المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. خلدون النقيب: جهات عربية انتقدت حزب الله بدلاً من إسرائيل وهذا قلب لموازين الأمور



فاطمي
08-11-2006, 12:56 PM
http://62.215.230.149/issue/khaldon-alnageb-1740.jpg

دعا إلى تسليح الجيش اللبناني بدلاً من انتقاد المقاومة

· حكومات الخليج أنشئت لحماية النفط الأمريكي والوصاية على المنطقة قادمة لا محالة

· "مثلث الهزيمة" يدعون لأن تبقى منطقتنا العربية تحت الهيمنة الإسرائيلية

· أليس من المعيب أن تستأذن مصر "العظيمة" من إسرائيل في إرسال ألف شرطي الى غزة؟

· كيف نخشى السلاح النووي الإيراني ولا نخشى حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة

· وزير خارجية قطر فقد توازنه حين دعا لإقامة علاقة دبلوماسية مع إسرائيل

· الدفاع عن مصالحنا القومية مسألة منوطة بحركات المقاومة وليس بالحكومات العربية

· ليس هناك خشية من التركيبة الاثنية أو الطائفية فأوطان الخليج مستقرة

· علينا أن نعيد النظر في الوجود الأمريكي فالكويت ليست قاعدة لإعادة استعمار العراق

· الفائض المالي عائد لشعوب الخليج ومن حقها أن تساند لبنان أو فلسطين

· الحكومة حولت الشعب الكويتي إلى أناس تحل عليهم الصدقات

· الأسس المالية التي تقوم عليها الدولة مهترئة وتمتد الى الخمسينات

· الشرق الأوسط الجديد مشروع مزيف لفكرة مغلفة بالتسامح



حاوره آدم يوسف:

يصعب عليك أن تلم بأطراف الحديث أو أن تحدد محوراً معينا للنقاش، لا سيما إذا كان هذا الحوار مع الباحث الأكاديمي د· خلدون النقيب فكل القضايا هنا متداخلة لا فرق بين شأن محلي وإقليمي أو دولي، ولا فرق بين قضية اجتماعية وسياسية أو عسكرية يؤكد هذا ما نراه الآن من أحداث لبنان التي جعلت المنطقة كلها على صفيح ساخن، فالشعوب ملتهبة والحكومات مضطربة وفي حيرة من أمرها·

في حديثه إلينا رأى د· النقيب أن حزب الله كان محقاً في تحريك قضية الأسرى، لأنه لا أحد غيره يجرؤ على تحريك هذه القضية، كما أن الجيش اللبناني ضعيف وغير مسلح، وانتقدالنقيب بشدة الدول التي وجهت اللوم الى حزب الله، وانتقد كذلك بعض الصحافيين والأكاديميين الذين يفتون في عضد المقاومة ويستهزئون بانتصارات الأمة·· وقال: إن الدفاع عن مصالحنا القومية منوط بحركات المقاومة وليس في عهدة الحكومات العربية التي هي ليست موضع ثقة لشعوبها، وفيما يتعلق بالوضع المحلي أشار النقيب الى أن المعارضة الحقيقية في الكويت فقدت صلتها بالشارع، كما أنها تواطأت مع الحكومة في بعض القضايا المهمة مثل "الخصخصة" و"حقول الشمال"، وقال: كان الأجدر بنواب البرلمان - بدلا من أنتقاد امريكا وشتمها فقط - اقتراح قوانين تتعلق بالسياسة الخارجية، مثل فرض ضريبة على كل برميل نفط يصّدر الى الغرب على أن تعود فائدة هذه الضريبة الى لبنان أو أية دولة تتعرض للعدوان·

وتحدث د· النقيب عن مشروع الشرق الأوسط الكبير، وقال: الغرض الأساسي منه دمج إسرائيل في المنطقة وجعلها كياناً مقبولاً بعد تفتيت بعض الدول وكسر شوكتها، ولكن يبقى السؤال هل تطبيق ذلك على أرض الواقع أمر ممكن؟



· د· النقيب متحدثاً للزميل آدم يوسف" ما رأيك في الانتقادات التي وجهت الى حزب الله من قبل بعض الدول العربية إزاء الحرب الجارية الآن في لبنان؟

