زوربا
08-13-2006, 04:42 PM
بقلم باتريك سيل
في نصيحة حكيمة الى القادة السياسيين العنيدين، كان وزير الدفاع البريطاني الاسبق، دنيس هيلي، يقول "عندما تكون في حفرة، توقف عن الحفر!". الولايات المتحدة واسرائيل في حفرة عميقة وخطرة، ويجب ان يتوقفا فورا عن الحفر قبل ان تبتلعهما.
انهما تقاتلان، وتخسران، على ثلاث جبهات - العراق ولبنان وفلسطين. ويبدو ان هذا غير كاف للأكثر جنونا وهستيرية بينهم الذين يطالبون بتوسيع الحرب نحو سوريا وايران، وكل ما يحلو لهم ان يسموه العالم "الاسلامي - الفاشي".
تنكر اسرائيل تورطها في حرب العراق. لكن في الواقع انها جزء من ذلك النزاع تماما كما الولايات المتحدة جزء الآن من الحربين في لبنان وفلسطين. شاركت اسرائيل في التخطيط الاستراتيجي لحرب العراق بهدف ابعاد اي خطر عنها من الشرق. حض اصدقاؤها المحافظون الجدد في واشنطن اميركا على خوض هذه الحرب، ولفقوا المعلومات الاستخبارية الكاذبة التي اقنعت رئيسا ساذجا ان سحق العراق ضروري لأمن اميركا.
بعد ثلاثة اعوام، الولايات المتحدة غارقة حتى الاذنين في المأزق العراقي، حيث تهدر مليارات الدولارات وتخسر جنودها بمعدل واحد كل يوم، لكنها لا تتحلى بالرشد او الارادة لتنهض من الحفرة.
الحروب في العراق وفلسطين ولبنان مترابطة كلها، فالانتهاكات الاميركية في العراق تقدم نموذجا عن العنف الاسرائيلي العشوائي ضد المدنيين وخرق اسرائيل للقانون الانساني الدولي. تفعل اسرائيل ما بدأته الولايات المتحدة عندما خلقت القوة العظمى العالمية ظروف الفوضى الدولية عبر تدمير ضوابط النظام الدولي وتوازناته.
ما زال الايديولوجيون الموالون لاسرائيل في واشنطن تحت تأثير الوهم الذي يعتبر أنه يمكن اعادة هيكلة الشرق الاوسط بكامله بواسطة القوة العسكرية كي يصبح متناسبا مع المصالح الاميركية والاسرائيلية - والرئيس القلق بشأن انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني اكثر عنادا وجهلا من ان يدعو الى وقف هذا الجنون.
الحرب في كل من لبنان وفلسطين هي حرب اميركية - اسرائيلية جرى التخطيط لها مسبقا بين البلدين وتشن بتنسيق استراتيجي وثيق. يتولى الاسرائيليون القتال في حين تؤمن الولايات المتحدة التمويل والاسلحة والتغطية السياسية والديبلوماسية: تأجيل وقف النار لمنح اسرائيل الوقت الكافي لـ"انهاء المهمة".
لكن الحربين لا تسيران كما يشتهي البلدان. في كل من لبنان وغزة، يمكن ان تحقق اسرائيل بعض المكاسب التكتيكية - على غرار الغارة على بعلبك هذا الاسبوع [الاسبوع الماضي] - لكن من شبه المؤكد انه لا يمكنها تحقيق انتصار استراتيجي.
ليس "حزب الله" و"حماس" جيشين نظاميين يمكن القضاء عليهما في ساحة المعركة، وليسا ايضاً منظمتين ارهابيتين غير معترف بهما او لا تحظيان بالاحترام. انهما حركتا مقاومة وطنية متجذرتان بعمق في اوساط السكان الذين تمثلانهم وتسعيان الى الدفاع عن حقوقهم وارواحهم ضد الاعتداءات العسكرية المتكررة.
في لبنان، يبدو ان الهدف الفوري لاسرائيل هو ابعاد "حزب الله" والسكان المدنيين مسافة 30 كيلومترا عن الحدود املاً في نشر قوة دولية هناك مهمتها نزع سلاح "حزب الله" وحماية اسرائيل من الهجمات بالصواريخ. انه وهم.
