المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سحق حزب الله مقدمة للهجوم على إيران"



جمال
08-14-2006, 03:34 PM
توفيق محمد السهلي

بي بي سي-لندن



الإدارة الأمريكية كانت على علم بأن إسرائيل ستشن ضربات عسكرية ضد حزب الله في لبنان قبل أشهر من قيام مقاتلي الحزب بأسر جنديين إسرائيليين على الحدود.

هذا ما تورده صحيفتا "الإنديبيندت" و"الغارديان" نقلا عن تقرير للصحفي المعروف "سيمور هيرش" في جريدة "نيويوركر."

وينقل "هيرش" أن مسؤولين إسرائيليين أطلعوا واشنطن قبل أشهر على خطط إسرائيل للرد على أي تحرش من قبل حزب الله بهدف معرفة إلى أي مدى يمكن لواشنطن أن تؤيد مثل تلك الخطط.

وحسب ما ينقل عن تقرير "هيرش" فإن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لتلك الهجمات، بل وطلبت تسريعها معتبرة إياها متطلبا أساسيا يمهد لشن هجوم محتمل ضد إيران.

ويقول "هيرش" إن المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن سعوا للحصول على تأييد نائب الرئيس "ديك تشيني" لخططهم مدركين أنهم إن أمنوا تأييد تشيني فسيكون الحصول على تأييد الرئيس ووزيرة خارجيته أسهل.

وينقل "هيرش" عن مستشار حكومي أمريكي على علاقة وثيقة مع إسرائيل( لم يفصح عن أسمه) قوله:" لقد أخبرنا الإسرائيليون أنها ستكون حربا رخيصة بفوائد كثيرة. فلم تعارضونها؟ سوف نتمكن من كشف وقصف الصواريخ والأنفاق والمخابئ من الجو. وسيكون ذلك عرضا توضيحيا بخصوص إيران."

وينقل "هيرش" عن مسؤول استخباراتي سابق قوله:" لقد أخبرنا الإسرائيليين الآتي:" إذا توجب عليكم المضي قدما فنحن سندعمكم على طول الطريق. لكننا نعتقد أنه يجب القيام بذلك بأسرع وقت ممكن، إذ كلما انتظرتم وقتا أطول، كلما كان الوقت المتبقي أمامنا لتقييم وتخطيط أمر لإيران أقل قبل انتهاء ولاية بوش الرئاسية."

وتنقل "الإنديبندتنت" عن ما نشر في صحيفة "فرانسيسكو كرونيكل" الشهر الماضي حيث قالت "إن رد الفعل العسكري الإسرائيلي جوا وبرا وبحرا لما اعتبرته إسرائيل تحرشا من مقاتلي حزب الله يظهر تدريجيا وفق خطة وضعت قبل أمثل من عام مضى."

وتنقل "الإنديبيندنت" عن مجلة "نيو ستيتسمان" الأسبوع الماضي ما ذكرته أن "الحكومة البريطانية أيضا كانت على علم بخطط إسرائيل وأن رئيس الوزراء "توني بلير" اختار ألا يحاول إيقاف الإسرائيليين لأنه لم يكن راغبا في ذلك."

وتنقل "الإنديبندنت" عن خبير في الشرق الأوسط قوله "إنه لو كان هناك خيار عسكري ضد مواقع إيران النووية فلا بد من التخلص من أسلحة حزب الله في لبنان التي يمكن أن تستخدم للانتقام من إسرائيل. وبوش أراد الأمرين معا."

الآن تبدأ الحرب الحقيقية
وفي صحيفة "الإنديبيندت" أيضا وتحت العنوان السابق على صفحتها الرئيسية يقول مراسلها "روبرت فيسك" من بيروت "إنه بينما يعتقد العالم وتعتقد إسرائيل أن وقف إطلاق النار المقرر سريانه حسب قرار مجلس الأمن الدولي سوف يسدل الستار على المعارك، إلا أن الحقيقة غير ذلك، فالجيش الإسرائيلي الذي يترنح بتأثير هجوم حزب الله في الساعات الـ24 الأخيرة يواجه الآن أقسى حرب عصابات في تاريخه."

ويستطرد "فيسك" قائلا:" وهي حرب قد يخسرها بالفعل."

ويتابع "فيسك" فيقول:"في هذه الحرب واعتبارا من هذا الصباح سوف تتركز هجمات حزب الله فقط على القوات الإسرائيلية الغازية، والإسرائيليون لا يستطيعون تحمل خسارة 40 جنديا كل يوم".

ويقول "فيسك" إنها حرب عصابات كان مقاتلو حزب الله ينتظرونها ويصلّون لها بفارغ الصبر ليقاتلوا الجنود الإسرائيليين على الأرض ندا لند في ظل عجزهم عن إسقاط طائرات الإف 16 التي ما فتئت تقصف لبنان منذ أكثر من شهر.

ويضيف "فيسك":" إذا فشل اتفاق وقف إطلاق النار، كما يبدو أنه أمر محتم الحدوث، لا يبدو أن للإسرائيليين ولا للأمريكيين خططا لتجنب العواقب."

