fadel
08-06-2006, 03:03 PM
سعد الله زارعي - «كيهان» الايرانية
الحياة - 02/08/06//
تشير الأزمة اللبنانية ومجريات المواجهة بين «حزب الله» والصهاينة الى تغيرات اساسية في معادلات الشرق الاوسط. وتثير هذه التغيرات اهتمام الخبراء في الاستراتيجيا. وبعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، سعت أميركا الى إنشاء «شرق اوسط جديد» يخدم مصالحها. وأقطاب هذا الشرق الاوسط الجديد العراق واسرائيل والجيش الاميركي. وكان من المفترض أن يذلل هذا المثلث عقبات تحول دون تنفيذ المشروع الاميركي قبل نهاية ولاية بوش الرئاسية. وعليه، وجب احتلال العراق والقضاء على الحركة الاسلامية. وهذه تعارض أميركا والصهيونية، بإيران والعراق ولبنان وفلسطين ومصر وتركيا.
وبعد ثلاثة أعوام على اجتياح العراق ، انتصرت الحركة الإسلامية على الآلة العسكرية الاميركية، ومنعتها من السيطرة على العراق. ولم يدخل العراق في الفلك الاميركي، وأحبط، تالياً، المشروع الاميركي. فتوجهت أميركا الى اسرائيل، على أمل إنقاذ «الشرق الاوسط الجديد». وأوكلت اليها القضاء على «حماس» و «حزب الله». وكان المخطط الاسرائيلي جاهزاً. ولكن «حماس»، وهي حفرت نفق طوله 800 متر يربط بين غزة وقرية كرم سالم، ألحقت ضربة قاسية بالكيان الصهيوني، وزعزعت المخطط الاسرائيلي. وبعد اسبوعين من الرد الاسرائيلي العنيف على الفلسطينيين بغزة، أسر «حزب الله» جنديين إسرائيليين. وهددت عملية «حزب الله» المخطط الاسرائيلي تهديداً جدياً. فموعد الضربة الاسرائيلية، واسرائيل في حاجة ماسة الى هذه الضربة، كان مخططاً للتنفيذ بعد شهرين من مبادرة «حزب الله».
وعندما بدأ الهجوم الاسرائيلي على لبنان، اعلنت أميركا رغبتها في القضاء على «حزب الله». وكان الإسرائيليون على ثقة بقدرتهم على اقتلاع «حزب الله» وجذوره. فهاجم الجيش الاسرائيلي لبنان جواً وبحراً. وفي يوم العدوان الثالث، ضرب «حزب الله» البارجة الاسرائيلية في المياه اللبنانية، وحمل البوارج الصهيونية على التراجع الى المياه الدولية. فعدل الصهاينة عن القضاء على «حزب الله» كلياً، وأدركوا استحالة بلوغ هدفهم الاصلي. وتوسل الكيان الصهيوني بمهاجمة بيروت والجنوب لتأليب الرأي العام اللبناني ضد «حزب الله». وهاجم «حزب الله» خمس مدن مهمة بشمال فلسطين المحتلة.
فأدرك الكيان الصهيوني أن العدوان العنيف لن يضعف تأييد اللبنانيين لـ «حزب الله»، فطالب بـ «منطقة عازلة». وفي الأثناء عرقلت اميركا وقف اطلاق النار فوراً. وتوجهت رايس الى لبنان وفلسطين، وذكرت المسؤولين الاسرائيليين باستحالة العدول عن القضاء على «حزب الله» في مشروع «الشرق الاوسط الجديد». ولكن الشك في جدوى المضي قدماًً في الحرب على لبنان راود المسؤولين الإسرائيليين. وطالب عدد من النواب صراحة بلجنة تحدد من أصدر اوامر شن الحملة العسكرية البرية. وباءت مساعي اسرائيل في إنشاء منطقة عازلة بالفشل. وانسحبت من بنت جبيل ومارون الراس. وأخفقت القوات الجوية والبحرية الاسرائيلية في مساعدة قوات الكيان الصهيوني البرية. ولم يبق أمام بوش سوى الاعتراف ببزوغ شمس الشرق الاوسط الجديد الاسلامي الثوري.
