مجاهدون
08-11-2006, 03:01 PM
11/08/2006
معاريف بقلم: بن كاسبيت (المراسل السياسي)
مر شهر وأصبحنا نستطيع أن نجزم بيقين: أن هذه ليست 'عملية'، وليست 'عملية برية'، ولا يوجد 'قتال' هنا. الحديث عن حرب وجود. حرب مصيرية كحرب التحرير. قاسية كحرب يوم الغفران. بيد أنه لم يكن تلفاز آنذاك، وكانت الصحف رسمية، ولم يكن للضحايا أسماء (وهي الأسماء التي نشرت بعد ذلك)، وبكت العائلات بصمت وهدرت المدافع بارتياح. جلس المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر أمس ست ساعات في جو تعويق. كل ساعة مضت جابت طائفة من الجنود القتلى، وانكشف مع هذه الطائفة للوزراء، مصيرية الساعة بكامل قوتها.
المصريون اللطفاء
على رغم الألم، بين الدموع، لا يجوز أن ننسى: في حرب التحرير ضحت اسرائيل ب 1 في المائة من سكانها. وهو ما يقارب 70 ألف قتيل في أيامنا. في حرب يوم الغفران خسرنا، في فترة أقصر، نحوا من 3 آلاف جندي. حتى في حرب الايام الستة قتل أكثر من مائة مقاتل في اليوم، بعد ثلاثة اسابيع من انتظار مرهق للأعصاب. صحيح، ليس الحديث اليوم عن محاربة دولة منظمة أو جيش نظامي. ما هي الحقيقة؟ ابتدأنا نشتاق الى دولة منظمة أو جيش نظامي. أين الفرق السورية عندما يحتاج اليها. أين الجنود المصريون اللطفاء. يوجد لنا الآن شغل مع تل ذخيرة كبير، ومع طائفة من المزارع الصينية لا تنتهي، ومع ثلاث معارك 'المتلة' في اليوم الواحد.
تقوم هنا فرقة ايرانية مدربة متخندقة، مع مخزون من الصواريخ لا ينتهي، وتقنية اطلاق قذائف ممتازة، وصواريخ مضادة للدبابات (بامداد سوري) تخترق كل دبابة أو مبنى والكثير من الدافعية الجهادية. وفيما حولنا، في الظلام، تحدق العيون إلينا. عشرات ملايين العيون من العالم العربي كله، والاسلامي والكبير. تنتظر أن ترى الجيش الاسرائيلي الكبير، الذي لا يقهر، الذي قد يكون أعظم الجيوش في الشرق الاوسط، أو أعظمها على الاطلاق، أن يعترف يهزيمته ويترك بضعة آلاف من المجاهدين يجعلونه ينحني. رئيس الموساد، ورئيس 'أمان' ورئيس 'الشباك'، في النقاشات الضيقة التي أجريت أمس وأول أمس، كرروا قولهم: ستنعكس نتائج هذه الحرب على مستقبل اسرائيل ومصيرها. اذا لم يكن حسم واضح، فان الحديث عن تهديد وجودي حقيقي مجتمع. رئيس الاركان، أول أمس، في تقدير للوضع، عندما أسمع امكانية وجود مئات القتلى في الجيش الاسرائيلي، قال بجفاف: 'ما العجب. هذا مؤلم، وهذا فظيع، لكن البديل اسوأ'.
مقابر الجيش الاسرائيلي
لماذا لا يهدمون بنت جبيل ويسوونها بالارض؟ لماذا لا يسوون بالارض كل بيوت القرى في جنوب لبنان، التي أصبحت مقابر لجنود الجيش الاسرائيلي. وبالمناسبة، لا بمعارك وجها الى وجه. هنا، لا يجد حزب الله ما يبيعه. غولاني، والمظليون، ووحدات النخب والاحتياط يتغلبون عليهم مرة تلو اخرى. يأتي الضرر من قذائف فتاكة هي في الأساس صواريخ مضادة للدبابات (فصل مستقل للجنة التحقيق التي ستقوم في اليوم الذي يتلو).
يطرح هذه الاسئلة بقوة حاييم رامون. 'انني اؤدي دور غير السوي العقل في هذه اللعبة'، يقول لاولمرت في أحاديث خاصة، 'أنت سوي العقل. لكنني أقول لك، خذ في هذا الموضوع بمرضي العقلي'.
