فاتن
07-28-2006, 09:46 AM
«بياتركس» بيعت بمليون وربع المليون جنيه استرليني
القاهرة: منى مدكور
كان للعرب فضل اكتشاف قدرات الحمام الزاجل منذ عهد الدولة العباسية، فطار حاملا رسائلهم ناقلا إياها عبر المحيطات والبحار والصحاري بدون ان يخطئ في توصيل الرسالة التي يحملها. وعلى الرغم من الثورة التكنولوجية الهائلة التي دخلت عالم البريد والنقل والتي اصابت الحمام الزاجل بالبطالة، الا ان الاهتمام به لم يتوقف فأنشئت له العديد من البلدان اتحادات خاصة وعامة للعناية به على الوجه الأمثل. وبخاصة ان الحمام الزاجل لا يعرف أخطاء موظفي البريد ولا يتأخر في إيصال الرسائل المكلف بتوصيلها. حتى استحق لقب رسول فوق العادة.
وقد لا يعرف الكثيرون أن العرب كانوا أول من اكتشف الميزات الخارقة للحمام الزاجل، إذ تذكر كتب التاريخ أن العرب استخدموه إبان عهد العباسيين في بغداد والأمويين في الأندلس، وقد استخدم الحمام الزاجل رسميا في نقل البريد عام 1150م ببغداد بأمر الخليفة، ثم استخدم بعدها في نقل الرسائل الحربية والخاصة في حالات الحصار للقوات المتحاربة حيث استخدمه العرب أثناء الحملة الصليبية على بيت المقدس.
وتؤكد الوثائق التاريخية أنه في أثناء الحرب الفرنسية عام 1871، وعندما تم حصار باريس لعدة أشهر، قام الحمام الزاجل بنقل ما يقرب من 150 ألف رسالة.
وفي عام 1878 أنشأ الجيش الأميركي سلاح الاشارة الزاجلي أسوة بنفس السلاح في الجيش الألماني، ووصل عدد الجنود الذين خدموا في هذا السلاح نحو ثلاثة آلاف صف وعسكري وحوالي 50 ضابطا.
وقد ثبت من الإحصائيات التي أجريت خلال الحرب العالمية الثانية أن استخدام الحمام الزاجل نجح بنسبة 99%. أي ان اخطاء الحمام لم تتجاوز الواحد في المائة في نقل الرسائل. وقد عرفت مصر الاهتمام بالحمام الزاجل منذ منتصف الأربعينيات حين قام عثمان باشا رامز أحد أعيان مصر وقتها بشراء أعداد كبيرة من الحمام الزاجل التي كان يقوم بتربيتها أحد الهواة الإنجليز أثناء وجوده في مصر وكون في عام 1945 ما عرف باسم «الجمعية المصرية للحمام الزاجل» ولهذه السلالة أهمية تاريخية، حيث يقال إنه عندما أراد سلاح الإشارة للقوات البريطانية التي كانت تتمركز في مصر بمعسكرات منطقة المعادي أثناء الحرب العالمية الثانية إيجاد وسيلة اتصال في نقل الرسائل بين دورياته التي كانت تجوب الصحراء الغربية إلى مقر قيادتها في مصر مع إحاطتها بالحماية من الوقوع في يد المخابرات الألمانية، وهو الأمر الذي لم يكن ممكنا إذا ما أرسلت هذه الرسائل بالراديو، لذلك لم يكن لدى الإنجليز حل سوى الحمام الزاجل لتنفيذ هذه المهمة، ولكن نظرا لعدم وجود الوقت الكافي لاستيراد الحمام من بريطانيا وإعداده للخدمة في مصر، فقد اتصل قادة سلاح الإشارة البريطاني بعثمان رامز لشراء ما لديه من حمام زاجل بعد أن تأكدوا من جودة السلالات التي بحوزته، الا أن عثمان رامز فضل إهداء كل ما لديه من حمام للجيش الانجليزي كهدية رمزية من الهواة المصريين. وعندما قرر سلاح الإشارة البريطاني التخلص من حمامه بعد أن وضعت الحرب أوزارها، رأى أن يرد لعثمان رامز هذا الجميل فوضع تحت تصرفه كل ما في معسكره بالمعادي من حمام زاجل ليختار منه ما يشاء، ومرة أخرى أهدى عثمان رامز كل ما لديه من حمام الجيش الانجليزي إلى جمعية الحمام الزاجل المصرية، التي باعته بدورها لحسابها في مزاد علني اشترى منه الهواة المصريون ليكونوا بهذه الكمية أول نواة للحمام الزاجل في مصر. ولتنتشر هواية تربية الحمام الزاجل بعد ذلك في مصر خاصة في الوجه البحري والإسكندرية بين علية القوم ولتتحول الجمعية إلى اتحاد عام 1977، ثم تصدر عنه مجلة شهرية تحمل اسمه منذ عام 1994 وحتى الآن، وينبثق عن الاتحاد اكثر من 20 فرعا في معظم محافظات مصر.
