مشاهدة النسخة كاملة : بن جبرين: نحن نحب "حزب الله" ونشجعه وندعو له بالثبات
الرياض - يو. بي. أي
انتقد الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين, أحد كبار علماء الدين السعوديين, مروجي فتواه القديمة التي تكفر »حزب الله« وتحرم دعمهم, مؤكدا أنه كان يتوجب عليهم ان يتثبتوا قبل نشرها وأن يردوها إليه حتى يبين حكمها ومناسبتها.
وقال ابن جبرين في بيان بيان نشره موقع طلابه على شبكة الانترنت امس »ان اليهود الذين حاربوا المسلمين في فلسطين وحاربوا أهل لبنان يريدون القضاء على الاسلام والمسلمين حتى يستولو على بلادهم وهذا ما يتمنونه, نسأل الله ان ينصر الاسلام والمسلمين«.
واضاف ان هذه الفتوى قديمة وقد صدرت بتاريخ في السابع من شهر يونيو ,2002 مشيرا الى انها لا تتعلق بحزب الله فقط بل »بالرافضة الذين يكفرون أهل السنة والصحابة ويطعنون في القرآن , هذا هو مضمون الفتوى السابقة«.
لكنه اضاف»ان حزب الله هم المفلحون, وهم الذين قال الله فيهم (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون), فاذا وجد حزب الله ينصرون الله وينصرون الإسلام في لبنان أو في غيرها من البلاد الاسلامية فإننا نحبهم ونشجعهم وندعو لهم بالثبات«.
ونفى »أن ينطبق وصف حزب الله على الذين يكفرون أهل السنة ويكفرون الصحابة, ويدعون أن القرآن محرف, ويشركون بدعاء أئمتهم الذين هم الأئمة الإثني عشر«, لافتا الى ان ما يجري بين اليهود وبين »من يسمون« حزب الله في لبنان انها فتنة شيطانية اكتوى بها المستضعفون ممن لا حول لهم ولا قوة.
يذكر أن فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين, القديمة التي حرم فيها تأييد حزب الله, وقال إنه »لا يجوز نصرة هذه الحزب الرافضي , ولا الا نضواء تحت امرتهم ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين«.
وسببت ردود أفعال واسعة في العالم العربي والإسلامي, وأثارت جدلا واسعا في منتديات الانترنت, وقد انتقد هذه الفتوى الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر مهدي عاكف , اضافة الى الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي, وعدد من الشخصيات الاسلامية في العالم العربي.
فاطمي
08-07-2006, 04:45 PM
بعد ان عرفه الناس على حقيقته تراجع
والواقع انه كذاب والفتوى كانت موجودة على موقعه ، فلماذا لم يضع ملاحظات عليها ؟
هو يحاول ان يتملص من فتاويه البائسة
بن جبرين يؤكد أن فتواه لم تكن عن حزب الله
علماء سعوديون: ليس كل الشيعة كفارا
التوسع في استعمال مصطلح "الروافض"
دبي - فراج اسماعيل
في أول رد فعل له على الفتوى التي نسبت له وأثارت جدلا كبيرا في العالم الاسلامي بشأن الموقف الشرعي من حزب الله، قال العالم السعودي الشيخ د. عبدالله بن جبرين إنها فتوى قديمة لا تتعلق بحزب الله، وان الذين قاموا بنشرها لم يبينوا ما تتعلق به أو يتثبتوا فيها قبل نشرها ولم يعرضوها عليه ليبين حكمها ومناسبتها.
في هذا الاطار أصدر عدد من علماء السنة يتقدمهم علماء سلفيون سعوديون بيانا أكدوا فيه تأييدهم المطلق للشعبين الفلسطيني واللبناني في "تصديهما للعدوان ومقاومتهما للاحتلال". واعتبروا أن ذلك من أوجب الواجبات "لما يتعرض له الشعبان من ظلم وعدوان وقتل وتشريد وحصار ، ولما تمثله مقاومة الشعبين من دفاع عن الملّة والأمة ومقدساتها ومصالحها وهويتها في حاضرها ومستقبلها".
