المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى السيد القائد الخامنئي دام ظله حول التطبير



أدب الكاتب
08-11-2006, 05:13 PM
من موقع السيد القائد :

http://www.alwelayah.net/index.php?f=doc&s=esdarat&r=tawthikiyah&id=03#6

http://www.alwelayah.net/index.php?f=doc&s=esdarat&r=tawthikiyah&id=04



رأي العلاّمة محمّد جواد مغنية حول الشعائر الحسينية

... وهذه العادات التي لا تزال جارية حتى الآن من تمثيل واقعة كربلاء وما ينجم عنها من إصابات، فما رأي سماحتكم بها؟ (جريدة الصفاء 11 آيار 1965).



الجواب: إنّ العادات والتقاليد المتّبعة عند العوام لا يصحّ أن تكون مصدراً للعقيدة؛ لأنّ الكثير منها لا يقرّه الدين الذي ينتمون إليه حتى ولو أيّدها وساندها شيوخ يتّسمون بسمة الدين، ومنها ما يفعله بعض عوام الشيعة في لبنان والعراق وإيران من لبس الأكفان وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في اليوم العاشر من محرم. فإنّ هذه العادة المشينة بدعة في الدين والمذهب وقد



أحلّوها لأنفسهم أهل الجهالة دون أن يأذن بها إمام أو عالم كبير كما هو الشأن في كلّ دين ومذهب حين توجد به عادات لا تقرّها العقيدة التي ينتسبون إليها ويسكت عنها من يسكت خوف الإهانة والضرر ولم يجرأ على مجابهتها ومحاربتها أحد في أيّامنا إلاّ قليل من العلماء وفي طليعتهم المرحوم السيد محسن الأمين العاملي الذي ألَّف رسالة خاصة في تحريم هذه العادة وبدعتها وأسمى الرسالة (رسالة التنزيه) والذي أعتقده أنّها ستزول بمرور الأيام.



* جاءت هذه الفقرات في كتاب: تجارب محمد جواد مغنية بقلمه.



استفتاءات من ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله)



س ــ ما حكم شجّ الرؤوس (التطبير) في مراسم عزاء الحسين(ع)؟



ج ــ إذا أوجب وهناً للمذهب في الوقت الراهن أو استلزم الخوف على النفس أو ضرر يعتنى به فلا يجوز ذلك.



س ــ إذا نذر الوالدان إنْ رزقهما الله إبناً أنْ يشجّا رأسه في يوم عاشوراء منّ كلّ سنة، وأن يقوم الابن هو بذلك (أي يشجّ رأسه في يوم عاشوراء من كلّ سنة) بعد البلوغ، فهل هذا النذر صحيح؟ وهل يجب على الابن الوفاء بنذر والديه؟



ج ــ صحة مثل هذا النذر محل إشكال، وفي كلّ الأحوال لا يجب على الابن الوفاء به.



س ــ إذا سبّب شجّ الرأس (التطبير) في العزاء في موت شخص، فهل يُعدّ هذا العمل انتحاراً وإثماً؟



ج ــ إنْ أقدم على هذا الفعل مع العلم بالخطر على حياته فهو في حكم الانتحار.



س ــ هل إنّ ثقب البدن والضرب بالأقفال وشدّ الأوزان على البدن تحت ذريعة العزاء للإمام الحسين(ع) والتي أشيعت في الآونة الأخيرة جائز؟



ج ــ إنّ مثل هذه الأعمال التي تؤدّي إلى وهن المذهب في أنظار الناس ليس لها وجه شرعي.


استفتاءات من سماحة الآيات والأساتذة في الحوزة العلمية بقم المقدّسة (دامت بركاتهم)



بسمه تعالى



كما تعلمون، فإنّه تُمارس أعمال كالتطبير وشدّ الأقفال على البدن وتخديش وإسالة الدماء من الرأس والوجه، والزحف في الزيارة وما شابهها والتي تبعث على وهن الإسلام وتضعيف المذهب قطعاً وقهراً، خصوصاً في الظرف الراهن الحاكم على العالم الذي أصبحت فيه أعمال وأفعال المسلمين مورداً للتحقيق والدراسة بدقّة، وعلى أثرها يحكم على الإسلام.لذا فإنّ قائد الثورة الإسلامية بإرشاده الأمة الإسلامية وتبيينه للمسائل، أمر بترك واجتناب القيام بأمثال هذه الأعمال التي توجب وهناً للمذهب، وبما أنّنا على أعتاب يومي التاسع والعاشر من محرم، فالرجاء بيان آرائكم المباركة بهذا الخصوص.



جمع من طلابّ وفضلاء



الحوزة العلمية بقم



1 ــ آية الله العظمى الشيخ محمد علي الاراكي (دام ظلّه الوارف):



اثر توجيهات ولي أمر المسلمين وقائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي (حفظه الله) حول إزالة الخرافات والبدع من الشعائر الحسينية، فقد أعلن مكتب آية الله العظمى مرجع تقليد الشيعة في العالم بأنّه طبقاً لرأي سماحة آية الله العظمى الاراكي، فإنّ توجيهات ولي أمر المسلمين حول عدم جواز هذه الأعمال هي لازمة الإطاعة والتنفيذ.



وأضاف المكتب: ان اتّباع توجيهات ولي أمر المسلمين الأعلم بمصلحة الإسلام والبلاد حول إزالة هذه الخرافات التي تبعث على وهن الدين والمذهب وتشويه سمعتهما من قبل أعداء الإسلام لازم وضروري.



2 ــ آية الله العظمى الشيخ محمد فاضل اللنكراني (دام ظلّه):



نظراً لتوجّه الناس في أكثر نقاط العالم إلى الإسلام والتشيّع بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي تعتبر (أمّ القرى) للعالم الإسلامي، وإنّ أعمال وتصرّفات الشعب الإيراني تعتبر قدوة ومبيّنة لرأي الإسلام، فلذلك من اللازم العمل في المسائل المتعلّقة بعزاء سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(ع) بشكل يوجب الرغبة والولاء أكثر لهذا الإمام وهدفه المقدّس، وفي هذا الصدد تكون مسألة (التطبير) ليست عديمة الفائدة فحسب، بل وبسبب عدم مقبوليتها، وعدم وجود الملاك الكافي لها، موجبة لترتّب النتائج السيّئة عليها، ولذا من اللازم على الشيعة الموالين لمذهب سيد الشهداء(ع) الامتناع عن ذلك، ولو كان في ذمّتهم نذر في هذا المورد، فإنّ هذا النذر غير واجد لشرائط الصحة والانعقاد.



4 محرّم الحرام 1415هــ



محمد فاضل



3 ــ آية الله الشيخ علي المشكيني (حفظه الله) رئيس مجلس الخبراء وإمام جمعة قم:



بسمه تعالى



بعد التحية والتسليم..



انّ الأمور المذكورة أعلاه في نفسها إشكال في الشرع الإسلامي، بل إنّ بعضها محرّمة في ذاتها، على المسلمين الاجتناب عن إدخالها في مراسم عزاء الحسين(ع) التي هي من العبادات، علاوة على ذلك فإنّ عزاء الحسين عمل عبادي سياسي، لذا يجب الاجتناب عن الخلط بين أعمال تخدش بأبعاده السياسية أو تعطيه عنوان الخرافة ووهن الإسلام، فضلاً على كلّ ذلك فإنّ هذه الأعمال قد نهى عنها ولي أمر المسلمين وحكمه واجب الاتباع.



نأمل من الله أن يوفّق الشعب الإيراني المؤمن الواعي والسياسي في اتّباع الأحكام الإلهية والاتيان بالعزاء المرضي من قبل بقية الله.



