مجاهدون
10-04-2003, 11:12 AM
جسر مائي «معلق» عملاق ينقل سفنا كبيرة بين قناتين ويسهل الحركة بين مدن أوروبية * معجزة في التقنية والانشاء يقاوم الهزات الأرضية يحتوي على شارع للسيارات والمشاة إضافة إلى «بانيو» الماء بعرض 34 مترا
كولون: ماجد الخطيب
سيكون المستشار الألماني جيرهارد شرودر، الذي سيفتتح جسر ماغدبورغ المائي «المعلق» يوم 10 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، أول مسافر في تاريخ أوروبا يقطع طريقه من برلين إلى براغ ووارشو دون حاجة لتغيير باخرته. ويعود الفضل في هذه التوصيلة النهرية المتفردة، إلى حوض ماء كبير طوله 1000 متر وعرضه 43 مترا، مرفوع على أعمدة ضخمة من الفولاذ والكونكريت تشكل هيكل جسر ماغدبورغ المائي الذي يصل بين القناة الوسطى القادمة من غرب ألمانيا وقناة الالبه ـ هافل القادمة من الشرق. ويختصر الجسر لحركة النقل النهري في ألمانيا و أوروبا مشقة اتخاذ دورة نهرية طويلة ومكلفة عبر نهر الألبة وفروعه وصولا بين القناتين المذكورتين. وقد صمم الجسر لأن مستوى مياه القناتين أعلى من مستوى مياه نهر الألبة.
نهر معلق
* ويعد جسر ماغدبورغ المائي اكبر نهر معلق من نوعه في العالم، يرتفع مسافة 18 مترا عن سطح مياه الألبة الذي يمر في المنطقة، عمقه 4.25 متر وتجري فيه مياه تزن 134 ألف طن.وتكفي هذه الكمية من المياه لتعويم سفن تجارية وسياحية كبيرة تتراوح أطوالها بين 110-185 مترا. وتقول شركة «ام. اس» كلاباوترمان للسياحة النهرية أنها ستوفر رحلات سياحية على سطح الجسر وتحته ( أي في مياه نهر الألبة) مقابل 15 يورو للشخص بضمن ذلك ثمن فنجاني قهوة. ويعول على الجسر في ردم اشهر ثغرة مائية في نظام النقل النهري الألماني عند مدينة ماغدبورغ الشرقية. وتقدر وزارة النقل الألمانية أن الجسر المائي سيسهل ملاحة اكثر من 10 آلاف قبطان ألماني وعدد اكبر من القباطنة الأوروبيين عبر الأنهر الأوروبية بدءأ من الراين وانتهاء بالألبة والنايسة. وستقتصد هذه التوصيلة الكثير من الكلفة والوقت والطاقة للتجارة النهرية وللشركات السياحية على حد سواء.
وبلغت كلفة الجسر، الذي يعتبر معجزة في التقنية والانشاء، نحو 2.3 مليار يورو منها 500 مليون يورو كلفة بناء هيكل الجسر نفسه. ويتحمل المتر المربع منه ضغطا يزيد عن 140 طنا أي ما يقارب وزن 67 شاحنة. وتحملت الحكومة الألمانية 90% من نفقات بناء الجسر تاركة الـ 10% المتبقية للاتحاد الأوروبي.
وتؤكد وزارة النقل الألمانية أن الجسر بني بتقنية خاصة مقاومة للهزات الأرضية.
وتم تنفيذ ذلك من خلال «إجلاس» الجسر على كتل خرسانية مسلحة بالفولاذ تحتوي على نوابض هائلة لامتصاص الصدمات تشبه نوابض امتصاص السيارات في عجلات السيارات. وترتفع النوابض مسافة 15 مترا عن الماء وتؤلف مع الكتل الكونكريتية المسلحة «سيقانا» تزن الواحدة منها 700 طن ويقف عليها الجسر.
* سفن وسيارات ومشاة
* وبنيت أرضية الجسر من الكونكريت المسلح بالحديد الصلب وزنها 24 ألف طن، تستند على قاعدة من الحديد الصلب تزن 140 ألف طن.ولم يصمم المهندسون الجسر للبواخر والنقل المائي فحسب لأنهم زودوه بجزء لنقل السيارات والمشاة. ويحتوي الجسر على شارع للسيارات والمشاة عرضه عشرة أمتار إضافة إلى «بانيو» الماء الذي يبلغ عرضه 34 مترا.
