جمال
08-14-2006, 03:45 PM
ماذا لو كان حزب الله يمتلك الطائرات؟
القدس المحتلة - خدمة قدس برس
"الجيش الذي لا يُقهر"، خرج هذه المرة مهزوماً في حرب "غير متكافئة". فهذا الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك أكبر ترسانة قتالية متطورة في منطقة الشرق الأوسط، أخفق، أمام حزب لا يتجاوز عدد مقاتليه 4 آلاف، حسب ما يؤكده ضباط إسرائيليون، في تحقيق أي من الأهداف التي حدّدها في بداية الحرب والتي تلاشت شيئاً فشيئاً، حتى صار الهدف المنشود منها وقف القتال.
الجيش الإسرائيلي الذي استخدم قوته العسكرية الجوية والبحرية والبرية ضد لبنان خلال ثلاثة وثلاثين يوماً من القتال العنيف؛ أخفق في الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله اللبناني، وهو الهدف الرئيس المُعلَن لهذه الحرب، ومن ثم توالت الأهداف، بدءاً من "سحق حزب الله" إلى "تدمير القدرة الصاروخية للحزب"، إلى تغيير الوضع في الجنوب اللبناني بشكل يضمن الأمن للدولة العبرية في المستقبل.
كلّ هذه الأهداف لم يتحقق شيء منها؛ بل ما زاد الطين بلة لدى الإسرائيليين؛ ظهور معطيات جديدة، بدأ يتناقلها الخبراء العسكريون، تشير إلى أنّ "حزب الله" يمتلك الآن، وبعد شهر من الحرب، أكثر من ثلاثين ألف صاروخ بعضها قادر على ضرب أهداف أبعد من تل أبيب، وليس ثلاثة عشر ألفاً، كما كان يعتقد الجيش قبل بدء الحرب عندما أعلن عن تدمير 70 في المائة من هذه الترسانة الصاروخية. وبالإضافة إلى ذلك؛ فقد اتبع "حزب الله" تكتيكاً قتالياً فريداً، حافظ من خلاله على حياة مقاتليه، فلم يُقتل منهم سوى 66، بحسب الحزب.
الخسائر التي مُني بها الجيش الإسرائيلي، الذي قاتل أمام 4 آلاف مقاتل من حزب الله بحسب المعطيات الإسرائيلية؛ فاقت ما خسره في أي من الحروب السابقة التي خاضعها ضد عدد من الدول العربية، من ناحية المدة القتالية والخسائر البشرية والعسكرية والمعنوية أيضاً، ففي حرب كتلك التي نشبت سنة 1967؛ قُتل من الإسرائيليين سبعة وسبعون فقط، كما أن أياً من الحروب لم تستغرق وقتاً كالذي استغرقته هذه الحرب، باستثناء حملات غزو لبنان في أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات.
فأكثر من مائتي قتيل إسرائيلي، الغالبية العظمى منهم ضباط وجنود، سقطوا في ساحة القتال أمام رجال "حزب الله" اللبناني، وذلك حسب معطيات إسرائيلية غير رسمية، في حين تؤكد الأرقام المعلنة من قبل الجيش بشكل رسمي سقوط 160 قتيلاً على الأقل، 118 منهم عسكريون، وآلاف الجرحى، في ما أنّ عدد من القتلى مرشح للارتفاع لوجود أكثر من أربعين عسكرياً من الجرحى إصاباتهم بالغة الخطورة.
ويُضاف إلى الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، خسائر مادية، تمثلت في تحكم خمس طائرات، بينها طائرة من طراز "إف 16"، وتدمير ثلاث بوارج حربية متطورة، إضافة إلى تدمير العشرات من دبابات "الميركافا 4"، التي توصف على أنها من بين الأكثر تحصيناً في العالم، إلى جانب عدد آخر من المدرعات وناقلات الجند.