كما وأشار سماحة آية الله المشكيني في خطبة صلاة الجمعة بقمّ إلى التوجيهات القيّمة لولي أمر المسلمين حول تنقية الشعائر الحسينية من البدع والخرافات، وقال: يجب الاهتمام بتوجيهات ولي أمر المسلمين والعمل بالدليل الذي كان يعطي الحجّية لآراء المراجع والعلماء منذ عهد الشيخ المفيد، كذلك بالدليل نفسه فإنّ آراء القائد واجبة الاطاعة، إنّ أمر الولي الفقيه والقائد نافذ على جميع الآراء، حتى وإن أفتى أحدهم، فإنّ حكم القائد نافذ على تلك الفتوى.



ودعا رئيس مجلس الخبراء إلى السعي لإقامة مراسم العزاء بقصد القربة ورضا الله ولا نشوّه العزاء بأعمال لا ترضي الله.



4 ــ آية الله الشيخ حسين النوري الهمداني (حفظه الله):



بسمه تعالى



بما أنّ مدرسة سيد الشهداء (الإمام الحسين «ع») هي مدرسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي النبع المتدفّق للقيم الإسلامية، وتاريخ عاشوراء هو الملهم ــ من خلال خلقه للملاحم وتحريكه للعواطف والأحاسيس ــ دوماً لجميع النهضات والثورات التي قامت بوجه الطغاة والظالمين، وكان إسم الحسين(ع) يتردّد دوماً على شفاه المجاهدين المؤمنين، والدمعة الحسينية تترقرق في أجفانهم والحبّ لكربلاء وعاشوراء قد أخذ بمجامع قلوبهم خلال الثورات التي قاموا بها ضدّ الظلم والطغيان ــ كما شاهدنا نموذجاً لذلك في عصرنا الحاضر ــ حتّى تمكّنوا من إثبات انتصار الدم على السيف، وتبيين معنى حديث النبي الأكرم(ص): «حسين منّي وأنا من حسين» وانّ أيام محرّم وعاشوراء ستظلّ دوماً هي المجدّدة لإحياء هذه الذكرى وهي المثيرة للحماس في نفوس عشّاق هذه المدرسة، يلزم ــ خصوصاً في الوضع الراهن للعالم والذي تلقّى فيه أعداء الإسلام اللكمات من الإسلام، وفقد الكثير من مصالحهم غير الشرعية وهم بصدد الانتقام من الاسلام المحمدي الأصيل ــ أن تكون مراسم العزاء زينبية العمل، أعني أن يكون توأماً لمنطق الاسلام ومنزّهاً من أيّة حركة تصوّر الدين المقدّس باللامنطقية، وعلى المعزّين المحترمين التفكير في ضرب سيوفهم على رؤوس أعداء الإسلام الذين اغتصبوا أراضيهم وهمّهم تضعيفهم، وأغاروا على مصادرهم وخيراتهم، ويأتون كلّ يوم بحيلة جديدة لتهديد الحياة الإسلامية، بدلاً من ضربها على رؤوسهم.



نأمل من الله أن يوفّق جميع المسلمين للسير على هذا النهج.



7 محرّم الحرام 1415هــ



الأحقر حسين النوري الهمداني



5 ــ آية الله الشيخ جوادي الآملي (حفظه الله):



بسمه تعالى



ما هو سبب لوهن الإسلام وهتك حرمة العزاء فهو غير جائز، يتوقّع الاجتناب عن التطبير وأمثال ذلك.



4 محرّم الحرام 1415هــ



جوادي الآملي



6 ــ آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (دام ظلّه):



في بيان له ردّاً على الأسئلة المختلفة حول وظائف المسلمين أيام عاشوراء ومراسم العزاء الحسيني شرح فيه أهداف ثورة الحسين(ع) ووجوب إحياء وإقامة مراسم العزاء على سيّد الشهداء(ع)، وقال: على المؤمنين من الاخوة والأخوات السعي إلى إقامة مراسم العزاء بإخلاص والاجتناب عن الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية وأوامر الأئمة عليهم السلام، وترك جميع الأعمال التي تكون وسيلة بيد الأعداء ضدّ الإسلام، وكذلك عليهم اجتناب التطبير وشدّ القفل على البدن وأمثال ذلك، التي أشار إليها قائد الثورة المعظّم في بياناته الحكيمة، لانّ هذه الأعمال تكون ذريعة بيد الأعداء لكي يتّهموا سائر المراسم العظيمة والبنّاءة.



وقال: يجب ضرب السيوف على رؤوس الأعداء لا رؤوس المحبّين، وشدّ الأقفال على شفاه الأعداء لا على أبدان الموالين.



وأضاف البيان: صحيح انّ الباعث لممارسة هذه الأعمال هو الحبّ للإمام الحسين(ع) ولنهجه، لكن يجب الالتفات إلى انّه لا يكفي أن يكون الهدف مقدّساً، بل يجب أن يكون العمل نفسه مقدّساً أيضاً، وأنّ كيفية إقامة مراسم العزاء يجب أن تكون أمّا واردة في النصوص الإسلامية أو أن تشمل عمومات وإطلاقات الأدلّة، وإنّ مثل هذه الأعمال لا هي منصوصة ولا هي مصاديق للعزاء لا عقلاً ولا شرعاً، وصحيح انّ بعض كبار العلماء قد أجاز في عصره ممارسة مثل هذه الأعمال، إلاّ أنّه لو كان هؤلاء العلماء أحياءاً في هذا العصر وهذه الظروف لكان رأيهم غير هذا يقيناً.



قم ــ ناصر مكارم شيرازي



6 محرّم الحرام 1415هــ



7 ــ آية الله اسماعيل الصالحي المازندراني (حفظه الله):



بسمه العليم



لا يستفــاد مــن المصادر الفقهية سواء اللبّية مــنها أو اللفــظية لا بالخصوص ولا بالاطلاق أو العموم جواز وإباحة التطبير ــ فضلاً عن رجحانه ــ في مراسم عزاء سيد الشهداء الإمام الحسين(ع)، بل انّ مقتضى الأدلّة والعناوين الثانوية تدلّ على الحرمة وعدم الجواز، لذا فالاجتناب عنه واجب ولازم.



انّ الاخوة المؤمنين يعلمون انّه يجب إنزال السيوف على رؤوس القتلة الخونة والجناة.



قمّ المقدّسة ــ اسماعيل الصالحي المازندراني



محرّم الحرام 1415هــ



8 ــ آية الله الشيخ حسين الراستي الكاشاني:



بسمه تعالى



انّ إقامة عزاء سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(ع) من أفضل القربات إلى الله تعالى ويبعث على تجديد حياة الإسلام والايمان، ويلزم على المؤمنين إقامته وبإجلال أكثر والاجتناب عن أي عمل يبعث على وهن المذهب ويقع ذريعة في أيدي أعداء الإسلام، وبما انّ اليوم هو يوم حاكمية الإسلام، وولي أمر المسلمين وقائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد الخامنئي (دام ظلّه العالي) قد نهى عن التطبير وشدّ القفل على البدن، وجب على جميع المؤمنين الاجتناب عن هذه الأعمال وباتباعهم القيادة ووحدة الكلمة، بثّ اليأس في قلوب الأعداء للتعرّض للإسلام والمسلمين.



نأمل من الله أن يجعلنا جميعاً من المعزّين لأهل البيت(ع) وفي ظلّ طاعة مقام الولاية.



حسين الراستي الكاشاني



9 ــ آية الله محمد ابراهيم الجنّاتي:



أشار في بيان له إلى فضيلة إقامة مراسم العزاء على سيد الشهداء(ع) وفوائدها الفردية والأخلاقية والاجتماعية والدينية والمذهبية والميزة المتفرّدة بها وهي تمييز الحق من الباطل وجهاد الحق ضدّ الباطل، وقال: يجب إقامة مراسم العزاء بإجلال أكثر وبصورة عقلائية ومقبولة والاجتناب عن ممارسة أعمال غير صحيحة وموهنة وغير منطقية وخرافية ليست لها مبان أو أصول فقهية في الاحكام الشرعية وتشوّه سمعة الدين والتشيّع كالتطبير وأمثاله.



