فاتن
08-13-2006, 07:08 AM
إعداد: هدى بكر
نتعثر في الطريق يوميا بالأكاذيب البيضاء والملونة من كل نوع، ولو حاولنا تحري صدق كل ما نسمع لضاع الوقت، ولأصابنا الاحباط والضيق.
الكذب موجود بين الصديق والصديق وبين المدرس والتلاميذ وبين الطبيب والمريض وبين الزوج والزوجة وبين المحامي والنيابة وبين المحامي والموكل وبين مندوب المبيعات والمستهلك، ولكي نفهم الكذب بشكل أفضل ـ حيث يدخل في جميع شؤون البشر ـ علينا ان ندرك انه طبع أساسي من طباعهم.
سنقدم لك هنا خلاصة دراسات لهذا السلوك الخادع استمرت أكثر من أربعة عقود.
فكيف اذن نكشف الأكاذيب التي تساق لنا، البيضاء منها التي لا تضر والحقيقية المؤذية؟
جربي هذه النصائح الناجحة من الخبراء:
1 ـ استمعي إلى الصوت
هل لاحظت تغييرا طفيفا في نبرة صوت شخص ما عما هو معتاد منه؟ هل استمعت الى تصدع الصوت حين لا يكون من النوع المتصدع؟ انتبهي الى التغيرات في الصور مثل هذه، فقد تدل على الخداع.
في دراسة ضمت 509 أشخاص لاختبار قدرتهم على تحديد الكذاب كانت نتيجة الدراسة ذات دلالة فقد ضمت الدراسة أفرادا من المباحث وال CIA وال FBI، كما ضمت اختصاصيين نفسيين وطلاب جامعة، وقد عرض عليهم شريط فيديو لعشرة أشخاص، اما يكذبون أو يقولون الحقيقة.
وفي الشريط وصفت امرأة الزهرة الجميلة التي يفترض انها تنظر اليها. وعلى الرغم من انها كانت تبتسم اثناء كلامها، فان عددا من أقوياء الملاحظة لاحظ ترددا في نبرة صوتها، وقلة السعادة في كلماتها، وبدت يداها متوترتين ومشدودتين. وقال عنها احد أفراد المباحث انها كاذبة، وكان مصيبا.
فلم تكن هناك زهرة على الاطلاق. وقد نجح افراد المباحث في تحديد الكذب بنسبة 86% أفضل من باقي المجموعة.
وعلى الرغم من ضرورة اخذ سلوكيات اخرى مهمة في الاعتبار فان أي تغيير في الصوت يخرج عن الطبيعي يشير الى خداع ما في الحديث.
قد يكون هناك أيضا اختلاف في تدفق الحديث، فاما ان يصبح الكلام سريعا أو بطيئا، ويحدث تغيير آخر في معدلات التنفس.
2 ـ انتبهي إلى هذه الكلمات
ماذا عن المواد المكتوبة؟ هل يمكنك تحديد الاسلوب المضلل في الخطابات والوثائق والرسائل الالكترونية والملخصات؟
نعم لقد جرى تصميم برنامج كمبيوتر باسم 'المتحري اللغوي' و'عداد الكلمات' يقوم بتحليل المحتوى اللفظي والمكتوب بحثا عن الأكاذيب.
وقد يكشف الخداع عن نفسه بطريقتين محددتين.
أولا: يميل الكاذب الى الاقلال من استخدام الضمائر المنفضلة مثل 'أنا' والمتصلة مثل 'ياء المتكلم' و'ياء الملكية' بعكس الصادق، كما لو انه يضع مسافة نفسية بينه وبين قصته، وكأنها ليست له. فكثيرا ما يبني الجملة الى المجهول في مقابل استخدام الانسان الصادق الجمل التي يحدد فيها الفاعل.
ثانيا: يستخدم الكاذب كلمات استثنائية أقل مثل: 'لكن' و'الا' و'ما عدا' و'في حين' فلديه مشكلة مع التفكير المركب.
3 ـ ابحثي أبعد من العيون الزائفة
في حين ان معظم الناس يميلون الى تفسير النظرات غير المركزة كعلاقة تقليدية للكذب، من المهم ان تضعي في الاعتبار السياق الذي يحدث فيه هذا السلوك، فمثلا التاجر الذي لا يقبل بالثمن الذي عرضته لبضاعته مؤكدا انه سيخسر اذا قبل به، لن يدع عينيه تفضحانه.
فاذا نظر الناس بعيدا محاولين التفكير في أمر صعب أثناء الحديث، فلا يهم، اما اذا فعلوا ذلك أثناء الاجابة عن سؤال تسهل الاجابة عنه فعليك ان تتساءلي عن السبب.
وموضوع الحديث مهم أيضا ويحسم الخلاف، فاذا كان الشخص يكذب حيال شيء يخجله فسيصبح من الصعب عليه ان ينظر في عينيك. اما بالنسبة الى الأكاذيب البيضاء التي لا تخجل، فقد يصر الشخص على النظر في عينيك.
