مقاتل
08-16-2006, 04:08 PM
بيروت: نورا بستاني *
لم يكد يمر أسبوع على الحرب، التي تحطمت فيها آمال الكثير من اللبنانيين مع جسورهم وبناياتهم وطرقهم، حتى بدأ المدنيون إطلاق النكات اللاذعة حول أوضاعهم.
ووجد اللبنانيون، سبيلا للتخفيف من ويلات الحرب وقصص الموت وهجرة مليون شخص من بيوتهم إلى المدارس والبنايات الحكومية، بالبحث عن الضحكات، وانتقاد الأوضاع المأساوية بالنكات. وتقول إحدى النكات إن السكان الذين هربوا من الضاحية الجنوبية لبيروت كانوا يلوحون بشارات النصر، ليشيروا إلى أن بنايتين اثنتين فقط باقيتين.
وتقول أخرى، إن قيمة العقارات في حي عين الرمانة الشعبي الفقير، المزدحم ببنايات قديمة تشرف على الضواحي الجنوبية، قد ارتفعت بنسبة 50 %. لماذا؟ لأنه أصبح الآن مطلا على البحر.
ويتخلى الناس عن الالتزام بمواعيدهم مع أطباء الأسنان خشية من احتمال معالجتهم بتركيب «جسور» كما تقول نكتة أخرى. وتنتشر هذه القصص بسرعة، ففي احد مراكز اللجوء تقول مروى سعد، 15 عاما، التي أرغم القتال الضاري قرب مدينة النبطية الجنوبية عائلتها على الهجرة، إنها لم تكن لتتجرأ على التفوه بكلمة من دون أن تغطي «جسور أسنانها». وقالت حول صديقاتها، وهي تقهقه واضعة يدها على فمها «الكل يضحكون علي. إنهم يبتزونني ليجعلوا فمي مغلقا حتى لا تقصفنا الطائرات الإسرائيلية».
وتدور أكثر النكات شيوعا حول هذه الجولة من الحرب في لبنان، حول الشخصية الشعبية الخيالية «أبو العبد» الذي يسخر من كل أخطاء اللبنانيين ونواقصهم. وخلال 30 عاما من الحرب نقلت النكات التي تدور حول شخصية أبو العبد الكثير من الأحداث الاجتماعية في ساعات الصباح الأولى لتحولها إلى ضحك شديد. وتروي آخر النكات كيف أن أبو العبد يتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ويتفاخر بأن لديه أربعة من البلطجية في الحي سيجعلون الحياة صعبة للجنود الإسرائيليين إذا ما تجرأوا على الوصول إلى شمال الحدود. ويضحك أولمرت ويقول إن مجرد لواء إسرائيلي واحد يمكن أن يجتاح حيه كله خلال ساعات. ويصرخ أبو العبد بصوت عال «سأعود إلى مكالمتك ثانية».
وعندما يتصل بتل أبيب ثانية، يهدد أبو العبد بجمع «قبضايات» من صور إلى طرابلس للتصدي للهجوم الإسرائيلي. ويبلغه أولمرت ببساطة انه سيرسل القوة الجوية والأسطول البحري والقوات البرية للقيام بغزو. فيقول أبو العبد واثقا «سأتصل بك بعد أن أتشاور مع جنرالاتي».
ويتصل مرة أخرى متفاخرا على أولمرت بأنه جمع الآن آلافا من أتباع حركة أبو العبد من المستعدين للقتال وهم يحملون الآر بي جي مثل مجاهدي أفغانستان. فيرد أولمرت مازحا «لن تتمكنوا من مقاتلة مليوني جندي إسرائيلي على امتداد الحدود ومستعدين لشن الهجوم».
يسأل أبو العبد «مليونان؟ في هذه الحالة سأستسلم. ببساطة ليس لدينا مكان يكفي لاحتجاز مليوني رهينة».
خدمة «نيويورك تايمز»
لم يكد يمر أسبوع على الحرب، التي تحطمت فيها آمال الكثير من اللبنانيين مع جسورهم وبناياتهم وطرقهم، حتى بدأ المدنيون إطلاق النكات اللاذعة حول أوضاعهم.
ووجد اللبنانيون، سبيلا للتخفيف من ويلات الحرب وقصص الموت وهجرة مليون شخص من بيوتهم إلى المدارس والبنايات الحكومية، بالبحث عن الضحكات، وانتقاد الأوضاع المأساوية بالنكات. وتقول إحدى النكات إن السكان الذين هربوا من الضاحية الجنوبية لبيروت كانوا يلوحون بشارات النصر، ليشيروا إلى أن بنايتين اثنتين فقط باقيتين.
وتقول أخرى، إن قيمة العقارات في حي عين الرمانة الشعبي الفقير، المزدحم ببنايات قديمة تشرف على الضواحي الجنوبية، قد ارتفعت بنسبة 50 %. لماذا؟ لأنه أصبح الآن مطلا على البحر.
ويتخلى الناس عن الالتزام بمواعيدهم مع أطباء الأسنان خشية من احتمال معالجتهم بتركيب «جسور» كما تقول نكتة أخرى. وتنتشر هذه القصص بسرعة، ففي احد مراكز اللجوء تقول مروى سعد، 15 عاما، التي أرغم القتال الضاري قرب مدينة النبطية الجنوبية عائلتها على الهجرة، إنها لم تكن لتتجرأ على التفوه بكلمة من دون أن تغطي «جسور أسنانها». وقالت حول صديقاتها، وهي تقهقه واضعة يدها على فمها «الكل يضحكون علي. إنهم يبتزونني ليجعلوا فمي مغلقا حتى لا تقصفنا الطائرات الإسرائيلية».
وتدور أكثر النكات شيوعا حول هذه الجولة من الحرب في لبنان، حول الشخصية الشعبية الخيالية «أبو العبد» الذي يسخر من كل أخطاء اللبنانيين ونواقصهم. وخلال 30 عاما من الحرب نقلت النكات التي تدور حول شخصية أبو العبد الكثير من الأحداث الاجتماعية في ساعات الصباح الأولى لتحولها إلى ضحك شديد. وتروي آخر النكات كيف أن أبو العبد يتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ويتفاخر بأن لديه أربعة من البلطجية في الحي سيجعلون الحياة صعبة للجنود الإسرائيليين إذا ما تجرأوا على الوصول إلى شمال الحدود. ويضحك أولمرت ويقول إن مجرد لواء إسرائيلي واحد يمكن أن يجتاح حيه كله خلال ساعات. ويصرخ أبو العبد بصوت عال «سأعود إلى مكالمتك ثانية».
وعندما يتصل بتل أبيب ثانية، يهدد أبو العبد بجمع «قبضايات» من صور إلى طرابلس للتصدي للهجوم الإسرائيلي. ويبلغه أولمرت ببساطة انه سيرسل القوة الجوية والأسطول البحري والقوات البرية للقيام بغزو. فيقول أبو العبد واثقا «سأتصل بك بعد أن أتشاور مع جنرالاتي».
ويتصل مرة أخرى متفاخرا على أولمرت بأنه جمع الآن آلافا من أتباع حركة أبو العبد من المستعدين للقتال وهم يحملون الآر بي جي مثل مجاهدي أفغانستان. فيرد أولمرت مازحا «لن تتمكنوا من مقاتلة مليوني جندي إسرائيلي على امتداد الحدود ومستعدين لشن الهجوم».
يسأل أبو العبد «مليونان؟ في هذه الحالة سأستسلم. ببساطة ليس لدينا مكان يكفي لاحتجاز مليوني رهينة».
خدمة «نيويورك تايمز»