كانون
10-10-2003, 06:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني المحترمين أرجو منكم التكرم بمشاركتي هذا البحث ومساعدتي في الحوار حوله و التناقش بأفكاره ولكم مني جزيل الشكر والامتنان
المرجعية الدينية الشيعية
المقدمة . قوام الوجود
الاعتقاد بصحة الفعل أو القول أو خطأه يعتمد على الأسس و المعايير المنهجية للقياسات الصحيحة سواء من الناحية الفكرية الدينية أو التفاعلات السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية بمعنى أن يتم وزن الأفعال وعرضها على القياسات التي تتلاءم معها من حيث الفكرة ، وكل فكرة لابد لها من جذور تبعث منها فتكون أحد الروافد في بناء المجتمع .
الإسلام هو الدين الذي يستند إلى الأحكام الشرعية والأخلاق السامية الموجوة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لذا يعتبر المقياس الأساسي لميزان الأفعال و الأقوال فعندما نتبنى قضية ما نستمد حركية القضية من تعاليم الدين الإسلامي و نستعرض صحتها انطلاقاً من هذا المنبع ، وفكرة المرجعية الدينية الشيعية هي أساساً فكرة مستمدة من التعاليم الإسلامية لحفظ الشريعة من الانغراق في الخطاياه ، وعليه أصبحت المرجعية قوام الشيعة فكرياً و روحياً ، الشيعة كفكر و وجود وترايخ و حياة ترتيط بالمرجعية فهي المسؤولة عن تصميم التكوين الذاتي للمسلم الشيعي تبعا لتحديدها أحكام الدين وبيان الموقف المطلوب إزاءها وهي تحدد لنا معالم الطريق التي بموجبها نبريء الذمة وهي بهذا تشكل منبعاً من منابع الأطمئنان الديني ، والمرجعية سلوة المسلم الشيعي في مواجهة الفراغ الكبير الذي تركه غياب القيادة المعصومة وهي أنعكاس لهذه القيادة ، الأمر الذي يخفف وطأة هدا الغياب ، فالمرجعية عقل الشيعة و التشيع والروح التي تسري في أوصال هذا الجسم و الدم الذي بغدي خلاياه وعظامه و أعصابه وليس سراً أن أي مشروع نهضوي يهدف للأرتقاء بالوجود الشيعي على الصعيد الفكري أو السياسي أو الأجتماعي أو الأقتصادي يتلكأ و يتعثر وقد يخفق إلى الأبد إذا لم ينل مباركة المرجعية .
أن الشيعة يتطلعون إلى المرجعية اليوم أكثر من من أي وقت مضى ، يتطلعون إليها كمنقذ من المخاطر التي تهدد هذا الوجود في الصميم والجوهر ، بل تهدد المرجعية بداتها وما قيمة الكيان المرجعي مهما بلغ من ضخامة وتألق فكري و شخصي إذا كان الشيعة يعنون من الفقر والظلم والتمزق والتناحر ؟ ما قيمة هذا الكيان كهكها أبدع في علومه وفنونه والوهابية تنخر في قاعدته البشرية ؟
المرجعية قيادة فكرية وسياسية أكتسبت شرعيتها من تراث عقائدي متين ونعززت بمرور وذلك بسبب ما مرت به هذه الطائفة من حالات الاضطهاد و الحرمان و التشريد وبسبب الموقع النيابي للمرجعية عن الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) هذه القيادة ليس لها بديل أو نظير تجاذبت كل أسبابها الشرعية والزمنية عبر تاريخ طويل ، ولقد تصدت طوال عقود من الزمن لأداء دورها تصيب مرة وتخطيء وتنج تارة وتحفق كأي قيادة بشرية وهي طالما أنتجت نماذج متميزة تنتقل بها إلى آفاق رحبة من أنتاج الفكر و تحديد المهمات وخلق الآليات و تشخيص الأدوار وربما تشهد نماذج من نوع آخر تجمد القيم و لا تجرؤ على الجديد تنزوي بعيداً وتفكر بأن أقتحام الزمن يشكل مخاطرة غير محسوبة أو ربما تفرز نماذج من نوع ثالث تخضع لتطورات الزمن بحذر تنظر إلى الماضي كي تستمد منه الثقة في مواجهة المستحدث وتمضي خطوات وتيدة لتخفيف ضغوط الزحف القادم بقوة وشراهة . وأنطلاقا من كل هذه المقتربات تكون المرجعية مادة للنقد و التقويم والتقييم شريطة الالتزام بالقواعد الخلاقية والموضوعية ومن أهمها أن يكون النقد في المجالات التي تتصل بوظيفة المرجعية حقاً ومهما يكن نستطيع أن نقول لا بديل عن المرجعية لأنه مندوحة من الحكم الشرعي .
ولابد من قيادة نابعة من طبيعة التركيبة الشيعية عقيدة وتاريخاً وبالتوازي مع هذه المعادلة يتقرر مصير الشيعة بالمرجعية قبل أي عنصر من عناصر الوجود الشيعي سواء كان هذا العنصر حزباً أو تاجراً أو مثقفاً والتجارب أثبت ذلك بلغة الواقع الحي ومن هنا تتأكد الحاجة أكثر إلى النقد ، فأن مشروعا بهذه الضخامة ينبغي أن يخضع للعملية النقدية باستمرار ، النقد يمارس دوره في المجالات التي تؤسس التاريخ أكثر من أي مجال آخر ، النقد عملية تنقيح للمسؤولية و إنقاذ للتاريخ وننقد المرجعية يساوي إنقاذ الشيعة بكل مفرداتها المادية والمعنوية ، وإذا كان قد أشترطنا الخلق والموضوعية اللذين من شأنهما صب النقد في إطار التجديد الصحيح للمشكلة فإن التوسل بالآليات المناسبة شرط علمي ثالث .