وتعليقا على الجدل الذي شهدته الساحات السنية في الأيام الماضية بشأن الموقف من حزب الله واعتبار البعض له انه من الروافض الذين يجوز مساعدتهم أو الدعاء لهم، أكد علماء سلفيون سعوديون بارزون في أحاديث خاصة مع "العربية.نت" أنه لا يوجد عالم سعودي واحد او فتوى صدرت من السعودية كفرت جميع فرق الشيعة أو جميع الروافض، بل إنه لا توجد فتوى تكفير على اطلاقها، وإنما هناك مكفرات من يقولها يعتبر كافرا، إما الحكم بتكفير شخص بعينه فهي ليست من سلطة العالم أو المفتي وانما من سلطة القضاء.
ودعوا الى التخلي عن ابراز هذه الخلافات العقدية، والتحلي بالضوابط الشرعية في التعامل مع الفرق الأخرى، مشيرين الى ان التوسع الحالي في الحديث عن الروافض سببه ما يجري في العراق والخوف من تأثير سيطرة الأجندة الايرانية على اتجاهات وافكار حزب الله.
واكد بعضهم أنهم يدعون في صلاتهم لنصرة المقاومة في لبنان، ويرون أن الوقت غير مناسب للحديث عن الخلافات العقدية، وضرورة التوقف عن الحديث عن الروافض واثارة الفتن والنعرات الطائفية.
وكان موقع الشيخ د. عبدالله بن جبرين على الانترنت قد نشر فتوى أخذت الرقم 13118 بعنوان "الرد على الفتوى الخاصة بنصرة حزب الله اللبناني المنسوبة لفضيلة الشيخ ابن جبرين".
وقال الشيخ بن جبرين في معرض ذلك "هذه الفتوى قديمة صدرت منا في تاريخ 7 / 2 / 1423 هـ (2002م) ، والواجب على الذين نشروها أن يبينوا ما تتعلق به وأن يتثبتوا فيها قبل نشرها وأن يردوها إلى من صدرت منه حتى يبين حكمها ويبين مناسبتها، وهي لا تتعلق بما يسمى حزب الله فقط، فنحن نقول: إن حزب الله هم المفلحون، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)، وأما الرافضة في كل مكان فهم ليسوا من حزب الله، وذلك لأنهم يكفرون أهل السنة، ويكفرون الصحابة الذين نقلوا لنا الإسلام ونقلوا لنا القرآن، وكذلك يطعنون في القرآن ويدعون أنه محرف وأنه منقوص منه أكثر من ثلثيه، وذلك لما لم يجدوا فيه شيئاً يتعلق بأهل البيت، كذلك هم يشركون بدعاء أئمتهم الذين هم الأئمة الاثني عشر".
وأوضح ابن جبرين "هذا هو مضمون تلك الفتوى، فإذا وجد حزب لله تعالى ينصرون الله وينصرون الإسلام في لبنان أو غيرها من البلاد الإسلامية، فإننا نحبهم ونشجعهم وندعو لهم بالثبات، وحيث أن الموضوع الآن موضوع فتنة وحرب بين اليهود وبين من يسمون حزب الله، واكتوى بنارها المستضعفون ممن لا حول لهم ولا قوة، فنقول لا شك أن هذه الفتنة التي قام بها اليهود وحاربوا المسلمين في فلسطين وحاربوا أهل لبنان أنها فتنة شيطانية وأن الذين قاموا بها وهم اليهود يريدون بذلك القضاء على الإسلام والمسلمين حتى يستولوا على بلادهم وثرواتهم، وهذا ما يتمنونه"
وأضاف: "ندعو الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضاه لهم وأن يبدلهم بعد الخوف أمناً وبعد الذل عزاً وبعد الفقر غنى، وأن يجمع كلمتهم على الحق وأن يرد كيد اليهود والنصارى والرافضة وسائر المخالفين الذين يهاجمون المسلمين في لبنان وفي فلسطين وفي العراق وفي الأفغان وفي سائر البلاد الإسلامية، وأن يقمعهم ويبطل كيد أعداء الله الطامعين في بلاد المسلمين، وندعو الله سبحانه وتعالى للمسلمين أن يردهم الله إلى دينهم الحق، وأن يرزقهم التمسك به وان يثبتهم على ذلك، حتى يعرفوا الحق وحتى ينصرهم تعالى".
