المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيل كارول لخاطفيها العراقيين: أرجوكم اقتلوني بالمسدس وليس ذبحا بالسكين



فاتن
08-15-2006, 07:54 AM
http://www.aawsat.com/2006/08/15/images/news.378065.jpg


الصحافية الأميركية تتحدث عن تفاصيل 82 يوما في «ظلام بغداد»


واشنطن: طلحة جبريل

استهلت الصحافية الاميركية جيل كارول، التي كانت مختطفة في العراق، مذكراتها حول 82 يوماً في «ظلام بغداد» في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، بالحديث عن أصعب لحظات حياتها وهي بين أيدي خاطفيها. كانت لحظة درامية عصيبة عندما اعتقدت كارول، 28 عاماً، ان الخاطفين قرروا قتلها، وتوسلت اليهم ان يكون ذلك بإطلاق رصاصات عليها من مسدس كان يتدلى من خاصرة أحد حراسها وليس ذبحها بسكين. تتحدث كارول عن ذلك اليوم، مشيرة الى انه في الصباح جاء اليها «ابو نور» الذي يبدو انه كان قائد المجموعة، وتعتقد كارول انه كانت لديه فكرة حول الكيفية التي يمكن ان تجعل السلطات الاميركية تتحرك من أجل تلبية خاطفين أطلقوا على انفسهم اسم «كتائب الثأر» بإطلاق سراح جميع النساء العراقيات في السجون الاميركية. اقترح «ابو نور» تسجيل شريط فيديو ثان، بعد ان سجل قبل ذلك شريط فيديو يبين كارول وهي مختطفة وتتوسل لاطلاق سراح السجينات العراقيات حتى لا تذبح.

قال «ابو نور» مخاطباً كارول: «هذا الشريط سيكون مختلفاً»، ولم يوضح كيف سيكون مختلفاً، ثم غادر الغرفة التي كانت توجد بها الصحافية، والتي تعد أول اميركية عاشت بين المسلحين العراقيين وظلت على قيد الحياة.

وتصف كارول الواقعة قائلة «ذلك الصباح جاء (أبو نور) وتعرفت عليه من عطر الكولونيا التي يستعملها، كنت اتحاشى النظر الى عينيه». قال «نريد تسجيل شريط ثاني لأن الشريط الاول ابانك في حالة جيدة، وهو ما جعل الحكومة (الاميركية) تتحرك ببطء». وأضاف يشرح الغرض من تصوير فيديو ثاني «الحكومة البريطانية تحركت بسرعة عندما اظهر شريط فيديو مارغريت حسن (بريطانية زوجة عراقي اختطفت وقتلت ذبحاً عام 2004) في حالة سيئة».

بعد مغادرة «ابو نور» الغرفة اتجهت كارول، التي تتحدث اللغة العربية خاصة اللهجة العراقية، نحو حارسيها وهي مرعوبة «يا آلهي انهم سيقتلونني..هذا ما سيحدث، لا أعرف متى لكنهم سيفعلونها». وخاطبت كارول حارسها «ابو حسن» الذي كان من وجهة نظرها عطوفاً، وقالت له بالعربية «انت أخي ...انت حقيقة أخي، ارجوك ان تعدني بان تستعمل مسدسك (من عيار 9 ملم) بيديك شخصياً لقتلي، أنا لا أريد السكين أرجوك لا أريد السكين استعمل المسدس».

وراحت كارول تصرخ بهستيريا. ولم يعرف «ابو حسن» ولا زميله «ابو كرار» كيف يتصرفان. لكن «ابو حسن» حاول تهدئة مخاوفها قائلاً «لا نريد ان نقتلك». وقالت كارل مخاطبة «ابو كرار» «أنت تتحدث الانجليزية يجب ان تخبر أسرتي انني أحبهم وإنني آسفة لما حدث».

ثم جلست جيل كارول قرب حائط الغرفة في منزل لا تعرف اين يقع وراحت تبكي وتنتحب.