- نعم هناك جهات سياسية وقوى عربية انتقدت حزب الله على مبادرته في تحريك موضوع الأسرى، بدلاً من انتقاد إسرائيل لأسرها آلاف العرب والفلسطينيين، وهذا قلب لموازين الأمور علماً بأن حزب الله وحماس إذا لم يحركا موضوع الأسرى الذين يتجاوز عددهم عشرة آلاف لم يكن أحد ليجرأ على إثارة هذا الموضوع·

وفي رأيي فإن هاتين الفئتين "حزب الله وحماس" من الفئات النادرة التي بقيت تقاوم النفوذ والهيمنة "الامبريالية" وقد كان انتقاد حزب الله في الأساس لأنه لم يستشر الحكومة اللبنانية ولكن علينا أن نربط المسألة بالحالة الفلسطينية حيث نجد أن حماس هي التي شكلت الحكومة وقد اختطف نوابها علماً بأنها حكومة ديمقراطية بحسب مواصفات الغرب "التعبانة" فمن الذي يمكن أن يحرك هذه المسألة إذا لم يفعل حزب الله شيئاً، وفوق ذلك فإن أمريكا والدول الغربية يعاقبون الشعب الفلسطيني على اختياره لحماس، وأنا الآن عاتب على حماس لأن نوابها لم يطلبوا من المجلس التشريعي في وقتها أن يقيل أبو مازن، ويشحنه الى تونس ويعيد الانتخابات الرئاسية لأن حركة فتح فشلت في قيادة السلطة التي أنشئت في الأساس على أنها صدقة من إسرائيل والدول الغربية·

نعود الى حزب الله مسألة عدم استشارة الحكومة اللبنانية هذه المسألة أثارها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أكثر من مرة وأثارها كذلك الرئيس حسني مبارك ولكن علينا أن نتساءل الآن لو أن حزب الله استشار فعلا الحكومة اللبنانية هل هذه الحكومة قادرة على إثارة موضوع الأسرى وقادرة على الدفاع عن الشعب اللبناني اذاً قبل الحديث عن استشارة الحكومة اللبنانية من المفروض أن يهيأ الجيش اللبناني بنفس مستوى وقوة وتسليح الجيش الإسرائيلي أو بمستوى مقارب منه، حتى يكون قادراً على الدفاع عن لبنان، وكنا نتمنى من الأمير سعود الفيصل وكذلك الرئيس حسني مبارك أن يكملا جملة الانتقاد هذه بقولهم "أن يستشير حزب الله الحكومة اللبنانية ونحن نتعهد بأن نسلح الجيش اللبناني بنفس مستوى تسليح إسرائيل أو مقارب من مستوى تسليح إسرائيل حتى يستطيع أن يدافع عن لبنان·

إذاً فمسألة أن حزب الله لم يستشر أحدا قضية مردود عليها، لأننا وبكل بساطة يمكن أن نسأل هذه الدول هل الولايات المتحدة استشارت أحدا منكم قبل اقتراح موضوع الشرق الأوسط الجديد؟ ألم يفرض عليكم فرضاً؟! وبهذا ألا يكون الكونغرس الأمريكي والولايات المتحدة عموما قد أساءت الى هذه الدول وحكامها الذين هم من أكبر حلفاء أمريكا في المنطقة·

وأنا أسمي المملكة العربية السعودية ومصر والأردن "مثلث الهزيمة" لأن ما تدعو إليه هذه الدول عملياً تحت مسمى العمل العربي المشترك هو أن تبقى لبنان ومصر والسعودية والأردن تحت رحمة إسرائيل هل المفروض أن تبقى هذه الدول وهي التي تصرف البلايين على تسليحها ولديها جيوش طويلة وعريضة ومع هذا تبقى تحت رحمة إسرائيل؟! وأنا أسأل الآن الحكومة المصرية، أليس من المذل لمصر العظيمة أن يستأذن إسرائيل في أن ترسل ألف شرطي من دون سلاح الى غزة بعد انسحاب إسرائيل منها كي تحل محل القوات الفصل بين حدود غزة ومصر؟ ألا يجد المسؤولون المصريون أن في هذا السؤال إذلالا لهم؟ وأما إذا جئنا لدول الخليج فإني أعتقد أن وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم فقد موازين الأمور الحقيقية فهو يريدنا أن نعترف بإسرائيل ونفاوضها مباشرة، والسؤال هنا لماذا؟ هل هو يريدنا أن نعترف بإسرائيل ويترسخ وجودها بيننا من دون حتى أن ندخل في مفاوضات حول الوضع النهائي، مثلما حصل في مبادرة بيروت التي قدمتها المملكة العربية السعودية، ألم تعرض هذه المبادرة السلام الأبدي على إسرائيل؟ ولكن ماذا حصل بعد ذلك وماذا كانت نتيجة كل الخطوات التطبيعية مع إسرائيل مثل إلغاء المقاطعة من الدرجة الثالثة والثانية والدرجة الأولى هذه هي النتيجة واضحة في لبنان بعد كل المبادرات التي قدمناها فبأي وجه حق توجه الانتقادات الى حزب الله وحماس وهم الذين يضعون الأمور في نصابها الصحيح·

