زهير
07-31-2006, 06:18 PM
الجزيرة السعودية
عبد الله بن بخيت
إذا استمر سوق الأسهم على هذه الحال من التقلب والإرهاب المستمر فسوف يأتي ذلك اليوم الذي نستعين فيه بمحللين للفضائيات من جامعة زمبابوي.
حتى الآن شاهدت ما يقارب ألف محلل اقتصادي على الفضائيات. كل يوم يظهر لنا وجه جديد إلى درجة أستطيع معها أن أقول إذا أردت أن تعرف اللهجات السعودية والملابس السعودية والأشكال السعودية فدونك محللي سوق الأسهم في الفضائيات. ولكن مهما كان عدد السعوديين المتخصصين في العلوم ذات العلاقة بسوق الأسهم سيبقى العدد محدوداً أمام هذا الإرهاب المحموم الذي يمارسه سوق الأسهم على إخواننا المترزقين والمتسببين.
لا تستغربوا مشاهدتي قريباً على الشاشة كمحلل ونجم في سوق الأسهم؛ فالأمر لا يحتاج إلى تعقيدات. مجرد أن تخرج سجلاً تجارياً بعنوان مؤسسة له علاقة بالمال كأن تسمي مؤسستك (المؤسسة الاقتصادية للاستثمار والدراسات)، وحتى قبل أن تروح إلى سوق العويس لتشتري الأثاث سوف يصلك أول تلفون من إحدى الفضائيات يطلب استضافتك، وسيكون لقبك على الشاشة (رئيس مجلس إدارة المؤسسة الاقتصادية للاستثمار والدراسات).
وإذا أردت إضافة بُعد دولي فبإمكانك أن تبعث بعشرة دولارات لتسجيل مؤسستك في ما يعرف بتشانال أيلاند عندئذ يصبح اسم مؤسستك (المؤسسة السعودية البريطانية للاستثمار والدراسات الدولية) فتعدل لقبك في الفضائيات ليصبح (رئيس مجلس إدارة المؤسسة السعودية البريطانية للاستثمار والدراسات الدولية). وإذا أردت أن تجعل لقبك أكثر دولية فعليك أن تمطه مع الجنب الثاني من العالم. بمجرد أن ترسل إلى سنغافورة عشرة دولارات أخرى ستضيف إلى مؤسستك كلمة الآسيوية، عندئذ يصبح لقبك في الفضائيات (رئيس مجلس إدارة المؤسسة السعودية البريطانية الآسيوية للاستثمار والدراسات الدولية)، وإذا لم يكفك هذا فإنك تستطيع أن تعود إلى وزارة التجارة، وتضيف شيئاً من التفخيم إلى اسم مؤسستك مثل كلمة (البحوث الجيوبوليتيكية)؛ عندئذ يصبحك لقبك على الشاشة (رئيس مجلس إدارة المؤسسة السعودية البريطانية الآسيوية
للاستثمار والدراسات الدولية والجيوبوليتيكية). طبعاً بإمكانك أن تسمي نفسك رئيس مجلس الإدارة أو العضو المنتدب. وأعتقد أن لقب أستاذ يكفي ويزيد، ولكن مع حمّى ظهور أساتذة الجامعات ومراكضهم بين الفضائيات يفضل أن تطلق على نفسك لقب دكتور، سواء كنت دكتوراً في الاقتصاد أو في الطب البشري أو البيطري أو حتى لو لم تكن أصلاً دكتوراً. أهم شيء لا (تشربك) نفسك مع الدوائر الحكومية وتأخذ من ألقابها. مع العلم أن كل الذين يجرون معك الحوارات هم من اللبنانيات اللاتي لا يعرفن شيئاً عن المملكة، لكن الخوف من كتاب الجرائد؛ فهؤلاء - كما لا يخفى عليك - قلوبهم مليئة بالغيرة والحسد.
مع تدهور السوق المستمر صدقني بعد فترة سوف تتطور من رئيس مجلس إدارة ومحلل اقتصادي على الفضائيات إلى معالج شعبي يشار إليه بالبنان؛ فمعظم صغار المستثمرين سوف يلجؤون إليك بعد أن تقودهم تحليلاتك العظيمة إلى الإفلاس لتنفث عليهم وتكويهم على علابيهم، فإذا كانت وظيفتك كمحلل أسهم لم تتطلب منك سوى سجل تجاري من وزارة التجارة فإن وظيفتك الجديدة كمعالج لن تتطلب سوى شوية فحم ووجار ومخطر أو مخطرين وشوية قاز تشب به الفحم. وأبشر بالخير. سيتقاطر عليك سبعون في المائة من المستثمرين تحلل لهم ما يجري في السوق وبعدها تحمي المخطر مزبوط وتلذع الواحد على هامته وأعلى علباه؛ لعله يستيقظ ويفهم الحقيقة القائمة في السوق.