وزود التقنيون حوض الماء المعلق بمصادر لضخ الماء إليه وأخرى لتصريف المياه الزائدة والقذرة منه. كما زودوه بمحركات لضخ الهواء في الماء حفاظا على نوعيته، وعلى الحياة المائية فيه وحفاظا عليه من التجمد في الشتاء. وعمق مياه الجسر ليس كافيا لرد البرد عنها ومن المحتمل أن تتشكل ألواح الثلج الزجاجية على السطح وتعرقل الملاحة. ويقول التقنيون أن التوربينات ستضخ الهواء الساخن إلى ماء الجسر حال انخفاض درجة حرارته إلى الصفر.
وبالنظر للمساحة الكبيرة التي ستلتهمها منطقة الجسر وملحقاته من الأرض، فقد عمدت وزارة النقل إلى التعاون مع وزارة البيئة بهدف اسباغ حب البيئة على المشروع. وعلى هذا الأساس ستسهم القنوات الجانبية للجسر بتحويل 260 هكتارا من الأراضي المهملة إلى أراض زراعية ومناطق بيئية محمية. وتقدر وزارة البيئة الألمانية أن الجسر سيسهم في تقليل إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو، يقلل استهلاك الوقود، ويقلل الضجيج الصادر عن الطرق السريعة. إذ كانت العديد من الشركات تعمد إلى الشاحنات لنقل البضائع من البواخر الراسية في القناة الوسطى إلى قناة الألبة ـ هافل وبالعكس. وإذ تستهلك الشاحنات 4.1 لتر من الوقود كمعدل بالمقارنة مع البواخر التي تستهلك 1.3 لتر كمعدل.
نشأت فكرة «الجسر المائي» المعلق الذي يصل بين القناتين في العشرينات من القرن العشرين. وبدأ العمل في دق أساسات الجسر عام 1934 لكن المد النازي، وصعود حكومة هتلر التي كانت تهتم بالحرب اكثر من اهتمامها بالنقل البري، أوقفت البناء ووضعت خرائط المشروع على الرف. وبالنظر لكلفة المشروع الباهضة فقد أهملت دولة ألمانيا الديمقراطية المشروع بدورها إلى أن تحققت الوحدة الألمانية. وأبدى وزير النقل السابق في حكومة هيلموت كول اهتمامه بالجسر عام 1992 حيث بدأ مفاوضاته مع الاتحاد الأوروبي حول المشروع.
كولون: ماجد الخطيب
سيكون المستشار الألماني جيرهارد شرودر، الذي سيفتتح جسر ماغدبورغ المائي «المعلق» يوم 10 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، أول مسافر في تاريخ أوروبا يقطع طريقه من برلين إلى براغ ووارشو دون حاجة لتغيير باخرته. ويعود الفضل في هذه التوصيلة النهرية المتفردة، إلى حوض ماء كبير طوله 1000 متر وعرضه 43 مترا، مرفوع على أعمدة ضخمة من الفولاذ والكونكريت تشكل هيكل جسر ماغدبورغ المائي الذي يصل بين القناة الوسطى القادمة من غرب ألمانيا وقناة الالبه ـ هافل القادمة من الشرق. ويختصر الجسر لحركة النقل النهري في ألمانيا و أوروبا مشقة اتخاذ دورة نهرية طويلة ومكلفة عبر نهر الألبة وفروعه وصولا بين القناتين المذكورتين. وقد صمم الجسر لأن مستوى مياه القناتين أعلى من مستوى مياه نهر الألبة.
نهر معلق
* ويعد جسر ماغدبورغ المائي اكبر نهر معلق من نوعه في العالم، يرتفع مسافة 18 مترا عن سطح مياه الألبة الذي يمر في المنطقة، عمقه 4.25 متر وتجري فيه مياه تزن 134 ألف طن.وتكفي هذه الكمية من المياه لتعويم سفن تجارية وسياحية كبيرة تتراوح أطوالها بين 110-185 مترا. وتقول شركة «ام. اس» كلاباوترمان للسياحة النهرية أنها ستوفر رحلات سياحية على سطح الجسر وتحته ( أي في مياه نهر الألبة) مقابل 15 يورو للشخص بضمن ذلك ثمن فنجاني قهوة. ويعول على الجسر في ردم اشهر ثغرة مائية في نظام النقل النهري الألماني عند مدينة ماغدبورغ الشرقية. وتقدر وزارة النقل الألمانية أن الجسر المائي سيسهل ملاحة اكثر من 10 آلاف قبطان ألماني وعدد اكبر من القباطنة الأوروبيين عبر الأنهر الأوروبية بدءأ من الراين وانتهاء بالألبة والنايسة. وستقتصد هذه التوصيلة الكثير من الكلفة والوقت والطاقة للتجارة النهرية وللشركات السياحية على حد سواء.