ويجب على العلماء والمفكّرين كلّ حسب تخصّصه إرشاد وتوجيه الجهلة إلى العواقب السيّئة لمثل هذه الأعمال.



محمد إبراهيم الجناتي



محرّم الحرام 1415هــ



10 ــ آية الله محمد المؤمن:



بسمه تعالى



إنّ إطاعة أحكام الولي الفقيه واجبة.



محمد المؤمن



27/3/73



11 ــ آية الله أحمد آذري القمي:



بسمه تعالى



ما شخّصه سماحته بأنّه يوجب وهناً للمذهب قد صُرّح به في السؤال بعنوان حكم الولي الفقيه حرام ومخالفة الإطاعة لمقام القيادة من الذنوب الكبيرة وسبب لضعف الحكومة الإسلامية المقدّسة، ولا يجب الوفاء بالنذور التي عقدت من قبل بل هو حرام.



أحمد آذري القمي



27/3/73



12 ــ آية الله إبراهيم الأميني:



بسمه تعالى



نظراً إلى عدم إثبات شرعية الأمور المذكورة أعلاه، وهي في الظروف الحالية تبعث على وهن مذهب الشيعة، يلزم على معزّي الإمام الحسين(ع) الاجتناب عنها، علاوة على ذلك فإنّ القائد المعظّم (دامت بركاته) قد نهى عنها، وإطاعته واجبة.



إبراهيم الأميني



27/3/73



13 ــ آية الله السيد محمد الأبطحي:



بسمه تعالى



إنّ إقامة عزاء سيد المظلومين من أفضل الطاعات، ويجب الاجتناب عن الأعمال التي تبعث على وهن المذهب، وما أمر به الولي الفقيه فهو واجب الاتباع.



السيد محمد الأبطحي



14 ــ آية الله السيد مهدي الحسيني الروحاني ــ آية الله الشيخ علي الأحمدي:



بسمه تعالى



بما انّ أعمال الشيعة وأتباع أهل البيت(ع) مورد للاهتمام والتدقيق، وجب الاجتناب عن الأمور المذكورة التي تبعث على وهن المذهب، علاوة على ذلك فإنّ ولي أمر المسلمين قد نهى عنها وإطاعته واجبة.



السيد مهدي الحسيني الروحاني ــ علي الاحمدي



7 محرّم 1415هــ



15 ــ آية الله السيد حسن الطاهري الخرم آبادي:



بسمه تعالى



إنّ إقامة عزاء سيد الشهداء(ع) من أعظم القربات إلى الله ومن الشعائر العظيمة للمذهب وموجب لبقاء مرام ومذهب أهل البيت، لكن نظراً إلى الإعلام الاستكباري العالمي ضدّ الإسلام وبالخصوص المذهب الشيعي، فإنّ الأمور المذكورة أعلاه تبعث على وهن المذهب، فيجب الاجتناب عن ممارستها، علاوة على ذلك فإنّ إطاعة الولي الفقيه والقائد المعظّم للثورة في الموارد التي حكم فيها واجبة، وقد نهى سماحته عن الموارد المذكورة أعلاه، لذا وجب الاجتناب عنها.



7 محرّم الحرام 1415هــ



السيد حسن الطاهري



16 ــ آية الله السيد جعفر كريمي:



بسم الله الرحمن الرحيم



السلام على أبي عبدالله الحسين وعلى الأرواح التي حلّت بفنائه..



إنّ إقامة عزاء سيد الشهداء(ع) وأصحابه الأوفياء من أعظم القربات إلى الله تعالى، لكن الإتيان بالأمور المشار إليها أعلاه باسم العزاء والتي لم يرد عليها أيّ إشارة أو تأييد من الأئمة المعصومين عليهم السلام وأصحابه وحوارييه وليست لها سابقة بين القدماء من فقهاء الإمامية العظام، وهي في الوقت الراهن تبعث على وهن المذهب لدى عامة الناس واتّهام الفرقة الناجية ــ الاثنا عشرية ــ بكونها جماعة خرافية، ليس لها وجه شرعي بتاتاً، علاوة على ذلك فبالنظر إلى الرأي الفقهي للقائد المعظّم سماحة آية الله الخامنئي (مدّ ظلّه العالي) بهذا الخصوص، فإنّ ممارسة هذه الأمور باسم العزاء حرام شرعاً ومخالفة حكم ولي أمر المسلمين بهذا الخصوص مخالفة لإمام العصر عليه السلام.



السيد جعفر كريمي



7 محرّم الحرام 1415هــ



17 ــ آية الله السيد محمود الهاشمي:



بسمه تعالى



أولاً: نذر الوالدان إن رزقهما الله ابناً أن يطبّرا رأسه بالموسى في يوم عاشوراء، فبالنظر إلى انّ ممارسة هذه الأعمال تبعث على وهن المذهب وعزاء سيد الشهداء(ع) وإساءة الأعداء للإسلام، فهل العمل بالنذر واجب؟ وهل يجب على الابن الوفاء بنذر والديه؟



بسمه تعالى



إذا كان العمل المنذور يبعث على وهن المذهب، فالنذر باطل، ولا يجب العمل به.



السيد محمود الهاشمي



قم ــ 24/3/73



ثانياً: في الظروف التي يسعى أعداء الإسلام لإبعاد المسلمين عن الساحة وإظهار الإسلام دين خرافة والمسلمين باللامنطقيين، فإنّ الإتيان ببعض الأعمال التي ليست من الدين في شيء ويمارسها البعض كمظاهر إسلامية وتعظيم للشعائر كالتطبير والتي تسبّب وهناً للشيعة وللعزاء، فما رأيكم المبارك في مثل هذه الموارد؟



بسمه تعالى



لا شكّ إنّ إقامة مراسم العزاء للأئمة الأطهار وأهل بيت العصمة والطهارة(ع) خصوصاً في المصاب الأليم لأبي عبدالله الحسين(ع) أمر مهم بل هو من الفرائض والواجبات الكفائية، لكن يجب الأخذ بثلاثة شروط في كيفية إقامتها:



أ ــ عدم إلحاق الضرر بالشخص المعزّي أو الآخرين، ويمكن لكل مكلّف تشخيص هذا الشرط.



ب ــ أن لا تسيئ إلى الدين والمدرسة الشيعية والمجتمع الإسلامي ونظام الجمهورية الإسلامية المقدّس؛ لأنّ وهن أحدهما تعتبر من أعظم المحرّمات والكبائر، وتشخيص هذا الأمر من صلاحيات ولي أمر المسلمين، أي إذا رأى ولي أمر المسلمين انّ طريقة معيّنة لإقامة المواكب تعارض مصلحة المجتمع الإسلامي أو تسيئ للدين ونظام الجمهورية الإسلامية المقدّس، وعلى أثرها منع إقامتها، وجب على الجميع إطاعته في ذلك، وليس للمكلّفين اتّباع آرائهم الشخصية.



ج ــ أن تتناسب وروح الإسلام والقيم السامية لمذهب أهل بيت العصمة والطهارة(ع) ولا تنافي أحكامهم وتعاليمهم الحقّة.



قم ــ السيد محمود الهاشمي



4 محرّم الحرام 1415هــ



18 ــ آية الله بني فضل:



في بيان له أشار إلى انّ مصلحة الإسلام والمسلمين توجب أحياناً أن تعطيل أهم الفرائض الإلهية كالحج كما حدث في عهد مرجعية المرحوم آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني حيث قتل شيعي في الحجاز دون عذر، فحرّم السيد الأصفهاني الحج في ذلك العام، وقال: لقد عُطل الحج بأمر من الإمام بعد فاجعة الجمعة السوداء والدامية بمكة، وإنّ صلاة الجماعة رغم أهمّيتها والثواب المترتب على إقامتها، فقد كانت معطّلة لفترة طويلة أيام أحداث الثورة وقبل الانتصار مما أدّى إلى انتصار الثورة.