عبد الله بن بخيت
إذا استمر سوق الأسهم على هذه الحال من التقلب والإرهاب المستمر فسوف يأتي ذلك اليوم الذي نستعين فيه بمحللين للفضائيات من جامعة زمبابوي.
حتى الآن شاهدت ما يقارب ألف محلل اقتصادي على الفضائيات. كل يوم يظهر لنا وجه جديد إلى درجة أستطيع معها أن أقول إذا أردت أن تعرف اللهجات السعودية والملابس السعودية والأشكال السعودية فدونك محللي سوق الأسهم في الفضائيات. ولكن مهما كان عدد السعوديين المتخصصين في العلوم ذات العلاقة بسوق الأسهم سيبقى العدد محدوداً أمام هذا الإرهاب المحموم الذي يمارسه سوق الأسهم على إخواننا المترزقين والمتسببين.
لا تستغربوا مشاهدتي قريباً على الشاشة كمحلل ونجم في سوق الأسهم؛ فالأمر لا يحتاج إلى تعقيدات. مجرد أن تخرج سجلاً تجارياً بعنوان مؤسسة له علاقة بالمال كأن تسمي مؤسستك (المؤسسة الاقتصادية للاستثمار والدراسات)، وحتى قبل أن تروح إلى سوق العويس لتشتري الأثاث سوف يصلك أول تلفون من إحدى الفضائيات يطلب استضافتك، وسيكون لقبك على الشاشة (رئيس مجلس إدارة المؤسسة الاقتصادية للاستثمار والدراسات).
وإذا أردت إضافة بُعد دولي فبإمكانك أن تبعث بعشرة دولارات لتسجيل مؤسستك في ما يعرف بتشانال أيلاند عندئذ يصبح اسم مؤسستك (المؤسسة السعودية البريطانية للاستثمار والدراسات الدولية) فتعدل لقبك في الفضائيات ليصبح (رئيس مجلس إدارة المؤسسة السعودية البريطانية للاستثمار والدراسات الدولية). وإذا أردت أن تجعل لقبك أكثر دولية فعليك أن تمطه مع الجنب الثاني من العالم. بمجرد أن ترسل إلى سنغافورة عشرة دولارات أخرى ستضيف إلى مؤسستك كلمة الآسيوية، عندئذ يصبح لقبك في الفضائيات (رئيس مجلس إدارة المؤسسة السعودية البريطانية الآسيوية للاستثمار والدراسات الدولية)، وإذا لم يكفك هذا فإنك تستطيع أن تعود إلى وزارة التجارة، وتضيف شيئاً من التفخيم إلى اسم مؤسستك مثل كلمة (البحوث الجيوبوليتيكية)؛ عندئذ يصبحك لقبك على الشاشة (رئيس مجلس إدارة المؤسسة السعودية البريطانية الآسيوية
للاستثمار والدراسات الدولية والجيوبوليتيكية). طبعاً بإمكانك أن تسمي نفسك رئيس مجلس الإدارة أو العضو المنتدب. وأعتقد أن لقب أستاذ يكفي ويزيد، ولكن مع حمّى ظهور أساتذة الجامعات ومراكضهم بين الفضائيات يفضل أن تطلق على نفسك لقب دكتور، سواء كنت دكتوراً في الاقتصاد أو في الطب البشري أو البيطري أو حتى لو لم تكن أصلاً دكتوراً. أهم شيء لا (تشربك) نفسك مع الدوائر الحكومية وتأخذ من ألقابها. مع العلم أن كل الذين يجرون معك الحوارات هم من اللبنانيات اللاتي لا يعرفن شيئاً عن المملكة، لكن الخوف من كتاب الجرائد؛ فهؤلاء - كما لا يخفى عليك - قلوبهم مليئة بالغيرة والحسد.
مع تدهور السوق المستمر صدقني بعد فترة سوف تتطور من رئيس مجلس إدارة ومحلل اقتصادي على الفضائيات إلى معالج شعبي يشار إليه بالبنان؛ فمعظم صغار المستثمرين سوف يلجؤون إليك بعد أن تقودهم تحليلاتك العظيمة إلى الإفلاس لتنفث عليهم وتكويهم على علابيهم، فإذا كانت وظيفتك كمحلل أسهم لم تتطلب منك سوى سجل تجاري من وزارة التجارة فإن وظيفتك الجديدة كمعالج لن تتطلب سوى شوية فحم ووجار ومخطر أو مخطرين وشوية قاز تشب به الفحم. وأبشر بالخير. سيتقاطر عليك سبعون في المائة من المستثمرين تحلل لهم ما يجري في السوق وبعدها تحمي المخطر مزبوط وتلذع الواحد على هامته وأعلى علباه؛ لعله يستيقظ ويفهم الحقيقة القائمة في السوق.