لمياء
08-12-2006, 03:56 PM
الملك فيصل أول سعودي تطبع صورته على الأوراق المالية
«الريال الفرنسي» أطلق على «الدولار النمساوي» .. والجنيه الذهبي الأغلى قيمة
الرياض: شاكر أبوطالب
«نحملها في جيوبنا، ونتحسسها بأصابعنا، ولا نعرف عنها الكثير، رغم أننا نستخدمها يومياً».. هكذا أجاب فهد العمري، 25 عاماً، عندما دفع قيمة مشترياته في أحد المحلات التجارية في العاصمة السعودية، مضيفاً «لا أعلم شيئاً عن العملات السعودية، سوى أنها تخرج من أجهزة الصراف الآلي، المنتشرة في طرق وشوارع الرياض».
لم يسمع فهد بقصة «الريال الفرنسي» الذي كان منتشراً في السعودية، قبل توحيدها على يد الملك المؤسس، والذي ظل معتمداً في «الجزيرة العربية» حتى 1928، بعد استبداله بالريال السعودي، ورغم أن «الريال الفرنسي» كان يسك في النمسا، ويحمل اسم «الدولار» وليس «الريال»، إلا أنه عرف في «الجزيرة العربية» باسم «الريال الفرنسي»، وتظهر صورة «ماريا ثريسا»، أو تريزا، كما كتبت في بعض المصادر، إمبراطورة «هابسبرج»، التي توفيت في 1780، على الدولار، مجدلة ضفائرها إلى أعلى هامة الرأس، ولذا أطلق عليه في منطقة «نجد» اسم «أبو شوشة» أو «الشوشي»، بينما يحتوي الوجه الآخر للعملة على شارة الإمبراطورية النمساوية، المتمثلة في تاج ونسر برأسين، ما جعل بعض المناطق تطلق عليه مسميات أخرى، مثل «أبو ريش» و«أبو طير» و«أبو رأسين»، إلى جانب تسميته بـ «أبو نقطة»، نسبة إلى دبوس التاج الذي يظهر في صورة الإمبراطورة والمنقوش بتسع نقاط.
وجاء في كتاب «أسطورة فضية: حكاية دولار ماريا ثريسا»، أن «الدولار النمساوي» حظي بثقة وانتشار واسع بين المتعاملين والتجار في «جزيرة العرب» و«بلاد الشام» والعراق ومصر للفترة الممتدة بين نهاية القرن السابع عشر وحتى بداية القرن العشرين، متفوقاً على الدولار «الإسباني» و«المجيدي العثماني»، لتميزه بما يحتويه من معدن الفضة، الدولار الواحد يزن «أوقية» واحدة، ما جعل الإمبراطورية النمساوية تصمم دولارها بإتقان، تجعل من الصعب تزييفه أو تقليده بعملة مغشوشة، للحفاظ على ثقة المتداولين به، ونظراً لما يتمتع به «الدولار النمساوي» من جمال وحرفية في السك والنقش، لم يقتصر استخدامه كعملة نقدية فقط، بل استخدمه بعض التجار في صناعة الحلي النسائية والرجالية، فزينوا به مقابض الخناجر، وصنعوا منه القلائد والعقود والأحزمة والأقراط، واستعمل كثيرا في الحلي البدوية، لأن الفضة أصلب من الذهب وأكثر مقاومة للثني، ولكون الفضة أرخص من الذهب، ما يسهل عمل الصاغة في صناعة حلي كبيرة الحجم.
كما اقتنت نساء «الجزيرة العربية» الدولار النمساوي كحلية تساعد على زيادة إنجاب الأطفال، كما كن يعتقدن آنذاك، بسبب إنجاب الإمبراطورة النمساوية 16 طفلاً، وبعض رجال «الجزيرة» وضعوه في أعناقهم، على شكل قلادة أو «حجاب»، اعتقادا منهم بالقوى السحرية للنسر ذي الرأسين المنقوش في الدولار، ولكن رجال «جزيرة العرب» ونساءهم كانوا يعلقون «الدولار النمساوي» وصورة «الإمبراطورة» إلى أسفل أو مخفية إلى الداخل، انسجاماً مع تعاليم الدين التي تحرم الصور.
