأكد نيهوشتان أن الجيش لم يتوقع وقف هجمات صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل، وإنما فقط محاولة شل «حزب الله». وقال انه «من أجل إيقاف تساقط صواريخ الكاتيوشا كالمطر، عليك أن تستولي على كل بوصة من الأرض. وكان الهدف توجيه ضربة كبيرة لحزب الله. وقد خسروا كثيرا من أفرادهم وكثيرا من بنيتهم التحتية».
وقد أدت شكاوى الجنود الإسرائيليين بعد عودتهم من الميدان، إلى زيادة القلق داخل كافة الأوساط الإسرائيلية حول أوضاع الجيش وقرارات زعمائه.
وقال أفي هوبارا، 40 عاما، وهو من الأفراد الاحتياط وقد تطوع للقتال في لبنان «كان يمكننا تحقيق إنجاز، لو كنا توجهنا بعدد أكبر من الجنود المشاة، ولكن السياسيين كانوا خائفين من اتخاذ القرارات، لقد فشلنا، وقتل أشخاص منا، وكان هناك كثير من النيران الصديقة، ولم نلحق ضررا بقدرات حزب الله، ولم نسترجع الجنديين المختطفين. ولم نحقق نصرا».
ويفتقد رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزير دفاعه عمر بيرتس الى الخبرة العسكرية، وهما الآن هدفا لانتقاد حاد بسبب الأخطاء التي جرت في العملية العسكرية بلبنان. ويطالب الكنيست بتحقيق قضائي في إدارة الحرب، كما انخفض تأييد الرأي العام لزعماء الحكومة والجيش في استطلاعات الرأي، وأصبح مصير قضية الجنديين مبهما وحزينا.
وعكست وسائل الإعلام هذا القلق، وظهر عنوان رئيسي في صحيفة «هآرتس» يقول «بعيدا عن الطريق السليم»، بينما كان العنوان الرئيسي لصحيفة «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار «لماذا لم نحقق النصر». وكان هناك الكثير من اللوم يلقى على الجيش وكذلك على الزعماء السياسيين. وتحدث أفراد القوات الاحتياط عن الارتباك والأوامر المتناقضة وعدم الحصول على التجهيزات والمعدات.
وقال السيرجنت يوفال دروري، 30 عاما، وهو جندي احتياط يعمل في شركة للبرامج الإلكترونية «كنا نعد أنفسنا للصعود إلى الحافلة في لبنان بوجوه ترتسم عليها ملامح القتال، ولكنهم أعادونا. وفي مرة أخرى كنا عند الحدود وكنا نحمل أسلحتنا، لكنهم ألغوا العملية للمرة الثانية. كانت المهمة تتغير كل 30 دقيقة. كان هناك إحساس واسع بفوضى كبيرة».
وقال الجنرال المتقاعد شاؤول جيفولي، مدير مجلس السلام والأمن قرب تل أبيب، انه «في السنوات الست الأخيرة لم يكن هناك أي استعداد. بل حتى المؤونة انتهى مفعولها».
ويطرح النقاد قائمة من النواقص اعترف الجيش ببعضها. وقال ضابط رفيع في مقابلة معه «ارتكبنا بعض الأخطاء في الاستعداد. نحتاج إلى إعادة التدقيق في معلوماتنا الاستخباراتية والقضايا اللوجستية واستعداد قوات الاحتياط».
ومنذ البداية حاولت إسرائيل شن الحرب، اعتمادا على القوات الجوية، بدلا من إرسال قوة برية كبيرة إلى لبنان. ويؤكد ضباط الجيش الإسرائيلي على أن العملية ألحقت ضررا بالغا بالبنية التحتية لـ«حزب الله» وتجهيزاته وقوته البشرية. ولكن القصف لم يتوقف، حيث كان مقاتلو «حزب الله» يسقطون الصواريخ كالمطر.
وقال الضابط الذي ساعد في تخطيط المرحلة الأخيرة، رفض الإفصاح عن اسمه «إن العملية البرية كانت لها نتائج ايجابية قيمة، وعندما صدر أمر التقدم، لم تكن الخطوط العامة لوقف إطلاق النار معروفة، وقد ساعدت أحداث المعركة على صياغة الاتفاقية الأخيرة.وكان واضحا للجنود داخل ميدان المعركة أن قرار وقف إطلاق النار سيكون قريبا».
وقال دروري «صدرت إلينا الأوامر بدخول المعركة، وفي تلك الليلة أبلغت أصدقائي أننا سنشهد مقتل عدد كبير من الناس بدون مبرر».
وأضاف «كانت اتفاقية وقف إطلاق النار جاهزة، وكان كل شخص يعرف ما الذي يجب إنجازه، وان الناس سيموتون». وأضاف انه «يبدو أن قوات الدفاع الإسرائيلية كانت تحاول إلقاء كل ما لديها من قنابل في ترسانتها. وكان يمكن للمرء أن يسمع أصوات الانفجارات حوله. ثم في الساعة السابعة وخمس وخمسين دقيقة سكتت كل الأصوات. وذهب الضحايا الثلاثون عبثا».
* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)