لن يحمي احتلال جنوب لبنان القوات الاسرائيلية من هجمات المقاتلين - كتلك التي اخرجتهم من الجنوب عام 2000 - ولن يرسل اي بلد جنودا لمحاربة "حزب الله" نيابة عن اسرائيل. فكما أوضح الفرنسيون، لا يمكن نشر قوة دولية الا بموافقة كل الاطراف، بما فيها "حزب الله" وعندما يتم ارساء السلام.
في الانتظار، يدمر القصف المكثف قرى جنوب لبنان في حين ينزح سكانها المصابون بالذعر - اولئك الذين لم يدفنوا تحت انقاض منازلهم - شمالا قدر المستطاع.
الكلفة المعنوية والسياسية المترتبة على اسرائيل نتيجة التطهير الاتني وارهاب الدولة عالية جدا. فاحتقار اسرائيل حياة العرب وقوانين الحرب قوض الشرعية التي استطاعت بناءها طوال فترة وجودها القصيرة الممتدة على مر 58 عاما. يتلهف آلاف، وربما عشرات آلاف العرب الغاضبين والراديكاليين لمهاجمتها.
هذا هو التناقض الاساسي في قلب السياسة الاسرائيلية، في اطار السعي الى استعادة قدرتها الرادعة المتراجعة من خلال اللجوء الى وسائل همجية - عبر المطالبة بحق مهاجمة اعدائها في حين تنكر عليهم حق الرد - تصبح اسرائيل اكثر عرضة للحرب غير المتكافئة.
الهدف الاميركي والاسرائيلي الاوسع نطاقاً وراء القضاء على "حزب الله" وازالة اي آثار لسوريا او لتأثير ايراني انطلاقاً من لبنان هو وهم يستحيل تحويله حقيقة ويتعارض مع كل الحقائق في المنطقة. لأسباب تاريخية وطائفية واجتماعية، ونظراً الى وجود شبكة قوية من الروابط العائلية وغير العائلية، وبسبب المصالح الاستراتيجية والامنية المشتركة، سيكون لسوريا وايران دائماً نفوذ اكبر من اسرائيل او الولايات المتحدة في لبنان.
مهما كانت المفاجآت العسكرية التي سيحملها الاسبوع او الاسبوعان المقبلان، من الواضح منذ الآن ان كره اسرائيل وخيبة الآمال من اميركا لن يعرفا حدوداً، في حين ان "حزب الله" سيخرج اقوى من المعركة. عبر وضع اهداف مستحيلة، ضمنت اسرائيل والولايات المتحدة فشلهما.
تقف الولايات المتحدة عند مفترق طرق مهم في تعاملها مع العالم العربي والاسلامي. هل ستغرق اكثر في العداوات ام انها ستتحلى بالحكمة لتصحيح هدفها؟ هناك مستشارون محنّكون في واشنطن يعرفون ما الذي يجب فعله - مثلاً برنت سكوكروفت، مستشار الامن القومي في ادارتي جيرالد فورد وجورج بوش الأب، وزبيغنيو بريجنسكي، مستشار الامن القومي في ادارة الرئيس كارتر - لكنهم لا يلقون آذاناً صاغية في البيت الابيض في عهد جورج دبليو بوش.
الحرب العالمية التي يشنها بوش على الارهاب ودعمه غير المشروط لاسرائيل جلبا له عدداً كبيراً من الاعداء. لم يُلعَن رئيس اميركي في الزمن المعاصر كما يُلعَن هو. حتى ان الولايات المتحدة تبدو عاجزة عن ضبط محميّتها الجامحة اسرائيل، فهذا ما تعلمته وزيرة الخارجية الاميركية رايس من حسابها الخاص الاسبوع الماضي. فقد ظنّت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت وعدها بوقف النار 48 ساعة، غير ان اسرائيل واصلت القصف بلا رادع. قالت لشمعون بيريس، نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، إنه يمكن التوصل الى وقف نار في غضون ايام، اما هو فناقض كلامها علناً قائلاً ان اسرائيل بحاجة الى اسابيع.
