المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنبلاط محمية اسرائيلية .... بقلم ماريا المعلوف



زوربا
08-13-2006, 04:46 PM
http://www.champress.net/photo/mariaMalouf28488.jpg

بقلم | ماريا معلوف


عندما خرج وليد جنبلاط قبل عدة اشهر على شاشة اعلام المستقبل المتصهين و قال ما نصه (عدوي الوحيد الان هو سورية و ليست اسرائيل ) ادرك اللبنانيون و العرب حقيقة ما عناه القياديون في حزب كاديما الاسرائيلي عندما عرضوا على جنبلاط حمايته مم اسموه ( ارهاب النظام السوري ) هذا قبل عدة اشهر اما الان و منذ 12 تموز و هذه المحمية الاسرائيلية المسماة ( وليد بك ) تتحف العالم العربي يوميا بتصريحات يحتار السامع لها بين ان يضحك او يبكي ، هذا ان لم يظن السامع ان قائل هذا الكلام هو ايهود باراك او بنيامين نتنياهو و ربما ارييل شارون ، مرة يتحفنا بان خطف حزب الله لجنديين اسرائيليين ما هو الا ( اراء و افكار منطلقة من ذلك المحور السوري الايراني و هي املاءات و استخفاف بالعقول و نرفض ذلك المحور لانه يصادر الوطن ).

و لكنني اعذر جنبلاط في هذا الكلام فهو لم يعرف يوما معنى المقاومة ولم يطلق طلقة واحدة تجاه العدو الاسرائيلي بل انه ايام الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 كلف احد مستشاريه بالتفاوض مع قادة الوحدات الاسرائيلية التي دخلت المختارة حتى لا يلحقوا الاذى بالطائفة الدرزية الكريمة و توج ذلك باستقبال ( شيمون بيريز في قصر المختارة ) .

جنبلاط منذ 12 تموز لا يمكن وصفه باقل من انه اقترب من حالة الهلوسة و في افضل الحالات اصبح ( الوسواس القهري ) يسيطر عليه تجاه سورية و قيادتها ، و في اليوم الثاني للعدوان كلف اجد وزرائه بان يقول لقناة الجزيرة ان ( هذه الحرب هي بامر فاروق الشرع الذي اعطته ايران الاوامر و لبنان هو من يدفع الثمن ) .

و بعد ذلك خرج علينا النائب ( اكرم شهيب ) ليرى في عدوان اسرائيل على لبنان ( خطة سورية لمنع قيام المحكمة الدولية في اغتيال المرحوم الحريري ) . فختم ذلك الاسبوع باطلالته غير المباركة على قناة العربية و كأنه في حلبات مصارعة الثيران الاسبانية يتخبط و يترنج مطالبا في دقيقة واحدة لا اكثر بقوى دولية في الجنوب شريطة ان لا تتجاوز السيادة و طالب بارسال الجيش مع ملاحظة انه في مكان ما لابد ان لا ينصت ذلك الجيش الى تدخلات الجيوش المحيطة بلبنان و التي تحاول اشعال جبهتها بينما جبهتها هادئة منذ عام 1974 ، دعا وليد بيك الى نشر الجيش و انتشار قوات دولية و نزع السلاح من حزب الله في دقيقة واحدة و كأن هذا الامر ممكن الحصول عليه في لحظة اذا انتهت تداخلات ما يسميه المحور السوري الايراني في شؤون لبنان و كان قوله على عتبات الامم المتحدة بضرورة تغيير النظام في سورية ليس تدخلا في خيارات الشعب السوري .

جنبلاط ـ مع اعتذار للقراء الكرام ـ هو نموذج العربدة السياسية الفاسدة و المهلوسين الذين يزعمون النزاهة و يدعونا الديمقراطية رغم ان الفساد يملأهم من راسهم الى اخمص قدميهم ، ولكن لا عجب فقد عرف بعض اسياده في واشنطن و منهم جورج بوش و كونداليزا رايس بمراجعة العيادات النفسية بسبب الاضطرابات النفسية التي يشعرون بها بين الحين و الاخر فهو بالتالي لا يجد كونه مكملا لصورة امريكا ( المريضة نفسيا ) التي تريد ان تحكم بها العالم من خلال بعض المرضى النفسيين ، انني على يقين من انه عندما تضع هذه الحرب اوزارها فان الكثيرين من قادة الجيش الاسرائيلي سيستقيلون من مناصبهم ـ و قد بدت بوادر ذلك بفرض الوصاية العسكرية من دان حالوتس على قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي ـ بسبب انهم خدعوا قياداتهم السياسية في تصورهم لقدرات حزب الله ، و اما تلك القيادة السياسية فلا شك ان اجندة مواعيدهم ستمتلئ بزيارة المصحات النفسية التي اصبح ايجاد مكان للمواطن الاسرائيلي امرا مستحيلا فيها بسبب كثرة زوارها و المقيمين فيها هذه الايام لكننا نتمنى عليهم ان يجدوا مكانا لجنبلاط في تلك المصحات و لا اظن انهم سيبخلون

على ( محميتهم العفنة ) بسرير واحد او جناح ملكي يليق بمقام البيكوية

شام برس