كانت كارول قد أمضت آنذاك ستة اسابيع وهي مختطفة، نقلت خلالها الى ستة منازل، كما سمح لها ان تختلط بالنساء وتطبخ معهم وتلعب مع الاطفال. لكن الخاطفين طلبوا منها ان تقول إنها بقيت في منزل واحد طوال فترة الاحتجاز، مشيرة الى ان قائد الخاطفين وهو عضو في مجلس شورى المجاهدين (مجلس كان قد شكله أبو مصعب الزرقاوي)، طلب منها ان تجري معه حواراً صحافياً استمر ساعات، لكن عندما تقرر اطلاق سراحها قال لها ان لا تنشر منه شيئاً، وان لا تتحدث عن عضويته في «مجلس شورى المجاهدين»، لكن كارول تقول الآن في مذكراتها التي تنشرها في «كريستيان ساينس مونيتور» في 11 حلقة «في الليل كنت (اسقط) في النوم وأحلم، لكن في الصباح يساورني إحساس بأنني اختطفت للتو».

ولمحت كارول في الحلقة الاولى من مذكراتها، الى ان اوساط السياسي العراقي عدنان الدليمي (سني)، ربما كانت على علم بعملية الاختطاف التي جرت في السادس من يناير (كانون الثاني)، ذلك ان عملية الاختطاف جرت على بعد 300 قدم من مكتبه، عندما اندفعت شاحنة كبيرة أمام السيارة التي كانت توجد بها كارول مع مترجمها آلن والسائق عدنان، وأطلق المسلحون النار على المترجم آلن واردوه قتيلاً على الفور، في حين استطاع السائق ان يهرب، وكان الخاطفون يصيحون «الجهاد الجهاد».

مقاتل
08-16-2006, 03:55 PM
كارول: الخاطفون ظنوا أنني جاسوسة بعد معركة قرب مكان احتجازي

الصحافية الأميركية: شكوا بأنني أخفي هاتفا جوالا في شعري

واشنطن: طلحة جبريل

قالت جيل كارول الصحافية الأميركية التي كانت مختطفة في العراق، إن مختطفيها ساورتهم الشكوك في الايام الاولى لاختطافها، أن تكون «جاسوسة»، خاصة بعد ان اندلع قتال عنيف بين القوات الاميركية ومسلحين على مقربة من المنزل الذي نقلت اليه عقب اختطافها. وشك المختطفون بأن تكون قد أخفت جهازاً لإرشاد القوات الاميركية حول مكان وجودها، أو انها تخفي هاتفاً جوالاً في شعرها.

وتقول كارول في الحلقة الثانية من مذكراتها التي نشرتها أمس صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» حول تفاصيل 82 يوماً في «ظلام بغداد»، إنها سمعت في اليوم الثاني لاختطافها صوت رصاص واشتباكات بالأسلحة قريبة من المنزل الذي كانت توجد فيه، واعتقدت أن أصوات تلك الاشتباكات جزء من الحالة اليومية في العاصمة العراقية، وعندما كانت تفكر في مصيرها تبكي بصوت منخفض حتى لا يسمعها أحد، وظلت طوال ذلك اليوم جالسة على كرسي بلاستيكي في غرفة بالطابق العلوي في المنزل الذي نقلت اليه.

وتضيف كارول، في ذلك اليوم عاد «ابو رشا» وهو احد خاطفيها وابلغها بأنه متعب بسبب القتال الذي جرى ذلك اليوم، وسألها حول ما إذا كانت تعرف سبب اقتراب الجنود الاميركيين من المنزل الذي كانت توجد به. وشك «ابو رشا» في انها تخفي جهاز هاتف جوال في شعرها، وعندما نفت ذلك ونكشت شعرها لتبين له عدم وجود هذا الهاتف الجوال، بادر بنفسه الى فحص شعرها ليتأكد من صدق قولها. كانت القوات الاميركية قد تلقت معلومات عن المكان الذي اختطفت منه كارول، لذلك بادرت في اليوم الثاني لاختطافها الى مهاجمة «مسجد ام القرى»، الذي يبعد حوالي كيلومترين من ذلك المكان.