أين هي اذاً قيادة اميركا للعالم؟ لقد اغرقت في ما سمّاه رئيس الوزراء التركي رجب طيّب اردوغان "ثقافة العنف".
الخيار الذي يواجهه الرئيس بوش واضح: إمّا مواصلة دعمه لحروب اسرائيل الكارثية في فلسطين ولبنان - وربما ايضاً مدّ النزاع الى ايران وسوريا - وإما الدعوة الى وقف هذا الجنون وفرض نفسه قائداً يسعى الى السلام.
قد تكون هذه فرصة بوش لانقاذ رئاسته من الفشل. يجب ان يلقي بثقل اميركا الكبير وبهيبته الشخصية وراء تسوية اقليمية شاملة. يمكن فعل هذا وهو يملك الوقت للقيام به. لكن في سبيل النجاح، ينبغي عليه ان يُبعد عنه المستشارين الذين وضعوا اميركا في خطر.
يجب معالجة مشكلات المنطقة وجهاً لوجه وفي رزمة واحدة لأنها مترابطة:
- يجب حل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني بانشاء دولة فلسطينية مستقلة بالاستناد الى حدود 1967.
- يجب حل النزاع الاسرائيلي - السوري بعودة الجولان الى سوريا.
- يجب اعادة اعمار لبنان من خلال تقديم الكثير من المساعدات وضمانات دولية لأمنه في المستقبل.
- يجب ان تبدأ الولايات المتحدة حواراً ثنائياً مع ايران بهدف اعادة ارساء علاقات ديبلوماسية معها والاقرار بمصالح ايران الاقليمية ومخاوفها الامنية.
- يجب ان تتخلى اسرائيل عن اطماعها العقيمة الهادفة الى السيطرة على المنطقة عسكرياً، وينبغي عليها بدلاً من ذلك ان تعقد، ضمن حدود 1967، معاهدات سلام مع العالم العربي بكامله بالاستناد الى الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
هل هذه الرؤية الطوباوية هي اكبر وهم على الاطلاق؟ في الانتظار، يستمر القتل والجميع خاسر.
في نصيحة حكيمة الى القادة السياسيين العنيدين، كان وزير الدفاع البريطاني الاسبق، دنيس هيلي، يقول "عندما تكون في حفرة، توقف عن الحفر!". الولايات المتحدة واسرائيل في حفرة عميقة وخطرة، ويجب ان يتوقفا فورا عن الحفر قبل ان تبتلعهما.
انهما تقاتلان، وتخسران، على ثلاث جبهات - العراق ولبنان وفلسطين. ويبدو ان هذا غير كاف للأكثر جنونا وهستيرية بينهم الذين يطالبون بتوسيع الحرب نحو سوريا وايران، وكل ما يحلو لهم ان يسموه العالم "الاسلامي - الفاشي".
تنكر اسرائيل تورطها في حرب العراق. لكن في الواقع انها جزء من ذلك النزاع تماما كما الولايات المتحدة جزء الآن من الحربين في لبنان وفلسطين. شاركت اسرائيل في التخطيط الاستراتيجي لحرب العراق بهدف ابعاد اي خطر عنها من الشرق. حض اصدقاؤها المحافظون الجدد في واشنطن اميركا على خوض هذه الحرب، ولفقوا المعلومات الاستخبارية الكاذبة التي اقنعت رئيسا ساذجا ان سحق العراق ضروري لأمن اميركا.
بعد ثلاثة اعوام، الولايات المتحدة غارقة حتى الاذنين في المأزق العراقي، حيث تهدر مليارات الدولارات وتخسر جنودها بمعدل واحد كل يوم، لكنها لا تتحلى بالرشد او الارادة لتنهض من الحفرة.
الحروب في العراق وفلسطين ولبنان مترابطة كلها، فالانتهاكات الاميركية في العراق تقدم نموذجا عن العنف الاسرائيلي العشوائي ضد المدنيين وخرق اسرائيل للقانون الانساني الدولي. تفعل اسرائيل ما بدأته الولايات المتحدة عندما خلقت القوة العظمى العالمية ظروف الفوضى الدولية عبر تدمير ضوابط النظام الدولي وتوازناته.