وقد كبّد هذا الجيش أيضاً موازنة الدولة العبرية، العاجزة أصلاً عن مواجهة خسائرها جراء استمرار "انتفاضة الأقصى" الفلسطينية منذ نحو ستة أعوام؛ ما يزيد عن ملياري دولار، هي تكاليف عسكرية فقط، بغض النظر عن الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الدولة العبرية، والتي تقدر بثلاثة إلى أربعة مليارات دولار، بحسب تقديرات إسرائيلية.
ويرى خبراء عسكريون ومسؤولون إسرائيليون أنّ الجيش خرج من هذه الحرب مهزوماً، لا سيما وأنّ وقف إطلاق النار جاء مفجعاً بالنسبة لإسرائيل التي فشلت في تحقيق أهدافها.
ويؤكد النائب بالبرلمان الإسرائيلي سيلفان شالوم، وهو وزير الخارجية السابق، "أنّ حزب الله سيستغل الاتفاق لإعادة تسليح نفسه، ما يعني أنّ الحرب ستُؤجّل بضع سنوات أخرى، عندها لن يكون شمال إسرائيل وحده الواقع تحت تهديد الصواريخ وإنما البلد كله"، على حد تعبيره.
وأضاف شالوم أنّ "قرار مجلس الأمن يُعدّ بمثابة عار وبكاء على مر الأجيال، كما يشكل خطراً على مستقبل دولة إسرائيل"، محذراً من أنّ "قبول هذا القرار سوف يجعل إسرائيل في وضع أسوأ مما كانت عليه عند بداية الحرب، إذ أنّ القرار لا يدعو إلى نشر قوات كبيرة متعددة الجنسيات في جنوب لبنان، أو تجريد حزب الله من سلاحه"، كما قال.
ورأى شالوم أنه "بسبب قبول إسرائيل القرار الدولي بوقف إطلاق النار، دون تحقيق نتائجها منها؛ فإنّ سورية سوف تفكر في إمكانية استعادة الجولان من خلال قصف إسرائيل بالصواريخ"، على حد تعبيره.
أما النائب عن حزب "ليكود" يوفال شتاينتس، فقال "إنّ قبول الحكومة (الإسرائيلية) وقف إطلاق النار يجب أن يجبرها على الاستقالة، لأنها قد أعطت بذلك نصراً لا سابق له لحزب الله ولكل الذين يطالبون بتدمير إسرائيل"، حسب قوله.
ويؤكد هنا عدد من الخبراء والمحللين العسكريين، بعضهم إسرائيليون، بأنّ الدولة العبرية وجيشها فقد في حرب "الثلاثة والثلاثين يوماً" ضد لبنان ما يسمى "القوة الرادعة" إلى الأبد، الأمر الذي سيجعل فصائل المقاومة بمختلف أشكالها تتجرأ أكثر من أي وقت مضى على إلحاق الهزيمة بهذا الجيش.
ويتساءل بعض هؤلاء عن شكل سير المعركة بين "حزب الله" اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لو كان هذا الحزب يمتلك طائرات حربية، كالتي تمتلكها الدولة العبرية والعديد من الدول العربية، مجيبين على تساؤلهم بالتأكيد على أن هذه الحرب لم تكن لتستمر حتى هذا الوقف، وكانت ستنتهي لصالح "حزب الله" بنصر كبير.
ويشير هؤلاء إلى أنّ "حزب الله" حقق النصر في هذه الحرب بالرغم من أنه لا يملك حتى مضادات للطائرات الحربية الإسرائيلية، التي أغارت على لبنان أكثر من 10 آلاف غارة. وأوضحوا أنّ صمود المقاومة اللبنانية في وجه الجيش الإسرائيلي "الذي لا يُقهر" كلّ هذه المدة، دون أن تتأثر قدرته الصاروخية أو حتى القتالية، يكون قد حقق النصر، لا سيما وأنّ الحزب كانت لديه مخططات لهذه الحرب من أربع مستويات، استخدم فيها خلالها المستوى الأول وقد يكون جزء من المستوى الثاني.