التوسع في استعمال مصطلح "الروافض"
وفي تقرير أعدته "العربية.نت" حول مصطلح "الروافض" الذي يغلب على الجدل الدائر حاليا فيما يختص بالموقف من حزب الله، تحدث ثلاثة علماء شريعة سعوديون بارزن هم د. عوض القرني ود. علي بادحدح ود. محمد موسي الشريف.
د.عوض القرني استاذ الفقة المقارن بجامعة الملك خالد سابقا وأحد الموقعين على البيان الذي صدر من عدد من علماء السنة تأييدا للمقاومة في لبنان ووقعه حوالي 170 عالما من السعودية والعالم الاسلامي، أجاب على سؤال وجهته له عن أسباب التوسع الجاري حاليا في تداول هذا المصطلح واطلاقه على حزب الله، ومطالبة البعض من خلال ذلك بعدم الدعوة له في الصلاة أو مناصرته.
قال القرني: ليس بالضرورة أن الدلالات التاريخية لا زالت موجودة كما هي عندما قيلت، ويذكر تاريخيا أن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب لما ثار على هشام بن عبدالملك، وكان معه بعض أصحابه سألوه: ماذا تقول في أبي بكر وعمر فقال: هما اماما صدق ووفاء وعدل، فرفضوه، فقال: أرفضتموني.. أنتم الروافض. طبعا هذا الذي يذكر تاريخيا، ومن ثم اطلق عليهم هذا اللفظ، لكني أقول إن الأمة يجب أن تسعى إلى ما يوحدها، لا إلى ما يفرقها وأن تسعى إلى ما ينهي الخلافات والاختلافات ويلم الشعث وبالذات في أوقات المحن والتحديات التي تواجه الجميع ولا تفرق بين أحد وأحد.
صحيح أننا في حاجة لأن نعالج أخطاءنا التاريخية، لكننا نعالجها بالوسائل المشروعة والحوار العلمي الهادئ المعتمد على الكتاب والسنة، وعلى ان يكون لنا من الأدب ما نقدس به مقدساتنا التي تكونت عبر تاريخنا، وكذلك قضايا الامة الكبرى، نرفعها عن المزايدات الطائفية أو السياسية أو المذهبية.
ومضى قائلا: المسلم أمر عموما بحسن القول، فنحن في حاجة إلى أن نقول من الفاظنا وأقوالنا وخطابنا ما نستجلب به القلوب ونستل به سخائمها وندفع به غائلة الخلاف. أنا أقول أن لفظ "الروافض" اطلق تاريخيا على من ينالون من الصحابة، وبلا شك أن النيل من الصحابة كبيرة من الكبائر ومعصية من المعاصي، وبالذات الائمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، وهم من اجمعت الأمة على فضلهم وخيرهم وسابقتهم، النيل منهم لا شك أنه معصية واثم وذنب، وتكذيب لما في شأنهم في القرآن الكريم ولما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في نصوص متواترة عن فضلهم وخيرهم وعدلهم، لكن ليس الحل أن نتنابز بالألقاب وان نسب وننال بعضنا بعضا، بل نسعى لحل مشاكلنا بهدوء وأدب واحترام. أرى ان المصلحة للعدو والذي يريد استئصال الأمة والقضاء على مصالحها، تتحقق من خلال اثارة نعرة الخلافات الطائفية أو المذهبية أو السياسية أو القومية، فلا يجب أن نمكنهم من هذا، حتى لو كان الاختلاف ضرورة وأصلا من لوازم البشر في الحياة، وقد أخبر بذلك القرآن الكريم.. أقول حتى لو كان الخلاف ضرورة، فالعقلاء يرجئونه عندما يشكل خطرا عليهم.