ما زال الايديولوجيون الموالون لاسرائيل في واشنطن تحت تأثير الوهم الذي يعتبر أنه يمكن اعادة هيكلة الشرق الاوسط بكامله بواسطة القوة العسكرية كي يصبح متناسبا مع المصالح الاميركية والاسرائيلية - والرئيس القلق بشأن انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني اكثر عنادا وجهلا من ان يدعو الى وقف هذا الجنون.
الحرب في كل من لبنان وفلسطين هي حرب اميركية - اسرائيلية جرى التخطيط لها مسبقا بين البلدين وتشن بتنسيق استراتيجي وثيق. يتولى الاسرائيليون القتال في حين تؤمن الولايات المتحدة التمويل والاسلحة والتغطية السياسية والديبلوماسية: تأجيل وقف النار لمنح اسرائيل الوقت الكافي لـ"انهاء المهمة".
لكن الحربين لا تسيران كما يشتهي البلدان. في كل من لبنان وغزة، يمكن ان تحقق اسرائيل بعض المكاسب التكتيكية - على غرار الغارة على بعلبك هذا الاسبوع [الاسبوع الماضي] - لكن من شبه المؤكد انه لا يمكنها تحقيق انتصار استراتيجي.
ليس "حزب الله" و"حماس" جيشين نظاميين يمكن القضاء عليهما في ساحة المعركة، وليسا ايضاً منظمتين ارهابيتين غير معترف بهما او لا تحظيان بالاحترام. انهما حركتا مقاومة وطنية متجذرتان بعمق في اوساط السكان الذين تمثلانهم وتسعيان الى الدفاع عن حقوقهم وارواحهم ضد الاعتداءات العسكرية المتكررة.
في لبنان، يبدو ان الهدف الفوري لاسرائيل هو ابعاد "حزب الله" والسكان المدنيين مسافة 30 كيلومترا عن الحدود املاً في نشر قوة دولية هناك مهمتها نزع سلاح "حزب الله" وحماية اسرائيل من الهجمات بالصواريخ. انه وهم.
لن يحمي احتلال جنوب لبنان القوات الاسرائيلية من هجمات المقاتلين - كتلك التي اخرجتهم من الجنوب عام 2000 - ولن يرسل اي بلد جنودا لمحاربة "حزب الله" نيابة عن اسرائيل. فكما أوضح الفرنسيون، لا يمكن نشر قوة دولية الا بموافقة كل الاطراف، بما فيها "حزب الله" وعندما يتم ارساء السلام.
في الانتظار، يدمر القصف المكثف قرى جنوب لبنان في حين ينزح سكانها المصابون بالذعر - اولئك الذين لم يدفنوا تحت انقاض منازلهم - شمالا قدر المستطاع.
الكلفة المعنوية والسياسية المترتبة على اسرائيل نتيجة التطهير الاتني وارهاب الدولة عالية جدا. فاحتقار اسرائيل حياة العرب وقوانين الحرب قوض الشرعية التي استطاعت بناءها طوال فترة وجودها القصيرة الممتدة على مر 58 عاما. يتلهف آلاف، وربما عشرات آلاف العرب الغاضبين والراديكاليين لمهاجمتها.
هذا هو التناقض الاساسي في قلب السياسة الاسرائيلية، في اطار السعي الى استعادة قدرتها الرادعة المتراجعة من خلال اللجوء الى وسائل همجية - عبر المطالبة بحق مهاجمة اعدائها في حين تنكر عليهم حق الرد - تصبح اسرائيل اكثر عرضة للحرب غير المتكافئة.
الهدف الاميركي والاسرائيلي الاوسع نطاقاً وراء القضاء على "حزب الله" وازالة اي آثار لسوريا او لتأثير ايراني انطلاقاً من لبنان هو وهم يستحيل تحويله حقيقة ويتعارض مع كل الحقائق في المنطقة. لأسباب تاريخية وطائفية واجتماعية، ونظراً الى وجود شبكة قوية من الروابط العائلية وغير العائلية، وبسبب المصالح الاستراتيجية والامنية المشتركة، سيكون لسوريا وايران دائماً نفوذ اكبر من اسرائيل او الولايات المتحدة في لبنان.