وذكر اليمني عبد الله الريمي، تاجر جملة في سوق البطحاء وسط الرياض، أنه بعد حرب «عاصفة الصحراء» لتحرير دولة الكويت، طلبت الحكومة السعودية من العمال اليمنيين تسوية أوضاعهم بالعمل تحت كفالات سعوديين، الأمر الذي أوقف الحوالات البنكية، من اليمنيين في السعودية إلى ذويهم في اليمن، فاضطر اليمنيون إلى البحث عن كنوزهم من «الريال الفرنسي»، والمدفونة في باطن الأرض، لتوفير سيولة مالية تعينهم في تسيير حياتهم التجارية، ما جعل قوافل من السيارات المحملة بالريالات الفرنسية، تغادر الأسواق الشعبية شمال اليمن إلى مدينة جدة، مدينة الصرافة وتجار المعادن الثمينة، لصرفها هناك وتحويلها إلى عملات ورقية.
وإلى جانب «الريال الفرنسي» أو «الدولار النمساوي»، انتشرت بعض العملات الأخرى، مثل «الجنيه الذهبي»، الذي وازت شهرته «الريال الفرنسي»، ويزن 8 غرامات تقريباً، وكان يطلق عليه «الجنيه»، أو «أبو خيّال»، لوجود صورة منقوشة عليه، لرجل يمتطي جواداً، أما وجه العملة فيحمل صورة الملك الانجليزي جورج الخامس، ودخلت هذه العملة عن طريق أكبر مستعمرة بريطانية آنذاك، وهي الهند، وبعض المناطق الخاضعة للسيطرة البريطانية في «الجزيرة العربية»، كما انتشرت العملات العثمانية، التي عرفت بثبات الوزن والعيار، وسكت من معادن الذهب والفضة والنحاس، واشتهرت تسميتها بالعملات «المجيدية»، نسبة إلى السلطان العثماني عبد المجيد، إضافة إلى انتشار بعض العملات الهندية، أطلق عليها «الآنة» و«الروبية»، إلى جانب عملات مصرية، تداولها بعض سكان «الجزيرة العربية» كأجزاء لـ «الريال الفرنسي»، مع تداول محدود لعملات أخرى، كالعملة «العراقية» و«النقود» الهاشمية واليمنية والعمانية، أطلق عليها «الدينار» المسكوك من الذهب، و«الريال» المصنوع من الفضة، و«القرش» المضروب من النحاس، وعملة «الطويلة» التي كانت متداولة في منطقة الأحساء.
وفي بداية ثلاثينات القرن الماضي، بدأ الملك عبد العزيز آل سعود باستبدال «الدولار النمساوي» بـ«الريال السعودي»، المسكوك من الفضة، ودعا الناس إلى قبوله، وشجعهم على ذلك، بأن بادلهم الريال بالذهب، بسبب مقاومة الناس والتجار لذلك، وبقي «الريال» السعودي غير مقبول في التعاملات التجارية لفترة بسيطة من الزمن، وضرب «الريال» السعودي أول مرة في حجم أكبر من «الريال الفرنسي»، ثم ضرب مرة أخرى أصغر حجماً من سابقه، بعد قبول الناس به.
وبعد توحيد السعودية، على يد المؤسس، الملك عبد العزيز آل سعود ظهرت العملة الورقية السعودية، والتي أطلق عليها العامة مسمى «الخيفانة»، والتي كانت تعني في قاموس الناس، الجرادة سريعة الطيران وغير صالحة للأكل، بسبب تخوف الناس من التعامل بالورق، الذي لا يحمل ألا قيمة رمزية، وليست قيمة حقيقية كالتي تحملها معادن الذهب والفضة والنحاس، ولعشق الناس إلى رؤية بريق النقود، حيث أمر الملك عبد العزيز بإصدار عملة ورقية، عرفت بـ «إيصال الحجاج»، وكانت ثلاث فئات، «عشرة ريالات» صدرت في 1953، و«خمسة ريالات» و«عشرة ريالات» صدرتا في 1954، ثم صدر إيصال قيمته «ريال واحد» في 1956.
وفي عهد الملك سعود صدرت خمس فئات من العملة السعودية، قيمتها «ريال واحد» و«خمسة ريالات» و«عشرة ريالات» و«خمسون ريالاً» و«مائة ريال»، وذلك في 1961، وبعد تولي الملك فيصل الحكم في المملكة، صدرت أوراق نقدية جديدة في 1966، بالفئات نفسها التي أصدرها الملك سعود، .
وشهد عام 1977، صدور أول عملة ورقية تحمل صورة، كان ذلك في فترة حكم الملك خالد، حيث كانت صورة الملك فيصل مطبوعة على جميع فئات العملة الورقية السعودية، ما عدا فئة «مائة ريال»، والتي طبعت عليها صورة الملك عبد العزيز.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أصدرت أول عملة ورقية من فئة «خمسمائة ريال»، تحمل صورة الملك المؤسس كما أُصدرت عملتان ورقيتان، من فئة «عشرين ريالا» و«مائتي ريال»، بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيس السعودية في 1999، وحملتا صورت الملك المؤسس، إلى جانب الفئات الأخرى، التي حملت صورة الملك فهد ، وهي العملات الورقية المتداولة حالياً في المملكة.
