جمال
07-26-2006, 04:02 PM
http://www.aawsat.com/2006/07/26/images/daily.374938.jpg
المداعبات الخارجة على المألوف في عالم السياسة
وارين سينت جون*
وقف الرئيس الأميركي جورج بوش خلال أعمال قمة الدولة الصناعية الثماني في سان بيترسبرغ الاسبوع الماضي ومشى خلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي كانت تجلس في المقعد المخصص لها، ووضع يده على كتفها وضغط عليه مرتين، كما بدا في الصورة. وما كان من المستشارة الألمانية إلا ان رفعت يديها في الهواء وبدت على وجهها تكشيرة استياء. ترك الأمر لوسائل الإعلام والمشاهدين ليفكوا شفرة ما حدث لمعرفة ما جرى بالفعل.
وسائل الإعلام الألمانية انتقدت بقسوة ما حدث من جانب الرئيس بوش، فيما وصف كتاب محافظون وليبراليون أميركيون في مواقع على الإنترنت ما حدث من الرئيس بوش بأنه إما دفء في العلاقة او شيء آخر أكثر اثارة للاستياء، مثل الملاطفة والمداعبة على الطريقة القديمة. مهما كان دافع بوش من وضع يده بالطريقة التي شوهدت، من الواضح ان ما حدث منه لم يرق لمستشارة ألمانيا، ولكن في سياق اللمس والمداعبات الخارجة على المألوف من جانب الساسة يمكن النظر الى سياق زمان ما فعله بوش بأنه فعل غير ضار، وإن كان سياق المكان غير مناسب.
فالرئيس الروسي فيلاديمير بوتين حيا طفلا عمره خمس سنوات داخل الكرملين بأن رفع القميص الذي كان يلبسه وقبّل بطنه. وفسر بوتين في وقت لاحق ما حدث بأنه فعل عاطفي تلقائي. وفي سياتل في ابريل (نيسان) الماضي، رفع مشرف في شركة «بوينغ» خلال زيارة الصيني هو جينتاو، قبعته من باب الاحترام والتحية، وما كان من هيو جينتاو إلا السلام على الرجل ومعانقته بالأحضان. وفي نيو مكسيكو، واجه الحاكم بيل ريتشاردسون، الذي يتطلع لترشيح نفسه للرئاسة، الى انتكاسة سياسية في ديسمبر (كانون الاول) الماضي عندما قالت نائبته دايان دينيش لمراسل «آلبوكيرك جورنال» انها تحاول ان تتحاشى الحاكم في المناسبات لأنه قرصها في عنقها ولمسها في وركها وجانب ساقها. ترى هل جن قادتنا؟ لم يمض زمن طويل على حصر الساسة اتصالهم وتفاعلهم مع الناس على المصافحة باليد، والمصافحة كما هي معروفة هي سلام شخصين على بعضهما بعضا باستخدام كل منهما اليد اليمنى بدون أحضان او مداعبة. وكان بعض المستشارين السياسيين قد شجعوا الساسة على الاهتمام بالسلام بشيء من الحميمية مثل السلام بالأحضان، لأن ذلك، كما يقولون، يزيد من التقارب ويترك اثرا ايجابيا على أحساس ومشاعر الاشخاص العاديين تجاه الساسة.
ويقول المستشار السياسي الجمهوري، فرانك لونتز، انه من أنصار هذا الاتجاه. وأضاف انه قدم استشارة حول هذه القضية لرئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الذي قاد حملة انتخابية ناجحة. ويقول آلان بيس، وهو خبير ومستشار إعلامي لدى عدد من السياسيين وكبار المسؤولين التنفيذيين، ان الولايات المتحدة ظلت على مدى جزء كبير من تاريخها تتعامل وفقا لنظرة شمال اوروبية تنظر بازدراء وسلبية الى ظواهر مثل المصافحة والسلام بالأحضان بين الغرباء، وهي نظرة يشارك الاميركيون فيها سكان مستعمرات بريطانية سابقة مثل استراليا ونيوزيلندا، على العكس من ثقافات منطقة البحر المتوسط التي يقبل المنتمون لها بصورة عامة تحية بعضهم بعضها بشيء من الحميمية مثل المصافحة والعناق.