وبلغت كلفة الجسر، الذي يعتبر معجزة في التقنية والانشاء، نحو 2.3 مليار يورو منها 500 مليون يورو كلفة بناء هيكل الجسر نفسه. ويتحمل المتر المربع منه ضغطا يزيد عن 140 طنا أي ما يقارب وزن 67 شاحنة. وتحملت الحكومة الألمانية 90% من نفقات بناء الجسر تاركة الـ 10% المتبقية للاتحاد الأوروبي.
وتؤكد وزارة النقل الألمانية أن الجسر بني بتقنية خاصة مقاومة للهزات الأرضية.
وتم تنفيذ ذلك من خلال «إجلاس» الجسر على كتل خرسانية مسلحة بالفولاذ تحتوي على نوابض هائلة لامتصاص الصدمات تشبه نوابض امتصاص السيارات في عجلات السيارات. وترتفع النوابض مسافة 15 مترا عن الماء وتؤلف مع الكتل الكونكريتية المسلحة «سيقانا» تزن الواحدة منها 700 طن ويقف عليها الجسر.
* سفن وسيارات ومشاة
* وبنيت أرضية الجسر من الكونكريت المسلح بالحديد الصلب وزنها 24 ألف طن، تستند على قاعدة من الحديد الصلب تزن 140 ألف طن.ولم يصمم المهندسون الجسر للبواخر والنقل المائي فحسب لأنهم زودوه بجزء لنقل السيارات والمشاة. ويحتوي الجسر على شارع للسيارات والمشاة عرضه عشرة أمتار إضافة إلى «بانيو» الماء الذي يبلغ عرضه 34 مترا.
وزود التقنيون حوض الماء المعلق بمصادر لضخ الماء إليه وأخرى لتصريف المياه الزائدة والقذرة منه. كما زودوه بمحركات لضخ الهواء في الماء حفاظا على نوعيته، وعلى الحياة المائية فيه وحفاظا عليه من التجمد في الشتاء. وعمق مياه الجسر ليس كافيا لرد البرد عنها ومن المحتمل أن تتشكل ألواح الثلج الزجاجية على السطح وتعرقل الملاحة. ويقول التقنيون أن التوربينات ستضخ الهواء الساخن إلى ماء الجسر حال انخفاض درجة حرارته إلى الصفر.
وبالنظر للمساحة الكبيرة التي ستلتهمها منطقة الجسر وملحقاته من الأرض، فقد عمدت وزارة النقل إلى التعاون مع وزارة البيئة بهدف اسباغ حب البيئة على المشروع. وعلى هذا الأساس ستسهم القنوات الجانبية للجسر بتحويل 260 هكتارا من الأراضي المهملة إلى أراض زراعية ومناطق بيئية محمية. وتقدر وزارة البيئة الألمانية أن الجسر سيسهم في تقليل إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو، يقلل استهلاك الوقود، ويقلل الضجيج الصادر عن الطرق السريعة. إذ كانت العديد من الشركات تعمد إلى الشاحنات لنقل البضائع من البواخر الراسية في القناة الوسطى إلى قناة الألبة ـ هافل وبالعكس. وإذ تستهلك الشاحنات 4.1 لتر من الوقود كمعدل بالمقارنة مع البواخر التي تستهلك 1.3 لتر كمعدل.
نشأت فكرة «الجسر المائي» المعلق الذي يصل بين القناتين في العشرينات من القرن العشرين. وبدأ العمل في دق أساسات الجسر عام 1934 لكن المد النازي، وصعود حكومة هتلر التي كانت تهتم بالحرب اكثر من اهتمامها بالنقل البري، أوقفت البناء ووضعت خرائط المشروع على الرف. وبالنظر لكلفة المشروع الباهضة فقد أهملت دولة ألمانيا الديمقراطية المشروع بدورها إلى أن تحققت الوحدة الألمانية. وأبدى وزير النقل السابق في حكومة هيلموت كول اهتمامه بالجسر عام 1992 حيث بدأ مفاوضاته مع الاتحاد الأوروبي حول المشروع.