ويرى سالم البيشي، أحد هواة جمع العملات القديمة، أن الاحتفاظ بالعملات الورقية أو المعدنية في السعودية ليس منتشراً، فهناك مجموعة صغيرة جداً من المهتمين بهذه الهواية، على الرغم من وجود عملات تاريخية قديمة في حوزة بعض كبار السن في المناطق الريفية، إلا أنهم لا يدركون قيمتها الحقيقية، وعادة ما يرحلون عن الدنيا دون إبلاغ ذويهم بأماكن تخزينهم لها، مضيفاً «وجدت جنيهاً ذهبياً في غرفة سيدة كبيرة في السن، في إحدى قرى مدينة عسير، إلا أنها رفضت بيعي إياه، حتى بعشرين ألف ريال» مشيراً الى أنه عاد بعد عامين لمفاوضتها مرة أخرى، إلا أنه لم يجد المرأة، لأنها ماتت، وهدم منزلها لتشييد منزل جديد لحفيدها.
ويوجد في السعودية، وتحديداً في مقر مؤسسة النقد العربي السعودي، «متحف العملات»، الذي يعد من المتاحف المتخصصة على مستوى العالم، لاحتوائه على نقود تاريخية تعود لفترة ما قبل الإسلام، إلى جانب العملات الإسلامية والحديثة، من خلال خمس قاعات، إحداها مخصصة لعرض النقود السعودية، ابتداء من إيصالات الحجاج إلى الإصدار الرابع الورقي الأخير، الذي أصدر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، كما يعرض في القاعة مجموعة من النقود المعدنية الذهبية والفضية السعودية، إلى جانب لوحات تبين العلامات الأمنية الموجودة في الأوراق النقدية السعودية، مثل خيط الأمان والعلامة المائية والرقم الخفي والطبقة المعدنية، لأن نظام المملكة يطبق العقوبة بحق العملات المزيفة، فيعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمسة أعوام، ولا تزيد على خمسة وعشرين عاماً، وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف ريال ولا تزيد على 500 ألف ريال.
«الريال الفرنسي» أطلق على «الدولار النمساوي» .. والجنيه الذهبي الأغلى قيمة
الرياض: شاكر أبوطالب
«نحملها في جيوبنا، ونتحسسها بأصابعنا، ولا نعرف عنها الكثير، رغم أننا نستخدمها يومياً».. هكذا أجاب فهد العمري، 25 عاماً، عندما دفع قيمة مشترياته في أحد المحلات التجارية في العاصمة السعودية، مضيفاً «لا أعلم شيئاً عن العملات السعودية، سوى أنها تخرج من أجهزة الصراف الآلي، المنتشرة في طرق وشوارع الرياض».
لم يسمع فهد بقصة «الريال الفرنسي» الذي كان منتشراً في السعودية، قبل توحيدها على يد الملك المؤسس، والذي ظل معتمداً في «الجزيرة العربية» حتى 1928، بعد استبداله بالريال السعودي، ورغم أن «الريال الفرنسي» كان يسك في النمسا، ويحمل اسم «الدولار» وليس «الريال»، إلا أنه عرف في «الجزيرة العربية» باسم «الريال الفرنسي»، وتظهر صورة «ماريا ثريسا»، أو تريزا، كما كتبت في بعض المصادر، إمبراطورة «هابسبرج»، التي توفيت في 1780، على الدولار، مجدلة ضفائرها إلى أعلى هامة الرأس، ولذا أطلق عليه في منطقة «نجد» اسم «أبو شوشة» أو «الشوشي»، بينما يحتوي الوجه الآخر للعملة على شارة الإمبراطورية النمساوية، المتمثلة في تاج ونسر برأسين، ما جعل بعض المناطق تطلق عليه مسميات أخرى، مثل «أبو ريش» و«أبو طير» و«أبو رأسين»، إلى جانب تسميته بـ «أبو نقطة»، نسبة إلى دبوس التاج الذي يظهر في صورة الإمبراطورة والمنقوش بتسع نقاط.