لا يجوز تكفير طائفة بمجملها
وعن الفتوى التي نسبت إلى الشيخ عبدالله بن جبرين واشعلت الجدل بشأن مشروعية تأييد حزب الله، ثم تبين أنها قديمة لا تنطبق على الأحداث الحالية حسب توضيح حديث للشيخ بن جبرين نفسه، قال د. عوض القرني: التكفير حكم شرعي ولا يجوز أن يطلق القول فيه على عواهنه ولا يجوز تكفير طائفة بمجملها، ولا يجوز تكفير أحد بعينه إلا إذا كان قد قامت عليه الحجة.
وشرح ذلك بقوله: التكفير يفرق فيه بين الحكم والفتوى، فالفتوى ممكن ان يقال من فعل كذا أو من قال كذا، فهو كافر.. هذه فتوى، وطبعا هناك مكفرات بلا شك، أما الحكم فان يحكم على فلان او على بني فلان بأن هؤلاء كفار، هذا حكم شرعي قضائي، يعني يتم بواسطة القضاء، ويجب أن يتثبت بوسائل الاثبات الشرعية من وقوع المكفر، فاذا تثبت من ذلك واقيمت الحجة وأصر عليه الانسان، يحكم عليه قضاء، وبالتالي فليس من السهولة أن يطلق التكفير، والشيخ عبدالله بن جبرين عالم من العلماء الفضلاء الأخيار، وبالتالي فأنا اعتقد أنه اعقل من أن يطلق بالجملة على الناس دون تثبت وبالذات أنه ليس في مقام الحكم، فهو ليس بقاض، بل مفت وفي مقام الفتوى.
لا يوجد عالم سعودي كفر الشيعة بالجملة
واستطرد: قد يقع خطأ من أحد علماء السعودية لأنهم بشر، لكن من المشهود به أن علماء السعودية من اكثر علماء الأمة رسوخا في فقه الكتاب والسنة وإن كان بعضهم ينقصه العلم بالواقع وبمجريات الواقع، لكن لا يوجد أحد بعينه كفر الشيعة بالجملة. فينسب لبعض الشيعة أنهم يقولون أن القرآن محرف، وينسب لبعضهم القول إن جبريل خان الرسالة والأمانة. هنا سيقول العلماء إذا سئلوا عن ذلك: من قال هذا فهو كافر، لكن أن يثبت أن فلانا هو القائل لهذا القول فهذا أمر آخر يرجع للقضاء، والذي اعلمه أنا من خلال كتب الشيعة، من باب العلم، أن منهم من يقول بكتبه في هذا وقد يكون تابعا له، ومنهم من يرده ويرفضه ويعتبره ذنبا، بل بعض علماء الشيعة يكفر من قال إن القرآن محرف.
تأثير خلفيات ما يجري في العراق
وحول اطلاق البعض للفظ الروافض على حزب الله، واختيار هذا التوقيت بالذات للتوسع في هذا اللفظ أجاب الشيخ د.عوض القرني: النيل الطائفي وما يقع من الشيعة على السنة في العراق له دور كبير في وقوع هذا الأمر أو صدوره. الخطأ من غلاة الطرفين من هنا وهناك، وانت تعلم أن مدن اهل السنة هدمت على رؤوسهم في العراق، وللأسف أصبح كثير من الشيعة ولا أقول كلهم في هذا البلد، عونا للأمريكان على أهل السنة في هدم مدنهم على رؤوسهم، وبعضهم فعلوا فيهم ما لم يفعله الأمريكان. فبعض ما يحصل حاليا ردود فعل على ذلك، وبعض الناس عندهم غلو فيطرقوا مثل هذه القضايا والأمور.
