صائب الحق14
10-03-2003, 02:45 PM
كيف أتواضع؟
ربما يتراءى للبعض أن يلين جانبه إلى حد أنه يكسر أو يتعاطى مع الآخر بطريقة لا تنسجم مع بناء الشخصية الإيمانية ودورها في المجتمع فلأجل تلافي الوقوع بمشاكل ناشئة من ضياع الأساليب المرغوبة والسبل المطلوبة كان لأهل البيت عليهم السلام بيانهم الوافي في هذا الجانب حيث بيّنوا وحدّدوا الطريقة المثلى في هذا الشأن ضمن رسم بيانين الأول عام بحيث يشكل ميزاناً وضابطة في سلوك التواضع والثاني خاص بحيث يدلّل وينبّه على موارد معينة تجمل فيها هذه الفضيلة.
أما الأول: كما ورد عن مولانا الرضا عليه السلام لما سئل عن حد التواضع: «أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله»(1).
وأما عن أمير المؤمنينعليه السلام : «حسب المرء من تواضعه معرفته بقدره»(2).
وأما الثاني: ما جاء عن الصادق عليه السلام : «التواضع أن ترضى من المجلس بدون شرفك وأن تسلّم على من لاقيت، وأن تترك المراء وإن كنت محقاً، ورأس الخير التواضع»(3).
فمن التواضع أن يسلّم على كل من يمرّ به، وأن يجلس في منتهى المجلس أو في الأماكن الخلفية في الاحتفالات العامة والمناسبات الدينية وإن كان مكانه في الأماكن الأمامية وأن لا يدخل في نفسه شيء سواء قدّم أو أخرّ نتيجة الازدحام والضيق أو انصراف اهتمام الداعين له عن تبجيله جراء انشغالهم بغيره وهذا مما لا يسبب إهانة ولا منقصةً.
ما يستعان به على التواضع:
هناك أمور يمكننا أن نستعين بها على التواضع وتشكل أسباباً مهمة مساعدة على الابتعاد عن التكبر والاستعلاء الذي كثيراً ما ينشأ من تولّي المسؤوليات، ومخالطة وجهاء الناس، ومعاشرة الأغنياء، وقلّة مخالطة الأكفاء. ومدح الناس، ونفوذ الأمر، ومحادثة النفس وإعجابها بكل ما يصدر منها وغير ذلك من الآفات الخدّاعة التي تؤدي إلى التشاغل عن الفضائل بل ربما إلى فعل الرذائل، مع أن المطلوب إذا زكّي الرجل أن يقول كما ورد في خطبة المتقين لأمير المؤمنين عليه السلام : إذا زكي أحدهم خاف مما يقال له، فيقول: «أنا أعلم بنفسي من غيري، وربي أعلم بي من نفسي، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون»(4).
والأمور المساعدة على التواضع هي:
1 سلامة الصدر:
عن أمير المؤمنين عليه السلام : «لا يستعان .. على التواضع إلا بسلامة الصدر»(1).
2 العلم والتفقه:
في الحديث: «التواضع ثمرة العلم»(2).
وروي: «إذا تفقّه الرفيع تواضع»(3).
3 تعظيم الخالق سبحانه:
يقول مولى المتقين عليه السلام : «وأنه لا ينبغي لمن عرف عظمة اللَّه أن يتعظّم، فإن رفعة الذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له»(4).
ه ثمرات التواضع:
إن اعتماد التواضع مسلكاً يؤدي إلى نتائج فيها من الخير الكثير على أصعدة مختلفة نستعرضها ضمن البيان النوراني لأهل بيت العصمة عليه السلام وهي:
1 انتشار المودة بين الناس:
يقول أمير المؤمنين عليه السلام : «ثمرة التواضع المحبة، ثمرة الكبر المسبّة»(5).
2 السلامة والأمان بين الناس:
عنه عليه السلام : «التواضع يكسبك السلامة»(6).
3 المهابة والاحترام:
في الحديث: «التواضع يكسوك المهابة»(7).
وعن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : «إن التواضع يزيد صاحبه رفعة، فتواضعوا يرفعكم اللَّه»(8).
4 الصحة والعافية:
فيما ورد: «من تواضع قلبه للَّه لم يسأم بدنه من طاعة اللَّه»(9).
5 انتظام الأمور: عن أمير المؤمنين عليه السلام : «بخفض الجناح تنتظم الأمور»(1).
6 حكمة القلب:
في الحديث: «إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار، لأن اللَّه جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبر من آلة الجهل»(2).
7 نشر الفضيلة:
عنه عليه السلام : «التواضع ينشر الفضيلة، التكبر يظهر الرذيلة»(3).
8 الطاعة والشكر للخالق تعالى:
في الحديث: «بالتواضع تتم النعمة»(4).
ومن الواضح أن هذه الآثار ليست فردية فقط بل تعني حياة المجتمع وعمرانه بالشكل الأفضل كما يشرحه النبي صلى الله عليه و آله و سلم قائلاً: «إن اللَّه تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد»(5).
