المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قانا او مكان القصب ورد اسمها في الانجيل وشهدت معجزة للمسيح (ع)



موالى
07-30-2006, 07:44 PM
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام


هل نحن بحاجة لمجزرة كما اليوم لنعيد لمدينة قدسيتها كتابيا؟

ربما لايعرف الكثيرون ان بلدة قانا التي شهدت اليوم مجزرتها الثانية هي ذاتها قانا الجليل التي وردت في الانجيل بوصفها مكانا مقدسا شهد معجزة السيد المسيح الذي حول فيها الماء نبيذا.

وتحوي مقاما مقدسا لنبي اسمه الجليل اخذت المنطقة المحيطة اسمها منه وصار اسمه اخر مايقسم به الاهالي بل ربما فاق القسم به القسم باسم الله بسبب الشفاعات والمعجزات التي يرويها المخيال الشعبي عنه.

كما تحوي قانا آثارا كثيرة مازال بعضها ماثلا. ومازالت تماثيل وايقونات السيد المسيح وأمه العذراء ماثلة فيها. وفي قانا وفقا للارث المسيحي حدثت عدة معجزات ليسوع «أتى الى قانا الجليل حيث صنع الماء خمرا. وكان رئيس للملك ابنه مريض في كفرناحوم، فسمع ان يسوع قد جاء من يهوذا الى الجليل فانطلق اليه وسأله ان ينزل ويبرئ ابنه لأنه كان قد قارب الموت. فقال له يسوع: امضِ فإن ابنك حي، فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع ومضى. وفيما هو منحدر، استقبله غلمانه قائلين ان ابنك حي»...

وكلمة قانا تعني بالعبرية (بيت القصب) وهي موقع مرتفع عن كفر ناحوم. وتبعد قانا عن كفر ناحوم بحوالى (15 – 20 ميلا) أى ما يقرب الى 7 ساعات.

اما معجزة تحويل الماء خمرا التي اشتهرت بها قانا فيرويها الباحث باسكال معوض اعتمادا على النص الانجيلي الذي يتحدث في وصف معجزة الخمر عن أجران حجرية في باحة الاحتفال : «وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة». فهذه الأجران، سواء استعملت للتطهير أم لغيره، كانت منتشرة كآنية للمياه في جميع بلاد الجنوب والجليل. أما بالنسبة الى أجران قانا الستة التي يذكرها الانجيل فيصعب أن تكون معاً في بيت خاص نظراً الى حجمها الكبير، اذاً لا بد أن تكون في مكان عام كباحة معبد حين تكون للتطهير، أو قرب معصرة للزيت أو العنب. وهنا تشكل أجران قانا اثباتاً آخر على كون المعجزة حصلت في قانا اللبنانية. فهذه الأجران تقع قرب المقام الذي يعلو عنها قليلاً على قمة التلّة، كما انها في الوقت ذاته مجاورة لقاعدة معصرة، في فسحة منبسطة من الأرض تصلح للإجتماع والاحتفال، وعددها كما ورد في الانجيل ستة بالتمام والكمال).

ولقانا مكانة تاريخية تمتد لما قبل ولادة السيد المسيح. لكن بعدها جغرافيا عن العاصمة اللبنانية بيروت وقربها من الحدود الاسرائيلية التي لم تهدأ عسكريا ابعد الباحثين والسواح عن زيارتها والاهتمام بها.

ثمة تساؤل عن المدن التي حملت عبء المقدس ومطاردة العنف لها بدءا من القدس مرورا بكربلاء والكاظمية (قرطبل) وسامراء (ساء او سر من رأى) فبراثا (أبن العجائب) وليس انتهاء بقانا (مكان القصب).

فالقدس شهدت على مدار عهدها قتل وانتقام ليس اخرها ماتلى زيارة ارئيل شارون لها عام 2000 وماتسببت به ان انتفاضة فلسطينية سميت انتفاضة الاقصى راح ضحيتها المئات من الفلسطينيين والاسرائيليين. وكربلاء (كرب وبلاء) المخضبة بالمجازر منذ عام 61 للهجرة حتى اليوم ومثلها الكاظمية (قرطبل) التي شهدت العام الماضي مقتل قرابة الف شيعي على جسر الائمة في يوم واحد وشهدت سامراء (سر او ساء من رأى) تفجير مقام الامامين علي الهادي وابنه الحسن العسكري نهاية شباط الماضي ماتسبب بموجة عنف طائفي قتل المئات خلالها في العراق. وقبل ذلك كانت قانا الجليل شهدت مقتل اكثر من مئة لبناني احتموا بمقر للامم المتحدة فيها حيث لاحقتهم عملية عناقيد الغضب الاسرائيلية وكان معظم الضحايا كالعادة من الاطفال. ليتكرر ذات المشهد بعد عشر سنوات في 30 تموز 2006وبذات الاداة وذات الضحايا وبذات المساحة الجغرافية التي وقعت قبل عشر سنوات.

كأن اسمها "بيت القصب" دال عليها حقا فاثناء كل تقاتل بيت اسرائيل وحزب الله تصبيها قذيفة فتقتل كل من يحتمي تحت سقفها القصب.