وجاء في كتاب «أسطورة فضية: حكاية دولار ماريا ثريسا»، أن «الدولار النمساوي» حظي بثقة وانتشار واسع بين المتعاملين والتجار في «جزيرة العرب» و«بلاد الشام» والعراق ومصر للفترة الممتدة بين نهاية القرن السابع عشر وحتى بداية القرن العشرين، متفوقاً على الدولار «الإسباني» و«المجيدي العثماني»، لتميزه بما يحتويه من معدن الفضة، الدولار الواحد يزن «أوقية» واحدة، ما جعل الإمبراطورية النمساوية تصمم دولارها بإتقان، تجعل من الصعب تزييفه أو تقليده بعملة مغشوشة، للحفاظ على ثقة المتداولين به، ونظراً لما يتمتع به «الدولار النمساوي» من جمال وحرفية في السك والنقش، لم يقتصر استخدامه كعملة نقدية فقط، بل استخدمه بعض التجار في صناعة الحلي النسائية والرجالية، فزينوا به مقابض الخناجر، وصنعوا منه القلائد والعقود والأحزمة والأقراط، واستعمل كثيرا في الحلي البدوية، لأن الفضة أصلب من الذهب وأكثر مقاومة للثني، ولكون الفضة أرخص من الذهب، ما يسهل عمل الصاغة في صناعة حلي كبيرة الحجم.
كما اقتنت نساء «الجزيرة العربية» الدولار النمساوي كحلية تساعد على زيادة إنجاب الأطفال، كما كن يعتقدن آنذاك، بسبب إنجاب الإمبراطورة النمساوية 16 طفلاً، وبعض رجال «الجزيرة» وضعوه في أعناقهم، على شكل قلادة أو «حجاب»، اعتقادا منهم بالقوى السحرية للنسر ذي الرأسين المنقوش في الدولار، ولكن رجال «جزيرة العرب» ونساءهم كانوا يعلقون «الدولار النمساوي» وصورة «الإمبراطورة» إلى أسفل أو مخفية إلى الداخل، انسجاماً مع تعاليم الدين التي تحرم الصور.
وذكر اليمني عبد الله الريمي، تاجر جملة في سوق البطحاء وسط الرياض، أنه بعد حرب «عاصفة الصحراء» لتحرير دولة الكويت، طلبت الحكومة السعودية من العمال اليمنيين تسوية أوضاعهم بالعمل تحت كفالات سعوديين، الأمر الذي أوقف الحوالات البنكية، من اليمنيين في السعودية إلى ذويهم في اليمن، فاضطر اليمنيون إلى البحث عن كنوزهم من «الريال الفرنسي»، والمدفونة في باطن الأرض، لتوفير سيولة مالية تعينهم في تسيير حياتهم التجارية، ما جعل قوافل من السيارات المحملة بالريالات الفرنسية، تغادر الأسواق الشعبية شمال اليمن إلى مدينة جدة، مدينة الصرافة وتجار المعادن الثمينة، لصرفها هناك وتحويلها إلى عملات ورقية.
وإلى جانب «الريال الفرنسي» أو «الدولار النمساوي»، انتشرت بعض العملات الأخرى، مثل «الجنيه الذهبي»، الذي وازت شهرته «الريال الفرنسي»، ويزن 8 غرامات تقريباً، وكان يطلق عليه «الجنيه»، أو «أبو خيّال»، لوجود صورة منقوشة عليه، لرجل يمتطي جواداً، أما وجه العملة فيحمل صورة الملك الانجليزي جورج الخامس، ودخلت هذه العملة عن طريق أكبر مستعمرة بريطانية آنذاك، وهي الهند، وبعض المناطق الخاضعة للسيطرة البريطانية في «الجزيرة العربية»، كما انتشرت العملات العثمانية، التي عرفت بثبات الوزن والعيار، وسكت من معادن الذهب والفضة والنحاس، واشتهرت تسميتها بالعملات «المجيدية»، نسبة إلى السلطان العثماني عبد المجيد، إضافة إلى انتشار بعض العملات الهندية، أطلق عليها «الآنة» و«الروبية»، إلى جانب عملات مصرية، تداولها بعض سكان «الجزيرة العربية» كأجزاء لـ «الريال الفرنسي»، مع تداول محدود لعملات أخرى، كالعملة «العراقية» و«النقود» الهاشمية واليمنية والعمانية، أطلق عليها «الدينار» المسكوك من الذهب، و«الريال» المصنوع من الفضة، و«القرش» المضروب من النحاس، وعملة «الطويلة» التي كانت متداولة في منطقة الأحساء.