وتروي جيل كارول، انه في اليوم الثاني أبلغها «ابو رشا» بأنها ستنتقل الى منزل أخيه «ابوعلي»، وبالفعل جمع بنفسه حاجياتها الشخصية في سيارة بعد أن وضع عصابات على عينيها حتى لا تعرف المكان الذي ستنقل اليه، وقال لها إنه منزل «ابوعلي» فقط دون اي توضيح آخر، وعندما وصلوا الى المنزل المشار اليه، قدم لها ابو رشا زميله ابو علي قائلاً «هل تعرفين ابو على منذ امس». ونفت كارول معرفتها به، لكنها تأكدت بأنه الشخص الذي هدد سائقها عدنان عباس بمسدس أثناء عملية الاختطاف، قبل أن يفر السائق ويفلت من قبضة الخاطفين.

سلسبيل
08-17-2006, 08:03 AM
http://www.aawsat.com/2006/08/17/images/news.378411.jpg


كارول: الخاطفون طلبوا مني البكاء بحرقة عند تسجيل أول شريط فيديو

الصحافية الأميركية قالت في مذكراتها إن خاطفيها العراقيين حاولوا إقناعها باعتناق الإسلام


واشنطن: طلحة جبريل


تحدثت جيل كارول، الصحافية الاميركية التي كانت مختطفة في العراق، في الحلقة الثالثة من مذكراتها التي تنشرها صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن تفاصيل تسجيلها اول شريط فيديو بعد يومين من اختطافها، وكان ذلك في التاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن الشريط الذي كانت مدته أربع دقائق، كما اوضحت كارول، بثت منه قناة «الجزيرة» 30 ثانية فقط بدون صوت على الرغم من أن أحد الخاطفين قرأ كلمة مكتوبة سجلت في الشريط في حين وقف آخران يوجهان سلاحهما نحو كارول. وبث الشريط يوم 17 يناير أي ان وصوله الى القناة استغرق أزيد من اسبوع. وكانت كارول تحدثت في بداية الحلقة الثالثة عن محاولات حثيثة جرت معها لاعتناق الاسلام، وقالت إن «ابوعلى» حاول ان يشرح لها القرآن الكريم. وتروي جيل كارول تفاصيل تسجيل اول شريط سيشاهده العالم بعد اختطافها، فتقول إنها نقلت يوم الاثنين 9 يناير الى الدور العلوي من المنزل الذي كانت محتجزة فيه، وقالت إن الشخص الذي استجوبها اليوم الاول واعتقدت بانه المترجم، ظهر من جديد ملثماً هذه المرة وراح يتحدث معها بالانجليزية. سألها «هل انت سعيدة هنا؟ هل كل شيء على ما يرام ؟».
وقال لها بلهجة حازمة «جيل أين هاتفك الجوال، امس جاء الجنود الاميركيون قريباً من هنا، قريبا جداً من المكان الذي توجدين فيه، لماذا فعلوا ذلك». وخشيت كارول من هذا السؤال، لانه يعني أن الخاطفين يتهمونها مرة اخرى بان لها «اتصالات» مع القوات الأميركية. وقالت: إن الشخص نفسه، والذي سيتضح لاحقاً ان «ابو نور» قال لها «أنا قائد هذه المجموعة الصغيرة وأنا أكثرهم لطفاً... هل لديك شيء داخل جسمك (يقصد قطعة معدنية) يرسل إشارات الى حكومتك». وكان يريد من قوله إنه اكثرهم «لطفاً» الايحاء بان الآخرين لن يتورعوا في القيام باي شيء ضدها إذا طلب منهم ذلك.

