سمير
08-04-2006, 07:57 AM
http://www.aawsat.com/2006/08/04/images/tvsupplement.376323.jpg
الفنانة المغربية: لو أحببت الطبخ كالغناء لبرعت فيه كثيرا
الرباط: سميرة مغداد
سلوى الشاودري هي الفنانة الوحيدة في المغرب، التي تزاوج بين الغناء والحجاب وأعمال الخير. ولها في ذلك حكاية طويلة. فحين لم يرقها المشهد الفني كما هو موجود في بلادها، قلبت المائدة بطريقتها الخاصة. لم ترفع صوتها بالاحتجاج على وضع لا تراه سليما، بل رفعته صادحا بفن جميل زاوجت بينه وبين أعمال الخير. تفعل ذلك بمزيج من وداعة النساء وإصرارهن. إنها الوحيدة التي ربطت بشكل كبير بين الفن وبين أعمال الخير، وخصصت ريع حفلاتها كي تعيد بواسطتها البسمة لوجوه مئات الأطفال. من يستمع لسلوى الشاودري، ذات الأصول الأندلسية، سيكون مخطئا حين يعتقد أن موهبتها في صوتها فقط. فهذه المرأة الطيبة والعنيدة زاوجت بين شيئين نبيلين، بين الفن والأعمال الخيرية، وكبرت مع الفن كما تكبر مع إحساس خاص. وفي النهاية منحت الفن كل ما لديها، ومن المستبعد أن يكون الفن قد وهبها كل ما كانت تنتظر منه، لكنها ليست ساخطة على شيء هذا ما يبدو من خلال ابتسامتها على الأقل.
هي فنانة لا تنتظر الكثير من الآخرين. حساسة إلى درجة مذهلة وبعزة نفس تزيد أحيانا عن حدها فتنقلب ضدها.
لا تدري سلوى لماذا كان ينتابها الخجل حينما كانت تغني وهي طفلة. كانت وجنتاها تتوردان حين تدخل غرفتها وتصدح بأداء قصيدة «أراك عصي الدمع شيمتك الصبر». وحين كبرت في العمر قليلا صارت تدرك كيف أن الفن يمكن أن يجعل الدمع عصيا بالفعل، لكن ليس نتيجة الصبر، بل بفضل الأعمال الخيرية التي يمكن أن تمنع دموعا كثيرا من الانهمار، ونجحت في ذلك إلى حد كبير.
من أهم خصال سلوى أنها تغني دائما وكأنها تضع صوتها الجميل في خدمة هدف نبيل عوض أن توظفه من أجل أن يرقص له الآخرون في ساعات انتشاء قد تكون بلا معنى. إنها الوجه الآخر للفن، الوجه الأكثر إنسانية.
غنت سلوى كثيرا للأطفال ومنحت ريع حفلاتها لكي تشتري لهم محافظ وكراسات مدرسية. وفي حياتها تحاول تحقيق معادلات تبدو للكثيرين صعبة. ففي لحظة حسمت أمرها وارتدت الحجاب، ثم فكرت هل يجتمع الغناء والحجاب. بحثت كثيرا واكتشفت أن موهبة منحها لها الله لا يمكن أن تدفنها في لحظة، ثم سوت شأنها مع قلبها وإيمانها واستمرت تغني.
لم تسقط سلوى في الفخ الذي سقطت فيه الفراشة التي اقتربت من الأضواء كثيرا فاحترقت. لعبة الشهرة تثيرها أحيانا لكن لا تهمها إلا لخدمة الخير. وعندما ذهبت إلى القاهرة قبل سنوات لتبحث عن نصيبها في عالم الشهرة، فإنها عادت بسرعة أدهشتها هي نفسها. لم تجد ما كانت تبحث عنه في خلدها.
تعترف سلوى أن الطريق إلى المطبخ لا يغريها كثيرا. لكنها لو أحبت الطبخ كما أحبت الغناء لبرعت فيه كثيرا، ولتفوقت على الإيطاليين في طبخ السباغيتي، وعلى الإسبان في طبخ أكلة «البقية»، وهي أكلة ابتكرها أجدادها الأندلسيون قبل مئات السنين.
حصلت سلوى على جائزة «خميسة» هذا العام التي تمنح لأبرز النساء في المغرب. ووصفت يومها «خميسة» بأنها انتصار لنهجها من أجل «المحبة والإخلاص»، وهو اسم الجمعية التي ترعاها في مدينتها تطوان بشمال البلاد، إضافة لرعايتها للمكفوفين، من دون أن تنسى انتصار العائلة أيضا، زوجها ووالدها وابنيها محمد وعمرو، هؤلاء الرجال الأربعة حسموا حيرتها فاختارت الغناء والحجاب.