*خدمة «نيويورك تايمز»
المداعبات الخارجة على المألوف في عالم السياسة
وارين سينت جون*
وقف الرئيس الأميركي جورج بوش خلال أعمال قمة الدولة الصناعية الثماني في سان بيترسبرغ الاسبوع الماضي ومشى خلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي كانت تجلس في المقعد المخصص لها، ووضع يده على كتفها وضغط عليه مرتين، كما بدا في الصورة. وما كان من المستشارة الألمانية إلا ان رفعت يديها في الهواء وبدت على وجهها تكشيرة استياء. ترك الأمر لوسائل الإعلام والمشاهدين ليفكوا شفرة ما حدث لمعرفة ما جرى بالفعل.
وسائل الإعلام الألمانية انتقدت بقسوة ما حدث من جانب الرئيس بوش، فيما وصف كتاب محافظون وليبراليون أميركيون في مواقع على الإنترنت ما حدث من الرئيس بوش بأنه إما دفء في العلاقة او شيء آخر أكثر اثارة للاستياء، مثل الملاطفة والمداعبة على الطريقة القديمة. مهما كان دافع بوش من وضع يده بالطريقة التي شوهدت، من الواضح ان ما حدث منه لم يرق لمستشارة ألمانيا، ولكن في سياق اللمس والمداعبات الخارجة على المألوف من جانب الساسة يمكن النظر الى سياق زمان ما فعله بوش بأنه فعل غير ضار، وإن كان سياق المكان غير مناسب.
فالرئيس الروسي فيلاديمير بوتين حيا طفلا عمره خمس سنوات داخل الكرملين بأن رفع القميص الذي كان يلبسه وقبّل بطنه. وفسر بوتين في وقت لاحق ما حدث بأنه فعل عاطفي تلقائي. وفي سياتل في ابريل (نيسان) الماضي، رفع مشرف في شركة «بوينغ» خلال زيارة الصيني هو جينتاو، قبعته من باب الاحترام والتحية، وما كان من هيو جينتاو إلا السلام على الرجل ومعانقته بالأحضان. وفي نيو مكسيكو، واجه الحاكم بيل ريتشاردسون، الذي يتطلع لترشيح نفسه للرئاسة، الى انتكاسة سياسية في ديسمبر (كانون الاول) الماضي عندما قالت نائبته دايان دينيش لمراسل «آلبوكيرك جورنال» انها تحاول ان تتحاشى الحاكم في المناسبات لأنه قرصها في عنقها ولمسها في وركها وجانب ساقها. ترى هل جن قادتنا؟ لم يمض زمن طويل على حصر الساسة اتصالهم وتفاعلهم مع الناس على المصافحة باليد، والمصافحة كما هي معروفة هي سلام شخصين على بعضهما بعضا باستخدام كل منهما اليد اليمنى بدون أحضان او مداعبة. وكان بعض المستشارين السياسيين قد شجعوا الساسة على الاهتمام بالسلام بشيء من الحميمية مثل السلام بالأحضان، لأن ذلك، كما يقولون، يزيد من التقارب ويترك اثرا ايجابيا على أحساس ومشاعر الاشخاص العاديين تجاه الساسة.
ويقول المستشار السياسي الجمهوري، فرانك لونتز، انه من أنصار هذا الاتجاه. وأضاف انه قدم استشارة حول هذه القضية لرئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الذي قاد حملة انتخابية ناجحة. ويقول آلان بيس، وهو خبير ومستشار إعلامي لدى عدد من السياسيين وكبار المسؤولين التنفيذيين، ان الولايات المتحدة ظلت على مدى جزء كبير من تاريخها تتعامل وفقا لنظرة شمال اوروبية تنظر بازدراء وسلبية الى ظواهر مثل المصافحة والسلام بالأحضان بين الغرباء، وهي نظرة يشارك الاميركيون فيها سكان مستعمرات بريطانية سابقة مثل استراليا ونيوزيلندا، على العكس من ثقافات منطقة البحر المتوسط التي يقبل المنتمون لها بصورة عامة تحية بعضهم بعضها بشيء من الحميمية مثل المصافحة والعناق.
*خدمة «نيويورك تايمز»