«كيهان» الايرانية، 30/7/2006
الحياة - 02/08/06//
تشير الأزمة اللبنانية ومجريات المواجهة بين «حزب الله» والصهاينة الى تغيرات اساسية في معادلات الشرق الاوسط. وتثير هذه التغيرات اهتمام الخبراء في الاستراتيجيا. وبعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، سعت أميركا الى إنشاء «شرق اوسط جديد» يخدم مصالحها. وأقطاب هذا الشرق الاوسط الجديد العراق واسرائيل والجيش الاميركي. وكان من المفترض أن يذلل هذا المثلث عقبات تحول دون تنفيذ المشروع الاميركي قبل نهاية ولاية بوش الرئاسية. وعليه، وجب احتلال العراق والقضاء على الحركة الاسلامية. وهذه تعارض أميركا والصهيونية، بإيران والعراق ولبنان وفلسطين ومصر وتركيا.
وبعد ثلاثة أعوام على اجتياح العراق ، انتصرت الحركة الإسلامية على الآلة العسكرية الاميركية، ومنعتها من السيطرة على العراق. ولم يدخل العراق في الفلك الاميركي، وأحبط، تالياً، المشروع الاميركي. فتوجهت أميركا الى اسرائيل، على أمل إنقاذ «الشرق الاوسط الجديد». وأوكلت اليها القضاء على «حماس» و «حزب الله». وكان المخطط الاسرائيلي جاهزاً. ولكن «حماس»، وهي حفرت نفق طوله 800 متر يربط بين غزة وقرية كرم سالم، ألحقت ضربة قاسية بالكيان الصهيوني، وزعزعت المخطط الاسرائيلي. وبعد اسبوعين من الرد الاسرائيلي العنيف على الفلسطينيين بغزة، أسر «حزب الله» جنديين إسرائيليين. وهددت عملية «حزب الله» المخطط الاسرائيلي تهديداً جدياً. فموعد الضربة الاسرائيلية، واسرائيل في حاجة ماسة الى هذه الضربة، كان مخططاً للتنفيذ بعد شهرين من مبادرة «حزب الله».
وعندما بدأ الهجوم الاسرائيلي على لبنان، اعلنت أميركا رغبتها في القضاء على «حزب الله». وكان الإسرائيليون على ثقة بقدرتهم على اقتلاع «حزب الله» وجذوره. فهاجم الجيش الاسرائيلي لبنان جواً وبحراً. وفي يوم العدوان الثالث، ضرب «حزب الله» البارجة الاسرائيلية في المياه اللبنانية، وحمل البوارج الصهيونية على التراجع الى المياه الدولية. فعدل الصهاينة عن القضاء على «حزب الله» كلياً، وأدركوا استحالة بلوغ هدفهم الاصلي. وتوسل الكيان الصهيوني بمهاجمة بيروت والجنوب لتأليب الرأي العام اللبناني ضد «حزب الله». وهاجم «حزب الله» خمس مدن مهمة بشمال فلسطين المحتلة.
فأدرك الكيان الصهيوني أن العدوان العنيف لن يضعف تأييد اللبنانيين لـ «حزب الله»، فطالب بـ «منطقة عازلة». وفي الأثناء عرقلت اميركا وقف اطلاق النار فوراً. وتوجهت رايس الى لبنان وفلسطين، وذكرت المسؤولين الاسرائيليين باستحالة العدول عن القضاء على «حزب الله» في مشروع «الشرق الاوسط الجديد». ولكن الشك في جدوى المضي قدماًً في الحرب على لبنان راود المسؤولين الإسرائيليين. وطالب عدد من النواب صراحة بلجنة تحدد من أصدر اوامر شن الحملة العسكرية البرية. وباءت مساعي اسرائيل في إنشاء منطقة عازلة بالفشل. وانسحبت من بنت جبيل ومارون الراس. وأخفقت القوات الجوية والبحرية الاسرائيلية في مساعدة قوات الكيان الصهيوني البرية. ولم يبق أمام بوش سوى الاعتراف ببزوغ شمس الشرق الاوسط الجديد الاسلامي الثوري.
«كيهان» الايرانية، 30/7/2006