وحاليا لا يتم تدريب الحمام الزاجل على حمل الرسائل كما كان متبعا في الماضي، بل اصبح منافسا مهما في سباقات الحمام الزاجل التي تتم سنويا والتي تنتشر على مستوى العالم، وتعتبر بلجيكا هي اشهر دولة في تنظيم سباقات الحمام الزاجل كما ان بها مقر الاتحاد الدولي للحمام الزاجل ويقطن بها حوالي 6 ملايين هاو للحمام، ويعد عام 1850 البداية الحقيقية لاستخدام الحمام الزاجل في بلجيكا في الاغراض التجارية. كما تعد من أوائل الدول التي قامت بعمليات التهجين التي تنتج الحمام الزاجل، حيث تتم عملية تزاوج بين الحمام البري الذي يتصف بالمعيشة تحت الظروف القاسية ويمتاز بسرعة وخفة طيرانه مع نوع من الحمام البلجيكي المسمى «سمبرل» والذي يمتاز بقصر القامة وامتلاء الصدر، والمنقار متوسط الطول المنحدر مع الرأس والأعين الواسعة ذات الجفون الرقيقة، ومن أشهر هذه المجموعات الناتجة عن هذا التهجين مجموعة «باركر». اما في مصر وعن طبيعة عمل الاتحاد المصري للحمام الزاجل يقول محمد العباسي، رئيس الاتحاد المصري للحمام الزاجل،: «هناك 14 سباقا محليا ينظمها الاتحاد كل عام للحمام الزاجل اشهرها سباق (النيل الدولي للحمام الزاجل)، وعربيا يشترك الاتحاد في العديد من السباقات العربية والدولية للحمام الزاجل مثل (سباق النقطة الواحدة بالرياض) و(سباق النقاط المتعددة بالكويت) والسباق الدولي ببلجيكا.
اما عن طبيعة التدريبات التي يخضع لها الحمام الزاجل حتى يتمكن من الدخول في المسابقات الدولية، فيؤكد رئيس الاتحاد المصري للحمام الزاجل على أنه يتم تدريب الحمام في عمر الشهرين، ويستطيع الحمام الطيران من عمر شهر ونصف الشهر وأولى رحلاته تكون فوق البيت الذي تربي به، وإذا أردنا بعد ذلك أن نجعله يطير على مسافة كيلومتر مثلا، فعلينا أن نصحبه مسافة الكيلومتر بعيدا عن البيت ومن ثم نتركه يعود بمفرده للبيت الذي يعرفه وتعود عليه وذلك اعتمادا على غريزة حب الحمام وحنينه للمكان الذي يعيش به، وبمرور الوقت يتم التدريب على زيادة المسافات وتقسيم المسافات الطويلة وزيادة وقت الطيران بالتدريج حتى الوصول إلى أكبر مسافة يمكن أن يطير إليها بدون أن نفقده، مشيرا إلى أن عمر الحمام الذي يخضع للتدريبات ينقسم إلى 3 مراحل، مرحلة «الزغاليل» وتبدأ بعد الفقس، ومرحلة الشباب خلال السنة الثانية من عمره، ومرحلة الكبر بعد السنة الثانية إلى نهاية عمره.
