سلسبيل
07-29-2006, 02:49 PM
يعمل في مجموعات من 20 مقاتلا .. ومعرفته الفطرية بالأرض أجبرت إسرائيل على مراجعة حساباتها
بيروت: ثائر عباس
تتمتع «المقاومة الاسلامية» الجناح العسكري لحزب الله بهرمية ديناميكية تسمح لأصغر تقسيماتها باتخاذ القرارات في اللحظات الحاسمة مهما كان حجم القرار. ويمكن ان تفاجئ احدى المجموعات القيادة بالقيام بعملية ما على غرار عملية أسر الجنديين اذا سمحت لها الظروف الميدانية بذلك، واذا كانت القيادة العليا قد اعطتها اساسا الضوء الأخضر لعملية مماثلة، وعندها لا تعود المجموعة مضطرة للعودة الى هيئات أعلى لاتخاذ القرار.
ويتخذ العمل المقاوم أشكالا مختلفة، فمن الناحية العسكرية ينقسم اعضاء الحزب الى اعضاء متفرغين يتلقون رواتب شهرية ولديهم تأمينات اجتماعية وصحية، واعضاء غير متفرغين يطلق عليهم اسم «التعبئة» وهؤلاء اقل تدريبا من الوحدات المقاتلة لكنهم يتلقون تدريبات على السلاح ويمتلكون مهارات قتالية، وهم يتلقون رواتب ايضا لكنها اقل من رواتب المتفرغين. وبالاضافة الى هؤلاء هناك «الانصار» الذين يعتبرون بمثابة الاحتياط العام للحزب. ويرفض الحزب الدخول في لعبة الارقام عند الحديث عن عدد عناصر الحزب، لكن اوساطا مطلعة على العمل الحزبي اكدت لـ«الشرق الأوسط» ان عدد المقاتلين المحترفين الذين يشكلون النخبة القتالية في الحزب يقدر بالمئات فقط، اما المقاتلين غير النظاميين فيمكن تقديرهم بالالاف. علما ان اعضاء النخبة القتالية هم على قدر عال من التدريب ويمتلكون تقنيات عالية وخبرات عسكرية على اجهزة إلكترونية معقدة.
ويعتبر «حزب الله» من التجارب الهامة في الحقل العسكري، كما يقول الخبير العسكري الياس حنا، الذي اشار الى ان «كل المؤشرات تقول ان الحزب يمتلك صاروخ «زلزال» الذي يصل مداه الى 175 كيلومترا ويمكنه ان يضرب تل ابيب من اقصى البقاع اللبناني البعيد عن الحدود.
وتكمن الاهمية هنا في ان الحزب هو اول حركة مقاومة تستخدم قدرات الجيش التقليدي في إطار حرب العصابات. وهو أول فصيل مسلح غير نظامي يمتلك أسلحة استراتيجية.
ويمكن تقسيم قطاعات المقاومة إلى الآتي:
1ـ مراكز الدراسات: ومهمتها اعداد الدراسات التي تساعد المقاومة في اعمالها وتلك التي تساعد قادتها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
2ـ الرصد: ويتألف من عدة اقسام ومهمتها رصد العدو واجهزة اعلامه والترجمة من العبرية الى العربية.
3ـ التدريب: ومهمته اعداد المقاتلين وتدريبهم على التقنيات الحديثة التي يتم استعمالها في الحزب وتلك التي ترده حديثا. ومن نافلة القول ان هؤلاء يخضعون لدورات تشمل كل جديد في المجال العسكري.
4ـ التطوير التقني: ويتولى هذا القسم عمليات تطوير انظمة الاسلحة التي يشتريها الحزب او يتلقاها. وقد عمل هذا القسم على تطوير انواع من العبوات التي تم بها ضرب دفاعات دبابة «ميركافا» الاسرائيلية، وقد اتهمت اسرائيل الحزب بانه سرب هذه العبوات الى المقاومة الفلسطينية فيما اتهمته الولايات المتحدة بانه سربها الى المقاومة العراقية، غير ان الحزب لم يعر الاتهامات الاميركية «أية أهمية»، كما أبلغ احد قادته «الشرق الاوسط». أما الاتهامات الاسرائيلية فيبدو ان فيها نظر.
