yasmeen
08-03-2006, 11:12 AM
هل اصبح نصرالله أكثر شهرة من بن لادن؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
فيما يتصاعد القصف الإسرائيلي للبنان، وتحتدم المواجهات المباشرة في جنوبه بين مقاتلي حزب الله وقوات الجيش الإسرائيلي، تحتد مواجهات أخرى، وهذه المرة ليست في ساحة المعركة، ولكن في ساحة الإنترنت، ووسط وسائل الإعلام، وهي مواجهة سلاحها الفتاوى الشرعية.
وقد أشعل هذه المواجهات "الشرعية" عدد من علماء الدين السعوديين "السلفيين"، وتحديداً الشيخان عبدالله بن جبرين وناصر العمر، فالأول أصدر فتوى على موقعه على الإنترنت تحرم نصرة حزب الله بوصفه "حزباً رافضياً"، على حد تعبيره، وتحظر "الانضواء تحت إمرة الحزب والدعاء له بالنصر والتمكين"، بل إنها تدعو أهل السنة إلى "التبرئ منه وأن يخذلوا من ينضمون إليه"، بحسب نص الفتوى.
وتبعت هذه الفتوى أخرى للدكتور ناصر العمر (المشرف العام على موقع المسلم نت)، اعتبر فيها أن حزب الله يخدم "أجندة إيران في المنطقة"، وأنه "جزء من الموقف الإيراني الذي يذبح المسلمين في العراق"، على حد قوله.
الفتاوى المضادة
استفزت هذه الفتاوى علماء دين وجهات دينية أخرى، فردت بفتاوى ومواقف مضادة تنقض فيها فتاوى هؤلاء العلماء السعوديين، وتدعو إلى دعم حزب الله في مقاومته لإسرائيل.
فأعلن سلمان العودة (الداعية السعودي المعروف والمشرف العام على موقع الإسلام اليوم على الإنترنت) رفضه لصدور تلك الفتاوى في هذا الوقت، ودعا إلى تأجيل الخلافات التاريخية والطائفية، وتوحيد الصف الإسلامي والعربي في مواجهة إسرائيل التي وصفها "بالعدو الإنساني المشترك الذي يدمر كل مقومات الحياة."
ورغم أن العودة، انطلاقاً من مرجعيته "السلفية"، يقر بالخلاف الجوهري بين السنة والشيعة، فإنه يقول "إن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا هم الصهاينة المجرمين، الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين".
وانضم إليه في هذا الموقف مواطنه الشيخ محسن العواجي، الذي دعا، في موقعه على الإنترنت، إلى "مناصرة المقاومة المسلحة لحزب الله في لبنان بكل وسيلة مشروعة"، مع إقراره بأن "حزب الله رأس حربة لإيران."
وفي السياق نفسه، دافع مفتي مصر الدكتور علي جمعة - في تصريحات نقلتها رويترز - عن "قتال حزب الله لإسرائيل".
واعتبر جمعة أن "حزب الله يدافع عن بلاده"، ومثله أيضاً الدكتور يوسف القرضاوي، مدير مركز بحوث السنة والسيرة في قطر، والذي يعد من أبرز علماء المسلمين المعاصرين، الذي استنكر الدعاوى التي تثير النعرات الطائفية في مثل هذه الظروف، داعيا "لنصرة المقاومين في فلسطين ولبنان"، مستنكراً إثارة النعرات الطائفية والدينية."
وقال القرضاوي، على موقعه الألكتروني: "إن المقاومة اللبنانية جهاد شرعي، وتمثل أشرف مقاومة على الأرض مع شقيقتها بفلسطين. وأن الشيعة جزء من الأمة الإسلامية وواجب على كل مسلم نصرة هذه المقاومة ضد العدو الإسرائيلي."
رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
من جانبه، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جميع الدول العربية والإسلامية إلى دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
وحّيا الاتحاد، في بيان له "مواقف المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان، بما تمثله من ممارسة مشروعة لحقِّ - بل واجب - مقاومة الاحتلال بجميع الصور، مؤكدا أنه الحقُّ الذي يقرِّره الإسلام وسائر الشرائع الدينية، وتنصّ عليه شريعة جنيف وسائر قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية."