4 ـ تعلمي لغة الجسد
فيما يتعلق بتقصي الكاذب فكل ملامح الوجه والجسد تخضع للاختبار. العينان والأنف والاذنان واليدان قد تشي بالكاذب.
طبعا لن تطول أنف الكاذب كما طالت انف 'بونوكيو' بدلا من ذلك يجب ملاحظة التوافق بين الوجه والجسم والصوت وموضوع الحديث لكي تتوصلي الى مستويات من الدقة في تحديد الكاذب. وهذا يعني ملاحظة الانسان ككل قدر الامكان، وتفسير الدلائل على ضوء السلوك المعتاد منه، فالتغيرات البسيطة في حركات اليد أو في عدد الاشارات أو الاهتزازات غير المتوافقة مع ما يقال كلها ذات قيمة ويجب العودة اليها في تقييم صدق المتحدث.
كما يجب الالتفات ايضا الى وضعية الجسم في موضع ما من مواضع الحديث. انتبهي الى تغيير في الشخصية الأساسية فمثلا شخص هادئ يكثر الحديث أو شخص صاخب صار هادئا فجأة، وهذا لا يعني بالضرورة الكذب ولكنها نقطة يجب وضعها في الاعتبار.
5 ـ توقفي عند 'التسرب الانفعالي'
عادة ما يكشف تعبير دقيق يتسرب عبر وجه المتحدث عما يشعر ويفكر به حقا، بعكس ما يريد من الآخرون أن يصدقوا. ولكن هذه الحركات القصيرة للغاية التي لا تستمر لأكثر من ثانية لا يسهل ملاحظتها. فحتى الذين تدربوا طويلا في فنون كشف الكذب (أفراد الشرطة والقضاة والنيابة) لا يستطيعون دوما الامساك بها، وقد يلجأ الكاذبون المتعمدون الى الابتسام لتعتيم كذباتهم.
ومع ذلك فقد يفضي ـ دون قصد ـ تكرار الابتسام أو نوعيته كذب صاحبه، فهناك ابتسامات تنم عن سعادة حقيقية، فلا تكتفي بالظهور على الشفتين ولكن تشرق في العينين، كما توجد ابتسامات قناعية صنعت لاخفاء الخوف والغضب والحزن والازدراء.
اذا كنت قوية الملاحظة قد تشاهدين دقائق إحدى هذه التسربات الانفعالية.
Hoda3003@yahoo.com
نتعثر في الطريق يوميا بالأكاذيب البيضاء والملونة من كل نوع، ولو حاولنا تحري صدق كل ما نسمع لضاع الوقت، ولأصابنا الاحباط والضيق.
الكذب موجود بين الصديق والصديق وبين المدرس والتلاميذ وبين الطبيب والمريض وبين الزوج والزوجة وبين المحامي والنيابة وبين المحامي والموكل وبين مندوب المبيعات والمستهلك، ولكي نفهم الكذب بشكل أفضل ـ حيث يدخل في جميع شؤون البشر ـ علينا ان ندرك انه طبع أساسي من طباعهم.
سنقدم لك هنا خلاصة دراسات لهذا السلوك الخادع استمرت أكثر من أربعة عقود.
فكيف اذن نكشف الأكاذيب التي تساق لنا، البيضاء منها التي لا تضر والحقيقية المؤذية؟
جربي هذه النصائح الناجحة من الخبراء:
1 ـ استمعي إلى الصوت
هل لاحظت تغييرا طفيفا في نبرة صوت شخص ما عما هو معتاد منه؟ هل استمعت الى تصدع الصوت حين لا يكون من النوع المتصدع؟ انتبهي الى التغيرات في الصور مثل هذه، فقد تدل على الخداع.
في دراسة ضمت 509 أشخاص لاختبار قدرتهم على تحديد الكذاب كانت نتيجة الدراسة ذات دلالة فقد ضمت الدراسة أفرادا من المباحث وال CIA وال FBI، كما ضمت اختصاصيين نفسيين وطلاب جامعة، وقد عرض عليهم شريط فيديو لعشرة أشخاص، اما يكذبون أو يقولون الحقيقة.
وفي الشريط وصفت امرأة الزهرة الجميلة التي يفترض انها تنظر اليها. وعلى الرغم من انها كانت تبتسم اثناء كلامها، فان عددا من أقوياء الملاحظة لاحظ ترددا في نبرة صوتها، وقلة السعادة في كلماتها، وبدت يداها متوترتين ومشدودتين. وقال عنها احد أفراد المباحث انها كاذبة، وكان مصيبا.
فلم تكن هناك زهرة على الاطلاق. وقد نجح افراد المباحث في تحديد الكذب بنسبة 86% أفضل من باقي المجموعة.
وعلى الرغم من ضرورة اخذ سلوكيات اخرى مهمة في الاعتبار فان أي تغيير في الصوت يخرج عن الطبيعي يشير الى خداع ما في الحديث.