ترميم النسيج الممزق
المهمة الأولى التي تنتظر المرجعية هي ترميم النسيج الممزق ، النسيج الشيعي يفتقد تماما إلى النظم الذي من شأنه ضبط العلاقة بين مفرداته و مكوناته الداخلية بل العكس هو الصحيح حيث تتحكم في هذا الوجود سمات التنافر و قوانين التناحر وبالتالي فإن هذا الجسم خاضع لسنة التآكل من الداخل ، أن الشيعة هي الكيان العقائدي / البشري الوحيد الذي يمتلك كل أعضاء الجسد الكامل الذي من شأنه أن يتحرك بقوة وفاعلية في مجري التاريخ ولكن للأسف الشديد إن هذه الأعضاء بذل أن تتكامل تتآكل ، أن الصراع الشيعي / الشيعي نذير شؤم لأنه مقدمة شر مستطير خاصة وأن الصراع دخل أطواراً غير منطقية وذلك من تشهير و هتك و تكفير و تشكيك ، فالكيان في طريقه إلى التفتت و التمزق أنه كيان عليل و علته من داخله ، وهذا الصراع يتسم بالشمولية فهو بين الرماجع والحواشي والأحزاب والمساجد و خطباء المنبر الحسيني و الحوزات العلمية وقد لوحظ في الأونة الأخيرة أن الصراع أخذ يتفاقم على صعيد الوسائل وقد صرفت أموال طائلة وأهدرت طاقات هائلة وضُيع زمن ثمين في هذا الصراع المؤسف .
أن المرجعية الشيعية مدعوة إلى طرح بيان شرف ومن ثم عمل برنامج عمل من أجل المصالحة الشيعية / الشيعية وفي الواقع مهما أختلفت التصورات حول الأولويات ومهما تباعدت الرؤى في بعض المسائل العقائدية يبقى التفاهم على خطوط عمل عامة قائم وممكن ولكن شريطة أن تتوفر النوايه الحسنة و لا نعتقد أن يهود إسرائيل أقدر منا على تقدير هذه الحقيقة ومن ثم العمل وفق مقتضاها ومنطقها ، أن ترميم هذا النسيج لا يتناقض مع تعدد الأولويات ولا يصطدم بتعدد الهموم بل الطائفة الناضجة هي التي تستفيد من هذا التعدد لخلق كيان متفاهم متفاعل يتبادل الخبرات و الأدوار في سياق نظرية عمل متطورة تتسم بالمرونة بل هنا تتجلى روعة التخطيط والتدبير والتوجية .
المرجعية تمتلك كل المؤهلات التي تمكنها من إحداث هذه النقلة النوعية على صعيد التشكيل الداخلي للجسم الشيعي هي تملك المال و الرجال و الوقاعد الشعبية والفكر فما الذي يعوزها ؟ وما الذي تفتقده ؟ وكلنا يعرف أن كلمة المرجعية في هذه القضية وقضايا أخرى حاسمة أو شبة حاسمة تؤدي دورها بفاعلية و سرعة ولا نغالي إذا قلنا أنها هي التي تتحمل المسؤولية الكبرى في هذا المجال و لا يوجد مبرر للتأخر أو التلكؤ بل مثل هذا الموقف يزيد من عملية التفكك والتشتت .
لجنة إدارة الإزمات
العالم يتغيير بسرعة غير معهودة ، وثيرة هذا التغيير فلتت من زمام السيطرة و التحكم و التوجية ، التغيير الذي يملك زمام القيادة والتصميم والتقييم و يعد الثبات سيد الموقف ومن نتائج هذه التحولات المدهشة انعدام التاريخ وتزلزل الهوية وارتهان اليقين إلى منطق النسبية والصراع السياسي بين القوى والدول والطوائف والأديان تداخل تمزاج بشكل معقد كما أن الصراع الأقتصادي أتخذ بين أساليب معقدة فالعالم يمر في فوضى الأمر الذي دعا الكثير من العلماء والباحثين إلى دراسة قوانين الفوضى .