وفي بداية ثلاثينات القرن الماضي، بدأ الملك عبد العزيز آل سعود باستبدال «الدولار النمساوي» بـ«الريال السعودي»، المسكوك من الفضة، ودعا الناس إلى قبوله، وشجعهم على ذلك، بأن بادلهم الريال بالذهب، بسبب مقاومة الناس والتجار لذلك، وبقي «الريال» السعودي غير مقبول في التعاملات التجارية لفترة بسيطة من الزمن، وضرب «الريال» السعودي أول مرة في حجم أكبر من «الريال الفرنسي»، ثم ضرب مرة أخرى أصغر حجماً من سابقه، بعد قبول الناس به.
وبعد توحيد السعودية، على يد المؤسس، الملك عبد العزيز آل سعود ظهرت العملة الورقية السعودية، والتي أطلق عليها العامة مسمى «الخيفانة»، والتي كانت تعني في قاموس الناس، الجرادة سريعة الطيران وغير صالحة للأكل، بسبب تخوف الناس من التعامل بالورق، الذي لا يحمل ألا قيمة رمزية، وليست قيمة حقيقية كالتي تحملها معادن الذهب والفضة والنحاس، ولعشق الناس إلى رؤية بريق النقود، حيث أمر الملك عبد العزيز بإصدار عملة ورقية، عرفت بـ «إيصال الحجاج»، وكانت ثلاث فئات، «عشرة ريالات» صدرت في 1953، و«خمسة ريالات» و«عشرة ريالات» صدرتا في 1954، ثم صدر إيصال قيمته «ريال واحد» في 1956.
وفي عهد الملك سعود صدرت خمس فئات من العملة السعودية، قيمتها «ريال واحد» و«خمسة ريالات» و«عشرة ريالات» و«خمسون ريالاً» و«مائة ريال»، وذلك في 1961، وبعد تولي الملك فيصل الحكم في المملكة، صدرت أوراق نقدية جديدة في 1966، بالفئات نفسها التي أصدرها الملك سعود، .
وشهد عام 1977، صدور أول عملة ورقية تحمل صورة، كان ذلك في فترة حكم الملك خالد، حيث كانت صورة الملك فيصل مطبوعة على جميع فئات العملة الورقية السعودية، ما عدا فئة «مائة ريال»، والتي طبعت عليها صورة الملك عبد العزيز.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أصدرت أول عملة ورقية من فئة «خمسمائة ريال»، تحمل صورة الملك المؤسس كما أُصدرت عملتان ورقيتان، من فئة «عشرين ريالا» و«مائتي ريال»، بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيس السعودية في 1999، وحملتا صورت الملك المؤسس، إلى جانب الفئات الأخرى، التي حملت صورة الملك فهد ، وهي العملات الورقية المتداولة حالياً في المملكة.
ويرى سالم البيشي، أحد هواة جمع العملات القديمة، أن الاحتفاظ بالعملات الورقية أو المعدنية في السعودية ليس منتشراً، فهناك مجموعة صغيرة جداً من المهتمين بهذه الهواية، على الرغم من وجود عملات تاريخية قديمة في حوزة بعض كبار السن في المناطق الريفية، إلا أنهم لا يدركون قيمتها الحقيقية، وعادة ما يرحلون عن الدنيا دون إبلاغ ذويهم بأماكن تخزينهم لها، مضيفاً «وجدت جنيهاً ذهبياً في غرفة سيدة كبيرة في السن، في إحدى قرى مدينة عسير، إلا أنها رفضت بيعي إياه، حتى بعشرين ألف ريال» مشيراً الى أنه عاد بعد عامين لمفاوضتها مرة أخرى، إلا أنه لم يجد المرأة، لأنها ماتت، وهدم منزلها لتشييد منزل جديد لحفيدها.
ويوجد في السعودية، وتحديداً في مقر مؤسسة النقد العربي السعودي، «متحف العملات»، الذي يعد من المتاحف المتخصصة على مستوى العالم، لاحتوائه على نقود تاريخية تعود لفترة ما قبل الإسلام، إلى جانب العملات الإسلامية والحديثة، من خلال خمس قاعات، إحداها مخصصة لعرض النقود السعودية، ابتداء من إيصالات الحجاج إلى الإصدار الرابع الورقي الأخير، الذي أصدر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، كما يعرض في القاعة مجموعة من النقود المعدنية الذهبية والفضية السعودية، إلى جانب لوحات تبين العلامات الأمنية الموجودة في الأوراق النقدية السعودية، مثل خيط الأمان والعلامة المائية والرقم الخفي والطبقة المعدنية، لأن نظام المملكة يطبق العقوبة بحق العملات المزيفة، فيعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمسة أعوام، ولا تزيد على خمسة وعشرين عاماً، وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف ريال ولا تزيد على 500 ألف ريال.