وروى لها «ابو نور» ان احد اصدقائه كان مسجوناً في سجن «ابوغريب» وقدم له المارينز دواءً لعلاجه لكنه اصبح ينام كثيراً وعندما أجرى فحصاً اتضح له أنهم وضعوا قطعة معدنية داخل جسمه لارشادهم الى حيث يوجد عندما أطلقوا سراحه. نفت كارول ان يكون هناك أي شيء تخفيه داخل جسمها وطلبت منهم احضار امرأة لتدخل معها الحمام وعندها يمكن ان تنزع ثيابها بالكامل وتتولى المرأة تفتيشها. بيد أن «ابو نور» أشار بحركة يديه الى ان ذلك ربما يكون غير كاف. وقالت إنه ابلغها بعد هذا «الاستجواب القصير» حول الهاتف الجوال او القطعة المعدنية المثبتة داخل جسمها، إنهم يريدون منها تسجيل شريط فيديو وقال لها «ابو نور» «نريد تصوير شريط فيديو... نريد ان تشاهده أسرتك، نريدهم ان يشاهدوك وانت في حالة سيئة حتى يتحركوا بسرعة».

وأبلغها ان لها الخيار في قبول أو رفض التصوير، لكن كارول الحريصة على ترك انطباع ايجابي لدى قائد المجموعة، قبلت التصوير، على الرغم من انها تقول «ورد الى خاطري بانني ساكون مثل اولئك الذين تبث صورهم «الجزيرة» يحيط بهم رجال مسلحون ...كنت دائماً أخشى أن اكون أحدهم».

وكان قائد المجموعة أكد لها قبل ذلك انه بعد الافراج عنها لابد ان تقول بانها عوملت معاملة طيبة. وعرفت كارول ان هذه المجموعة نفسها هي التي اختطفت الصحافية الفرنسية فلورانس ابناز التي تعمل مع يومية «ليبراسيون» في يناير، ذلك ان قائد المجموعة قال لها إن ذلك ما صرحت به الصحافية الفرنسية بعد إطلاق سراحها. شكلت هذه المعلومة صدمة لكارول.

وطلب منها قائد المجموعة ان تقول بعد ان يشرعوا في التصوير «ان (مختطفيها) المجاهدين يقاتلون للدفاع عن بلدهم ويريدون إطلاق سراح سجينات في سجن ابوغريب وان قوات المارينز تعتقل وتقتل نساءهم وتهدم منازلهم» وبعد ذلك عليها ان تبكي بحرقة. قبلت كارول ما طلب منها ثم ارتدت الملابس الخاصة بالتصوير التي طلبوا منها ارتداءها ونزعوا غطاء رأسها حتى يبدو شعرها منكوشاً. وتصف كارول بعد ذلك ما جرى، مشيرة الى انه قبل التصوير كان عدد الذين في الغرفة عشرة رجال، وبواسطة أغطية بيضاء حاولوا البحث عن افضل زاوية لانعكاس الضوء من اجل التصوير، وتقول إنهم اختلفوا كثيراً حول هذه المسألة، قبل أن يستقر رأيهم على الوضع النهائي. حيث طلب من كارول الجلوس وامامها كاميرا فيديو، وصوبوا نحو ساقيها رشاش لا يظهر في الصورة، في حين وقف مسلحان ملثمان عن يمينها ويسارها. وسلم قائد المجموعة الى «ابورشا» الذي سيظهر لاحقاً في الشريط خلف جيل كارول، نصاً مكتوباً راح يتدرب على القائه عدة مرات، في حين طلب من «ابوعلي» ان يقف خلف الكاميرا وفي الوقت نفسه مصوباً الرشاش نحو كارول. استجابت كارول الى طلبهم ورددت الجمل التي طلبوا منها ترديدها، بعد ذلك وباشارة من اصابع «ابوعلى» راحت تبكي، لكنها اوضحت انها لم تستطع ان تبكي بكاءً حقيقياً بسبب حالة الهلع والصدمة، لكن بعد ان انتهت من التصوير انتابتها نوبة بكاء حادة، وراحت تجهش وتنتحب.