أن هذه الفوضى والتغيير والتحولات تخلق الأزمات تلو الأزمات للإنسان والمجتمع والدول والطوائف والأحزاب ، أن مزيدا من التماس بالعالم يعني مزيداً من الأزمات ومزيداً من الموجهة الساخنة ومزيداً من الجديد الذي يتطلب الموقف الجاد ، ولأن الشيعة من المفردات الحية الصاخبة في الساحة الإنسانية بشكل عام فأنها معرضة لمزيد من الأزمات على كافة المستويات وعلى جميع الأصعدة إننا طائفة مأزونة شأنا أم أبينا ، العالم المستعل من جهة وطبيعة حضورنا من جهة أخرى يساهمان في خلق هذه المعادلة فهي طبيعة وموضوعية ، أن الطائفة التي لا تعاني من أزمات في هذا العصر المتفجر تعتبر طائفة متية مفردة ملقاة على هامش التاريخ ولكن النقطة الجوهرية فهنا كيفية التعامل مع الزمات كي نخرج ظافرين هذه هي المسألة التي ينبغي طرحها ومعالجتها ، أن التغييرات الهائلة تجابهنا وتفاجئنا باستمرار وعلى حين غرة هذه هي لغة العصر لا يعرف المقدمات منطقه السرعة والمفاجأة في كل شيء ، أننا نعاني من أزمة قيادة وأزمة ثقة متبادلة وأزمة جواب عصري على أسئلة عقائدية وأزمة موقف إزاء النظمة والحكومات وأزمة ضمير من بعضنا البعض ، وأزمة تشخيص الأولويات وأزمة المصير المجهول وأزمة ضياع وأزمة خوف من مستجدات الحياة وخاصة هذه الثورات العلمية الهائلة .وأزمة جهل بالإنجازات الغربية الحديثة على صعيد اللغة والعلوم الإنسانية الأخرى وأزمة تنظير في التهعامل مع الزمن وأزمة غربة بين المثقف والعالم الديني وأزمة تناقض طبقي وأزمة ثارات مؤجلة وكل أزمة من هذه الأزمات عبارة عن تحدي – مع الفرق بين المصطلحين – وليس شك أن بعض هذه التحديات تحتاج إلى موقف سريع خاصة التحديات السياسية والتي هي من أبرز التحديات التي أبتلينا بها نحن الشيعة قديماً وحديثاً وعدم تقدير الموقف الصحيح من هذه سبّب لنا الكثير من المشاكل من دماء وحرمان وتشريد ، أن الشيعي لا يعرف موقفه من هذه التحديات يتسم بالجتهاد الفردي أو يخضع فيه لتوجيه اديولوجي خارج أنتمائه الديني و المذهبي وإذا كانت بعض المواقف قد تحددت أخيراً فهي بنحو عام أو أكثر بقليل وغالباً ما تتسم بلحاظ جغرافي معين بحيث كا نت سببا في إحراج شيعة آخرين بل سببا في قتل شيعة آخرين أنها جريمة بحق الشيعة والتشيع .
أن القضية برمتها تتطلب من المرجعية أن تؤسس لجنة أزمات دائمة تشكل من علماء كبار ومن كل الاختصاصات المتنوعة لدراسة كل أزمة طارئة – نحن نركز هنا على الأزمات السياسية - وتشخيص الموقف المطلوب ولو وفق حدود عامة ، أن المرجعية إذا أقدمت على هذه الخطوة ستدخل في عمق التاريخ لتصنعه من جديد على صعيد الكيان الذي تعهدت برعايته وحمايته .
أن هذا الاجراء ليس صعباً ، وكل مستلزماته موجودة أن خطوة بسيطة على هذا الطريق ستخلق مناخاً شيعياً حيوياً فينتج أفكار وطموحات و تصورات من شأنها تحديد الأهداف و أكتشاف أننا لا نبالغ إذا قلنا أننا في حاجة إلى غرفة أزمات لمواجهة الفوض العارمة و نعتقد لو أن مرجعاً واعياً يبادر لوضع لبنة بسيطة في هذا المشروع الحيوي سيعطي ثمارة بسرعة قياسية بل سيلقي تاييداً شعبياً منقطع النظير ومن كل الشيعة وسوف تتحول اطروحاته إلى بيانات وأفكار جماهيرية تتناقلها الأوساط الشيعية وتناقشها وبجرأة وإصرار فالشيعة في الظروف العصيبة المستجدة و في ضوء هذه الحالة المتردية تنتظر الكلمة الحرة التي تضع الأصبع على الجرح وبكل صراحة أن هذه الكلمة لا تجد صداها المدوي الذي يستبعه الأثر الكبير إلا إذا كانت كلمة مرجع .
والأزمات السياسية التي حدثت كثيرة منها الموقف من النظام الصدامي البائد تجاه الحوزة العلمية في النجف الأشرف والموقف اتجاه الدولة الأمل إذا تعرضت لإنتكاسة كبيرة و الكثير من المواقف التي تتبعها .
الإصلاح الحوزوي
الحوزة كهف الإسلام وحصن التشيع ويكفي أن هذه المؤسسة العظيمة تكفلت لعقود طويلة مسؤولية فكر أهل البيت بياناً و نشراً و دفاعاً ولذلك ليس غريب أن تسعى الكثير من الأنظمة و الأحزاب والقوى المشبوهة لتصفية الحوزة أو تشوية رسالتها أو التضييق عليها ، فالحوزة تمثل الشخصية المعنوية للتشيع ولكن هذا لايمنع أبداً من إخضاع هذه المؤسسة للنقد باعتبار العمل النقذي محاولة جادة على صعيد الإضاءة والتنوير وليس عملا على أساس الانتقاص و التهوين وهذا هو مفهوم النفد في الخطاب الإسلامي العميق .
أن بداية الإصلاح الحوزوي تتصل بالعلاقة بين الطالب الحوزوي و المجتمع فأن طالب الحوزة بشكل عام ذو ايجاه سلبي من مجتمعه ليس له حضور طبيعي فضلاً عن حضور فعال داخل الوسط الإجتماعي فهو منزومتردد يتعامل مع الآخر وفق مقاييس المجاملة المحسوبة وأن كان قد خرج الطالب الحوزوي عن هذا القيد المدمر بعد الحدث العظيم في بعض الأحيان ولكنها لم تكن النقلة النوعية المبرمجة وقد تحكمت بها عوامل مرتبكة الأمر الذي أفسد كل شيء .