القدس المحتلة - خدمة قدس برس
"الجيش الذي لا يُقهر"، خرج هذه المرة مهزوماً في حرب "غير متكافئة". فهذا الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك أكبر ترسانة قتالية متطورة في منطقة الشرق الأوسط، أخفق، أمام حزب لا يتجاوز عدد مقاتليه 4 آلاف، حسب ما يؤكده ضباط إسرائيليون، في تحقيق أي من الأهداف التي حدّدها في بداية الحرب والتي تلاشت شيئاً فشيئاً، حتى صار الهدف المنشود منها وقف القتال.
الجيش الإسرائيلي الذي استخدم قوته العسكرية الجوية والبحرية والبرية ضد لبنان خلال ثلاثة وثلاثين يوماً من القتال العنيف؛ أخفق في الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله اللبناني، وهو الهدف الرئيس المُعلَن لهذه الحرب، ومن ثم توالت الأهداف، بدءاً من "سحق حزب الله" إلى "تدمير القدرة الصاروخية للحزب"، إلى تغيير الوضع في الجنوب اللبناني بشكل يضمن الأمن للدولة العبرية في المستقبل.
كلّ هذه الأهداف لم يتحقق شيء منها؛ بل ما زاد الطين بلة لدى الإسرائيليين؛ ظهور معطيات جديدة، بدأ يتناقلها الخبراء العسكريون، تشير إلى أنّ "حزب الله" يمتلك الآن، وبعد شهر من الحرب، أكثر من ثلاثين ألف صاروخ بعضها قادر على ضرب أهداف أبعد من تل أبيب، وليس ثلاثة عشر ألفاً، كما كان يعتقد الجيش قبل بدء الحرب عندما أعلن عن تدمير 70 في المائة من هذه الترسانة الصاروخية. وبالإضافة إلى ذلك؛ فقد اتبع "حزب الله" تكتيكاً قتالياً فريداً، حافظ من خلاله على حياة مقاتليه، فلم يُقتل منهم سوى 66، بحسب الحزب.
الخسائر التي مُني بها الجيش الإسرائيلي، الذي قاتل أمام 4 آلاف مقاتل من حزب الله بحسب المعطيات الإسرائيلية؛ فاقت ما خسره في أي من الحروب السابقة التي خاضعها ضد عدد من الدول العربية، من ناحية المدة القتالية والخسائر البشرية والعسكرية والمعنوية أيضاً، ففي حرب كتلك التي نشبت سنة 1967؛ قُتل من الإسرائيليين سبعة وسبعون فقط، كما أن أياً من الحروب لم تستغرق وقتاً كالذي استغرقته هذه الحرب، باستثناء حملات غزو لبنان في أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات.
فأكثر من مائتي قتيل إسرائيلي، الغالبية العظمى منهم ضباط وجنود، سقطوا في ساحة القتال أمام رجال "حزب الله" اللبناني، وذلك حسب معطيات إسرائيلية غير رسمية، في حين تؤكد الأرقام المعلنة من قبل الجيش بشكل رسمي سقوط 160 قتيلاً على الأقل، 118 منهم عسكريون، وآلاف الجرحى، في ما أنّ عدد من القتلى مرشح للارتفاع لوجود أكثر من أربعين عسكرياً من الجرحى إصاباتهم بالغة الخطورة.
ويُضاف إلى الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، خسائر مادية، تمثلت في تحكم خمس طائرات، بينها طائرة من طراز "إف 16"، وتدمير ثلاث بوارج حربية متطورة، إضافة إلى تدمير العشرات من دبابات "الميركافا 4"، التي توصف على أنها من بين الأكثر تحصيناً في العالم، إلى جانب عدد آخر من المدرعات وناقلات الجند.