وأما الذين ينتقدون من باب أن حزب الله شيعي، ولا يجوز مساندة الشيعة باعتبارهم رافضة فهذه إثارة للفتنة ومن يثير الفتنة فجزاؤه معروف، ونحن للأسف نشتم نفسا طائفيا كريهاً من بعض التصريحات التي تأتي من بعض دول الجوار·

ويبقى السؤال معلقاً هل هناك أية دولة عربية عرضت تسليح لبنان قبل انتقاد حزب الله والمضحك في الأمر أن الولايات المتحدة تقول الآن وبعد كل هذا العدوان على لبنان إنها سوف تلسح الجيش اللبناني وهذه طبعا مهزلة قد نفهم أن الولايات المتحدة تريد تسلح الأردن، لأن هذه مهزلة تعودنا عليها وأما أنها تريد تسليح الجيش اللبناني فهذا أمر جديد، وحتى السلاح الذي تبيعه الولايات المتحدة الى مصر والسعودية ليس بنفس مواصفات السلاح الذي تبيعه الى إسرائيل·

إذاً فموضوع مواجهة إسرائيل ليس منوطا بالحكومات بل بحركات المقاومة العربية·

ولقد ثبت من التجربة الحالية والتجارب السابقة أن الدفاع عن مصالحنا القومية ليس في عهدة الحكومات العربية كما أن هذه الحكومات ليست في موضع ثقة لشعوبها·



الوضع المحلي



· لو عدنا الى الوضع المحلي في الكويت وردة الفعل سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي "الحكومة والبرلمان" كيف تقيم الوضع؟

- أعتقد جميعنا شاهد جلسة مجلس الأمة التي انتقد فيها النواب الولايات المتحدة وانتصروا للمقاومة واستعملوا لغة حادة في تعاملهم مع القضية، ولكن للأسف لم يذكر واحد منهم حلولا عملية يتعلق بالسياسية الخارجية كي تتبناها الحكومة الكويتية فهناك مثلا مقترحات للتعامل مع الولايات المتحدة والغرب عموماً في هذه الأزمة ولا يخفى على أحد من المتابعين أنه كلما تكونت وفرة في الثروة القومية عند دول الخليج تفتعل الولايات المتحدة أزمة ما حتى تستنزف هذا الفائض المالي، الذي هو جزء من موارد شعوب الخليج وليس حكوماتها فهذه الموارد ملك للشعب ولذا من حق الشعب أن يساند لبنان ويساند حماس، وبإمكاننا هنا مثلا أن نفرض ضريبة إضافية على كل برميل يخرج من الخليج ونذهب الى صندوق إعادة إعمار فلسطين ولبنان والعراق أو أية دولة تتعرض لأزمة وهذه الضريبة من الممكن أن تتراوح بين عشرة الى خمسة وعشرين بالمئة على كل برميل إذاً هذه ضريبة إضافية تدفعه الدول المستوردة فوق القيمة الحقيقية للبرميل، بحسب قيمة السوق وهناك اقتراح آخر يمكننا أن نفرض ضريبة من نفس المستوى على كل الشركات التي تورد السلاح الى إسرائيل بغض النظر عن منشأ هذا السلاح الذي يمكن أن يكون أمريكيا أو بريطانيا أو فرنسيا·· إلخ·

الاقتراح الآخر يتعلق بمسألة حساسة يتحرج أغلب الكويتيين في التعرض لها، وهي أن نعيد نحن النظر في مسألة الوجود الأمريكي لدينا، وألا نجعل من الكويت قاعدة لإعادة استعمار العراق·