أننا نتطلع إلى طالب حوزوي حاضر بشكل طبيعي داخل الوسط افجتماعي بعيداً عن التكاليف و التعقيدات و الألقاب وعلى أمتداد هذا التصور ، نرى أن من الضروري أن يجمع الطالب الحوزوي بين العمل وطلب العلم أي أن يعيل نفسه بنفسه لأن الراتب الحوزوي مشكلة معقدة تحول إلى حد كبير دوم ممارسة الحياة بشكل جدي ويكرس في داخل الذات حالة الترقب الحذر ، أن هذا الراتب يعتقل الحرية في أعماق الضمير فيما الاستقلال الأقتصادي يحرر الذات من الخوف و التبعية الكاذبة ويكسر الحواجز بين الطالب و الوسط الذي يحيط به ، أن تحرير الطالب العلم الديني من محنة الراتب الحوزوي بمثابة ثورة معنوية هائلة في تاريخ الحوزة وسوف تفرز نتائج رائعة في مجال دمج هذا الطالب بالمجتمع والعلم وإن ذلك سوف يوفر الكثير من رأس المال الشيعي لصرفه و استثماره في مجالات أخرى ذات مردود مفيد ومجدي على صعيد الوجود الشيعي بما في ذلك معالجة البطالة و الفقر والأمية في الأوساط الشيعية و لا يعتقد أن الدمج بين العلم والعمل مسألة صعبة كما يروجها البعض بل يمكن الجزم إن مثل هذا الجمع يوسع الأفق الذهني ويلهم العقل بنيات منطقية وفكرية جديدة متجددة لأن العمل منطقه المتناسل المتوالد ولذا فأن الطالب الحوزوي سوف يبدع أكثر و ينتج أعمق إذا ما أنخرط في العمل ومارس الحياة الصعبة في هذا الميدان وفي نطاق موضوعة الإصلاح الحوزوي يعتقد أن من المفيد جداً بل من صلب التصور الإسلامي أن يكون للزي الديني قيمته الكبيرة ذلك أن هذا الزي علامة مخصوصة تشير إلى أن صاحبه يحمل علماً عظيماً سواء على صعيد المضمون أو الهدف أو المستوى وأن مرتدي هذا الزي صاحب رفعة معنوية لا يخضع لإبتزاز أو مساومة وفي الحقيقة أن الفترة الأخيرة شهدت موجة تعميم كبيرة وهي ظاهرة في تصورنا خطيرة جداً لأن العمامة كما قلنا مسؤولية ضخمة وهي تتطلب مستوى علمي متقدم ومن هنا أن ارتداء اللباس الديني يجب أن يخضع إلأى مقاييس صعبد للغاية وأن التعميم المجاني خيانة لله وللرسول ولأهل البيت عليهم السلام وعلى المرجعية واجب التصدي لظاهرة التعميم المجاني وهذا المصطلح يشمل حتى طلبة العلم الديني الذين لم يصلوا إلى الكفاية العلمية الذاتية أي التي تمكنهم من النعامل مع العلم الديني بمقدرة وكفاية و استقلالية بل أن يكون على درجة متقدمة من ثقافة الزمن .
يكلف الطالب الحوزوي الكثير من الزمن الشيعي لأنه كثيراً ما يبدأ من الصفر وهذا يستغرق زمنا مضنياً ، و الزمن في العصر الحديث غال جداً وأحسن طريقة متصورة لعلاج هذه المشكلة أن تستقبل الحوزة الطالب الحائز على مقدماً على تعليم عال ، أن الطالب الجامعي يختصر الزمن و الجهد و المال لأن هذا الطالب قد تهيأت مداركه للاستيعاب أسرع و أعمق وأكثر كما أنه سوف لا يكون عالة على الرأس المال الشيعي أثناء التحصيل العلمي الذاتي وبعده ويعتقد أن هناك المئات من الشباب خريجي الجامعات على استعداد للانخراط في الحوزة ومن مهمات المرجعية الملحة هو التخطيط لمثل هذه النقلة النوعية المستعجلة بهدف الارتقاء بالتحصيل العلمي الحوزوي و الذاتي .
كما أنه لا بد الالتفاف إلى وجود بعض اللجان التي تهتم بشأن التحصيل العلمي على سبيل المثال :
لجنة ، أو لجان لتسيير الوضع الدراسي في الحوزة العلميّة، وهي تمارس تنظيم دراسة ما قبل (الخارج) والإشراف على دراسات الخارج وتحدّد المواد الدراسية وتضع الكتب الدراسية ، وتجعل بالتدريج الدراسة الحوزوية المواد الدراسية بالمستوى الذي يتيح للحوزة المساهمة في تحقيق أهداف المرجعيّة الصالحة وتستحصل معلومات عن الانتسابات الجغرافيّة للطلبة وتسعى في تكميل الفراغات وتنمية العدد.