القاهرة: منى مدكور
كان للعرب فضل اكتشاف قدرات الحمام الزاجل منذ عهد الدولة العباسية، فطار حاملا رسائلهم ناقلا إياها عبر المحيطات والبحار والصحاري بدون ان يخطئ في توصيل الرسالة التي يحملها. وعلى الرغم من الثورة التكنولوجية الهائلة التي دخلت عالم البريد والنقل والتي اصابت الحمام الزاجل بالبطالة، الا ان الاهتمام به لم يتوقف فأنشئت له العديد من البلدان اتحادات خاصة وعامة للعناية به على الوجه الأمثل. وبخاصة ان الحمام الزاجل لا يعرف أخطاء موظفي البريد ولا يتأخر في إيصال الرسائل المكلف بتوصيلها. حتى استحق لقب رسول فوق العادة.
وقد لا يعرف الكثيرون أن العرب كانوا أول من اكتشف الميزات الخارقة للحمام الزاجل، إذ تذكر كتب التاريخ أن العرب استخدموه إبان عهد العباسيين في بغداد والأمويين في الأندلس، وقد استخدم الحمام الزاجل رسميا في نقل البريد عام 1150م ببغداد بأمر الخليفة، ثم استخدم بعدها في نقل الرسائل الحربية والخاصة في حالات الحصار للقوات المتحاربة حيث استخدمه العرب أثناء الحملة الصليبية على بيت المقدس.
وتؤكد الوثائق التاريخية أنه في أثناء الحرب الفرنسية عام 1871، وعندما تم حصار باريس لعدة أشهر، قام الحمام الزاجل بنقل ما يقرب من 150 ألف رسالة.
وفي عام 1878 أنشأ الجيش الأميركي سلاح الاشارة الزاجلي أسوة بنفس السلاح في الجيش الألماني، ووصل عدد الجنود الذين خدموا في هذا السلاح نحو ثلاثة آلاف صف وعسكري وحوالي 50 ضابطا.
وقد ثبت من الإحصائيات التي أجريت خلال الحرب العالمية الثانية أن استخدام الحمام الزاجل نجح بنسبة 99%. أي ان اخطاء الحمام لم تتجاوز الواحد في المائة في نقل الرسائل. وقد عرفت مصر الاهتمام بالحمام الزاجل منذ منتصف الأربعينيات حين قام عثمان باشا رامز أحد أعيان مصر وقتها بشراء أعداد كبيرة من الحمام الزاجل التي كان يقوم بتربيتها أحد الهواة الإنجليز أثناء وجوده في مصر وكون في عام 1945 ما عرف باسم «الجمعية المصرية للحمام الزاجل» ولهذه السلالة أهمية تاريخية، حيث يقال إنه عندما أراد سلاح الإشارة للقوات البريطانية التي كانت تتمركز في مصر بمعسكرات منطقة المعادي أثناء الحرب العالمية الثانية إيجاد وسيلة اتصال في نقل الرسائل بين دورياته التي كانت تجوب الصحراء الغربية إلى مقر قيادتها في مصر مع إحاطتها بالحماية من الوقوع في يد المخابرات الألمانية، وهو الأمر الذي لم يكن ممكنا إذا ما أرسلت هذه الرسائل بالراديو، لذلك لم يكن لدى الإنجليز حل سوى الحمام الزاجل لتنفيذ هذه المهمة، ولكن نظرا لعدم وجود الوقت الكافي لاستيراد الحمام من بريطانيا وإعداده للخدمة في مصر، فقد اتصل قادة سلاح الإشارة البريطاني بعثمان رامز لشراء ما لديه من حمام زاجل بعد أن تأكدوا من جودة السلالات التي بحوزته، الا أن عثمان رامز فضل إهداء كل ما لديه من حمام للجيش الانجليزي كهدية رمزية من الهواة المصريين. وعندما قرر سلاح الإشارة البريطاني التخلص من حمامه بعد أن وضعت الحرب أوزارها، رأى أن يرد لعثمان رامز هذا الجميل فوضع تحت تصرفه كل ما في معسكره بالمعادي من حمام زاجل ليختار منه ما يشاء، ومرة أخرى أهدى عثمان رامز كل ما لديه من حمام الجيش الانجليزي إلى جمعية الحمام الزاجل المصرية، التي باعته بدورها لحسابها في مزاد علني اشترى منه الهواة المصريون ليكونوا بهذه الكمية أول نواة للحمام الزاجل في مصر. ولتنتشر هواية تربية الحمام الزاجل بعد ذلك في مصر خاصة في الوجه البحري والإسكندرية بين علية القوم ولتتحول الجمعية إلى اتحاد عام 1977، ثم تصدر عنه مجلة شهرية تحمل اسمه منذ عام 1994 وحتى الآن، وينبثق عن الاتحاد اكثر من 20 فرعا في معظم محافظات مصر.