اكثر مباغتة
يعتقد رامون أن على وزير الدفاع عمير بيرتس أن يضرب بقبضته الطاولة وأن يفرض هذا الاطلاق على الجيش الاسرائيلي. عمير بيرتس، يقظ ولا يتأثر. 'دعك من ذاك'، يقول في أحاديث مغلقة، 'هل تعلم كم من البيوت دمرنا؟ في كل قرية دمر أكثر من 10 في المائة من البيوت. هدم في بنت جبيل مئات البيوت، لا يوجد ما يكفي من القذائف لهدم البيوت كلها. توجد آلاف البيوت في بنت جبيل، واذا هدمناها كلها فماذا سيكون؟ انهم سيطلقون النار من بين الأنقاض. لن يحل هذا أي شيء'.
كان المجلس الوزاري المصغر عاصفا أمس. فؤاد، الذي يقال بحقه انه حث على عملية برية واسعة منذ اليوم الاول، غضب للإقالة الفعلية لقائد المنطقة الشمالية ووبخ رئيس الاركان. سأل بيرس لماذا لا يطورون شيئا يواجه صواريخ الكاتيوشا (مثل نظام سكاي غارد الذي كشف النقاب عنه هنا). أما شاؤول موفاز، فقد عرض خطة تخصه.
اهود اولمرت، الذي أصبح يعد نفسه ايضا للجنة التحقيق التي ستتلو، أنهى أمس جلسة المجلس الوزاري المصغر بأقوال لاذعة، واضحة حادة. لقد عنف موفاز وبيرتس وقال: 'سادتي، يجب علينا أن نكون يقظين لمعنى الأقوال ولصداها. نحن نشغل أنفسنا اليوم بقرارات حاسمة مصيرية ويجب أن نتصرف باتزان. يجب الامتناع عن الاختلافات الشخصية. لا تشغلوا أنفسكم بما كان. العالم كله ينظر الى هذه الجلسة، ومن ضمنهم أعداؤنا الألداء. كفوا عن وعظ غيركم. إن أمن الدولة هو الملح. أريد أن أتوجه الى الوزراء توجها شاذا: هذه ايام شديدة، مع أثمان باهظة وحياة الناس الملحة. يتوقع الجمهور أن يتصرف اولئك الذين يرأسون النظام تصرفا مسؤولا..'.
معاريف بقلم: بن كاسبيت (المراسل السياسي)
مر شهر وأصبحنا نستطيع أن نجزم بيقين: أن هذه ليست 'عملية'، وليست 'عملية برية'، ولا يوجد 'قتال' هنا. الحديث عن حرب وجود. حرب مصيرية كحرب التحرير. قاسية كحرب يوم الغفران. بيد أنه لم يكن تلفاز آنذاك، وكانت الصحف رسمية، ولم يكن للضحايا أسماء (وهي الأسماء التي نشرت بعد ذلك)، وبكت العائلات بصمت وهدرت المدافع بارتياح. جلس المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر أمس ست ساعات في جو تعويق. كل ساعة مضت جابت طائفة من الجنود القتلى، وانكشف مع هذه الطائفة للوزراء، مصيرية الساعة بكامل قوتها.
المصريون اللطفاء
على رغم الألم، بين الدموع، لا يجوز أن ننسى: في حرب التحرير ضحت اسرائيل ب 1 في المائة من سكانها. وهو ما يقارب 70 ألف قتيل في أيامنا. في حرب يوم الغفران خسرنا، في فترة أقصر، نحوا من 3 آلاف جندي. حتى في حرب الايام الستة قتل أكثر من مائة مقاتل في اليوم، بعد ثلاثة اسابيع من انتظار مرهق للأعصاب. صحيح، ليس الحديث اليوم عن محاربة دولة منظمة أو جيش نظامي. ما هي الحقيقة؟ ابتدأنا نشتاق الى دولة منظمة أو جيش نظامي. أين الفرق السورية عندما يحتاج اليها. أين الجنود المصريون اللطفاء. يوجد لنا الآن شغل مع تل ذخيرة كبير، ومع طائفة من المزارع الصينية لا تنتهي، ومع ثلاث معارك 'المتلة' في اليوم الواحد.