لجنة للانتاج العلميّ ووظائفها إيجاد دوائر علميّة لممارسة البحوث، ومتابعة سيرها، وتشجيعه، ومتابعة الفكر العالمي بما يتّصل بالإسلام، والتوافر على إصدار شئ كمجلة، أو غيرها، والتفكير في جلب العناصر الكفوءة إلى الحوزة أو التعاون معها إذا كانت في الخارج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني المحترمين أرجو منكم التكرم بمشاركتي هذا البحث ومساعدتي في الحوار حوله و التناقش بأفكاره ولكم مني جزيل الشكر والامتنان
المرجعية الدينية الشيعية
المقدمة . قوام الوجود
الاعتقاد بصحة الفعل أو القول أو خطأه يعتمد على الأسس و المعايير المنهجية للقياسات الصحيحة سواء من الناحية الفكرية الدينية أو التفاعلات السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية بمعنى أن يتم وزن الأفعال وعرضها على القياسات التي تتلاءم معها من حيث الفكرة ، وكل فكرة لابد لها من جذور تبعث منها فتكون أحد الروافد في بناء المجتمع .
الإسلام هو الدين الذي يستند إلى الأحكام الشرعية والأخلاق السامية الموجوة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لذا يعتبر المقياس الأساسي لميزان الأفعال و الأقوال فعندما نتبنى قضية ما نستمد حركية القضية من تعاليم الدين الإسلامي و نستعرض صحتها انطلاقاً من هذا المنبع ، وفكرة المرجعية الدينية الشيعية هي أساساً فكرة مستمدة من التعاليم الإسلامية لحفظ الشريعة من الانغراق في الخطاياه ، وعليه أصبحت المرجعية قوام الشيعة فكرياً و روحياً ، الشيعة كفكر و وجود وترايخ و حياة ترتيط بالمرجعية فهي المسؤولة عن تصميم التكوين الذاتي للمسلم الشيعي تبعا لتحديدها أحكام الدين وبيان الموقف المطلوب إزاءها وهي تحدد لنا معالم الطريق التي بموجبها نبريء الذمة وهي بهذا تشكل منبعاً من منابع الأطمئنان الديني ، والمرجعية سلوة المسلم الشيعي في مواجهة الفراغ الكبير الذي تركه غياب القيادة المعصومة وهي أنعكاس لهذه القيادة ، الأمر الذي يخفف وطأة هدا الغياب ، فالمرجعية عقل الشيعة و التشيع والروح التي تسري في أوصال هذا الجسم و الدم الذي بغدي خلاياه وعظامه و أعصابه وليس سراً أن أي مشروع نهضوي يهدف للأرتقاء بالوجود الشيعي على الصعيد الفكري أو السياسي أو الأجتماعي أو الأقتصادي يتلكأ و يتعثر وقد يخفق إلى الأبد إذا لم ينل مباركة المرجعية .
أن الشيعة يتطلعون إلى المرجعية اليوم أكثر من من أي وقت مضى ، يتطلعون إليها كمنقذ من المخاطر التي تهدد هذا الوجود في الصميم والجوهر ، بل تهدد المرجعية بداتها وما قيمة الكيان المرجعي مهما بلغ من ضخامة وتألق فكري و شخصي إذا كان الشيعة يعنون من الفقر والظلم والتمزق والتناحر ؟ ما قيمة هذا الكيان كهكها أبدع في علومه وفنونه والوهابية تنخر في قاعدته البشرية ؟
المرجعية قيادة فكرية وسياسية أكتسبت شرعيتها من تراث عقائدي متين ونعززت بمرور وذلك بسبب ما مرت به هذه الطائفة من حالات الاضطهاد و الحرمان و التشريد وبسبب الموقع النيابي للمرجعية عن الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) هذه القيادة ليس لها بديل أو نظير تجاذبت كل أسبابها الشرعية والزمنية عبر تاريخ طويل ، ولقد تصدت طوال عقود من الزمن لأداء دورها تصيب مرة وتخطيء وتنج تارة وتحفق كأي قيادة بشرية وهي طالما أنتجت نماذج متميزة تنتقل بها إلى آفاق رحبة من أنتاج الفكر و تحديد المهمات وخلق الآليات و تشخيص الأدوار وربما تشهد نماذج من نوع آخر تجمد القيم و لا تجرؤ على الجديد تنزوي بعيداً وتفكر بأن أقتحام الزمن يشكل مخاطرة غير محسوبة أو ربما تفرز نماذج من نوع ثالث تخضع لتطورات الزمن بحذر تنظر إلى الماضي كي تستمد منه الثقة في مواجهة المستحدث وتمضي خطوات وتيدة لتخفيف ضغوط الزحف القادم بقوة وشراهة . وأنطلاقا من كل هذه المقتربات تكون المرجعية مادة للنقد و التقويم والتقييم شريطة الالتزام بالقواعد الخلاقية والموضوعية ومن أهمها أن يكون النقد في المجالات التي تتصل بوظيفة المرجعية حقاً ومهما يكن نستطيع أن نقول لا بديل عن المرجعية لأنه مندوحة من الحكم الشرعي .
ولابد من قيادة نابعة من طبيعة التركيبة الشيعية عقيدة وتاريخاً وبالتوازي مع هذه المعادلة يتقرر مصير الشيعة بالمرجعية قبل أي عنصر من عناصر الوجود الشيعي سواء كان هذا العنصر حزباً أو تاجراً أو مثقفاً والتجارب أثبت ذلك بلغة الواقع الحي ومن هنا تتأكد الحاجة أكثر إلى النقد ، فأن مشروعا بهذه الضخامة ينبغي أن يخضع للعملية النقدية باستمرار ، النقد يمارس دوره في المجالات التي تؤسس التاريخ أكثر من أي مجال آخر ، النقد عملية تنقيح للمسؤولية و إنقاذ للتاريخ وننقد المرجعية يساوي إنقاذ الشيعة بكل مفرداتها المادية والمعنوية ، وإذا كان قد أشترطنا الخلق والموضوعية اللذين من شأنهما صب النقد في إطار التجديد الصحيح للمشكلة فإن التوسل بالآليات المناسبة شرط علمي ثالث .