وأكِّد الاتحاد، في البيان الذي نقله موقع القرضاوي على الإنترنت "أنّ هذه المقاومة تمثل واحدةً من أنبل مواقف هذه الأمة في القديم والحديث، ومن الواجب على كل فردٍ منَّا، حكَّاماً ومحكومين، أن يقدِّم لها ما يستطيع من دعم."
المفتى رجب أبو مليح
بل وتجاوز الأمر حد اعتبار هذه الفتوى "إثارة للشبهات، التي تستر وراءها عجزاً بغيضاً، وهي بمثابة ورقة التوت التي يستر كثير من الناس بها عورته بعد أن فضحته الأحداث، وتركته عاريا لا يستطيع أن يستتر بشيء.. أما هؤلاء الذين يتعلقون بالأوهام ويسترون فشلهم وتخاذلهم بهذه الأشياء، فقد أصبحت دعواهم مكشوفة لكل ذي عقل،" بحسب ما قاله المفتى رجب أبو مليح، على موقع أسلام أون لاين.
خشية المد الشيعي أم مد المقاومة!
ويرى محللون أن الفتاوى التي صدرت ضد حزب الله دافعها سياسي بحت، ولاسيما أنها تتسق مع الموقف الرسمي السعودي، الذي انتقد حزب الله واتهمه، ضمنياً، بأنه من استفز إسرائيل عبر القيام "بمغامرة غير محسوبة"، إشارة إلى عملية "الوعد الصادق" التي أشعلت الحرب على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية في 12 يوليو/ تموز.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها توظيف الفتاوى سياسياً.
ففي أزمة الخليج عام 1991 أصدر كبار العلماء السعوديين، وتحديداً الشيخين عبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، فتاوى تقر استقدام القوات الأمريكية والاستعانة بها لإخراج القوات العراقية من دولة الكويت.
ولكن ما طبيعة الدافع السياسي لهذه الفتاوى؟
يذهب بعض المراقبين والمعلقين إلى أن الموقف السعودي تجاه حزب الله، إنما مرده الخوف الذي يستشعره من توسع النفوذ الإيراني (الشيعي) في المنطقة، وخصوصاً بعد هيمنة الشيعة على مقاليد الحكم في العراق، بدعم من إيران.
ومن هنا، يرى مراقبون، ليس غريباً أن الدولتين العربيتين اللتين توافقتا مع الموقف السعودي حيال حزب الله، وهما مصر الأردن، كانتا قد أبدتا في السابق تخوفهما من المد الشيعي والنفوذ الإيراني في المنطقة. فحديث العاهل الأردني الملك عبدالله عن الهلال الشيعي، وتصريحات الرئيس المصري حسني مبارك عن ارتباط شيعة العراق بإيران سبقت ذلك بأشهر قليلة.
إلا أن آخرين يعتقدون أن هذه الفتاوى تعكس تخوف الأنظمة العربية الرسمية من نجاح تجربة المقاومة في لبنان، مما يؤدي إلى احتضان الجماهير لفكر المقاومة، الأمر الذي ينتقص من شرعية هذه الأنظمة، ويهدد وجودها.
وقد عكس بيان مراقب الإخوان المسلمين في مصر، محمد مهدي عاكف، الذي أصدره رداً على الفتاوى التي تحرم نصرة حزب الله، هذا الرأي، بقوله: "إن بعض الحكومات تحاول إخفاء عجزها عن دعم المقاومة، والتغطية على وقوفها إلى جانب العدوان الإسرائيلي، والتعنت الأمريكي، من خلال إثارة مثل هذه الخلافات بين الشيعة والسنة، ومن خلال القول إن المقاومة تعمل لصالح إيران."