لم يعجب ذلك التسجيل قائد المجموعة، وقال إنهم سيعيدون الكرة مرة اخرى، لانهم يريدون الكثير من البكاء وان تتحدث أكثر.

وفي معرض تذكرها لتلك اللحظات قالت إنها اثناء التسجيل كانت تضغط على مخارج الحروف عندما ذكرت كلمة «المارينز» مشيرة الى انها تذكرت قول ضابط من المارينز كان قال لها اثناء مرافقتهم في إحدى العمليات العسكرية إن فرقة كاملة من المارينز ستهب لنجدتها اذا اختطفت.

عابدون
08-23-2006, 03:51 PM
http://www.aawsat.com/2006/08/20/images/media.378811.jpg

كيف خطفت «قصة الاختطاف» اهتمام العالم؟

مذكرات الصحافية الأميركية جيل كارول على الإنترنت استقطبت 450 ألف قارئ في يوم واحد


واشنطن: طلحة جبريل

حرصت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» التي تنشر حاليا مذكرات الصحافية الاميركية المخطوفة سابقا في العراق، جيل كارول، أن تتكتم على كل حرف من هذه المذكرات حتى يحين «الوقت المناسب»... الذي كان يوم 14 أغسطس (آب) الجاري.
كارول كانت اختطفت في بغداد في السابع من يناير (كانون الثاني) واطلق سراحها بعد 82 يوماً في 31 مارس (آذار) ووصلت الى بوسطن (شرق اميركا) في مطلع ابريل (نيسان)، وفي مايو (آيار) تحدثت «كريستيان ساينس مونيتور» لاول مرة عن مذكرات ستكتبها جيل كارول عن «ظلام بغداد»، وطلبت من قرائها ان يترقبوا نشر هذه المذكرات دون ان تحدد تاريخاً .كما طلبت منهم كتابة الاسئلة التي يرغبون الحصول على اجابات عليها.

اعتقد كثيرون ان الصحيفة تهدف للترويج للمذكرات بإبقاء موعد النشر غير محدد، او كما يحدث في معظم الصحف الكبرى داخل وخارج اميركا تبحث عن عائدات مالية بالاتفاق من ناشرين آخرين لنشرها في الوقت نفسه. لكن اتضح ان هذا الامر لم يكن وارداً على الاطلاق.

حين اتصلنا، قبل نشر المذكرات، للاستفسار من إدارة الصحيفة حول حقوق النشر في منابر اخرى او النشر المتزامن، قال متحدث باسم الصحيفة لـ «الشرق الاوسط» «القاعدة لدينا أن مادة الصحيفة هي ملك الجميع وبالتالي فإن منح حق الانفراد لنشر الحلقات في صحف أخرى غير وارد البتة. وأوضح المصدر نفسه «ربما يمكن ان نسلم النصوص قبل 48 ساعة لكن هذا ليس قراراً نهائياً»، وأوضح المصدر آنذاك أن تحديد قدر مالي لقاء شراء حق نشر المذكرات ليس مطروحاً على الاطلاق.

وبسبب التعتيم الذي فرضته «كريستيان ساينس مونيتور» لا يعرف احد متى فرغت جيل كارول من كتابتها، ويقول والدها جيم كارول حول هذه المسألة «كانت تعمل فترات قصيرة إذ ان تذكر وقائع مؤلمة كان أمراً لا قدرة لها على تحمله» وامتنع عن اعطاء إيضاحات حول الاسلوب الذي اعتمدته في الكتابة وقال «هذا الامر ليس من اختصاصي».