ويتولى هذا القسم ايضا عمليات تمويه العبوات الناسفة بحيث لا تلاحظها فرق الاستطلاع الاسرائيلية التي تسير قبل الدبابات، كتمويه هذه العبوات على شكل صخرة. كما تولى ايضا زيادة فاعلية ومدى صواريخ الكاتيوشا وغيرها. ويؤكد مصدر في الحزب ان لديه «قدرات بشرية مهمة في هذا المجال». ويقول قادة «حزب الله» ان طائرة التجسس من دون طيار التي اطلقها فوق الاراضي الاسرائيلية هي من صنع هذا القسم، رغم الاتهامات الاسرائيلية لايران بانها من زوده بها. وينتشر مقاتلو حزب الله في كل مكان ويعملون بفاعلية مع قدرة على التواري تجعلهم بعيدي المنال. ويقول تيمور غوكسل الاستاذ في الجامعة الاميركية في بيروت ان «مقاتلي حزب الله يعملون في مجموعات لا تزيد عن 20 شخصا.. يمكنهم اخفاء بنادقهم لكن لا يمكنك تدمير مؤسستهم العسكرية». وقال ألون بن دافيد محلل شؤون اسرائيل بمجلة جينز ديفينس ويكلي: «حزب الله عالم منفصل عن لعب القذائف الصاروخية الفلسطينية». وأضاف «انه ليس ميليشيات حركة فتح البالية.. وانما هو في الواقع فرع من القوات الخاصة الايرانية». وقال بن دافيد «في عام 1982 لم يكن بامكان اللبنانيين الجنوبيين مواجهة المسلحين الفلسطينيين وكانوا ينظرون اليهم باعتبارهم دخلاء يتصفون بالعنف. على النقيض من ذلك.. فجنوب لبنان هو معقل حزب الله.. والحزب يحصل على الرجال ويستمد الدعم من السكان المحليين». واضاف «انه يتمتع بمعرفة فطرية للارض التي مكنته حتى الان خلال تلك الحملة الاسرائيلية من مراوغة قوات الدفاع الاسرائيلية ونصب كمائن لها بنجاح». يسعى الجيش الاسرائيلي لاستخلاص العبر من اخفاقاته التكتيكية امام حزب الله. وبعد ان كان الجيش الاسرائيلي يعتقد ان في وسعه التغلب على الحزب في غضون بضعة ايام، اضطر الى مراجعة حساباته.
وقال المحلل المتخصص في الشؤون العسكرية روفن بيداتسور «ان القيادة العليا جعلت الحكومة تعتقد ان المعركة لن تستغرق اكثر من بضعة ايام، سواء تلقت معلومات مغلوطة من الاستخبارات العسكرية او انها اساءت تفسير المعلومات». وقال المتحدث العسكري الاسرائيلي: ان مقاتلي حزب الله «نظموا صفوفهم بشكل ممتاز» خلال السنوات الست التي تلت الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان فحفروا انفاقا عميقة وكدسوا أسلحة. وتابع «انهم مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل ممتاز ومستعدون للموت، وهو ما يشهد عليه عدد الاسرى الضئيل لدى القوات الاسرائيلية».
بيروت: ثائر عباس
تتمتع «المقاومة الاسلامية» الجناح العسكري لحزب الله بهرمية ديناميكية تسمح لأصغر تقسيماتها باتخاذ القرارات في اللحظات الحاسمة مهما كان حجم القرار. ويمكن ان تفاجئ احدى المجموعات القيادة بالقيام بعملية ما على غرار عملية أسر الجنديين اذا سمحت لها الظروف الميدانية بذلك، واذا كانت القيادة العليا قد اعطتها اساسا الضوء الأخضر لعملية مماثلة، وعندها لا تعود المجموعة مضطرة للعودة الى هيئات أعلى لاتخاذ القرار.
ويتخذ العمل المقاوم أشكالا مختلفة، فمن الناحية العسكرية ينقسم اعضاء الحزب الى اعضاء متفرغين يتلقون رواتب شهرية ولديهم تأمينات اجتماعية وصحية، واعضاء غير متفرغين يطلق عليهم اسم «التعبئة» وهؤلاء اقل تدريبا من الوحدات المقاتلة لكنهم يتلقون تدريبات على السلاح ويمتلكون مهارات قتالية، وهم يتلقون رواتب ايضا لكنها اقل من رواتب المتفرغين. وبالاضافة الى هؤلاء هناك «الانصار» الذين يعتبرون بمثابة الاحتياط العام للحزب. ويرفض الحزب الدخول في لعبة الارقام عند الحديث عن عدد عناصر الحزب، لكن اوساطا مطلعة على العمل الحزبي اكدت لـ«الشرق الأوسط» ان عدد المقاتلين المحترفين الذين يشكلون النخبة القتالية في الحزب يقدر بالمئات فقط، اما المقاتلين غير النظاميين فيمكن تقديرهم بالالاف. علما ان اعضاء النخبة القتالية هم على قدر عال من التدريب ويمتلكون تقنيات عالية وخبرات عسكرية على اجهزة إلكترونية معقدة.
ويعتبر «حزب الله» من التجارب الهامة في الحقل العسكري، كما يقول الخبير العسكري الياس حنا، الذي اشار الى ان «كل المؤشرات تقول ان الحزب يمتلك صاروخ «زلزال» الذي يصل مداه الى 175 كيلومترا ويمكنه ان يضرب تل ابيب من اقصى البقاع اللبناني البعيد عن الحدود.
