زوربا
08-16-2006, 08:29 AM
وقفة مع أهم ثلاث محطات اخبارية عربية غطت الحرب على لبنان
كتب أحمد ناصر
اختلفت القنوات العربية المتخصصة بالأخبار في طريقة تقديمها لما يحدث في لبنان، وتنوعت أساليب تعاطيها مع هذا الحدث الكبير، على الرغم من أن الحدث واحد وهو حرب شاملة غير متكافئة الطرفين، شنتها إسرائيل على لبنان بدعم كامل من الولايات المتحدة الأميركية.
ف'الجزيرة' وقفت بالكامل مع لبنان، و'الحرة' وقفت بالكامل مع إسرائيل، والعربية مالت إلى مساندة لبنان، ولكنها لم تغفل الجانب الإسرائيلي. وتعتبر هذه القنوات الثلاث أكبر محطات عربية متخصصة بالأخبار تغطي أحداث لبنان.
واختلفت هذه القنوات في تسمية الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، فالعربية أسمتها 'الهجوم الإسرائيلي على لبنان'، والحرة أسمتها 'المواجهة'، أما الجزيرة فأطلقت عليها 'الحرب السادسة'، ويبدو أن 'العربية' قصدت الهجوم الشرس وغير المبرر الذي شنته إسرائيل على لبنان، على جميع المحاور.
أما 'الحرة' فيبدو أنها قصدت المواجهة بين إسرائيل ولبنان لأنها تميل إلى أن هذه الحرب لها ما يبررها وهو هجوم حزب الله على إسرائيل واختطاف الجنديين من داخل الحدود الإسرائيلية، وهو ما اسمته الحرة 'هجوما على أرض إسرائيل'.
أما 'الجزيرة' فسمتها 'الحرب السادسة' لأنها المرة السادسة التي تشن فيها إسرائيل حربا على لبنان، وبحجج واهية كما تقول القناة في برامجها المختلفة.
وهذا الاسم الذي اختارته كل قناة جعل التغطيات الإخبارية المختلفة من جميع المناطق التي تشهد أحداثا ساخنة، تتأثر به، وأيضا البرامج المتعلقة بالحرب هناك وطبيعة الضيوف الذين تستضيفهم كل قناة. فلأن العنوان اختلف بين القنوات الثلاث، أصبحت سياسة القناة بالتالي مختلفة وفق كل عنوان وشعار رفعته منذ الأيام الأولى للحرب.
أيضا طريقة تغطية ما يحدث في أرض المعركة تأثرت بسياسة كل قناة على حدة. ف'العربية' عمدت في كل نشرات الأخبار والبرامج المتعلقة بها والتعليق وغيره، إلى وصف ما يحدث ميدانيا ب 'العدوان' وهو الوصف الصحيح لأن ما تقوم به إسرائيل في لبنان ما هو إلا عدوان صارخ غير مبرر.
أما 'الحرة' فوصفت ما يحدث في الميدان ب 'العمليات العسكرية الإسرائيلية' وهذا يناسب المنهج الأميركي الذي يساند ما تقوم به إسرائيل وتصفه ب 'حقها' في الدفاع عن نفسها وأرضها، أما 'الجزيرة' فوصفت العمليات ب 'عمليات العدو الإسرائيلي'.
'العربية' اهتمت بالموازنة نوعا ما عند تقديم أخبار الحرب من الجانبين، مع التركيز بصورة أكبر على ما يحدث في لبنان لأنها تميل إلى الجانب اللبناني كونها قناة عربية وتساند الحق اللبناني في الدفاع عن نفسه، أما 'الحرة' فركزت على الموقف الإسرائيلي وما يحدث داخل إسرائيل، وحاولت أن تبين للمشاهد الخراب وما يتعرض له الإسرائيليون من أسلحة حزب الله وكأنها تريد أن تقول للعالم إن الإسرائيليين يتعرضون أيضا للهجوم، أما 'الجزيرة' فركزت كثيرا على ما يحدث في لبنان بصورة عامة.