ترميم النسيج الممزق
المهمة الأولى التي تنتظر المرجعية هي ترميم النسيج الممزق ، النسيج الشيعي يفتقد تماما إلى النظم الذي من شأنه ضبط العلاقة بين مفرداته و مكوناته الداخلية بل العكس هو الصحيح حيث تتحكم في هذا الوجود سمات التنافر و قوانين التناحر وبالتالي فإن هذا الجسم خاضع لسنة التآكل من الداخل ، أن الشيعة هي الكيان العقائدي / البشري الوحيد الذي يمتلك كل أعضاء الجسد الكامل الذي من شأنه أن يتحرك بقوة وفاعلية في مجري التاريخ ولكن للأسف الشديد إن هذه الأعضاء بذل أن تتكامل تتآكل ، أن الصراع الشيعي / الشيعي نذير شؤم لأنه مقدمة شر مستطير خاصة وأن الصراع دخل أطواراً غير منطقية وذلك من تشهير و هتك و تكفير و تشكيك ، فالكيان في طريقه إلى التفتت و التمزق أنه كيان عليل و علته من داخله ، وهذا الصراع يتسم بالشمولية فهو بين الرماجع والحواشي والأحزاب والمساجد و خطباء المنبر الحسيني و الحوزات العلمية وقد لوحظ في الأونة الأخيرة أن الصراع أخذ يتفاقم على صعيد الوسائل وقد صرفت أموال طائلة وأهدرت طاقات هائلة وضُيع زمن ثمين في هذا الصراع المؤسف .
أن المرجعية الشيعية مدعوة إلى طرح بيان شرف ومن ثم عمل برنامج عمل من أجل المصالحة الشيعية / الشيعية وفي الواقع مهما أختلفت التصورات حول الأولويات ومهما تباعدت الرؤى في بعض المسائل العقائدية يبقى التفاهم على خطوط عمل عامة قائم وممكن ولكن شريطة أن تتوفر النوايه الحسنة و لا نعتقد أن يهود إسرائيل أقدر منا على تقدير هذه الحقيقة ومن ثم العمل وفق مقتضاها ومنطقها ، أن ترميم هذا النسيج لا يتناقض مع تعدد الأولويات ولا يصطدم بتعدد الهموم بل الطائفة الناضجة هي التي تستفيد من هذا التعدد لخلق كيان متفاهم متفاعل يتبادل الخبرات و الأدوار في سياق نظرية عمل متطورة تتسم بالمرونة بل هنا تتجلى روعة التخطيط والتدبير والتوجية .
المرجعية تمتلك كل المؤهلات التي تمكنها من إحداث هذه النقلة النوعية على صعيد التشكيل الداخلي للجسم الشيعي هي تملك المال و الرجال و الوقاعد الشعبية والفكر فما الذي يعوزها ؟ وما الذي تفتقده ؟ وكلنا يعرف أن كلمة المرجعية في هذه القضية وقضايا أخرى حاسمة أو شبة حاسمة تؤدي دورها بفاعلية و سرعة ولا نغالي إذا قلنا أنها هي التي تتحمل المسؤولية الكبرى في هذا المجال و لا يوجد مبرر للتأخر أو التلكؤ بل مثل هذا الموقف يزيد من عملية التفكك والتشتت .
لجنة إدارة الإزمات
العالم يتغيير بسرعة غير معهودة ، وثيرة هذا التغيير فلتت من زمام السيطرة و التحكم و التوجية ، التغيير الذي يملك زمام القيادة والتصميم والتقييم و يعد الثبات سيد الموقف ومن نتائج هذه التحولات المدهشة انعدام التاريخ وتزلزل الهوية وارتهان اليقين إلى منطق النسبية والصراع السياسي بين القوى والدول والطوائف والأديان تداخل تمزاج بشكل معقد كما أن الصراع الأقتصادي أتخذ بين أساليب معقدة فالعالم يمر في فوضى الأمر الذي دعا الكثير من العلماء والباحثين إلى دراسة قوانين الفوضى .