وتكمن الاهمية هنا في ان الحزب هو اول حركة مقاومة تستخدم قدرات الجيش التقليدي في إطار حرب العصابات. وهو أول فصيل مسلح غير نظامي يمتلك أسلحة استراتيجية.
ويمكن تقسيم قطاعات المقاومة إلى الآتي:
1ـ مراكز الدراسات: ومهمتها اعداد الدراسات التي تساعد المقاومة في اعمالها وتلك التي تساعد قادتها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
2ـ الرصد: ويتألف من عدة اقسام ومهمتها رصد العدو واجهزة اعلامه والترجمة من العبرية الى العربية.
3ـ التدريب: ومهمته اعداد المقاتلين وتدريبهم على التقنيات الحديثة التي يتم استعمالها في الحزب وتلك التي ترده حديثا. ومن نافلة القول ان هؤلاء يخضعون لدورات تشمل كل جديد في المجال العسكري.
4ـ التطوير التقني: ويتولى هذا القسم عمليات تطوير انظمة الاسلحة التي يشتريها الحزب او يتلقاها. وقد عمل هذا القسم على تطوير انواع من العبوات التي تم بها ضرب دفاعات دبابة «ميركافا» الاسرائيلية، وقد اتهمت اسرائيل الحزب بانه سرب هذه العبوات الى المقاومة الفلسطينية فيما اتهمته الولايات المتحدة بانه سربها الى المقاومة العراقية، غير ان الحزب لم يعر الاتهامات الاميركية «أية أهمية»، كما أبلغ احد قادته «الشرق الاوسط». أما الاتهامات الاسرائيلية فيبدو ان فيها نظر.
ويتولى هذا القسم ايضا عمليات تمويه العبوات الناسفة بحيث لا تلاحظها فرق الاستطلاع الاسرائيلية التي تسير قبل الدبابات، كتمويه هذه العبوات على شكل صخرة. كما تولى ايضا زيادة فاعلية ومدى صواريخ الكاتيوشا وغيرها. ويؤكد مصدر في الحزب ان لديه «قدرات بشرية مهمة في هذا المجال». ويقول قادة «حزب الله» ان طائرة التجسس من دون طيار التي اطلقها فوق الاراضي الاسرائيلية هي من صنع هذا القسم، رغم الاتهامات الاسرائيلية لايران بانها من زوده بها. وينتشر مقاتلو حزب الله في كل مكان ويعملون بفاعلية مع قدرة على التواري تجعلهم بعيدي المنال. ويقول تيمور غوكسل الاستاذ في الجامعة الاميركية في بيروت ان «مقاتلي حزب الله يعملون في مجموعات لا تزيد عن 20 شخصا.. يمكنهم اخفاء بنادقهم لكن لا يمكنك تدمير مؤسستهم العسكرية». وقال ألون بن دافيد محلل شؤون اسرائيل بمجلة جينز ديفينس ويكلي: «حزب الله عالم منفصل عن لعب القذائف الصاروخية الفلسطينية». وأضاف «انه ليس ميليشيات حركة فتح البالية.. وانما هو في الواقع فرع من القوات الخاصة الايرانية». وقال بن دافيد «في عام 1982 لم يكن بامكان اللبنانيين الجنوبيين مواجهة المسلحين الفلسطينيين وكانوا ينظرون اليهم باعتبارهم دخلاء يتصفون بالعنف. على النقيض من ذلك.. فجنوب لبنان هو معقل حزب الله.. والحزب يحصل على الرجال ويستمد الدعم من السكان المحليين». واضاف «انه يتمتع بمعرفة فطرية للارض التي مكنته حتى الان خلال تلك الحملة الاسرائيلية من مراوغة قوات الدفاع الاسرائيلية ونصب كمائن لها بنجاح». يسعى الجيش الاسرائيلي لاستخلاص العبر من اخفاقاته التكتيكية امام حزب الله. وبعد ان كان الجيش الاسرائيلي يعتقد ان في وسعه التغلب على الحزب في غضون بضعة ايام، اضطر الى مراجعة حساباته.
وقال المحلل المتخصص في الشؤون العسكرية روفن بيداتسور «ان القيادة العليا جعلت الحكومة تعتقد ان المعركة لن تستغرق اكثر من بضعة ايام، سواء تلقت معلومات مغلوطة من الاستخبارات العسكرية او انها اساءت تفسير المعلومات». وقال المتحدث العسكري الاسرائيلي: ان مقاتلي حزب الله «نظموا صفوفهم بشكل ممتاز» خلال السنوات الست التي تلت الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان فحفروا انفاقا عميقة وكدسوا أسلحة. وتابع «انهم مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل ممتاز ومستعدون للموت، وهو ما يشهد عليه عدد الاسرى الضئيل لدى القوات الاسرائيلية».