المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أما آن لهذه العاهات الصوتية أن تلعق التراب وتخرس؟!



زوربا
07-30-2006, 04:18 PM
د نجم عبد الكريم


نتيجةً لتفاعُلي مع الأحداث كإنسانٍ أنتمي لهذا الوطن العربي، كتبت ما كتبت في الأسبوعين الماضيين:
1- (بُشراك لبنان.. نداءٌ من مكة!!..)
2- هكذا تكلم عبد الله.. فأين أنتم؟!!.)

ثم اتخذت قراراً بالتريّث قليلاً في عدم الخوض في الكتابة في هذا الأمر، حتى انجلاء الموقف.. فمن غير المنطقي أن يستمر وأد الإنسان اللبناني بهذه الوحشية دون أن يهبّ لنجدته الضمير العالمي؟!!.. فكنت أنتظر ما ستُسفر عنه نتائج هذه الدراما اللاإنسانية!!.. ولكن استفزازات عثة حشرات الكتابة الصادرة عن عقولٍ نخرة، مكدّسة بجيَف فاحت بَخرَتها، حتى غدت لتُسقط الطيور المُحلّقة في الفضاء!!.. هي التي دفعت بي كي أخطّ سطوراً اصطبغت بألفاظٍ لم أتعمّد اختيارها ـ والله ـ لكنها فرضت نفسها لمواءمتها مع مخصيي الفكر من هؤلاء، ممن قد انتهت صلاحيتهم منذ عقودٍ طويلة، لكنهم يفرضون بثقلٍ ممجوجٍ وجودهم ليكتبوا كلماتٍ شبعت تكراراً تحمل أفكاراً اهترأت!!.. بدوافع من نفوسهم المهشّمة، وعقولهم المختلّة والمعتلّة بشتى الأمراض!!.. أبسطها تلك (المازوخية) التي تجعلهم يطرحون أفكاراً ناشزة ومستفزة، كي يتلذذوا بردود الأفعال التي يمطرهم بها القراء، حيث باتوا لا يستشعرون بأهميتهم إلا بما يوجه إليهم من إهانات وسُباب وشتائم!!..

فهم يتلذذون إلى أبعد حدود الالتذاذ، ويتمتعون بمتعة ما بعدها متعة، عندما يقرأوون عن حقارتهم بأقلام الآخرين.. عما كتبوه!!.. وهم يظنون بذلك أنهم يحققون الإنجازات التي ترضي نفوسهم الموبوءة مرضياً!!..
ولقرّاء إيلاف أن يتأكدوا من هذه الحقيقة، عندما يقرأوا ردود الأفعال وتعليقات القرّاء على ما كتبوه..
لهذه العيّنات المبتذلة إلى درجة الانحطاط ـ تاريخٌ ليس بعيد ـ يزخر بالنذالات والسفالات السياسية والفكرية، بل والأخلاقية.. ولو أن المجال يتسع لوضعت النقاط على الحروف.. ولكننا سنقف اليوم أمام ما يمارسونه من هواياتٍ محببة إلى نفوسهم عندما يتصدون بالتنظير لمواجهات الحق مع الباطل بأفكارٍ أقل ما يقال عنها : إنها عبارة عن عُهر يليق بمن تشرّبوا بخلاصة منتوج المستنقعات الموبوءة التي درجوا عليها في تاريخهم ـ في ما كانوا وما زالوا ـ يطرحونه من تنظيراتٍ عقيمة..

***
• فأحدهم، يزعم أنه قد بنى مجداً لقضية الديمقراطية، والليبرالية، والعلمانية.. وهو غير صادق في هذا الزعم.. وإنما اختط ذلك الأسلوب للمتاجرة بالعزف على أوتار المآسي الطاحنة والمدمرة التي يعيشها الإنسان العربي، فصار يُكثر من التنظيرات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويمارس البطولات الدونكيشوتية عندما يتناول الحكام العرب، لكنه بحكم تركيبته الوصولية.. لا يأتي على ذكر أسمائهم جميعاً، إنما يتناول حكاماً قد انتقلوا إلى العالم الآخر، وحكاماً لا مصلحة له في التعامل مع صحفهم.. ويكتفي بالإشارة للحكام الذين ينتفع منهم!!.. وفوق هذا وذاك.. هو يدعو إلى الليبرالية والعلمانية والديمقراطية، بينما يعيش في كنف بلدٍ تُخطط لقتل أبسط قواعد الديمقراطية في بلادنا.. بل إنها العدو الأول لكل مظاهر التحرر في العالم!!
هذا المُنظِّر النحرير!!.. والدهقن الكبير!!.. وصف القلة القليلة من الشُرفاء في وطننا العربي، بأنهم (حمقى)!!.. لماذا؟!!.. لأنهم لا يُحسنون الركوع لعظمة إسرائيل!!..
تمنيت على هذا الأنموذج أن يلتزم الصمت في مثل هذه الأمور، فهو وأشباهه قد أدوا بأمتنا لأن يكون فيها نماذج (بن لادن) وأمثاله!!

