fadel
08-06-2006, 03:04 PM
أمير اورون، «هاآرتس» الإسرائيلية
الحياة - 02/08/06//
صديق شخصي، مقرب من الرئيس جورج بوش ومن الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري، اتصل هاتفياً منتصف الأسبوع بصديق له في إسرائيل، أحد كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وسأله غاضباً: ماذا يجري؟ الجيش المتفوق، وأحد أقوى جيوش العالم، يواجه طوال اسبوعين منظمة إرهابية داخل ثلاثة كلم مربعة، وتستمر صواريخ الكاتيوشا تسقط على مراكزه السكنية؟ لقد أرسلنا جيشنا ليقاتل على بعد 6000 ميل من بلادنا بعد 11 أيلول (سبتمبر)، فما الذي يعوقكم؟ وفي الحروب كلها خلافات، ومواضع ضعف في القيادة – رؤساء حكومات، وزراء دفاع، رؤساء أركان، قادة أسلحة وجبهات. ولم يعرف الجمهور، يومذاك، شيئاً عن خلاف بن غوريون ويسرائيل غاليلي، في 1948، ولا عن خلاف موشيه دايان وآسف سمحوني في 1956، ولا عن حرب الجنرالات في القيادة الجنوبية، في 1973. والإحصاء الى ما بعد 1982 لا ينقطع.
وعلى رغم الشفافية السائدة والعامة يحوط الحذر الكلام على الخلافات في القيادة الحالية. والخلاف، اليوم، قائم في القيادة الشمالية للجيش. وفي السنوات الأخيرة، أعلى الجيش كثيراً قيمة قادة المناطق العسكرية. وبدأ ذلك في عهد شاوول موفاز، ورئاسته الأركان. وتعاظم مع موشيه يعالون، وبلغ ذروته وربما خاتمته مع دان حالوتس. فعلى رئيس الأركان مسؤولية اتخاذ قرارات الحرب المصيرية والحاسمة، والإعداد للآتي. وعلى عاتق قادة المناطق العسكرية تقع مسؤولية اتخاذ القرارات المباشرة، ذات الأهمية الاستراتيجية، وخصوصاً ما تترتب عليه إصابات كبيرة، شأنها التأثير في معنويات الناس الذين تصيبهم الضربات، وتسقط عليهم صواريخ الكاتيوشا. وعندما يأمر رئيس الأركان باستخدام نار كثيفة قبل الالتحام المباشرة، فتضيع أوامره وتتبدد في الطريق، فالمسؤول هو القيادتان، قيادة الأركان وقيادة المنطقة، في آن.
والحق ان قادة القيادة الشمالية السابقين هم أصحاب خبرة محلية. فكان بيني غينيس قائداً لفرقة المظليين، وغابي اشكينازي أتى من غولاني، وعميرام ليفين كان قائداً للكتيبة المدرعة. وعلى خلافهم فمعرفة أودي آدم القائد الحالي للمنطقة الشمالية العسكرية، بالجبهة معرفة ضئيلة. وعين في موقعه مصادفة، قبل إحالته على التقاعد من منصبه رئيساً للشعبة التقنية اللوجستية. وأجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات كثيرة على خطط هجومية، تحت اسم «دفاع عن إسرائيل»، اختبر فيها عدداً من الفرق في حال تجدد القتال في لبنان. وعندما انقلبت الأمور من التدريب الى القتال الفعلي فضل آدم ألا يستعمل الخطط الكبيرة، واقتصر على العمليات البرية المحدودة والمتدرجة. فوقع ضحية خطأ رئيس الأركان الذي لم يوافق، في الوقت المناسب، على العمليات العسكرية. وخوضنا الحرب ونحن في حرج من الوقت الضروري أمر مرهق. فقد يطرأ ما يغير الظروف فجأة.
ولو اعتقدت الحكومة والجيش أن الإدارة الأميركية لا تحشرهما، لكان ينبغي على الجيش أن يعمل بسرعة في الأيام والساعات الماضية. فقرار الجنرال آدم، وتردد رئيس الأركان في الموافقة، التخلي عن استخدام الألوية المعدة للخطة الكبيرة. وفي المراحل الأولى امتنعت القيادة من زج الفرق التي سبق استنفارها. وارتبط هذا بقرار حالوتس ألا يدخل الاحتياطيين الى لبنان. وطوال أيام وليال توقفت العملية البرية على عتبة لبنان لاعتبارات متفرقة تتعلق بالطقس، وبمزاج متخذي القرارات. وكانت النتيجة صب القتال على نحو مجمّع ومركز قرب مارون الراس وبنت جبيل. وكان ثمنه خسائر في فرقة أغوز، وغولاني، والمظليين، والطيارين والطوافات، أكبر من إنجاز القتال المحدود. وما كان يرى، الى الآن، نجاحاً، أو على الأقل مقبولاً فيما يعود الى عدد الخسائر القليل، تحول فشلاً في ميزان الثمن الباهظ. والمطلوب إنجاز أكبر. وهذا لن يتحقق إلا من طريق إشراك كتائب في شمال منطقة العمليات الحالية. وموضوع التردد، اليوم، هو اجتياز الليطاني...