فبإمكان مجلس الأمة أن يقترح على الحكومة أن تقول للولايات المتحدة ودول التحالف: العراق له موانئ وله مطارات تستطيعون استخدامها ونحن اعتبارا من الآن نعتبر أي حركة مرور عسكرية من وإلى العراق متوقفة فلماذا تستعمل الكويت الآن كقاعدة لإعادة استعمار العراق؟ وأعتقد أنه سوف يأتي يوم لا يغفر فيه العراقيون لنا أن جعلنا من الكويت قاعدة لاستعمار بلدهم، وأشك شكاً مطلقا أن حكومة الكويت تقوم بما تقوم به وتوفر الستهيلات التي توفرها للولايات المتحدة بناء على الاتفاقية الأمنية المشتركة بين البلدين وأتحدى هنا أي عضو في لجنة شؤون الخارجية في مجلس الأمة الذين اطلعوا على الاتفاقية الأمنية أن يثبت أن هناك أي بند في هذه الاتفاقية ينص على أن تتحول الكويت الى قاعدة أمريكية للاعتداء على الآخرين·

وأنا أشك أيضا في أن الحكومة الكويتية تريد أن تنتقم من الشعب العراقي أو تتشفى من الشعب العراقي انتقاما من الغزو الذي حصل للكويت ولكن العراقي لم يكن مسؤولا عن هذا الغزو بل كان هناك نظام حكم باطش ومستبد هو المسؤول بمفرده وهو الذي يتحمل المسؤولية إذاً هناك أمور كثيرة نستطيع أن نتعامل معها، وهي تحدد علاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من اضطرارنا الى التعامل مع الولايات المتحدة كي تحمينا مثل قول الشاعر: ومن نكد الدنيا على الحران يرى عدواً له ما من صداقته بد·

وهذا لسان حال أغلب الكويتيين حتى وإن كانت الحكومة الكويتية لها رأي آخر·



صحافيون وكتاب



· إذا جئنا الى شريحة المفكرين وكتاب الزوايا في الصحافة العربية نجد تباينا واضحا في آرائهم حيال الأزمة الجارية الآن في لبنان في رأيك ما السبب؟

- للأسف هناك فئة من الناس تقوم بعدة أشياء فهي مثلا تستهزئ بهزائم الأمة وتتشفى وتثير الفتنة الطائفية، وتفت في عضد من يريد أن يقاوم الهيمنة والامبراطورية هذه الفئة موجودة في مختلف المجالات فهي موجودة في الوسط الأكاديمي وأضرب على ذلك مثالين فؤاد عجمي ومأمون فندي وأما في مجال الصحافة فهذه الفئة تتمثل في عبد الرحمن الراشد وفؤاد الهاشم، أنا أقبل وأتفهم أن يكون لهم رأي آخر، كأن يقولوا: إن الوضع غير مناسب أن نتحدى إسرائيل وأن نستفز إسرائيل، وسوف يكون هناك وقت مناسب لاستعادة حقوقنا والحصول على مطالبنا القومية، كل هذا مقبول ومفهوم، ولكن أن نستهزىء مثلما تفعل هذه الفئة فهو أمر مرفوض لأن الطريقة التي تتبعها هذه الفئة في التعبير عن آرائها ستؤثر حتماً على المزاج العام والمناخ العام، وبالتالي الرغبة في مقاومة الهيمنة الأجنبية·



المعارضة الداخلية



· لو جئنا إلى موضوع الجبهة الداخلية هل هناك معارضة حقيقية في الكويت؟

- لم تعد هناك معارضة حقيقية في الكويت، "فالطليعة" كانت تمثل منبراً من منابر المعارضة التقليدية ولها تاريخ عريق في هذا المجال، وكلنا يذكر أمجاد أحمد الخطيب، وسامي المنيس وعبدالله النيباري، والآن المعارضة تخلت عن معارضتها في عدد من القضايا مثل: موضوع الخصخصة، وموضوع حقول الشمال، وكذلك عدم تقديم البدائل لما تطرحه الحكومة، فالحكومة الكويتية للأسف حولت الشعب الكويتي إلى شعب تحل عليه الصدقات خمسين أو مئتي دينار· وهذه المعارضة كان من مسؤوليتها أن تمفصل مطالب الأمة، وأن تضعها في إطارها الصحيح، وأن تطلب برنامجاً للتوزيع العادل للدخل، بدلاً من تواطئها، كما تواطأ مجلس الأمة في تمرير الميزانية العامة للدولة، من دون نقاش، وذلك على افتراض تعاون السلطتين، متناسين أنه من أهم وظائف مجلس الأمة الرقابة المالية على الدولة، وليس فقط الرقابة السياسية والتشريعية فالأسس المالية التي تقوم عليها الدولة الآن هي أسس مهلهلة من الخمسينات والستينات، فهناك فساد مالي، وإثراء على حساب الدولة، وهناك فساد إداري، للأسف في كل مرة يذكر أنه هناك فساد مالي أو إداري ولكن ليس هناك أي برنامج عملي للتعامل مع هذا الفساد الذي تعترف به الحكومة ذاتها·