وأمّا الضرب على الرأس بالموسى يوم عاشوراء، فلا دليل في الشريعة الإسلامية المقدّسة وحتى رواية ضعيفة على شرعيته أوّلاً، أمّا ثانياً فإنّنا في عصر الجمهورية الاسلامية وقد همّ الأعداء لمنع إبلاغ قيم ونقاط قوّة هذا النظام إلى العالم ويسعون ليل نهار لتعريف النظام الإسلامى إلى عطاشى العلم والمعرفة خصوصاً في الجامعات بمواكب تطبير، والإلقاء في أذهان الذين يرغبون في إدراك الحقائق من آثارها بأنّ هؤلاء أتباع ثورة عاشوراء.



وعلى هذا الأساس فقد أعلن قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله الخامنئي (مدّ ظلّه العالي) موقفه بكلّ جرأة وبيّن عظمة وقداسة نهضة الإمام الحسين(ع) في حدّها الأعلى.



إنّني أقترح على المخلصين ومريدي أبي عبدالله الحسين (عليه الصلاة والسلام) الذين يشجّون رؤوسهم يوم عاشوراء أن يتقدّم هؤلاء الأعزّة وكذا سائر محبّي أبي عبدالله(ع) ويطلبوا من بنك الدم الحضور في الأماكن العامة وإهداء دمائهم إليه في طريق أبي عبدالله الحسين(ع).



19 ــ آية الله الشيخ حسين المظاهري:



بسمه تعالى



بما انّ القائد المعظّم قال: لا ينبغي التطبير وشدّ القفل على البدن وأمثال ذلك، وجب من الجميع اتّباع أوامره.



6 محرّم الحرام 1415هــ



الحوزة العلمية بقم ــ حسين المظاهري



20 ــ آية الله السيد محسن الخرازي:



بسمه تعالى



انّ إطاعة واتّباع الولي الفقيه في الموارد المذكورة أعلاه لازم وواجب.



السيد محسن الخرازي



7 محرّم الحرام 1415هــ



21 ــ آية الله عباس محفوظي:



بسمه تعالى



إنّ إقامة عزاء الحسين بن علي(ع) من أفضل الطاعات، ويجب الاجتناب عمّا يسبّب وهناً للمذهب، ويلزم إطاعة ولي أمر المسلمين.



الآثم عباس محفوظي



22 ــ آية الله محسن حرم بناهي:



بسمه تعالى



انّ إطاعة أحكام الولي الفقيه واجبة.



الأحقر محسن حرم بناهي



7 محرّم الحرام 1415هــ



23 ــ آية الله محمد اليزدي:



بسمه تعالى



لا شكّ إنّ الأمور المذكورة في السؤال وأمثالها من البدع وموجبة لوهن المذهب، وإنّ إطاعة حكم ولي أمر المسلمين واجبة على الجميع ومخالفته معصية وذنب والمتخلّف مستحق للعقاب.



محمد اليزدي



7 محرّم الحرام 1415هــ



24 ــ آية الله حسن الطهراني:



بسمه تعالى



انّ الإتيان بالأمور المذكورة التي تبعث على وهن مذهب الشيعة في الظرف الراهن غير جائز، مضافاً على انّ إطاعة حكم مقام القيادة لازم الامتثال.



حسن الطهراني



7 محرّم الحرام 1415هــ




http://www.alwelayah.net/index.php?f=doc&s=esdarat&r=tawthikiyah&id=03



]

أدب الكاتب
08-11-2006, 05:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

{فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً} (النساء:65).
الإنسان ــ خلق الله الأكرم ــ مخلوق بجنبتين. خلقه الله وجعل فيه العقل والعاطفة، وكرّمه بأنْ جعله عاقلاً، وجعل العقل سيّد العاطفة يحرّكها في خدمة الهدف الأكبر وهو الأمانة التي تحمّلها الإنسان {إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولاً} (الاحزاب:72).
لكن أن تحكم العاطفة تصرّفات الإنسان، وأن يكون هدف الإنسان إشباع العاطفة فقط، وأن لا توظّف العاطفة في سبيل الهدف الأكبر فذاك مما لا يرضاه الله ولا العقل السوي.
إنّ المتتبّع لرسالات الأنبياء وأوصيائهم يلاحظ أنّ العاطفة تُخاطب للوصول إلى الإيمان وإلى العقل ولم توظّف يوماً ما من أجل العاطفة ذاتها.
مشكلتنا أننا استغرقنا في العواطف، مشكلتنا أننا ندور مع العواطف وكأنّها الهدف الأكبر. لم نرتق سلّم العواطف لتحقيق الأهداف التي ما خُلقنا إلاّ لأجلها. لم نعِ سنن الأنبياء والأوصياء لنصل إلى ما خلقنا الله من أجله.
لقد عشنا مئات السنين لم نغيّر ما اعتدنا عليه، حتّى أعطينا القدسيّة لغير المقدّس، أعطينا القدسيّة لأشياء قد تكون في وقت ما الوسيلة الوحيدة بأيدينا للوقوف في وجه الطواغيت والوسيلة الوحيدة للتعبير عن مبادئنا وأهدافنا؛ وأصبحت اليوم أبعد ما تكون عن القدسيّة. أضحت في نظر الكثيرين هي الدين، وسواها تُرّهات وخزعبلات. لم يكن ممارسوها أناساً غير متديّنين؛ بل انّ أغلبهم متديّنون، لكن مشكلتهم انّ العاطفة طغت على كلّ شيء في وجودهم.

لقد استغلّ الكثيرون إيمان الناس البسطاء ليحرّكوهم حول الظواهر بعيداً عن اللباب وعن الأهداف السامية المقدّسة، بعيداً عن أهداف الأنبياء. إنّها سنة التاريخ وكيد الشيطان وحيله الخفية. إنّه يعلم من أين تؤكل الكتف، لا يقول للإنسان إنّك على باطل، بل {يعدُهم ويُمنّيهم وما يعدهم الشيطان إلاّ غروراً} (النساء:120).
لقد تحوّل الحسين(ع) ومن قبله أنبياء الله العظام(ع) إلى ظواهر تُقدَّس، لم يُعر أيُّ اهتمام لأهداف الأنبياء، لم يَتَّبع الناس سنن الأنبياء، بل راحوا يلهثون وراء ما لا يقي من برد ولا يُغني من جوع.
هكذا عشنا مع الحسين(ع) ونهضته المقدّسة. لم نمسَّ حقيقتها إلاّ قليلاً. شُغلنا بمأساتها العظيمة التي ما حدثت ولن تحدث بأدهى وأمرّ منها، شُغلنا عن اقتفاء أثر الحسين(ع) وأهداف الحسين(ع)، شُغلنا بالقشور عن اللباب.
حتّى جاءت صرخة ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الخامنئي (حفظه الله) بعد دراسة متأنّية وشاملة لما يراد بهذه الأمة والمذهب الحقّ، وكيف استُغلّت بعض الظواهر لتكون وبالاً على الإسلام المحمّدي الأصيل. حتى غدا حريم الإسلام الأصيل هدف لكل من هبَّ ودبَّ. أصبحت هذه الظواهر حاجزاً بين الإسلام المحمّدي الأصيل وانتشاره، بل سيفاً يرفع في كلّ حين وفي كلّ أرض للقضاء على شعلته الوضّاءة.

لقد كان الحكم المناسب حقّاً في الوقت المناسب. وكانت بحقّ شجاعة قلّ نظيرها. إلاّ أنّ الخير كلّ الخير فيما وقع..