ومهما كان الدافع وراء مثل هذه الفتاوى، فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد عرَّض في خطابه المتلفز الذي بثته قناة "المنار" التابعة للحزب، بهذه الفتاوى ووصفها بأنها "تسيء إلى وحدة الموقف وإلى روحية المعركة (ضد إسرائيل)"، معتبراً أنها "تخدم عدونا وعدو بلدنا وأمتنا"، على حد قوله.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
فيما يتصاعد القصف الإسرائيلي للبنان، وتحتدم المواجهات المباشرة في جنوبه بين مقاتلي حزب الله وقوات الجيش الإسرائيلي، تحتد مواجهات أخرى، وهذه المرة ليست في ساحة المعركة، ولكن في ساحة الإنترنت، ووسط وسائل الإعلام، وهي مواجهة سلاحها الفتاوى الشرعية.
وقد أشعل هذه المواجهات "الشرعية" عدد من علماء الدين السعوديين "السلفيين"، وتحديداً الشيخان عبدالله بن جبرين وناصر العمر، فالأول أصدر فتوى على موقعه على الإنترنت تحرم نصرة حزب الله بوصفه "حزباً رافضياً"، على حد تعبيره، وتحظر "الانضواء تحت إمرة الحزب والدعاء له بالنصر والتمكين"، بل إنها تدعو أهل السنة إلى "التبرئ منه وأن يخذلوا من ينضمون إليه"، بحسب نص الفتوى.
وتبعت هذه الفتوى أخرى للدكتور ناصر العمر (المشرف العام على موقع المسلم نت)، اعتبر فيها أن حزب الله يخدم "أجندة إيران في المنطقة"، وأنه "جزء من الموقف الإيراني الذي يذبح المسلمين في العراق"، على حد قوله.
الفتاوى المضادة
استفزت هذه الفتاوى علماء دين وجهات دينية أخرى، فردت بفتاوى ومواقف مضادة تنقض فيها فتاوى هؤلاء العلماء السعوديين، وتدعو إلى دعم حزب الله في مقاومته لإسرائيل.
فأعلن سلمان العودة (الداعية السعودي المعروف والمشرف العام على موقع الإسلام اليوم على الإنترنت) رفضه لصدور تلك الفتاوى في هذا الوقت، ودعا إلى تأجيل الخلافات التاريخية والطائفية، وتوحيد الصف الإسلامي والعربي في مواجهة إسرائيل التي وصفها "بالعدو الإنساني المشترك الذي يدمر كل مقومات الحياة."
ورغم أن العودة، انطلاقاً من مرجعيته "السلفية"، يقر بالخلاف الجوهري بين السنة والشيعة، فإنه يقول "إن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا هم الصهاينة المجرمين، الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين".
وانضم إليه في هذا الموقف مواطنه الشيخ محسن العواجي، الذي دعا، في موقعه على الإنترنت، إلى "مناصرة المقاومة المسلحة لحزب الله في لبنان بكل وسيلة مشروعة"، مع إقراره بأن "حزب الله رأس حربة لإيران."
وفي السياق نفسه، دافع مفتي مصر الدكتور علي جمعة - في تصريحات نقلتها رويترز - عن "قتال حزب الله لإسرائيل".
واعتبر جمعة أن "حزب الله يدافع عن بلاده"، ومثله أيضاً الدكتور يوسف القرضاوي، مدير مركز بحوث السنة والسيرة في قطر، والذي يعد من أبرز علماء المسلمين المعاصرين، الذي استنكر الدعاوى التي تثير النعرات الطائفية في مثل هذه الظروف، داعيا "لنصرة المقاومين في فلسطين ولبنان"، مستنكراً إثارة النعرات الطائفية والدينية."
وقال القرضاوي، على موقعه الألكتروني: "إن المقاومة اللبنانية جهاد شرعي، وتمثل أشرف مقاومة على الأرض مع شقيقتها بفلسطين. وأن الشيعة جزء من الأمة الإسلامية وواجب على كل مسلم نصرة هذه المقاومة ضد العدو الإسرائيلي."
رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
من جانبه، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جميع الدول العربية والإسلامية إلى دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
وحّيا الاتحاد، في بيان له "مواقف المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان، بما تمثله من ممارسة مشروعة لحقِّ - بل واجب - مقاومة الاحتلال بجميع الصور، مؤكدا أنه الحقُّ الذي يقرِّره الإسلام وسائر الشرائع الدينية، وتنصّ عليه شريعة جنيف وسائر قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية."