وقد كبّد هذا الجيش أيضاً موازنة الدولة العبرية، العاجزة أصلاً عن مواجهة خسائرها جراء استمرار "انتفاضة الأقصى" الفلسطينية منذ نحو ستة أعوام؛ ما يزيد عن ملياري دولار، هي تكاليف عسكرية فقط، بغض النظر عن الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الدولة العبرية، والتي تقدر بثلاثة إلى أربعة مليارات دولار، بحسب تقديرات إسرائيلية.
ويرى خبراء عسكريون ومسؤولون إسرائيليون أنّ الجيش خرج من هذه الحرب مهزوماً، لا سيما وأنّ وقف إطلاق النار جاء مفجعاً بالنسبة لإسرائيل التي فشلت في تحقيق أهدافها.
ويؤكد النائب بالبرلمان الإسرائيلي سيلفان شالوم، وهو وزير الخارجية السابق، "أنّ حزب الله سيستغل الاتفاق لإعادة تسليح نفسه، ما يعني أنّ الحرب ستُؤجّل بضع سنوات أخرى، عندها لن يكون شمال إسرائيل وحده الواقع تحت تهديد الصواريخ وإنما البلد كله"، على حد تعبيره.
وأضاف شالوم أنّ "قرار مجلس الأمن يُعدّ بمثابة عار وبكاء على مر الأجيال، كما يشكل خطراً على مستقبل دولة إسرائيل"، محذراً من أنّ "قبول هذا القرار سوف يجعل إسرائيل في وضع أسوأ مما كانت عليه عند بداية الحرب، إذ أنّ القرار لا يدعو إلى نشر قوات كبيرة متعددة الجنسيات في جنوب لبنان، أو تجريد حزب الله من سلاحه"، كما قال.
ورأى شالوم أنه "بسبب قبول إسرائيل القرار الدولي بوقف إطلاق النار، دون تحقيق نتائجها منها؛ فإنّ سورية سوف تفكر في إمكانية استعادة الجولان من خلال قصف إسرائيل بالصواريخ"، على حد تعبيره.
أما النائب عن حزب "ليكود" يوفال شتاينتس، فقال "إنّ قبول الحكومة (الإسرائيلية) وقف إطلاق النار يجب أن يجبرها على الاستقالة، لأنها قد أعطت بذلك نصراً لا سابق له لحزب الله ولكل الذين يطالبون بتدمير إسرائيل"، حسب قوله.
ويؤكد هنا عدد من الخبراء والمحللين العسكريين، بعضهم إسرائيليون، بأنّ الدولة العبرية وجيشها فقد في حرب "الثلاثة والثلاثين يوماً" ضد لبنان ما يسمى "القوة الرادعة" إلى الأبد، الأمر الذي سيجعل فصائل المقاومة بمختلف أشكالها تتجرأ أكثر من أي وقت مضى على إلحاق الهزيمة بهذا الجيش.
ويتساءل بعض هؤلاء عن شكل سير المعركة بين "حزب الله" اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لو كان هذا الحزب يمتلك طائرات حربية، كالتي تمتلكها الدولة العبرية والعديد من الدول العربية، مجيبين على تساؤلهم بالتأكيد على أن هذه الحرب لم تكن لتستمر حتى هذا الوقف، وكانت ستنتهي لصالح "حزب الله" بنصر كبير.
ويشير هؤلاء إلى أنّ "حزب الله" حقق النصر في هذه الحرب بالرغم من أنه لا يملك حتى مضادات للطائرات الحربية الإسرائيلية، التي أغارت على لبنان أكثر من 10 آلاف غارة. وأوضحوا أنّ صمود المقاومة اللبنانية في وجه الجيش الإسرائيلي "الذي لا يُقهر" كلّ هذه المدة، دون أن تتأثر قدرته الصاروخية أو حتى القتالية، يكون قد حقق النصر، لا سيما وأنّ الحزب كانت لديه مخططات لهذه الحرب من أربع مستويات، استخدم فيها خلالها المستوى الأول وقد يكون جزء من المستوى الثاني.