المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «البدون» يتزوجون من غير عقود رسمية وعلى مبدأ «زوجتك نفسي»!



مجاهدون
08-10-2006, 08:11 AM
يلجأون للمحاكم بعد أن تتقطع بهم السبل لإثبات حقهم الشرعي!

كتب سعود النبهان


كيف يتزوج البدون قبل السماح لهم باستخراج عقود زواج؟ وهل هم متزوجون فعلاً؟ نعم متزوجون ولكن من غير عقود رسمية، هكذا حال شريحة كبيرة من غير محددي الجنسية البدون يعيشون في زمن الامية، اي يحق لهم الزواج عن طريق مأذون شرعي يحضر الى المنزل ويقرر زواجهم بحضور ولي الامر والشهود ومن ثم يغادر بعد ان يأخذ المقسوم من المال.
زواجهم هروب من القانون الذي يمنع اثنين من البدون الزواج في حالة اشتباه احدهما بقيود امنية كما ترى اللجنة المركزية للمقيمين بصورة غير قانونية، والتي لايحق لوزارة العدل اصدار وثيقة زواج لهم الا بإذن مسبق من اللجنة كما يقول اصحاب الشأن وبهذه الحسابات دخل ولي امر جديد لـ البدون حتى توثق عقود زواجهم.

نماذج على ارض الواقع

أ.ع.خ شاب يبلغ من العمر 37 عاماً يعمل في سوق الحراج منذ عشر سنوات، قرر دخول القفص الذهبي كما يسمى عند العرب، ويتزوج من فتاة تنتمي الى قبيلة معروفة، الا ان اللجنة التنفيذية وافقت بعد مرور ثلاثة أشهر من زواجه ولكن بشرط ان تقيد بكتاب رسمي ان زوجته تنتمي الى اصول من احدى الدول المجاورة، ولكنه رفض باعتبار ان زوجته تنتمي الى قبيلة يضرب وجودها في عمق تاريخ شبه الجزيرة العربية فلماذا اللجنة تختار دولة كان لها موقف سيئ من الكويت، حتى قرر ان يبقى من غير عقد زواج ولكن اجتماعه مع زوجته «حلال» ويرتكز على مبدأ «زوجتك نفسي».
أ.ع.خ لم يستسلم للاقدار ولجأ الى الاصدقاء واولاد الحلال كما يقول: ودفع مبلغ 500 دينار لاستخراج عقد زواج من احدى الدول الخليجية حصلت «الوطن» على نسخة منه واصبح زواجه بطريقة رسمية بعد مرور ثمانية شهور!
ويروي «أ.ع» ان زواجه كان بطريقة مبتكرة وهي ان تقوم بتوكيل صديق يقوم باستخراج وثيقة عن طريق محام الذي بدوره يطلب من المحكمة توثيق عقد الزواج من غير حضور الزوجين فالتوكيل يكفي لانهاء المعاملة.

ادعى قضائياً على نفسه!