وأكِّد الاتحاد، في البيان الذي نقله موقع القرضاوي على الإنترنت "أنّ هذه المقاومة تمثل واحدةً من أنبل مواقف هذه الأمة في القديم والحديث، ومن الواجب على كل فردٍ منَّا، حكَّاماً ومحكومين، أن يقدِّم لها ما يستطيع من دعم."
المفتى رجب أبو مليح
بل وتجاوز الأمر حد اعتبار هذه الفتوى "إثارة للشبهات، التي تستر وراءها عجزاً بغيضاً، وهي بمثابة ورقة التوت التي يستر كثير من الناس بها عورته بعد أن فضحته الأحداث، وتركته عاريا لا يستطيع أن يستتر بشيء.. أما هؤلاء الذين يتعلقون بالأوهام ويسترون فشلهم وتخاذلهم بهذه الأشياء، فقد أصبحت دعواهم مكشوفة لكل ذي عقل،" بحسب ما قاله المفتى رجب أبو مليح، على موقع أسلام أون لاين.
خشية المد الشيعي أم مد المقاومة!
ويرى محللون أن الفتاوى التي صدرت ضد حزب الله دافعها سياسي بحت، ولاسيما أنها تتسق مع الموقف الرسمي السعودي، الذي انتقد حزب الله واتهمه، ضمنياً، بأنه من استفز إسرائيل عبر القيام "بمغامرة غير محسوبة"، إشارة إلى عملية "الوعد الصادق" التي أشعلت الحرب على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية في 12 يوليو/ تموز.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها توظيف الفتاوى سياسياً.
ففي أزمة الخليج عام 1991 أصدر كبار العلماء السعوديين، وتحديداً الشيخين عبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، فتاوى تقر استقدام القوات الأمريكية والاستعانة بها لإخراج القوات العراقية من دولة الكويت.
ولكن ما طبيعة الدافع السياسي لهذه الفتاوى؟
يذهب بعض المراقبين والمعلقين إلى أن الموقف السعودي تجاه حزب الله، إنما مرده الخوف الذي يستشعره من توسع النفوذ الإيراني (الشيعي) في المنطقة، وخصوصاً بعد هيمنة الشيعة على مقاليد الحكم في العراق، بدعم من إيران.
ومن هنا، يرى مراقبون، ليس غريباً أن الدولتين العربيتين اللتين توافقتا مع الموقف السعودي حيال حزب الله، وهما مصر الأردن، كانتا قد أبدتا في السابق تخوفهما من المد الشيعي والنفوذ الإيراني في المنطقة. فحديث العاهل الأردني الملك عبدالله عن الهلال الشيعي، وتصريحات الرئيس المصري حسني مبارك عن ارتباط شيعة العراق بإيران سبقت ذلك بأشهر قليلة.
إلا أن آخرين يعتقدون أن هذه الفتاوى تعكس تخوف الأنظمة العربية الرسمية من نجاح تجربة المقاومة في لبنان، مما يؤدي إلى احتضان الجماهير لفكر المقاومة، الأمر الذي ينتقص من شرعية هذه الأنظمة، ويهدد وجودها.
وقد عكس بيان مراقب الإخوان المسلمين في مصر، محمد مهدي عاكف، الذي أصدره رداً على الفتاوى التي تحرم نصرة حزب الله، هذا الرأي، بقوله: "إن بعض الحكومات تحاول إخفاء عجزها عن دعم المقاومة، والتغطية على وقوفها إلى جانب العدوان الإسرائيلي، والتعنت الأمريكي، من خلال إثارة مثل هذه الخلافات بين الشيعة والسنة، ومن خلال القول إن المقاومة تعمل لصالح إيران."
ومهما كان الدافع وراء مثل هذه الفتاوى، فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد عرَّض في خطابه المتلفز الذي بثته قناة "المنار" التابعة للحزب، بهذه الفتاوى ووصفها بأنها "تسيء إلى وحدة الموقف وإلى روحية المعركة (ضد إسرائيل)"، معتبراً أنها "تخدم عدونا وعدو بلدنا وأمتنا"، على حد قوله.