وفي الشريط الإخباري قدمت 'العربية' أخبار الميدان وما يحدث على الساحة من دون التركيز على جانب دون آخر، وإن كان واضحا أنها تميل إلى الجانب اللبناني، ولذلك تميزت بالموضوعية والسرعة في تقديم الخبر. بينما تكثر 'الحرة' في شريطها الإخباري من سرد أخبار الحكومة الإسرائيلية ومواقفها تجاه الحرب وما يحدث داخل إسرائيل وأقوال وآراء المسؤولين الإسرائيليين، مع سرد موجز لمواقف الحكومة اللبنانية وحزب الله.
أما الجزيرة فإن الملاحظ على شريطها الإخباري التركيز على مواقف الولايات المتحدة الأميركية في الأحداث الحالية بصورة تغلب على أخبار الميدان.
وعلى هذا الوصف التحليلي تكون قناة 'العربية' أقرب إلى العمل المهني الميداني إعلاميا من قناتي 'الجزيرة' و'الحرة'، لأنها تسلك مسلك الوسط في تغطية الأحداث، وإن لم تستطع إخفاء ميلها إلى الجانب اللبناني بصورة واضحة، أما 'الحرة' فإنها متعاطفة تماما مع الإسرائيليين، بينما تقوم 'الجزيرة' بتغطية الحرب وكأنها بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان وليس بين إسرائيل ولبنان.
وعندما نغوص في أصل كل قناة لن نستغرب هذا التعاطي مع الأحداث، فالعربية تمويلها سعودي وتقف موقف الحياد دائما، وكان موقفها واضحا منذ البداية. أما 'الحرة' فتمويلها أميركي 100 % ومن هنا فإن من الطبيعي أن تتعاطف مع الإسرائيليين بصورة عامة وتكون أشبه بلسان حالهم في المعركة. أما 'الجزيرة' فتمويلها قطري، وهناك علاقات إسرائيلية قطرية تجارية، وعليه فإن سياستها العامة ترى أن الولايات المتحدة الأميركية سبب كل المصائب في المنطقة، ولذلك تؤكد على وجود الأميركان خلف كل شيء.
كتب أحمد ناصر
اختلفت القنوات العربية المتخصصة بالأخبار في طريقة تقديمها لما يحدث في لبنان، وتنوعت أساليب تعاطيها مع هذا الحدث الكبير، على الرغم من أن الحدث واحد وهو حرب شاملة غير متكافئة الطرفين، شنتها إسرائيل على لبنان بدعم كامل من الولايات المتحدة الأميركية.
ف'الجزيرة' وقفت بالكامل مع لبنان، و'الحرة' وقفت بالكامل مع إسرائيل، والعربية مالت إلى مساندة لبنان، ولكنها لم تغفل الجانب الإسرائيلي. وتعتبر هذه القنوات الثلاث أكبر محطات عربية متخصصة بالأخبار تغطي أحداث لبنان.
واختلفت هذه القنوات في تسمية الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، فالعربية أسمتها 'الهجوم الإسرائيلي على لبنان'، والحرة أسمتها 'المواجهة'، أما الجزيرة فأطلقت عليها 'الحرب السادسة'، ويبدو أن 'العربية' قصدت الهجوم الشرس وغير المبرر الذي شنته إسرائيل على لبنان، على جميع المحاور.
أما 'الحرة' فيبدو أنها قصدت المواجهة بين إسرائيل ولبنان لأنها تميل إلى أن هذه الحرب لها ما يبررها وهو هجوم حزب الله على إسرائيل واختطاف الجنديين من داخل الحدود الإسرائيلية، وهو ما اسمته الحرة 'هجوما على أرض إسرائيل'.
أما 'الجزيرة' فسمتها 'الحرب السادسة' لأنها المرة السادسة التي تشن فيها إسرائيل حربا على لبنان، وبحجج واهية كما تقول القناة في برامجها المختلفة.