الفنانة المغربية: لو أحببت الطبخ كالغناء لبرعت فيه كثيرا
الرباط: سميرة مغداد
سلوى الشاودري هي الفنانة الوحيدة في المغرب، التي تزاوج بين الغناء والحجاب وأعمال الخير. ولها في ذلك حكاية طويلة. فحين لم يرقها المشهد الفني كما هو موجود في بلادها، قلبت المائدة بطريقتها الخاصة. لم ترفع صوتها بالاحتجاج على وضع لا تراه سليما، بل رفعته صادحا بفن جميل زاوجت بينه وبين أعمال الخير. تفعل ذلك بمزيج من وداعة النساء وإصرارهن. إنها الوحيدة التي ربطت بشكل كبير بين الفن وبين أعمال الخير، وخصصت ريع حفلاتها كي تعيد بواسطتها البسمة لوجوه مئات الأطفال. من يستمع لسلوى الشاودري، ذات الأصول الأندلسية، سيكون مخطئا حين يعتقد أن موهبتها في صوتها فقط. فهذه المرأة الطيبة والعنيدة زاوجت بين شيئين نبيلين، بين الفن والأعمال الخيرية، وكبرت مع الفن كما تكبر مع إحساس خاص. وفي النهاية منحت الفن كل ما لديها، ومن المستبعد أن يكون الفن قد وهبها كل ما كانت تنتظر منه، لكنها ليست ساخطة على شيء هذا ما يبدو من خلال ابتسامتها على الأقل.
هي فنانة لا تنتظر الكثير من الآخرين. حساسة إلى درجة مذهلة وبعزة نفس تزيد أحيانا عن حدها فتنقلب ضدها.
لا تدري سلوى لماذا كان ينتابها الخجل حينما كانت تغني وهي طفلة. كانت وجنتاها تتوردان حين تدخل غرفتها وتصدح بأداء قصيدة «أراك عصي الدمع شيمتك الصبر». وحين كبرت في العمر قليلا صارت تدرك كيف أن الفن يمكن أن يجعل الدمع عصيا بالفعل، لكن ليس نتيجة الصبر، بل بفضل الأعمال الخيرية التي يمكن أن تمنع دموعا كثيرا من الانهمار، ونجحت في ذلك إلى حد كبير.
من أهم خصال سلوى أنها تغني دائما وكأنها تضع صوتها الجميل في خدمة هدف نبيل عوض أن توظفه من أجل أن يرقص له الآخرون في ساعات انتشاء قد تكون بلا معنى. إنها الوجه الآخر للفن، الوجه الأكثر إنسانية.
غنت سلوى كثيرا للأطفال ومنحت ريع حفلاتها لكي تشتري لهم محافظ وكراسات مدرسية. وفي حياتها تحاول تحقيق معادلات تبدو للكثيرين صعبة. ففي لحظة حسمت أمرها وارتدت الحجاب، ثم فكرت هل يجتمع الغناء والحجاب. بحثت كثيرا واكتشفت أن موهبة منحها لها الله لا يمكن أن تدفنها في لحظة، ثم سوت شأنها مع قلبها وإيمانها واستمرت تغني.
لم تسقط سلوى في الفخ الذي سقطت فيه الفراشة التي اقتربت من الأضواء كثيرا فاحترقت. لعبة الشهرة تثيرها أحيانا لكن لا تهمها إلا لخدمة الخير. وعندما ذهبت إلى القاهرة قبل سنوات لتبحث عن نصيبها في عالم الشهرة، فإنها عادت بسرعة أدهشتها هي نفسها. لم تجد ما كانت تبحث عنه في خلدها.
تعترف سلوى أن الطريق إلى المطبخ لا يغريها كثيرا. لكنها لو أحبت الطبخ كما أحبت الغناء لبرعت فيه كثيرا، ولتفوقت على الإيطاليين في طبخ السباغيتي، وعلى الإسبان في طبخ أكلة «البقية»، وهي أكلة ابتكرها أجدادها الأندلسيون قبل مئات السنين.
حصلت سلوى على جائزة «خميسة» هذا العام التي تمنح لأبرز النساء في المغرب. ووصفت يومها «خميسة» بأنها انتصار لنهجها من أجل «المحبة والإخلاص»، وهو اسم الجمعية التي ترعاها في مدينتها تطوان بشمال البلاد، إضافة لرعايتها للمكفوفين، من دون أن تنسى انتصار العائلة أيضا، زوجها ووالدها وابنيها محمد وعمرو، هؤلاء الرجال الأربعة حسموا حيرتها فاختارت الغناء والحجاب.