مهما كانت المفاجآت العسكرية التي سيحملها الاسبوع او الاسبوعان المقبلان، من الواضح منذ الآن ان كره اسرائيل وخيبة الآمال من اميركا لن يعرفا حدوداً، في حين ان "حزب الله" سيخرج اقوى من المعركة. عبر وضع اهداف مستحيلة، ضمنت اسرائيل والولايات المتحدة فشلهما.
تقف الولايات المتحدة عند مفترق طرق مهم في تعاملها مع العالم العربي والاسلامي. هل ستغرق اكثر في العداوات ام انها ستتحلى بالحكمة لتصحيح هدفها؟ هناك مستشارون محنّكون في واشنطن يعرفون ما الذي يجب فعله - مثلاً برنت سكوكروفت، مستشار الامن القومي في ادارتي جيرالد فورد وجورج بوش الأب، وزبيغنيو بريجنسكي، مستشار الامن القومي في ادارة الرئيس كارتر - لكنهم لا يلقون آذاناً صاغية في البيت الابيض في عهد جورج دبليو بوش.
الحرب العالمية التي يشنها بوش على الارهاب ودعمه غير المشروط لاسرائيل جلبا له عدداً كبيراً من الاعداء. لم يُلعَن رئيس اميركي في الزمن المعاصر كما يُلعَن هو. حتى ان الولايات المتحدة تبدو عاجزة عن ضبط محميّتها الجامحة اسرائيل، فهذا ما تعلمته وزيرة الخارجية الاميركية رايس من حسابها الخاص الاسبوع الماضي. فقد ظنّت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت وعدها بوقف النار 48 ساعة، غير ان اسرائيل واصلت القصف بلا رادع. قالت لشمعون بيريس، نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، إنه يمكن التوصل الى وقف نار في غضون ايام، اما هو فناقض كلامها علناً قائلاً ان اسرائيل بحاجة الى اسابيع.
أين هي اذاً قيادة اميركا للعالم؟ لقد اغرقت في ما سمّاه رئيس الوزراء التركي رجب طيّب اردوغان "ثقافة العنف".
الخيار الذي يواجهه الرئيس بوش واضح: إمّا مواصلة دعمه لحروب اسرائيل الكارثية في فلسطين ولبنان - وربما ايضاً مدّ النزاع الى ايران وسوريا - وإما الدعوة الى وقف هذا الجنون وفرض نفسه قائداً يسعى الى السلام.
قد تكون هذه فرصة بوش لانقاذ رئاسته من الفشل. يجب ان يلقي بثقل اميركا الكبير وبهيبته الشخصية وراء تسوية اقليمية شاملة. يمكن فعل هذا وهو يملك الوقت للقيام به. لكن في سبيل النجاح، ينبغي عليه ان يُبعد عنه المستشارين الذين وضعوا اميركا في خطر.
يجب معالجة مشكلات المنطقة وجهاً لوجه وفي رزمة واحدة لأنها مترابطة:
- يجب حل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني بانشاء دولة فلسطينية مستقلة بالاستناد الى حدود 1967.
- يجب حل النزاع الاسرائيلي - السوري بعودة الجولان الى سوريا.
- يجب اعادة اعمار لبنان من خلال تقديم الكثير من المساعدات وضمانات دولية لأمنه في المستقبل.
- يجب ان تبدأ الولايات المتحدة حواراً ثنائياً مع ايران بهدف اعادة ارساء علاقات ديبلوماسية معها والاقرار بمصالح ايران الاقليمية ومخاوفها الامنية.
- يجب ان تتخلى اسرائيل عن اطماعها العقيمة الهادفة الى السيطرة على المنطقة عسكرياً، وينبغي عليها بدلاً من ذلك ان تعقد، ضمن حدود 1967، معاهدات سلام مع العالم العربي بكامله بالاستناد الى الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
هل هذه الرؤية الطوباوية هي اكبر وهم على الاطلاق؟ في الانتظار، يستمر القتل والجميع خاسر.