وأنا شخصيا لا أرى أن الامة مصلحتها في ذلك لا من قريب أو بعيد، فنحن قد نختلف مع حزب الله او مع غيره، ولكن خلافنا معه لا يسوغ لنا ألا نقف معه في دفاعه عن الأمة ودفع الظلم والعدوان عن الشعب اللبناني كله وليس عن الحزب فقط، ولو كان الظلم والعدوان الذي يقع على الشعب اللبناني يقع على هندوسي أو بوذي لوجب علينا أن ندفعه عنهم ولا نرضاه. هذا هو الحكم الشرعي، ولا يعني وقوفنا مع الحزب دفاعا عنه وعن الشعب اللبناني ودفع العدوان الصهيوني عن الأمة كلها، أننا سنوافق الشيعة في كل ما قالوه، وانه انتهت الخلافات بيننا وبينهم، لكن هناك أولويات.
المخاوف من تمدد الهلال الشيعي
وعن التخوف من أن تقود هذه المرحلة التي دخل فيها حزب الله في حربه مع اسرائيل إلى امتداد الهلال الشيعي من العراق إلى الدول المجاورة وفرض سيطرته عليها، قال د.عوض القرني: هذا الاحتمال وارد، لكن الشئ القائم الآن أنه لو افترضنا أن هذا الاحتمال وارد وصحيح، هنا يكون امامنا أما الهلال الشيعي واما الطوفان الأمريكي الصهيوني. فأيهما أشد بلاء وأيهما أقل خطرا. أظن أن العقلاء سيجمعون يقينا على الشيعة فهم من داخل الأمة، نعم هم مختلفون مع السنة طوال التاريخ، لكن رغم ذلك ما استطاعت احدى الطائفتين ان تستأصل الأخرى، أما الطوفان الأمريكي الصهيوني فلن يبقي أحدا.
وحول القول بوجود أجندة ايرانية وراء حزب الله، أجاب: ايران كدولة لن تدعم حزب الله بالتدريب والتسليح والدعم المالي بالملايين بغير غرض. أمر طبيعي أن يكون هذا، وأن يكون له أثر وثمرة بالنسبة لايران، لكن هذه ليست المشكلة، وإنما أين الدول السنية وماذا فعلت، ماذا فعلنا نحن كسنيين لحماس، لقد ساهمت هذه الدول في فرض الحصار عليها الذي طلبته اسرائيل. اذن اولئك يعملون ونحن لا نعمل.. اللوم ليس على من يعمل لمبدأه وقناعته ويرى ان هذا هو الاسلام الصحيح حتى لو اختلفنا معه، اللوم على من يعاضد المشروع الصهيوني الأمريكي للقضاء على القوى المجاهدة المقاومة في الأمة.
وفي تعليقه على رؤية البعض بأن ما قام به حزب الله في عملية الأسرى التي اشعلت الحرب، تعارض المصلحة الشرعية للأمة، قال د. عوض القرني: هذه قضايا اجتهادية ونحن ما علمنا أن هناك نظاما عربيا على الاطلاق يسأل هيئة كبار العلماء ويستفتيهم فتاوى شرعية قبل اتخاذ القرارات السياسية المصيرية، هم يستفتون مع الأسف البيت الأبيض أكثر ما يستفتون هيئات العلماء في بلدانهم.
هذا الاحتمال وارد أن الحزب ما رأى هذه (المصلحة)، لكن الذين يزايدون عليه في هذه القضايا، هل رأوا تلك الأمور والتزموا بها.. هل للمرجعيات العلمية أي دور في قراراتهم السياسية؟.. ما أظن هذا.
فرق شيعية كثيرة قريبة من السنة
ويقول د.علي بادحدح استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية: إن جهد وعمل العالم لا يقاس بموقف واحد ولا بفتوى واحدة مهما اختلفنا معه فيها، لابد أن نعي هذا لأن الذي يتناوله البعض الآن فيه نوع من السطحية والسذاجة والاندفاع العاطفي غير الواعي وغير المؤسس.