«اللهم صل على محمد وآل محمد.. وأعزني ولا تبتلني بالكبر(1).. ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها(2) اجعلني اللهم.. ألين جانبي لهم تواضعاً.. اللهم صل على محمد وآله وارزقني مثل ذلك منهم»(3).في الختام كان دعاء الامام السجاد عليه السلام في التواضع هذا المقال ماخوذ من كتاب السجاد(الوحدة الثقافية المركزية)
والسلام
ربما يتراءى للبعض أن يلين جانبه إلى حد أنه يكسر أو يتعاطى مع الآخر بطريقة لا تنسجم مع بناء الشخصية الإيمانية ودورها في المجتمع فلأجل تلافي الوقوع بمشاكل ناشئة من ضياع الأساليب المرغوبة والسبل المطلوبة كان لأهل البيت عليهم السلام بيانهم الوافي في هذا الجانب حيث بيّنوا وحدّدوا الطريقة المثلى في هذا الشأن ضمن رسم بيانين الأول عام بحيث يشكل ميزاناً وضابطة في سلوك التواضع والثاني خاص بحيث يدلّل وينبّه على موارد معينة تجمل فيها هذه الفضيلة.
أما الأول: كما ورد عن مولانا الرضا عليه السلام لما سئل عن حد التواضع: «أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله»(1).
وأما عن أمير المؤمنينعليه السلام : «حسب المرء من تواضعه معرفته بقدره»(2).
وأما الثاني: ما جاء عن الصادق عليه السلام : «التواضع أن ترضى من المجلس بدون شرفك وأن تسلّم على من لاقيت، وأن تترك المراء وإن كنت محقاً، ورأس الخير التواضع»(3).
فمن التواضع أن يسلّم على كل من يمرّ به، وأن يجلس في منتهى المجلس أو في الأماكن الخلفية في الاحتفالات العامة والمناسبات الدينية وإن كان مكانه في الأماكن الأمامية وأن لا يدخل في نفسه شيء سواء قدّم أو أخرّ نتيجة الازدحام والضيق أو انصراف اهتمام الداعين له عن تبجيله جراء انشغالهم بغيره وهذا مما لا يسبب إهانة ولا منقصةً.
ما يستعان به على التواضع:
هناك أمور يمكننا أن نستعين بها على التواضع وتشكل أسباباً مهمة مساعدة على الابتعاد عن التكبر والاستعلاء الذي كثيراً ما ينشأ من تولّي المسؤوليات، ومخالطة وجهاء الناس، ومعاشرة الأغنياء، وقلّة مخالطة الأكفاء. ومدح الناس، ونفوذ الأمر، ومحادثة النفس وإعجابها بكل ما يصدر منها وغير ذلك من الآفات الخدّاعة التي تؤدي إلى التشاغل عن الفضائل بل ربما إلى فعل الرذائل، مع أن المطلوب إذا زكّي الرجل أن يقول كما ورد في خطبة المتقين لأمير المؤمنين عليه السلام : إذا زكي أحدهم خاف مما يقال له، فيقول: «أنا أعلم بنفسي من غيري، وربي أعلم بي من نفسي، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون»(4).
والأمور المساعدة على التواضع هي:
1 سلامة الصدر:
عن أمير المؤمنين عليه السلام : «لا يستعان .. على التواضع إلا بسلامة الصدر»(1).
2 العلم والتفقه:
في الحديث: «التواضع ثمرة العلم»(2).
وروي: «إذا تفقّه الرفيع تواضع»(3).
3 تعظيم الخالق سبحانه:
يقول مولى المتقين عليه السلام : «وأنه لا ينبغي لمن عرف عظمة اللَّه أن يتعظّم، فإن رفعة الذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له»(4).
ه ثمرات التواضع:
إن اعتماد التواضع مسلكاً يؤدي إلى نتائج فيها من الخير الكثير على أصعدة مختلفة نستعرضها ضمن البيان النوراني لأهل بيت العصمة عليه السلام وهي:
1 انتشار المودة بين الناس:
يقول أمير المؤمنين عليه السلام : «ثمرة التواضع المحبة، ثمرة الكبر المسبّة»(5).
2 السلامة والأمان بين الناس:
عنه عليه السلام : «التواضع يكسبك السلامة»(6).
3 المهابة والاحترام:
في الحديث: «التواضع يكسوك المهابة»(7).
وعن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : «إن التواضع يزيد صاحبه رفعة، فتواضعوا يرفعكم اللَّه»(8).
4 الصحة والعافية:
فيما ورد: «من تواضع قلبه للَّه لم يسأم بدنه من طاعة اللَّه»(9).
5 انتظام الأمور: عن أمير المؤمنين عليه السلام : «بخفض الجناح تنتظم الأمور»(1).
6 حكمة القلب:
في الحديث: «إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار، لأن اللَّه جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبر من آلة الجهل»(2).
7 نشر الفضيلة:
عنه عليه السلام : «التواضع ينشر الفضيلة، التكبر يظهر الرذيلة»(3).
8 الطاعة والشكر للخالق تعالى:
في الحديث: «بالتواضع تتم النعمة»(4).
ومن الواضح أن هذه الآثار ليست فردية فقط بل تعني حياة المجتمع وعمرانه بالشكل الأفضل كما يشرحه النبي صلى الله عليه و آله و سلم قائلاً: «إن اللَّه تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد»(5).
«اللهم صل على محمد وآل محمد.. وأعزني ولا تبتلني بالكبر(1).. ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها(2) اجعلني اللهم.. ألين جانبي لهم تواضعاً.. اللهم صل على محمد وآله وارزقني مثل ذلك منهم»(3).في الختام كان دعاء الامام السجاد عليه السلام في التواضع هذا المقال ماخوذ من كتاب السجاد(الوحدة الثقافية المركزية)
والسلام