المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفهم المستوعب(بكسرالعين) في مقابل الفهم المقولب(بفتح اللام):



السيد مهدي
08-01-2006, 02:31 AM
الفهم المستوعب(بكسرالعين) في مقابل الفهم المقولب(بفتح اللام):
--------------------------------------------------------------

يقول الحديث الشريف: أول العلم معرفة الجبار، وآخرالعلم تفويض الأمرإليه.

ومن يعرف الله يؤمن به، ومن ثم يفوض أمره إليه. بمعنى من يضع الله نصب عينيه،يسيرعلى هديه، ومن ثم يتوخى المعرفة الحقيقية بعمله، فيلتزم في آخرالأمرالعدل والأنصاف في حكمه!!!

فعندمانتناول أية مسألة أوقضية، أوأية حالة عامة بالدرس، يجب عليناالوعي الكامل بالطريقة التي نفكربها،لكي نصل إلى نتائج مجزية مجدية، توصلناإلى الفهم الصحيح والمطابق لمايجب أن يكون عليه التصورالعقلاني المنطقي، الموفي بالغرض الذي من أجله كان ذلك الدرس!!!

نبدأ ببعض التعريفات، التي تلقي مزيدا من الضوء، على سيرالدراسة، التي نحن بصددها.

ماهوالمقصود بالفهم المقولب(بفتح اللام) أوالفهم المعلب؟؟

الفهم المقولب، هو الفهم الجاهز، بمعنى هناك تصورمعين ومحدد، لتلك الحالة التي نريد أن نفهمها!!لذلك فعندما نعرض للفهم ونستعرضه، بوضعه على صفحات الحوار،مدعين الدرس لذلك الفهم!! نكون قد زورنا في إدعانا لذلك الدرس!! لأن من يدعي الفهم المطلق لحالة ثم يدعي دراستها، يكون قد كذب في درسه لتلك الحالة.

لأن الحالة عنده مدروسه مفهومة! فمامعنى إدعائه بإنه يدرس الحالة؟؟؟!!!

نعم لوأدعى إعادة درس تلك الحالة يكون قد أنصفها بإعادة درسها، ليفهما فهماجديدا.

أمثلة توضيحية تضيئ مسارالبحث:

من يدعي دراسة العلمانية بخلفية معاداتهاللدين وتحجميه!! يكون قددرسهابفهم مقولب محسوب النتائج قبل أن يبدأ درسه!! وبذلك فقد مصداقية إدعاء الدرس!! نعم ممكن إستعراض نتائج بحثه، وسبر إدعاآته،لاكدرس موفي ومنصف!! بل بنتائج توصل لهاذلك الدارس، وفق خلفيته عن العلمانية.

وكمثال أيضا:

شاركت ببعض مواضيعي القديمة، في ساحة المهندس السلفية، فكانت مخاطبتي بالرافضي!! وبعدأن قرأوا إسمي وعاينوا الطرح فلمسوا فيه نكهة التساؤل!! نعم والله مجرد التساؤل!!!!!

يخاطبني المشرف، المهندس بادئابالقول: بإن هذه الساحة ساحة أهل السنة والجماعة وليست ساحة أهل الضلال والبدع يارافضي!!! ثم يأتي ألآخرإبن عبد الوهاب (هكذايسمي إسمه) فيمطرني بسيل لاينتهي من الإسئلة،المعدة بعناية سلفالأستفزازالقارئ، مؤلباالمتابعين من أهل السنة على طروحاتي، وشحنهم عاطفيا، بإستغلال إسم الله مرة أوالعرض والشرف مرة أخرى وعلى النحوالتالي:

ألستم من أتهم عرض رسول الله؟؟

ألستم من سب وكفرصحابة رسول الله؟؟

ألست من طعن بكتاب الله؟؟

تنبه قارئي الكريم، القائمة تبدأ بالعرض والشرف وثم تنتهي كلها بالله!!!!!!!!!!

ويضيف لي عشرات الروابط التي لطشها من مواقع التهريج والسباب على الشيعة!! ثم يتحداني المشرف المهندس بقوله: أجب الأخ إبن عبد الوهاب على إسئلته يارافضي!!! إن كانت لك القدرة!!!! قبل أن نرى رأينافيك!!!!!

يعني المسألة محسومة سلفا، وهذا مانسميه بالفهم المقولب عن العلمانية وموقفها من الدين!! أوعن الشيعة والتشيع عند السلفيين!!!

وماالمقصود بالفهم المستوعب(بكسرالعين)؟؟

الفهم المستوعب،ينحوإلى إستيعاب الفكرة بالكامل، ومن كل الجوانب، المؤيدة والمعارضة، وبإنصاف وعدل ومن دون خلفية مسبقة إستيفاءاللموضوعية والأتزان، في الحكم على القضية أوالمسألة تحت الدرس!!!

وكمثال على ذلك:

كملتزم بالدين، لاأنطلق من خلفية متعصبة، تصورالعلمانية كعدو!!يحاول هدم الدين ومحاربته، بفصله عن الدولة والسياسة والحكم!! بل يجب أن أدرس العلمانية منذ نشوئها وإستعراض تطبيقاتهاالعملية عارضا إيجابياتهاوسلبياتها لأخرج بنتيجة منصفة من ذلك الدرس!!