• ونموذج آخر، حرصت على ألا أتناوله، لأنه ميّت أيديولوجياً، وفكرياً، وأخلاقياً، باعتبار أن (الضرب في الميت حرام).. لكنه استفزّني عندما نفض عن نفسه كفن الموت، ليكيل السباب والشتائم لشرفاء يقاتلون أعدى أعداء الإنسانية!!.. وصار يطرح أفكاراً شبيهة بتلك التي طرحها على سيده صدام حسين، يوم وضع بين يديه، كل أسرار وأسماء أعضاء الحزب الشيوعي الذي كان يحتل فيه منصباً كبيراً، وعلى إثر ذلك تم إعدام العشرات من زملائه ورفاق دربه!!.. وكل هذا من أجل حصوله على منصبٍ في دولة أوروبية، مصحوباً باحتقار كافة القوى الوطنية له، في داخل العراق وخارجه!!..
هذا الميت نفض غبار الموت عن نفسه، ليصبّ جام غضبه على الشرفاء ممن يقاتلون من أجل وطنهم دون أن يشير إلى ما تقوم به إسرائيل من عربدةٍ وإجرام في المنطقة.. وهو يتحدث عن الطائفة الشيعية باستهانةٍ ـ باعتبار أن حزب الله يتألف من الشيعة ـ يريد أن يوهم القراء بعدم انتمائه لهذه الطائفة.. مع أن الجميع يعرف أنه من شيعة الأكراد الفيلية!!.. فهذا وأشباهه.. صاروا يُنظّرون لما يجري في لبنان، وكأنهم من كتاب (يديعوت أحرونوت) أو (علهم شمار).. وكأن الصهاينة هم قومهم.. وكأنهم ليسوا من العرب!!

• وزميلٌ آخر للنموذج الذي تطرقت إليه آنفاً، ما فتىء يمطر القراء بمُسلّماتٍ بديهية، وبأسلوبٍ مجتر عفا عليه الزمن، وهو من نفس الطينة والعجينة في أفكاره.. ولذا فإن الحديث عنه يعتبر تكراراً لمن سبقه، إلا أنه يختلف عنه بذلك الزخم الممل من الكتابة، وأحياناً ينسى أنه كاتب وصاحب زاوية ومنبر، فيشارك في تعليقات القراء.
هذا النموذج يحمل فكراً ماركسياً فاقعاً ـ دخل في مزابل التاريخ ـ يرى في المجاهدين من المسلمين بأنهم من المتخلفين ومن الإرهابيين!!.. هو وزميله.. وجهان لعملة واحدة.. مع أنه ليس فيهم من اسمه (شهاب الدين).

• أما ذاك الذي يريد القضاء على حزب الله وحركة حماس، متعللاًً بأنهما حركتان تمارسان الإرهاب لأنهما تدينان بالإسلام.. فهو الأشد مرضاً من النماذج العليلة التي جئت على ذكرها!!.. كان يُفترض فيه كعلماني، أو كليبرالي، أو كمُلحد، أن يتطرق للظروف الموضوعية التي أوجدت هذا النوع من الظواهر التي تسود في الساحة.. لا أن يُطالب بسحقها ونسفها!!.. فهو نفسه يلتزم بأفكارٍ دفعته إليها ظروف موضوعية، وبالتالي فإن أفكاره هذه ليست مقدسة حتى يطالب بإفناء الأفكار التي لا تتلاءم معها.

• كل ما جئت عليه من نماذج في وادٍٍ.. والذين يفرحون لما يجري في لبنان في وادٍ آخر.. وبكل أسف أقول.. أن المواقع في الإنترنت تحفل بالكثير من المقالات التي تريد القضاء على حزب الله باعتبار أنهم ينتمون إلى مذهب شيعي، وبالتالي فهم كفرة رافضيون، وليس هناك من يشير إلى ما تفعله إسرائيل!!..

***
• أكتفي بهذا القدر من ذكر نماذج لأقلام اختار أصحابها وقتاً عصيباً وغير ملائم قط ليتقيأوا أمراضهم المناهضة للحق والمناصرة للباطل!!..

• الكلمات التي قرأتموها لا تعني أنني أُأيد كل ما يجري في الساحة من الأطراف اللبنانية بما فيها حزب الله.. ولكننا في مثل هذه الظروف، ونحن نرى المأساة تصيب هذه القطاعات الكبيرة من أبناء الشعب اللبناني.. أتمنى على الكتاب والمنظّرين إذا لم يكن بمقدورهم مناصرة الحق.. فليلعقوا التراب ويخرسوا!!..