ولم يقتصر أمر التكتم على النص بل إن الصحيفة فرضت حتى حظراً على استعمال الصور الكثيرة في موقعه الخاص الذي يتناول قصة جيل كارول، وتشتمل هذه الصور على وصولها الى بوسطن وزيارة قاعة تحرير مباشرة من المطار بعد وصولها بطائرة خاصة من قاعدة عسكرية اميركية في فرانكفورت، وصور لقاءها مع أسرتها وهم والدها جيم كارول ووالدتها ماري بيث وشقيقتها التوأم كاتي كارول في مقر «كريستيان ساينس مونيتور» وكذلك لقطات تبين وصولها الى المانيا ولها وهي داخل الطائرة في طريق العودة الى الولايات المتحدة. اضافة الى صور لها اثناء فترة الاختطاف ثم لقطات من الندوة الصحافية التي عقدتها في مقر «الحزب الاسلامي» في بغداد.

كل هذه الصور وضعت على موقع الصحيفة على الانترنت مع نظام حماية خاص يمنع نسخها. والمفارقة ان النسخة الورقية لهذه الصحيفة الصغيرة (20 صفحة حجم تابلويد) لا تنشر مع الحلقات الا رسومات وصورا ضعيفة جداً، ذلك ان طباعة «كريستيان ساينس مونيتور» اقل من عادية. وإمعاناً في التأكيد ان الصحيفة لا تريد لأية جهة ان تفوز «بسبق ما» اجرى محرر من «كريستيان ساينس مونيتور» قبل يوم من نشر الحلقات (يوم 14 اغسطس آب الحالي) حواراً وضعته الصحيفة على موقعها في فيديو، بحيث يمكن مشاهدته صوتاً وصورة، مع ردودها على جميع أسئلة القراء التي بلغت مئات الاسئلة، كما أكدت الصحيفة.

بعد اتصالات متعددة مع إدارة الصحيفة وأسرة جيل كارول استطعنا الوصول الى «ديفيد كوك» وهو ناطق باسم «كريستيان ساينس مونيتور» حول قضية جيل كارول والصحافي الذي كلف بمساعدتها حتى تندمج مهنياً. وقال كوك لـ «الشرق الاوسط» إن جيل كارول تمارس عملها الآن في القسم الدولي بقاعة تحرير الصحيفة في بوسطن بعد ان اصبحت ومنذ اول يوليو (تموز) موظفة بالكامل مع الصحيفة. وأوضح انها تقوم بعملها بكيفية عادية في صياغة الاخبار والاتصال مع مراسلي الصحيفة في الخارج. ولدى سؤاله ان كانت تنوي العودة الى منطقة الشرق الأوسط قريبا، اجاب: ليس الآن. كما اوضح كوك ان كارول «ترفض حالياً اجراء اي حوار مع اية وسيلة اعلامية» واضاف يشرح «ما تكتبه يسبب لها ألماً شديداً خاصة عندما تتذكر مقتل مترجمها (تتحدث عنه كصديق حميم هو وزوجته) وتروي ما جرى لها وبالتالي يصعب عليها الآن ان تتحدث... لقد اعتذرت الى كثيرين». وكشف ديفيد كوك النقاب عن معلومات تنشر لاول مرة تتعلق باسرة المترجم ألن انويا والسائق عدنان عباس الذي افلت من أيدي الخاطفين، وقال إن الاسرتين خرجتا الآن من العراق بمساعدة «كريستيان ساينس مونيتور» وتوجدان في مكان ما خارج العراق في انتظار انتهاء اجراءات حصولها على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة. لكن كوك قال إنه لاعتبارات أمنية ولضمان سلامة الاسرتين لا يمكن الكشف عن مكانهما الحالي.

هل أدى نشر هذه المذكرات الى ارتفاع مبيعات الصحيفة؟ هذا الموضوع لم يشأ كوك الافصاح عن تفاصيله. إلا أن المؤكد انه تسبب بقفزة نوعية للكريستيان ساينس مونيتور التي اعلنت ان موقعها الالكتروني سجل 450 ألف زيارة خلال اليوم الأول من نشر مذكرات كارول.