ليس هناك صواب في قضايا الاطلاق. ليس لعلماء السعودية موقف واحد مشترك. وهذا الموقف عند من يطلقه على علماء السعودية يأخذ صفة العموم والشمول، سواء لقضية الشيعة أو لقضية حزب الله، وهذه أيضا اطلاقات خاطئة، فالناس لهم مواقف بينها تفاوت. وهذه المواقف لها ضوابط، بمعنى ان يذكروا كلاما له ضابط للمفتي أو صاحب الرأي بأنه يؤيد كذا ويتحفظ على كذا، فنجد أن النقل يعمم تعميمات في غير موضعها.
وأضاف: الشيعة ليسوا كفرة يصدق في عقائهم أنها كفرية، بل منهم فرق قريبة إلى أهل السنة كثيرا كالزيدية وهم أقل فرق الشيعة مباينة ومخالفة للسنة وأهلها، ومنهم من بلغ مبالغ كبيرة فألهوا عليا، و بعض الفرق وهي قليلة تدعي أن ثمة قرآنا نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، غير القرآن الذي بين أيدينا. وهو امر كالتصوف الذي يبدأ من الذكر والاجتماع عليه وينتهي إلى صورة من الحلول والاجتهاد، فلا يقال عن اسم واحد حكم واحد مع التفاوت في صوره دون الرجوع إلى كل صورة بحالها وعينها، بل احيانا عند الحكم على فرد لابد من ذكر معتقده بذاته ولا يأتي هذا الحكم إلا من أهل العلم والتخصص ولابد أن يكون هناك داع لهذا الحكم ووجود شروط وانتفاء موانع.
واستطرد د. بادحدح: الذي نراه الآن أبعد ما يكون عن مثل هذا كله، فمن السنة من عنده تشيع حتى ان بعض العلماء يقولون "تشيع أهل السنة".. مثلا هناك قول عن أهل الكوفة كابي سفيان الثوري وغيره أنهم يقدمون عليا على عثمان رضي الله عنهما في ترتيب الصحابة، فهذا قول ليس فيه شئ وان كان يسمى تشيعا باعتباره كأنه مشايعة لعلي، هذا اطلاق لغوي.
لكن الذي يقول بعقائد كفرية تناقض صريح القرآن كسب الصحابة المعروفين بأعيانهم، فهذا فيه مناقضة او تكذيب لصريح القرآن. يصدق حينئذ على هذا المعتقد أو على هذه القضية أن معتنقها ومعتقدها يكفر بهذا الاعتقاد.
وقال بادحدح: ثمة أمور لابد أن نعرفها وان نقدرها قدرها، أولها القضايا العقدية.. فإذا وجد انحراف عقدي، فالعالم وغير العالم ممن يعلم ذلك لا يمكن أن يغض الطرف ولا يمكن أن يعتبره قضية هامشية ولا يمكن ان نجعل موقفا من المواقف الاجتماعية السياسية أو مواقف المجاملات يطغى على أهمية ذلك، اتكلم عن مبدأ ولا يعني ذلك أن هذا المبدأ "يجب" أو ينسخ غيره.
وثانيا أن لدينا مسيرة تاريخية نحن أهل السنة نعرفها ونعرف حوادثها فيها كثير من الجوانب السلبية التي تظهر جمهور الشيعة خاصة في أوقات القوة وفي أوقات الصلة بوجود العدو الخارجي، في موقف ليس ايجابيا ولا محمودا.