قد يكون هناك أيضا اختلاف في تدفق الحديث، فاما ان يصبح الكلام سريعا أو بطيئا، ويحدث تغيير آخر في معدلات التنفس.
2 ـ انتبهي إلى هذه الكلمات
ماذا عن المواد المكتوبة؟ هل يمكنك تحديد الاسلوب المضلل في الخطابات والوثائق والرسائل الالكترونية والملخصات؟
نعم لقد جرى تصميم برنامج كمبيوتر باسم 'المتحري اللغوي' و'عداد الكلمات' يقوم بتحليل المحتوى اللفظي والمكتوب بحثا عن الأكاذيب.
وقد يكشف الخداع عن نفسه بطريقتين محددتين.
أولا: يميل الكاذب الى الاقلال من استخدام الضمائر المنفضلة مثل 'أنا' والمتصلة مثل 'ياء المتكلم' و'ياء الملكية' بعكس الصادق، كما لو انه يضع مسافة نفسية بينه وبين قصته، وكأنها ليست له. فكثيرا ما يبني الجملة الى المجهول في مقابل استخدام الانسان الصادق الجمل التي يحدد فيها الفاعل.
ثانيا: يستخدم الكاذب كلمات استثنائية أقل مثل: 'لكن' و'الا' و'ما عدا' و'في حين' فلديه مشكلة مع التفكير المركب.
3 ـ ابحثي أبعد من العيون الزائفة
في حين ان معظم الناس يميلون الى تفسير النظرات غير المركزة كعلاقة تقليدية للكذب، من المهم ان تضعي في الاعتبار السياق الذي يحدث فيه هذا السلوك، فمثلا التاجر الذي لا يقبل بالثمن الذي عرضته لبضاعته مؤكدا انه سيخسر اذا قبل به، لن يدع عينيه تفضحانه.
فاذا نظر الناس بعيدا محاولين التفكير في أمر صعب أثناء الحديث، فلا يهم، اما اذا فعلوا ذلك أثناء الاجابة عن سؤال تسهل الاجابة عنه فعليك ان تتساءلي عن السبب.
وموضوع الحديث مهم أيضا ويحسم الخلاف، فاذا كان الشخص يكذب حيال شيء يخجله فسيصبح من الصعب عليه ان ينظر في عينيك. اما بالنسبة الى الأكاذيب البيضاء التي لا تخجل، فقد يصر الشخص على النظر في عينيك.
4 ـ تعلمي لغة الجسد
فيما يتعلق بتقصي الكاذب فكل ملامح الوجه والجسد تخضع للاختبار. العينان والأنف والاذنان واليدان قد تشي بالكاذب.
طبعا لن تطول أنف الكاذب كما طالت انف 'بونوكيو' بدلا من ذلك يجب ملاحظة التوافق بين الوجه والجسم والصوت وموضوع الحديث لكي تتوصلي الى مستويات من الدقة في تحديد الكاذب. وهذا يعني ملاحظة الانسان ككل قدر الامكان، وتفسير الدلائل على ضوء السلوك المعتاد منه، فالتغيرات البسيطة في حركات اليد أو في عدد الاشارات أو الاهتزازات غير المتوافقة مع ما يقال كلها ذات قيمة ويجب العودة اليها في تقييم صدق المتحدث.
كما يجب الالتفات ايضا الى وضعية الجسم في موضع ما من مواضع الحديث. انتبهي الى تغيير في الشخصية الأساسية فمثلا شخص هادئ يكثر الحديث أو شخص صاخب صار هادئا فجأة، وهذا لا يعني بالضرورة الكذب ولكنها نقطة يجب وضعها في الاعتبار.
5 ـ توقفي عند 'التسرب الانفعالي'
عادة ما يكشف تعبير دقيق يتسرب عبر وجه المتحدث عما يشعر ويفكر به حقا، بعكس ما يريد من الآخرون أن يصدقوا. ولكن هذه الحركات القصيرة للغاية التي لا تستمر لأكثر من ثانية لا يسهل ملاحظتها. فحتى الذين تدربوا طويلا في فنون كشف الكذب (أفراد الشرطة والقضاة والنيابة) لا يستطيعون دوما الامساك بها، وقد يلجأ الكاذبون المتعمدون الى الابتسام لتعتيم كذباتهم.
ومع ذلك فقد يفضي ـ دون قصد ـ تكرار الابتسام أو نوعيته كذب صاحبه، فهناك ابتسامات تنم عن سعادة حقيقية، فلا تكتفي بالظهور على الشفتين ولكن تشرق في العينين، كما توجد ابتسامات قناعية صنعت لاخفاء الخوف والغضب والحزن والازدراء.
اذا كنت قوية الملاحظة قد تشاهدين دقائق إحدى هذه التسربات الانفعالية.
Hoda3003@yahoo.com