وأيضافتح الساحات الحوارية، للتشجيع على تبادل الأراء وإستعراض وجهات النظر،يجب أن يكون رحبامستوعبا كافة الأراء واضعانصب عينيه محاولة إستمالة المشارك ليفضفض عما يختلج في ذهنه ومن ثم التعامل بنفس إيجابي مع الطرح المخالف وإن كان نقدا أوبيانا لنقص أوخطأ ما.

وللموضوع بقية

السيد مهدي
08-13-2006, 10:35 PM
نتابع الموضوع:
-------------

وبعدأن عرفناماهوالفهم المقولب(المعلب) والفهم المستوعب. نتعرف على خصائص كلاالفهمين.

1-الشمولية والتجزيئية:

الشمولية خاصة بالفهم المستوعب، لكونه شاملا يستوعب السلبيات والإيجابيات،ولكل من الطارح للفكرة، والناقد لها بعرض فكرة أجدى وأنفع، ويركزعلى دراسة المسألة تحت الإعتبار ، بشكل عام غير مخصص بجزئية معينة منها.

وبهذاتكون الشمولية منصفة وجديرة بالأعتبار، لضمهاكافة الخصائص تحت الدرس.

أماالتجزيئية، فخاصة بالفهم المقولب أو المعلب، وذلك بالتركيزعلى جزئية واحدة وإشباعها بالدرس، في محاولة لتغليبهاعلى بقية الجوانب لحاجة في نفس الدارس بهدف التسقيط وإستغلال نقاط الضعف والسلب فقط. ومحاولة طمس ونسيان كل إيجابية في تلك الحالة المدروسة.

فعندماتدرس الوهابية من ناحية معاداتها للشيعة فقط، تكون قدظلمت الحركة، بإثارة جزئية واحدة!! (وهذه هي التجزيئية)

ولكن في نفس الوقت لو درست إيجابياتها، في توحيد شبه الجزيرة العربية والتركيزعلى وحدانية الله برفض بعض مظاهرالسلوكيات التي لاتمت للشريعة ولالمنطق القرآن،إلى جانب سلبياتها، تكون قدأنصفت الحركة وأبتعدت عن ظلمهاوبخسهاحقها. وهذه هي الشمولية.

وأيضا من يركزعلى طرق العلمانية بمطرقة معاداتها للدين مع إغفال ماحققته من نتائج إيجابية في العالم الغربي يكون قد إجتزأ البحث وحصره في جزئية واحدة ليخرج بحكم ظالم متحيز غير موضوعي!!!

التجزيئية لعبت دورا مخربا، في أغلب الأحيان، وذلك في عرض المبدأ بجزء من صورته الشوهاء المعورة!! ولم تعطي الصورة شاملة، لتكتمل النظرة فتظهركل الجوانب مستوفيه كمالها وتمامها.

صحيح حكم الشريعة بالنسبة للسارق، قطع اليد، وهذا حكمامقولبا معلبا، إن أخذناه بماهو كحكم ولكن من هوالسارق؟؟ طفلا أوراشدا ؟؟ حرا أم عبدا؟؟ محتاجاجائعا، أم مستغنيا شابعا؟؟ و...و... الخ من الواوات التي تحاول إستيعاب كل ظروف السرقة لتتبين سبب حصولها، وبهذا نكون قد أخرجناالحكم من قالبه لنمدده مستوعباكل الحالات والظروف المحيطة بحادثة حصول السرقة قبل أن نجعله ساريا في التطبيق، فنجعل منه حكمامنصفا.

وأيضا من يتهم الشيعة بالمشاعة الجنسية لإيمانها بزواج المتعة، ومن دون التطرق لماهية زواج المتعة وحكم الشريعة فيه، وهل هو صناعة شيعية أم مفردة تشريع إسلامية؟؟ وماهي ظرفية الزواج ومقارنته بالزواج الدائم، وكيف ظهرالإيمان به عند الشيعة وليس بقية المسلمين؟؟ يكون قد جزء المسألة لحاجة في نفس يعقوب، ولكن من يتطرق لكل تلك الظروف والملابسات يكون قد أستوعب الصورة شاملة كاملة.

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
08-16-2006, 04:46 AM
نواصل الموضوع:
----------------

2-الإنحيازية والحرية:

الأنحيازية دائما تظهرفي الفكرالمقولب، حيث يكون صاحبه دائمامنحازا، لجهة على حساب جهة، ولا يخرج عن الإطاروالقالب الذي وضع فيه، وحتى لوفكر!! فتفكيره لن يخرج عما جبل عليه من فهم معين، ومؤطربإطارمحدد لن يحيد عنه إبدا، ولذلك ينتهي الحواردائماإلى الشخصنة والذاتية ومبتعداعن الموضوعية.

أماالفهم المستوعب فلاحدود تحده، ولا قيود تقيد حريته، في الإستيعاب والمقارنة والفحص وتقبل النقد والرأي الآخر!! بل والأستفادة من كل إيجابية يراها، فمادام يستوعب، فهو منفتح لكل الآراء ووجهات النظروإن خالفت صاحب الموضوع.