وكانت وقفة علماء الأمة الواعين ومن ورائهم كلّ المؤمنين في دعم هذه الخطوة المباركة. كانت بحقّ ثورة جديدة مباركة.
فسّر يا سيّدنا المفدّى على طريق أجدادك الطاهرين (ع) وسر على نهج إمامنا الراحل (رض) والأمة من ورائك..
]

أدب الكاتب
08-11-2006, 05:41 PM
توجيهات ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله)
حول مراسم عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
لحسن حظّنا ان يتمّ لقاء السادة العلماء والمبلّغين هذا العام في هذه المدينة وهذه المحافظة بالذات، وهو كما تعلمون عادة سنوية تسبق شهر محرم من كلّ عام. ونحن إذ نغتنم هذه الفرصة، نستعرض بعض المسائل المتعلّقة بهذا الشهر الحرام وذكرى عاشوراء الخالدة في الأذهان. ولكن قبل الخوض في هذه المسائل لابدّ من تقديم الشكر للعلماء الأفاضل لا سيما البارزين من علماء هذه المحافظة الذين يتحمّلون ــ والحمد لله ــ مسؤولية التدريس والبحث والتفسير وتبيان الحقائق وإقامة صلاة الجمعة وما إلى ذلك في هذه المحافظة التي تعتبر من المحافظات البارزة من حيث القوّة الإيمانية. فرغم تمسّك شعبنا برمّته بالدين وإيمانه به فإنّ لكلّ شيء نسبته، وثمّة تفاوت في النسب، وهذه المحافظة هي من المحافظات التي أثبت مواطنوها أنّهم مؤمنون ومخلصون؛ وأينما وجد مثل هؤلاء كانت الأرضية مناسبة ومساعدة لرجال الدين لأداء واجباتهم الإلهية. وأنا إذ أشكر السادة العلماء الذين أدّوا وما زالوا يؤدون خدمات جليلة قيّمة، أدعوهم إلى بذل ما بوسعهم لإنهاء التخلّف الثقافي في المحافظة (كهكيلويه وبوير أحمد) المحرومة، وجعل هذه المسألة من الأولويات.
وفيما يتعلّق بشهر محرم فثمّة أمران:
الأول: الخطابة حول نهضة عاشوراء، فرغم ما قيل عن فلسفة ثورة الحسين(ع)، وكلّ ما جاء على ألسنة وأقلام كبار العلماء والمفكّرين حتّى يومنا هذا، يبقى المجال مفتوحاً للحديث عن هذه الحقيقة الساطعة عمراً بكامله. فكلّما تمعّنّا في مسألة عاشوراء والثورة الحسينية، نجد أنّها مترامية الأطراف والأبعاد وتستحق التفكير والتبيان، وكلّما تبحّرنا في التفكير قد نجد ما هو جديد وقد نكتشف حقائق جديدة. والحديث عن عاشوراء ــ رغم كلّ ما يدور فيه ويجب أن يدور فيه كلّ عام ــ تبقى لمحرّم خصوصياته، ويتوجّب الحديث أكثر عن هذه الخصوصيات حاضراً ومستقبلاً إن شاء الله.
الأمر الثاني الذي يجب التطرّق إليه مع حلول شهر محرّم هو أمر قلّما جرى الحديث عنه، وهذا ما سأتطرّق إليه اليوم، وهو مسألة مراسم عزاء الإمام الحسين(ع) وفضل إحياء ذكرى عاشوراء. ففي الحقيقة إنّ من أهمّ ما يميّز الشيعة عن سائر إخوتهم المسلمين هو أنّ لديهم ذكرى عاشوراء. فمنذ أن أصبحت ذكرى مصيبة الإمام الحسين(ع) سنّة يعمل بها، تفجّرت فيوضات ومعنويات في قلوب وأذهان محبّي أهل البيت(ع)، ومازالت تتفجّر إلى يومنا هذا وستبقى كذلك بفعل ذكرى عاشوراء. إنّ الهدف من عاشوراء ليس مجرد الحديث عن الذكرى وحسب، بل تبيانها بكلّ أبعادها وجزئياتها التي لا عدّ لها ولا حصر، كما ذكرنا منذ قليل.
إذن، إحياء هذه الذكرى هو في الحقيقة عمل ذو فضل عظيم، ومن هنا كانت مسألة البكاء والإبكاء على مصاب الحسين(ع) سائدة حتى في زمن أئمتنا عليهم السلام، وينبغي أن لا يفكّر أحد بعدم جدوى البكاء، وما إلى ذلك من العادات القديمة، في زمن الفكر والمنطق والاستدلال، فهذا فكر خاطئ؛ لأنّ لكلّ شيء مكانه، ولكلًّ سهمه في بناء شخصية الإنسان، العاطفة من جهة، والمنطق والاستدلال من جهة أخرى، أمور كثيرة لا تحلّ إلاّ عن طريق العاطفة والمحبّة، ولن يؤثّر فيها المنطق والاستدلال.
إذا ما نظرنا إلى حركة الأنبياء والرسل لوجدنا انّ المنطق والاستدلال لم يكن لهما أيّ دور في التفاف عدد من الناس حول أيّ نبي مرسل، وليس هناك في التاريخ وبالتحديد تاريخ الرسول الأكرم(ص) ــ وهو تاريخ مدوّن وواضح ــ ما يشير إلى انّ النبي الأكرم(ص) كان يخاطب كفّار قريش بمنطق الاستدلال. فلم يكن يستدلّ لهم على وجود الله أو على وحدانية الله أو على بطلان الأصنام والأوثان، فهذه مرحلة تأتي فيما بعد عندما تمضي النهضة قدماً في طريقها، أمّا بداية فإنّ الحركة لن تقوم إلاّ على العواطف والأحاسيس، لذا كان النبي الأكرم(ص) يؤكّد في مخاطبته الكفّار أوّل الأمر على عجز أصنامهم وآلهتهم، ويدعوهم إلى الإيمان بوحدانية الله تعالى، «قولوا لا إله إلاّ الله تفلحوا»، فعلى أيّ دليل استند بــ«لا إله إلاّ الله»، وعلامَ يفلح من يقول «لا إله إلاّ الله»، وهل هناك في هذه المقولة استدلال عقلي أو فلسفي؟
طبعاً لا ننكر أنه في كل احساس صادق يكمن برهان فلسفي، ولكن المسألة هي ان النبي(ص) عندما يهم بنشر دعوته لا يستند في ذلك بداية إلى الاستدلال الفلسفي، بل يدخل من باب العواطف والأحاسيس الصادقة التي لا تخلو من المنطق بحد ذاتها وهي تحمل استدلالاً بين جنباتها، فاهتمامه(ص) انصّب بداية على الظلم الذي كان يسود المجتمع وما يعانيه هذا المجتمع من اختلاف بين الطبقات وضغوط يمارسها أعداء الله من البشر وشياطين الإنس بحق الناس، وهذا ما يدخل في إطار العواطف والأحاسيس، وعندما تستقر دعوته يحين دور المنطق والاستدلال الذي يستوعبه من يمتلك عقلاً نيراً وفكراً متفتحاً، فيما يبقى البعض في درجات أدنى من ذلك، ولكن ليس من الواضح والمؤكد ان من يمتلك مستوى عالياً في مجال الاستدلال يمتلك مستوى مماثلاً في مجال المعنويات ودرجاتها، فقد تجد أحياناً اناساً ذوي مستويات متدنية في المنطق والاستدلال، لكنهم يملكون عواطف وأحاسيس جيّاشة، ويرتبطون في بواطنهم بالمبدأ الغيبي أكثر من غيرهم ويهيمون في حبهم للنبي الأكرم(ص)، مثل هؤلاء يحققون درجات عليا. إذاً فللعاطفة مكانها ودورها ولكنها لا تستطيع ان تحل محل الاستدلال ولا الاستدلال يمكن ان يحل محلها.