الأمر الثالث: لا ننسى الواقع اليوم عندما بدأت دولة الشيعة تقوى في ايران، لا ننسى انها اساءت الى السنة والى الاسلام والمسلمين في جوانب معينة مثل ما اثاروه في مكة المكرمة في غير عام في الحج وسببوا كثيرا من المشكلات ومثل ما اثاروه لدى بعض أقليات الشيعة في البلاد المختلفة وأثروا فيها ونزعوا النسيج الوطني الذي كان متماسكا في بعض البلاد والدول الخليجية وجعلوا ولاء يصنع للطائفة يطغى على لحمة المواطنة وتماسك المجتمعات في تلك الدول، ولا ننسى أخيرا الصراعات الدامية والارواح التي ازهقت والتهجير وكثير من الظواهر التي طفت على السطح في العراق.
مع هذا كله قديما وحديثا واعتقادا وتاريخا، لا يمكن أن ننظر إلى المواقف بسهولة ونقول "خلاص" نحن الآن في مواجهة، ونغض الطرف. لا أقول ان هناك حربا ولا نؤسس لشقاق، لكن اقول لا ينبغي التهوين من هذه الأمور، فإذا لم نعرف الأمور على حقيقتها لا نستطيع أن نغيرها التغيير الايجابي.
رغم هذا كله أشرت في احد الحوارات القريبة معي، الى انه على اقل تقدير ينبغي أن يسعى العلماء والعقلاء من الطرفين ألا يكون احتراب وقتل وعداء مباشر بينهما، أقل درجة الآن في هذه الظروف لو كان هناك صدق واخلاص ووعي وادراك، أقل الدرجات ألا نصوب سهام بعضنا إلى بعض. ما وراء ذلك اعتقد ان التجارب الميدانية في البلاد كانت تدل على ان هناك قدرا مقبولا من التعايش بين الطائفتين في المجتمعات التي تضم شيعة كأقلية وتضم سنة.
وقال: نلاحظ أن السنة في ايران مضيق عليهم كثيرا ولا يجدون فسحة، كما قد يقول الشيعة أيضا عن أوضاعهم في بلاد أخرى كالسعودية وغيرها، مع ان الفارق كبير، ففي السعودية لهم مساجدهم وأوضاعهم الخاصة، لكن ان تفرض الأقلية أن يكون النظام العام والمناهج العامة تسير وفق مرادهم أو تغير ما هو للاغلبية لكي يراعيهم مراعاة متجاوزة للحدود التي تتعلق بمتطلبات ذلك سواء كانت متطلبات دينية أو اجتماعية او سياسية، فهذا غير مقبول.
عدم التصلب والوقوف عند التاريخ
وأكد با دحدح رؤيته بالقول: ننظر للأمر على هذا النحو.. قضية مهمة، وفيها أسباب كثيرة تاريخية وعقدية، ولكننا اليوم أيضا في ظروف تمر بها الأمة الاسلامية تقتضي عدم التصلب وعدم الوقوف عند التاريخ، بل حتى عند موقع واحد في العراق أو غيره. ربما نحاول أن نغير ونضغط ونخفف، ولكن نتجاوز كما قلت إلى أن نصل إلى عدم الاحتراب وعدم التضاد وعدم تدمير قدرات الأمة في مصالح ذاتية، بعضها سياسي وليس عقديا، ايران فيها اتجاه عقدي لكن قطعا هي تريد أن يكون لها دور في المنطقة على حساب العرب، كأن تكون قوة نووية ثالثة بعد الهند وباكستان، وهناك حسابات اخرى غير الحسابات الدينية البحتة.
وعن الروافض قال انهم من يرفضون مكانة الصحابة وبالذات خلافة أبو بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم. هذا باختصار، ويرفضون الاقرار بمرتبة الصحابة وما يلزمها من المحبة وما يلزمها من التأثير والاعتراف بالفضل، فضلا عن صحة الولاية التي عقدت للخلفاء الراشدين.
