المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الله : فرنسا تتحرك في اطار عقد سياسية وربما شخصية



سمير
08-08-2006, 12:03 PM
رأى المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله «ان الحرب الاميركية - الاسرائيلية على لبنان أتاحت للبنانيين معرفة أصدقائهم الحقيقيين، وكشْف الوجه الحقيقي للعديد من الدول والحكومات التي كانت تدّعي الحرص على لبنان، وأثبتت لهم ان بعض هذه الدول متورط فعلا في الحرب على لبنان، وقد فعل كل ما يستطيعه لتسهيل محاولات الاختراق العسكرية والسياسية والاسرائيلية للداخل اللبناني».

وقال: «ان بعض الدول الاوروبية ورغم التجاذبات التي كانت تعتري علاقتها بالولايات المتحدة، الا انها ابدت مرونة مخيفة لحساب اسرائيل عندما تماشت مصالحها في لبنان ومستقبل دورها في هذا البلد بحساب المصالح الاسرائيلية فتعاونت مع الادارة الاميركية لتطويق لبنان في مجلس الامن وخارجه، رغم كل العواطف التي أبدتها حيال لبنان في الاتصالات والزيارات، ولذلك فكل هؤلاء شريك في سفك دم هذا الصديق لحساب اسرائيل وكلهم شريك في المجازر التي ارتُكبت ضد اللبنانيين وفي ذبح الطفولة اللبنانية بدم بارد».

ولم يستبعد فضل الله ان تكون المداولات في شأن مشروع القرار الدولي حيال لبنان «جرت في مناخ من التوافق المرسوم، مع الايحاء منذ البداية بالاختلاف حول بعض العبارات لإعطاء فرصة أكبر لإسرائيل زمنياً علّها تستطيع تغيير الواقع ميدانياً، وعندما فشلت اسرائيل في ذلك جاء مشروع القرار الأميركي - الفرنسي فاضحاً ومكشوفاً بالمستوى الذي لم تستطع فيه فرنسا ان تختبىء وراء إصبعها، وليظهر للجميع انها تتحرك في اطار من العقد السياسية وربما الشخصية التي تجعل مصالحها في موقع التهديد فيما تبدي الحرص على موقع اسرائيل».

اضاف: «ان الذي كان يستمع قبل عامين الى مواقف الرئيس الفرنسي الداعية لاحترام القانون الدولي، ولإنقاذ الانسانية من شرور حروب الهيمنة والغطرسة يدرك تماما المسافة التي قطعتها باريس للحاق بالقطار الاميركي، ومدى التورط الذي سلكته في هذا المجال، مما نخشى معه ان تسقط فرنسا في المنطقة شعبياً، وتسقط لبنانياً، اذا لم تبادر للقيام بانعطافة حقيقية خصوصاً وان الشعوب لا ترحم عندما تصل المسألة الى وجودها ومستقبل أجيالها».

وسأل: «اين الثورة الفرنسية، واين هي فرنسا المقاومة في مواجهة النازي، واين هي فرنسا الحرية والمساواة وحقوق الانسان؟».
ورأى «ان الامور باتت مكشوفة امام اللبنانيين بمن فيهم اولئك الذين توهموا العكس وبان اميركا الادارة تريد للبنان ان يكون نموذجا للعنف الدامي في الشرق الاوسط ليسقط النموذج الوهمي للديموقراطية الذي تحدث عنه الرئيس الاميركي، لان اميركا تريد لبنان ساحة جديدة لمشروعها التمزيقي والتفتيتي التي تحاول دون نجاح تمريره في المنطقة».

وختم: «المقاومة في لبنان اعادت الحياة للامة كلها، ووضعتها في مواجهة المشروع الاميركي - الاسرائيلي وجها لوجه بعدما اريد لها ان تضيع في متاهات الخلافات الداخلية، وعلى العرب جميعا، بمن فيهم المسؤولون في الجامعة العربية، وكل من يتمسكون بعروشهم من خلال الامساك بالحبل الاميركي، ان يستفيقوا ويأخذوا ما يجري على محمل الجد قبل ان تصل النار اليهم، بعد ان تكون القمة العربية المتوقعة والآتية بعد شهر كامل من الحرب الاميركية الفعلية على لبنان خطوة على هذا الطريق قبل ان تزحف الاحداث الى مواقعهم وقبل ان تطالهم الزلازل والعواصف القادمة».