إنّ واقعة عاشوراء هي بحدّ ذاتها وطبيعتها بحر متلاطم من العواطف الصادقة، حيث نهض إنسان عظيم طاهر لا تطرق قلبه الملكوتي إيّ شائبة أو تردّد لتحقيق هدف أجمع كلّ منصفي العالم على سموّه وصحته وهو إنقاذ الامة من الجور والظلم والعدوان، «أيّها الناس إنّ رسول الله(ص) قال: من رأى منكم سلطاناً جائراً ــ وهذا بيت القصيد، فقد كانت فلسفة حركة الإمام الحسين(ع) محاربة الظلم ــ يعمل في عباد الله بالجور والطغيان أو بالاثم والعدوان»، إنّه من أقدس الأهداف التي لا يمكن لذي إنصاف إنكارها، مثل ذاك الإنسان العظيم يتحمّل من أجل تحقيق مثل هذا الهدف النبيل أصعب أنواع الجهاد، وأصعب أنواع الجهاد هو الجهاد في الغربة، إذ ليس من الصعب الموت وسط ضجيج وأهازيج الأصدقاء وإشادة عامة الناس، فعندما يصطف فريقان ويقف الرسول الأكرم أو أمير المؤمنين في مقدّمة جبهة الحق ليدعوا إلى مبارزة الأعداء ويخرج غلام ملبياً الدعوة فيودعانه بالدعاء ويمسحان على رأسه ويرفع المسلمون أيديهم له بالدعاء، ويتوجه الغلام من ثمّ إلى ساحة القتال ليجاهد ويستشهد، فهذا نوع من الجهاد والاستشهاد. ولكن ثمّة نوعاً آخر من الجهاد، ويتجلى بخروج الإنسان إلى ساحة المعركة والمجتمع من حوله ما بين منكر عليه وغافل عنه ومعاد له، وحتى تلك الفئة القليلة التي ترتاح له قلبياً تراها لا تتجرّأ على إبداء ارتياحها له ولمسيرته. ففي عاشوراء الإمام الحسين(ع) لم يتجرّأ أمثال عبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر اللذين ينتميان إلى بني هاشم والى تلك الشجرة الطيبة، لم يتجرّأ على الوقوف في مكة أو المدينة وإطلاق شعارات موالية للإمام الحسين(ع)، لهذا وصف جهاده(ع) بالجهاد في الغربة وهو من أصعب أنواع الجهاد، الجميع أعداء له، والجميع معرض بوجهه عنه حتى المقرّبين اليه. الإمام الحسين(ع) يطلب من أحدهم مساعدته، فيردّ عليه: هاك جوادي استفد منه، هل من غربة أكبر من هذه؟ إنّه الجهاد في الغربة، وفي هذا النوع من الجهاد يفقد الإمام أعزّ أعزّته أمام ناظريه، أبناءه وأبناء اخوته واخوته وأبناء أعمامه؛ زهور بني هاشم تتساقط الواحدة تلو الاخرى أمام ناظريه، حتى طفله الرضيع لم يسلم من القتل، أضف إلى كلّ ذلك انّ الامام كان يعلم انّه بمجرّد استشهاده ستسبى عياله البريئة الطاهرة، حيث ستتكالب الذئاب المتعطشة على الفتيات اليانعات لبثّ الخوف والهلع في نفوسهن، وسلب أموالهن وأسرهن وإهانتهن، حتى بنت أميرالمؤمنين زينب الكبرى التي كانت من أبرز الشخصيات الإسلامية، حتى هي تعرّضت للإهانة والتعذيب.
الإمام الحسين(ع) كان يعلم بكلّ ما سيحصل. إذن تصوّروا ما أصعب هذا الجهاد، وإلى جانب كلّ ذلك لا ننسى عطشه وعطش عياله، الصبية عطاشى، الصبايا عطاشى، العجائز عطاشى، الطفل الرضيع عطشان، هل أدركتم الآن مدى صعوبة هذا النوع من الجهاد؟، مثل هذا الإنسان العظيم الطاهر الذي تتسابق ملائكة السماء لمشاهدة نور وجهه والتبرّك به، ويأمل الأنبياء والأولياء أن يكون لهم مثل مقامه، مثل هذا الإنسان بكلّ تلك المكانة والمنزلة يستشهد في هكذا جهاد وهكذا شدّة ومحنة، إنّها واقعة لا يمكن لأيّ إنسان أن يعاين تلك الواقعة ويدرك وقائعها ولا تهتز مشاعره لها؟ هذا كلّه من فضائل عاشوراء منذ قيامها، منذ أن صعدت زينب الكبرى ــ كما يروى ــ تلّة الزينبية وخاطبت الرسول(ص): «يا رسول الله صلَّتْ عليك ملائكة السماء، هذا حسينك مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، مسلوب العمامة والرداء»، وأخذت تتلو مصيبة أبي عبدالله، وتروي الواقعة بصوت عال، تلك الواقعة التي أرادوا إخفاءها، روتها في كربلاء والكوفة والشام والمدينة، ومن يومها تفجّرت الينابيع الحسينية ومازالت إلى يومنا هذا، هذه هي واقعة عاشوراء.
يصادف أحياناً أن لا يملك إنسان أيّ نوع من النعم، مثل هذا الإنسان لا يسأل عنها أبداً، أمّا الإنسان الذي يحظى بنعمة ما فإنّه سيسأل عنها، وإنّ من أفضل وأكبر النعم نعمة ذكرى الحسين بن علي(ع) وأقصد نعمة مجالس العزاء، نعمة محرّم، نعمة عاشوراء التي ينعم بها شيعتنا، ومن المؤسف انّ اخوتنا المسلمين من غير الشيعة لم يفيدوا أنفسهم بهذه النعمة لكنّهم يستطيعون كسب هذه النعمة كما هي الحال في بعض الأماكن.
إذاً ماذا يمكن أن نستفيد من هذه المجالس وهذه الذكرى؟، وكيف يمكن شكر هذه النعمة؟، هذا ما أودّ أن أطرحه على شكل سؤال، وعليكم أنتم الإجابة عليه. نعمة بهذه العظمة من شأنها أن تفعم القلوب بالإيمان الإسلامي، وبفضل هذه النعمة بات الظلمة الذين شهدهم التاريخ يخشون عاشوراء ويخشون ذكرى الإمام الحسين، وهذا الخوف بدأ منذ عهد خلفاء بني أميّة ومازال مستمراً إلى يومنا هذا، وقد شاهدتم نموذجاً عن ذلك إبّان ثورتنا. فعندما كان يحل «محرّم» كانت أجهزة النظام البهلوي الرجعي الكافر الفاسد تشعر بالعجز، وأدركت انّ عجزها ناجم عن محرّم، وقد أشار بعض التقارير التي خلّفها النظام البائد إلى تخبّط أجهزته وارتباكها مع حلول شهر محرّم، وقد عرف إمامنا العظيم رضوان الله عليه ــ ذلك الرجل الحكيم الفذ المؤمن ــ عرف كيف يستفيد من تلك الواقعة تحقيقاً لأهداف الإمام الحسين(ع)، وهذا ما فعله.
إنّ شهر محرّم شهر ينتصر الدم فيه على السيف، وانطلاقاً من هذا المنطق جعل إمامنا الدم ينتصر على السيف بفضل شهر محرّم الحرام، إنّه نموذج عشتموه بأنفسكم ويجب أن تستفيدوا منه، كما ينبغي على عامة الناس بمن فيهم رجال الدين الاستفادة من ذلك، واستفادة الناس تكمن في عشقهم وإحيائهم لهذه المجالس واستلهامهم منها قدر استطاعتهم وبمشاركتهم بإخلاص في مثل هذه المجالس ابتغاء الاستفادة وليس لتمضية الوقت أو لمجرّد كسب الثواب الاخروي وهم لا يدرون من أين يأتي هذا الثواب، طبعاً هناك ثواب اخروي ولكن ثواب مثل هذه المجالس من أين يأتي وكيف؟ حتماً هناك هدف، وإن فقد الهدف فقد الثواب، فليشارك الناس في مجالس العزاء وليعرفوا قيمة ذلك وليستفيدوا خير استفادة منها، ويجعلوها الوسيلة التي تربطهم قلباً وروحاً بالحسين بن علي(ع) وآل بيت رسول الله(ص) وروح الإسلام والقرآن؛ هذا ما يتعلّق بالناس.