فماذا نقول مثلاً عندما يقف أحد نواب المعارضة ويؤيد "الخصخصة البنائية" التي تعني أن تباع كل الخدمات العامة التي من المفروض أن تقدمها دولة الرعاية الاجتماعية للمواطنين كمسؤولية اجتماعية، تباع كلها إلى القطاع الخاص، ويؤيدها أحد المنتمين إلى المعارضة، وكذلك نجد أحد أقطاب المعارضة يؤيد حقول الشمال التي بها تفريط لمبدأ السيادة والكل يعلم ذلك، لا لشيء إلا لأن له مصلحة موظفة في هذا الأمر، هذا المعارض بكل تأكيد فقد صلته بالشارع الكويتي·



الشرق الأوسط



· ظهرت الآن بعض المقالات الصحافية والتصورات الذهنية لاسترايجية تقسيم الشرق الأوسط الجديد وتفتيت الدول إلى كيانات صغيرة على أسس عرقية وطائفية تضمن تقديم الولاء والطاعة للولايات المتحدة، ما رأيك في هذه المسألة؟

- فيما يتعلق بموضوع تقسيم الشرق الأوسط هناك مشاريع كثيرة لهذا التقسيم، وكنا نسمع منذ الستينات بطرح هذا الموضوع، كما هو حاصل مع رياض الريس في رياح الشرق، وفي تصوري أن موضوع التقسيم ليس هو لب موضوع الشرق الأوسط الكبير، وفكرة الشرق الأوسط الكبير كلها مبنية على فكرة في غاية السذاجة، وهي مسألة متوقعة من الإدارة الأمريكية الحالية التي تقول: إنه ليس هناك ديمقراطية في الشرق الأوسط، وعدم وجود هذه الديمقراطية يؤدي إلى الإرهاب، ووجود الإرهاب يجعل وضع إسرائيل وضعاً صعباً، ولابد أن تدخل إسرائيل في منظومة الشرق الأوسط، وبالتالي هم يدعون إلى الديمقراطية بأشكالهافي المزيفة، وهم يعتبرون أن الديمقراطية الموجودة الآن في العراق مثالاً يحتذى، لدرجة أن الرئيس بوش يقترح على الرئيس بوتين أن تقلد روسيا العراق في ديمقراطيته· هل هناك أكثر من هذه السذاجة، فالفكرة إذاً ديمقراطية مزيفة مع تطعيمها لفكرة التسامح، وكذلك تشكيل تكتل إقليمي تدخل فيه إسرائيل، وهم يدخلون فكرة الشرق الأوسط الكبير ضمن موضوع الحرب على الإرهاب، يمكن للولايات المتحدة أن تضع الخطط كما تشاء للتقسيم، ولكن هل من الممكن تطبيقها على أرض الواقع، أعتقد بأن ذلك في غاية الصعوبة·



· في أوج الأزمة الحالية في لبنان وقبل عدة أيام اشترت بعض الدول العربية أسلحة من الولايات المتحدة بمبلغ يقارب أربعة مليارات دولار كيف تقرأ هذه الصفقة؟

- أعتقد أن حكومات الخليج في نظر الغرب والولايات المتحدة تحديداً وظيفتها الأساسية ليس الدفاع عن شعوبها أو لبنان أو أي بلد عربي خاصة بعد سقوط ميثاق العمل العربي المشترك، وإنما حماية حقول النفط أو ضمان استمرار تدفقه فهي تشتري الأسلحة للاستعراض وأغلب الضباط من أبناء الأسر الحاكمة ويفرحون لاستعراض هذه الأسلحة التي هي بمواصفات أقل من المواصفات التي تستعمل للدفاع عن النفس، والولايات المتحدة تعلن هذه السياسة دون موارية، ومجلة "وول ستريت جورنال" عندما تتحدث عن الخليج تتحدث عن "نفطنا في الخليج" ليس نفط العرب ولا نفط شعوب الخليج وإنما الأمريكان وهذا الأمر ألحظه في كثير من المؤتمرات الدولية التي أذهب إليها، والولايات المتحدة لديها مبدأ أساسي هو إذا كان هناك مورد حقيقي تعتمد عليه الولايات المتحدة لا تسمح لأي جهة كانت أن تتحكم فيه·