«هاآرتس» الإسرائيلية، 28/7/2006
الحياة - 02/08/06//
صديق شخصي، مقرب من الرئيس جورج بوش ومن الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري، اتصل هاتفياً منتصف الأسبوع بصديق له في إسرائيل، أحد كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وسأله غاضباً: ماذا يجري؟ الجيش المتفوق، وأحد أقوى جيوش العالم، يواجه طوال اسبوعين منظمة إرهابية داخل ثلاثة كلم مربعة، وتستمر صواريخ الكاتيوشا تسقط على مراكزه السكنية؟ لقد أرسلنا جيشنا ليقاتل على بعد 6000 ميل من بلادنا بعد 11 أيلول (سبتمبر)، فما الذي يعوقكم؟ وفي الحروب كلها خلافات، ومواضع ضعف في القيادة – رؤساء حكومات، وزراء دفاع، رؤساء أركان، قادة أسلحة وجبهات. ولم يعرف الجمهور، يومذاك، شيئاً عن خلاف بن غوريون ويسرائيل غاليلي، في 1948، ولا عن خلاف موشيه دايان وآسف سمحوني في 1956، ولا عن حرب الجنرالات في القيادة الجنوبية، في 1973. والإحصاء الى ما بعد 1982 لا ينقطع.
وعلى رغم الشفافية السائدة والعامة يحوط الحذر الكلام على الخلافات في القيادة الحالية. والخلاف، اليوم، قائم في القيادة الشمالية للجيش. وفي السنوات الأخيرة، أعلى الجيش كثيراً قيمة قادة المناطق العسكرية. وبدأ ذلك في عهد شاوول موفاز، ورئاسته الأركان. وتعاظم مع موشيه يعالون، وبلغ ذروته وربما خاتمته مع دان حالوتس. فعلى رئيس الأركان مسؤولية اتخاذ قرارات الحرب المصيرية والحاسمة، والإعداد للآتي. وعلى عاتق قادة المناطق العسكرية تقع مسؤولية اتخاذ القرارات المباشرة، ذات الأهمية الاستراتيجية، وخصوصاً ما تترتب عليه إصابات كبيرة، شأنها التأثير في معنويات الناس الذين تصيبهم الضربات، وتسقط عليهم صواريخ الكاتيوشا. وعندما يأمر رئيس الأركان باستخدام نار كثيفة قبل الالتحام المباشرة، فتضيع أوامره وتتبدد في الطريق، فالمسؤول هو القيادتان، قيادة الأركان وقيادة المنطقة، في آن.
والحق ان قادة القيادة الشمالية السابقين هم أصحاب خبرة محلية. فكان بيني غينيس قائداً لفرقة المظليين، وغابي اشكينازي أتى من غولاني، وعميرام ليفين كان قائداً للكتيبة المدرعة. وعلى خلافهم فمعرفة أودي آدم القائد الحالي للمنطقة الشمالية العسكرية، بالجبهة معرفة ضئيلة. وعين في موقعه مصادفة، قبل إحالته على التقاعد من منصبه رئيساً للشعبة التقنية اللوجستية. وأجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات كثيرة على خطط هجومية، تحت اسم «دفاع عن إسرائيل»، اختبر فيها عدداً من الفرق في حال تجدد القتال في لبنان. وعندما انقلبت الأمور من التدريب الى القتال الفعلي فضل آدم ألا يستعمل الخطط الكبيرة، واقتصر على العمليات البرية المحدودة والمتدرجة. فوقع ضحية خطأ رئيس الأركان الذي لم يوافق، في الوقت المناسب، على العمليات العسكرية. وخوضنا الحرب ونحن في حرج من الوقت الضروري أمر مرهق. فقد يطرأ ما يغير الظروف فجأة.
ولو اعتقدت الحكومة والجيش أن الإدارة الأميركية لا تحشرهما، لكان ينبغي على الجيش أن يعمل بسرعة في الأيام والساعات الماضية. فقرار الجنرال آدم، وتردد رئيس الأركان في الموافقة، التخلي عن استخدام الألوية المعدة للخطة الكبيرة. وفي المراحل الأولى امتنعت القيادة من زج الفرق التي سبق استنفارها. وارتبط هذا بقرار حالوتس ألا يدخل الاحتياطيين الى لبنان. وطوال أيام وليال توقفت العملية البرية على عتبة لبنان لاعتبارات متفرقة تتعلق بالطقس، وبمزاج متخذي القرارات. وكانت النتيجة صب القتال على نحو مجمّع ومركز قرب مارون الراس وبنت جبيل. وكان ثمنه خسائر في فرقة أغوز، وغولاني، والمظليين، والطيارين والطوافات، أكبر من إنجاز القتال المحدود. وما كان يرى، الى الآن، نجاحاً، أو على الأقل مقبولاً فيما يعود الى عدد الخسائر القليل، تحول فشلاً في ميزان الثمن الباهظ. والمطلوب إنجاز أكبر. وهذا لن يتحقق إلا من طريق إشراك كتائب في شمال منطقة العمليات الحالية. وموضوع التردد، اليوم، هو اجتياز الليطاني...
«هاآرتس» الإسرائيلية، 28/7/2006