ويردف "فيسك":" لقد رأى الأمريكيون في الحرب فرصة لإذلال سورية وإيران اللتين تدعمان حزب الله، لكن الذي يظهر كما لو أن الطاولات قد قلبت، إذ يبدو أن الجيش الإسرائيلي ماهر في تدمير الجسور ومحطات الطاقة الكهربائية ومحطات الوقود والبنايات السكنية لكنه غير فعال في سحق جيش "الإرهابيين" الذي أقسم على إزالته عن الوجود."

جنود لبنان الحقيقيون

تحت عنوان "جنود لبنان الحقيقيون يوضعون في مكانهم" يتحدث مراسل "التايمز" "دانييل ماك غوري" عن الخلاف الذي نشب في صفوف الحكومة اللبنانية بخصوص رفض حزب الله نزع سلاح مقاتليه في المنطقة العازلة التي من المقرر انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" فيها.

ويقول "ماك غوري" إن حزب الله رفض التخلي ولو عن قطعة سلاح واحدة أو سحب مقاتليه من المنطقة العازلة على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل (بعمق 20 كلمترا) و"هو ما ترك قادة الجيش اللبناني يشعرون بالمهانة".

ويقول كاتب المقال: " رغم تصريحات وزير الدفاع والرئيس اللبنانيين باستعداد الجيش اللبناني للمقاومة خلال استعار القتال" قبل فترة ، إلا أن الرئيس "لحود" اعترف لمسؤول كبير بأن الجيش اللبناني "لو أمر بالقتال لتمت إبادته."

وينقل الكاتب عن الجنرال "إلياس حنا" المتقاعد أن إرسال قوات الجيش اللبناني إلى جنوبي الليطاني "هو حل سياسي وليس عسكريا، وهو بحاجة لمساعدة من القوات الدولية. الهدف الرئيسي هو المحافظة على وحدة الجيش وليس دفعه للانقسام على أسس طائفية كما حصل في الحرب الأهلية."

وعود أولمرت الحربية لم تتحقق

وفي صورة انتقادية يكتب مراسل "الديلي تليغراف" "هاري دي كويتيفيل" من تل أبيب مقالا يتحدث فيه عن فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" في تحقيق وعوده الواضحة من الحرب في لبنان، وهي سحق حزب الله وتحرير الجنديين الأسيرين لدى الحزب.

ويقول "كويتيفيل" إنه بعد مرور أكثر من شهر لا تزال صواريخ الكاتيوشا تنهمر على مدن وبلدات إسرائيل الشمالية، بل وبلغت رقما قياسيا بلغ250 صاروخا في أحدث هجوم، بينما لا يزال الجنديان الإسرائيليان في أيدي حزب الله.

ويتابع الكاتب بالقول:" يجب على أولمرت أن يشرح للإسرائيليين ما كسبه من حرب كلفت 144 إسرائيليا حياتهم، وأرغمت سكان شمالي إسرائيل على التزام مخابئهم والغرف المحصنة طيلة شهر. كما عليه أن يفسر ما كسبه من آخر هجوم قبل موعد سريان وقف إطلاق النار والذي كبد الجيش الإسرائيلي أفدح خسائره في الحرب."

ويقول المراسل إنه مع تصاعد حصيلة القتلى الإسرائيليين برزت وزيرة الخارجية الإسرائيلية لتعترف بأن إسرائيل سوف تضطر للتفاوض من أجل إطلاق سراح جندييها الأسيرين.

ويخلص "كويتيفيل" بالقول إنه "بينما أضرت الحرب على لبنان بشعبية "أولمرت" بين الإسرائيليين بشكل كبير بسبب عدم تحقيقه لوعوده، فإن شعبية زعيم "حزب الله" "حسن نصر الله" بالمقابل ارتفعت عاليا" في العالمين العربي والإسلامي.

الحياة وسط الدماء والقتابل

تغطية الحرب في لبنان في الصحف البريطانية لم تقتصر على التحليلات وعرض الوقائع على الأرض بل ركزت أيضا على تصوير ويلات تلك الحرب، وكان منها صورة على صفحتين في جريدة "الغارديان" يظهر فيها عمال الصليب الأحمر اللبناني المنهكون وهم يبذلون أقصى ما بوسعهم لانتشال القتلى والجرحى من تحت أنقاض مبان قصفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.

وفي صفحة أخرى من نفس الصحيفة خريطة من القطع الكبير للبنان فصلت فيها الجريدة الخسائر البشرية والمادية في كل بقعة تقريبا من لبنان، حيث تظهر مواقع الجسور والطرق المدمرة ومحطات الكهرباء والوقود والمصانع التي استهدفها القصف الإسرائيلي.

كما تظهر نفس الخريطة عدد الضحايا اللبنانيين، والنازحين في كل مدينة ومنطقة مع تفصيلات تقريبية لأعداد القوات الإسرائيلية التي باتت في جنوبي لبنان وخسائر تلك القوات ومواقع المعارك التي تدور في الجنوب.