لذا هم يدعون الآن لأن تبقى الخليج تحت معاهدة دولية حتى لا تتجرأ أية دولة خليجية وتعلن المقاطعة النفطية وهذا الأمر دعا إليه "جيري هارد" و"د· وليم كوهن" في مؤتمر دولي صراحة وعلناً وكنت قد حضرت هذا المؤتمر قبل ثلاثة أشهر من الآن تقريبا·



· أثار المشروع النووي الإيراني ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، وأعلنت بعض دول الخليج تخوفها من هذا المشروع كيف ترى موقف هذه الدول؟

- تخوف دول الخليج من المشروع النووي الإيراني هو شيء مفتعل وليس على أجندة دول الخليج أو الدول العربية فالآن مثلا يقال، إن إسرائيل لديها سلاح نووي وهذا لم يضايقنا كثيراً وإسرائيل من حيث الموقع ليست بعيدة عن دول الخليج ولا عن جيرانها العرب في المنطقة، وأمين عام الوكالة الذرية محمد البرادعي زار إسرائيل، ورأى منشآتها النووية ويبدو أنه بارك لها ولذا حصل على جائزة نوبل للسلام، الأمر الآخر، لماذا نحن نعلن تخوفنا من مفاعل "بو شهر" ولا نخاف من حاملات الطائرات ذات المفاعلات النووية وهي قابعة في البحرين؟ ثانياً، لماذا لا نخشى من تسرب قد ينتج عن حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية وهي محركاتها قائمة على الوقود النووي؟· ثالثا، لماذا تعلن الكويت دائما تخوفها من "بو شهر" باعتباره أقرب الينا من إيران وهنا داخل الكويت تلوث تعلم به الحكومة وتتستر عليه؟ ونسأل الآن من سمع الكويتيين بمنطقة اسمها "أم القواطي" وهي منطقة جمع فيها السلاح العراقي المدمر، بما تحويه من قذائف ذات رؤوس اليورانيوم المنضب المشع، وأنكرت الحكومة في ذلك الوقت وقامت بوضع بعض هذا السلاح في أرض المعارض وكان أطفالنا يتسلقون حولها، والبعض منهم يلعب بها وبعدها جمع في المنطقة المسماة "أم القواطي" وهي منطقة تحت السيادة الأمريكية وليس السيادة الكويتية ونسبة الإشعاع فيها عالية جداً إذاً فموضوع السلاح النووي الإيراني هو مفتعل برمته وباكستان والهند كلاهما عنده سلاح نووي ولم يثر جيرانهما ضجة مثل التي افتعلتها دول الخليج·



النسق الاجتماعي



· كيف ترى النسق الاجتماعي داخل دول مجلس التعاون، هل هو متوائم بما يكفي؟ بمعنى هل هناك خشية على الترابط الداخلي للاثنيات والعقائد المختلفة داخل هذه الدول؟

- من حيث السياسة الخارجية هناك تباين واختلاف شديد بين حكومات هذه الدول، فهناك الممكلة العربية السعودية وتوابعها، والكويت للأسف كان لها سياسة خارجية مستقلة قبل التحرير، ولكنها الآن للأسف أصبحت تابعة وربما يكون هذا الشيء جيدا إذا كان هذا تحالفا لتشكيل جبهة من أجل استعمال نفوذهما على الولايات المتحدة والغرب أو الاستفادة من ثقلهما المالي وباقي الدول نجد قطر مختلفة في سياستها تماماً وكذلك عمان لها سياسة وعقلية خاصتان بها·

ولكن إذا تحدثنا عن الشعوب والتركيبة الاثنية أو القبلية أو الطائفية أتصور أن هذه الدول وإن كانت قد بدأت على شكل قبائل تحمل علما أصبح الآن لها شخصيتها الوطنية، وأصبح من الصعب أن تفتت وهناك بعض يتخوفون مثلا عندما يتقدم الشيعة بمجموعة مطالب أو أية فئة أخرى تقدم مطالبها ولكن هذا التخوف ليس مبنيا على أساس صحيح على العكس عندما يكون لمجموعة معينة مطالب فهذا وعي بالمواطنة، فالسؤال عن حصة أكبر أو عن العدالة ليس شيئاً مخيفا·