وهذا الاسم الذي اختارته كل قناة جعل التغطيات الإخبارية المختلفة من جميع المناطق التي تشهد أحداثا ساخنة، تتأثر به، وأيضا البرامج المتعلقة بالحرب هناك وطبيعة الضيوف الذين تستضيفهم كل قناة. فلأن العنوان اختلف بين القنوات الثلاث، أصبحت سياسة القناة بالتالي مختلفة وفق كل عنوان وشعار رفعته منذ الأيام الأولى للحرب.
أيضا طريقة تغطية ما يحدث في أرض المعركة تأثرت بسياسة كل قناة على حدة. ف'العربية' عمدت في كل نشرات الأخبار والبرامج المتعلقة بها والتعليق وغيره، إلى وصف ما يحدث ميدانيا ب 'العدوان' وهو الوصف الصحيح لأن ما تقوم به إسرائيل في لبنان ما هو إلا عدوان صارخ غير مبرر.
أما 'الحرة' فوصفت ما يحدث في الميدان ب 'العمليات العسكرية الإسرائيلية' وهذا يناسب المنهج الأميركي الذي يساند ما تقوم به إسرائيل وتصفه ب 'حقها' في الدفاع عن نفسها وأرضها، أما 'الجزيرة' فوصفت العمليات ب 'عمليات العدو الإسرائيلي'.
'العربية' اهتمت بالموازنة نوعا ما عند تقديم أخبار الحرب من الجانبين، مع التركيز بصورة أكبر على ما يحدث في لبنان لأنها تميل إلى الجانب اللبناني كونها قناة عربية وتساند الحق اللبناني في الدفاع عن نفسه، أما 'الحرة' فركزت على الموقف الإسرائيلي وما يحدث داخل إسرائيل، وحاولت أن تبين للمشاهد الخراب وما يتعرض له الإسرائيليون من أسلحة حزب الله وكأنها تريد أن تقول للعالم إن الإسرائيليين يتعرضون أيضا للهجوم، أما 'الجزيرة' فركزت كثيرا على ما يحدث في لبنان بصورة عامة.
وفي الشريط الإخباري قدمت 'العربية' أخبار الميدان وما يحدث على الساحة من دون التركيز على جانب دون آخر، وإن كان واضحا أنها تميل إلى الجانب اللبناني، ولذلك تميزت بالموضوعية والسرعة في تقديم الخبر. بينما تكثر 'الحرة' في شريطها الإخباري من سرد أخبار الحكومة الإسرائيلية ومواقفها تجاه الحرب وما يحدث داخل إسرائيل وأقوال وآراء المسؤولين الإسرائيليين، مع سرد موجز لمواقف الحكومة اللبنانية وحزب الله.
أما الجزيرة فإن الملاحظ على شريطها الإخباري التركيز على مواقف الولايات المتحدة الأميركية في الأحداث الحالية بصورة تغلب على أخبار الميدان.
وعلى هذا الوصف التحليلي تكون قناة 'العربية' أقرب إلى العمل المهني الميداني إعلاميا من قناتي 'الجزيرة' و'الحرة'، لأنها تسلك مسلك الوسط في تغطية الأحداث، وإن لم تستطع إخفاء ميلها إلى الجانب اللبناني بصورة واضحة، أما 'الحرة' فإنها متعاطفة تماما مع الإسرائيليين، بينما تقوم 'الجزيرة' بتغطية الحرب وكأنها بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان وليس بين إسرائيل ولبنان.
وعندما نغوص في أصل كل قناة لن نستغرب هذا التعاطي مع الأحداث، فالعربية تمويلها سعودي وتقف موقف الحياد دائما، وكان موقفها واضحا منذ البداية. أما 'الحرة' فتمويلها أميركي 100 % ومن هنا فإن من الطبيعي أن تتعاطف مع الإسرائيليين بصورة عامة وتكون أشبه بلسان حالهم في المعركة. أما 'الجزيرة' فتمويلها قطري، وهناك علاقات إسرائيلية قطرية تجارية، وعليه فإن سياستها العامة ترى أن الولايات المتحدة الأميركية سبب كل المصائب في المنطقة، ولذلك تؤكد على وجود الأميركان خلف كل شيء.