وحاليا لا يتم تدريب الحمام الزاجل على حمل الرسائل كما كان متبعا في الماضي، بل اصبح منافسا مهما في سباقات الحمام الزاجل التي تتم سنويا والتي تنتشر على مستوى العالم، وتعتبر بلجيكا هي اشهر دولة في تنظيم سباقات الحمام الزاجل كما ان بها مقر الاتحاد الدولي للحمام الزاجل ويقطن بها حوالي 6 ملايين هاو للحمام، ويعد عام 1850 البداية الحقيقية لاستخدام الحمام الزاجل في بلجيكا في الاغراض التجارية. كما تعد من أوائل الدول التي قامت بعمليات التهجين التي تنتج الحمام الزاجل، حيث تتم عملية تزاوج بين الحمام البري الذي يتصف بالمعيشة تحت الظروف القاسية ويمتاز بسرعة وخفة طيرانه مع نوع من الحمام البلجيكي المسمى «سمبرل» والذي يمتاز بقصر القامة وامتلاء الصدر، والمنقار متوسط الطول المنحدر مع الرأس والأعين الواسعة ذات الجفون الرقيقة، ومن أشهر هذه المجموعات الناتجة عن هذا التهجين مجموعة «باركر». اما في مصر وعن طبيعة عمل الاتحاد المصري للحمام الزاجل يقول محمد العباسي، رئيس الاتحاد المصري للحمام الزاجل،: «هناك 14 سباقا محليا ينظمها الاتحاد كل عام للحمام الزاجل اشهرها سباق (النيل الدولي للحمام الزاجل)، وعربيا يشترك الاتحاد في العديد من السباقات العربية والدولية للحمام الزاجل مثل (سباق النقطة الواحدة بالرياض) و(سباق النقاط المتعددة بالكويت) والسباق الدولي ببلجيكا.
اما عن طبيعة التدريبات التي يخضع لها الحمام الزاجل حتى يتمكن من الدخول في المسابقات الدولية، فيؤكد رئيس الاتحاد المصري للحمام الزاجل على أنه يتم تدريب الحمام في عمر الشهرين، ويستطيع الحمام الطيران من عمر شهر ونصف الشهر وأولى رحلاته تكون فوق البيت الذي تربي به، وإذا أردنا بعد ذلك أن نجعله يطير على مسافة كيلومتر مثلا، فعلينا أن نصحبه مسافة الكيلومتر بعيدا عن البيت ومن ثم نتركه يعود بمفرده للبيت الذي يعرفه وتعود عليه وذلك اعتمادا على غريزة حب الحمام وحنينه للمكان الذي يعيش به، وبمرور الوقت يتم التدريب على زيادة المسافات وتقسيم المسافات الطويلة وزيادة وقت الطيران بالتدريج حتى الوصول إلى أكبر مسافة يمكن أن يطير إليها بدون أن نفقده، مشيرا إلى أن عمر الحمام الذي يخضع للتدريبات ينقسم إلى 3 مراحل، مرحلة «الزغاليل» وتبدأ بعد الفقس، ومرحلة الشباب خلال السنة الثانية من عمره، ومرحلة الكبر بعد السنة الثانية إلى نهاية عمره.