أن هذه الفوضى والتغيير والتحولات تخلق الأزمات تلو الأزمات للإنسان والمجتمع والدول والطوائف والأحزاب ، أن مزيدا من التماس بالعالم يعني مزيداً من الأزمات ومزيداً من الموجهة الساخنة ومزيداً من الجديد الذي يتطلب الموقف الجاد ، ولأن الشيعة من المفردات الحية الصاخبة في الساحة الإنسانية بشكل عام فأنها معرضة لمزيد من الأزمات على كافة المستويات وعلى جميع الأصعدة إننا طائفة مأزونة شأنا أم أبينا ، العالم المستعل من جهة وطبيعة حضورنا من جهة أخرى يساهمان في خلق هذه المعادلة فهي طبيعة وموضوعية ، أن الطائفة التي لا تعاني من أزمات في هذا العصر المتفجر تعتبر طائفة متية مفردة ملقاة على هامش التاريخ ولكن النقطة الجوهرية فهنا كيفية التعامل مع الزمات كي نخرج ظافرين هذه هي المسألة التي ينبغي طرحها ومعالجتها ، أن التغييرات الهائلة تجابهنا وتفاجئنا باستمرار وعلى حين غرة هذه هي لغة العصر لا يعرف المقدمات منطقه السرعة والمفاجأة في كل شيء ، أننا نعاني من أزمة قيادة وأزمة ثقة متبادلة وأزمة جواب عصري على أسئلة عقائدية وأزمة موقف إزاء النظمة والحكومات وأزمة ضمير من بعضنا البعض ، وأزمة تشخيص الأولويات وأزمة المصير المجهول وأزمة ضياع وأزمة خوف من مستجدات الحياة وخاصة هذه الثورات العلمية الهائلة .وأزمة جهل بالإنجازات الغربية الحديثة على صعيد اللغة والعلوم الإنسانية الأخرى وأزمة تنظير في التهعامل مع الزمن وأزمة غربة بين المثقف والعالم الديني وأزمة تناقض طبقي وأزمة ثارات مؤجلة وكل أزمة من هذه الأزمات عبارة عن تحدي – مع الفرق بين المصطلحين – وليس شك أن بعض هذه التحديات تحتاج إلى موقف سريع خاصة التحديات السياسية والتي هي من أبرز التحديات التي أبتلينا بها نحن الشيعة قديماً وحديثاً وعدم تقدير الموقف الصحيح من هذه سبّب لنا الكثير من المشاكل من دماء وحرمان وتشريد ، أن الشيعي لا يعرف موقفه من هذه التحديات يتسم بالجتهاد الفردي أو يخضع فيه لتوجيه اديولوجي خارج أنتمائه الديني و المذهبي وإذا كانت بعض المواقف قد تحددت أخيراً فهي بنحو عام أو أكثر بقليل وغالباً ما تتسم بلحاظ جغرافي معين بحيث كا نت سببا في إحراج شيعة آخرين بل سببا في قتل شيعة آخرين أنها جريمة بحق الشيعة والتشيع .
أن القضية برمتها تتطلب من المرجعية أن تؤسس لجنة أزمات دائمة تشكل من علماء كبار ومن كل الاختصاصات المتنوعة لدراسة كل أزمة طارئة – نحن نركز هنا على الأزمات السياسية - وتشخيص الموقف المطلوب ولو وفق حدود عامة ، أن المرجعية إذا أقدمت على هذه الخطوة ستدخل في عمق التاريخ لتصنعه من جديد على صعيد الكيان الذي تعهدت برعايته وحمايته .
أن هذا الاجراء ليس صعباً ، وكل مستلزماته موجودة أن خطوة بسيطة على هذا الطريق ستخلق مناخاً شيعياً حيوياً فينتج أفكار وطموحات و تصورات من شأنها تحديد الأهداف و أكتشاف أننا لا نبالغ إذا قلنا أننا في حاجة إلى غرفة أزمات لمواجهة الفوض العارمة و نعتقد لو أن مرجعاً واعياً يبادر لوضع لبنة بسيطة في هذا المشروع الحيوي سيعطي ثمارة بسرعة قياسية بل سيلقي تاييداً شعبياً منقطع النظير ومن كل الشيعة وسوف تتحول اطروحاته إلى بيانات وأفكار جماهيرية تتناقلها الأوساط الشيعية وتناقشها وبجرأة وإصرار فالشيعة في الظروف العصيبة المستجدة و في ضوء هذه الحالة المتردية تنتظر الكلمة الحرة التي تضع الأصبع على الجرح وبكل صراحة أن هذه الكلمة لا تجد صداها المدوي الذي يستبعه الأثر الكبير إلا إذا كانت كلمة مرجع .
والأزمات السياسية التي حدثت كثيرة منها الموقف من النظام الصدامي البائد تجاه الحوزة العلمية في النجف الأشرف والموقف اتجاه الدولة الأمل إذا تعرضت لإنتكاسة كبيرة و الكثير من المواقف التي تتبعها .
الإصلاح الحوزوي
الحوزة كهف الإسلام وحصن التشيع ويكفي أن هذه المؤسسة العظيمة تكفلت لعقود طويلة مسؤولية فكر أهل البيت بياناً و نشراً و دفاعاً ولذلك ليس غريب أن تسعى الكثير من الأنظمة و الأحزاب والقوى المشبوهة لتصفية الحوزة أو تشوية رسالتها أو التضييق عليها ، فالحوزة تمثل الشخصية المعنوية للتشيع ولكن هذا لايمنع أبداً من إخضاع هذه المؤسسة للنقد باعتبار العمل النقذي محاولة جادة على صعيد الإضاءة والتنوير وليس عملا على أساس الانتقاص و التهوين وهذا هو مفهوم النفد في الخطاب الإسلامي العميق .
أن بداية الإصلاح الحوزوي تتصل بالعلاقة بين الطالب الحوزوي و المجتمع فأن طالب الحوزة بشكل عام ذو ايجاه سلبي من مجتمعه ليس له حضور طبيعي فضلاً عن حضور فعال داخل الوسط الإجتماعي فهو منزومتردد يتعامل مع الآخر وفق مقاييس المجاملة المحسوبة وأن كان قد خرج الطالب الحوزوي عن هذا القيد المدمر بعد الحدث العظيم في بعض الأحيان ولكنها لم تكن النقلة النوعية المبرمجة وقد تحكمت بها عوامل مرتبكة الأمر الذي أفسد كل شيء .