أمّا ما يتعلّق برجال الدين فهو أصعب من ذلك لأنّ من مقوّمات مجالس العزاء أن يجتمع عدد من الناس، ويشارك رجل دين في ذلك المجلس لإقامة العزاء بغية إفادة الناس.
كيف تقيمون مجالس العزاء؟، سؤال أوجِّهه إلى كلّ الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه هذه المسألة.
...
يؤسفني أن أقول انّ أموراً جرت خلال الأعوام القليلة الماضية وأعتقد انّ أيادي تقف وراءها، أموراً جرت أثارت الشبهات لدى كلّ من رآها، منذ القدم كان متعارفاً أن يربط الناس أيام العزاء أجسادهم بالأقفال ثمّ تحدَّث العلماء عن ذلك فزالت تلك العادة، واليوم ظهرت هذه العادة مجدّداً، ما هذا العمل الخاطئ الذي يقوم به البعض، و (التطبير) أيضاً من جملة هذه الامور، ويعتبر عملاً غير مشروع.
أعلم انّ البعض سيقول لم يكن من المناسب أن يتحدّث فلان عن التطبير، وما دخله في الأمر، كان حرياً أن يدعهم يضربون الرؤوس بالقامات (السيوف)، كلاّ لا يصحّ ذلك، لو كانت مسألة (التطبير) التي بدأوا يروّجون لها في السنوات الأربع الماضية سائدة أيام حياة إمامنا الراحل رضوان الله عليه لوقف الإمام بوجهها، إنّه عمل خاطئ، البعض يمسكون بالقامات ويضربون بها رؤوسهم ليغرقوا بدمائهم، علام ذلك؟، وهل يعتبر ذلك عزاء؟، اللطم على الرؤوس هو العزاء، وعفوياً يلطم الذي نزلت به مصيبة، رأسه وصدره، هذا هو العزاء، العزاء الطبيعي، ولكن هل سمعتم انّ أحداً راح يضرب رأسه بالسيف لفقده عزيزاً من أعزّائه؟ هل يعتبر ذلك عزاءاً؟ كلاّ، إنّه وهم، ولا يمتّ ذلك إلى الدين بصلة، وما من شك بأنّ الله لا يرضى بذلك.
ربّما السلف من علمائنا لم يكن يستطيع أن يصرِّح بذلك، ولكنّنا اليوم نعيش حاكمية الاسلام وظهوره، فينبغي أن لا نقوم بعمل يجعل من المجتمع الاسلامي المحب لأهل البيت عليهم السلام والذي يفتخر باسم ولي العصر أرواحنا فداه وباسم الحسين بن علي(ع) وباسم أميرالمؤمنين(ع) لا ينبغي أن نجلعه في نظر باقي مسلمي العالم وغير المسلمين يبدو وكأنّه مجتمع خرافي وغير منطقي.
كلّما فكّرت في الأمر رأيت إنّني لا يمكنني السكوت عن هذا العمل الذي هو بالتأكيد عمل غير مشروع وبدعة، فليكفّوا عن هذا العمل، فإنّني غير راض عنه، إنّني غير راض من كلّ قلبي عن كل شخص يريد التظاهر بالتطبير.
أحياناً كان يجتمع عدد من الأشخاص في ركن ناءٍ ويقومون بهذا العمل بعيداً عن أعين الناس وعن التظاهر بذلك أمامهم، ولم يكن أحد يتدخّل في شؤونهم مشروعاً كان عملهم أم غير مشروع، كان يتمّ ذلك ضمن نطاق محدود، ولكن إذا تقرر أن يخرج عدّة آلاف من الناس فجأة في أحد شوارع طهران أو قم أو مدن اذربيجان أو خراسان ويضربوا رؤوسهم بالسيوف، فإنّنا لن نقبل بذلك، وهذا أمر غير مشروع لن يرضى به الإمام الحسين(ع). لا أدري من أين تأتي هذه الامور لتنتشر في مجتمعاتنا الاسلامية ومجتمعنا الثوري؟
لقد ظهرت مؤخّراً بدعة غريبة غير محبّذة في باب الزيارة، كلّنا يعلم انّ أئمة الهدى عليهم السلام كانوا يزورون المرقد الطاهر للرسول الأكرم(ص)، كما انّ إمامنا الصادق عليه السلام والإمام موسى بن جعفر(ع) وباقي الأئمة الأطهار عليهم السلام كانوا يزورون المرقد الطاهر للإمام الحسين(ع)، كذلك أصبحت المراقد الطاهرة لأهل البيت عليهم السلام في العراق وإيران مزارات يؤمّها العلماء والفقهاء والفضلاء، هل سمعتم انّ إماماً أو عالماً كبيراً كان ينبطح أرضاً عند دخوله حرم أحد المراقد ويزحف نحو الضريح؟، لو كان هذا الأمر مستحسنا ومحبّذاً ومقبولاً لأقدم عليه أئمتنا وعلماؤنا، ولكنّهم لم يفعلوا، حتى أنّه يروى أنّ المرحوم آية الله العظمى السيد البروجردي رضوان الله تعالى عليه العالم الكبير والمجتهد والمفكّر الفذ، كان يمنع تقبيل عتبات المراقد على رغم انّ ذلك قد يكون مستحبّاً، ويحتمل أن تكون الروايات قد أوردت مسألة تقبيل العتبات، إنّها مسألة تتناولها كتب الأدعية وكذلك الروايات حسبما يتبادر إلى ذهني، رغم انّ ذلك قد يكون مستحبّاً، كان المرحوم البروجردي يمنع الناس عنه لكي لا يفكّر البعض أنّهم يسجدون لها وحتى لا يُشنّع الأعداء بالشيعة.
واليوم يقوم البعض في المرقد الطاهر للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام بالانبطاح أرضاً عند دخولهم والزحف نحو مئتي متر حتى يصلوا إلى الضريح المطهّر، إنّه عمل خاطئ، انّه توهين، توهين بالدين وبالزيارة، من الذي ينشر هذه البدع بين الناس؟، ربّما كان ذلك أيضاً من صنع الأعداء، اشرحوا هذه الأمور للناس، أنيروا أذهانهم، الإسلام دين منطقي، وأكثر المفاهيم منطقية في الإسلام هي مفاهيم الشيعة، إنّها مفاهيم راسخة.
لقد سطع المتحدّثون الشيعة كالشمس كلّ في عصر وزمان، لم يكن أحد يجرؤ على القول بأنّ منطقهم ضعيف؛ ففي زمن أئمتنا برز رجال أمثال مؤمن الطاق وهشام بن الحكم وغيرهما، وبعد زمن الأئمة برز أمثال الشيخ المفيد وغيره، كما برز فيما بعد الكثير من المتحدّثين أمثال العلاّمة الحلّي وغيره، إنّنا أهل منطق واستدلال، انظروا إلى قوة كتب الاستدلال التي تتناول البحوث المتعلقة بالشيعة، ككتب المرحوم شرف الدين في زماننا، وكتاب الغدير للمرحوم العلاّمة الأميني في زماننا، أينما وجّهت وجهك ثمة استدلالات محكمة، هذا هو التشيّع، لماذا يروّجون لأعمال ليس فقط تفتقر للاستدلال بل إنّها أشبه شيء بالخرافة، هذا هو الخطر الذي يتهدّد عالم الدين ومعارفه، وينبغي على حماة الدين والعقيدة الالتفات له.