تقوم هنا فرقة ايرانية مدربة متخندقة، مع مخزون من الصواريخ لا ينتهي، وتقنية اطلاق قذائف ممتازة، وصواريخ مضادة للدبابات (بامداد سوري) تخترق كل دبابة أو مبنى والكثير من الدافعية الجهادية. وفيما حولنا، في الظلام، تحدق العيون إلينا. عشرات ملايين العيون من العالم العربي كله، والاسلامي والكبير. تنتظر أن ترى الجيش الاسرائيلي الكبير، الذي لا يقهر، الذي قد يكون أعظم الجيوش في الشرق الاوسط، أو أعظمها على الاطلاق، أن يعترف يهزيمته ويترك بضعة آلاف من المجاهدين يجعلونه ينحني. رئيس الموساد، ورئيس 'أمان' ورئيس 'الشباك'، في النقاشات الضيقة التي أجريت أمس وأول أمس، كرروا قولهم: ستنعكس نتائج هذه الحرب على مستقبل اسرائيل ومصيرها. اذا لم يكن حسم واضح، فان الحديث عن تهديد وجودي حقيقي مجتمع. رئيس الاركان، أول أمس، في تقدير للوضع، عندما أسمع امكانية وجود مئات القتلى في الجيش الاسرائيلي، قال بجفاف: 'ما العجب. هذا مؤلم، وهذا فظيع، لكن البديل اسوأ'.
مقابر الجيش الاسرائيلي
لماذا لا يهدمون بنت جبيل ويسوونها بالارض؟ لماذا لا يسوون بالارض كل بيوت القرى في جنوب لبنان، التي أصبحت مقابر لجنود الجيش الاسرائيلي. وبالمناسبة، لا بمعارك وجها الى وجه. هنا، لا يجد حزب الله ما يبيعه. غولاني، والمظليون، ووحدات النخب والاحتياط يتغلبون عليهم مرة تلو اخرى. يأتي الضرر من قذائف فتاكة هي في الأساس صواريخ مضادة للدبابات (فصل مستقل للجنة التحقيق التي ستقوم في اليوم الذي يتلو).
يطرح هذه الاسئلة بقوة حاييم رامون. 'انني اؤدي دور غير السوي العقل في هذه اللعبة'، يقول لاولمرت في أحاديث خاصة، 'أنت سوي العقل. لكنني أقول لك، خذ في هذا الموضوع بمرضي العقلي'.
اكثر مباغتة
يعتقد رامون أن على وزير الدفاع عمير بيرتس أن يضرب بقبضته الطاولة وأن يفرض هذا الاطلاق على الجيش الاسرائيلي. عمير بيرتس، يقظ ولا يتأثر. 'دعك من ذاك'، يقول في أحاديث مغلقة، 'هل تعلم كم من البيوت دمرنا؟ في كل قرية دمر أكثر من 10 في المائة من البيوت. هدم في بنت جبيل مئات البيوت، لا يوجد ما يكفي من القذائف لهدم البيوت كلها. توجد آلاف البيوت في بنت جبيل، واذا هدمناها كلها فماذا سيكون؟ انهم سيطلقون النار من بين الأنقاض. لن يحل هذا أي شيء'.
كان المجلس الوزاري المصغر عاصفا أمس. فؤاد، الذي يقال بحقه انه حث على عملية برية واسعة منذ اليوم الاول، غضب للإقالة الفعلية لقائد المنطقة الشمالية ووبخ رئيس الاركان. سأل بيرس لماذا لا يطورون شيئا يواجه صواريخ الكاتيوشا (مثل نظام سكاي غارد الذي كشف النقاب عنه هنا). أما شاؤول موفاز، فقد عرض خطة تخصه.
اهود اولمرت، الذي أصبح يعد نفسه ايضا للجنة التحقيق التي ستتلو، أنهى أمس جلسة المجلس الوزاري المصغر بأقوال لاذعة، واضحة حادة. لقد عنف موفاز وبيرتس وقال: 'سادتي، يجب علينا أن نكون يقظين لمعنى الأقوال ولصداها. نحن نشغل أنفسنا اليوم بقرارات حاسمة مصيرية ويجب أن نتصرف باتزان. يجب الامتناع عن الاختلافات الشخصية. لا تشغلوا أنفسكم بما كان. العالم كله ينظر الى هذه الجلسة، ومن ضمنهم أعداؤنا الألداء. كفوا عن وعظ غيركم. إن أمن الدولة هو الملح. أريد أن أتوجه الى الوزراء توجها شاذا: هذه ايام شديدة، مع أثمان باهظة وحياة الناس الملحة. يتوقع الجمهور أن يتصرف اولئك الذين يرأسون النظام تصرفا مسؤولا..'.