أننا نتطلع إلى طالب حوزوي حاضر بشكل طبيعي داخل الوسط افجتماعي بعيداً عن التكاليف و التعقيدات و الألقاب وعلى أمتداد هذا التصور ، نرى أن من الضروري أن يجمع الطالب الحوزوي بين العمل وطلب العلم أي أن يعيل نفسه بنفسه لأن الراتب الحوزوي مشكلة معقدة تحول إلى حد كبير دوم ممارسة الحياة بشكل جدي ويكرس في داخل الذات حالة الترقب الحذر ، أن هذا الراتب يعتقل الحرية في أعماق الضمير فيما الاستقلال الأقتصادي يحرر الذات من الخوف و التبعية الكاذبة ويكسر الحواجز بين الطالب و الوسط الذي يحيط به ، أن تحرير الطالب العلم الديني من محنة الراتب الحوزوي بمثابة ثورة معنوية هائلة في تاريخ الحوزة وسوف تفرز نتائج رائعة في مجال دمج هذا الطالب بالمجتمع والعلم وإن ذلك سوف يوفر الكثير من رأس المال الشيعي لصرفه و استثماره في مجالات أخرى ذات مردود مفيد ومجدي على صعيد الوجود الشيعي بما في ذلك معالجة البطالة و الفقر والأمية في الأوساط الشيعية و لا يعتقد أن الدمج بين العلم والعمل مسألة صعبة كما يروجها البعض بل يمكن الجزم إن مثل هذا الجمع يوسع الأفق الذهني ويلهم العقل بنيات منطقية وفكرية جديدة متجددة لأن العمل منطقه المتناسل المتوالد ولذا فأن الطالب الحوزوي سوف يبدع أكثر و ينتج أعمق إذا ما أنخرط في العمل ومارس الحياة الصعبة في هذا الميدان وفي نطاق موضوعة الإصلاح الحوزوي يعتقد أن من المفيد جداً بل من صلب التصور الإسلامي أن يكون للزي الديني قيمته الكبيرة ذلك أن هذا الزي علامة مخصوصة تشير إلى أن صاحبه يحمل علماً عظيماً سواء على صعيد المضمون أو الهدف أو المستوى وأن مرتدي هذا الزي صاحب رفعة معنوية لا يخضع لإبتزاز أو مساومة وفي الحقيقة أن الفترة الأخيرة شهدت موجة تعميم كبيرة وهي ظاهرة في تصورنا خطيرة جداً لأن العمامة كما قلنا مسؤولية ضخمة وهي تتطلب مستوى علمي متقدم ومن هنا أن ارتداء اللباس الديني يجب أن يخضع إلأى مقاييس صعبد للغاية وأن التعميم المجاني خيانة لله وللرسول ولأهل البيت عليهم السلام وعلى المرجعية واجب التصدي لظاهرة التعميم المجاني وهذا المصطلح يشمل حتى طلبة العلم الديني الذين لم يصلوا إلى الكفاية العلمية الذاتية أي التي تمكنهم من النعامل مع العلم الديني بمقدرة وكفاية و استقلالية بل أن يكون على درجة متقدمة من ثقافة الزمن .
يكلف الطالب الحوزوي الكثير من الزمن الشيعي لأنه كثيراً ما يبدأ من الصفر وهذا يستغرق زمنا مضنياً ، و الزمن في العصر الحديث غال جداً وأحسن طريقة متصورة لعلاج هذه المشكلة أن تستقبل الحوزة الطالب الحائز على مقدماً على تعليم عال ، أن الطالب الجامعي يختصر الزمن و الجهد و المال لأن هذا الطالب قد تهيأت مداركه للاستيعاب أسرع و أعمق وأكثر كما أنه سوف لا يكون عالة على الرأس المال الشيعي أثناء التحصيل العلمي الذاتي وبعده ويعتقد أن هناك المئات من الشباب خريجي الجامعات على استعداد للانخراط في الحوزة ومن مهمات المرجعية الملحة هو التخطيط لمثل هذه النقلة النوعية المستعجلة بهدف الارتقاء بالتحصيل العلمي الحوزوي و الذاتي .
كما أنه لا بد الالتفاف إلى وجود بعض اللجان التي تهتم بشأن التحصيل العلمي على سبيل المثال :
لجنة ، أو لجان لتسيير الوضع الدراسي في الحوزة العلميّة، وهي تمارس تنظيم دراسة ما قبل (الخارج) والإشراف على دراسات الخارج وتحدّد المواد الدراسية وتضع الكتب الدراسية ، وتجعل بالتدريج الدراسة الحوزوية المواد الدراسية بالمستوى الذي يتيح للحوزة المساهمة في تحقيق أهداف المرجعيّة الصالحة وتستحصل معلومات عن الانتسابات الجغرافيّة للطلبة وتسعى في تكميل الفراغات وتنمية العدد.
لجنة للانتاج العلميّ ووظائفها إيجاد دوائر علميّة لممارسة البحوث، ومتابعة سيرها، وتشجيعه، ومتابعة الفكر العالمي بما يتّصل بالإسلام، والتوافر على إصدار شئ كمجلة، أو غيرها، والتفكير في جلب العناصر الكفوءة إلى الحوزة أو التعاون معها إذا كانت في الخارج.