شاب يدعى ناصر في بداية العقد الثالث من العمر متزوج قبل خمس سنوات، استخرج عقد الزواج بعد قصة دامت ثلاث سنوات رزق خلالها «بولد وبنت» كان يعيش حالة من الارق والخوف والقلق ويتساءل: هل يعقل ان ابقى من غير عقد زواج وماذا سأقول لابنائي اذا بقيت على هذا الحال؟ حتى استعان بمحام على قدر من المسؤولية والتفكير والعمق القانوني.. ووجد الحل بأن يقاضي نفسه امام المحكمة، ولكنه تردد في بداية الامر وبعد تشجيع من المحامي الذي اجزم له بأنه لا يوجد وراء ذلك مساءلة قانونية ذهب الى المحكمة ورفع دعوى على نفسه على حد قوله!! ووقف امام القاضي ليقول ارجوك زوجني هذه الفتاة، فإني عاشرتها معاشرة الازواج قبل الزواج! واريد «الستر» الذي يأمر به الله.
ولم تنقض ايام حتى امر القاضي بتزويجه واصدار وثيقة الزواج وبهذه اصبحت سلطة القضاء المخرج الوحيد لانصاف حقوق من ظلمتهم اجراءات وقوانين فرضت عليهم من قبل الغير.
ويقول ناصر لا يوجد انسان يرغب ان يضع نفسه بهذا الموقف، ولكن ماذا نعمل امام سطوة القانون التي تريد لنا الزواج من 5 نساء تكون على مواصفاتهم، مشيداً برجال القضاء انهم رجال نزيهون يقفون مع المظلوم ويخافون الله.
فتاة تدعى هدى تزوجت لمدة سنتين ولكنها لم تشعر بالراحة بسبب مشاكل عائلية وطلبت الطلاق.. وتقول: تزوجت من شاب ينتمي الى نفس عائلتي ولكن صادفتنا مشاكل في اللجنة التنفيذية للبدون التي رفضت استخراج شهادة لنا باعتبار اننا مقيدون تحت بنود المشتبه بهم امنياً، رغم ان والدي لايزال يعمل في وزارة الدفاع!!
ووالدتي كويتية الا اننا قررنا الزواج عن طريق مأذون شرعي من غير عقد رسمي، ولم نتفق بالحياة الزوجية وقررنا الانفصال وعندما طلبت الطلاق والحصول على النفقة رفض وعندما ذهبت الى المحكمة اصيب القضاة بالدهشة وتساءلوا اين عقد الزواج ولا ازال في دهاليز المحاكم منذ ثمانية شهور لصرف النفقة التي كفلها الشرع والقانون.

آراء في الموضوع

استاذ علم النفس في جامعة الكويت مشاري الحسين قال ان المتزوجين من غير عقود رسمية تولد داخل نفس الشخص قنبلة موقوتة وهاجس اجتماعي وضغط نفسي تجعله يعيش حالة من القلق والتوتر والسخط على المجتمع.
واضاف: ان هذه القضية تولد في شخصية اصحابها الصراع من اجل البقاء، يلجأون من خلالها الى مختلف الوسائل والغاية لديهم تبرر الوسيلة.
وقال: ان احقيتهم بالزواج تعتبر حقاً مشرعاً وفطرة خلقها الله بالعباد.. وعدم الاعتراف بأحقيتهم يبخس بحقوقهم وظلم عليهم يولد لديهم الغضب على من حولهم.. لان الزواج يعتبر متعة الدنيا يمارسها الافراد كواجب ديني ومطلب اجتماعي وانساني.

دور ادارة التوثيق

المحامي نواف الفزيع المتطوع في قضايا اثبات الزواج يناشد ادارة التوثيق الشرعية ابرام العقود والتفاعل مع المتزوجين البدون وألا يكونوا عقبة امام حقوق كفلها القانون والشرع خصوصاً ان القضاة اصدروا احكاماً بإجازة زواجهم عن طريق حكم اثبات الزواج.
واضاف الفزيغ ان هذه القضايا تحمل في طياتها الجوانب الانسانية والاخلاقية وان القضاة على قدر من المسؤولية في التعامل مع مثل هذه القضايا ويستحقون الاحترام والتقدير ولكن ادارة التوثيق لاتزال تعطل عقد الزواج فيلجأ المتضرر الى القضاء، وان الفرق بين عقد الزواج انه يصدر عن طريق القنوات الرسمية ومن غير اللجوء الى المحاكم في حين «اثبات الزواج» يكون بحكم القاضي في اصدار وثيقة تؤكد زواج الطرفين من البدون.
المتزوجون من غير عقود رسمية تجدهم يقيمون الافراح ويقدمون المآدب وانواع الاكل والطعام والشراب.
ونساؤهم تغني فرحاً وسعادة، يزفون التبريكات والتهاني ولكن يبقى زواجهم من غير عقود حتى يأمر القاضي..

تاريخ النشر: الخميس 10/8/2006