فلودخلناإلى إي ساحة سلفية لشاهدت القيودالقسرية التي يضعهاالسلفي على محاوره، حيث التزمت يشمل حتى التساؤل في كونه مثارللأستهجان والأمتعاض!!

هذا أمر الله أقبل به وإلا إنت كافرتحل عليك اللعنة الإلهية!! (طبعاأمرالله حسب تصوراتهم المقولبة والجاهزة المعلبة)

بعكس الفكرالمستوعب، والذي يحاول إستيعاب ماعند الطرف الآخرمن فكروإيجابيات للتنمية أو سلبيات لنقدها وتقويمها.

فإذن الفكرالمستوعب حرطليق، يتجول في أفاق رحبة غيرمقيدة بعكس الفكرالمقولب المنحاز والذي تسلبه إنحيازيته حريته لتقيده بقيود الإنحياز.

وقد يبادرهناالأسلامي أوالسلفي ليحتج بإننا مقيدين بدين، وأي تطرق لخلاف الدين يوقعنافي إشكال البدع وفكرأهل الضلال!!

وهذه حجة العاجز، وإلافالدين لايمنع الحوارالجاد الهادف، ونص الآية الكريمة يقول:

وجادلهم بالتي هي أحسن.

والآية ألأخرى تنص:

قل هاتوا برهانكم ....

فإذن هناك حث من الدين على الحواروتبادل الإفكار. وليس مايصوره السلفي من جمود على ماكان عليه الأولون وإن كانوا مخرفين.

3-الإنصاف والأجحاف:

الفكرالمستوعب، فكر منصف يراعي حق الآخر، ومجرد إستيعابه لفكرالطرف ألأخريجعل منه منصفا لكونه لايلغي أويقصي المخالف فيحرمه حقه في التعبير والإعلان عن فكره، بعكس الفكرالمقولب، والذي ينحولفرض فهمه على الطرف الآخر. وبذلك يكون الفكرالمقولب فكرامجحفابعيداجدا عن الإنصاف.

يقول لي إبن عبد الوهاب في شبكة المهندس: إسمع يارافضي، إن كنت جادا في الحوار فعليك أن تعترف بضلالك وحيادك عن الحق، الذي نحن عليه، وهو إسلام أهل السنة والجماعة.

وهكذاأصبح الجد أن تعترف بإن الحق بجانب أهل السنة والجماعة، وإلا أنت مجحف بحقهم.

وفي الحقيقة لاأعرف كيف تكون الدعوة لشريعة المصطفى بالحسنى، إن تخليناعن مكارم الإخلاق التي أؤمرنابها؟؟

فهل من الجد والأنصاف، أن نقول عن المسيحي واليهودي كافرعندما نحاوره؟؟؟

فماذا تسمي مجابهة الشيعي بنعت أسوأ من اليهود والنصارى ؟؟؟

فعندما، يدخل معك السلفي في حواروأنت في نظره ضال كافر، يكون مجحفالك وظالم، لكونه حاكم عليك بالضلال قبل أن تبوح له بماتؤمن!! وقد يحتج بإنك تحمل عنه نفس الفكرة، ولكن المسألة ليست كذلك بالنسبة للشيعي، فالشيعي لايكفرالسلفي لكونه سلفي، ولايدعي أحد من الشيعة، بإن السلفية تعني الكفر!! لكن السلفي يعتبركل الشيعة على ضلال ويسميهم روافض جاعلامن نفسه الفرقة الناجية والإسلام الصحيح وغيره الهاويين وأهل الضلال!!!

4-الظرفية والعمومية:

الفكرالمقولب، وليدظرف معين، يعني محدد بصفات معينة، لاتقبل التغييروالتبديل، وبكلمة أخرى لايوجد تعاطي في الحوار!! بعكس العمومية التي يتمتع بها الفكرالمستوعب، فالفكرالمستوعب لا يتقيد بظرف معين، ولايهمه الظرف الزماني أوالمكاني، إنه فكررحب يتقبل ويستوعب كل الظروف والأزمنة.

فالسلفية تعني محاكات السلف والتقيد بماكانوا عليه، ظنا منهم بإن ماكان عليه الظرف القديم هو أكثرمصداقيا وتمييزا للصح والخطأ. وحديث لا يصلح آخرهاإلا بماصلح أولها يكتسب نوعا من القدسية عندهم، الزمن الأول هوزمن الأسلام الزاهر، ويجب أن يحاكى ويقلد فإذا كان اللباس القصير والذقن الطويل سمة ذلك الظرف إذن نتقيد به كسنة واجبة!! ولامجال لظرف تغيرأو فكرتطور.

فالصحابة!! في نظرصاحب الفكرالمقولب،هم أهل الإسلام وبناته وياويله من نبس ببنت شفة، لذلك لامجال للتساؤل عن تصرف أي منهم وإن كانوا في موضع خلاف مع الرسول الكريم(ص)صاحب الدعوة والرسالة!!!
...