كما ذكرت هناك عدد من الناس سيسمعون هذا الكلام ويقولون في أنفسهم كان يجدر بفلان أن لا يتحدّث في هذا الأمر، لا! أنا من يجب أن يتحدَّث به، فمسؤوليتي أكبر من مسؤوليات الآخرين، طبعاً يجب على السادة العلماء أن يتحدّثوا بهذا الأمر أيضاً.
لقد كان لإمامنا الراحل مواقف حازمة وصارمة، كان أينما رأى مسألة فيها انحراف يتحدِّث بشأنّها بصراحة وحزم ولا يخشى لومة لائم، ولو كانت هذه الامور سائدة في زمانه أو كانت رائجة كما هي اليوم لكان تحدَّث بشأنها دون شك.
ثمّة أشخاص متعلّقون بهذه الأمور سيستاؤون من الطريقة التي تحدَّثت بها عن تلك الأمور المحبّبة لهم، إنّهم في غالبيتهم أفراد مؤمنون وصادقون ولا يرمون لشيء، ولكنّهم خاطئون.
هذه هي المسؤولية الكبيرة التي يجب عليكم أيّها السادة العلماء أن تحملوها على عاتقكم أينما كنتم، إنّ مجلس عزاء أبي عبدالله الحسين(ع) هو ذلك المجلس الذي يقوم على المعرفة والذي يعتمد على الأركان الثلاثة التي ذكرتها للتو.

نأمل أن يوفِّقكم الباري عزّ وجلّ لتبيان ما يرضاه بكلّ قدرة وشجاعة وجد ومثابرة لتكونوا على قدر المسؤولية بإذن الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصّ جواب ولي أمر المسلمين قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله) ردّاً على رسالة حجّة الإسلام والمسلمين مروّج إمام جمعة أردبيل التي أعلن فيها امتثال أبناء أردبيل لتوجيهات وإرشادات سماحته الخاصة بالمواكب الحسينية وضرورة تنزيهها من كلّ الأعمال التي لا تمتّ للدين بصلة
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مروّج إمام جمعة أردبيل دامت بركاته..

بعد التحية والسلام:
لقد استلمت رسالتكم الموقّرة التي تعكس موقف أهالي أردبيل الأعزّاء الجدير بالتقدير من نصائحي التي تتعلق بمواكب سيّد الشهداء عليه ألف تحية وسلام..
إنّ هذا الموقف ليس غريباً عن أناس مؤمنين وغيورين ومضحّين يقفون في الصفوف الأولى مع الصالحين. لقد شاهدت عن قرب سواء في ميدان الحرب المفروضة أو في المواقف الثورية والسياسية والدينية بطولات أهالي أردبيل الأعزّاء وحبّهم وعشقهم لآل البيت عليهم السلام وسيكون أجرهم على الله تبارك وتعالى.
ما طرحته للشعب المتديّن والعاشق لآل النبوّة والولاية عليهم السلام هو من منطلق الحرص، لقد شاهدت كيف يحكم العالم بجفاء على إخلاص ومحبّة الناس لسيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام، وشاهدت كيف يفسّر استيعاب الناس وفهمهم وإدراكهم لعقيدتهم بمنزلة أهل البيت(ع) الرفيعة أخذت تفسر ونتيجة لممارسة أعمال عن جهل وبشكل لا يناسب الشيعة والأئمة الأطهار، وشاهدت كيف عمد الأعداء المتعصّبين للإساءة بإعلامهم الشيطاني لمواكب عزاء عترة الزهراء الطاهرة عليهم السلام، وشاهدت كيف اتّخذ الأعداء بعض الأعمال التي لا تمّت للدين بصلة ذريعة كي يصفوا الإسلام والشيعة ــ والعياذ بالله ــ بالخرافات وأخذوا يعلنون غضبهم وعداءهم لنظام الجمهورية الإسلامية المقدّس.
هل إنّ الشيعة المحبّين والمخلصين عندما يضربون رؤوسهم أو رؤوس بعض الأطفال يوم عاشوراء راضون بأن يتبدّل عملهم هذا إلى سند بأيدي الأعداء في وقت تتسلّط فيه الآلاف من الأعين وتتكالب الألسن من أجل الإساءة للإسلام والتشيع! هل يرضى هؤلاء ومن أجل التظاهر بهذا العمل أن يسيئوا إلى دماء عشرات الآلاف من التعبويين (البسيج) التي أريقت من أجل الحفاظ على كرامة الإسلام والتشيع ونظام الجمهورية الإسلامية؟
إنّ ما نُقل عن مراجعنا الأوائل حول هذه الأعمال لا يتعدّى هذا الحكم ــ إذا لم يترتّب على هذا العمل ضرر يُعتد به فهو جائز ــ. ألم يكن التقليل من مكانة الشيعة في أنظار العالم ضرر يُعتد به؟ ألم تكن الإساءة لمحبة وعشق الشيعة لآل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخاصة لسيّد الشهداء عليه السلام ضرراً؟ أيّ ضرر أكبر من هذا؟
عندما يتمّ ضرب الرؤوس بالسيوف بشكل فردي وفي البيوت فهو مضرّ وضرره هو ضرر جسمي، وهذا ملاك للحرمة، ولكن عندما يتمّ هذا العمل أمام الناس وأمام عدسات الكاميرات وعيون الأعداء والأجانب وأمام أعين شبابنا فهو ليس مضرّاً جسمياً وشخصياً فقط، بل يعتبر من الأضرار الكبرى حيث الإساءة للإسلام والشيعة.
لقد أصبح هذا الضرر اليوم كبيراً ومدمّراً، لذا فإنّ شجّ الرؤوس (التطبير) بشكل علني وأمام الأعين حرام وممنوع.
طبعاً إنّ الأشخاص الذين سبق أن ضربوا رؤوسهم بنيّة العشق والإخلاص والثواب فأجرهم على الله، ولكن علينا أن نقيم مجالس العزاء والمواكب التي تعكس الحب والشوق والحزن لأهل البيت بشكل يختلف عن تلك المواكب التي كانت تقام في السابق. وما يقرأ في هذه المجالس من شعر ونثر ومصائب يجب أن يكون ذا مغزى وهدف ويستند إلى مصادر متواترة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام.
تحياتي ودعائي بالتوفيق لسماحتكم وجميع أهالي أذربيجان وأردبيل وسائر مناطق البلد الإسلامي.

السيد علي الخامنئي
السابع من محرّم الحرام 1415هــ

[url]http://www.alwelayah.net/index.php?f=doc&s=esdarat&r=tawthikiyah&id=01#1[/url

منصف
08-15-2006, 04:27 PM
الى أديب الكاتب

مثل ما وجود علماء تحرم التطبير أيظاً يوجد علماء تعتبر التطبير من المستحبات
التطبير مسألة خلافية بين المراجع وكل ملزم برأي مرجعه
الذي مرجعه يجوز التطبير فل يطبر والذي مرجعة لا يجوز التطبير فلا يطبر
السيد علي الخامنئي مرجع كأي مرجع من المراجع ورأيه ملزم به من يقلده فقط

منصف
08-15-2006, 04:36 PM
http://www.alburhan.com/chapters_pic/latem_ftwa.jpg

عبدالحليم
08-16-2006, 04:28 PM
الاخ ادب الكاتب ..

لا اعلم ما سبب وضعك لهذا الموضوع وانت تعلم انه موضوع خلافي بين الشيعة

وكل مقلد يرجع فيه الى مرجعه .. مع العلم ان موضوع التطبير قد تجاوزه الزمن

وفي فتنة يثيرها ويغذيها الجهلة لاسبابهم الخاصة.

عاشق الحور
05-16-2011, 11:53 PM
أريد أن أقول: والله لا تعنيني هذه الأمور من تطبير، وغيرها فالكثير من أتباع الأديان والطوائف الأخرى يمارسون التطبير وضرب القامات ويشجعون عليها.

فالذي يهمنا ويهم كل مسلم شيعي وسني أننا يجب علينا ارتداء الأكفان استعداداً لتنفيذ العمليات الاستشهادية الجهادية الثورية ضد كافة القوات الغازية المحتلة وضد الغزاة المحتلين.