ويضيف: انا ارى وقلت هذا في بيان أصدرته، ان حزب الله شيعي المذهب له علاقاته بايران وارتباطاته بسوريا ولذلك أثره الواضح في توجهاته، لكن ليس هذا هو المقياس الوحيد الذي نقيس به موقفنا منه في هذه الظروف وهذه المواجهة بالذات. كل من ينكي بالعدو الصهيوني فنحن معه حتى لو كان غير مسلم، لكن في هذه الحدود، لا يعني بأي حال أن نؤيد عقائد الشيعة التي يعتنقها حزب الله، ولا يعني أن نؤيد خريطته السياسية ومصالحه ومطامحه في المنطقة، هذا أمر آخر. أنا اتحدث عن نقطة محددة وأرى انه لم يكن مناسبا ان تثار كل القضايا ضد الحزب سواء من خلال عقيدته أو مطامحه بالصورة التي كأنما اضعفت أو فرقت وحدة الكلمة في مواجهة اسرائيل. وللأسف هذه الوحدة ليست عقدية بل سياسية، الآن سياسيون من دول كثيرة يعتبرون ان حزب الله اخطأ وانه يجر المنطقة الى ايران وانهم ضده ليس عقديا ولكن سياسيا.
هل يدعو أئمة السنة لحزب الله؟
ويؤكد د. محمد موسى شريف الاستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أنه لا يوجد عالم سعودي أو سلفي واحد قال بتكفير جميع الشيعة. وقال: لا نكفر الشيعة باطلاق ولا الروافض أيضا يتم تكفيرهم باطلاق.
ويوضح أن "الروافض هم الامامية الاثنا عشرية، وهي تنطبق على ايران وعلى حزب الله. لا نكفر باطلاق ولكن نقول هناك مقولات كفرية من يقول بها يكفر، أما تكفيرهم باطلاق فمعاذ الله ونحن لا نفعل هذا".
وقال: أنا امام مسجد وادعو للمجاهدين في لبنان وفي فلسطين في كل صلاة جهرية، ففي صلاة المغرب مثلا ادعو لهم بالتوفيق وان ينصرهم الله على اعدائهم. لا نملك في هذا الظرف الحرج إلا أن نقول هذا، ويبقى ان بيننا وبين حزب الله خلاف عقدي واضح، ولكن يجب أن ننسق واياهم في مواجهة هؤلاء اليهود، وهذا لابد منه. ففي هذه الساعة والنقطة بالذات يجب أن ننسق معهم وأن نساعدهم وان ندعو لهم ضد اليهود، ومن يستطيع دعمهم ماديا وتسليحيا في مواجهتهم ضد اليهود فجزاه الله خيرا.
احب ان اقول لبن جبرين وامثاله اننا لسنا بحاجة الى شهادة منه او من علماء السلف بأننا مسلمون فليوفر دعائه وشهاداته لنفسه ، بعدين اذا اكتسح الشيعة كما يقولون، ماذا سوف يجري غير ان تتحرر مقدسات المسلمين التي تقع تحت سيطرة الصهاينة ، هذه المقدسات التي بقت ردحا من الزمن لم يستطع السنة تحريرها .
اما التخوف من الشيعة كطائفة فتلك مخاوف يروجها اصحاب المصالح واعداء المسلمين من المتعصبين والجهلة الدينيين ، والتعصب الطائفي في العراق بدأه السنة وعلى راسهم البعثيون والزرقاويون فحصلت ردود افعال من الطرف الشيعي للدفاع عن النفس لأن الزرقاويون لم يكونوا يرتدعون بأي شكل ، فلوموا انفسكم قبل ان تتحدثوا عن مخاوف هنا او هناك .
ونحن كذلك نشيد ببعض الفرق السنية القريبة من المذهب الشيعي ونأمل ان يهتدوا الى طريق الحق قريبا .
موالى
08-09-2006, 11:53 PM
التاريخ سيكتب خيانة هؤلاء وسوف تتذكر الاجيال القادمة الاعيب هؤلاء المتلبسين بالدين والذين هم كل يوم في شأن ، فاليوم الناس مع المقاومة فهم يفتون مع المقاومة ، وفي الغد عندما تتغير الامزجة ففتوى الشيخ تكون جاهزة ايضا حسب الطلب ضد المقاومة .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir